وتعددت اللقاءات مع السيدة الكبرى وزوجها فى منزلهم وقد حصلت على ردود مقنعة لكل الاتهامات والهجوم الموجه من رجال الدين الاسلامى مصريين وغير مصريين أبرزهم الدكتور النمر والدكتورة بنت الشاطئ والدكتور مصطفى محمود وغيرهم كثيرين شاركوا فى هذا الهجوم حتى أننى لاحظت أن نفر من هؤلاء الكتاب حصل على أرشيف قضايا تخص بهائيين من المحاكم مما أعطانى صورة أن الهجوم يتم بتنسيق منظم تتورط فيه جهات عديدة وتذكرت الطريقة التى كان يحصل بها الصحفى المشهور محمد حسنين هيكل على معلومات لا تتوفر لكاتب عادى من السفارة الامريكية بدعم من المخابرات المركزية الأمريكية فبعض هؤلاء الكتاب يعملون كمخبرين أكثر منهم كتاب ويحملون صفة مفكرين ولكنهم فى الحقيقة مخبرين يتقاضون رواتب وامتيازات للعب هذا الدور الحقير .
وبعد مرور شهر تقريباً علمت أن زوج السيدة الكبرى قد سافر الى احدى دول جنوب شرق أسيا وسوف تلحق به زوجته بعد وقت غير قليل بعد ترتيب أمور الاقامة والعمل هناك .
وبالرغم من تمنياتى لهم بالتوفيق إلا أننى شعرت فى أعماقى أننى سأخسر الكثير بسبب سفرهم وخصوصا وأنه ليس من بديل يتحلى بالشجاعة ليواصل معى الطريق ولكن السيدة الكبرى لاحظت مشاعرى التى لم أنجح فى اخفائها فبشهامتها المعهودة وكرم أخلاقها أبدت استعدادها لاستقبالى حتى يحين موعد سفرها ونشطت فى تزويدى بالمادة الأمرية فى حرص شديد حتى أننى طلبت تصوير الكتب فرفضت وطلبت منها استعدادى لتجليد بعض الكتب القديمة فى مطبعة يمتلكها أحد أصدقائى فرفضت أيضاً وكنت دائماً أحترم ملاحظتها وطلباتها بأمانه شديدة وبدأت استعارة الكتب ومناقشتها وبعد قراءتى لكتاب الايقان شعرت برغبة عارمة قوية لامتلاك هذا الكتاب الذى حقق مع روحى تواصل غريب تعجز الكلمات عن وصفه وفكرت كيف أمتلك هذا الكتاب وأحافظ على وعدى مع الاستاذة بعدم التصوير فاهتديت الى فكرة قراءة الكتاب بصوتى وتسجيله على شريط كاسيت وكانت فكرة رائعة فاستماع الكتاب أسهل من قراءته .
وسجلت ولخصت عديد من الكتب بخط اليد واستفدت من تسجيلاتى لهذه المادة الأمرية وكذلك ما قمت بتسجيله سابقاً عن اليهودية والمسيحية والاسلام فى إعداد كتاب بلغ 400 صفحة من القطع المتوسط يدور حول الآية الخامسة من سورة الشعراء كلما جاءهم ذكر من الرحمن محدث كانوا عنه معرضين صدق الله العظيم وبعد ذلك سافرت الأستاذة لتلحق بزوجها هناك وشعرت بالفراغ من عدم وجود البديل من الأحباء للتواصل معهم وانتقلت من عملى عدة مرات كان أخرها محافظة شمال سيناء وتباعدت المسافات وكل يوم يزداد شوقى للتعرف على أحد الأحباء لاستكمال مسيرة التواصل دون جدوى وفى احدى الاجازات التى احصل عليها لزيارة اسرتى بالقاهرة تجولت فى منطقة روكسى بمصر الجديدة ولاحظت أن أحد الباعة يفترش الرصيف ببعض الكتب وعادة أحب تقليب مثل هذه الكتب ووجدت كتاب صغير كتبه شاب مراهق صغير طالب فى كلية الهندسة عن الاستاذ بيكار فاشتريت الكتاب وقرأته وأنا فى طريق العودة لمنزلى ورغم ضحالته أسلوباً ومضموناً إلا أننى حصلت منه على عنوان الاستاذ بيكار بالزمالك ورقم تليفون منزله ولكنى فكرت ماذا سوف أستفيد من هذه المعلومات وسألت نفسى هل الأستاذ بيكار سوف يوافق على استقبالى بعد حادثة هذا الشاب المراهق الطالب بكلية الهندسة وفعلته المشؤومة وأكاذيبه التى خدع بها الاستاذ بيكار واستغل طيبة قلبه النادرة لتسجيل مقابلات معه نشرت فى جريدة المسلمون وقبض الثمن الذى دفعه اليهود ليهوذا لتسليم المسيح
هل يفبل الاستاذ أن يستقبلنى دون معرفة سابقة وخصوصاً بعد هذه الواقعة المشئومة ؟ قطعاً لا محال يحدث هذا
واهتديت الى فكرة مناقشته بالمراسلة بعد معرفتى عنوان منزله من الكتيب إياه . وربما يفتح الله قلب الاستاذ بيكار ليسمعنى ويوافق على التواصل معى وبدأت فى الكتابة اليه من مكان عملى بشمال سيناء وعرضت أفكارى وخطواتى فى رحلة البحث عن الحقيقة ففهم من بين عبارات خطاباتى من هى زميلتى ومن هى الاستاذة الكبيرة التى زودتنى بالكتب واتصل بالاستاذة الكبيرة التى حضرت من مكان اقامتها الجديد فى بلد بعيد لزيارة والدتها المسنة وقد عنفها الاستاذ بيكار لأنها زودتنى بالكتب واستقبلتنى وشرعت فى تبليغى بالأمر المبارك ولهذا لم توافق على استقبالى طوال فترة اجازتها بذرائع لا تجرح مشاعرى دون علمى بالأسباب
وبعد كتابتى حوالى عشر رسائل بالبريد للأستاذ بيكار ولم يرد على رسائلى شعرت بغضب شديد رغم علمى بمبررات مخاوف الاستاذ بيكار ولا شك أنها مخاوف واقعية وموضوعية ومبررة وبعد مدة علمت أسباب أخرى أكثر قوة تمنع الاستاذ بيكار من التواصل مع الغرباء .
إلا أنى اعتبرت عدم رد الاستاذ بيكار على الرسائل اهانة وقررت أن أصب غضبى فى رسالة أخرى وكتبت له محتداً قائلاً ما معناه ياسيدى أنت لا تمتلك بالطبع مفاتيح الملكوت ولا تستطيع أن تمنع مرور الأرواح الى خالقها لا تحسب للجسد حساباً لأنه لا يفيد شيئاً الروح فقط أبدية كخالقها فلا تخاف من الذين يقتلون الجسد فلن يستطيعوا أن يقتلوا روحك فى اشارة لازالة مخاوفه التى تؤثر فيه كثيراً باعتباره فنان ذو حس مرهف كبير السن
وتأثر الرجل العظيم من محتوى هذه الرسالة وكتب لى رسالة تقول :
ولدى الحبيب السيد عاطف
تحية روحية طيبة وبعد
رسائلك كلها وصلتنى والحمد لله .. وقد أوجعنى قليلاً ولا أقول كثيراً ما تضمنته من عتاب بالغ الرقة .. أحسست إزاءه بتقصير نحوك يبلغ حد الخطيئة ولكن اكتشفت من ثنايا عباراتك الدافئة أحياناً والملتهبة أحياناً أخرى أنك صاحب قلب كبير قبل أن تكون صاحب عقل كبير ولذا أطلب من قلبك الكبير أن يغفر لى تقصيراً قد لمست بذكاءك بعض أسبابه وربما يكون أحد هذه الأسباب إحساس بأن الأدوات الهاتفية أو البريدية الصماء تفتقد الى أمانة التوصيل ولذا أرجأت ربط الخيوط الى أن نلتقى محتفظاً بشوق يعلم الله كم هو صادق وأمين .
ولدى الحبيب
ليس بين الأرواح أضواء صفراء أو حمراء ولا أى أضواء من أى لون بل أضواء فقط أرجو أن تظل مضيئة كما أراد لها الله
وختاماً . . أرجو من الله أن يديم عليك نعمة صفاء القلب ونقاء النفس
وعليك التحية والسلام
بيكار
فى 13 / 12 / 1988 م
ولدى الحبيب السيد عاطف
تحية روحية طيبة وبعد
رسائلك كلها وصلتنى والحمد لله .. وقد أوجعنى قليلاً ولا أقول كثيراً ما تضمنته من عتاب بالغ الرقة .. أحسست إزاءه بتقصير نحوك يبلغ حد الخطيئة ولكن اكتشفت من ثنايا عباراتك الدافئة أحياناً والملتهبة أحياناً أخرى أنك صاحب قلب كبير قبل أن تكون صاحب عقل كبير ولذا أطلب من قلبك الكبير أن يغفر لى تقصيراً قد لمست بذكاءك بعض أسبابه وربما يكون أحد هذه الأسباب إحساس بأن الأدوات الهاتفية أو البريدية الصماء تفتقد الى أمانة التوصيل ولذا أرجأت ربط الخيوط الى أن نلتقى محتفظاً بشوق يعلم الله كم هو صادق وأمين .
ولدى الحبيب
ليس بين الأرواح أضواء صفراء أو حمراء ولا أى أضواء من أى لون بل أضواء فقط أرجو أن تظل مضيئة كما أراد لها الله
وختاماً . . أرجو من الله أن يديم عليك نعمة صفاء القلب ونقاء النفس
وعليك التحية والسلام
بيكار
فى 13 / 12 / 1988 م
وللحديث بقية