يقول الشيخ عبد الكريم الجيليّ في كتاب « الإنسان الكامل »: « اعلم أنّ (الإنسان) هو نسخة الحقّ تعالی كما أخبر صلّي الله عليه و آله وسلّم حيث قال: خَلَقَ اللهُ آدَمَ علی صُورَةِ الرَّحْمَنِ . وفي حديث آخر: خَلَقَ اللَهُ آدَمَ علی صُورَتِهِ .
وذلك أنّ الله تعالی حَيٌّ علی مٌ قادِرٌ مُريدٌ سَمِيعٌ بَصيرٌ مُتَكلِّمٌ، وكذلك الإنسان حيّ علی م إلخ، ] إلی آخر الصفات [ . ثمّ يقابل الهويّة بالهويّة، والانيّة بالانيّة، والذات بالذات، والكلّ بالكلّ، والشمول بالشمول، والخصوص بالخصوص .
وله مقابلة أُخري يقابل الحقّ بحقائقه الذاتيّة .
واعلم أنّ الإنسان الكامل هو الذي يستحقّ الاسماء الذاتيّة والصفات الإلهيّة استحقاق الاصالة والملك بحكم المقتضي الذاتيّ، فإنّه المعبّر عن حقيقته بتلك العبارات والمشار إلی لطيفته بتلك الإشارات ليس لها مستند في الوجود إلاّ الإنسان الكامل . فمثاله للحقّ مثال المرآة التي لايري الشخص صورته إلاّ فيها، وإلاّ فلا يمكنه أن يري صورة نفسه إلاّ بمرآة الاسم: الله، فهو مرآته والإنسان الكامل أيضاً مرآة الحقّ ؛ فإنّ الحقّ تعالی أوجب علی نفسه أن لا تري أسماؤه وصفاته إلاّ في الإنسان الكامل، وهذا معني قوله تعالی:
إِنَّا عَرَضْنَا الاْمَانَةَ علی السَّمَـ'وَ ' تِ وَالاْرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَـ'نُ إِنَّهُ و كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً.[15]
يعني قد ظلم نفسه بأن أنزلها من تلك الدرجة جهولاً بمقداره، لانـّه محلّ الامانة الإلهيّة وهو لا يدري .
إلی أن يقول: وَلِلإنْسَانِ الْكَامِلِ تَمَكُّنٌ مِنْ مَنْعِ الْخَوَاطِرِ عَنْ نَفْسِهِ جَليلِهَا وَدَقِيقِهَا ؛ ثُمَّ إنَّ تَصَرُّفَهُ فِي الاْشْيَاءِ لاَ عَنِ اتِّصَافٍ وَلاَ عَنْ آلَةٍ وَلاَعَنِ اسْمٍ وَلاَ عَنْ رَسْمٍ ؛ بَلْ كَمَا يَتَصَرَّفُ أَحَدُنَا فِي كَلاَمِهِ وَأَكْلِهِ وَشُرْبِهِ ـالخ. [16]
الرجوع الي الفهرس
كلام الحكيم السبزواريّ حول الإنسان الكامل
وقال الملاّ هادي السبزواريّ رحمة الله ضمن بحثه في علم الباري تعالی بالاشياء بالعقل البسيط والإضافة الإشراقيّة: « اعلم أنّ ها هنا مقامين: مقام الكثرة في الوحدة، يعني أنّ المرتبة الا علی من الوجود بوحدتها وبساطتها جامعة لكلّ الوجودات، ويترتّب علی ها بفردانيّتها من الكمال ما يترتّب علی الجميع » . ثمّ قال:
مِثالُهُ الإنْسَانُ الْكَامِلُ بِالْفِعْلِ حَيْثُ إنَّهُ بِوَحْدَتِهِ جامِعٌ لِكُلِّ ما فِي الْوُجُودِ مِنَ الصُّوَرِ وَالْمَعَانِي وَالاشْبَاحِ وَالاْرْواحِ ؛ لَيْسَ مِنَ اللَهِ بِمُسْتَنْكَرِ أنْ يَجْمَعَ الْعَالَمَ فِي وَاحِدٍ ؛ فَهُوَ بِحَيْثُ كَانَ الْكُلُّ مِنَ الدُّرَّةِ إلی الذَّرَّةِ مَرآئيّ ذاتِهِ كَمَا هُوَ مِرْآةُ الْحَقِّ وَمَقَامُ الْوَحْدَةِ فِي الْكَثْرَةِ. [17]
وذلك أنّ الله تعالی حَيٌّ علی مٌ قادِرٌ مُريدٌ سَمِيعٌ بَصيرٌ مُتَكلِّمٌ، وكذلك الإنسان حيّ علی م إلخ، ] إلی آخر الصفات [ . ثمّ يقابل الهويّة بالهويّة، والانيّة بالانيّة، والذات بالذات، والكلّ بالكلّ، والشمول بالشمول، والخصوص بالخصوص .
وله مقابلة أُخري يقابل الحقّ بحقائقه الذاتيّة .
واعلم أنّ الإنسان الكامل هو الذي يستحقّ الاسماء الذاتيّة والصفات الإلهيّة استحقاق الاصالة والملك بحكم المقتضي الذاتيّ، فإنّه المعبّر عن حقيقته بتلك العبارات والمشار إلی لطيفته بتلك الإشارات ليس لها مستند في الوجود إلاّ الإنسان الكامل . فمثاله للحقّ مثال المرآة التي لايري الشخص صورته إلاّ فيها، وإلاّ فلا يمكنه أن يري صورة نفسه إلاّ بمرآة الاسم: الله، فهو مرآته والإنسان الكامل أيضاً مرآة الحقّ ؛ فإنّ الحقّ تعالی أوجب علی نفسه أن لا تري أسماؤه وصفاته إلاّ في الإنسان الكامل، وهذا معني قوله تعالی:
إِنَّا عَرَضْنَا الاْمَانَةَ علی السَّمَـ'وَ ' تِ وَالاْرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَـ'نُ إِنَّهُ و كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً.[15]
يعني قد ظلم نفسه بأن أنزلها من تلك الدرجة جهولاً بمقداره، لانـّه محلّ الامانة الإلهيّة وهو لا يدري .
إلی أن يقول: وَلِلإنْسَانِ الْكَامِلِ تَمَكُّنٌ مِنْ مَنْعِ الْخَوَاطِرِ عَنْ نَفْسِهِ جَليلِهَا وَدَقِيقِهَا ؛ ثُمَّ إنَّ تَصَرُّفَهُ فِي الاْشْيَاءِ لاَ عَنِ اتِّصَافٍ وَلاَ عَنْ آلَةٍ وَلاَعَنِ اسْمٍ وَلاَ عَنْ رَسْمٍ ؛ بَلْ كَمَا يَتَصَرَّفُ أَحَدُنَا فِي كَلاَمِهِ وَأَكْلِهِ وَشُرْبِهِ ـالخ. [16]
الرجوع الي الفهرس
كلام الحكيم السبزواريّ حول الإنسان الكامل
وقال الملاّ هادي السبزواريّ رحمة الله ضمن بحثه في علم الباري تعالی بالاشياء بالعقل البسيط والإضافة الإشراقيّة: « اعلم أنّ ها هنا مقامين: مقام الكثرة في الوحدة، يعني أنّ المرتبة الا علی من الوجود بوحدتها وبساطتها جامعة لكلّ الوجودات، ويترتّب علی ها بفردانيّتها من الكمال ما يترتّب علی الجميع » . ثمّ قال:
مِثالُهُ الإنْسَانُ الْكَامِلُ بِالْفِعْلِ حَيْثُ إنَّهُ بِوَحْدَتِهِ جامِعٌ لِكُلِّ ما فِي الْوُجُودِ مِنَ الصُّوَرِ وَالْمَعَانِي وَالاشْبَاحِ وَالاْرْواحِ ؛ لَيْسَ مِنَ اللَهِ بِمُسْتَنْكَرِ أنْ يَجْمَعَ الْعَالَمَ فِي وَاحِدٍ ؛ فَهُوَ بِحَيْثُ كَانَ الْكُلُّ مِنَ الدُّرَّةِ إلی الذَّرَّةِ مَرآئيّ ذاتِهِ كَمَا هُوَ مِرْآةُ الْحَقِّ وَمَقَامُ الْوَحْدَةِ فِي الْكَثْرَةِ. [17]