منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se
منتديات عظمة هذا اليوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يا إلهي أغث هؤلاء البؤساء، ويا موجدي ارحم هؤلاء الأطفال، ويا إلهي الرّؤوف اقطع هذا السّيل الشّديد، ويا خالق العالم أخمد هذه النّار المشتعلة، ويا مغيثنا أغث صراخ هؤلاء الأيتام، ويا أيّها الحاكم الحقيقيّ سلّ الأمّهات جريحات الأكباد،ع ع

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address:

Delivered by FeedBurner


المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 32 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 32 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 138 بتاريخ 2019-07-30, 07:24
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    [/spoiler]

    أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

    مكاتيب حضرة عبد البهاء 2

    اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    عاطف الفرماوى


    عضو ذهبي
    عضو ذهبي
    قل تعالی المل? القيّوم الّذی بظهوره انشقّ حجاب
    الموهوم و استغنی المخلصون بحبّ جماله المعلوم ال?اشف
    لحقائق الح?م و الشؤون من نتائج الظنون و وهميّات
    العلوم و اطّلعوا المشتاقون علی السرّ الم?نون و الرمز
    المصون المخزون و طاروا بأجنحة الشهود ألی أوج اللقاء
    معدن السرور و مقام الفرح و الحبور و سمعوا نغمات
    الطيور علی افنان اي?ة الظهور و اغتسلوا من العين
    الطهور و شربوا بحور الحيوان فی عالم النور و انتشؤا
    من ال?أس الّذی ?ان (١) مزاجها ?افور فی يوم مشهود
    مشهور و يناجون ربّهم بالحان لم تسمع الآذان بمثلها فی
    جنّات و عيون و يقولون اناجي? يا الهی و محبوبی
    بلسان هويّتی مقبلاً الی مشرق أحديتّ? و مطلع شمس
    عزّ فردانيّت? و مرطباً لسانی بالش?ر و الثناء علی مر?ز
    --------------------------------------------
    (١) و فی نسختين ?لمة ?ان غير موجودة

    ص ٣٢
    رحمانيّت? بما خلقتنی من غير استحقاق بفضل? فی هذا
    ال?ور المجيد و الظهور الفريد فی ايّام اختصصتها بين
    الازمان بطلوع شمس حقيقت? الساطعة أشعّتها علی ?لّ
    الآفاق و اسبغت فيها نعمت? و ا?ملت حجّت? و أتممت
    آلائ? و نعم? علی المخلصين من بريّت?. لانّ? شرّفتهم
    بايّام ?انوا الاصفياء فدوا الارواح فی مفاوز الفراق
    اشتياقاً لاستنشاق نفحة من النفحات المرسلة فيها و انتظاراً
    لمشاهدة آثار من الانوار المشرقة فی سمائها و انّ? بفضل?
    أحسان? توّجتنی بهذا الا?ليل اللامع فی قطب الام?ان
    و أجلستنی علی سرير محبّت? بين ملأ الا?وان و أيّدتنی
    علی الاستقامة علی أمر? بعد ما تزعزع منه أعظم القوی
    بين ملاء الانشاء و ارتعد الفرائص و تسعسع أر?ان الوجود
    فی عوالم الابداع و الاختراع. أسئل? بجمال? القديم و نور
    وجه? ال?ريم و سرّ? العظيم. ان تحفظنا عن أوهام
    الاشارات و تؤيّدنا علی الاستقامة و الثبوت و الر?وز
    و الرسوخ فی أمر? يا مال? الغيب و الشهود. انّ? أنت المعطی ال?ريم الرحيم ع‌ع

    ص ٣٣
    هو اللّه
    الحمد للّه الّذی بفيض ظهوره الأعلی ?شف الغطاء
    عن وجه الهدی و أشرقت الأرض و السماء فارتفع
    ضجيج الملأ الأعلی. سبحان ربّی الأبهی قد انقضت
    الليالی الدهماء و انشقّت الحجبات الظلماء و انفلق صبح
    البقاء و لاحت شمس الحقيقة فی أفق العلی فهتفت
    ملائ?ة البشری. تعالی تعالی من هذا الجمال الاسنی قد
    هاج رياح الوفاء و ماج قلزم ال?بريا و خاض نفوس
    الاصفياء و التقطوا لآلی نوراء و نثروا فی ذيل الاذ?ياء
    فهلّل الاولياء. سبّوح قدّوس ربّ هذه الايادی البيضاء
    لاحت لوائح العطاء و فاحت فوائح الندی و هبّت
    لواقح الصبا و ارتفعت سحائب الجود فوق الغبراء
    و حيّ الحيا تل? الحزون و الربی و تزينّت الحدائق الغلباء
    و اخضرّت الرياض الغنّاء فغرّدت حمائم الذ?ری فی الجنّة.
    العليا تبار? اللّه ربّ الآخرة و الاولی قد نفخ فی الصور
    النفخة الاولی و انصعق من فی الأرض و السموات العلی
    فتبعتها نفخة أخری نفخة الحيا و قامت الاموات من

    ص ٣٤
    مراقد الفناء و امتدّ الصراط السوی بين الوری و نصب
    الميزان الأوفی و أزلفت الجنّة المأوی و تسعّرت نار
    اللظی فضجّت النفوس بالنداء قد قامت القيامة
    ال?بری و ظهرت الطامّة العظمی و حشر من فی
    الانشاء و جاء ربّ? و المل? صفّاً صفّاً فنطق ألسن
    أهل الولاء و قالت لبيّ? اللّهمّ لبيّ? يا ربّنا الأعلی الحيّ
    القيّوم فی مل?وت الأبهی. نحمد? و نش?ر? فی جنّة
    اللقاء علی هذه الموهبة و العطاء و الموائد الّتی لا تحصی
    و معاملت? الحسنی و مشاهدة جمال? الطالع اللامع
    بالافق الأعلی يا قيّوم الأرض و السماء. و البهاء الساطع
    اللائح من الفيض الرحمانی و التجلّی الالهی. يفيض علی
    ال?لمة الجامعة العليا و الحقيقة اللامعة النوراء و ال?ينونة
    الباهرة الاولی و الذاتيّة ال?املة المثلی المؤيّدة بشديد
    القوی عند سدرة ‌المنتهی و المسجد الاقصی الّذی
    بار? اللّه حوله. المبشّرة بطلوع شمس الضحی و بدر
    الدجی شارق البهاء. الشجرة المبار?ة الثابتة الاصل
    و فرعها فی السماء و علی فروعها و أصولها و أفنانها و أوراقها

    ص ٣٥
    و أزهارها و أثمارها فی جميع المراتب و الشؤون من ظاهرها
    و باطنها دائماً أبداً سرمداً ببقاء اللّه المل? الأعلی
    يا ايّها السائل المتدندن حول الحمی، المتساقط فی
    وهدة الحيرة فی أمر ربّ? الأبهی. الی متی تستغرق نوماً
    فی مضاجع الحسرة و الهوی و مراقد الشبهات و الامتراء
    فانتبه و اخرق الحجبات و مزّق السبحات بقوّة القوی
    و انظر ببصر ما زاغ فيما شاهد و رأی من آيات ربّ? ال?بری.
    ثمّ اعلم بانّ وفد فی فناء ساحة ال?برياء، معهد اللقاء
    رجال فازوا بلقاء ربّهم الأبهی و شملتهم العناية و اشرق
    عليهم أنوار الوجه و فاض عليهم غمام الجود ماء مبار?اً
    من العطاء و طهّر أفئدتهم عن شائبة المرية و الغوی
    و أدر?تهم لحظات أعين الرحمانيّة حتّی فازوا بمقام
    الم?اشفة و الشهود و ذل? فضل يختصّ به من يشاء
    و نادوا ربّهم بصوتهم الاخفی. ربّ ا?شف الغطاء عن
    أبصار ذوی القربی و اهدهم سبل الرشاد انّهم عباد?
    الضعفاء، الاذلّاء الفقراء عاملهم برحمت? ال?بری

    ص ٣٦
    و اشف سمعهم و أبصارهم و ارفع الغشاوة عن قلوبهم
    فی ايّام? و أوردهم علی شريعة هدايت? و منهل
    عنايت?. فانّهم هل?ی من شدّة الظمأ. أی ربّ انّهم وقعوا
    فی البلاد الاقصی و جمال? الاعظم فی معاهد الانبياء
    البقعة البيضاء و لايفقهون معنی ال?تاب و ما تمرنوا
    فی فهم فصل الخطاب بين الارّقاء و وقعوا فی تيه الحيرة
    صرعی من وساوس أهل الشقاء و أراجيف أولی الوهم
    و الهوی الّذين نقضوا ميثاق? و غفلوا عن اشراق?
    و تر?وا العروة الوثقی و تبرّؤا من مظهر نفس? العليّ الأعلی
    علی المنابر فی محضر الجهلاء و تفوّهوا بما تزلزل به أر?ان
    الوجود و سالت العبرات و اشتدّت الزفرات فی قلوب
    أهل التقی. أی ربّ لو لا فيض? الشامل الاوفی و فضل?
    ال?امل علی ذوی النهی انّی للضعفاء ولو ?انوا من أولی
    الحجی مع الاجنحة المن?سرة العروج الی الذروة الاسمی
    و الصعود الی الرفرف الأعلی و تختصّ برحمت? من تشآء
    و تهدی من تشاء و تضلّ من تشاء و ما يشاؤن الّا ان
    تشاء . انّ? أنت المؤيّد الموفّق المحيی المميت.

    ص ٣٧
    ثمّ حضروا هؤلاء عند عبد آواه اللّه فی جوار
    رحمته ال?بری و أفاض عليه سحائب عنايته العظمی
    و التمسوا منه ان يتصدّی بطلب بيان معانی سورة الفاتحة
    الناطقة باسرار المل? الأعلی لي?ون ذل? التفسير و التأويل
    من معالم التنزيل عبرة للّذين يريدون البصيرة و الهدی
    فصدر الامر من مطلع ارادة ربّ? لهذا العبد البائس
    العاجز المن?سر الجناح ان احرّر ما يجريه علی قلمی بنفثات
    روح تأييده و انفاس قوّة توفيقه لي?ون ذل? عبرة لاولی
    النهی و يثبت ان الصعوة بفضل من اللّه. تستنسر فی ايّام اللّه
    بسم اللّه الرحمن الرحيم
    اعلم انّ البسملة عنوانها الباء و انّ الباء التدوينی هی
    الحقيقة المجملة الجامعة الشاملة للمعانی الالهيّة و الحقائق
    الربّانيّة و الدقائق الصمدانيّة و الاسرار ال?ونيّة. و هی
    فی مبدء البيان و جوهر التبيان عنوان ال?تاب المجيد
    و فاتحة منشور التجريد بظهور لا اله الّا اللّه ?لمة التوحيد
    و آية التفريد و التقديس. من حيث الاجمال و التفصيل و انّ
    الباء الت?وينی هی ال?لمة العليا و الفيض الجامع اللامع

    ص ٣٨
    الشامل المجمل الحائز للمعانی و العوالم الالهيّة و الحقائق
    الجامعة ال?ونيّة. بالوجه الأعلی. لانّ التدوين طبق
    الت?وين و عنوانه و ظهوره و مثاله و مجلاّه و تجلّيه و شعاعه
    عند تطبيق المراتب ال?ونيّة بالعالم الأعلی فانظر فی
    منشور هذا ال?ون الالهی تلقاه لوحاً محفوظاً و ?تاباً
    مسطوراً و سفراً جامعاً و انجيلاً ناطقاً و قرآناً فارقاً
    و بيانا" واضحاً. بل أمّ ال?تاب الّذی منه انتشر ?لّ
    الصحائف و الزبر و الالواح و انّ الموجودات و المم?نات
    و الحقائق و الاعيان ?لّها حروف و ?لمات و أرقام
    و اشارات تنطق بافصح لسان و ابدع بيان بمحامد موجدها
    و نعوت منشئها و تسبيح بارئها و تقديس صانعها. بل
    ?لّ واحدة منها قصيدة فريدة غرّا ء و خريدة بديعة
    نوراء "قل لو ?ان البحر مداداً ل?لمات ربّی لنفد البحر
    قبل أن تنفد ?لمات ربّی ولو جئنا بمثله مدداً" و لا
    يحيطون بشیء من علمه و هذا الرق المنشور و حقيقة
    الزبور المحتوی علی ?لمات الوجود منظوماً و منثور . تلاه
    علينا الربّ الغفور تلاوة آيات ال?ينونة بسرّ البينونة اجمالاً

    ص ٣٩
    و تفصيلا من حيث الايجاد من الغيب الی الشهود. و لا
    زالت هذه ال?لمات صادرة و الآيات نازلة و البيّنات
    واضحة و المعانی ظاهرة و الحقائق بارزة و الاسرار
    ?اشفة و الرموز سافرة و الالسن ناطقة. سرمداً أبداً
    فی هذه النشأة ال?بری و مجالی القدرة العظمی، فسبحان
    ربّی الأعلی طوبی لاذن واعية و أسماع صاغية و أفئدة
    صافية و ادرا?ات ?افية تنتبه لاستماع هذه الآيات
    الجليلة و ادرا? المعانی ال?لّيّه الالهيّة.
    و لنرجع الی بيان الباء و نقول انّها متضمنّة معنی
    الالف المطلقة الالهيّة بشؤونها و أطوارها اللينية و القائمة
    و المتحرّ?ة و المبسوطة و نحوها فی البسملة الّتی هی عنوان
    ?تاب القدم بالطراز الأوّل، المشتملة علی جميع المعانی الالهيّة
    و الحقائق الربّانيّة و الاسرار ال?ونيّة المبتدء فيها
    بالحرف الأوّل، من الاسم الاعظم . بالوجه الاتمّ الاقوم
    ?ما قال امام الهدی جعفر بن محمّد الصادق عليه
    السلام فی تفسير البسملة "الباء بهاء اللّه" و القوم انّما
    اعتبروا الحذف و التقدير للالف بين الباء و السين جهلاً

    ص ٤٠
    و سفهاً. حيث لم ينتبهوا لمعرفة الآيات الباهرة و البيّنات
    الظاهرة و الجامعية ال?املة الشاملة الزاهرة السافرة
    فی هذا الحرف المجيد و السرّ الفريد. لانّها متضمنّة بالوجه
    الأعلی جميع المعانی ال?لّية المندمجة المندرجة فی هويّة
    الحروفات العاليات و ال?لمات التامّات. أما تری انّ
    الالف ظهرت فی سبح اسم ربّ? الأعلی و اقرأ باسم ربّ?
    و باسم اللّه مجريها و مرسيها. لا سيّما انّها أی الباء الف
    مطلقة الهية فی غيبها و ألف مبسوطة فی شهادتها و عينها
    فاجتمعت الشهادة و الغيب و العلم و العين و الباطن
    و الظاهر و الحقيقة و الشؤون فی هذا الحرف الساطع البارع
    الصادع العظيم. و انّ سائر الحروف و ال?لمات شؤونها
    و أطوارها و آثارها و أسرارها. فانّها مبدء الوجود .
    و مصدر الشهود فی عالمی الت?وين و التدوين و انّها عنوان
    ال?تب الالهيّة و الصحف الربّانيّة و الزبر الصمدانيّة. فی
    البسملة الّتی هی فاتحة الالواح و الاسفار و الصحائف
    و القرآن العظيم. و هذه ال?تب باجمعها و اتمّها و أ?ملها
    و جميع معانيها الالهيّة المندرجة المندمجة فی حقيقة ?لماتها

    ص ٤١
    سارية جارية فی هويّة هذا الحرف ال?ريم و العنوان
    المجيد ?ما هو مسلّم عند أولی العلم. و مروی
    عن علی عليه السلام انّ ?لّ ما فی التوراة و الانجيل
    و الزبور فی القرآن و ?لّ ما فی القرآن فی الفاتحة و ?لّ
    ما فی الفاتحة فی البسملة و ?لّ ما فی البسملة فی
    الباء و ?لّ ما فی الباء فی النقطة. و المراد من النقطة الالف
    اللينية الّتی هی باطن الباء و عينها فی غيبها و تعينّها و
    تشخصّها و تميزها فی شهادتها.
    و قد صرح به من شاع و ذاع فی الآفاق علمه
    و فضله السّيّد الأجلّ الرشتی فی ديباجة ?تابه و فصل
    خطابه شرحاً علی القصيدة اللاميّة.
    "فقال الحمد للّه الّذی طرّز ديباج ال?ينونة
    بسرّ البينونة بطراز النقطة البارز عنها الهاء بالالف بلا
    اشباع و لا انشقاق" فهذه النقطة هی الالف اللينية الّتی
    هی غيب الباء و طرازها و عينها و جمالها و حقيقتها و سرّها
    و ?ينونتها ?ما بيّنّاه آنفاً و هذه العبارة الجامعة اللامعة
    الواضحة الصريحة ما أبدعها و أفصحها و أبلغها و أنطقها. للّه

    ص ٤٢
    درّ قائلها و ناطقها و منشئها الّذی اطّلع باسرار القدم و ?شف
    اللّه الغطاء عن بصره و بصيرته و أيّده شديد القوی فی
    ادرا?ه و استنباطه و جعل اللّه قلبه مهبط الهامه و مشرق
    أنواره و مطلع أسراره و معدن لآلی ح?مه. حتّی صرّح
    بالاسم الاعظم و السرّ المنمنم و الرمز الم?رّم و مفتاح
    ?نوز الح?م. بصريح عبارته و بديه اشارته و وضوح
    ?لامه و رموز خطابه فانّ? اذا جمعت النقطة الّتی هی
    عين الباء و غيبها و الهاء و الالف بلا اشباع و لا انشقاق
    استنطق منهنّ الاسم الاعظم الاعظم و الرسم المشرق
    اللائح فی أعلی أفق العالم، الجامع لجوامع ال?لم، المشتهر اليوم
    بين الأمم. ثمّ انظر الی المتلبسين بالعلم المنتسبين الی ذل?
    المنادی فی أعلی النادی. ?م من ليال تلوا هذه الخطبة الغرّاء .
    و ?م من ايّام رتلّوا هذه الديباجة النوراء و لم يلتفتوا الی هذه
    الصراحة ال?بری و هذه البشارة العظمی و الحال انّ
    هذه العبارة صريحة اللفظ واضحة المعنی، معلومة منطوقة
    من معالم التنزيل، و لا تحتاج الی تفسير و تأويل و ايضاح
    و تفصيل . ليثبت انّهم مصداق الآية المبار?ة "انّ? لا تهدی

    ص ٤٣
    العمی عن ضلالتهم و لا تسمع الصمّ الدعاء انّ? لا تهدی من
    أحببت و ل?ن اللّه يهدی من يشاء" و هذا الراسخ فی العلم
    الشهير الشريف. قد بيّن فی جميع المواضع من شرحه المنيف
    بعبارات شتّی و اشارات غير معمّی و بشارات أظهر من
    الصبح اذا بدا. سرّ هذا الظهور. الناطق فی شجرة الطور
    و السرّ الم?نون و الرمز المصون و القوم يدرسون
    و يدرسون و لا يفهمون و لايفقهون بل فی طغيانهم
    يعمهون. ذرهم فی خوضهم يلعبون. و لو لا يطول بنا الحديث
    و نخرج عن صدد ما نحن به حثيث لبينّت بيانه و شرحت
    عباراته و أتيت بصريحه و ?ناياته و ل?ن فلنضرب
    صفحاً الآن عن هذا البيان و تتر?ه لزمان قدّره العزيز المنّان.
    و نعود الی ما ?نّا فيه من انّ القرآن عبارة عن
    ?لّ الصحف و الالواح و الفاتحة جامعة القرآن.
    و البسملة مجملة الفاتحة و الباء هی الحقيقة الجامعة لل?لّ
    بال?لّ فی ال?لّ. و انّ الحمد فاتحة القرآن و البسملة فاتحة
    الفاتحة و انّ الباء فاتحة فاتحة الفاتحة. و انّها لعنوان البسملة

    ص ٤٤
    فی الصحف الاولی، صحف ابراهيم و موسی و الاناجيل
    الاربعة الفصحی و القرآن الّذی علمه شديد القوی
    و البيان النازل من المل?وت الأعلی و صحائف آيات ربّ?
    الّتی انتشرت فی مشارق الأرض و مغاربها و لمّا نزلت
    سورة البراءة فی الفرقان. مجرّدة عن البسملة فابتدء فيها بالباء
    دون غيرها من الحروف لجامعيّتها و ?امليّتها و عظيم برهانها
    و ?ثرة معانيها و قوّة مبانيها و انّها أی الباء أوّل حرف
    نطقت به ألسن الموحّدين و انشقّت به شفة المخلصين
    فی ?ور الظهور و الاختراع. بل أوّل حرف خرج من فم
    الموجودات و فاهت به أفواه المم?نات فی مبدأ
    الت?وين و الابداع عند ما خاطب الحقّ سبحانه و تعالی خلقه
    فی ذرّ البقاء و نادی ألست بربّ?م قالوا بلی. فابتدؤا بهذا
    الحرف الشفوی التامّ دون غيره من سائر الاحرف
    و بهذا ثبت له خصوصيّة ليس عليها ?لام. و فی الباء الواقعة
    المتّصلة بخبر ليس فی الخطاب اشارة لطيفة بديعة يعرفها
    العارف الخبير و الناقد البصير فافهم
    و بالجملة انّ الباء حرف لاهوتی جامع لمعانی جميع

    ص ٤٥
    الحروف و ال?لمات و شامل ل?لّ الحقائق و الاشارات
    و مقامه مقام جمع الجمع فی عالم التدوين و الت?وين و الادلّة
    واضحة و البراهين قاطعة و الحجج بالغة فی ذل?. و انّها
    سبقت الاحرف المل?وتيّة و الارقام الجبروتيّة فی جميع
    الشؤون و المراتب و المقامات و التعينّات الخاصّة بالحروفات
    العاليات. فهو فی أعلی مقامات الوحدة و الاجمال فی الحقيقة الأولی علی الوجه الأعلی.
    و قد قال العالم البصير ما رأيت شيأ الّا و رأيت الباء
    م?توبة عليه. فالباء المصاحبة للموجودات من حضرة
    الحقّ فی مقام الجمع و الوجود أی بی قام ?لّ شیء و ظهر.
    و قال محيی الدين بالباء ظهر الوجود و بالنقطة
    تميّز العابد من المعبود و النقطة للتمييز و هو وجود العبد بما تقتضيه حقيقة العبودية انتهی
    و النقطة فی هذا المقام آية الباء و رايتها و من علائمها
    و معالمها و تعيّن من تعيّناتها و بها تمييزها و تعريفها و تشخيصها.
    يا ايّها السائل المبتهل اذا اطّلعت علی بعض المعانی

    ص ٤٦
    و الحقائق و العلوم من المنقول و المعقول، المودوع فی هذا
    الحرف ال?ريم، القديم الساطع الجامع المبين الّذی هو
    عنوان الاسم الاعظم العظيم قل فتبار? اللّه أحسن
    الناطقين و تعالی اللّه خير المقدّرين و نعم المنشئين.
    و قال السيّد السند فی شرح القصيدة و قد قال
    سبحانه و تعالی "اللّه نور السموات و الأرض" فاطلق
    النور علی الاسم الّذی هو العلّة لانّ الظاهر بالالوهيّة
    هو الاسم الاعظم الاعظم الی ان قال لقول مولانا
    و سيّدنا أبو عبد اللّه جعفربن محمّد الصادق عليهما آلاف
    التحيّة و الثناء من المل? الخالق فی تفسير البسملة انّ الباء بهاء اللّه.
    يا أيّهاالسائل فا?رع خمر المعانی من هذه ال?أس
    الّتی ملئت من فيض عنايه الباری و تمعّن فی هذا التصريح
    الّذی قدّسه اللّه عن التفسير و التأويل حتّی تعرف أسرار
    اللّه المودعة فی هذا الحرف المجيد و الر?ن الشديد.
    فثبت بالبرهان الواضح المبين و الدليل اللائح العظيم انّ
    الاسم الاعظم و الطلسم الا?رم و السرّ الاقدم هو

    ص ٤٧
    عنوان جميع ال?تب السماوية و الصحف و الالواح
    النازلة الالهيّة و مبتدء به فی اللوح المحفوظ و الرقّ
    المنشور و مستعان به فی أمّ ال?تاب الّذی انتشر منه التوراة
    و الانجيل و الفرقان و الزبور. بل ?ان ملجأ منيعاً للانبياء
    و ?هفاً رفيعاً و ملاذاً آمناً للاصفياء فی ?لّ ?ور و دور من الا?وار و الادوار.
    و ايضاً قال فی شرح القصيدة و هو باء بسم اللّه
    الرحمن الرحيم الّتی ظهرت الموجودات فيها و هی الالف
    المبسوطة و شجرة طوبی و اللوح الأعلی. فاذا اطّلعت
    بهذه الاسرار و أشرق علي? الانوار و هت?ت الاستار
    و خرقت الحجبات المانعة عن مشاهدة العزيز الجبّار
    و شربت الرحيق فی ال?أس الانيق من يد الرحمن فی
    رياض العرفان و لاحظت? عين العناية بجود و احسان
    و عرفت حقائق المعانی و الرموز و الاسرار الفائضة من
    حرف الاسم الاعظم فی عالم الانوار قل تعالی من هذا السرّ
    العجيب و تبار? اللّه من هذا ال?نز الغريب و القدرة
    و القوّة و العزّة و ال?برياء للناطق بالحقّ و الهدی من هذا

    ص ٤٨
    الحرف الّذی جمع الحقائق و المعانی ?لّها و دقائق ال?لمات
    باسرها حتّی الزبر و الصحف الأولی و ألواح مل?وت
    ربّ? الأبهی و هذا بيان فی منتهی الاجمال و تبيان فی غاية
    الاختصار فی معانی هذا الحرف ال?ريم من النبأ العظيم
    فانّ أطلق زمام جواد المداد فی مضمار المعانی ال?لّيّة
    و الحقائق الجليلة الّتی تتموّج ?البحار و تتلاطم ?المحيط الزخّار
    فی حقيقة سرّ الاسرار، الساری فی بواطن هذا الحرف
    المبين و النور القديم لضاقت صفحات الآفاق و تتابع هذا
    الاشراق. مستمرّاً فی مطالع الاوراق و ل?ن أين المجال
    فی مثل هذه الاحوال و انّی لهذا الطير المن?سر الجناح
    الطيران فی أوج العرفان بعد ما حجبت الابصار عن
    مشاهده الانوار و صمت الآذان عن استماع نداء
    الرحمن و القوم فی حجاب عظيم و ضلالهم القديم لعلّ
    اللّه بيد القدرة العظمی يشقّ الحجبات الظلماء عن أعين
    الرمداء و البصائر المبتلية بالعمی عند ذل? تسمع نغمات
    عندليب الوفاء علی أفنان دوحة الذ?ری. و أمّا الآن
    نمس? العنان فی ميدان التبيان و نبتدء ببيان معنی الاسم

    ص ٤٩
    و نقول انّ الاسماء الالهيّة مشتقّة من الصفات
    الّتی هی ?مالات لحقيقة الذات و هی أی الاسماء فی مقام
    أحديّة الذات ليس لها ظهور و تعيّن و لا سمة و لا اشارة
    و لا دلالة بل هی شؤون للذات بنحو البساطة و الوحدة
    الاصليّة ثمّ فی مقام الواحديّة لها ظهور و تعيّن و تحقّق
    و ثبوت و وجود فائض منبعث من الحقيقة الرحمانيّة
    علی الحقائق الروحانيّة و ال?ينونات المل?وتيّة فی
    حضرة الاعيان الثابتة. فمن ثمّ انّ الذات من حيث الربوبيّة
    لها تجلّيات و اشراقات علی الحقائق ال?ونيّة و الموجودات
    الام?انيّة. يستغرق بها تل? الحقائق فی مقتضياتها و آثارها
    و شؤونها و ?مالاتها و أسرارها فی الحقيقة الاولی بالوجه
    الأعلی فبذل? الاعتبار أی أحديّه الذات الاسم عين
    المسمّی و حقيقته و هويّته و ليس له وجود زائد ممتاز عن
    الذات فانّ الوجود امّا عين الماهيّة أو غيرها. فاذا ?ان
    غيرها هل هو ملازم لها و من مقتضاها من غير تعطيل
    و أنف?ا? أو جاز التعطيل و الانف?ا? فالأوّل
    حقيقة الذات من حيث أحديتّه وجوده عين ماهيّته

    ص ٥٠
    و ماهيّته عين وجوده و الثانی مقام الوجوب
    فالوجود ممتاز عن الماهيّة و ملازم لها بوجه لا يتصوّر
    الانف?ا? و لا يتخطّر الانفصال لانّه من مقتضاها
    و الثالث مقام الام?ان أی الوجود المستفاد من
    الغير الم?تسب عمّن سواه. فوجوده غير ماهيّته و ماهيّته
    غير وجوده مع جواز الانف?ا? و الانفصال و مثله
    فی المضيئات. فانظر فی جرم القمر حال ?ونه ساطعاً منيراً
    لامعاً. انّما ا?تسب و استفاد النور من الشمس و غير
    ملازم له و يجوز انف?ا?ه منه و هذا مقام الوجود
    الام?انی و شأنه الحدوث فی عالم ال?يان. لانّ الماهيّة
    غير الوجود و الوجود غير الماهيّة و يجوز الانف?ا?
    بينهما. و أمّا الشمس مع وجود الجرم و الضياء أی
    الماهيّة و الوجود بالاستقلال و الامتياز بينهما الالتزام
    و الاقتضاء أی الضياء ملازم لجسمها و جسمها مقتضی له
    بوجه لا انف?ا? و لا انفصال و لا انقطاع. لانّها شمس
    بوجوب الضياء و اذ وقع أدنی توهّم التعطيل سقطت عن
    الوجوب الذاتی و الضياء الاستقلالی و ثبت الاستفادة

    ص ٥١
    و الاستفاضة من الغير و هذا شأن الام?ان ليس شأن
    الوجوب. و امّا حقيقة النور بذاته فی ذاته فشعاعه عين
    جسمه و جسمه عين شعاعه أی ماهيّته عين وجوده
    و وجوده عين ماهيّته لا تتصوّر ال?ثرة و الامتياز
    و لا تتوهّم الغيريّة و الاختلاف. و هذا مقام الوجود
    البحت و واحديّة الذات. مع بساطة و وحدة الاسماء
    و الصفات. فاذا ?ان الوجود المفهوم المحاط الواقع تحت
    التصوّر و الادرا? من حيث حقيقته المجرّدة عن النسب
    و الاضافات هويّة مقدّسة عن ال?ثرات فی أحديّة
    الذات فما ظنّ? بالحقيقة البسيطة ال?لّيّة الّتی هی محيطة
    بالحقائق و الادرا?ات و منزّهة عن الاوهام و الاشارات
    بل عن ?لّ وصف و نعت من جوهر الأحديّة و ساذج
    الواحديّة. لانّها حقيقة صمدانيّة مجرّدة عن ?لّ سمة
    و اشارة و دلالة فهل يتصوّر فيها الت?ثّر و التعدّد و الامتياز
    من حيث ?مالات الذات و وجه تعلّقه بالصفات و جامعيّة
    للاسماء الالهيّة و الربوبيّة المقتضية لوجود المم?نات.
    أستغفر اللّه عن ذل? تبار? اسم ربّ? ذو الجلال و الا?رام.

    ص ٥٢
    فبهذا الدليل و البرهان و الم?اشفة و العيان ثبت انّ
    الاسم فی الحقيقة الاولی عين المسمّی و ?نهه و هويّته و ذاته
    و حقيقته لانّ الاسماء و الصفات فی الحقيقة تعبيرات ?ماليّة
    و عنوانات حقيقة واحدة. ?ان اللّه و لم ي?ن معه شیء
    و هذا بيان شاف ?اف ظاهر باهر لا رموز و لا غموض
    يزيل ?لّ حجاب و ي?شف ?لّ نقاب عن وجه الحقيقة
    عند من بلغ مقام الم?اشفة و الشهود. بتأييد من الربّ
    الودود. و المقصود من الاسماء معانيها المقدّسة و حقائقها
    المنزّهة. عن ?لّ دلالة و اشارة فانّ الاسماء المنطوقة
    الملفوظة باعانة الهواء فی عالم الشهادة لا ش?ّ انّها غير
    المسمّی لانّها اعراض تعتری الهواء و اشارات للمعانی
    الموجودة المعقولة فی الافئدة المقدّسة و العقول المجرّدة
    بل المراد المعنی القائم بالذات بوجه البساطة و الوحدة دون
    شائبة الامتياز فلنختصر فی بيان الاسم و نذ?ر معانی
    الاسم الجليل و الذ?ر الح?يم و العنوان الالهی فی
    لسان القاصی و الدانی. أی اسم الجلالة المتصرّف فی عالم
    الغيب و الشهادة و نقول انّ المفسرّين و المأوّلين من

    ص ٥٣
    أهل الظاهر و الباطن و اللبّ و القشور بمثل ما تحيرّت
    عقولهم و ذهل شعورهم. فی ادرا? ?نه ذات الأحديّة
    و حقيقة صفاته ال?ماليّة. قد ت?ثّرت بياناتهم و تعددّت
    تعريفاتهم و اختلفت معانيهم و احتارت عقولهم و عجزت
    نفوسهم فی بيان حقيقة مفهوم هذا الاسم ال?ريم و العلم
    العظيم و اشتقاقه قوم ذهبوا انّ اللام للتعريف و الاله اسم
    مصدر بمعنی المألوه ?ال?تاب بمعنی الم?توب و قالوا
    معناه المعبود بالاستحقاق و المنعوت ب?لّ ?مال جامع
    عند ملأ الآفاق و قوم اعتقدوا انّ معناه و فحواه المحتار
    فی ادرا? ?نهه ?لّ العقول و النفوس علی الاطلاق
    و أمثال ذل? ?ما هو المذ?ور فی ال?تب و الاوراق.
    و أصحّ الاقوال عند المحقّقين منهم انّه علم للذات المستجمع
    لجميع الصفات ال?ماليّة الفائض بالوجود و الشؤون
    الالهيّة علی الموجودات ال?ونيّة و اختصروا علی ذل?
    و نحن لسنا بصدد ذل? و لا نسل? فی أضيق المسال?
    بل نقول انّ هذه ال?لمة الجامعة و الحقيقة ال?املة
    من حيث دلالتها علی ?نه الذات البحت البات لا يتصوّر

    ص ٥٤
    عنها الاشارة و لا تدخل فی العبارة. أمّا من حيث ظهور
    الحقّ سبحانه و تعالی بمظهر نفسه و استقراره و استوائه علی
    العرش الرحمانی. هذه ال?لمة الجامعة بجميع معانيها و مبانيها
    و اشاراتها و بشاراتها و شؤونها و حقائقها و آثارها و أنوارها
    و باطنها و ظاهرها و غيبها و شهودها و سرّها و علانيتها
    و أطوارها و أسرارها ظاهرة باهرة ساطعة لامعة فی
    الحقيقة ال?لّيّة الفردانيّة و السدرة اللاهوتيّة
    و ال?ينونة الربّانيّة و الذاتيّة السبحانيّة، الهويّة المطلقة
    المجلّيّة بصفتها الرحمانيّة و شؤونها الصمدانيّة، الناطقة فی
    غيب الام?ان قطب الا?وان، المشرقة فی سيناء
    الظهور طور النور فاران الرحمن المت?لّمة فی سدرة
    الانسان. انّی أنا اللّه الظاهر الباهر المتجلّی علی آفاق
    الام?ان بحجّة و برهان و قدرة و قوّة أحاطت مل?وت
    الا?وان خضعت الاعناق لآياتی و خشعت الاصوات
    لسلطانی و شاخصت الابصار من أنواری و ملئت
    الآفاق من أسراری و قامت الاموات بنفحاتی
    و استيقظت الرقود من نسماتی و حارت العقول فی تجلّياتی

    ص ٥٥
    و اهتزّت النفوس من فوحاتی و قرّت العيون ب?شف
    جمالی و تنورّت القلوب بظهور آثاری و انشرحت
    الصدور فی جنّة لقائی و فردوس عطائی. فآه آه
    يا ايّها السائل الناظر الی الحقّ بعين الخلق، المستوضح
    الدليل من ابناء السبيل لو استمعت باذن الخليل لسمعت
    الصريخ و العويل و الانين و الحنين من حقائق
    الموجودات و الالسنة المل?وتيّة من المم?نات بما غفل
    العباد و ضلّوا عن الرشاد فی يوم الميعاد عن الصراط الممتدّ
    بين مل?وت الأرض و السموات. مع انّ ?لّ الأمم مبشّرة
    و موعودة فی صحائف اللّه و ?تبه و صحفه و زبره بصريح
    العبارة، المستغنية عن الاشارة، بهذا الظهور الاعظم
    و النور الاقدم و الصراط الاقوم و الجمال الم?رّم
    و النيّر الافخم. فاذا راجعت تل? الصحائف و الرّقاع
    تجدها ناطقة بانّ هذا القطر العظيم و الاقليم ال?ريم
    منعوت بلسان الانبياء و المرسلين، موصوف و موسوم
    بانّه أرض مقدّسة و خطّة طيّبة طاهرة و انّها مشرق
    ظهور الرّبّ بمجده العظيم و سلطانه القويم و انّها مطلع

    ص ٥٦
    آياته و مر?ز راياته و مواقع تجلّياته و سيظهر فيها بجنود
    حياته و ?تائب أسراره و انّها البقعة البيضاء و انّ فيها
    الجرعاء بوادی طوی و فيها طور سيناء و مواضع
    تجلّی ربّ? الأعلی. علی أولی العزم من الانبياء. و فيها
    الوادی الايمن البقعة المبار?ة و الوادی المقدّس و فيها
    سمع موسی بن عمران نداء الرحمن من الشجرة
    المبار?ة الّتی أصلها ثابت و فرعها فی السماء. و فيها نادی
    يحيی بن ز?ريّا يا قوم توبوا قد اقترب مل?وت اللّه.
    و فيها انتشرت نفحات روح اللّه و رفع منه النداء .
    ربّی ربّی الهی الهی ايّدنی بروح? علی أمر? الّذی تزلزل
    منه أر?ان الأرض و قواة السماء. و فيها المسجد الاقصی .
    الّذی بار? اللّه حوله و اليها أسری بالجمال المحمّدی
    فی ليلة الاسراء. ليری من آيات ربّه ال?بری و وروده
    عليها هو العروج الی المل?وت الأعلی و الافق
    الأبهی. فتشرّف بلقاء ربّه و سمع النداء و اطّلع باسرار
    ال?لمة العليا و بلغ سدرة المنتهی و دنی فتدلّی ف?ان
    قاب قوسين أو أدنی و دخل الجنّة المأوی و الفردوس

    ص ٥٧
    الأعلی و أراه اللّه مل?وت الأرض و السماء. ?لّ ذل?
    بوفوده علی ربّه فی هذه البقعة المبار?ة النوراء و هذه
    الحظيرة المقدّسة البيضاء و هذا ?لّه صريح الآية من
    غير تفسير و تأويل و اشارة لا ين?ره الّا ?لّ معاند
    جحود جهول و لا يتوقّف فی الاذعان به الّا ?لّ من
    ان?ر صحف اللّه و زبره و نعوذ باللّه من ?لّ لجوج
    و عنود. و اذا عاند معاند و قال تل? الاوصاف و النعوت
    و المحامد الّتی شاعت و ذاعت فی صحائف المل?وت انّما
    حازها هذا الاقليم ال?ريم و القطر العظيم حيث ?ان
    منشأ الانبياء و موطن الاصفياء و ملجأ الاتقياء
    و ملاذ الاولياء. فی زمن الأوّلين فالجواب القاطع
    و البرهان الساطع انّ اللّه شرّف و بار? و قدّس هذه
    البقعة النوراء. بتجلّياته و ظهور آياته و نشر راياته
    و بعث رسله و انزال ?تبه. و ما نبيّ و لا رسول الّا و هو
    بعث منها. أو هاجر اليها. أو تشرّف بطوافها أو ?ان
    معراجه فيها. فالخليل آوی الی ?هف الربّ الجليل
    فيها و موسی بن عمران سمع نداء الربّ المنّان. من

    ص ٥٨
    الشجرة المبار?ة المرتفعة فی طور سيناء فيها و الی الآن
    لم يلتفتوا الناس ما معنی هذه الواقعة العظيمة المذ?ورة فی
    ?لّ الصحف و الزبر و ما هذه الشجرة المبار?ة زيتونة
    لا شرقيّة و لا غربيّة ي?اد زيتها يضیء و لو لم تمسسه نار
    نور علی. نور فالشجرة هذه الحقيقة الظاهرة الباهرة
    اليوم . الناطق من فی نارها بور? من فی النار فموسی
    ابن عمران ?ان يسمع هذا النداء منها و ذل? الاستماع
    و الاصغاء مستمرّ الی الآن. لانّ حدود الزمان ليس لها
    ح?م فی عالم الرحمن و مقامات الالوهيّة و الربوبيّة المقدّسة
    عن الوقت و الأوان. جميع الازمنة فيها زمن واحد
    و الاوقات وقت واحد و فيها يتعانق الماضی و الحال
    و الاستقبال لأنّه عالم أبد سرمد دهر ليس له أوّل و لا آخر
    فلذرجع الی بيان ما ?نّا فيه و نقول و انّ المسيح نادی
    ربّه لبيّ? اللّهمّ لبيّ? فی جبالها و سهولها و انتشرت روائح
    قدسه فيها و الحبيب أسری به اليها و تشرّف بلقاء ربّه
    و رأی آياته العظمی فی مشارقها و مغاربها بوفوده عليها
    و قس علی ذل? سائر الانبياء و المرسلين. الی ان ظهر هذا

    ص ٥٩
    الامر المبين ال?ريم و النبأ العظيم و السرّ القديم
    و دار فی الاقطار الشاسعة و الاقاليم الواسعة الی ان
    تلألأ هذا الاشراق فی هذه الآفاق و استقرّ العرش
    الاعظم فی هذا القطر الم?رّم. فلو ?ان شرفها و عزّها
    و سموّها و تقديسها وتنزيهها لبعث الانبياء فيها و هجرتهم
    اليها و وفودهم عليها لما خوطب موسی بن عمران "فاخلع
    نعلي? انّ? بالوادی المقدّس طوی" لو ?انت البقعة
    المبار?ة شرفها بقدومه لما امر بخلع نعله بخضوع و خشوع
    الّذی من لوازم آداب الوفود علی مل? ?ريم و سلطان
    عظيم و قال "بور? من فی النار" و بهذه ?فاية لمن
    ألقی السمع و هو شهيد و الّا ولو يأتيهم ب?لّ آية لن يؤمنوا
    بها و "ما تغنّی الآيات و النذر" صدق اللّه العظيم .
    و فی ?تاب محيی الدين انّ هذه الأرض المقدّسة
    أرض ميعاد أی تقوم فيها القيامة ال?بری و هی
    البقعة البيضاء. و انّ الملحمة ال?بری بمرج ع?ّا و تصبح
    أرضها ?لّ شبر منها بدينار و فی جفر ابن مجله انّ
    مرج ع?ّا مأدبة اللّه و اذا أردنا بيان الاحاديث و الاخبار

    ص ٦٠
    و الروايات الواردة فی مناقب هذه الأرض المقدّسة
    ليطول بنا ال?لام و نقع فی الملام. فاختصرنا بما هو
    صريح القرآن و اشرنا مجملاً لما هو فی الصحف الاولی
    و السلام علی من اتّبع الهدی. و لنعد الی معنی البسملة
    و نقول فی بيان الرحمن و الرحيم اعلم انّ
    الرحمة عبارة عن الفيض الالهی الشامل لجميع الموجودات
    و سعت رحمته ?لّ شیء و انّها مصدر لجميع المم?نات
    من جميع الشؤون و الاطوار و الظواهر و الاسرار
    و الحقيقة و الوجود و الآثار و التعيّنات و القابليّات
    و التشخصّات من الغيب و الشهادة فی عالم الانوار. و انّها
    تنقسم قسمين بالرحمة الذاتيّة الالهيّة و هی عبارة عن
    افاضة الوجود بالفيض الاقدس الأعلی فی جميع المراتب
    و المقامات الّتی لا نهاية لها للحقائق و الاعيان الثابتة
    فی حضرة العلم الذاتی الأعلی و بالرحمة الصفاتيّة
    الفائضة من الحضرة الرحمانيّة بالفيض المقدّس الأوّل
    بحسب الاستعداد و القابليات المستفيضة من التجلّيات
    الظاهرة الباهرة فی أعيان الموجودات. و ?لّ واحدة

    ص ٦١
    منهما تنحلّ الی رحمة عامّة . الّتی تساوت فيها الحقائق
    الموجودة من حيث الوجود العلمی و العينی و رحمة
    خاصّة ظهر برهانها و ان?شفت أسرارها و اشتهرت
    آياتها و خفقت راياتها و تلألأت أنوارها و تموّجت
    بحارها و طلعت شموسها و ا?فهرّت نجومها
    و رقّ نسيمها و فاح شميمها و أضاء أفق مبينها فی
    الحقائق النورانيّة الّتی استضائت و استفاضت و استنارت
    من الاشعّة الساطعة من شمس الحقيقة فی جميع الشؤون
    و الاطوار و الاحوال و الآثار. و بمثل هذا فانظر فی عالم
    التشريع و الظهور و الاشراق تری انّ الفيض الاقدس
    الخاصّ الّذی به وجود الهيا?ل القدسيّة و ال?ينونات
    المنزّهة اللطيفة الروحانيّة هو افاضة الهداية ال?بری
    و ايقاد نار المحبّة الالهيّة الموقدة فی القلوب الصافية المشتعلة
    من النفس الرحمانی و المدد السبحانی و الفيض الالهی
    و الجود الصمدانی و تجد انّ الفيض المقدّس الربّانی هو
    افاضة ال?مالات و الفيض الوجدانی و الصفات
    و المل?ات و العطاء الروحانی و الخصائل و الفضائل الّتی

    ص ٦٢
    بها حيات العالم و نورانيّة سائر الأمم فهاتان الرحمتان
    الذاتيتان أی الخاصّة و العامّة. الصادرتان من الفيض
    الاقدس الالهی الذاتی مذ?ورتان فی البسملة الّتی فاتحة
    الايجاد و افاضة الوجود للموجودات المجرّدة و المادّية
    و أمّا الرحمتان الصفاتيتان الخاصّة و العامّة. الصادرتان
    من الفيض المقدّس الصفاتی فهما مذ?ورتان فی الفاتحة
    الّتی هی بيان المحامد و النعوت الالهيّة. و بهذه ?فاية لمن
    أراد ان يطّلع باسرار البسملة و الّا ليس لمعانيها بداية و نهاية
    و الروح و البهاء علی أهل الهداية و السلام

    هوالأبهی
    سبحان? اللّهمّ يا الهی قد نزلت من سماء عزّ أحديّت? مياه
    الوجود بجود? و رحمانيّت? و أمطرت من سحاب سماء
    عزّ فردانيّت? أمطار فيوضات صمدانيّت? حتّی سالت
    بهذه الموهبة العظمی انهار فيض? الاعظم فی أراضی
    الحقائق المم?نة الم?ونّة بانشائ? و سقيت بهذه الانهار
    الجارية المل?وتيّة ?لّ الاراضی و البلاد و أرويت بهذه
    الغيوث الهاطلة اللاهوتيّة ?لّ التلال و الديار و أشرقت

    ص ٦٣
    عليهم بشمس رحمانيّت? من أفق قدس ?بريائيّت? و زرعت
    يا الهی فی أراضی القابليّات حبوب ?لمات? العليا و آيات?
    العظمی بلطف? و رأفت? ال?بری. و ل?ن بما ?انت
    تل? الحقائق الموجودة المتقابلة المتجلّيّة بشمس اسم?
    الاعظم مختلفة متفاوتة بعضها يا الهی ?ما أحصيت بعلم?
    الم?نون أفئدة صافية لطيفة انطبعت فيها آياتها و ظهرت
    منها شؤون آثار مجلّيها و اهتزّت و ربّت أرضها و نبتت منها
    رياحين حبّ? و معرفت? و تزينّت بازهار قدس جذب?
    و شوق? ?ارض طيّبة مبار?ة. و بعضها يا الهی لمّا ?انت
    أفئدة مت?دّرة محجوبة بصدأ الاوهام و محتجبة عن ربّها
    بحجب الظلام لم يظهر فيها آثار مجلّيها و آيات بارئها
    و مقدّرها و فسدت فی أرضها حبوب ذ?ر ربّها ?ارض
    خبيثة جرزة. و ل?ن يا محبوبی ما فرّطت عند تجلّي?
    علی المم?نات و ظهور آثار? فی حقائق الموجودات
    ?ما قلت و قول? الحقّ "ما تری فی خلق الرحمن من
    تفاوت و ما خلق?م و لا بعث?م الّا ?نفس واحدة" حينئذ
    أسأل? باسم? الّذی لو ألقی علی الجبال لاند?ّت و سيرّت

    ص ٦٤
    و لو ألقی علی البحور لسجّرت و لو ألقی علی الاغصان
    اليابسة لاخضرت و اثمرت و علی العمی لأبصرت
    و علی الب?م لنطقت و علی الصمّ لسمعت و علی الاموات
    لقامت بان ترفع الحجاب الّذی حال بين? و بين خلق?
    و منعهم عن الورود علی معين رحمانيّت? و عن السلو?
    فی سبيل عزّ توحيد? و عن الاستماع من ألحان طيور
    عرش? و الشرب من ?أوس حبّ? و عرفان? لأنّهم
    اذلّاء بباب? و فقراء عند ظهور غنائ? لا يمل?ون
    لانفسهم نفعاً و لا ضراً و لا حيوة و لا نشوراً ثمّ ارفع
    يا الهی تل? الافئدة الصافية الي? و عرّجهم بجناح التوحيد
    فی هواء بهاء عماء تفريد? و تجلّ عليهم فی ?لّ آن بما
    تتلطّف هذه الحقائق الموحّده و هذه القلوب المقدّسة لأنّه
    لم ي?ن لآيات? من بداية و لا نهاية و لا لشؤون? من أوّل
    و لا آخر. لو تتجلّی علی المخلصين من بريّت? فی ?لّ آن
    ب?لّ الشؤون الّتی لم يحصها أحد الّا أنت لا ينقص شیء
    من خزائن? القديمة و لا يقلّ شیء من ?نوز? الم?نونة
    فارحم يا الهی عباد? المفتقرين ثمّ اس?نهم فی ظلال شجرة

    ص ٦٥
    رحمانيّت? و ارزقهم من المائدة الّتی نزلت من سماء عزّ
    فردانيّت? لانّ? أنت المعطی بالحقّ و انّ? أنت الغفور
    الرحيم و أنت تعلم يا الهی بانّ هذا العبد أفقر عباد? فی
    مل?? و أذلّ بريّت? فی بلاد? ف?يف بهذا الفقر
    الاعظم أقتدر ان أتفوّه بالمعانی المندرجة المندمجة فی
    حقائق ?لمات? و الاسرار الّتی حجّبتها عن أعين العارفين
    خلف سرادق آيات?. و ل?ن لمّا أمرتنی بهذا لذا
    أخذت القلم متو?ّلاً علي? و متّ?أ بفضل? و رحمت?
    فانّ? يا الهی ان أردت لاجريت من القلم الفانی بحور
    معرفت? و طمطام أسرار? و ان لم تشأ يخرس لسان
    القلم الأعلی بين ملأ الانشاء و ينقطع منه فيضان آثار
    القدم بين الأمم. الامر بيد? تفعل ما تشاء و تح?م
    ما تريد وحد? لا اله الّا أنت المقتدر العزيز ال?ريم
    يا ايّها السائل البارع الصادع فاعلم بانّ فی ?لّ ?لمة من
    ?لمات اللّه تتموّج بحور أسرار لا نهاية لها و انّ ?لّ
    حرف من آيات ربّ? لمشرق شموس رموز و آثار
    و حقائق لا يحصيها أحد الّا اللّه ربّ? و ربّ أبائ? الأوّلين

    ص ٦٦
    مع ذل? ?يف يستطيع المداد أن يجری بهذه الاسرار ولو
    ?ان بحوراً و ?يف ي?فيها الاوراق ولو ?انت صفحات
    الآفاق. ليس لهذه الموهبة ال?بری من نهاية و لهذه
    الرحمة العظمی من بداية حتّی تنفد ?ما قال و قوله الحقّ
    "لو ?ان البحر مدادا ً ل?لمات ربّی لنفد البحر قبل ان تنفد
    ?لمات ربّی ولوجئنا بمثله مددا" و ل?ن ما لا يذ?ر ?لّه
    لا يتر? ?لّه لذا اذ?ر بعض المعانی الغيبيّة السارية الجارية
    فی مجاری ?لمات ربّ? العلی العظيم فاعلم بانّ لهذه الآية
    القدسيّة و الرنّة اللاهوتيّة لمعان فی الظاهر و الباطن
    و باطن الباطن الی ما لا نهاية له لانّ ?لمات اللّه مرايا
    محيطة علی صور ?لّ شیء لذا قال "و لا رطب و لا
    يابس الّا فی ?تاب مبين" فامّا الظاهر أخبر اللّه
    بزهاق ?لمة الفرس و غلبها و نصرة الروم و ظفرها بعد
    ما غلبت الروم و اضمحلت تحت أيادی الفرس و شتّت
    شملهم و فرق جمعهم. و تفصيل هذا انّ فی ايّام أشرقت
    شمس الأحديّة من النقطة المحمّدية و رفعت أعلام الهدی
    علی أعلام يثرب و البطحاء و غنّت الورقاء علی أفنان سدرة

    ص ٦٧
    المنتهی و تشهق الطاوس فی جنّة المأوی قال المشر?ون
    انّ ?سری مل? الفرس الّذی لم ي?ن من أهل ال?تاب
    غلب و ظفر علی عظيم الروم الّذی هو من أهل ال?تاب
    فبمثل هذا نحن نزهق ?لمة محمّد رسول اللّه ل?ونه من
    أهل ال?تاب ?عظيم الروم و نحن من غير أهل ال?تاب
    ?مل? الفرس. فانزل اللّه هذه الاية اللاهوتيّة و أخبر
    بانّ الروم سيغلبون اعدائهم الفرس فی بضع سنين و البضع
    من الثلاثة الی التسعة. فبعد سبع من السنين أظهر اللّه
    سرّ ما أخبر به حبيبه الاعظم و انتصر الروم علی الفرس
    و علّت ?لمتهم فبذل? أيقن المخلصون بانّ علم ربّ? سبق
    ?لّ شیء و أحاط من فی الوجود من الغيب و الشهود
    هذا ما غنّت به طيور أفئدة المفسّرين فی حدائق القرآن
    العظيم و من غير هذا لم يبلغوا الی الاسرار المودعة فيه
    و الرموز الم?نونة المخزونة السارية الجارية فی مجاری ?لمات
    ربّ? العليم الح?يم .و بهذا لم يقنع الظامئ العطشان الی
    ?وثر الروح من أيادی الفضل و الاحسان و لم ي?ن بشیء
    عند الّذين جعل اللّه بصرهم حديدا و عرّفهم معانی ?لماته

    الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى