منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se
منتديات عظمة هذا اليوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يا إلهي أغث هؤلاء البؤساء، ويا موجدي ارحم هؤلاء الأطفال، ويا إلهي الرّؤوف اقطع هذا السّيل الشّديد، ويا خالق العالم أخمد هذه النّار المشتعلة، ويا مغيثنا أغث صراخ هؤلاء الأيتام، ويا أيّها الحاكم الحقيقيّ سلّ الأمّهات جريحات الأكباد،ع ع

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address:

Delivered by FeedBurner


المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 38 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 38 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 138 بتاريخ 2019-07-30, 07:24
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    [/spoiler]

    أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

    مكاتيب حضرة عبد البهاء 6

    اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    عاطف الفرماوى


    عضو ذهبي
    عضو ذهبي

    هواللّه
    ترانی يا الهی معترفاً بروحی و ذاتی و حقيقتی و ?ينونتی
    بعجزی و فقری و فنائی و اضمحلالی و مقرّاً بذهولی
    و فتوری و قصوری عن ادرا? أدنی آية من آيات فردانيّت?
    ف?يف أحصی ثناء علي?. ?لّت أجنحة أف?اری عن
    الصعود الی ذروة الوجود ف?يف الوصول الی غيب بهاء
    سماء أحديّت? و انّی لعنا?ب أوهامی ان تنسج بلعابها
    علی القمّة الشاهقة من حقيقة الام?ان ف?يف أعلی قباب
    قدس رحمانيّت?. تنزّهت يا الهی عن ?لّ ذ?ر و ثناء
    ف?يف ذ?ر هذه الذرّة الفانية و تقدّست عن ?لّ ف?ر
    و شعور و بيان ف?يف نعوت هذه القطرة المتلاشية. ?لّ
    البحور متعطّش لفيوض رحمانيّت? و ?لّ الشموس محتاجة
    لاشراق نور فردانيّت? ف?يف هذه الحقيقة البالية
    و العظام الخالية. ربّ ربّ ?مل عجزی و ظهر فقری و ثبت ذلّی
    و بان احتياجی فی بيان نعت من نعوت أحبّائ? ف?يف
    عتبة قدس?، اذاً يا الهی أعِنّی بقوّت? و قدرت? و امددنی
    بالهامات غيب أحديّت? علی الثناء علی أحبّت? الّذين طابت

    ص ١٦٦
    ضمائرهم بنفحات قدس? و ارتاحت سرائرهم بفيوضات
    انس? و صفت حقائقهم بآيات توحيد? و أشرقت
    بواطنهم بفيوضات شمس تفريد? و اقبلوا بقلوبهم الی
    مطلع رحمانيّت? و قرّت أعينهم بمشاهدة أنوار ربّانيّت?
    و علت فطرتهم بسطوع أشعّة نيّر الوهيّت? و ارتفعت
    أعلامهم فی بلاد? و شاع و ذاع صيتهم فی ممل?ت?
    و دخلوا فی ظلّ وجه? و استفاضوا من فيض أحديّت?
    و منهم عبد? الجليل و رقيق? النبيل الحقيقة النورانيّة
    و الشعلة الرحمانيّة و الآية الفردانيّة الّذی تحمّل ?لّ بلاء
    فی سبيل? و احتمل ?لّ مصيبة فی محبّت? و ابتلی ب?لّ رزيّة
    فی صراط? و قاسی ?لّ عذاب أليم فی أمر?. فآمن
    بمبشّر? العظيم فی مبدأ الاشراق و استضاء بصبح? المبين
    الساطع علی الآفاق و انجذب انجذاباً سرع الی مشهد الفداء
    فی موطن جمال? الأبهی فی تل? القلعة العصماء و تعذّب
    عذاباً لا يحصی و تحمّل الجوع و العطش و البلاء تحت رشق
    النبال و رشّ الرصاص مع ذل? هو يذ?ر? بلسانه و فی خفيّ
    جَنانه مبتهلاً الي? منقطعاً عن دون? مناجياً الی مل?وت

    ص ١٦٧
    قدس? و يقول ربّ ل? الش?ر علی هذه الموهبة الّتی
    قدّرتها لخيرة خلق? و خصّصت بها بررة عباد? حيث
    جعلتنی أنيسا لحضرة قدّوس? و نديماً لمظهر سبّوح?
    الّذی قام عليه طغاة خلق? و ظلمة عباد? و طعنوه بألسنتهم
    الحداد و أسنّتهم النافذة فی القلب و الفؤاد ثمّ أخرجوه مع
    عباد? عن تل? الملجأ الحصين بقسم لو يعلمون عظيم و الاّ
    قائدهم انّه الصادق الامين ثمّ خانوا و طغوا و بغوا الی ان
    قطعوا أجساد أحبّائ? ارباً اربا و سالت الدماء و تقطّعت
    الاعضاء و تفرّقت الاجزاء و أصبحت اللحوم طعوماً
    للطيور و العظام تحت الرَغام. و انقذت يا الهی هذا العبد
    من يد العدوان بقدرت? الغالبة علی الام?ان تمهيداً لما
    بقی له من الازمان حتّی يتهيّأ الاستشراق من ظهور نيّر?
    الاعظم الساطع الفجر علی الآفاق و يستفيض من السحاب
    المدرار و يغترف من بحر الاسرار و يشرب من عين التسنيم
    و يترنّح من نسيم فضل? العظيم. فعاش يا الهی تحت نصال
    البغضاء و نبال العداوة و الملامة ال?بری يشمته الاعداء
    بما أقبل الی جمال فردانيّت? و يشتمه العُذّال بما توجّه الی

    ص ١٦٨
    مل?وت رحمانيّت?. و هو يا الهی معت?ف فی زوايا
    النسيان مختفی عن أهل العصيان . يتجرّع ?لّ يوم ?أس البلاء
    و يذوق ?لّ آن مرّ القضاء الی ان ارتفع النداء من حظيرة
    البقاء فی الزوراء. فلبّی لندائ? و استضاء من بهائ?
    و تهلّل وجهه بمشاهدة ضيائ? و قرّت عينه بالنظر الي?
    و التو?ّل علي? فقام يدعو النفوس الز?يّة الی مر?ز
    رحمانيّت? و يدلّ الارواح المقدّسة الی مطلع فردانيّت?
    و يتلو آيات? و ينشد ?لمات? و يجذب قلوب أحبّائ? و ييشّر
    بظهور? فی تل? الانحاء و يشيع طلوع نور? فی تل?
    الاصقاع فوفّقته يا الهی علی خدمة أمر? و اعلاء ?لمت?
    و نشر دين? و ترويج آثار?. ل? الحمد يا الهی علی ما وفّقته
    و أيّدته و خصّصته بالواح مقدّسة من عند? و خاطبته
    ب?لمة الرضاء من عند? حتّی تم?ّن من هداية النفوس
    الی معين? و دلالة الاعين الی نور مبين? و لم يزل تتوالی
    عليه آثار فضل? و تتابع عليه اشراقات شمس جود? الی
    ان تزلزل أر?ان الوجود و ان?سر ظهور أهل السجود
    و قامت الرزيّة ال?بری و اشتدّت المصيبة العظمی

    ص ١٦٩
    و اضطربت قلوب الاحبّاء ف?ان ناصحاً أميناً للاتقياء و سلوة
    لقلوب محترقة بنار الجوی و معزّياً للاصفياء و مشوّقاً
    لل?لّ علی الاستقامة العظمی بعد صعود جمال? الأبهی
    و اشتدّت عليه الاحزان و اثقلت عليه وطئها (١) الآلام
    حتّی سمع نداء الميثاق و تلی ?تاب العهد المنشور فی الآفاق
    فانشرح صدره و قرّت عينه و طابت نفسه و ان?شف
    ظلامه و خفّ آلامه فشدّ رحاله الی عتبت? المقدّسة المعطّرة
    الارجاء و ورد فی بقعت? النوراء و مرّغ جبينه بتراب
    فنائ? و عطّر مشامه بنفحات قدس? و استفاض من
    فيوضات روضت? النوراء. و رجع الی تل? الاقاليم
    الشاسعة الارجاء منادياً باسم? مستبشراً بذ?ر?. معلناً
    لعهد? مرّوجاً لميثاق? و ما وجد يا الهی من أذن واعية
    الّا أسمعها و نفساً مستعدّة الّا أحياها و روحاً منتظرة الّا
    بشرّها و حقيقة ز?يّة الّا أنعشها و ما مضت عليه مدّة
    الّا انبعث فی قلبه الاشواق و زاد روحه يوماً فيوماً اشتياقاً
    الی مشاهدة الأرض المقدّسة و زيارة التربة المطهّرة الی ان
    -----------------------------------------------------
    (١) ه?ذا فی هذه النسخة فليراجع الاصل الصحيح

    ص ١٧٠
    أخذ زمام الصبر من يده فتوجّه الی البقعة النورانيّة و التربة
    المطهّرة الرحمانيّة مرّة ثانية مع وهن القوی و ضعف الاعضاء
    و تسلّط الداء و عدم الاقتدار علی حر?ة ما. ف?ان يا الهی
    سائقه شوقه و حامله حبّه و قائده عشقه و جاذبه مرقد الجمال
    الانور و التراب المطهّر المعطّر و دليله (١) فی سبيل آيات
    توحيد? الساطعة من هذه البقعة المبار?ة المقدّسة العلياء
    فتشرّف بالعتبة المقدّسة النوراء و عفّر وجهه و شعره
    بتراب هذه الأرض الّتی لم يزل جعلتها مر?ز آيات? ال?بری
    و مطلع أنوار? الّتی أشرقت به الأرض و السماء و م?ث
    مدّة من الزمان بفضل? و جود? فی هذا الم?ان و هو
    طريح الفراش عليل المزاج نحيف الاعضاء مرتجف الار?ان
    و ل?ن يا الهی ?لّما شمّ رائحة الروضة الغنّاء و الحديقة
    الغلباء انتعش منه الروح و تجدّد له الحياة فرجع الی وطن
    جمال? الأبهی و تزود بر?ة من حديقت? الغنّاء مستبشراً
    ببشارةٍ ?بری معتمداً علی نشر آيات? فی الجزيرة الخضراء
    موطن جمال? الأبهی. فاستبشر الاحبّاء يا محبوبی برجوعه
    ----------------------------------------------------------
    (١) ه?ذا فی هذه النسخة فليراجع الاصل الصحيح

    ص ١٧١
    الی تل? الانحاء و زادوا انجذاباً الی مل?وت? الأبهی
    و اشتعالاً بالنار الموقدة فی سدرة سيناء فتواردت عليه
    أوراق الشبهات من أهل الارتياب و س?ت لعلّهم ينتهوا
    فی العداوة و البغضاء ثمّ لم ير فائدة من الس?وت و عدم
    الاعتناء ف?تب جواباً قاطعاً و أرسل سيفاً صارماً لأحد
    المرتابين و ب?ّته علی الذنب العظيم و دعاه الی الصراط
    المستقيم و هداه الی النور المبين لعلّ يتذ?ّر بالذ?ر الح?يم ثمّ جذب القلوب الی العهد القديم و قاد النفوس فی المنهج
    القويم و ساق الطيور الی الماء المعين و لم يأل جهداً يا الهی فی
    خدمة امر? و اعلاء ?لمت? و نشر دين? الی ان انتهت
    انفاسه و طابت نفسه بالصعود الی مل?وت رحمانيّت?
    و اشتاق روحه يا محبوبی الی الطيران الی ذروة ربّانيّت?
    فعرج الي? مستبشراً ببشارات? منجذباً بنفحات? منشرحاً
    بتجلّيات? منجذباً للوفود علي? و النظر الي? و الحضور
    بين يدي? الهی الهی بار? وروده و أحسن وفوده فی
    نزل? الأعلی و حديقة قدس? العليا و أجره فی جوار
    رحمت? ال?بری و اسقه ?أس العطاء و ا?شف له الغطاء

    ص ١٧٢
    حتّی يتشرّف بمشاهدة اللقاء و يتفيّأ فی ظلال السدرة
    المنتهی و يترنّم علی شجرة طوبی بأبدع الالحان و فنون
    الانغام يا ربّی الرحمن و ايّد ?لّ من ينتسب اليه يا الهی بما
    أيدّته به فی غابر الزمان و اجعلهم شر?ائه فی الاخلاق ?ما
    جعلتهم منشعبين منه فی الاعراق حتّی يسقوا زرعه
    و يخرجوا شطأه و يوقدوا سراجه و يحيوا معالمه العظيمة
    و يعظموا شعائره القديمة انّ? أنت ال?ريم . انّ? أنت العظيم و انّ? أنت الرحمن الرحيم

    هو الربّ الرحيم
    يا أبناء المل?وت انّ سلطان المل?وت قد استقرّ علی
    سرير الناسوت و انّ شمس عوالم اللاهوت قد سطعت
    و لاحت من أفق الجبروت العزّة لها و السلطنة لها و العظمة
    لها و لمن استضاء بنورها و استفاض من فيض جودها
    و انّ ربّ الجنود الموعود فی التوراة و بلسان داود قد
    ساق أجواق ملائ?ته و أفواج ?تائبه و بر?ته الی
    مشارق الأرض و مغارب البسيطة و نزلوا فی ميادين
    ال?فاح و معتر? النزال و هجموا علی أحزاب الظلمات

    ص ١٧٣
    و جنود الضلالة بلمعات ساطعات فخرقوا منهم الصفوف
    و ?سروا منهم الألوف و استضائت الأرجاء و أضاء وجه
    السماء و تلئلأت الانوار و ان?شف الظلام بسطوع نور
    انتشر من نار الشجرة المبار?ة فی فردوس الربّ الجليل
    و تهلّل وجه المخلصين و تهلهل السن الربّانيّين و اغبرّ وجوه
    الفريسيين و الحمد للّه ربّ العالمين. و أنتم يا أبناء المل?وت
    مثل?م ما نطق به روح القدس فی الانجيل الجليل انّ أميراً
    ?ريماً مدّد مائدة رعناء مزيّنة بجميع النعماء و الآلاء
    و فيها ما تشتهی الانفس و تلذّ به أعين الأصدقاء و تحلو به
    ذائقة الوجهاء و تفرح به قلوب الاتقياء و دعا اليها ال?براء
    و الامراء و العلماء. فلمّا أتی الميقات و أعدّت الاقوات
    من الذّ نعماء متنوّعات أحجم المدعوّون عن الحضور
    و أظهروا العذر الموفور و تأخّروا عن الرفد المرفود و الورد
    المورود عند ذل? نادی الامير ?لّ ?بير و صغير و قريب
    و غريب و أجلسهم علی المائدة و أطعمهم من ألذّ الطعام
    بأوفر انعام و أعظم ا?رام حيث انّ الوجهاء ما ?ان
    لهم نصيب من تل? النعماء و أمّا الطائفة الاخری ?انوا

    ص ١٧٤
    أهلاً لتل? الآلاء. و أنتم يا أبناء المل?وت فی تل?
    الارجاء الشاسعة و الانحاء الواسعة بما ?نتم أهلاً لهذه
    المنح الرحمانيّة و النعم الربّانيّة بعث اللّه الي?م نفساً ز?يّة
    تهدي?م الی هذه المائدة القدسيّة السمائيّة و تدلّ?م الی
    هذه الانوار الساطعة من مل?وت ربّ?م و الفيوضات
    النازلة من سماء جبروت بارئ?م فيا فرحاً ل?م من هذه
    المواهب و يا سروراً ل?م من هذه الرغائب و يا طرباً ل?م
    من هذه الموائد و يا طوبی ل?م من هذه الالطاف الّتی هی
    نسمة اللّه تيقظ ?لّ نائم و روح اللّه تحيی ?لّ عظم رميم هال?
    استبشروا استبشروا استيقظوا استيقظوا فسوف تنتشر
    هذه الروائح المحيية للارواح و تبهر هذه الانوار ال?اشفة
    للظلام هنيئاً لمشام تعطّر من تل? الروائح و بشارة ل?لّ
    بصيرة تنورّت من هذه الانوار فی الخواتم و الفواتح ع ع

    هواللّه
    يا من توجّه الی اللّه أش?ر ربّ? الرحمن بما مرّت علي?
    نسمة الاسحار من رياض الاسرار و عبقت علي? نفحة
    الازهار من حدائق الآثار ايّا? أن تمتحن سيّد?

    ص ١٧٥
    و مولا? بل لمحبوب? ان يمحص عباده المقبلين. أما
    سمعت بأنّ عليّاً عليه السلام ?ان فی شفا جبل شاهق رفيع
    فقال له أحد من المتزلزلين أ تعتمد يا علی علی اللّه و حفظه
    و صونه و عونه العظيم قال و ?يف لا و هو الحافظ اللطيف
    قال اذاً فارم نفس? من ذروة هذا الجبل الشاهق ان
    ?نت واثق قال عليه السلام ليس للعبد ان يمتحن
    مولاه بل للربّ ان يمتحن العبد هذا هو فصل الخطاب
    و اقنع جواب. و أمّا ما سألت من السفر فعلي? بالسفر
    الی جهة الاشرار (١) و هذا سفر مريم اذ انتبذت من
    أهلها م?اناً شرقيّا و توجّه الی اليمين و ما أدرا? ما أصحاب
    اليمين لعمر اللّه تجد عون الحقّ مقبلاً الي? و بشائر الفلاح
    تدر?? من ?لّ الجهات انّ هذا هو الذ?ر الح?يم
    و الحمد للّه ربّ العالمين و هو الحقّ المبين ع‌ع

    هواللّه
    ربّ و رجائی انّی أتوسّل الي? بنقطة فردانيّت? و حجاب
    وحي? و ?لمة ربوبيّت? ان تؤيّد عبد? هذا بنغمات
    -------------------------------------------------------
    (١) ه?ذا فی هذه النسخة فليراجع الاصل الصحيح

    ص ١٧٦
    قدس? و روح مناجات? و التذلّل و الان?سار فی
    حضرة أحديّت? و الا?تشاف لاسرار ?تاب ربوبيّت?
    انّ? أنت ال?ريم انّ? أنت الرحيم و انّ? أنت البرّ
    الرؤف الحليم. فيا حضرة الاستاذ انّی لی المجال مع تبلبل
    البال و عدم الاقبال التم?ّن من تفاسير آيات ال?تاب
    و تأويل فصل الخطاب أسأل اللّه ان يجعل قلب? فجر
    الانوار و مطلع صبح الاسرار حتّی تطّلع برموز ?تاب
    اللّه و تأويل آياته و ادرا? بيّناته بالهام من عنده و ما يعلم تأويله
    الّا اللّه و الراسخون فی العلم و أؤمّل من اللّه ان يجعل ل?
    قدماً راسخاً فی العلوم و ي?شف عن الاعين غطاء الظنون
    الناشئة عن أوهام أهل الفنون و يعلّم? حقيقة سرّه
    الم?نون و رمزه المصون حتّی تستفيض من أنوار فجر
    الآيات البيّنات و هو الحقيقة المحمّديّة الساطعة الانوار
    علی الا?وان و الليالی العشر هی ليالی حبالی قضاهن عليه
    السلام فی بدء الوحی فی الغار و ولدن الاسرار و أشرقن
    بالانوار و أتين بآيات خضعت لها الاعناق و ذلّت لها
    الرقاب و خشعت لها الاصوات و ?ذل? تذ?ر قوله

    ص ١٧٧
    تعالی "و واعدنا موسی ثلاثين ليلة و أتممناها بعشر فتمّ
    ميقات ربّه" أربعين ليلة" تل? عشرة ليال تمّت به الميقات
    و تجلّی الذات بجميع الاسماء و الصفات لل?ليم و تخصّص
    بالت?ليم انّ فی ذل? لآيات ل?لّ عارف خبير. و أمّا
    المفسّرون ذهبوا بانّ الليالی المذ?ورة هی الليالی العشر
    الاخير من ذی الحجّة و بعضهم ذهب انّها الليالی العشر
    الاخير من رمضان و السلام.. و المعنی الآخر الفجر جبينه
    المنير و الصبح المبين و ليال عشر العزّة الغرّاء و الطرّة
    السوداء و الحاجبان الاثنان و الاهداب الاربعة و الشاربان
    و اللحی تل? ليال عشر مدهشة للعقول منعشة للنفوس
    شارحة للصدور و لو أردت ان أفسّر هذه الآية ?ما هی
    لا يسعنی فی هذه الاوقات و لعدم راحة البال و ?ثرة
    الاشغال و عدم الاقبال ا?تفيت بهذا المختصر لانّ
    الآذان محدودة لتسمع ?لمة من هذا البيان و يعترضوا
    بها من دون بيّنة و برهان و علي? التحيّة و الثناء ع‌ع

    ص ١٧٨
    هواللّه
    ايّها الفرع ال?ريم من السدرة الرحمانيّة قد قضت
    سنون و شهور بل مضت أحقاب و دهور و ما أرسلت
    الي? قميصاً مع البشير بريد عناية ربّ? الغفور تاللّه الحقّ
    انّ القلب لفی شجن و أنّ الجسد لفی محن و انّ الاحشاء
    لفی زفرات و انّ الأعين لفی عبرات و انّ الافئدة لفی
    حسرات من ظلم أورث الظلام من ذئاب ضارية و ?لاب
    عقورة ساطية علی احبّاء اللّه و أمنائه و أودّاء اللّه و حلفاء
    حبّه قد هجموا هجوم اليهود و صالوا ?ما يصول الدبّ
    الحقود و لدغوا لدغة الحيّة الرقطاء و عبثوا بأحبّاء اللّه
    ?الذئب ال?اسر فی جبال شمال الغبراء. تاللّه انّ أعين
    حوريّات القدس فاضت بالدموع فی غرفات الفردوس
    و ارتفعت منهنّ أصوات الرثاء و نحيب الب?اء ?الامرأة
    الث?لاء و ضجّت قلوب الملأ الأعلی و ناح و صاح ثمّ ندبهم
    أهل مل?وت الأبهی يا أسفا علی احبّاء اللّه و يا حسرة
    علی الاشقياء بما هت?وا حرمة اللّه و فت?وا بأمناء اللّه
    و افترسوا أغنام اللّه و سجنوهم فی أم?نة مظلمة دهماء

    ص ١٧٩
    و مسوهم بعذاب أليم من سياط و مقامع من حديد لمساء
    ثمّ أخرجوهم و قطعوهم ارباً اربا و هجموا عليهم بسيوف
    و سهام و رماح و سنان و سواطير و ظبات و جعلوهم مقطّعة
    المفاصل و الجوارح و الأعضاء و حرقوهم بنار البغضاء
    و أضرموا عليهم نيران العداوة ال?بری و أعدموهم فی
    لهيب نار تلظی أی ربّ ما سمع منهم النحيب فی السجن
    الأليم و لا صعد منهم الحنين تحت مقامع من حديد و لا
    روی منهم الأنين تحت سيوف ?لّ جبّار عنيد و لا ارتفع
    منهم الضجيج فی أجيج النار الشديد رضاء بقضائ?
    و تسليماً لأرادت? و انجذاباً الی مل?وت? و اشتعالاً
    بنار محبّت? و شوقاً للقائ? أی ربّ لمّا أخرجوهم من
    السجون تحت السلاسل و الأغلال فی الأعناق و فی
    أرجلهم ال?بول و شاهدوا الجموع عصابة الشرور
    صائلة ساطية بسهام و سنان و نصال و ظبات و سيف مسلول
    طفحت قلوبهم بالسرور و امتلئت روحاً و ريحاناً و حبور
    و ناجوا بلسانهم و جنانهم أی ربّ ل? الحمد بما أنعمت
    علينا بهذه الموهبة ال?بری و أ?ملت علينا عطيّت? العظمی

    ص ١٨٠
    و شرّفتنا بهذا الفوز العظيم و أهرقت دمائنا فی سبيل
    محبّت? يا ربّنا ال?ريم. أی ربّ انّ الأرواح مستبشرة
    بالصعود الي? و القلوب طافحة بالسرور للوفود علي?
    و الصدور منشرحة للحضور بين يدي? فاقبل منّا الدّم
    المهراق فی فراق? و الثار المسفو? للسلو? فی مناهج?
    و الأجسام المطروحة علی التراب فی محبّت? و الأ?باد
    المستهدفة للسهام فی سبيل? و القلوب المشبّ?ة بالسنان
    فی طاعت? و الرّؤوس المقطوعة بالحسام فی عبوديّت?
    و الأجساد المحروقة بالنيران فی غيبت?. هذا ما ناجو?
    به يا الهی عند صعود أرواحهم الی مل?وت تقديس?
    و عروج نفوسهم الی جبروت تنزيه?. أی ربّ أفض
    علی قلبی من فيوضات انقطاعهم عن دون? و اشرح
    صدری بنفحات عبقت من حدائق قلوبهم و نوّر وجهی
    بأنوار سطعت من وجوههم طريحاً علی التّراب شهيداً
    بين الوری قتيلاً مجندلاً علی الثّری متقطّع الاعضاء ارباً
    اربا لأفوز بما فازوا و ألوذ بما لاذوا و أشرب ال?أس
    الطافحة بالالطاف ?ما شربوا و أنال ما نالوا. ما أحلی يا الهی

    ص ١٨١
    سم الردی فی حبّ? و ما الذّ مرّ الفناء فی سبيل? ?انّها مرّ
    الشمول من يد بديع الشمائل بين حياض و رياض و خمائل
    اللّهمّ بار? عليّ ببر?تهم و ارزقنی تحيّتهم و احشرنی
    معهم تحت لوائ? و ادخلنی فی زمرتهم فی جنّة لقائ?
    و آنسنی بجمالهم فی حديقة عطائ?. انّ? أنت الموفّق المعطی ال?ريم الرحيم المنّان ع‌ع

    هواللّه
    يا من سمّی بفضل الحقّ أفاض اللّه علي? سجال الفضل
    و العطاء و ?شف ب? عن أعين المحتجبين الغطاء و أيّد?
    بجنود من الملأ الأعلی. سبحان من ?شف القناع و تجلّی
    سبحان من أشرقت الأرض بنوره و أضائت السماء
    سبحان من أنشأ الخلق الجديد و أحی الموتی سبحان من
    حشر الخلق و نشر الوری. سبحان من مدّد الصراط و وضع
    الميزان و حاسب من فی الوجود فی يوم الطامّة ال?بری
    سبحان من أجار المخلصين فی جوار موهبته العظمی
    سبحان من أدخل الموحّدين فی الجنّة المأوی سبحان من
    ن?ل المحتجبين فی نار تلظی سبحان من أورد الموقنين علی

    ص ١٨٢
    مناهل الهنا سبحان من أذاق المرتابين صديد الغواية
    و الضلالة و العمی سبحان من أخلد المشتاقين فی الحديقة
    النوراء سبحان من عذب المبغضين فی جحيم البغضاء
    سبحان من أنطق الصّادقين بالثناء سبحان من أبلی
    ال?اذبين بالخرس فی محافل الهدی سبحان من سطع
    و لمع و أشرق من المر?ز الأعلی سبحان من أفاض غمام
    رحمته علی الثری سبحان من ربّی الوجود بتربية الروحانيّين
    أهل العليّين من مل?وت أو أدنی سبحان من أحی
    الوجود بنفحات أهل السجود فی النشأة الاولی سبحان
    من نوّر الارجاء و أضاء الانحاء و عطرّ الآفاق و عمّم
    الاشراق و حيّر الاحداق و نفخ روح الحياة فی هي?ل
    الام?ان بحبّ و وفاق و ربّی الوجود بفيض الجود و انّ اليه
    المساق و ايّد القلوب و شيّد البنيان المرصوص بزبر حديد
    من قوّة الميثاق و جعل الثابتين فرحين بما آتاهم و مطمئنّين
    بفضل مولاهم و أقام علی المتزلزلين قيامة الآماق سبحان
    من غاب فی نقاب الجلال و تحجب بحلل الغياب فی هويّة
    مل?وته الغائبة عن الاحداق سبحان من أدام فيض

    ص ١٨٣
    جبروته و استمرّ جود مل?وته و دام اشراقه و استدام
    سطوع أنواره من أفق الغيب علی أهل الوفاق ع‌ع

    هواللّه
    اللّهمّ يا الهی ل? الحمد و ل? الش?ر بما بعثت من بين عباد?
    صفوة طابت سرائر هم و حسنت مناظرهم و زهت
    ظواهرهم و صفت بواطنهم و أضائت وجوههم و ا?فهرّت
    نجومهم و استبشرت قلوبهم و ?شفت ?روبهم و انشرحت
    صدورهم لمّا سمعوا نداء الميثاق و شاهدوا آيات الوفاق
    و رأوا نور الاشراق و لبّوا لنيّر الآفاق و تهلّلت وجوههم
    بنور المواهب و تهلّلت ألسنتهم بذ?ر ربّ الرغائب و نطقوا
    بالثناء و استضاؤا بنور الهدی و اشتعلوا بالنار الموقدة فی
    سدرة السيناء و ثبتوا علی العهد القديم و سل?وا فی الصراط
    المستقيم و تمسّ?وا بالحبل المتين و توجّهوا الی الافق المبين
    و تأسّوا بذی خلق عظيم و اجتمعوا فی محفل الثناء باسم?
    الرحمن الرحيم و تذ?ّروا فی الميثاق الغليظ و اتّفقوا علی
    الرأی السديد و تأيّدوا بروح جديد و انشرحوا صدراً

    ص ١٨٤
    بقراءة العهد الوثيق و نمقوا ال?تاب المبين الناطق
    بالثبوت و الدالّ علی الرسوخ و التمسّ? بالعروة الوثقی الّتی
    لا انفصام لها و التشبّث بذيل رداء ال?برياء. أی ربّ نوّر
    وجوههم فی المل?وت الأبهی و أسمعهم نداء التحسين
    من الملأ الأعلی و اجعلهم من آيات? ال?بری و قدّر لهم
    خير الآخرة و الاولی و ارفع لهم مقاماً فی الرفرف الاسمی
    و اجعل لهم لسان صدق بين ملأ الانشاء و ادخلهم فی جنّة
    اللقاء بعد الصعود الی الرفيق الأعلی انّ? أنت المقتدر علی
    ما تشآء و انّ? أنت البرّ القدير ع‌ع

    هواللّه
    ايّها المشتاقون المهتزّون من سريان نسيم محبّة اللّه من
    رياض مل?وت الأبهی تاللّه الحقّ انّ ملأ التقديس
    و جواهر التوحيد من هيا?ل التفريد يشتاقون الي?م
    و بالاخصّ هذا العبد البائس الآبق الخاضع المن?سر
    المس?ين و ادعو اللّه ان يهيّأ لی من أمری رشداً و يرزقنی
    مشاهدة وجوه الاحبّاء و مؤانسة المطالع النورانيّة فی
    محفل الوفاء. ربّ يسّر لی هذا العطاء و اس?رنی بهذا

    ص ١٨٥
    الصهباء و نوّر بصری بمشاهدة الانوار الساطعة من
    وجوه الاوّداء الاتقياء انّ? أنت ال?ريم المعطی
    الرحمن الحمد للّه المعطی الالآء، رازق النعماء مفصّل
    النقطة البارزة عنها الهاء م?وّر شمس البازغة فی أوج
    السماء و ناشر نجوم الخنّس فی ?نائس الهوی و موقد
    السراج الساطعة فی زجاج الوفاء و جعلهم ?وا?ب
    مل?وت الأبهی. و الصلاة و البهاء و الثناء علی النفوس
    القدسيّة الّتی خضعت و خشعت و خنعت و سجدت ل?لّ
    تراب موطأ لاقدام احبّاء اللّه. ثمّ يا أصفياء اللّه علي?م
    بالاتّحاد و الاتّفاق و الاحتراز عن الشقاق و الابتعاد من
    أهل النفاق ?ونوا أزمّة واحدة مل?وتيّة و جنوداً مجنّدة
    لاهوتيّة و هيئة متّحدة اجتماعيّة يظهر?م اللّه علی ?لّ الأمم
    و الملل و يعلی ?لمت?م بين الشعوب و القبائل و طوائف العالم
    و ينصر?م بجنود و فوز من جبروت الأبهی و جحافل
    و ?تائب هاجمة من الملأ الأعلی و اذا اختلفتم يذهب
    فيض?م و ينقطع سيل?م و يغضب حبيب?م و يقلّ نصيب?م و يفرّ
    طبيب?م و يغلب أعدائ?م و يستولی علي?م شانئ?م و يتشتّت

    ص ١٨٦
    شمل?م و يتفرّق جمع?م و يظلم أنوار?م و يغرب شهاب?م
    و يأفل ?و?ب?م و تفرّق مو?ب?م و يغور مائ?م و يسور
    نيران عذاب?م و تصبحون أجساماً لا روح لها و ?ؤساً
    لا صهباء فيها و زجاجاً لا سراج و لا منهاج و لا معراج
    و انّی أبتهل الی اللّه ان يفتح علي?م أبواب التوحيد فی جميع
    الشؤون منزّهاً عن التحديد و التقليد و متوسّلاً بذيل
    التفريد و التجريد لعمر اللّه انّ قلب عبدالبهاء لا يفرح
    الّا بوحدة احبّاء اللّه و احبّاء أصفياء اللّه و اسأل
    اللّه ان يمنّ عليّ بهذا الفضل العظيم ع‌ع
    ١٥محرّم سنة ١٣١٧

    هواللّه
    يا من انجذب بنفحات اللّه قد وردنی ?تاب ?ريم
    يتضمنّ معنی بديع ممّن له فی العلم حظّ عظيم و لسان فصيح
    و بيان بليغ و أخذنی الس?ر من صهباء معانيها و رنّحنی بما
    أدر?نی نسائم محبّة اللّه الهابّة من رياض مبانيها و للّه درّ?
    ايّها الفاضل البليغ و المترسّل الفصيح بما أوجزت و أعجزت
    و أطنبت و أعجبت و أسهبت و أطربت و ما هذا الّا من

    ص ١٨٧
    فضل ربّ? الجليل فی هذا العصر الجديد فاستبشر ببشارات
    اللّه بما ?شف الغطاء و أجزل العطاء و أنقذ من الخطاء
    و تجلّی علی الفؤاد فوضع سبيل الرشاد و اتّسع باب الفتوح
    حتّی جاهدت بقلب مشروح و آنست الابرار و اطّلعت
    بالاسرار و دخلت محفل أولی الارواح و تجرّعت اقداح
    الراح من يد مصباح الهدی و يوقد و يضیء فی زجاج
    الملأ الأعلی و يشرق علی العوالم ?لّها من مر?ز مل?وته
    الأبهی و انّی لاناجی فی جنح الليل الداجی لمن يسمع
    النجوی ان يؤيّد? بالهام من شديد القوی حتّی تدر??
    هواتف العلی ببشارات تسمع من ?لّ الاشياء التهليل
    و الت?بير فی ذ?ر ربّ? الأعلی و تطّلع بأسرار محبوب?
    الأبهی و تن?شف ل? غوامض المسائل الّتی سئلتنی عنها
    و طلبت حلّها و بيانها و انّی لی ان يجول قلمی فی ميادين
    الاوراق بشروح ضافية الذيل وافية السيل عن حقيقة
    الاشراق و ل?ن لحبّی ايّا? و تعلّق قلبی بالفاضل الجليل
    رفيع الرفيع أتعرّض ب?لام موجز اللفظ فی بيان أوّل مسئلة
    من غوامض المسائل الّتی سئلت عنها مع تفاقم الامر

    ص ١٨٨
    و تلاطم البحر و عدم المجال و شدّة الاعتلال فی هذه الايّام
    الّتی ارتعدت من شدائدها فرائص رجال ?راسيات الجبال
    و هو منحة فی هذه الايّام. فاعرف قدر هذه المنحة الّتی
    اختصصت بها مع تزاحم الشواغل و تشاب? الاشغال
    و ارتبا? الخواطر و تشتّت الاف?ار فی الليل و النهار فيا أيّها
    العالم الفاضل و السريّ ال?امل اعلم ان حقيقة الالوهيّة
    الذات البحت و المجهول النعت لا تدر?ه العقول و الابصار
    و لا تحيط بها الافهام و الاف?ار ?لّ بصيرة قاصرة عن
    ادرا?ها و ?لّ صفقة خاسرة فی عرفانها انّی لعنا?ب
    الاوهام ان تنسج بلعابها فی زوايا ذل? القصر المشيد و تطّلع
    بخبايا لم يطّلع عليها ?لّ ذی بصر حديد و من أشار اليه
    أثار الغبار و زاد الخفاء خلف الاستار بل هی تبرهن
    عن جهل عظيم و تدلّ علی الحجاب الغليظ. فليس لنا
    السبيل و لا الدليل الی ادرا? ذل? الامر الجليل حيث
    السبيل مسدود و الطلب مردود و ليس له عنوان علی
    الاطلاق و لا نعت عند أهل الاشراق. فاضطررنا علی
    الرجوع الی مطلع نوره و مر?ز ظهوره و مشرق آياته

    ص ١٨٩
    و مصدر ?لماته. و مهما تذ?ر من المحامد و النعوت و الاسماء
    الحسنی و الصفات العليا ?لّها ترجع الی هذا المنعوت و ليس
    لنا الّا التوجّه فی جميع الشئون الی ذل? المر?ز المعهود
    و المظهر الموعود و المطلع المشهود و الّا نعبد حقيقة موهومة
    مقصورة فی الاذهان مخلوقة مردودة ضربأ من الاوهام
    دون الوجدان فی عالم الانسان و هذا أعظم من عبادة
    الاوثان فالاصنام لها وجود فی عالم ال?يان. و أمّا الحقيقة
    الألوهيّة المتصوّرة فی العقول و الاذهان ليست الّا وهم
    و بهتان لانّ الحقيقة ال?لّيّة الالهيّة المقدّسة عن ?لّ
    نعت و أوصاف لا تدخل فی حيّز العقول و الأف?ار حتّی
    يتصوّرها الانسان و هذا أمر بديهی البرهان مشهود فی
    عالم العيان و لا يحتاج الی البيان. اذاً مهما شئت و افت?رت
    من العنوان العالی و الاوصاف المتعالی ?لّها راجعة الی
    مظهر الظهور و مطلع النور المتجلّی علی الطور. قل ادعوا
    اللّه أو ادعوا الرحمن فايّا ما تدعوا فله الاسماء الحسنی
    فاش?ر اللّه بما أحببت? ب?لّ قلبی و أجبت? بقلمی و بيّنت
    ل? البيان الواضح الجليّ فی هذه المسئلة الّتی عظمت عند

    ص ١٩٠
    أولی العلم و الحجی و ما هذا الّا بفضل محبوب? الأبهی
    و أما المسائل الأخری ?لّها مشروحة فی الزبر و الألواح
    فارجع اليها تراها مشروحة العلل هيّنة الاسباب فی ?لّ
    محلّ ثمّ استدر? الامر بالتف?ّر و التعمّق و التوجّه الی
    اللّه و التف?ّر فی ?لمات اللّه و مذا?رة الفاضل الرشيد
    الفريد الوحيد فی ذل? القطر السحيق رفيع الرفيع زاده
    اللّه بسطة فی العلم و الفضل و سقاه رحيقا من عصير هذا
    العصر انّ ربّی ليؤيّده بالطاف يزيد عن الحصر و علي? التحيّة و الثناء ع‌ع

    هواللّه
    يا بهائی الأبهی أصبحت فی هذا اليوم النيروز و أنوار
    تقديس? متلئلئة من ?لّ الارجاء و آيات توحيد? متلوة
    فی السن ?لّ الاشياء و بيّنات تفريد? موضحة فی منشور
    ?تاب الانشاء. فطوبی لمن رتّلها ترتيلاً يرنّح أهل الملأ
    الأعلی و يسمعه أهل مل?وت الأبهی فسبحان ربّی
    الأعلی و لمّا يا الهی استقربی المقام مقبلًا الی مطاف
    المقرّبين و اذاً أمامی ?تاب مسطور و لوح محفوظ و رقّ

    ص ١٩١
    منشور يحتوی علی حجج بالغة و براهين واضحة و دلائل
    لائحة ردّاً علی من ردّ علي? و شهاباً ثاقباً علی من استرق
    السمع و هو معترض علي?. أی ربّ ايّد منشئها بتأييدات
    مل?وت? الأبهی و أشدد أزره بشديد القوی و انطقه
    بثنائ? فی المجامع العظمی و اجعله آيت? ال?بری
    و الحجّة البالغة فی أثبات أمر? بين الوری و الآية الباهرة
    فی عالم الانشاء و الراية المرتفعة علی صروح المجد الأعلی
    و الدرّة اليتيمة و الجوهرة الفريدة المتلئلئة فی ا?ليل العلی
    أی ربّ نوّر وجهه بانوار ساطعة من مل?وت الأبهی
    و أشعة بازغه من الأفق الأعلی بما خدم أمر? و أشهر
    برهان? و أظهر دليل? و بيّن سبيل? و زيّن صحائف
    التبيان بآيات توحيد? . انّ? أنت ال?ريم الرحيم. ع‌ع

    هو اللّه
    قد خلقت يا الهی ?وناً جامعاً و ?ياناً واسعاً بفضاء غير متناه
    قصرت عن حدوده العقول و الاف?ار و زيّنت و أنقت
    يا ربّی ال?ريم هذا ال?ون العظيم باجسام نورانيّة و شموس
    بازغة و بدور لامعة و نجوم ساطعة و آفاق مشرقة و مطالع

    ص ١٩٢
    ظاهرة و آيات باهرة و بيّنات شافية ?افية حتّی تدلّ
    علي? و تشهد بفردانيّت? و وحدانيّت? الثابتة الظاهرة
    الواضحة الآثار. هذه يا الهی آيات? ال?بری فی حيّز الآفاق
    و أدلّت? الواضحة فی عالم الاجسام عند أهل الاشراق
    و هذا ال?ون الجسمانی مهما عظم و ?بر و اتّسع ليس الّا
    شعاع من العوالم الروحانی أو قطرة من البحور المتموجّة
    فی حقائق الانفس و العالم الروحانی و قد علمت انّ رقّها
    المنشور يا ربّی الغفور آية من اللوح المحفوظ الرحمانی
    و بحره المسجور قطرة من ذل? المحيط الصمدانی. فاشغل
    هذه الصور و النقوش الآفاقی عباد? الّذين غفلوا عن
    مل?وت قدس? السبحانی سبحان? ما أعظم شأن?
    فی ذل? العالم الخفيّ الجليّ المستور المشهور الغائب المشهود
    النورانی و قد عرّفتنی يا الهی انّ الا?وان من حيث
    الناسوت انّما انع?اس يا محبوبی من تل? العوالم الغيبيّة
    اللّاهوتيّة الّتی لا يدر?ها الّا ?لّ بصير و شهيد و سميع تجرّد
    عن الشئون الام?انی. سبحان? سبحان? جلّت عظمت?
    ?م خلقت فی ذل? ال?ون الجليل العظيم الوجدانی من

    ص ١٩٣
    شموس أشرقت علی الارواح و أقمار سطعت فی ذل?
    الفضاء و نجوم لاحت و تلئلئت فی ذل? الأفق النورانی
    و بحور هاجت و ماجت بارياح تتنسم من مهبّ فيض?
    الابدی السرمدی الوجدانی و ?م من غيوم فاضت بغيوث
    هاطلة من الحقائق و المعانی و انهر جارية بماء معين فی
    خلال الفردوس الرضوانی و أشجار بسقت بقطوف
    دانية و اثمار يانعة و أزهار معطّرة ينتشر منها نفح الطيب
    فی الآفاق الانسانی. و تل? النجوم الساطعة عباد? الّذين
    نسوا شئونهم و دعوا شجونهم و طابت نفوسهم و صفت
    قلوبهم و أشرقت ضمائرهم و تنورّت سرائرهم و انقطعوا عن
    دون? و اخلصوا وجوههم لوجه? ال?ريم و استخلصتهم
    لخدمة جمال? المنير و انتخبتهم لنشر دين? المبين و اعلاء
    ?لمت? بين العالمين. ل? الحمد يا الهی علی ما وهبت و ل?
    الش?ر يا محبوبی علی ما بعثتهم من مراقد هم و جعلتهم جنوداً
    باسلة و جيوشاً صائلة روحانيّة نورانيّة يزئرون زئير الضرغام
    فی الآجام و يصدحون بهدير ورقاء القدس فی ذل?
    الرياض و يسبحون حيتاناً للمل?وت فی تل? الحياض

    ص ١٩٤
    أی ربّ أيّدهم بنفحات القدس تمرّ علی المشام و نسائم الطاف?
    فی العشيّ و الاسحار و رطّب حدائق قلوبهم بفيض محيّ
    للأرواح و انصرهم بتجلّيات تقديس? فی ?لّ حين و آن أی
    ربّ اجعلهم آيات الهدی تتنوّر بوجوههم الأرض و السماء
    و اعل بهم ?لمت? العليا و ارفع بهم لواء توحيد? فی الاوج
    الأعلی و اجعلهم آيات التقوی و مظاهر الانقطاع بين
    الوری و ينابيع ح?مت? فی عالم الانشاء و مطالع تقديس?
    و تنزيه? فی أفق العلی حتّی يربّوا عباد? بفنون تعاليم?
    الّتی هی أسّ الفضائل و ال?مالات الّتی لا تعدّ و لا تحصی
    و تصبح هذه الغبراء غبطة للخضراء و تمتدّ فی عالم الوجود
    بساط جنّت? الأبهی و ينطبق هذا ال?ون الادنی بالملأ
    الأعلی و يصبح مرآة صافية مرتسمة منطبعة بصور و نقوش
    من مل?وت قدس? فی النشأة الأخری. و منهم يا الهی
    هذا العبد الّذی قد تجرّد عن ?لّ رداء و ارتدی برداء
    الانقطاع و نسی الدنيا و ما فيها و تر? الراحة و الرخا و انفق
    وجوده و شئونه فی سبيل الهدی و تر? الموطن و المأوی
    و اغترف فی بلاد شاسعة الارجاء. و ?م يا الهی ناجا? تحت

    ص ١٩٥
    السلاسل و الاغلال فی ظلام السجون و البلاء و ?م يا محبوبی
    تضرّع الي? و تبسّم ضاح?اً من شدّة المحن و الآلام و ?م
    يا سيّدی تحمّل مشقّات لا يحتملها الّا ?لّ عبد أواب
    و انتقل يا محبوبی من بلاد الی بلاد و قطع التلول و الصخور
    و السهول و البحار ليهدی النفوس الی معين رحمانيّت? فی
    العدوة القصوی البعيدة الانحاء المتّسعة الارجاء ربّ
    ربّ انظر اليه بلحظات عين رحمانيّت? الّتی لا تنام و احفظه
    فی ?هف حمايت? الرفيع البناء و احرسه فی ظلّ جناح
    ?لائت? بعون? و صون? يا ربّی الأعلی انّ? أنت معين
    الاحبّاء و نصير المنقطعين من الاصفياء لا اله الّا أنت العزيز المتعال ع‌ع

    هو اللّه
    أيّتها المقبلة الی اللّه انّی أخذت تحرير? المورّخ بثالث
    می (١) سنة ألف و تسعمائة و ثلاث واطّلعت بمضمونه البديع
    الدليل علی توجّه? الی مل?وت السموات و تعلّق قلب?
    بنفثات روح القدس فی هذه الاوقات. يا أمة اللّه انّ عنوانی
    هو عبدالبهاء فخاطبينی بهذا العنوان الجليل المعنی طوبی ل? بما
    -------------------------
    (١) ای شهر مايو

    ص ١٩٦
    انجذب قلب? بنفحات اللّه واطّلعت باسرار اللّه و تقرّبت
    الی اللّه و ?شف اللّه عن بصر? الغطاء فرأيت عبدالبهاء
    مرّة بعد أخری. ثمّ اعلمی انّ تعاليمی هو الحبّ الخالص
    لعموم الخلق و الرحمة الواسعة ل?لّ انسان. يا أمة اللّه
    سترين بعين السرور انّ طير محبّة اللّه منتشر الجناح علی
    الآفاق و ذل? سبب تعاليم بهاء اللّه لانّها روح الوجود
    فی جسد الام?ان و ايّها النور الساطع علی آفاق الام?ان.
    و أمّا ما سئلت بأيّ وسيلة يم?ن الحصول علی التعاليم رأساً
    من عبدالبهاء اعلمی انّ الوسيلة العظمی هی محبّة اللّه
    لانّها قوّة ?اشفة للغطاء مدر?ة لحقائق الاشياء نافذة فی
    قلوب الانسان جامعة لأغنام اللّه من ?لّ ملل فی الآفاق
    و هی الرابطة العظمی بين القلوب و الارواح. و أما اتّحاد
    النفس و الروح فالنفس اذا أخذته نفثات روح القدس
    تتّحد مع الروح اتّحاد المرآت مع الشمس فتتجلّی بأنوارها
    الساطعة فی هذه المرآت الصافية. و أمّا مسئلة الرجوع
    الی هذه الدنيا الفانية فهذه الدنيا دار العذاب و دار البلاء
    و دار الشقاء فالرجوع اليها عقاب أيضاً ل?لّ انسان من

    ص ١٩٧
    الملو? و المملو? يا أمة اللّه هل أبصرت فی هذه الدنيا
    انساناً سعيداً من جميع الجهات و محفوظاً من ?لّ بلاء
    لا و اللّه فلا بدّ ل?لّ بشر من غمّ ف?يف الانسان يحبّ
    الرجوع اليها و الی هذه العيشة الضن?ة المحاطة بأنواع
    البلاء. بل الروح ?طير محصور فی قفس الجسد متی ت?سّر
    هذا القفس طارت الطير الی رياض المل?وت ب?لّ سرور
    و حبور و أمّا ما سئلت انّ بعض النفوس سعيدة فی هذه
    الدنيا و بعضها فی أشدّ بلاء فما السبب لهذا اعلمی ان
    ح?مة اللّه اقتضت التنوّع و الأختلاف فی المعيشة و لو لا
    التنوّع ما انتظمت الامور و ما ت?مل الوجود و لو ?انت
    الاشجار ?لّها نوعاً واحداً و ?لّها رشيقة بديعة لمّا ?ان
    لها صفاء و بهاء و نضارة و ?مال فبتنوّع الاشجار حصل
    الانتظام و اللطافة و الصفاء و ترتّبت الآفاق. فل?لّ انسان
    مصاب بالبلاء لم?افات فی مل?وت اللّه لانّ حياة
    الدنيا ?لّها ?رب و بلاء فتختلف بحسب الدرجات فالملو?
    لهم تعب و بلاء و المملو? له محنة و شقاء فبالنسبة الملو?
    فی النعيم و المملو? فی الجحيم و ل?ن فی نفس الامر

    ص ١٩٨
    الملو? أيضاً فی بلاء عظيم و لا يستريح فی الدنيا انسان
    و لا يطمئنّ قلب و لا يستبشر روح بل ?لّهم محفوفون
    بنوع من البلاء و الم?افات علی تحمّل البلاء فی مل?وت
    اللّه و انّی أسأل اللّه ان يجعل? آية الهدی و الناطقة
    بالثناء علی جمال الأبهی و يهدی اللّه ب? نفوساً ?ثيرة
    تنجذب بنفحات اللّه. و علي? التحيّة و الثناء ع‌ع
    فی ٦ جون سنة ١٩٠٣

    هو اللّه
    الهی و موئلی عند لهفی و ملجأی و مهربی عند اضطرابی
    و ملاذی و معاذی عند اضطراری و أنيسی فی وحشتی
    و سلوتی فی ?ربتی و جليسی فی غربتی و ?اشف غمّتی
    و غافر حوبتی انّی أتوجّه الي? ب?لّيّتی و اتضرّع الي?
    بحقيقتی و ?ينونتی و هويّتی و جنانی و لسانی ان تحفظنی
    عن ?لّ شأن يخالف رضا? فی دور فردانيّت? و تطهرنی
    من ?لّ وضر يمنعنی عن التنزيه و التقديس فی ظلّ شجرة
    رحمانيّت? ربّ ارحم الضعيف و اشف العليل و ارو الغليل
    و اشرح صدوراً اشتعلت فيها نار محبّت? و اضطرم فيها

    ص ١٩٩
    لهيب عشق? و شوق? و البس هيا?ل التوحيد حلل
    التقديس و توّجنی با?ليل مواهب? و نوّر وجهی بضياء
    شمس مراحم? و وفّقنی علی خدمة عتبة قدس? و املأ
    قلبی بمحبّة خلق? و اجعلنی آية رحمت? و سمة عنايت?
    و موفّقنا علی التأليف بين أحبّت? و خالصاً لوجه? و ناطقاً
    بذ?ر? و ناسياً لشئونی و متذ?ّراً لشئون? ربّ ربّ
    لا تقطع عنّی نفحات عفو? و فضل? و لا تحرمنی عن معين
    عون? و جود? و احفظنی فی ظلّ جناح حمايت? و ارعنی
    بعين حمايت? و انطقنی بثنائ? بين بريّت? حتّی يرتفع
    ضجيجی فی المحافل العلياء و ينحدر من فمی ذ?ر? انحدار
    السيول من الاتلال انّ? أنت ال?ريم المتعال و انّ? انت العزيز القدير ع‌ع

    هو اللّه
    الحمد للّه الّذی أشرق نوره و تجلّی ظهوره و تنسّم نسائم
    التقديس من رياض قدسه و استبشر القلوب بنفحات
    رياض أنسه قد اهتزّت الارواح من هذه ال?أس
    الطافحة براح الحبّ و الوفاء و فازت النفوس بأعظم فلاح

    ص ٢٠٠
    و نجاح و استبشر المقدّسون و فرح المخلصون و انجذبت
    الحقائق الرحمانيّة من هذا الفيض الموفور فسجدت
    و ر?عت و ثبتت و نطقت و صاحت و قالت سبحان من
    أحاط الآفاق ندائه الاحلی سبحان من أضاء الام?ان
    بنوره الأعلی سبحان من انجذب القلوب بآياته النازلة
    من مل?وته الأبهی سبحان من قدّر لأحبّائه الموهبة
    العظمی سبحان من رفع راية الهدی فی ساحة الغبراء
    و جعلها غبطة للخضراء. و التحيّة و الثناء علی الحقيقة النوراء
    و ال?لمة الجامعة العلياء و الآية ال?بری و الهويّة
    الساطعة اللئّلاء النقطة الاولی و الجمال الأعلی روحی له
    الفداء و علی الّذين اقتبسوا من أنواره و اطّلعوا بأسراره
    و ا?تشفوا آثاره الی يوم ينادی المناد من الأفق الأعلی.
    أمّا بعد ايّها الحبيب استمع للنداء الأعلی الّذی يأتی
    من المل?وت الأبهی و يدعو? الی الهدی و يأمر?
    بالتقوی و يعطي? السبب الاقوی حتّی تتمسّ? بذيل
    ال?برياء و تسقی من ?أس الوفاء الطافحة بصهباء البقاء
    و تترنّح من نشوة لاهوتيّة و تحيی بنفحة مس?يّة روحانيّة

    ص ٢٠١
    الشذا و تسرع الی مشهد الفداء منجذباً الی المل?وت
    الأبهی ناطقاً بالثناء علی ربّ? الأعلی مخلّداً فی الجنّة
    العليا مطمئنّاً بالفضل الاوفی مشتعلاً بحرارة نار توقدّت
    فی طور سيناء و علي? التحيّة و الثناء ع‌ع

    هو اللّه
    الهی تسمع زفير ناری و صريخ فؤادی و حنين روحی
    و أنين قلبی و تأوّهی و تلهّفی و ضجيج أحشائی و تری أجيج
    نيرانی من شدّة حرمانی و توجّعی و تفجّعی و احزانی
    و شدّة بلائی و عظيم أشجانی و تعلم ذلّی و مس?نتی
    و افتقاری و اضطرابی و اضطراری و قلّة نصرتی
    و ?ثرة ?ربتی و شدّة غمّتی و حرقة لوعتی و حرارة
    غلّتی و هل لی من مجير الّا أنت و هل لی من ظهير الّا
    أنت و هل لی من نصير الّا أنت و هل لی من سمير الّا
    أنت لا و حضرة عزّ? أنت سلوتی و عزائی و راحتی
    فی شقائی و برئی و شفائی و عزّتی و غنای و مونسی
    فی وحدتی و أنيسی فی وحشتی و مناجی للناجی فی جنح
    الظلام فی الليالی حين تهجّدی فی أسحاری و تضرّعی

    ص ٢٠٢
    فی أسراری و تبتّلی فی عشواتی و ابتهالی فی غدواتی
    الهی الهی قد انصرم صبری و اضطرم قلبی و تفتّت ?بدی
    و احترقت أحشائی و اندقّ عظمی و ذاب لحمی فی
    مصيبت? ال?بری و رزيّت? العظمی فتلاشت أعضائی
    وتفصّلت أر?انی من أحزانی و أشجانی الّتی أعجزتنی فی
    هذه النازلة القاصمة و الفاجعة القاصفة و ما مرّت ايّام الّا
    سمعت صوت الناعی ينعی النجم الدرّی الابهر بنبيل?
    الأ?بر فسالت بمصيبته العبرات و صعدت الزفرات
    و ازداد الشجن و اشتدّ الحزن و ارتفع نحيب الب?اء
    و ضجيج الاصفياء فانّ? يا الهی خلقته من جوهر حبّ?
    و انشأته من عنصرالوله فی جمال? و الشغف فی ولائ?
    و ربّيته بأيادی رحمت? و شملته بلحظات أعين رحمانيّت?
    حتّی نال رشده و بلغ أشدّه فاوردته علی مناهل العلوم
    و شرائع الفنون العالية و الآليّة الذائعة الشائعة فی آفاق
    ممل?ت? بين عباد? حتّی أقرّ له ?لّ عالم بقدم راسخ فی
    ?لّ فنّ بجود? و منّ? و اعترف له ?لّ فاضل ببراعة
    فائقة فی ?لّ علم الهی و رياضی نظراً و استدلالاً و اشراقاً

    ص ٢٠٣
    بفضل? و عطائ?. و ل?ن تل? المنابع و المصانع ما ?انت
    تقنعه يا الهی و تروی ظمأ قلبه و غليل فؤاده بل ?ان
    ملتاحاً لفرات معرفت? و ظمآناً لبحر عرفان? و عطشاناً
    لسلسبيل علم? حتّی وفّقته علی الحضور بين يدي?
    و الوفود بساحة قدس? و التشرّف بلقائ? و جذّبته
    نفحات وحي? و أخذه رحيق بيان? و انعشه نسائم
    رياض أحديّت? فاهتزّت ?ينونته من نسيم عطائ?
    و تعطّر مشامه من شميم عرار نجد? و قام علی نشر آيات?
    و اقامة برهان? و اشهار سلطان? و اعلاء ?لمت? و اثبات
    حجّت? بين عباد? فتضوّع من رياض قلبه طيب حبّ?
    و عرفان? و انتشر انفاس حبّه و هيامه بين أشرار خلق?
    و طغات عباد? و قاموا عليه بظلم مبين و جور عظيم
    الی ان أخرجوه من موطنه مهاناً فی سبيل? و ذليلاً فی
    محبّت? و أسيراً فی ممل?ت? م?شوف الرأس حافی
    الاقدام حقيراً فقيراً مظلوماً مبغوضاً بين جهلاء خلق?
    و مضت أيّامه ?لّها ليالی ل?ربته و غربته و شدّة بلائه
    و عظيم ابتلائه فی سبيل حبّ? و هو مع ?لّ ذل? مستبشر

    ص ٢٠٤
    بنفحات? و مسرور بعنايات? و فرح فی ايّام? و منشرح
    بفضل? و عنايت? و احتمل ?لّ مصيبة فی أمر? حتّی
    وقعت الواقعة العظمی و الفاجعة الراجفة ال?بری
    و زلزلت الأرض زلزالها و وضع ?لّ ذات حمل حملها
    و صعد النيّر الأعظم الی الأفق الأعلی و الأوج الاسمی
    نادی بلسانه الاخفی أدر?نی يا ربّی الأبهی و الحقنی
    بجوار رحمت? ال?بری و أجاب النداء منجذباً راجعاً
    الی مقعد الصدق فی ظلّ سدرة رحمانيّت? الممدود علی
    الاصفياء من أحبّائ? الاتقياء. ای ربّ اس?نه فی ?هف
    عنايت? و ادخله فی جنّة أحديّت? و ارزقه نعمة لقائ?
    ببقاء وحدانيّت? و دوام صمدانيّت? انّ? أنت الفضّال
    الرحمن الرحيم. و اذا اردت ان تزور تل? الروضة الغنّآء
    الطيّبة الارجاء

    الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى