منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se
منتديات عظمة هذا اليوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يا إلهي أغث هؤلاء البؤساء، ويا موجدي ارحم هؤلاء الأطفال، ويا إلهي الرّؤوف اقطع هذا السّيل الشّديد، ويا خالق العالم أخمد هذه النّار المشتعلة، ويا مغيثنا أغث صراخ هؤلاء الأيتام، ويا أيّها الحاكم الحقيقيّ سلّ الأمّهات جريحات الأكباد،ع ع

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address:

Delivered by FeedBurner


المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 46 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 46 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 138 بتاريخ 2019-07-30, 07:24
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    [/spoiler]

    أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

    لئالئ الحكمة لحضرة بهاء الله

    اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    عاطف الفرماوى


    عضو ذهبي
    عضو ذهبي
    اغْتَمِسُوا فِيْ بَحْرِ بَيَانيْ
    لَعَلَّ تَطَّلِعُوْنَ بِمَا فِيْهِ
    مِنْ لَئَالِئِ الحِكْمَةِ
    والأسْرَارِ
    مِنْ أَنْهارِ كافُوْرِ صَمَدِيَّتِكَ فَأَشْرِبْنِيْ يا إِلهِيْ، وَمِنْ أثْمارِ شَجَرَةِ كَيْنُوْنَتِكَ فَأَطْعِمْنِيْ يا رَجَائِيْ، وَمِنْ زُلالِ عُيُوْنِ مَحَبَّتِكَ فَأَسْقِنِيْ يا بَهَائِيْ، وَفِيْ ظِلِّ عُطُوْفَةِ أَزَلِيَّتِكَ فَأَسْكِنِّيْ يا سَنَائِيْ، وَفِيْ رِيَاضِ الْقُرْبِ بَيْنَ يَدَيْكَ سَيِّرْنِيْ يا مَحْبُوْبِيْ، وَعَنْ يَمِيْنِ عَرْشِ رَحْمَتِكَ فَأَجْلِسْنِيْ يا مَقْصُوْدِيْ، وَمِنْ أَرْياحِ طِيْبِ بَهْجَتِكَ فَأَرْسِلْنِيْ يا مَطْلُوْبِيْ، وَفِيْ عُلُوِّ جَنَّةِ هَوِيَّتِكَ فَأَدْخِلْنِيْ يا مَعْبُوْدِيْ، وَمِنْ نَغَمَاتِ وَرْقَاءِ الأَحَدِيَّةِ فَأَسْمِعْنِيْ يَا مَشْهُوْدِيْ، وَبِرُوْحِ الْقُوَّةِ وَالقُدْرَةِ فَأَحْيِنِيْ يَا رَازِقِيْ، وَعَلَىَ رُوْحِ مَحَبَّتِكَ فَاسْتَقِمْنِيْ يَا نَاصِرِيْ، وَعَلَى سَبِيْلِ مَرْضَاتِكَ ثَبِّتْنِيْ يا خالِقِيْ، وَفِيْ رِضْوَانِ الْخُلُوْدِ عِنْدَ طَلْعَتِكَ فَأَدْخِلْنِيْ يا رَاحِمِيْ، وَعَلَى كُرْسِيِّ عِزِّكَ مَكِّنِّيْ يا صَاحِبِيْ، وَإِلى سَمَاءِ عِنَايَتِكَ عَرِّجْنِيْ يَا بَاعِثِيْ، وَإِلى شَمْسِ هِدايَتِكَ فَأَهْدِنِيْ يا جاذِبِيْ، وَعِنْدَ ظُهُوْراتِ غَيْبِ أَحَدِيَّتِكَ فَأَحْضِرْنِيْ يا مَبْدَئِيْ وَمُنائِيْ، وَإِلى صِرْفِ كافُوْرِ الجَمالِ فِيْمَنْ تُظْهِرَنَّهُ فَأَرْجِعْنِيْ يا إِلهِيْ، لأَنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشَاءُ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْمُتَعالِي الْعَزِيْزُ الْرَّفِيْعُ.

    [2]
    بِاسْمِ اللهِ الْغَنِيِّ الْمُتَعَالِ

    فَيا إِلهِيْ فِيْكُلِّ الَّليالِيْ أَحْتَرِقُ بِنارِ فِرَاقِكَ وَفِيْ كُلِّ الأَيَّامِ أَبْتَهِجُ بِبَدائِعِ إِفْضالِكَ وَفِي الَّليْلِ أَبْكِيْ عَنْ يَأْسِيْ عَنْ مَواقِعِ نَصْرِكَ وعِنَايَتِكَ وَفِي النَّهارِ أَضْحَكُ مِنْ رَجَائِيْ بِبَدائِعِ جُوْدِكَ وَإِحْسَانِكَ، فَسُبْحَانَكَ يا إِلهِي مَضَى كُلُّ الأَيَّامِ وَما قُضِيَ الْبَلايا عَنْ أصْفِيائِكَ، وَكُلُّ أَمْرٍ انْتَهَى وَما تَنْتَهِي الرَّزايا لأُمَنَائِكَ، كَأَنَّ الضَّرَّاءَ صَارَتْ قَدِيْمًا بِقِدَمِ ذاتِكَ وَالْبَأْساءَ مُقِيْمًا بِقِيامِ نَفْسِكَ بِحَيْثُ يَتَغَيَّرُ كُلُّشَيْءٍ فِيْ مَمْلَكَتِكَ إِلاَّ الْبَلِيَّةَ عَنْ أَحِبَّتِكَ وَكُلُّ اْلأَشْياءِ حادِثَةٌ فِيْ مُلْكِكَ إلاَّ اْلذِّلَّةَ عَنْ صَفْوَتِكَ، فَوَعِزَّتِكَ يا مَحْبُوْبِيْ قَدْ بَلَغَ الذِّلَّةُ إِلى النِّهايَةِ وَوَرَدَ مِنَ الْجُهَّالِ ما لا يُذْكَرُ بِالْمَقَالِ يا مَنْ إِلَيْكَ يَنْتَهِي الْفَضْلُ وَالإِفْضَالُ وَإِنَّكَ أَنْتَ ذُوْ الْجَمالِ وَالإِجْلالِ، أَما تَنْظُرُ يا إِلهِيْ إِلى أَحِبَّتِكَ بِلِحاظِ عُطُوْفَتِكَ وَأَما تَلْتَفِتُ يا رَجَائِيْ إِلى بَرِيَّتِكَ بِنَظَراتِ مَكْرُمَتِكَ، هَلْ غَيْرُكَ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَهْرُبُوا مِنْكَ إِلَيْهِ وَهَلْ دُوْنَكَ مِنْ سُلْطانٍ حَتَّى يَرِدُوا عَلَيْهِ، لا فَوَعِزَّتِكَ، وَإِنِّيْ مِنْ قِبَلِ مُحِبِّيْكَ أَشْهَدُ لَهُمْ حِيْنَئِذٍ لَدَيْكَ بِأَنَّهُمْ ما أَرَادُوا غَيْرَكَ وَما عَبَدُوا سِواكَ وَما عَرَفُوا دُوْنَكَ وَانْقَطَعُوا عَنْ كُلِّ الجِهاتِ إِلى وَجْهِ

    فَرْدانِيَّتِكَ وَخَرَجُوا عَنْ كُلِّ الدِّيارِ حَتَّى دَخَلُوا دِيارَ صَمَدانِيَّتِكَ، إِلى مَتَى يا إِلهِيْ لا تُرْسِلُ عَلى قُلُوْبِهِمْ أَرْياحَ رَحْمَتِكَ وَلا تَهُبُّ عَلى نُفُوْسِهِمْ نَسَماتِ جُوْدِكَ وَلُطْفِكَ، أَما وَعَدْتَ يا سَيِّدِيْ بِأَنْ تَجْمَعَ الْمُنْقَطِعِيْنَ فِيْ جِوارِ رَحْمَتِكَ الْكُبْرَى وأَما وَعَدْتَهُمْ مَكْمَنَ الأَمْنِ فِيْ ظِلِّ اسْمِكَ الأعْلى، إِذًا فَاقْضِ بِما وَعَدْتَ ثُمَّ أَظْهِرْ كُلَّما عَهِدْتَ إِذْ إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِيْنَ وَقَاضِيْ حَوَائِجِ الطَّالِبِيْنَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ يا إِلهِي وَرَبِّيْ بِأَنِّيْ لا أَشْكُو لِنَفْسِيْ وَلا أَجْزَعُ لِذَاتِيْ وَلا أَحْزَنُ لِجِسْمِيْ، لأَنِّيْ فِيْ يَوْمِ الَّذِيْ عَرَّفْتَنِيْ نَفْسَكَ وأَشْرَبْتَنِيْ خَمْرَ جَمَالِكَ قَدْ أَنْفَقْتُ رُوْحِيْ لِرُوْحِكَ وَذَاتِيْ لِذَاتِكَ وَجِسْمِيْ لِجِسْمِكَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ ما وَرَدَ عَلَيَّ فِيْ سَبِيْلِكَ وَما مَسَّنِيْ مِنْ مَجارِي قَضَائِكَ، فَوَعِزَّتِكَ لَنْ أَقْدِرَ أَنْ أَذْكُرَهُ بَيْنَ يَدَيْكَ وَلا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَسْمَعَهُ مِنْ أَحِبَّتِكَ، وَفِيْ كُلِّ ألأَحْوالِ كُنْتُ شَاكِرًا بِنِعْمَتِكَ وَرَاضِيًا بِقَضائِكَ بَلْ كُنْتُ مُنْتَظِرًا لِسِيُوفِ أَعْدَائِكَ فِيْ سَبِيْلِكَ وَسِهامِ قَضائِكَ فِيْ مَحَبَّتِكَ وَما حَفِظْتُ نَفْسِيْ أَقَلَّ مِنْ ساعَةٍ، وَكُنْتُ كَالنَّارِ الْمُشْتَعِلَةِ بَيْنَ عِبَادِكَ الْفُسَقاءِ وكَالسِّرَاجِ الْمُنِيْرَةِ بَيْنَ يَدَيِّ الأَعْدَاءِ وكَالشَّمْسِ الْبَازِغَةِ فَوْقَ رُأُوسِ الأَشْقِياءِ، وَهُمْ فِيْ كُلِّ يَوْمٍ يُشاوِرُوْنَ فِيْ خُرُوْجِيْ وَفِيْ كُلِّ لَيْلٍ يَجْتَمِعُوْنَ عِلى قَتْلِيْ، وَأَنا أَقُوْلُ يا إِلهِيْ زِدْ فِيْ كُفْرِهِمْ وَغَفْلَتِهِمْ ثُمَّ فِيْ شِرْكِهِمْ وَشَقْوَتِهِمْ لِيَقْرُبَ بِذلِكَ

    لِقائِيْ بِكَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ وَأَرِدَ عَلَيْكَ لأَنَّ هَذا أَمَلِيْ مِنْكَ وَرَجائِيْ بِكَ، وَلَكِنْ يا إِلهِيْ لَمَّا أُشاهِدُ اضْطِرابَ أَحِبَّتِكَ وَقَلَقَ بَرِيَّتِكَ أَحْزَنُ فِيْ نَفْسِيْ عَلى قَدْرِ الَّذِيْ لَنْ يُحْصَى ذِكْرُهُ وَلَنْ يَتِمَّ بِالْقَلَمِ أَمْرُهُ، وَإِنَّكَ لَوْ كَشَفْتَ لَهُمْ حُجُبَاتِ الأَمْرِ كَما كَشَفْتَ لِعَبْدِكَ هَذا ما اضْطَرَبُوا فِيْ مَوارِدِ بَلائِكَ وَما يَتَبَلْبَلُوا فِيْ مَجارِيْ قَضَائِكَ، وَلَكِنْ حَجَبْتَ عَنْهُمْ بِعِلْمِكَ الْمُحِيْطَةِ وَكَشَفْتَ لِعَبْدِكَ الْفانِيَةِ، لِذا أُقْسِمُكَ يا مَحْبُوْبِيْ بِمَظْهَرِكَ الأَعْلَى وَمَراياكَ الْحاكِيَةِ عَنْهُ وَمِرْآتِكَ الأَزَلِيَّةِ الأَسْنَى وَأَلْسُنِ النَّاطِقَةِ بِهِ بِأَنْ تَجْعَلَنا مِنَ الْوارِدِيْنَ فِيْ شَاطِئِ انْقِطَاعِكَ وَالنَّازِلِيْنَ إِلى مَدِيْنَةِ إِفْضالِكَ وَالشَّارِبِيْنَ عَنْ كَأْسِ جَمالِكَ وَالْمُسْتَرِيْحِيْنَ عَلى بِساطِ إِجْلالِكَ إِذْ بِيَدِكَ مَلَكُوْتُ كُلِّشَيْءٍ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْفَرْدُ الْمُتَعالِي الْقَيُّوْمُ.

    [3]
    هذا ما دعيت
    الله ربّي بلسان الرّمز والألغاز
    ويقرئه من يريد أن يشرب ماء الحيوان
    من أيادي الفيّاض وبه يكشف جمال الحقيقة
    ويحترق حجاب المجاز

    يا مَنْ تَزَيَّنَ جَمالُ قُدْسِ أَزَلِيَّتِكَ بِطِرازِ خَيْطِ عِزِّ مَكْرُمَتِكَ وَتَظْهَرُ ظُهُوْراتُ شَمْسِ وُجْهَتِكَ بِالنُّقْطَةِ الَّتِيْ ظَهَرَتْ وَلاحَتْ مِنْ جَواهِرِ أَسْرارِ غَيْبِ حِكْمَتِكَ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ ما أَتْقَنَ بَدائِعَ صُنْعِ رُبُوْبِيَّتِكَ فِيْهَذا الطِّرازِ الأَعْظَمِ وَما أَحْكَمَ جَواهِرَ عِلْمِ أُلُوْهِيَّتِكَ فِيْهَذا الْكَنْزِ الأَفْخَمِ الأَكْرَمِ، كَأَنَّكَ جَعَلْتَهُ يا إِلهِيْ أَبْحُرَ عِلْمِكَ وَسَفِيْنَةَ حِكْمَتِكَ بِحَيْثُ قَدَّرْتَ فِيْهِ كُلَّمَا قَدَّرْتَةُ فِيْعَوالِمِ تَوْحِيْدِكَ وَأَسْماءِ قُدْسِ تَجْرِيْدِكَ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ يا مَقْصُوْدِيْ أَنْتَ الَّذِيْ أَحْصَيْتَ مَعانِي عِزِّ سَلْطَنَتِكَ فِيْ قُمُصِ أَسْمائِكَ وَبِذلِكَ عَرَّفْتَ عِبادَكَ مِنْ جَواهِرِ أَمْرِكَ وَأَسْرارِ حِكْمَتِكَ، ثُمَّ أَظْهَرْتَ هَذِهِ الأَسْماءَ الْغَيْبِيَّةَ عَلى الأَلْواحِ مِنَ النُّقْطَةِ الَّتِيْ فَصَّلْتَها بِقُدْرَتِكَ وَجَعَلْتَها حاكِيًا عَمَّنْ خَلَقْتَهُ مِنْ نارِ مَحَبَّتِكَ وَهَواءِ عِناَيتِكَ، وَأَخْفَيْتَ فِيْهِ أَرْضَ إِرادَتِكَ لِيُسْقَى ماءَ الْعُطُوْفَةِ مِنْ يَدِ

    عِنايَتِكَ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ ما أَعْظَمَ أَمْرَكَ فِيْهَذا الْخَيْطِ الدُّرِّيِّ السِّوْداءِ وَهَذا الْحَبْلِ الْمُنِيْرِ الأَصْفَى، فَوَعِزَّتِكَ لَوْلاهُ ما ظَهَرَتِ النُّقْطَةُ فِيْ قَمِيْصِ السُّوْدِيَّةِ وَما جَرَتْ عَيْنُ الْحَيَوانِ فِيْ ظُلُماتِ الْغَيْبِيَّةِ، فَوَعِزَّتِكَ يا مَحْبُوْبِيْ صِرْتُ مُتَحَيِّرًا فِيْما خَلَقْتَ بِقُدْرَتِكَ فِيْ سِرِّ هَذِهِ النُّقْطَةِ الْبَقائِيَّةِ وَهَذا الرُّوْحِ الْحَرَكِيَّةِ، كَأَنَّكَ اخْتَرْتَهُ بَيْنَ الْمَوْجُوداتِ وَجَعَلْتَهُ مِرْآتًا لِجَمِيْعِ أَسْمائِكَ وَصِفاتِكَ وَقَدَّرْتَ لَهُ نِعْمَةَ الْقُرْبِ وَالْوِصالِ، وَهَذا مِنْ أَمْرٍ ما اخْتَصَصْتَهُ بِأَحَدٍ فِيْ مَمالِكِ سَلْطَنَتِكَ وَمَدائِنِ عِزِّ حُكُوْمَتِكَ إِلاَّ بِهِ، لأَنِّيْ أُشاهِدُ بِأَنَّ جَواهِرَ الأَحَدِيَّةِ يَنْعَرُوْنَ فِيْ فِراقِكَ وَهَياكِلَ الصَّمَدِيَّةِ يَشُقُّوْنَ ثِياَبَهُمْ فِيْ بُعْدِهِمْ عَنْ لِقائِكَ وَكُلَّ الأُلُوْهِ يَبْكُوْنَ عِنْدَ ظُهُوْراتِ بُعْدِكَ وَكُلَّ الْمُلُوْكِ يَضُجُّوْنَ لَدَى شُئُوْناتِ هَجْرِكَ وَأَكْبادَ الْمُقَرَّبِيْنَ يُحْرَقُوْنَ مِنْ نارِ شَوْقِكَ وَجَواهِرَ التَّقْدِيْسِ يَتَشَهَّقُوْنَ فِيْ بَيْداءِ اشْتِياقِكَ وَمَراياءَ التَّنْزيْهِ يَضْرِبُوْنَ عَلى رُؤُسِهِمْ عَنْ بُعْدِهِمْ عَنْ ساحَةِ عِزِّكَ وَمَنْعِهِمْ عَنْ فِناءِ قُدْسِكَ وَحَرَمِ قُرْبِكَ، وَكُلُّهُمْ عَمَوْا مِنْ شِدَّةِ بُكائِهِمْ وَما وَقَعَتْ عُيُوْنُهُمْ عَلى إِشْراقِ أَنْوارِ جَمالِكَ، وَضَجُّوا إِلى أَنْ مَاتُوا وَما فازُوا بِزِيارَةِ وَجْهِكَ وَإِجْلالِكَ، فَواحَزَناهُ عَلى ما وَرَدَ عَلى الْمُقَرَّبِيْنَ مِنْ عِبادِكَ وَعَلى الْمُقَدَّسِيْنَ فِيْ أَيَّامِكَ، بِحَيْثُ نَفْسُ الْقِدَمِ عَدَمٌ فِيْ هَجْرِكَ وَأَصْلُ الْوُجُوْدِ فَقْدٌ فِيْ بُعْدِهِ عَنْ جِوارِكَ وَصِرْفُ

    الظُّهُوْرِ سَكَنَ عَلى الَّرمادِ فِيْ فِراقِكَ، وَكَمْ مِنْ لَيالٍ يا إِلهِيْ دَخَلُوا فِي الْفِراشِ رَجاءً لِوَصْلِكَ وَأَصْبَحُوا فِيْ فِراقِكَ وَكَمْ مِنْ صَباحٍ قامُوا طَلَبًا لِلِقائِكَ وَأَمْسَوْا فِيْ هِجْرانِكَ، وَأَخَذَتْهُمْ نارُ مَحَبَّتِكَ عَلى مَقامِ الَّذِيْ مَنَعَتْهُمْ عَنْكُلِّ راحَةٍ وَأَخَذَتْهُمْ عَنْكُلِّ مَسَرَّةٍ وَبَهْجَةٍ، وَإِنَّكَ أَنْتَ مَعَ كُلِّ ذَلِكَ وَمَعَ ما اطَّلَعْتَ بِجَمِيْعِ ذَلِكَ ما مَرَرْتَ عَلَيْهِمْ مَرَّةً وَما كَشَفْتَ جَمالَكَ لأَنْفُسِهِمْ آنًا، مَعَ ذَلِكَ كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُرِيْدَ هَذا الْعَبْدُ الَّذِي لَمْ يَكُنْ إِلاَّ كَظِلٍّ فِيْ ساحَةِ قُدْسِكَ أَوْ كَعَدَمٍ عِنْدَ ظُهُوْراتِ عِزِّ قِدَمِكَ وَلَمْ يَكُنْ ذِكْرُهُ إِيَّاكَ إِلاَّ كَنِداءِ نَحْلٍ فِيْ هَواءِ بَهاءِ لاهُوْتِ قُدْسِ كِبْرِيائِكَ أَوْ كَذِكْرِ نَمْلٍ فِيْ وادِي عِزِّ سُلْطانِكَ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ مِنْ بَدائِعِ قُدْرَتِكَ وَظُهُوْراتِ سَلْطَنَتِكَ، بِحَيْثُ انْقَطَعَتْ أَيادِي الأَوْلِياءِ عَنْ ذَيْلِ رِداءِ عِرْفانِكَ وَمُنِعَتْ عُيُوْنُ الأَصْفِياءِ عَنْ مُلاحَظَةِ أَنْوارِ جَمالِكَ وَزِيارَةِ طَلْعَتِكَ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ يا مَقْصُوْدِيْ عَنْ ذِكْرِ الْمَوْجُوْداتِ، فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ يا مَحْبُوْبِيْ عَنْ وَصْفِ الْمُمْكِناتِ، وَإِنِّيْ أَشْهَدُ حِيْنَئِذٍ بِأَنَّ ذِكْرَ غَيْرِكَ لَنْ يَصِلَ إِلَيْكَ وَوَصْفَ ما سِواكَ لَنْ يَرِدَ عَلَيْكَ، لأَنَّ عِرْفانَكَ يَطِيْرُ فَوْقَ مَلَكُوْتِ الْبَقاءِ، وَذِكْرَ ما سِواكَ مَقْطُوْعُ الْجَناحِ واقِفٌ فِيْ ناسُوْتِ الْفَناءِ، فَكَيْفَ يَقْدِرَ أَنْ يَصْعَدَ الْفَناءُ إِلى لاهُوْتِ الْبَقاءِ، فَوَعِزَّتِكَ لَنْ يَقْدِرَ إِلاَّ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ

    وَجُوْدِكَ وَمَوْهِبَتِكَ، وَمَعَ هَذا الْمَنْعِ الْكُبْرَى أُشاهِدُ بِأَنَّكَ جَعَلْتَ هَذا الرُّوْحَ طِرازَ وَجْهِكَ وَزِيْنَةَ طَلْعَتِكَ، وَبِهِ تَظْهَرُ لَطائِفُ أَسْرارِ مَلاحَتِكَ وبِهِ تُسْتَرُ شَمْسُ جَمالِ قُدْسِ أَحَدِيَّتِكَ، بِذلِكَ تَحَيَّرْتُ وَتَحَيَّرَتْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْكاشِفُ السَّتّارُ، إِذًا أَسْئَلُكَ يا إِلهِيْ بِهُبُوْبِ أَرْياحِ رَحْمَتِكَ عَلى هَياكِلِ الْمُذْنِبِيْنَ وَتَنَزُّلِ أَمْطارِ غُفْرانِكَ عَلى الْعاصِيْنَ وَبِحَبْلِ الَّذِي عُلِّقَتْ بِهِ قُلُوْبُ الْعاشِقِيْنَ واجْتُذِبَتْ مِنْهُ أَفْئِدَةُ الْعارِفِيْنَ بِأَنْ لاتَقْطَعَ هَذا الْحَبْلَ الَّذِيْ جَعَلْتَهُ سَبَبًا بَيْنَكَ وبَيْنَ خَلْقِكَ وَلا تَحْرِمَهُمْ عَنْ هَذا الْخَيْطِ الَّذِي جَعَلْتَهُ خادِمَ جَمالِكَ وَمُعاشِرَ وَجْهِكَ، ثُمَّ أَسْئَلُكَ يا إِلهِيْ بِأَنْ تُصَفِّيْ هَواءَ قُلُوْبِ عِبادِكَ عَنْ غَمامِ النَّفْسِ وَالْهَوَى، ثُمَّ ارْتَفِعْ كُلَّ ما حالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مُشاهَدَةِ أَنْوارِ الْبَقاءِ، وَإِنَّكَ أَنْتَ الْفاضِلُ الْباذِلُ الْمُكَرِّمُ الْمُعْطِي الرَّحِيْمُ الْكَرِيْمُ.

    [4]
    تِلْكَ آياتٌ ظَهَرَتْ فِيْ خِدْرِ الْبَقاءِ وهَوْدَجِ الْقُدْسِ حِيْنَ وُرُوْدِ اسْمِ الأَعْظَمِ عَنْ شَطْرِ السُّبْحانِ فِيْ أَرْضِ الصَّامْصُونِ يَمَّ بَحْرٍ

    عَظِيْمٍ، إِذًا نُزِّلَتْ جُنُوْدُ وَحْيِ اللهِ بِطِرازِ الذِيْ انْصَعَقَتْ عَنْها كُلُّ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، وَأَشْرَقَتْ قُدَّامَهُمْ شَمْسُ الْجَمالِ فِيْ هَيْكَلِ قُدْسٍ لَطِيْفٍ، وَخاطَبَ الْفُلْكَ بِما جَرَى مِنْ قَلَمِ اللهِ مِنْ قَبْلُ فِيْ لَوْحِ الَّذِيْ خاطَبْنا فِيْهِ ملاَّح الْقُدْسِ بِنِدآءِ حُزْنٍ خَفِيٍّ، وَبِما نُزِّلَ حِيْنَئِذٍ فِيْ هَذا اللَّوحِ مِنْ قَلَمِ قُدْسٍ مُنِيْر، وَمَنْ يُريْدُ أَنْ يَطَّلِعَ بِأَسْرارِ الأَمْرِ مِنْ لَدُنْ حَكِيْمٍ عَلِيْمٍ فَلْيَنْظُرْ فِي اللَّوْحَيْنِ لِيَعْرِفَ أَسْرارَ اللهِ وَتَقِرَّ بِها عَيْناهُ وَيَكُوْنَ مِنَ الْمُوْقِنِيْنَ.

    قَدْ تَمَّ مِيْقاتُ الاسْتِواءِ فِيْ هَوْدَجِ الْقُدْسِ وَخَرَجَ جَمالُ الْهُوِيَّةِ بِمَنْظَرِ عِزٍّ كَرِيْمٍ، قُلْ َقدِ انْتَهَى سَفَرُ التُّرابِ إِلى ساحِلِ بَحْرٍ عَظِيْمٍ، إِذًا يَبْكِيْ هَوْدَجُ الْخُلْدِ وَيَسْتَبْشِرُ سَفِيْنَةُ قُدْسٍ مُنِيْرٍ، أَنْ يا مَلاّحَ الْقُدْسِ قَدْ جاءَ الوَعْدُ فِيْما وَعَدْناكَ بِلِسانِ صِدْقٍ عَلِيْمٍ، فاَسْتعِدَّ فِيْ نَفْسِكَ لِتُحَوِّلَ نَفْسَ اللهِ عَلَى فُلْكٍ ما سِوَاهُ بِهَذا الأَمْرِ الْمُحْدَثِ الْقَدِيْمِ، سَيَظْهَرُ عَلَيْكَ كُلُّ ما وَعَدْناكَ بالْحَقِّ إِنْ أَنْتَ مِنَ الصَّابِرِيْنَ، وَأَخْبَرْناكَ مِنْ قَبْلُ كُلَّ ما يُقْضَى وَما الْتَفَتَ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْعالَمِيْنَ، وَأَغْفَلْناهُمْ عَنْ ذَلِكَ بِما اكْتَسَبَتْ أَيْداهُمْ وَإِنَّ هذا لَعَدْلٌ مُبِيْنٌ، فَوَاللهِ إِنَّ الَّذِيْنَ يَدْخُلُوْنَ فِيْ ظِلِّكَ سَتَأْخُذُهُمْ عَذابُ فِتْنَةٍ عَظِيْمٍ، قُلْ تَاللهِ هَذا مَحَكُّ اللهِ قَدِ اسْتَقامَ بِالْعَدْلِ وَيَفْصِلُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْباطِلِ وَالشَّكِّ

    عَنِ الْيَقِيْنِ، وَلَكِنْ أَنْتَ طَهِّرِ النَّظَرَ عَنْ حُدُوْداتِ الْبَشَرِ وَلا تَرْتَدَّ الْبَصَرَ عَنْ هَذا الْمَنْظَرِ الْمُنِيْرِ، وَهُبَّ عَلَيْهِمْ مِنْ رَوائِحِ الْفَضْلِ لَعَلَّ تُخَلِّصُهُمْ عَنْ ظُنُوْنِهِمْ وَتُقَلِّبُهُمْ إِلى اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، وَتُطَهِّرُ قُلُوْبَهُمْ عَنْ هَوَآهُمْ وَتُبَلِّغُهُمْ إِلى وَطَنِ قُدْسٍ بَدِيْعٍ، وَلَعَلَّ تَحْتَرِقُ بِذَلِكَ حُجُباتُ التَّقْلِيْدِ وَيَسْتَشْرِقُ جَمالُ التَّوْحِيْدِ فِيْ مِشْكَوةِ أَفْئِدَةٍ لَطِيْفٍ، وَلا تَزِنِ الْعِبادَ بِمِيْزانِ اللهِ لأَنَّهُمْ يُزَنُوْنَ فِيْ كُلِّ حِيْنٍ وَيَكُوْنُنَّ مِنَ الزَّانِيْنَ، فَاعْفُ عَنْهُمْ وَتَجاوَزْ عَنْ جَرِيْراتِهِمْ لأَنَّكَ أَنْتَ الْكَرِيْمُ ذُوْ الْفَضْلِ الْعَمِيْمِ، إِذًا لَمَّا أُغْمِضَتْ عَيْناكَ عَنِ الْعِصْيانِ وَفَتَحْتَها بِالإِحْسانِ هُبَّ عَلى أَهْلِ الأَكْوانِ مِنْ نَسَماتِ قُدْسٍ كَرِيْمٍ، لَعَلَّ يَسْتَشْعِرُوْنَ في أَنْفُسِهِمْ بِما فَضَّلَهُمُ اللهُ عَلى الْخَلائِقِ أَجْمَعِيْنَ، وَجَعَلَهُمْ مُعاشِرَ نَفْسِهِ وَشَرَّفَهُمْ بِلِقائِهِ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمْ ثَمَراتِ الْوَصْلِ مِنْ شَجَرِ قُدْسٍ مُبِيْنٍ، وَأَقْمَصَهُمْ قَمِيْصَ الاخْتِصاصِ وَفَضَّلَهُمْ عَلى خَلْقِ ما كانَ وَما يَكُوْنُ، وَكَتَبَ أَسْمائَهُمْ فِيْ أَلْواحِ عِزٍّ حَفِيْظٍ، كُلُّ ذَلِكَ يَصْدُقُ عَلَيْهِمْ لَوْ لَنْ يُغَيِّرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَيَعْرِفُوْنَ ما أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَيَشْكُرُوْهُ فِيْ كُلِّ حِيْنٍ، وَإِنَّكَ أَنْتَ يا فُلْك الأَمْرِ فَاحْمِلْ هؤُلاءِ ثُمَّ اجْرِ عَلى الْبَحْرِ بِإِذْنٍ مِنَ اللهِ الْعَزِيْزِ الْقَدِيْرِ، أَنْ يا سَفِيْنَةَ الْقُدْسِ فَأَبْشِرِيْ فِيْ نَفْسِكِ بِما وَرَدَ فِيْكِ جَمالُ عِزٍّ مَنِيْعٍ، أَنْ يا بَحْرَ الْبَقاءِ قِرَّ عَيْناكَ بِما وَرَدَ عَلَيْكَ بَحْرُ رُوْحٍ

    لَطِيْفٍ، لِذا خُلِقْتَ قَبْلَ الْبِحارِ إِنْ تَكُوْنَ مِنَ الْمُسْتَشْعِرِيْنَ، إِذًا فَأَكْرِمْ ضُيُوْفَ اللهِ عِبادَ الَّذِيْنَهُمْ رَكِبُوا عَلَيْكَ وَوَرَدُوا فِيْكَ وَلا تَكُنْ مِنَ الْمُضْطَرِبِيْنَ، فَاحْفَظْ أَماناتِ اللهِ وَلا تَخانُ فِيْ نَفْسِكَ وَلا تَكُنْ مِنَ الْخائِنِيْنَ، أَنْ يا حِيْتانَ الْبَحْرِ فَاسْتَبْشِرُوا فِيْ أَنْفُسِكُمْ ثُمَّ اذْكُرُوا بارِئَكُمْ بِما فُزْتُمْ بِلِقاءِ اللهِ فِيْ أَيَّامِ الَّتِيْ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْجَمالِ عَنْ مَطْلِعِ اسْمٍ قَدِيْمٍ، أَنْ يا هَواءَ الْبَحْرِ هُبَّ عَلى أَجْسادِ الطَّيِّبَةِ الْمُنِيْرَةِ الَّتِيْ خَلَقَهُمُ اللهُ مِنْ نُوْرِ ذاتِهِ قَبْلَ خَلْقَ السَّمواتِ وَ الأَرَضِيْنَ، وَسُرَّ فِيْ نَفْسِكَ ثُمَّ أَبْشِرْ فِيْ رُوْحِكَ بِما رَزَقَكَ اللهُ مِنْ هَوآءِ رُوْحٍ خَفِيْفٍ، فَوَاللهِ إِذًا اسْتَبْشَرَتْ سُكَّانُ أَهْلِ الْبَحْرِ وَضَجَّتْ سُكَّاُن الْبَرِّ بِما خَرَجَ جَمالُ الْهُوِيَّةِ عَنْ هَوْدَجِ الْبَقاءِ وَاسْتَقَرَّ عَلى فُلْكِ قُرْبٍ رَفِيْعٍ، قُلْ يا أَهْلَ السِّرِّ وَالشَّهادَةِ وَالْغَيْبِ وَالظُّهُوْرِ لا تَحْزَنُوا عَنْ شَيْءٍ ثُمَّ افْرَحُوا بِفَرَحِ اللهِ الْمُقَدَّسِ الْمُتَعالِي الْعَلِيْمِ، قُلْ إِنَّ هَذا لَفَرَحُ الَّذِيْ أَخَذَ الْمَوْجُوْداتِ كُلَّها وَأَحاطَ كُلَّ مَنْ فِي الْعالَمِيْنَ، وَلَنْ يَأْخُذَ أَحَدًا دُوْنَ أَحَدٍ إِنْ يَتَوَجَّهُوْنَ إِلى مَنْظَرِ اللهِ الْمُقَدَّسِ الْعَزِيْزِ الْمُنِيْرِ، قُلْ هَذا لَفَضْلٌ يُقَلِّبُ كُلَّ الذَّرَّاتِ إِلى جَمالِ الْهُوِيَّةِ أَقْرَبَ مِنْ أَنْ يَذْكُرَ الْمَحْبُوْبُ أسْمَ الْحَبِيْبِ، وَكَذلِكَ نُلْقِيْ مِنْ آياتِ الرُّوْحِ وَنَبْسُطُ بِساطَ الْفَضْلِ عَلى كُلِّ مَنْ فِيْ الْمُلْكِ أَجْمَعِيْنَ، وَإِنَّكِ أَنْتِ أُنادِيْكِ يا لُجَّةَ الْقُدْسِ فِيْ آخِرِ الْقَوْلِ

    بِما وَرَدَ عَلَيْكِ لُجَّةُ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْغالِبِ الْقَوِيْمِ، أَنْ يا طَمْطامَ الأَحَدِيَّةِ فَاسْرُرْ فِيْ ذاتِكَ بِما اسْتَوَى عَلَيْكَ طَمْطامُ السُّرُوْرِ وَإِنَّ هَذا لَفَضْلٌ عَظِيْمٌ، أَنْ يا قَمْقامَ الْعِزِّ فَابْهَجْ فِيْ رُوْحِكَ بِما وَرَدَ فِيْكَ قَمْقامُ اللهِ الْمُتَعالِي الْعَزِيْزِ الْقَدِيْرِ، فَهَنِيْئًا لَكَ بِما اسْتُحْضِرَ فِيْ حَوْلِكَ أَرْواحُ الْمُقَرَّبِيْنَ، وَاسْتَقْبَلُوا حِيْنَئِذٍ كُلَّ الذَّرَّاتِ وَقامُوا فِيْ هَواكَ وَكانُوا مِنَ الْمُنْظَرِيْنَ، لِيَمُرَّ عَلَيْهِمْ نَسائِمُ الْقُدْسِ عَنْ شَطْرِ الأَحَدِيَّةِ مِنْ هَذا الرِّضْوانِ الْمُقَنَّعِ الْمُقَطَّعِ الْمَسْتُوْرِ الْمَشْهُوْرِ الظَّاهِرِ الْخَفِيِّ، فَطُوْبى لَهُمْ وَلِمَنْ دَخَلَ فِيْ ظِلِّهِ وَشُرِّفَ بِلقائِهِ وَشَرِبَ عَنْ كَأْسهِ وَتَمَسَّكَ بِحَبْلِهِ الْمُحْكَم ِالْقَوِيْمِ، وَبِذَلِكَ أَتْمَمْنا الْفَضْلَ عَلى الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ، وَأَنْزَلْنا مِنْ سَحابِ الْقُدْسِ ما يُطَهَّرُ بِهِ أَفْئِدَةُ الْعارِفِيْنَ، وَقَدَّرْنا لِكُلِّ الأَشْياءِ قَمِيْصَ الْهِدايَةِ إِنْ يُقْبِلُوا إِلَيْهِ وَتَكُوْنُ مِنَ الْمُتَّقِيْنَ، وَكَذلِكَ قَدَّرْنا فِيْ سَمآءِ الأَمْرِ ما يُغْنِيْ بِهِ الْعالَمِيْنَ.
    هو الغالب القادر القهير القدير القيّوم

    أَلْحَمْدُ لله الَّذِي أَشْرَقَ شَمْسَ الْبَهاءِ عَنْ مَشْرِقِ الْبَقاءِ وَاسْتَضاءَ مِنْهُ أَهْلُ مَلإِ الْعالِينَ، الَّذِينَهُمْ كانُوا حَوْلَ الْعَرْشِ لَمِنَ الطّائِفِينَ، وَإِنَّهُ ما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ هُوَ يُحْيِيْ وَيُمِيْتُ ثُمَّ يُمِيتُ وَيُحْيِيْ وَكُلٌّ عِنْدَهُ فِيْ لَوْحٍ حَفِيْظٍ، أَنْ يا مِيْرُ قَبْلَ مُحَمَّدٍ اسْمَعْ ما يَرِنُّ لَكَ عَنْدَلِيْبُ الْفِراقِ حِينَ الَّذِيْ الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ وَانْقَضَتْ كُلُّ الْمِيْثاقِ إِلاَّ مِيْثاقُ اللهِ رَبِّكَ الْخَلاَّقِ، وَأُبْطِلَتْ كُلُّ الْكُتُبِ وَالأَوْراقِ إِلاَّ أَلْواحُ رَبِّك الرَّزَّاقِ، أَنِ انْقَطِعْ يا مِيْرُ عَنِ الدُّنْيا وَما فِيها وَما بَيْنَها وَما عَلَيها وَلا تَتَّبِعْ خُطُواتِ الْمُشْرِكينَ، ثُمَّ اتَّكِلْ إِلى الله رَبِّكَ وَكُنْ فِيْ دِينِ اللهِ لَمِنَ الْمُسْتَقِيمِينَ، مِلَّةِ هَذا الْغُلامِ الإِلهِيِّ الْعِراقِيِّ الْمُبِينِ، وَمِنْهُ أُثْبِتَتْ كُلُّ الأَدْيانِ مِنْ أَوَّلِ الَّذِيْ خُلِقَ الآدَمُ مِنَ الْماءِ وَالطِّينِ، وَيُثْبَتُ إِلى أَبَدِ الآبِدِينَ، أَنْ يا مِيْرُ طَهِّرْ مِرْآةَ قَلْبِكَ عَنِ الْكُدُوْراتِ لِتَجِدَ فِيهِ شَبَحَ هَذا الْمَظْلُوْمِ الأَسِيْرِ الَّذِيْ وَقَعَ تَحْتَ سُيُوْفِ الْبَغْضاءِ عَمَّا اكتَسَبَتْ أَيادِيْ هَؤُلاءِ الْمُشْرِكينَ الَّذِينَ يقُوْلُوْنَ بِأَلْسِنَتِهِمْ تَاللهِ إِنَّا آمَنَّا بِعَلِيٍّ قَبْلَ نَبِيلٍ وَإِذا جَاءَ مُنْزِلُهُ بِمَلِيك مِنَ الأَمْرِ إِذًا أَنْكرُوْهُ وَكَذَّبُوْهُ إِلى أَنْ أَفْتَوْا على قَتْلِهِ

    كَما أَفْتَوْا مِلَلُ الْقَبْلِ على النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، وَيشْهَدُ بِذلِكَ لِسانُ سِرِّهِمْ بِأَنْ هُمُ الَّذِينَ يكذِبُوْنَ فِيْ كُلِّ آنٍ وَفِيْ كُلِّ حِيْنٍ، قُلْ يا قَوْمِ أَفَمَنْ كانَ ناظِرًا إِلى شَطْرِ الله كالَّذِيْ يعْبُدُ الأَصْنامَ أَوِ الَّذِيْ يَتْبَعُ الْمُشْرِكينَ، تَالله يا مِيْرُ إِذا تَقُوْلُ بِهِمْ يسْوَدُّ وُجُوْهُهُمْ وَيلْوُوْنَ أَلْسِنَتَهُمْ فِيْ أَفْواهِهِمْ وَلَنْ يَقْدِرُوا أَنْ يُؤْتُوْنَ جَوابَك وَإِنَّ هَذا لَقَوْلُ الصِّدْقِ لَوْ أَنْتَ مِنَ السَّامِعِينَ، أَنْ يا مِيْرُ أَتَسُرُّ فِيْ نَفْسِك بَعْدَ الَّذِيْ بُدِّلَ سُرُوْرُ الْبَهاءِ بِحُزْنٍ عَظِيمٍ، أَتَسْتَبْشِرُ فِيْ رُوْحِكَ بَعْدَ الَّذِيْ غابَ بِشارَةُ اللهِ وَجاءَ بِحُزْنٍ مُبِينٍ، أَتَشْرَبُ الْماءَ بَعْدَ الَّذِيْ كانَ جَمالُ الْبَهاءِ ظَمْئانَ فِيْ الأَعْراءِ وَكانَ الله عَلَى ما أَقُوْلُ لَشَهِيدَ، قُلْ يا مِيْرُ تَاللهِ إِنَّ الَّذِيْ اشْتَهَرَ اسْمُهُ فِيْ الْبِلادِ قامَ على قَتْلِهِ وَكانَ أَنْ يُكَذِّبُهُ فِيْ كُلِّ آنٍ وَفِيْ كلِّ حِينٍ، إِلى أَنْ وَصَلَ الأَمْرُ إِلى هَذا الْمَقامِ الَّذِيْ تَشْهَدُ وَتَري ما وَرَدَ عَلى هَذا الْمَظْلُوْمِ الأَسِيرِ الَّذِيْ سُمِّيَ فِيْ مَلَكوْتِ الْبَقاءِ بِالْبَهاءِ، وَهَذا ما نَزَلَ مِنْ قَلَمِ قُدْسٍ مُنِيرٍ، وَإِنَّكَ يا مِيْرُ فَانْصُرْهُ بِقُوَّةِ الله لِتَكوْنَ لِجَمالِ الْقِدَمِ لَمِنَ النّاصِرِينَ، أَتَسْكنُ يا مِيْرُ فِي الْبُيوْتِ بَعْدَ الَّذِي وَقَعَ الْحُسَينُ تَحْتَ سُيوْفِ أَهْلِ الْقُنُوْتِ، أَتَنامُ عَلَى الْفِراشِ بَعْدَ الَّذِيْ كانَ نَيِّرُ الآفاقِ بَيْنَ يَدَيِّ هَؤُلاءِ الْفُسَّاقِ وَلَنْ يَنْعَسَ فِيْ أَمْرِ اللهِ لا فِيْ أَزَلِ الآزالِ وَلا فِيْ أَبَدِ الآبِدِينَ، كذلِك أَخْبَرَك بِالصِّدْقِ لِتَكوْنَ مُطَّلِعًا بِما وَرَدَ

    على هَذا الْجَمالِ الدُّرِّيِّ الأَمِينِ مِنْ أَيادي ظُلْمِ هَؤُلاءِ الْفاسِقِينَ، أَنْ يا مِيْرُ طَهِّرِ النَّظَرَ عَنْ حُدُوْداتِ الْبَشَرِ وَلا تَتَّبِعْ خُطُواتِ مَنْ مَكَرَ وَغَدَرَ، ثُمَّ انْظُرْ بِهَذا الْمَنْظَرِ الأَكبَرِ لِتَطْلَعَ بِما هُوَ الْمَكنُوْنُ فِيْ خَزائِنِ قُدْسٍ مُبِينٍ، ثُمَّ اقْرَأْ هَذا الدُّعاءَ: فَسُبْحانَكَ الَّلهُمَّ يا إِلهِيْ أَسْئَلُك مِنْ أَنْوارِ جَمالِك وَبِإِشْراقاتِ شَمْسِ فَضْلِكَ وَإِفْضالِكَ أَنِ انْقَطِعْنِيْ عَمَّا خُلِقَ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَتَجْعَلُنِيْ خالِصًا لِوَجْهِك الْبَهِيِّ الأبْهَى وَمُخْلِصًا لِدِينِكَ الْعَلِيِّ الأَعْلَى، يا مَنْ كُنْتَ مُقَدَّسًا عَمَّا يُعْرَفُ وَيُقالُ وَعَمَّا يُشْهَدُ بِالْمَقالِ، ثُمَّ أَسْئَلُكَ يا إِلهِيْ مِنْ سَحابِ جُوْدِكَ وَمَكرُمَتِكَ وَمِنْ غَمامِ عِنايَتِك وَمَرْحَمَتِك أَنْ أَمْطِرْ على أَرْضِ قَلْبِي أَمْطارَ عِزِّ رَأْفَتِك لِينْبُتَ مِنْهُ نَباتُ عِلْمِكَ وَحِكمَتِك لِيجْعَلَنِيْ مُتَوَكِّلاً إِلى طَلْعَةِ أَبْهائِيَّتِكَ، أَي رَبِّ إِنَّ الْمُشْرِكوْنَ ما عَرَفُوا جَوْهَرَ ذاتِك وَغَشَوْا أَعْيُنَهُمْ بِغَشاوَةِ الشِّرْكِ إِلى أَنْ أَفْتَوْا عَلى قَتْلِ مَظْهَرِ نَفْسِك الْبَهِيِّ الأبْهَى، وَقامُوا عَلى ذلِك لِيقُوْمَنَّ النَّاسُ على هَذا الْفِعْلِ وَزَلُّوا بَعْضَ النَّاسِ مِنْ صِراطِك عَمَّا خَرَجَ قَوْلُ الْباطِلِ عَنْ أَفْواهِهِمْ، إِذًا أَنْتَ يا مَحْبُوْبِيْ خُذْهُمْ بِعَذابِكَ الشَّدِيدَةِ بِما اكتَسَبَتْ أَيادِيهِمْ وَإِنَّك أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشاءُ تَفْعَلُ ما تَشاءُ وَتَحْكمُ ما تُرِيدُ وَإِنَّك أَنْتَ الْمُبْدِءُ وَالْمُعِيدُ وَإِنَّك أَنْتَ السَّمِيعُ الْمُسْتَجابُ، ثُمَّ اغْفِرْ لِيْ يا محْبُوْبِيْ خَطايائِيْ ثُمَّ

    اسْتُرْ لِيْ يا مَسْجُوْدِيْ عُيوْبِيْ وَلا تَغْفَلْنِيْ بِأَقَلَّ مِنْ آنٍ عَنْ ذِكرِ جَمالِك وَإِنَّك أَنْتَ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ إِلَيك الْمَبْدَءُ وَالْمآبُ، لَنْ يعْرِفَ إِنِّيَّتَكَ كلُّ ذِيْ عَقْلٍ مُسْتَطابٍ، وَإِنَّكَ أَنْتَ يا مِيرُ قَبْلَ مُحَمَّدٍ اسْمَعْ نِدائِيْ وَلا تَكنْ مِنَ الْغافِلِينَ، أَنِ انْقَطِعْ عَمَّا خُلِقَ فِي التُّرابِ إِنَّهُ َيَفْنَى وَيبْقَى كَلِماتُ رَبِّك فِيْ أَبَدِ الْعالَمِينَ، وَالرَّوْحُ وَالْعَلاءُ وَالْكبْرِياءُ عَلَيك وعَلى مَنْ كانَ لِقَوْلِيْ لَمِنَ السَّامِعِينَ.

    [6]
    هو العزيز

    هَذا لَوْحُ الْقُدْسِ قَدْ جَعَلَ الله مَقامَهُ مَقامَ النُّقْطَةِ كما إِنَّ مِنَ النُّقْطَةِ فُصِّلَتْ كلُّ الْحُرُوْفاتِ وَالْكَلِماتِ، وَكذلِك مِنْ هَذا اللَّوْحِ فُصِّلَ ما نُزِّلَ مِنْ أَزَلِ الآزالِ وَ يُفَصَّلُ إِلى أَبَدِ الآبِدِينَ، قُلْ إِنَّهُ وَلَوْ ساكِنًا فِيْ مَحَلِّهِ وَلَكِنْ مِنْهُ حُرِّكَتِ الْمُمْكِناتُ وَظَهَرَتْ مِنَ الْعَدَمِ فِيْ خِلَعِ الْوُجُوْدِ، فَتَبارَكَ الله سُلْطانُ الْمُقْتَدِرِينَ، قُلْ إِنَّ ساذَجَ الْقِدَمِ ظَهَرَ بِالْحَقِّ فَتَعالَى الله مُرَبِّي الْكَوْنَينِ وَرَبُّ الْعالَمَينِ، وَأَنْتَ يا عَبْدُ فَاسْمَعْ نِداءَ الله عَنْ سِدْرَةِ الْفُؤادِ الَّتِي اسْتَنارَتْ فِيْ صَدْرٍ مُمَرَّدٍ مُنِيرٍ، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّ نَبَأَ الَّذِيْ كانَ مِنْ

    قَبْلِ الْقَبْلِ قَدْ فُصِّلَ مِنْ هَذا النَّبَإِ الْعَظِيمِ، وَأَمْرَ الَّذِيْ قَدْ جَرَى مِنْ قِدَمِ الأَقْدامِ قَدْ أَشْرَقَ مِنْ هَذا الطِّرازِ الأَقْدَمِ الْقَوِيمِ، قُلْ يا مَلأَ الأَرْضِ تَالله لَوْحًا مِنْ أَثَرِ اللهِ خَيرٌ عَنْ مُلْك الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، بَلْ أَسْتَغْفِرُ اللهَ عَنْ ذَلِك لأَنَّ بِحَرْفٍ مِنْهُ خُلِقَ كُلُّها إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الشَّاعِرِينَ، وَحَرْفٌ مِنْهُ لأَحْلَى عَمَّا ظَهَرَ بِالْقَلَمِ وَجَرَى مِنَ اللِّسانِ وَتَكَلَّمَتْ بِها خَلْفَ حُجُباتِ الْقُدْسِ مَلأُ الْمُسَبِّحِينَ، كَذَلِكَ أَخَذَتْ هَذِهِ الْطَّيْرَ جَذَباتُ الشَّوْقِ فِيْ هَذا اللَّيْلِ الَّذِيْ يفْتَخِرُ عَلى فَجْرٍ دُرِّيٍّ وَكُلِّ صُبْحٍ مُنِيرٍ، بِحَيْثُ يَجْرِيْ مِنْ قَلَمِهِ ما لا سَبَقَتْهُ إِرادَتُهُ وَينْدَكُّ مِنْهُ جَبَلُ الْعارِفِينَ، الَّذِينَ لَنْ ينْظُرُوا بِالْمَنْظَرِ الأَعْلى وَكانُوا بِالْحُجُبِ وَالإِشاراتِ لَمِنَ النَّاظِرِينَ، طَهِّرُوا يا قَوْمِ آذانَكُمْ عَنْ كُلِّ ما سَمِعْتُمْ أَوْ عَرَفْتُمْ وَقَدِّسُوا قُلُوْبَكُمْ عَنْ كُلِّ ما انْطَبَعْتُمْ فِيهِ وَعَلَيهِ مِنْ صُوَرِ الْفانِيَةِ لِينْطَبِعَ عَلَيهِ جَمالُ اللهِ الْعالِي الْمُتَعالِي الْعَظِيمِ الْقَدِيمِ، يا أَهْلَ لُجَّةِ الْفِرْدَوْسِ إِنْ تُرِيدُوا أَنْ تَقْرَئُوا هَذِهِ الْوَرَقَةَ الْمُنِيرَةَ الْباقِيَةَ فَتَوَضَّئُوا أَوَّلاً مِنْ مآءِ التَّسْنِيمِ الَّذِيْ جَرَى عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ ثُمَّ اغْسِلُوا بِهِ ظاهِرَكُمْ وَباطِنَكُمْ لِتَسْمَعُوا ما غَرَّدَ وَرْقاءُ الرِّضْوانِ فِيْ هَذا الْجِنانِ بِبَدائِعِ أَلْحانٍ بَدِيعٍ، وَمِنْ دُوْنِ ذَلِكَ لَنْ تَجِدُوا لَذائِذَها الْمَكنُونَةَ وَلَنْ تَعْرِفُوا جَواهِرَ حِكَمِهِ الْمَخْزُوْنَةَ وَلَوْ تَقْرَئُوْنَها فِيْ أَيامِ عُمْرِكمْ وَفِيْ كُلِّ صَباحٍ وَمَساءٍ أَوْ فِيْ كُلِّ

    حِينٍ، كَذَلِكَ يُغَرِّدُ الْوَرْقآءُ فِيْ هَذا الْفَضآءِ الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ مُقَدَّسًا عَنْ وُجُوْهِ الْمُشْرِكينَ، وَرَقَّ هَواها وَراقَ رِياحُها وَطُيِّبَ عَرْفُها وَتَضَوَّعَ مِسْكُها إِذًا فَاقْصِدُوْها يا مَلأَ الْمُقَرَّبِينَ، وَكَذَلِكَ َيبْذُلُ اللهُ نِعَمَهُ الْباقِيَةَ الأَزَلِيَّةَ الأَبَدِيَّةَ الأَحَدِيَّةَ السَّمائِيَّةَ عَلى الْعالَمِينَ، وَأَنْتُمْ يا أَهْلَ مَلإِ الأَعْلى وَيا مَعْشَرَ الإِنْسانِ فِيْ أَرْضِ الأَدْنَى لا تَحْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْها وَلا تَكفُرُوا بِها اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَكونُنَّ مِنَ الْغافِلِينَ، فَطُوْبَى لِمَنْ رُزِقَ بِها وَمِنْها مِنْ دُوْنِ أَنْ يَلْتَفِتَ إِلى أَهْلِ السَّمواتِ وَالأَرَضِينَ، وَهَذا الرَّوْحُ مِنَ الرُّوْحِ عَلَيْكُمْ يا أَيُّها الْمُقْبِلِينَ.

    [7]
    هو العزيز الجميل

    سُبْحانَ الَّذِيْ بِيَدِهِ مَلَكوْتُ مُلْكِ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَإِنَّهُ كانَ بِكُلِّشَيْءٍ عَلِيمًا، لَهُ الْجُوْدُ وَالْفَضْلُ يُعْطِيْ لِمَنْ يَشاءُ ما يَشاءُ وَإِنَّهُ كانَ عَنِ الْعالَمِينَ غَنِيًّا، قُلْ يا قَوْمِ اسْمَعُوْا نِداءَ اللهِ عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْمُرْتَفِعَةِ الْمُبارَكَةِ الَّتِيْ نَبَتَتْ فِيْ أَرْضِ الْقُدْسِ مَقامِ قُرْبٍ مَحْمُوْدًا، بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَأَنَّ نُقْطَةَ الْبَيانِ نَفْسُهُ وَجَمالُهُ وَما هُوَ الْمَسْتُوْرُ ظُهُوْرُهُ وَسُلْطانُهُ بَيْنَ السَّمواتِ

    وَالأَرْضِ وَكَذلِكَ كانَ الأَمْرُ مِنْ شَجَرَةِ النَّارِ فِيْ بُقْعَةِ النُّوْرِ مَشْهُوْدًا، قُلْ هَذا لَوْحٌ تَجَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِأَنْوارِ قُدْسٍ مَحْبُوْبًا، قُلْ إِنَّ الْجَبَلَ لَمَّا تَجَلَّى اللهُ عَلَيهِ انْدَكَّ فِي الْحِينِ وَصارَ هَبآءً مَتْرُوْكًا، وَهَذا اللَّوْحُ جَعَلَهُ اللهُ مَحَلَّ تَجَلِّيهِ فِيْ هَذا الآنِ وَ يتَجَلَّى عَلَيهِ جَمالُ الْقِدَمِ بِما َيظْهَرُ مِنْ هَذا الْقَلَمِ الَّذِيْ كانَ بِإِصْبَعِ اللهِ حِينَئِذٍ مَأَنُوْسًا، أَنْ يا أَهْلَ الأَرْضِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ أَنْفُسِكُمْ فَاتَّبِعُوا أَمْرَ الَّذِيْ كانَ مِنْ فَجْرِ اللهِ مَشْرُوْقًا، قُلْ لَنْ ينْفَعَكُمُ الْيَوْمَ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلَوْ تَأْخُذُوْنَ كُلَّ الْعالَمِينَ لأَنْفُسِكُمْ ظَهِيرًا، وَلَنْ يَمُدَّكُمْ أَسْبابُ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَلَوْ تَجْعَلُوْها لأَنْفُسِكُمْ مُعِينًا، إِلاَّ بِأَنْ تَدْخُلُوا فِيْ ظِلِّ هَذا الْوُجْهِ الَّذِيْ اسْتَوَى على السِّجْنِ بِما كانَ فِي الأَلْواحِ مَكْتُوْبًا، فَادْخُلُوا فِيْ دِينِ اللهِ ثُمَّ اتَّبِعُوا ما حُدِّدَ فِي البَيانِ وَكانَ مِنْ سَمآءِ الْقُدْسِ مَنْزُوْلاً، أَنْ لا تَحْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ بَيْتِ الْحَرامِ وَلا تَخْتَلِفُوا فِيْ أَمْرِ اللهِ وَلا تَدَعُوا صَحائِفَ الله وَراءَ ظُهُوْرِكُمْ وَهَذا مِنْ أَمْرِيْ عَلَيْكُمْ وَعَلى الْعالَمِينَ جَمِيعًا، يا قَوْمِ كُنَّا بَيْنَكُمْ فِيْ سِنِينَ مُتَوالِياتٍ وَكُنَّا مَعَكُمْ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ وَكانَ اللهُ عَلى ما أَقُوْلُ شَهِيدًا، وَوَرَدْتُمْ عَلَيَّ فِيْ كُلِّ حِينٍ ما لا وَرَدَ أَحَدٌ على أَحَدٍ كأَنِّيْ كُنْتُ فِيْ سِجْنِ أَنْفُسِكُمْ مَسْجُوْنًا، وَدَعَوْنا اللهَ فِيْ صَباحِ الْقُدْسِ وَعَشِيِّ الْقُرْبِ إِلى أَنْ نَجَّانا عَنِ

    الَّذِينَهُمْ كَفَرُوا إِلى أَنْ وَرَدْنا فِيْ هَذا السِّجْنِ الَّذِيْ كانَ خَلْفَ جِبالٍ مَرْفُوْعًا، وَنَشْكرُ الله فِيْ ذَلِك وَنَحْمَدُهُ على ما جَرَى وَنَصْبِرُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ وَنَذْكرُهُ فِيْ كُلِّ طُلُوعٍ وَأُفُوْلاً، وَالرَّوْحُ عَلَيْكُمْ يا مَلأَ الْبَيانِ إِنْ تَسْلُكوا سُبُلَ عِزٍّ مَحْمُوْدًا وَصِراطَ قُدْسٍ مَمْدُوْدًا.

    [8]
    هو الفرد في جبروت البهاء

    أَنْ يا اسْمَ الَّذِيْ سُمِّيتَ بِاسْمِيْ فِيْ مَلَكوْتِ الأَسْماءِ اسْمَعْ ما يُلْقِيكَ الرُّوْحُ مِنْ سَماءِ عِزٍّ بَدِيعًا، ثُمَّ اسْتَقِمْ على حُبِّ اللهِ وَدِينِهِ لأَنَّا شَهِدْنا النَّاسَ فِيْ تِلْك الأَيَّامِ عَلَى وَهْمٍ كانَ على سِرِّ السَّطْرِ غَلِيظًا وَإِنَّكَ فَاخْرُقْ سُبُحاتِ الْوَهْمِ بِأَنامِلِ الْقُدْرَةِ مِنْ لَدُنْ عَزِيزٍ قَدِيرًا، إِيَّاكَ أَنْ تَلْتَفِتَ إِلى الَّذِينَ يأْمُرُوْنَ النَّاسَ بِالشِّرْكِ فِيْ هَذا الْغُلامِ الَّذِيْ ينْطِقُ الرُّوْحُ فَوْقَ رَأْسِهِ بِأَنْ تَاللهِ هَذا جَمالٌ يطُوْفَنَّ فِيْ حَوْلِهِ مَلَكوْتُ قُدْسٍ رَفِيعًا، كَذَلِكَ أَذْكرْناكَ فِيْ اللَّوْحِ لِتُذَكِّرَ النَّاسَ بِاللهِ رَبِّكَ وَتُدْخِلَهُمْ فِيْ شاطِئِ اسْمٍ بَهِيًّا، قُلْ تَاللهِ كُلُّما أَنْتُمْ سَمِعْتُمْ مِنْ دُوْنِيْ هُوَ خَلْقِيْ وَكانَ اللهُ بِذَلِك شَهِيدًا، وَما أَنْتُمْ سَمِعْتُمْ بَينَ النَّاسِ هُوَ مِنْ أَمْرِيْ وَما اطَّلَعَ بِهِ إِلاَّ

    نَفْسُ الْحَقِّ وَعَنْ وَرائِيْ أَنْفُسٌ مَعْدُوْدًا، فَلَمَّا أَخَذَهُمُ الْغُرُوْرُ وَاسْتَكبَرُوا على اللهِ إِذًا كَشَفْنا الْحِجابَ وَأَظْهَرْنا الأَمْرَ لِيكوْنَ النَّاسُ فِيْ دِينِ رَبِّهِمْ تَقِيًّا، وَإِنَّكَ أَنْتَ فَاشْكرِ اللهَ بِما سَتَرَ عَنْكَ ما وَرَدَ عَلَى جَمالِ اللهِ مِنْ عِبادِهِ وَكُنْ عَلى شُكْرٍ عَظِيمًا، تَاللهِ لَوْ تَطَّلِعُ لَتَبْكيْ فِيْ رُوْحِك وَتَنْقَطِعُ عَنْ كُلِّ مَنْ يَمْشِيْ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ وَلا تَجْلِسُ مَعَ أَحَدٍ وَلا تَأْنَسُ مَعَ نَفْسٍ وَتَتَّخِذُ لِنَفْسِكَ مَكَانًا بَعِيدًا، وَبَلَغَ الظُّلْمُ إِلى مَقامِ الَّذِيْ يقْتُلُوْنَنِيْ بِأَسْيافِهِمْ ثُمَّ يرْجِعُوْهُ إِلى أَنْفُسِهِمْ لِيُدْخِلُوا بِهِ الْبَغْضاءَ فِيْ قُلُوْبِ الْعِبادِ وَكذَلِك يَمْكُرُوْنَ فِيْ أَمْرِ رَبِّك قُلْ إِنَّهُ لأَشَدُّ مَكْرًا وَأَعْظَمُ تَنْكِيلاً، إِيَّاكَ أَنْ تَسْتَقِرَّ على مَقامِكَ ثُمَّ ادْعُوْ النَّاسَ إِلى جِهَةِ الْعَرْشِ وَكُنْ فِيْ تَبْلِيغٍ مُبِينًا، وَإِنْ يَمَسُّكَ مِنْ ضُرٍّ فَاصْبُرْ ثُمَّ اصْطَبِرْ لأَنَّ رَبَّكَ يَأْتِيكَ بِسُرُوْرٍ جَمِيلاً، قُلْ يا قَوْمِ إِنْ تَكفُرُوا بِما نَزَلَ مِنْ جِهَةِ الْعَرْشِ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ آمَنْتُمْ بِاللهِ إِذًا فَأْتُوا بِهِ وَلا تَوَقَّفُوا أَقَلَّ مِنْ حِينًا، كذَلِك أَمَرْناكَ ما نَزَلَ مِنْ جَمالِ الْقِدَمِ عَلى هَذا الْقَلَمِ الَّذِيْ كانَ فِيْ الإِبْداعِ بِإِذْنِ الله مَشْهُوْدًا، وَالرَّوْحُ وَالْعِزَّةُ وَالْبَهاءُ عَلَيكَ وَعلى الَّذِينَ وَرَدُوْا على بُقْعَةِ عِزٍّ بَدِيعًا. إِيَّاكَ أَنْ تَحْزَنَ فِيْ أُمِّكَ فَإِنَّها قَدْ رُفِعَتْ إِلى الرَّفِيقِ الأَعْلى مَقَرِّ قُدْسٍ مَنِيعًا، وَدَخَلَتْ فِيْ غُرُفاتِ الْفِرْدَوْسِ مَقَامِ الَّذِيْ كانَتِ الأَنْوارُ عَنْ أُفُقِهِ مَشْرُوْقًا، وَأَخَذَتْها هُبُوْبُ أَرْياحِ

    الْفَضْلِ وَطَهَّرَتْها عَنِ الْعِصْيانِ وَكذَلِكَ أَحاطَها فَضْلُ رَبِّكَ الرَّحْمنِ وَإِنَّ فَضْلَهُ قَدْ كانَ عَلَى الْعالَمِينَ مُحِيطًا، فَهَنِيئًا لَها بِما شَرِبَتْ عَنْ كأُوْسِ الْقُدْسِ وَزارَتْ جَمالَ اللهِ عَلى فِرْدَوْسِ عِزٍّ مَكِينًا، وَحِينَ اسْتِرْقائِها إِلى سِدْرَةِ الْبَقاءِ اسْتَقْبَلَتْها الْحُوْرِيَّاتُ عَنْ غُرَفِ الأبْهَى وَمَعَهُنَّ مِنَ الْمَلائِكةِ قَبِيلاً، كَذَلِكَ يَرْزُقُ اللهُ ما يَشاءُ َويُنْزِلُ الْفَضْلَ على عِبادِهِ وَإِنَّهُ كانَ بِأَحِبَّائِهِ لَغَفُوْرًا رَحِيمًا.

    [9]
    هُوَ البَهيّ الأبْهَى

    أَنْ يا اسْمَ اللهِ اسْمَعْ نَغَماتِ الرُّوْحِ وَلا تَلْتَفِتْ إِلى الَّذِينَهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَآياتِه وَكانُوا فِي الأَمْرِ شَقِيًّا، أَنِ اتْبَعْ مِلَّةَ الرُّوْحِ فِيْ حُبِّ رَبِّكَ وَهَذا أَصْلُ الّدِينِ وَلَنْ يعْرِفَ ذَلِك إِلاَّ كُلُّ مُوْقِنٍ ذَكِيًّا، قُلْ يا قَوْمِ قَدْ شُقَّتْ سَحابُ الْوَهْمِ وَانْفَطَرَتْ سَماءُ الشِّرْكِ وَأَتَى اللهُ على ظُلَلِ الْقُدْسِ وَفِيْ حَوْلِهِ مِنَ الْمَلائِكةِ قَبِيلاً، إِذًا بُدِّلَ كُلُّ أَمْرٍ وَاضْطَرَبَ كُلُّ نَفْسٍ وَنُسِفَ كُلُّ جَبَلٍ شامِخٍ رَفِيعًا، وَإِنَّكَ أَنْتَ فَاسْتَقِمْ عَلى الأَمْرِ بِحَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ ثُمَّ اتَّخِذْ لِنَفْسِكَ فِيْ هَذا الْمَقامِ مَقْعَدَ عِزٍّ أَمِينًا، ثُمَّ انْصُرِ الأَمْرَ بِما اسْتَطَعْتَ

    لأَنَّ مَلأَ الْبَيانِ أَرَادُوْا بِأَنْ يُرْجِعُوا الأَمْرَ إِلى مَقَرِّ الَّذِيْ كانَتْ أَنْفُسُهُمْ عَلَيهِ مَطْرُوْحًا، خُذْ زِمامَ الأَمْرِ لِئَلاَّ يَمَسَّهُ أَنامِلُ الشِّرْكِ وَهَذا ما قُدِّرَ لَكَ فِيْ أَلْواحِ عِزٍّ حَفِيظًا، وَلَقَدْ قَدَّرْنا لِكُلِّ نَفْسٍ بِأَنْ يَكْتُبَ فِيْ هَذا الأَمْرِ ما يُثْبِتُ بِهِ أَرْجُلَ الْعارِفِينَ على صِراطِ عِزٍّ رَفِيعًا، أَنْ يا خَلِيلُ كَسِّرْ أَصْنامَ الْوَهْمِ بِقُدْرَةِ رَبِّكَ ثُمَّ أَخْرِجِ النَّاسَ عَنْ ظُلُماتِ الْهَوَى وَبَشِّرْهُمْ إِلى مَوْطِنِ الأَمْنِ فِيْ ظِلِّ سِدْرَةِ الَّتِيْ ارْتَفَعَتْ بِالْحَقِّ عَنْ جِهَةِ عَرْشٍ عَظِيمًا، إِيَّاكَ أَنْ تَلْتَفِتَ إِلى شَيْءٍ ثُمَّ تَقَرَّبْ بِنَفْسِكَ إِلى اللهِ الَّذِيْ خَلَقَك وَسَوَّاك وَجَعَلَك لِعِبادِهِ ذِكْرًا مَنِيعًا، وَإِنْ تُرِيدُ أَنْ تَطَّلِعَ عَلى ما وَرَدَ عَلى جَمالِ عِزٍّ بَهِيًّا، فَاعْلَمْ بِأَنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِيْ بِئْرِ الْحَسَدِ وَهَذا قَمِيصُهُ مَرْشُوْشٌ بِدَمِهِ وَأَرْسَلْناهُ إِلَيْكَ لِتَكوْنَ عَلى بَصِيرَةٍ مُنِيرًا، كَذَلِكَ أَلْهَمْناكَ وَأَلْقَيناكَ ما وَرَدَ على مَظْهَرِ نَفْسِ اللهِ مِنْ عِبادِ الَّذِينَهُمْ خُلِقُوا بِإِرادَةٍ مِنْ قَلَمِهِ وَكانُوا عَلى رَبِّهِمْ بَغِيًّا، كُنْ كلِمَةَ اللهِ وَسَيْفَ أَمْرِهِ بَيْنَ الْعِبادِ لِيَفْصِلَ بِكِ بَيْنَ الَّذِينَهُمْ آمَنُوا بِالله وَآياتِهِ عَنِ الَّذِينَهُمْ كَفَرُوا وَكانُوا عَلى الأَمْرِ مُرِيبًا، إِيَّاكَ فَانْصُرْ رَبَّكَ فِيْ كُلِّ حِينٍ وَلا تَقْرُبْ إِلى الَّذِينَ تَجِدُ مِنْهُمْ رَوائِحَ الْبَغْضاءِ مِنْ هَذا الْغُلامِ الَّذِيْ أَشْرَقَ عَنْ مَطْلِعِ الْبَقاءِ بِسُلْطانٍ مُبِينًا، قُلْ يا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِعَلِيٍّ بِما نَزَلَ عَلَيْهِ الْبَيانُ وَبِمُحَمَّدٍ مِنْ قَبْلِهِ بِما نَزَلَ عَلَيهِ الْفُرْقانُ وَبِالرُّوْحِ مِنْ قَبْلِهِ بِما نَزَلَ عَلَيهِ الإِنْجِيلُ ثُمَّ

    بِالْكَلِيمِ بِمَا نَزَلَ عَلَيْهِ الأَسْفارُ تَالله تِلْكَ آياتُهُمْ قَدْ نَزَلَتْ عَنْ جِهَةِ عَرْشٍ مَنِيعًا، وَمِنْ دُوْنِها قَدْ مُلِئَتِ الآفاقُ عَمَّا ظَهَرَ مِنْ سُلْطانِ الَّذِيْ كانَ عَلى الْعالَمِينَ مُحِيطًا، إِذًا يا قَوْمِ فَاسْتَحْيوا عَنِ اللهِ الَّذِيْ خَلَقَكُمْ بِأَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ ثُمَّ تُوْبُوا إِلَيْهِ بِما فَرَّطْتُمْ فِيْ جَنْبِهِ وَهَذا جَنْبُ اللهِ إِنْ أَنْتُمْ بِهِ عَلِيمًا، قُلْ قَدْ عَمَتْ أَبْصارٌ لَنْ تَرْتَدَّ إِلى شَطْرِهِ وَبَكَمَتْ لِسانٌ لَنْ تَنْطِقَ بِبَدائِعِ ذِكْرِهِ وَصَمَّتْ آذانٌ لَنْ تَسْمَعَ نَغَماتِ الرُّوْحِ مِنْ هَذا اللِّسانِ الَّذِيْ يَنْطِقُ فِيْ كُلِّ شَيْءٍ بِأَنِّيْ أَنا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَإِنَّهُ قَدْ كانَ بِكُلِّشَيْءٍ عَلِيمًا، قُلْ يا قَوْمِ دَعُوا ما عِنْدَكُمْ ثُمَّ خُذُوا لَوْحَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ عِنْدِهِ ثُمَّ اسْتَنْشِقُوا إِنْ وَجَدْتُمْ عَنْهُ رائِحَةَ الرَّحْمنِ فَاحْفَظُوْهُ عَنْ ضَرِّ الشَّيْطانِ ثُمَّ انْصُرُوْهُ بِما كُنْتُمْ مُسْتَطِيعًا عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَيَنْصُرُ أَحِبَّائَهُ كَيْفَ يَشَاءُ وَإِنَّ نَصْرَهُ كانَ على الْمُؤْمِنِينَ قَرِيبًا، إِيَّاكُمْ لا تُجادِلُوا بِاللهِ وَلا تُحارِبُوا بِنَفْسِهِ وَلا تَدْحَضُوا ما اسْتَعْلَى بِهِ أَسْمائُكُمْ وَحُقِّقَ بِهِ دِيْنُكُمْ خافُوا عَنِ اللهِ وَلا تَكوْنُنَّ عَنْ شاطِئِ الْقُرْبِ بَعِيدًا.

    قد نزّل مرّة أخرى من ملكوت الأبْهَى

    سِرُّ اللهِ عَنْ سِدْرَةِ النَّارِ مِنْ وَراءِ قُلْزُمِ النُّوْرِ عَلى بُقْعَةِ الأَمْرِ قَدْ كانَ بِالرُّوْحِ مَشْهُوْدًا، وَينْطِقُ بِالْحَقِّ وَيقُوْلُ يا مَلأَ الْبَيانِ أَكَفَرْتُمْ بِالَّذِيْ بِهِ آمَنْتُمْ مِنْ قَبْلُ تَاللهِ هَذا جَمالِيْ قَدْ ظَهَرَ بِالْفَضْلِ وَأَنْتُمُ

    احْتَجَبْتُمْ عَنْهُ بِمَظاهِرِ الأَسْماءِ فِيْ مَلَكوْتِ الإِنْشاءِ بَعْدَ الَّذِيْ كُلُّها خُلِقَ بِقَوْلِهِ وَإِنَّهُ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا، أَنْ يا اسْمَ الأَعْظَمَ إِنَّا جَعَلْناكَ مِنْ أَعْظَمِ الأَسْماءِ

    الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى