منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se
منتديات عظمة هذا اليوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يا إلهي أغث هؤلاء البؤساء، ويا موجدي ارحم هؤلاء الأطفال، ويا إلهي الرّؤوف اقطع هذا السّيل الشّديد، ويا خالق العالم أخمد هذه النّار المشتعلة، ويا مغيثنا أغث صراخ هؤلاء الأيتام، ويا أيّها الحاكم الحقيقيّ سلّ الأمّهات جريحات الأكباد،ع ع

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address:

Delivered by FeedBurner


المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 20 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 20 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 138 بتاريخ 2019-07-30, 07:24
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    [/spoiler]

    أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

    تذكرة الوفاء لحضرة عبد البهاء 3

    اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    عاطف الفرماوى


    عضو ذهبي
    عضو ذهبي
    (21) جناب آقا علي نجف آبادي

    هو الله

    كان جناب، آقا علي نجف آبادي، في عداد المهاجرين والمجاورين. ما لبث هذا الشاب الروحاني أن سمع نداء الرب الغفور حتى ثمل من الجام الطّهور، وأبصر أنوار ظهور مكلّم الطور، وفاز بعلم اليقين، ووصل إلى أسمى مرتبة من رتب حق اليقين، وبعد أن هرع إلى السجن الأعظم شاهد أنوار عين اليقين. أمضى حينًا من الدهر متجوّلاً في ضواحي المدينة المقدّسة، مشتغلاً ببيع بعض السلع واشتهر باسم "الكاسب حبيب الله". كان ديدنه التوكّل، وشعاره التبتّل والتضرّع إلى الله بمظلوميّة متناهية، لا يعلو له صوت، كثير الصبر، حميد الأخلاق، مألوف الأطوار. واكتسب رضاء جميع الأحباء، وفاز بالرضاء والقبول من ساحة الأحدية. ولما شعر بدنوّ حينه ودبّ في رَوْعِهِ الإحساس بحسن الختام، ذهب إلى المدينة المقدّسة (مدينة السجن الأعظم) وهو في وهنٍ ومرضٍ شديد ولازم التضرّع للرب الجليل ليلاً نهارًا إلى أن لفظ النَفَس الأخير وانفتحت له أبواب الصعود إلى الملكوت الأعلى، فتخلّى عن هذا العالم الترابي وتوجّه إلى العالم الطّاهر.

    كان آقا علي نجف آبادي رقيق الحاشية دائم التنبّه والتذكّر، وفي



    أواخر أيامه، انقطع عما سوى الله وتنزّه عن كل دَنَسْ، وتَرك وهو على هذا الحال مأواه في هذا العالم، وضرب فسطاطه في العالم العلوي. عطّر الله مشامّه بنفحة قدسيّة من العفو والغفران، ونوّر بصره بمشاهدة الجمال في ملكوت الجلال، وروّح روحه بنسمات مسكيّة تعبق من ملكوت الأبهى. وعليه التحية والثناء. قبره الطيّب الطاهر في عكاء.



    (22) جناب مشهَدي حسين ومشهدي محمد الأذربايجانيين
    هو الله

    المذكوران هما في عداد المهاجرين والمجاورين. هذان الشخصان المباركان من أحباء أذربيجان، وقد خطيا خطوة إلى الأمام وهما في موطنهما وابتعدا عن المعارف والآقارب، وأحكما أساس الثبوت والاستقامة وفرّا من حجبات الأوهام، وخرّا بعناية مليك الوجود وألطافه لله ساجديْن، وكانا حليفي الصدق التام والصفاء الخالص، وفي منتهى الفقر والتفاني، مظهرَيْ التسليم والرضاء، منجذبيْن بنور الهدى، مستبشريْن بالبشارات الكبرى. ثم شدّا رحالهما من أذربيجان إلى أرض السر وآقاما مدة في مدينة قرق كليسا وضواحيها مشتغليْن أثناء النهار بالتضرّع والتبتّل وفي أثناء الليل بالبكاء والعويل. ويبكون على مظلومية نيّر الآفاق بكل أنينٍ ونحيبٍ ولم يدخلا عكاء أيام السجن الشداد ولذا لم يعتقلا وعاشا في ضواحي عكاء بقلبيْن محترقيْن ولم يجفّ الدمع من آماقهما. والذي سبب مجيئهما إلى هذه البقعة وصول الخبر الصحيح من عكاء إلى تلك الجهات. إنهما في الحقيقة لشخصان نفيسان ومن عباد الجمال المبارك الصادقين. صفاء قلبيْهما يعجز عنه الوصف واستقامتهما لا تضارع.



    أمضيا ردحًا من الزمن في بستان الفردوس خارج عكاء مشتغليْن بفلاحة الأرض وغرس الأشجار حامديْن شاكريْن لله على ما وفقهما لهذا العمل وكتب لهما الوصول إلى جوار العناية. ولمّا كانا متعوديْن على برودة الهواء في أذربيجان لم يقويا على تحمّل حرارة هذه البلاد وكان ذلك في أوائل أيام ورودنا إلى عكاء إذ كان الهواء وخيمًا والمياه ثقيلة غير صالحة للشرب وكل هذا سبّب مرضهما بالحمّى المحرقة والمطبقة فصبرا صبر الأبطال على ما انتابهما بكمال الانبساط والانشراح وكان تحمّلهما لشديد المرض أمرًا عجيبًا مع ارتفاع درجة حرارتهما فضلاً عن العطش وما كان في المدينة من اضطراب وانقلاب وكنت تراهما مستقرّيْن وفي سكون تام مستبشريْن ببشارة الله وبينما هما على هذا الحال من التعبّد والشكر للرحمن بكمال الرَّوْح والريحان إذ بهما يفرّان من هذا العالم إلى العالم الآخر وطارا من هذا القفص إلى جنّة الأوراد الباقية. عليهما الرحمة والرضوان وعليهما التحية والثناء، أدخلهما الله في عالم البقاء متمتعيْن باللقاء منشرحيْن في الملكوت الأبهى. أمّا قبراهما المنوّران ففي عكاء.



    (23) جناب الحاج عبد الرحيم اليزدي
    هو الله
    ضمن المهاجرين والمجاورين، كان جناب الحاج عبد الرحيم اليزدي، هذا الشخص النفيس، من أهالي مدينة يزد واشتهر بالزهد والتقوى والتقديس والتعبّد وصالح الأعمال بدرجة لا يجاريه فيها p]أحد أحد واعتقد أهل بلدته بعظيم أحد

    أحد وعرفه أهل بلدته بعظيم تمسّكه بالديانة الإسلامية ومواظبته على تأدية الفرائض وانكبابه على العبادات آناء الليل وأطراف النهار. لا يضارعه أحد في سلامة النيّة والحلم والرحمة والإخلاص. ولما كان عظيم الاستعداد قال: "لبيك" بمجرد استماعه للنداء من الملكوت الأعلى وصوت طبل، أَلَسْتُ (ألستُ بربّكم قالوا: بلى) وجذبه إشراق نيّر الآفاق بالكلّيّة فقام دون محاباة غير هيّاب ولا وجِل على هداية أفراد أسرته ومعارفه واشتهر بإيمانه بالظهور المبارك في مدينة يزد فنفر منه علماء السوء وحقّروه وأصبح مورد أذاهم مغضوبًا عليه من أهل النفس والهوى. ولما ثارت حفيظتهم ائتمروا به ليقتلوه وصبّ عليه أرباب الحكومة سياط الجور والجفاء وأذاقوا هذا الشخص سليم النيّه أنواع العذاب والأذى ما استطاعوا، طورًا بالضرب بالعصي وطورًا بالجلد وكانوا لا يفتئون يزجرونه ليل نهار فحمله ذلك على مبارحة مسقط رأسه وهام في البيداء وقطع الفيافي والقفار وطوى الوهاد والوديان إلى



    أن وصل إلى الأراضي المقدّسة بعد أن أنهكه التعب وأضناه السغب حتى ظنّ كل من رآه أنه على وشك الموت لِما اعتراه من النّحول وشديد الوهن. ولما رآه، وهو على هذا الحال، جناب الملا محمد علي نبيل قائن سافر توًا من حيفا إلى عكاء وطلب إليّ أن أعمل على إحضار الحاج عبد الرحيم المذكور إلى عكاء لأنه لا يقدر على الحراك بل إنه يعالج سكرات الموت. فطلبت من نبيل قائن أن يمهلني حتى أذهب إلى القصر المبارك وأطلب الإذن بحضوره من الساحة المقدّسة. فرجاني أن يكون ذلك بسرعة مخافة موت الحاج عبد الرحيم قبل وصوله إلى عكاء لأن مراده أن يلفظ نَفَسَه الأخير في عكاء نفسها ويفوز بهذه الموهبة العظمى. فذهبت توًا والتمست له الإذن من الحضور المبارك ولما تمّ ذلك أحضرناه ورأيناه في حالة لا تمتاز عن حالة النزع يحملق بعينيه ولا يقوَ كلامًا. وما لَبِثَ أن دبّت فيه روح حياة جديدة من عبيق نفحات السجن الأعظم وسَرَت في بدنه، من شدّة شوقه للّقاء، روح حياة جديدة. وفي صبيحة اليوم التالي وجدته في كمال الروح والريحان وطلب مني المثول بين يدي نيّر الآفاق فأجبته أن ذلك موكول للإذن من الساحة المقدّسة وستحظى بهذه العناية إن شاء الله. وبعد أيام قلائل صدر له الإذن بالتشرف وما أن وصل إلى المحضر المبارك حتى انتعش وشعر بالحياة. ولما عاد من الزيارة كانت تلوح عليه علائم الصحة التامة والعافية وما كاد جناب نبيل قائن يراه حتى بهت وقال: "نعم إن هواء السجن (عكاء) يَهِب الأحباء الصميمين حياة جديدة".

    وبالإجمال، إن الحاج عبد الرحيم قد أمضى أيامًا في جوار الساحة المقدّسة ناعم البال منشرح الصدر، مبتهجًا مسرورًا، صارفًا أوقاته في



    التذكر وتلاوة الآيات بكل إمعان، مواظبًا على العبادات، قليل الاختلاط بالناس. وما انقطعتُ عن ملآقاته أبدًا وكنّا نأتيه بالطعام الخفيف على المعدة واستمر ذلك إلى أن وقع صعود حضرة المقصود، فاشتعلت بين ضلوعه نيران الحسرة، وعلا نحيبه وأنينه، ولم يجف الدمع من مآقيه، محترق الفؤاد يتحرك حركة المذبوح. واستمرّ أيامًا على هذا الحال، يسأل الله، في كل أنّاته، مفارقة هذا العالم الترابي لعدم مقدرته على تحمّل فراق المحبوب.

    وفي النهاية انتقل إلى العالم الإلهي (عالم الأنوار) وتمتّع في محفل تجلّي العزيز الغفار. عليه التحية والثناء! وعليه الرحمة الكبرى ونوّر الله مضجعه بسطوع الأنوار من ملكوت الأسرار.



    (24) جناب الحاج عبدالله النجف آبادي
    هو الله

    حضر الحاج عبدالله النجف آبادي من بلاد إيران إلى الأرض المقدّسة بعد أن صدّق وآمن وأيقن بهذا الظهور العظيم، وسكن هادئ البال في ظل عناية حضرة المقصود، وعاش ساكن القرار في اطمئنان تام بألطاف حضرة الربّ المتعال. حسنة أخلاقه، ممدوحة طباعه، دائم التحدّث للأحباء ومذاكرتهم في الشؤون الأمرية. ثم رحل إلى غور طبريّة ومكث مدة مشتغلاً بالفلاحة والزراعة ولم يغفل آنًا عن التبتّل والتضرّع والتوسّل إلى العليّ المتعالي، والتشبّث بأذيال التعبّد بقلب سليم وخلق عظيم، ثم عاد من الغور وآقام في الجنينة في جوار حضرة المنّان، وكان يتمتّع بشرف الزيارة واللقاء مخلصًا وجهه إلى الملكوت الأبهى طورًا غارقًا في بحر البكاء، وطورًا في بحر السرور والحبور والفرح والمرح، منقطعًا عما سوى الله مشمولاً بعناية الحق، يسهر لياليه مناجيًا ربّه، حتى وافاه الأجل المحتوم وصعد وهو في ظلّ حضرة المقصود وذهب من عالم التراب إلى عالم الأفلاك طائرًا إلى ملكوت الأسرار. عليه التحية والثناء وعليه الرحمة في جوار ربّه الأعلى.



    (25) جناب آقا محمد هادي الصحاف
    هو الله

    من جملة المهاجرين والمجاورين آقا محمد هادي الصحاف وهو من أهالي أصفهان. كان ماهرًا في تجليد الكتب ومتفوّقًا على الآخرين. متشبّثًا بذيل الكبرياء بدرجة فائقة، سريعًا في تأدية كل ما يتطلب منه عمله، شجاعًا قوي العارضة. بارح مسقط رأسه المحبوب وساح في البيداء واخترق السهول والوديان غير عابئ بوعثاء الطريق وما به من المخاوف، وجاس خلال الديار متحملاً ما هنالك من متاعب ومشاق، حتى وصل إلى البقعة المباركة وأصبح ضمن المسجونين. وعكف على العتبة المباركة، واشتغل بحراسة البيت المبارك وتنظيفه، وكنس الميدان الفسيح الواقع أمام الدار، وغسل أرضه المعبّدة بالأحجار حتى جعله في رونق يسرّ الناظرين. وكلما وقع نظر المبارك على هذا الميدان كان يبتسم ويتفضّل بقوله الأحلى: "إن آقا محمد هادي جعل ميدان السجن كالعروس ليلة زفافها". وكان جميع الجيران ممنونين مسرورين منه، وكان كلما فرغ من عملية الكنس والتنظيف يباشر في تذهيب الألواح وتجليد الكتب. ونسج على هذا المنوال حينًا من الدهر متمتّعًا بملآقاة محبوب قلوب أهل الآفاق، وفي الحقيقة كان هذا الشخص إنسانًا طاهر الذيل، صادق القول، مستحقًّا لموهبة



    الوصال. ذات يوم، أتى إلى هذا العبد شاكيًا من استمرار مرضه الشديد، وقال، إنه قد صار له عامان وهو يعاني شدّة الحمّى والارتعاش وأن الأطباء لم يعطوه علاجًا سوى المسهلات وحبوب الكينا. وكانت الحمّى تنقطع أيامًا ثم تعاوده، وكلما استشار طبيبًا وصف له نفس العلاج، إلا أن المرض لم ينقطع بالكليّة فسئم الحياة وأصبح لا يقوى مباشرة أعماله إلا بشقّ الأنفس، وأراد تدبير أمره، فقلت له: "ماذا تأكل؟ وماذا تطلب من الطعام وتشتهي أكله؟" فقال: "يا مولاي لا أدري!"، فأخذت على سبيل الممازحة أسرد له أسماء الأطعمة إلى أن ذكرت له مطبوخ الكَشْك، فقال: "هذا طيّب بشرط أن يكون مع الثوم المقلي". فلما جهّزوه وأحضروه له تركتُه وانصرفت. إذا به قد حضر إليّ في اليوم التالي وقال: "يا مولاي تناولت صَحفةً من الكَشْك فنمت نومًا سباتًا حتى الصباح".

    وبالإجمال، فقد قضى بعد ذلك عامين في صحة جيدة. وذات يوم حضر أحد الأحباء وأخبرني بأن آقا محمد هادي مصابًا بالحمّى المحرقة، فذهبت على التو لأعوده، فرأيت درجة حرارته بلغت الثانية والأربعين وكان لا يعي، فقلت للحاضرين: "ماذا فعل؟" فقالوا، إنه لما شعر بالحمّى وروى أنه قد جرب في مثل هذه الأحوال مطبوخ الكَشْك مع الثوم المقلي، فأحضرنا له ذلك، فتناول منه حتى امتلأ وما لبث حتى صارت حالته كما ترى. فتحيّرت من صنع القضاء والقدر، وأخيرًا قلت: "بما أنه قد أكثر من تناول المسهلات وغيرها طوال العامين المنصرمين وكانت معدته خالية وهو محموم وبه رعشة، وتناول الطعام كالكشك مثلاً، فلعب ذلك دوره فحلّ به ما حلّ إذ كان من باب أولى أن لا يتناول الكشك". فقال الحاضرون: "هكذا كانت



    أحكام القدر، وقضاء الله لابد نافذ". فبالاختصار، قد سبق السيف العذل، وضاعت فرصة المعالجة وانتهى الأمر.

    كان هذا الشخص قصير القامة، ولكنه عالي الهمّة سامي المقام، طاهر القلب نيّر الفؤاد، زكي الروح. وكان طوال المدّة التي آقامها لدى العتبة المباركة محبوبًا من جميع الأحباء مقربًا من ساحة الكبرياء، وكان الجمال المبارك يبتسم عندما يحادثه، كما كانت تفيض عليه العناية وهو بدوره كان عبدًا شكورًا لا يرضى غير رضاء الحق. طوبى له من هذا الرِفد المرفود! بشرى له من هذا الورد المورود! هنيئًا هذه الكأس مزاجها كافور! وتقبّل الله منه كل سعيٍ مشكور.



    (26) جناب آقا ميرزا محمد قُلي

    هو الله

    جناب آقا ميرزا محمد قلي أحد أخوة الجمال المبارك الصادقين المخلصين لحضرته. اشتهر هذا الشخص رفيع المقام، بحريّته وعدم تقيّده منذ طفولته. توفى والده وهو في سن الرضاع فتربّى في حضن العناية. لم ينشغل بالاً بتوافه الأفكار متمسكًا بإطاعة الأوامر المباركة، وترعرع في مهد الألطاف في بلاد إيران مشمولاً بعناية نيّر الآفاق كل أيام وجوده في العراق. كان هو ساقي الشاي الوحيد في المحضر المبارك، وقد لازم الجمال المبارك في الحِلّ والترحال، دائم الصمت والسكوت، ثابتًا مستقيمًا على عهد "ألَسْتُ"، مشمولاً بالعواطف مصدرًا للّطائف. وكان ليل نهار متشرّفًا بالمثول بين يدي جمال القدم، موصوفًا بالصبر وتحمّل الشدائد في جميع الموارد، وما زال ناسجًا على هذا المنوال حتى وصل إلى أوج القبول ولازم الركب المبارك في الأسفار من إيران إلى العراق فإلى اسلامبول، وكان هو الوحيد الذي ينصب الصّيوان في الطريق لجمال القدم، والخادم الخاص لحضرته بكل إخلاص وهمّة ونشاط لا يدركه الملل. واستمر على هذا الحال في اسلامبول وفي أرض السرّ إلى أن ذهب في معيّة حضرة اللامثال إلى السجن الأعظم منفيًّا. ونصّ الفرمان الملكي على



    أنه من المسجونين المؤبّدين. ولم يتغيّر حاله أبدًا سواء أكان في حال التعب الشاق أو الوهن والمرض أو في الصحة التامة، ولم ينطق بغير الشكر للألطاف الإلهية، فارغ القلب، منقطعًا عمّا سوى الحق، مشغولاً بالحمد والثناء على الله، متمتّعًا في عدوه ورواحه بالمثول بين يدي الجمال المبارك، محفوظًا فائزًا باللقاء. ودام، بعد صعود محبوب القلوب إلى عالم الإشراق، ثابتًا راسخًا على العهد والميثاق بعيدًا عن كل مكر ونفاق، مثابرًا على التبتّل والتضرّع لا يألو جهدًا في وعظ من أَلِفَ السمع ويُمْحِضه النّصح. وقد تأثّر كل التأثر بعد الصعود المبارك، ولم تبرح ذكرى أيام المبارك عن مخيّلته فزَهد في الدنيا ولم يذُق للراحة طعمًا ولم يعبأ بصحبة أي إنسان، والتزم الوحدة ثاويًا في محلّ عزلته ومأواه، متقلّبًا على جمر الاحتراق من ألم الفراق. واستولى عليه الضعف ووهن منه العظم إلى أن دنا حينه فطار إلى العالم الإلهي.

    عليه السلام وعليه الثناء وعليه الرحمة في حديقة الرضوان. أما رمسه المنوّر ففي قرية النقيب في ضواحي بلدة طبريّا.



    (27) جناب أستاذ باقر وجناب أستاذ أحمد
    هو الله

    كان في عداد المهاجرين أخوان نجاران هما جناب الأستاذ باقر والأستاذ أحمد. كان هذان الشقيقان طيبيّ الأصل وهما من أهالي كاشان، يشد الواحد منهما أزر أخيه منذ اعتنقا الأمر إذ آمنا بمجرد سماع النداء وخطاب –أَلَسْتُ- (أَلَسْتُ بربّكم) فقالا: "بلى" واشتغلا في بلدتهما زمنًا في التعبّد والابتهال حتى أصبح أمر اهتدائهما إلى سبيل البهاء أشهر من نار على علم. واحترمهما الأحباء والأغيار، واشتهرا بالأمانة والزهد والتقوى بين الجميع. ولمّا تطاول عليهما الأعداء، وضيّقوا المسالك، هاجرا إلى العراق واستظلاَّ في ظلال المبارك. حقًا، إنّهما شخصان مباركان، أمضيا أوقاتهما في العراق بالتبتّل والتضرّع والابتهال.

    ذهب الأستاذ أحمد إلى أدرنه، أما أخوه فبقي في العراق مأسورًا في بلدة الموصل. بعد ذلك ذهب الأستاذ أحمد في معيّة الجمال المبارك إلى السجن الأعظم، وما لبث أخوه أن هاجر من الموصل إلى عكاء، فالتحق بأخيه والتجآ إلى ساحة الأقدس وتخلّصا من كل قيد، واشتغلا بالتجارة في عكاء، وابتعدا عن القاصي والداني، وعاشا في رحاب الرحمن ساكتيْن موقّريْن، على كمال الإيقان والاطمئنان، يعاشران



    الكلّ بالروح والريحان في جميع الأحيان. ثم وقع صعود الأستاذ باقر وبعد قليل اختطفت المنون أخاه الأستاذ أحمد.

    ومختصر القول، إن هذيْن الأخويْن كانا مؤمنيْن موقنيْن ثابتيْن راسخيْن صابريْن شاكريْن متضرّعيْن مبتهليْن متوجهيْن إلى حضرة الكبرياء في كل الأحيان. ولم يحصل منهما أدنى قصور أو فتور طوال مدة آقامتهما في السجن، وكانا في كمال الفرح والسرور، ثمليْن من الكأس الطهور. وقد بكاهما، بعد موتهما، جميع الأحباء وأدميت قلوبهم وازداد حزنهم عليهما، وما وسع الجميع إلا أن طلبوا لهما العفو والمغفرة من ألطاف الجمال المبارك، وكانا في أيام حياتهما مشمولين بالألطاف ومؤيدين بالإسعاف، وكان الجمال المبارك راضيًا عنهما فاكتفيا بهذه العناية زادًا لسفرهما الأخير إلى العالم الأبدي.

    عليهما البهاء الأبهى وعليهما الرحمة من ألطاف الكبرياء ولهما مقعد صدق في ملكوت الأبهى. أما قبراهما ففي عكاء.



    (28) جناب آقا محمد حناساب
    هو الله

    من أصفهان الرجل الجليل جناب آقا محمد حناساب يعتبر من جملة المهاجرين ومن قدماء الأصحاب، وقد اشتهر من بداية الإشراق بمحبة نيّر الآفاق. أغمض بصره عن العالمين وأسرع إلى جمال محبوب الأرواح، دون صبر أو فتور، وتنسّم الحياة من النفحة المسكية. كان قلبه نورانيًا ومشامه معطرة، وبصره ثاقبًا، وأذنه واعيًا، واهتدى بواسطته الكثيرون، وكان صادقًا مخلصًا في هذا الأمر العظيم، وكثيرًا ما أوذي وتحمل المشاق، ولم يعتره فتور أو قصور. وأدّت الظروف إلى أن أصبح مقربًا لدى سلطان الشهداء ومحلّ الاعتماد لدى محبوب الشهداء الذي ائتمنه في جميع الأحوال، ودام موفقًا في خدماته أعوامًا طوالاً مؤيدًا بالعون والعناية الربانية. كثيرًا ما أظهر سلطان الشهداء رضاءه عنه إذ كان من النفوس المطمئنة بل الراضية المرضية، من الخلّص في دين الله، المخلصين في محبة حضرة الكبرياء، حسن الأخلاق، طيب المعاملة، عذب الحديث حلو المقال. بقي في أصفهان محترقًا بنيران الفراق بعد استشهاد سلطان الشهداء، وأخيرًا هاجر إلى سجن عكاء وفاز بشرف اللقاء، واشتغل بكنس العتبة المباركة مفتخرًا بذلك، وكان حليمًا سليم النفس، ورفيقًا



    محبوبًا، ونديمًا لمعاشريه، لم يهدأ آنًا لاحتراقه بنار الفراق بعد وقوع المصيبة الكبرى لصعود الجمال الأبهى، روحي لأحبائه الفداء، وكان يقوم في الأسحار ويحوم في أنحاء البيت المبارك باكيًا منتحبًا، تجري دموعه كالسيل الجارف، مشتغلاً بتلاوة المناجاة. ولكم كان مقدسًا رفيع الجانب، لم يقو على تحمل الفراق من شدة الاحتراق. ترك جسمه الفاني وانتقل إلى عالم الأنوار، محفل تجلي الرحمن.

    نوّر الله جدثه بأنوار ساطعة من ملكوت الغفران، وروّح الله روحه في بحبوحة الجنان، وأعلى الله درجاته في حديقة الرحمن. أما رمسه المنوّر ففي عكاء.



    (29) حياة جناب الحاج فرج الله التّفرشي
    هو الله

    جناب الحاج فرج الله التفرشي من المهاجرين والمجاورين. فقد انقطع هذا الرجل طيب النفس لعبودية الجمال المبارك منذ عنفوان شبابه، وهاجر من إيران إلى أرض السرّ بصحبة والده الجليل (آقا لطف الله) الذي كان مؤمنًا موقنًا ثابتًا راسخًا في محبة الجمال المبارك، حمولاً في الشدائد، صبورًا في الملمّات، بعيدًا عن حطام الدنيا وزخارف هذا العالم. أمضى أيامًا في جوار حضرة الأحدية، قنوعًا للغاية حتى طار، في نهاية المطاف، بجناحي التذلل والانكسار إلى الله من هذا العالم الفاني إلى العالم الأبدي ودفن بمدينة أدرنه.

    أما الحاج فرج الله، فقد آقام بأدرنه حتى نفاه الأعداء مع الجمال المبارك إلى هذا السجن الأعظم (عكاء). ولما انفرجت أزمّة معيشته الضنكة، ساهم في شركة تجارية مع جناب آقا محمد علي الأصفهاني وعاش مرتاحًا في رغد من العيش زمنًا ليس باليسير، إلى أن أذن له الجمال المبارك بالسفر إلى بلاد الهند حيث آقام إلى أن حان حينه، فطار إلى حديقة الغفران بجوار رحمة ربه العزيز المنان. وقد شارك هذا العبد، عبد العتبة المباركة، جميع الأحباء فيما أصابهم من البلايا والرزايا، وكان طوال أيام حياته مشمولاً بألطاف الجمال المبارك



    مسرورًا بالعناية الإلهية التي لا نهاية لها، معدودًا من الأصحاب، يعاشر الأحباء ويجالسهم بقلب سليم. وكان مع نحافة جسمه ووهن عظمه، شكورًا راضيًا على البلايا في سبيل الله.

    عليه التحية والثناء، وله العطية والبركات من السماء، وعليه البهاء الأبهى. أما قبره الطاهر ففي مدينة بمباي في الهند.



    (30) آقا إبراهيم الأصفهاني وإخوانه
    هو الله

    كان في عداد المهاجرين والمجاورين آقا إبراهيم الأصفهاني عليه التحية والثناء. كان يقيم مع أخوته الثلاثة، آقا محمد صادق وآقا حبيب الله وآقا محمد علي، في دار عمهم المفضال جناب آقا محمد رضا، الشهير بالعريض، يعيشون كطيور المحبة في عش واحد مثالاً للمحبة، وكالورد في اللطافة وفي لين العريكة لا مثيل لهم. ولما شرّف الجمال المبارك العراق سكن في دار مجاورة لدارهم، لذا كانوا يرونه عند عبوره ومروره وقد شُغِفوا بحبه وجذبهم السلوك المبارك رويدًا رويدًا وبهرتهم طلعة محبوب الآفاق، فأصبحوا متشوقين إلى زلال الهداية طالبين للألطاف والعناية. وما أن وصلوا إلى باب دار المبارك وهم كشقائق النعمان تتلألأ وجوههم من الأنوار الساطعة من الجبين المبارك، حتى أنهم جُنّوا بطلعة جمال المحبوب. وما لبثوا أن انكشف عنهم الحجاب دون أن يتبلّغوا الكلمة وفازوا بمقصود القلب والروح. وبعد ذلك أمر جمال القدم المدعو ميرزا جواد الترشيزي أن يذهب إلى دارهم قصد تبليغهم، فصدع المومى إليه بالأمر. وبمجرد إلقاء الكلمة عليهم أذعنوا للأمر دون تردد لاستعدادهم العجيب، مصدآقا لقوله تعالى في القرآن: "يكاد زيتها



    يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور". يعني أن دهن الاستعداد لديهم اشتعل حين القرب والاقتراب من مقصود القلوب والأرواح ولو لم تصله النار؛ أي أن الاستعداد والقاتبلية للهداية تصل إلى درجة تسطع فيها نور الهداية دون إلقاء الكلمة. حقًا، أن هؤلاء النفوس الزكية كانوا في غاية الثبوت والاستقامة والتوجه لحضرة الأحدية.

    أما الأخ الأكبر، جناب آقا محمد صادق، فقد سرى بجوار الركب المبارك من العراق إلى القسطنطينية فإلى أرض السرّ وقضى أيامًا في سرور وهناء ورَوْحٍ وريحان في جوار حضرة الرحمن. أما حِلمه وسلامة طويّته وصبره وشكره لله فحدّث عنها ولا حرجٍ، فكنت تراه دائمًا هشًا بشًا مسرور القلب والفؤاد بروح منجذبٌ إلى طلعة المحبوب. وبعد مدة، أذن له بالعودة إلى العراق، حيث تقيم عائلته، وصرف معظم أيامه في ذكر الله ولم يفكر في غير الحق سبحانه. ولما نشبت في الأحباء مخالب الامتحانات وشدة البلوى، دخل الأخوة الأربعة وعمهم الطاهر في عداد الأسرى وسيقوا بكل قسوة وظلم واعتساف إلى الحدباء (الموصل) حيث وقع عمهم آقا محمد رضا، ذلك الهرم النوراني ذو القلب الروحاني والفكر السبحاني والمخلص المحض، في براثن الاحتياج والفاقة والإعسار الشديد دون باقي الأسرى، بعد أن كان في العراق من ذوي اليسار هانئ العيش وفي رفاهية تامة. فعاش في الحدباء عيشة ضنكا غير أنه لبس جلباب الصبر شاكرًا لله راضيًا بقضائه، وعكف على حمد الله وشكره ليل نهار إلى أن سلّم روحه لباريها وتخلّص من قيود هذا العالم الفاني وطار إلى العالم اللامحدود. أغمسه الله في بحار العفو والغفران، وأدخله في جنة الرحمة والرضوان، وأدخله في فردوس الجنان.



    أما جناب آقا محمد صادق، فقد عضّه الإعسار بنواجذه في سبيل الله في الحدباء أيضًا. غير أنه لم يركن إلى الهلع والجزع، بل عاش مطمئنًا بنفس راضية مرضية إلى أن لبّى دعوة رب العزة إذ ناداه بقوله تعالى: "يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".

    أما آقا محمد علي، فقد أتى إلى العتبة المباركة من الموصل بعد أن فكّ من الأسر، وبقي حتى الآن في سرور وابتهاج في البقعة المباركة ولو أنه كان في عسرة.

    أما الأخ إبراهيم المومى إليه، فقد نزح من الحدباء إلى عكاء واشتغل بالتكسب في ضواحيها بكمال السكون والقناعة والصبر على مضض العيش والبلايا، ولكنه بعد صعود حضرة المقصود، أخذ يتقلب على نيران الفراق وأخذ منه الهمّ والغمّ كل مأخذ وهو لا يفتأ يذكر الحق بكمال التذلل والانكسار والتوجه إلى الله. ولما بلغ من الكبر عتيَّا ووهن منه العظم، جاء إلى حيفا ونزل في المسافر خانة وأمضى أناء ليله وأطراف نهاره في ذكر الله والتضرع والتبتل إليه وقد اعتراه الانحلال في الأعضاء من التوغل في الشيخوخة، وبالآخرة خلع قميص الجسم الفاني وطار عُريانًا إلى ملكوت الرحمن وانتقل من العالم الظلماني إلى الفضاء النوراني مستغرقًا في بحر الأنوار. نوّر الله رمسه بسطوع الأنوار، وروّح الله روحه بنفحات العفو والغفران، وعليه الرحمة والرضوان.

    أما آقا حبيب الله، فقد كان ضمن الذين أسروا في العراق أيضًا وأُرسلوا إلى الموصل (الحدباء) وآقام بها زمنًا في خشونة من العيش وكمال القناعة. ولم يقلّل ذلك من قوة إيمانه مع وجود القحط والغلاء الفاحش في الحدباء خاصة على الغرباء. كانت قلوب



    الأحباء مطمئنة بذكر الله، يسدّون رمقهم بالغذاء الروحاني الذي يشفي غلة الأرواح، ويأكلون من الطعام الرحماني الذي يشبع القلوب من السغب. ولهذا قد تردّى الجميع برداء الصبر والتحمل والجلد العجيب، حتى احتار أهل الحدباء في أمر هؤلاء الأحباء وكانوا يقولون، كيف أن هؤلاء الغرباء لم يعترهم الشتات أو الارتباك مما أصابهم من جراء القحط والغلاء وهم فقراء وتراهم ليل نهار حامدين الله شاكرين. وإن تعجب فَعُجْب ما هم عليه من الهدوء والاطمئنان.

    وخلاصة القول، إن جناب آقا حبيب كان له نصيب موفور من التحمل والصبر على الشدائد، وكان قلبه في غاية البهجة والسرور أليف العزلة عظيم الشغف بالحق.

    كان جميع أسرى الحدباء مذكورين في الحضور المبارك على الدوام، وكانوا مورد الألطاف التي لا تحصى. وبعد عدة سنين انتقل آقا حبيب إلى جوار الرحمة الكبرى، واتخذ له عشًا على أفنان سدرة المنتهى مشتغلاً بتسبيح الرب الكريم وتقديسه بالألحان البديعة في جنة النعيم.

    الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى