وحدة العالم الإنساني هي من مبادئ الدين البهائي ولكن يفسرها حضرة عبد البهاء بأنها وحدة تعددية كوحدة الزهور المختلفة في الحديقة ، كلها متحدة في مشاركتها الماء والتربة والهواء وضياء الشمس ورعاية الفلاح ولكن اختلاف الوانها واشكالها وعطرها هو بذاته ما يزيد من خلابيتها وجذابيتها ولا يدعو الدين البهائي ان يتخلى الناس عن مميزاتهم التراثية والحضارية ولكنه يدعوهم كما دعاهم القرآن الكريم ان يتعارفوا . ومن اجل ان يشعر الأنسان وكأنه في بيته وبلده اينما رحل واينما حل ولأجل التفاهم وتجنب الأختلاف وسوء الفهم ، دعا حضرة بهاء الله ملوك ورؤساء العالم وحكامه ان يتشاوروا وينتصحوا فيما بينهم ويختاروا لغة ثانوية يتعلمها الأطفال في جميع انحاء العالم لهذا الغرض ولكي لا يضيعوا اعمارهم في تعلم عدة لغات هذه للدراسة في ذلك البلد وتلك للتجارة مع البلد الآخر واخرى لغرض ثالث ... .ونرى الآن انه بالفعل بدأ الناس بالتداول فيما بينهم على الاكثربلغات قليلة من لغات العالم بسبب الأختلاط الشديد والتبادل التجاري والعلمي وغيره ، فنراهم مثلا يستعملون اللغة الانجليزية في اكثر المعاملات الدولية ولكننا لا نعلم اية لغة سيستقر عليها العالم في المستقبل .
ومن جملة بيانات حضرة بهاء الله في هذا الصدد ، يتفضل في الكتاب الأقدس:
" يا اهل المجالس في البلاد اختاروا لغة من اللّغات ليتكلّم بها من على الارض وكذلك من الخطوط ان الله يبيّن لكم ما ينفعكم ويغنيكم عن دونكم انّه لهو الفضّال العليم الخبير هذا سبب الاتّحاد لو انتم تعلمون والعلّة الكبرى للاتّفاق والتّمدّن لو انتم تشعرون "
وهذه اللغة الثانوية يمكن ان تكون واحدة من اللغات المتداولة أو لغة جديدة يتفق عليها اهل العالم ولو ان حضرة بهاء الله كان قد فضل اللسان العربي بما وصفه بأنه "افصح وابسط* واوسع" [من غيره من الألسن] وبأن باقي اللغات محدودة نسبة باللغة العربية إلا انه لم يصّر عليها وترك الخيار لأهل العالم (عن طريق ممثليهم).