الى الاخت السائلة الكريمة دعينا أن نبدأ هذه الرسالة بالآية الكريمة النازلة في سورة العنكبوت حيث قال جل وعلا:
" وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) " سورة العنكبوت الآية50/51
هذه الآية تدل دلالة واضحة صريحة على ان سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم ما استدل على اثبات صحة رسالته بالمعجزات بل بكلام الله تعالى المنزل.
ومن المعلوم ان الدليل والبرهان لا بد ان يكونا مرتبطين مع المدلول والامر المبرهن، والا لا يعدا برهانا ودليلا مهما كانا مدهشَيْن وعجيبَيْن، مثلا اذا ادعى احدهم انه طبيب عالم بفنون حفظ الصحة وعلاج الامراض، واستدل على صحة دعواه بانه يطير الى السماء فطار، لا يدل بالضرورة طيرانه الى السماء على كونه طبيبا- وان كان الطيران مدهشا عجيبا- لانه ليس من صفات الفعل ولا رابطه بينه وبين موضوع الطب. بل حفظ الصحة وابراء المرضى عن الأمراض من صفات الفعل ودليل مرتبط على صحة الدعوى وصدق الادعاء.
والمقصود من المقدمة اعلاه انه لا ارتباط بين ادعاء الرسالة والقدرة على الامور المستحيلة عادة، وان كلام الله اي الوحي الالهي هو دليل كافٍ وبرهان وافٍ على صحة وصدق اقوال المرسلين من عنده.
وكما قال تعالى في سورة الأنفال "وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ(7)" سورة الانفال الآية ٧
ويعرف كلام الخالق عن كلام المخلوق بعلامات:
الاولى : انه ينسب الى الله تعالى:" إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) " سورة النجم الآية 4 فانه اذا كان كذبا ومختلقا يزهق من نفسه ويبطل بذاته.
الثانية : ان يكون قاهرا لمن يقاومه وغالبا على من يغالبه ونافذا في ازهاق ما يخالفه.
والثالثة :
ان يكون مؤثرا في ايجاد الامة، وبقاء الشريعة، ونفوذ الحكم وثبوت الكلمة وهذه العلامة لا تعقل ولا تتبين الا اذا كان الكلام مشتملا على الشريعة الحديثة والسنن والاحكام الجديدة، والا يعزي التشريع الى الرسول السابق والتاثير والنفوذ الى الكلمة القديمة.
وهناك علامات اخرى من قبيل تأثيراته في الامور الشخصية وبيان غوامض الاثار المودعة في الصحف السابقة السماوية ومزاياه الظاهرة اللفظية وغيرها.
واذا لم يكتف السائل وطالب الحقيقة بالدلائل العقلية واصر على المعجرات الظاهرة والآيات الاقتراحية فهناك العديد من هذه المعجزات وما على الطالب الا ان يدرس ويبحث في سيرة حياة السيد الباب وحضرة بهاء الله ليطلع عليها واضرب على سبيل المثال حادثة شهادة السيد الباب وخطابات(ووعيد) حضرة بهاء الله للملوك والرؤساء.
ومن دواعي الدهشة هو أن يوحي الى السيد الباب و حضرة بهاء الله باللغة العربية الفصيحة مع أنهما ظهرا في بلاد فارس ولم يتلقا التعليم في المدارس. و لحضرة بهاء الله كذلك أشعارا باللغة العربية.
وهنا نترك السائل ليتبحر بنفسه في عظيم ما أنزل في هذا الأمر البديع و"النبأ العظيم".
واذا لم يكتف السائل وطالب الحقيقة بالدلائل العقلية واصر على المعجرات الظاهرة والآيات الاقتراحية فهناك العديد من هذه المعجزات وما على الطالب الا ان يدرس ويبحث في سيرة حياة السيد الباب وحضرة بهاء الله ليطلع عليها واضرب على سبيل المثال حادثة شهادة السيد الباب وخطابات(ووعيد) حضرة بهاء الله للملوك والرؤساء.
ومن دواعي الدهشة هو أن يوحي الى السيد الباب و حضرة بهاء الله باللغة العربية الفصيحة مع أنهما ظهرا في بلاد فارس ولم يتلقا التعليم في المدارس. و لحضرة بهاء الله كذلك أشعارا باللغة العربية.
وهنا نترك السائل ليتبحر بنفسه في عظيم ما أنزل في هذا الأمر البديع و"النبأ العظيم".
أسرة نور الهدى