الكلمات المكنونة
شهر النّور 152 بديع
حزيران 1995م
من منشورات دار النّشر البهائيّة في البرازيل
الكلمات المكنونة
هُوَ البَهِيُّ الأَبْهى
هذا ما نُزِّلَ مِنْ جَبَرُوتِ العِزَّةِ بِلِسانِ القُدْرَةِ وَالْقُوَّةِ عَلَى النَّبِيِّينَ مِنْ قَبْلُ.وَإِنَّا أَخَذْنا جَوَاهِرَهُ وَأَقْمَصْناهُ قَمِيصَ الاخْتِصارِ فَضْلاً عَلَى الأَحْبَارِ لِيُوفُوا بِعَهْدِ اللهِ وَيُؤَدُّوا أَمانَاتِهِ فِي أَنْفُسِهِمْ وَلِيَكُونُنَّ بِجَوْهَرِ التُّقَى فِي أَرْضِ الرُّوحِ مِنَ الفائِزِينَ.
يَا ابْنَ الرُّوحِ
فِي أَوَّلِ القَوْلِ امْلِكْ قَلْباً جَيِّداً حَسَناً مُنيراً
لِتَمْلِكَ مُلْكاً دائِماً باقِياً أَزَلاً قَدِيماً
يَا ابْنَ الرُّوحِ
أَحَبُّ الأَشْيَاءِ عِنْدِي الإنْصافُ.
لا تَرْغَبْ عَنْهُ إِنْ تَكُنْ إِلَيَّ راغِباً
وَلا تَغْفَلْ مِنْهُ لِتَكُونَ لِي أَمِيناً
وَأَنْتَ تُوَفَّقُ بِذلِكَ أَنْ تُشَاهِدَ الأَشْياءَ بِعَيْنِكَ لا بِعَيْنِ العِبادِ
وَتَعْرِفَها بِمَعْرِفَتِكَ لا بِمَعْرِفَةِ أَحَدٍ فِي البِلادِ.
فَكِّرْ فِي ذلِكَ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ.
ذلِكَ مِنْ عَطِيَّتِي عَلَيْكَ وَعِنايَتي لَكَ
فَاجْعَلْهُ أَمامَ عَيْنَيْكَ
يَا ابْنَ الإِنْسانِ
كُنْتُ فِي قِدَمِ ذاتِي وَأَزَلِيَّةِ كَيْنُونَتِي؛
عَرَفْتُ حُبّي فِيكَ خَلَقْتُكَ،
وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مِثالِي وَأَظْهَرْتُ لَكَ جَمَالي.
يَا ابْنَ الإِنْسانِ
أَحْبَبْتُ خَلْقَكَ فَخَلَقْتُكَ،
فَأَحْبِبْني كَيْ أَذْكُرَكَ، وَفِي رُوحِ الْحَياةِ أُثَبِّتُكَ
يَا ابْنَ الوُجُودِ
أَحْبِبْني لأُِحِبَّكَ.
إِنْ لَمْ تُحِبَّنِي لَنْ أُحِبَّكَ أَبَداً فَاعْرِف يا عَبْدُ.
يَا ابْنَ الوُجودِ
رِضْوانُكَ حُبِّي وَجَنَّتُكَ وَصْلي
فَادْخُلْ فِيها وَلا تَصْبِرْ.
هذَا ما قُدِّرَ لَكَ فِي مَلَكُوتِنا الأَعْلَى وَجَبَرُوتِنَا الأَسْنى.
يَا ابْنَ البَشَرِ
إِنْ تُحِبَّ نَفْسي فَأَعْرِضْ عَنْ نَفْسِكَ،
وَإِنْ تُرِدْ رِضائِي فَأَغْمِضْ عَنْ رِضائِكَ،
لِتَكُونَ فِيَّ فانِياً وَأَكُونَ فِيْكَ باقِياً.
يَا ابْنَ الرُّوحِ
ما قُدِّرَ لَكَ الرَّاحَةُ إِلاَّ بِإِعْراضِكَ عَنْ نَفْسِكَ وَإِقْبالِكَ بِنَفْسي،
لأَِنَّهُ يَنْبَغي أَنْ يَكُونَ افْتِخارُكَ بِاسْمِي لا بِاسْمِكَ،
وَاتِّكالُكَ عَلى وَجْهِي لا عَلى وَجْهِكَ
لأَِنِّي وَحْدي أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ مَحْبوباً فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ.
يَا ابْنَ الوُجُودِ
حُبِّي حِصْني مَنْ دَخَلَ فِيهِ نَجا وَأَمِنَ
وَمَنْ أَعْرَضَ غَوَى وَهَلَكَ
يَا ابْنَ الْبَيَانِ
حِصْنِي أَنْتَ فَادْخُلْ فِيهِ لِتَكُونَ سالِماً.
حُبّي فِيْكَ فَاعْرِفْهُ مِنْكَ لِتَجِدَني قَريباً
يَا ابْنَ الوُجُودِ
مِشْكاتِي أَنْتَ وَمِصْباحِي فِيْكَ؛
فَاسْتَنِرْ بِهِ وَلا تَفْحَصْ عَنْ غَيْري،
لأَِنِّي خَلَقْتُكَ غَنِيَّاً وَجَعَلْتُ النِّعْمَةَ عَلَيْكَ بالِغَةً.
يَا ابْنَ الوُجُودِ
صَنَعْتُكَ بِأَيادِي الْقُوَّةِ وَخَلَقْتُكَ بِأَنامِلِ الْقُدْرَةِ،
وَأَوْدَعْتُ فِيْكَ جَوْهَرَ نُوري فَاسْتَغْنِ بِهِ عَنْ كُلِّ شَيءٍ،
لأَِنَّ صُنْعي كامِلٌ وَحُكْمي نافِذٌ
لا تَشُكَّ فِيهِ وَلا تَكُنْ فِيهِ مُرِيباً.
يَا ابْنَ الرُّوحِ
خَلَقْتُكَ غَنِيّاً كَيْفَ تَفْتَقِرُ،
وَصَنَعْتُكَ عَزِيزاً بِمَ تَسْتَذِلُّ،
وَمِنْ جَوْهَرِ العِلْمِ أَظْهَرْتُكَ لِمَ تَسْتَعْلِمُ عَنْ دُونِي،
وَمِنْ طينِ الْحُبِّ عَجَنْتُكَ كَيْفَ تَشْتَغِلُ بِغَيْري؛
فَأَرْجِعِ الْبَصَرَ إِلَيْكَ لِتَجِدَني فِيكَ
قائِماً قادِراً مُقْتَدِراً قَيُّوماً.
يَا ابْنَ الإِنْسانِ
أَنْتَ مُلْكِي وَمُلْكِي لا يَفْنى.
كَيْفَ تَخافُ مِنْ فَنائِكَ،
وَأَنْتَ نُوري وَنُوري لا يُطْفى.
كَيْفَ تَضْطَرِبُ مِنْ إِطْفائِكَ،
وَأَنْتَ بَهائِي وَبَهائِي لا يُغْشى،
وَأَنْتَ قَمِيصي وَقَميصِي لا يَبْلَى.
فَاسْتَرِح فِي حُبِّكَ إِيّايَ
لِكَيْ تَجِدَنِي فِي الأُفُقِ الأَعْلى.
يَا ابْنَ البَيان
وَجِّهْ بِوَجْهِي وَأَعْرِضْ عَنْ غَيْرِي،
لأَِنَّ سُلْطانِي باقٍ لا يَزُولُ أَبَداً
وَمُلكِي دائِمٌ لا يَحُولُ أَبَداً.
وَإِنْ تَطْلُبْ سِوائِي لَنْ تَجِدَ
لَوْ تَفْحَصُ فِي الوُجُودِ سَرْمَداً أَزَلاً.
يَا ابْنَ النُّورِ
انْسَ دُونِي وَآنِسْ بِرُوحِي،
هذا مِنْ جَوْهَرِ أَمْري فَأَقْبِلْ إِلَيْهِ.
يَا ابْنَ الإِنْسانِ
اكْفِ بِنَفْسِي عَنْ دُونِي وَلا تَطْلُبْ مُعِيناً سِوائِي،
لأَِنَّ ما دُونِي لَنْ يَكْفِيَكَ أَبَداً.
يَا ابْنَ الرُّوحِ
لا تَطْلُبْ مِنِّي ما لا نُحِبُّهُ لِنَفْسِكَ،
ثُمَّ ارْضَ بِما قَضَيْنَا لِوَجْهِكَ،
لأَِنَّ ما يَنْفَعُكَ هذا إِنْ تَكُنْ بِهِ راضِياً.
يَا ابْنَ المَنْظَرِ الأَعْلى
أَوْدَعْتُ فِيكَ رُوحاً مِنِّي لِتَكُونَ حَبِيباً لِي؛
لِمَ تَرَكْتَنِي وَطَلَبْتَ مَحْبُوباً سِوائِي
يَا ابْنَ الرُّوحِ
حَقِّي عَلَيْكَ كَبِيرٌ لا يُنْسَى،
وَفَضْلِي بِكَ عَظيمٌ لا يُغْشى،
وَحُبِّي فِيكَ مَوْجُودٌ لا يُغَطَّى،
وَنُوري لَكَ مَشْهُودٌ لا يَخْفى
يَا ابْنَ البَشَرِ
قَدَّرْتُ لَكَ مِنَ الشَّجَرِ الأَبْهى الْفَواكِهَ الأَصْفى،
كَيْفَ أَعْرَضْتَ عَنْهُ وَرَضِيتَ بِالَّذي هُوَ أَدْنى،
فارْجِعْ إِلى ما هُوَ خَيْرٌ لَكَ فِي الأُفُقِ الأَعْلَى.
يَا ابْنَ الرُّوحِ
خَلَقْتُكَ عَالِياً، جَعَلْتَ نَفْسَكَ دانِيَةً؛
فَاصْعَدْ إِلى ما خُلِقْتَ لَهُ.
يَا ابْنَ العَماءِ
أَدْعُوكَ إِلى الْبَقَاءِ وَأَنْتَ تَبْتَغِي الْفَنَاءَ،
بِمَ أَعْرَضْتَ عَمَّا نُحِبُّ وَأَقْبَلْتَ إِلى ما تُحِبُّ.
يَا ابْنَ الإِنْسانِ
لا تَتَعَدَّ عَنْ حَدِّكَ وَلا تَدَّعِ ما لا يَنْبَغِي لِنَفْسِكَ،
اسْجُدْ لِطَلْعَةِ رَبِّكَ ذِي الْقُدْرَةِ وَالاقْتِدارِ.
يَا ابْنَ الرُّوحِ
لا تَفْتَخِرْ عَلَى الْمِسْكِينِ بِافْتِخارِ نَفْسِكَ،
لأَِنِّي أَمْشي قُدّامَهُ وَأَراكَ فِي سُوءِ حالِكَ
وَأَلْعَنُ عَلَيْكَ إِلَى الأَبَدِ.
يَا ابْنَ الوُجُودِ
كَيْفَ نَسِيتَ عُيوبَ نَفْسِكَ وَاشْتَغَلْتَ بِعُيُوبِ عِبادِي.
مَنْ كانَ عَلى ذلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةٌ مِنِّي.
يَا ابْنَ الإِنْسانِ
لا تَنَفَّسْ بِخَطَأِ أَحَدٍ ما دُمْتَ خاطِئاً،
وَإِنْ تَفْعَلْ بِغَيْرِ ذلِكَ مَلْعُونٌ أَنْتَ، وَأَنَا شاهِدٌ بِذلِكَ.
يَا ابْنَ الرُّوحِ
أَيْقِنْ بِأَنَّ الَّذي يَأْمُرُ النَّاسَ بِالْعَدْلِ
وَيَرْتَكِبُ الْفَحْشَاءَ فِي نَفْسِهِ،
إِنَّهُ لَيْسَ مِنِّي وَلَوْ كانَ عَلى اسْمِي.
يَا ابْنَ الوُجُودِ
لا تَنْسِبْ إِلى نَفْسٍ ما لا تُحِبُّهُ لِنَفْسِكَ،
وَلا تَقُلْ ما لا تَفْعَل.
هذا أَمْرِي عَلَيْكَ فَاعْمَلْ بِهِ.
يَا ابْنَ الإِنْسانِ
لا تَحْرِمْ وَجْهَ عَبْدِي إِذا سَأَلَكَ فِي شَيْءٍ؛
لأَِنَّ وَجْهَهُ وَجْهِي فَاخْجَلْ مِنِّي.
يَا ابْنَ الوُجُودِ
حاسِبْ نَفْسَكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُحَاسَبَ،
لأَِنَّ الْمَوْتَ يَأْتِيكَ بَغْتَةً وَتَقُومُ عَلَى الْحِسابِ فِي نَفْسِكَ.
يَا ابْنَ العَماءِ
جَعَلْتُ لَكَ الْمَوْتَ بِشَارَةً، كَيْفَ تَحْزَنُ مِنْهُ.
وَجَعَلْتُ النُّورَ لَكَ ضِياءً، كَيْفَ تَحْتَجِبُ عَنْهُ.
يَا ابْنَ الرُّوحِ
بِبِشارَةِ النُّورِ أُبَشِّرُكَ فَاسْتَبْشِرْ بِهِ،
وَإِلى مَقَرِّ القُدْسِ أَدْعُوكَ تَحَصَّنْ فِيهِ، لِتَسْتَريحَ إِلى أَبَدِ الأَبَدِ.
يَا ابْنَ الرُّوحِ
رُوحُ القُدْسِ يُبَشِّرُكَ بِالأُنْسِ، كَيْفَ تَحْزَنُ.
وَرُوحُ الأَمْرِ يُؤَيِّدُكَ عَلَى الأَمْرِ، كَيْفَ تَحْتَجِبُ.
وَنُورُ الوَجْهِ يَمْشِي قُدَّامَكَ، كَيْفَ تَضِلُّ.
شهر النّور 152 بديع
حزيران 1995م
من منشورات دار النّشر البهائيّة في البرازيل
الكلمات المكنونة
هُوَ البَهِيُّ الأَبْهى
هذا ما نُزِّلَ مِنْ جَبَرُوتِ العِزَّةِ بِلِسانِ القُدْرَةِ وَالْقُوَّةِ عَلَى النَّبِيِّينَ مِنْ قَبْلُ.وَإِنَّا أَخَذْنا جَوَاهِرَهُ وَأَقْمَصْناهُ قَمِيصَ الاخْتِصارِ فَضْلاً عَلَى الأَحْبَارِ لِيُوفُوا بِعَهْدِ اللهِ وَيُؤَدُّوا أَمانَاتِهِ فِي أَنْفُسِهِمْ وَلِيَكُونُنَّ بِجَوْهَرِ التُّقَى فِي أَرْضِ الرُّوحِ مِنَ الفائِزِينَ.
يَا ابْنَ الرُّوحِ
فِي أَوَّلِ القَوْلِ امْلِكْ قَلْباً جَيِّداً حَسَناً مُنيراً
لِتَمْلِكَ مُلْكاً دائِماً باقِياً أَزَلاً قَدِيماً
يَا ابْنَ الرُّوحِ
أَحَبُّ الأَشْيَاءِ عِنْدِي الإنْصافُ.
لا تَرْغَبْ عَنْهُ إِنْ تَكُنْ إِلَيَّ راغِباً
وَلا تَغْفَلْ مِنْهُ لِتَكُونَ لِي أَمِيناً
وَأَنْتَ تُوَفَّقُ بِذلِكَ أَنْ تُشَاهِدَ الأَشْياءَ بِعَيْنِكَ لا بِعَيْنِ العِبادِ
وَتَعْرِفَها بِمَعْرِفَتِكَ لا بِمَعْرِفَةِ أَحَدٍ فِي البِلادِ.
فَكِّرْ فِي ذلِكَ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ.
ذلِكَ مِنْ عَطِيَّتِي عَلَيْكَ وَعِنايَتي لَكَ
فَاجْعَلْهُ أَمامَ عَيْنَيْكَ
يَا ابْنَ الإِنْسانِ
كُنْتُ فِي قِدَمِ ذاتِي وَأَزَلِيَّةِ كَيْنُونَتِي؛
عَرَفْتُ حُبّي فِيكَ خَلَقْتُكَ،
وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مِثالِي وَأَظْهَرْتُ لَكَ جَمَالي.
يَا ابْنَ الإِنْسانِ
أَحْبَبْتُ خَلْقَكَ فَخَلَقْتُكَ،
فَأَحْبِبْني كَيْ أَذْكُرَكَ، وَفِي رُوحِ الْحَياةِ أُثَبِّتُكَ
يَا ابْنَ الوُجُودِ
أَحْبِبْني لأُِحِبَّكَ.
إِنْ لَمْ تُحِبَّنِي لَنْ أُحِبَّكَ أَبَداً فَاعْرِف يا عَبْدُ.
يَا ابْنَ الوُجودِ
رِضْوانُكَ حُبِّي وَجَنَّتُكَ وَصْلي
فَادْخُلْ فِيها وَلا تَصْبِرْ.
هذَا ما قُدِّرَ لَكَ فِي مَلَكُوتِنا الأَعْلَى وَجَبَرُوتِنَا الأَسْنى.
يَا ابْنَ البَشَرِ
إِنْ تُحِبَّ نَفْسي فَأَعْرِضْ عَنْ نَفْسِكَ،
وَإِنْ تُرِدْ رِضائِي فَأَغْمِضْ عَنْ رِضائِكَ،
لِتَكُونَ فِيَّ فانِياً وَأَكُونَ فِيْكَ باقِياً.
يَا ابْنَ الرُّوحِ
ما قُدِّرَ لَكَ الرَّاحَةُ إِلاَّ بِإِعْراضِكَ عَنْ نَفْسِكَ وَإِقْبالِكَ بِنَفْسي،
لأَِنَّهُ يَنْبَغي أَنْ يَكُونَ افْتِخارُكَ بِاسْمِي لا بِاسْمِكَ،
وَاتِّكالُكَ عَلى وَجْهِي لا عَلى وَجْهِكَ
لأَِنِّي وَحْدي أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ مَحْبوباً فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ.
يَا ابْنَ الوُجُودِ
حُبِّي حِصْني مَنْ دَخَلَ فِيهِ نَجا وَأَمِنَ
وَمَنْ أَعْرَضَ غَوَى وَهَلَكَ
يَا ابْنَ الْبَيَانِ
حِصْنِي أَنْتَ فَادْخُلْ فِيهِ لِتَكُونَ سالِماً.
حُبّي فِيْكَ فَاعْرِفْهُ مِنْكَ لِتَجِدَني قَريباً
يَا ابْنَ الوُجُودِ
مِشْكاتِي أَنْتَ وَمِصْباحِي فِيْكَ؛
فَاسْتَنِرْ بِهِ وَلا تَفْحَصْ عَنْ غَيْري،
لأَِنِّي خَلَقْتُكَ غَنِيَّاً وَجَعَلْتُ النِّعْمَةَ عَلَيْكَ بالِغَةً.
يَا ابْنَ الوُجُودِ
صَنَعْتُكَ بِأَيادِي الْقُوَّةِ وَخَلَقْتُكَ بِأَنامِلِ الْقُدْرَةِ،
وَأَوْدَعْتُ فِيْكَ جَوْهَرَ نُوري فَاسْتَغْنِ بِهِ عَنْ كُلِّ شَيءٍ،
لأَِنَّ صُنْعي كامِلٌ وَحُكْمي نافِذٌ
لا تَشُكَّ فِيهِ وَلا تَكُنْ فِيهِ مُرِيباً.
يَا ابْنَ الرُّوحِ
خَلَقْتُكَ غَنِيّاً كَيْفَ تَفْتَقِرُ،
وَصَنَعْتُكَ عَزِيزاً بِمَ تَسْتَذِلُّ،
وَمِنْ جَوْهَرِ العِلْمِ أَظْهَرْتُكَ لِمَ تَسْتَعْلِمُ عَنْ دُونِي،
وَمِنْ طينِ الْحُبِّ عَجَنْتُكَ كَيْفَ تَشْتَغِلُ بِغَيْري؛
فَأَرْجِعِ الْبَصَرَ إِلَيْكَ لِتَجِدَني فِيكَ
قائِماً قادِراً مُقْتَدِراً قَيُّوماً.
يَا ابْنَ الإِنْسانِ
أَنْتَ مُلْكِي وَمُلْكِي لا يَفْنى.
كَيْفَ تَخافُ مِنْ فَنائِكَ،
وَأَنْتَ نُوري وَنُوري لا يُطْفى.
كَيْفَ تَضْطَرِبُ مِنْ إِطْفائِكَ،
وَأَنْتَ بَهائِي وَبَهائِي لا يُغْشى،
وَأَنْتَ قَمِيصي وَقَميصِي لا يَبْلَى.
فَاسْتَرِح فِي حُبِّكَ إِيّايَ
لِكَيْ تَجِدَنِي فِي الأُفُقِ الأَعْلى.
يَا ابْنَ البَيان
وَجِّهْ بِوَجْهِي وَأَعْرِضْ عَنْ غَيْرِي،
لأَِنَّ سُلْطانِي باقٍ لا يَزُولُ أَبَداً
وَمُلكِي دائِمٌ لا يَحُولُ أَبَداً.
وَإِنْ تَطْلُبْ سِوائِي لَنْ تَجِدَ
لَوْ تَفْحَصُ فِي الوُجُودِ سَرْمَداً أَزَلاً.
يَا ابْنَ النُّورِ
انْسَ دُونِي وَآنِسْ بِرُوحِي،
هذا مِنْ جَوْهَرِ أَمْري فَأَقْبِلْ إِلَيْهِ.
يَا ابْنَ الإِنْسانِ
اكْفِ بِنَفْسِي عَنْ دُونِي وَلا تَطْلُبْ مُعِيناً سِوائِي،
لأَِنَّ ما دُونِي لَنْ يَكْفِيَكَ أَبَداً.
يَا ابْنَ الرُّوحِ
لا تَطْلُبْ مِنِّي ما لا نُحِبُّهُ لِنَفْسِكَ،
ثُمَّ ارْضَ بِما قَضَيْنَا لِوَجْهِكَ،
لأَِنَّ ما يَنْفَعُكَ هذا إِنْ تَكُنْ بِهِ راضِياً.
يَا ابْنَ المَنْظَرِ الأَعْلى
أَوْدَعْتُ فِيكَ رُوحاً مِنِّي لِتَكُونَ حَبِيباً لِي؛
لِمَ تَرَكْتَنِي وَطَلَبْتَ مَحْبُوباً سِوائِي
يَا ابْنَ الرُّوحِ
حَقِّي عَلَيْكَ كَبِيرٌ لا يُنْسَى،
وَفَضْلِي بِكَ عَظيمٌ لا يُغْشى،
وَحُبِّي فِيكَ مَوْجُودٌ لا يُغَطَّى،
وَنُوري لَكَ مَشْهُودٌ لا يَخْفى
يَا ابْنَ البَشَرِ
قَدَّرْتُ لَكَ مِنَ الشَّجَرِ الأَبْهى الْفَواكِهَ الأَصْفى،
كَيْفَ أَعْرَضْتَ عَنْهُ وَرَضِيتَ بِالَّذي هُوَ أَدْنى،
فارْجِعْ إِلى ما هُوَ خَيْرٌ لَكَ فِي الأُفُقِ الأَعْلَى.
يَا ابْنَ الرُّوحِ
خَلَقْتُكَ عَالِياً، جَعَلْتَ نَفْسَكَ دانِيَةً؛
فَاصْعَدْ إِلى ما خُلِقْتَ لَهُ.
يَا ابْنَ العَماءِ
أَدْعُوكَ إِلى الْبَقَاءِ وَأَنْتَ تَبْتَغِي الْفَنَاءَ،
بِمَ أَعْرَضْتَ عَمَّا نُحِبُّ وَأَقْبَلْتَ إِلى ما تُحِبُّ.
يَا ابْنَ الإِنْسانِ
لا تَتَعَدَّ عَنْ حَدِّكَ وَلا تَدَّعِ ما لا يَنْبَغِي لِنَفْسِكَ،
اسْجُدْ لِطَلْعَةِ رَبِّكَ ذِي الْقُدْرَةِ وَالاقْتِدارِ.
يَا ابْنَ الرُّوحِ
لا تَفْتَخِرْ عَلَى الْمِسْكِينِ بِافْتِخارِ نَفْسِكَ،
لأَِنِّي أَمْشي قُدّامَهُ وَأَراكَ فِي سُوءِ حالِكَ
وَأَلْعَنُ عَلَيْكَ إِلَى الأَبَدِ.
يَا ابْنَ الوُجُودِ
كَيْفَ نَسِيتَ عُيوبَ نَفْسِكَ وَاشْتَغَلْتَ بِعُيُوبِ عِبادِي.
مَنْ كانَ عَلى ذلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةٌ مِنِّي.
يَا ابْنَ الإِنْسانِ
لا تَنَفَّسْ بِخَطَأِ أَحَدٍ ما دُمْتَ خاطِئاً،
وَإِنْ تَفْعَلْ بِغَيْرِ ذلِكَ مَلْعُونٌ أَنْتَ، وَأَنَا شاهِدٌ بِذلِكَ.
يَا ابْنَ الرُّوحِ
أَيْقِنْ بِأَنَّ الَّذي يَأْمُرُ النَّاسَ بِالْعَدْلِ
وَيَرْتَكِبُ الْفَحْشَاءَ فِي نَفْسِهِ،
إِنَّهُ لَيْسَ مِنِّي وَلَوْ كانَ عَلى اسْمِي.
يَا ابْنَ الوُجُودِ
لا تَنْسِبْ إِلى نَفْسٍ ما لا تُحِبُّهُ لِنَفْسِكَ،
وَلا تَقُلْ ما لا تَفْعَل.
هذا أَمْرِي عَلَيْكَ فَاعْمَلْ بِهِ.
يَا ابْنَ الإِنْسانِ
لا تَحْرِمْ وَجْهَ عَبْدِي إِذا سَأَلَكَ فِي شَيْءٍ؛
لأَِنَّ وَجْهَهُ وَجْهِي فَاخْجَلْ مِنِّي.
يَا ابْنَ الوُجُودِ
حاسِبْ نَفْسَكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُحَاسَبَ،
لأَِنَّ الْمَوْتَ يَأْتِيكَ بَغْتَةً وَتَقُومُ عَلَى الْحِسابِ فِي نَفْسِكَ.
يَا ابْنَ العَماءِ
جَعَلْتُ لَكَ الْمَوْتَ بِشَارَةً، كَيْفَ تَحْزَنُ مِنْهُ.
وَجَعَلْتُ النُّورَ لَكَ ضِياءً، كَيْفَ تَحْتَجِبُ عَنْهُ.
يَا ابْنَ الرُّوحِ
بِبِشارَةِ النُّورِ أُبَشِّرُكَ فَاسْتَبْشِرْ بِهِ،
وَإِلى مَقَرِّ القُدْسِ أَدْعُوكَ تَحَصَّنْ فِيهِ، لِتَسْتَريحَ إِلى أَبَدِ الأَبَدِ.
يَا ابْنَ الرُّوحِ
رُوحُ القُدْسِ يُبَشِّرُكَ بِالأُنْسِ، كَيْفَ تَحْزَنُ.
وَرُوحُ الأَمْرِ يُؤَيِّدُكَ عَلَى الأَمْرِ، كَيْفَ تَحْتَجِبُ.
وَنُورُ الوَجْهِ يَمْشِي قُدَّامَكَ، كَيْفَ تَضِلُّ.