طهران 1844 لــيلة الليالي " هَذهِ لَيْلَه طَََلَعَ صُبْح القِدَمْ عن أفق يَوْمِهَا واسْْتَضَاء العَالَمْ مِنْ أنْوَارِه التي أشْرَقَتْ مِنْ ذَلِكَ الأفُقْ المُنير "
مقتطفات من الآثار المباركة حول ليلة البعثة
كانت ليلة 23 مايو 1844م ... ليلــة الـميقات مع الـرب الجـليل " وجه الله الذي لا يموت ونوره الذي لا يفوت" (1) يطوف من حوله " قبيل من الملائكة المقربين"(2) والجنود القديسين ... ليلة " ارتفعت فيها نغمة الله المهيمن القيوم " و" فتح أبواب الفردوس وطلع غلام القدس" (3)
ليلة فاق جلالها كل جلال ... باذخة في سنوحاتها 00 مغدقة في إلهاماتها لم يشهد العالم الإنساني مثيلا لها ولا نظيرا خلال تاريخه الديني والروحي في شمول إمكانياتها وعظمة قواها الدافعة وضخامة آثارها ونتائجها00 بل لعلها من اخطر الليالي أثرا في تاريخ الدنيا بأسرها0
ليلة حُدِدَ ميقاتها منذ الأول الذي لا أول له لتقيم حدا فاصلا سحريا بين عهود مغرقة في الزمن السحيق وتبشر بميلاد عالم جديد سوف يتسامق مع القرون القادمة لفترة مديدة .. كثيرة هي الوعود والبشارات والإنذارات التي تنبأ بها الرسل والانبياء السابقين , ونبه إليها وأفاضت في ذكرها وزخرت بها الكتب المقدسة السابقة , بشر بها كل نبي وَمَّجد وَعَظَّم أيامها ووقائعها كل رسول حتى تمنى جميع الرسل أن يفوزوا بلحظات معدودات من سنا مجدها .
" ثُمَ رَأيتُ سَمَاءٌ جديدةً وَأَرْضًا جَدَيدةً لانَّ السماءَ الأُولَى والأرضَ الأولى مَضَتا والبحرُ لاَ يُوجَد في مَاَ بَعد0 وَأَنَا يُوحَنا رَأَيْتُ المدينةَ المقدسةَ اورشليم نَازلةً مِنَ السماءِ مِن عَنِد الله مُهيأةَ كَعروسِ مُزَيَنة لِرَجُلِها " سفر الرؤيا 21- 1
" مَتَى جَاءَ ابن الإنسان في مَجْدِه وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده ويجتمع امامه جميع الشعوب " متى 25- 31
" هو ذا يوم الرب يأتي .. ويكون الرب ملكا على الأرض في كل شئ يكون الرب وحده وأسمه وحده " ذكريا 14- 9 ولكن عندما نقرأ رؤى الأنبياء السابقين في الكتب المقدسة بقلوب مشتعلة بحب الله ويملؤنا الإيمان بمصداقية مضامينها تطالعنا مجموعه من الصور تبدو وكأنها التقطت من أبعاد متفاوتة وزوايا مختلفة فلا توضح وتشكل كل منها رؤية تامة كاملة الوضوح والظهور وإن وضح بينها قاسم مشترك يبرز ساطعا متلألئا أمام ناظري البشر في ( عدد ) قد يتوحد0
" وسأعطى لشاهدي فيتنبأن ألفا ومائتين وستين يوما ( 1260 ) لابسين مسوحا 0 " الرؤيا اصحاح 11- 3
" والمرأة هربت إلى البرية حيث لها موضع معد من الله لكي يعولها هناك ألفا ومائتين وستين يوما " (1260) 0 الرؤيا اصحاح 12- 3
ومشهد بالحق يتكرر " وظهرت أية عظيمة في السماء امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا0 نفس المصدر السابق
{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } سورة يوسف - القصص
ورغم أن الفارق الزمني ما بين حُلم نبي ورؤية رسول قد تتعدى آلاف السنين وتتباعد آلاف الاميال0 لكنهم – أي الأنبياء - في حقيقة الأمر لم تتضح لهم رؤاهم تمام الوضوح ولم تكتمل تمام الاكتمال فجاءت نبواتهم غامضة ومبهمة إلى حد ما وحتى الرسل الكبار ما اطلع أحد منهم على حقيقة تلك الليلة إلا على قدر مقدور ولكن في مجموعها يمكن أن تتجمع وتتكامل لتتجلى لنا أمام الهام البصيرة الفاحصة المترقبة صوره فاتنة في أحلامها وآمالها مذهلة بأهوالها وكوارثها لتكون صورة بانوراميه مُجَسّمه لتلك الليلة التي كانت تنتظر في صبر وأناة كشف النقاب عنها منذ بدء الخليقة0
مِنَ الأنبياء مَنْ فَرّقَ من أهوالها فَخَوّفَ الناس ويلاتها وشدّتها وَرَوّعَ البشر جبروتها وكوارثها ..
" ذلك اليوم يوم سخط يوم ضيق وشدة يوم خراب ودمار وظلام وقتام يوم سحاب وضباب " صفينا 1-15
" ثم بوق الملاك السابع فحدثت أصوات عظيمة في السماء قائلة صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه فسيملك إلى ابد الآبدين " سفر الرؤيا 5-11
" والوقت من بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطى ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع " متى 24-29 (13)
" لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن .. ولكن هذه كلها مُبتدأ الأوجاع " متى 24- 7
"ويرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون في ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم ويطرحونهم في أتون النار هناك يكون البكاء وصرير الأسنان " متى 13-41
* أما في القرآن فإنذاراته عن تلك الليلة عديدة ورهيبة...
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } الحج 1-2
{ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً {فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً } الواقعة 4-6
{فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } عبس 33-36
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ } الزمر 68
وَمِنَ الأنبياء مَنْ بهرتهم وعودها وأحلامها فترنَّم بعظمة جمالها وطار في معارج قدسها وصَوَّر لنا صُورا عامرة بالأمل والرجاء لكل المعذبين في الأرض حيث يصبح العالم الإنساني جنسا واحدا بلا تفرقة أو تمييز حتى للإماء والعبيد .
" فيقضى بين شعوب كثيرين .. ينصـف الأمم فيطبعون سيوفهـم سككـا ورماحهم مناجل لا ترفع أمه على أمه سيفا ولا يتعلمون الحرب فيما بعد" اشعيا 2-4
"بل يقضى بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه " 11-4
" وعلى العبيد أيضًا وعلى الإماء أسكب روحي فى تلك الأيام." [يوئيل2: 23]
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } ابراهيم 48
{وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } الزمر 69
على أن تلك الأحداث الهائلة المفزعة من جانب والرحيمة المتلآلئه بالأمل والفرح والسعادة من جانب أخر كانت كلها صورا ومشاهد متعددة لليلة واحدة قُدِّر لها بحق أن تكون ليلة الليالي ..
" وصارت لكم رؤيا الكل مثل كلام السفر المختوم الذي يدفعونه لعارف الكتابة قائلين اقرأ هذا فيقول لا أستطيع انه مختوم, أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له اقرأ هذا فيقول لا اعرف الكتابة" اشعيا 11- 12
والمدهش إن تلك الليلة لم تأت على شاكلة أي صورة من تلك الصورالتي تخيلتها عقول وأذهان الناس أو تشتمل على أي علامة من تلك العلامات والوعود الرهيبة التي انتظرت الأجيال السابقة ظهورها وتحققها بل مضت ومرت في سكون مثلها مثل أي ليلة ربيعية ناعمة هادئة ولم يحتفظ لنا التاريخ – مع الأسف – سوى بالقليل من أسرارها وحوادثها حتى أصبح من المتعذر – علـى وجـه التحقيق – أن تتعرف الأجيال القادمة على ما حدث في تلك الليلة وفى خلال ساعاتها القليلة منذ أن غربت شمس نهارها إلى أن طلع نهار فجرها.
وتفضل حضرة بهاء الله في كتاب الإيقان قائلا :
" وهؤلاء الأقوام مازالوا إلى الآن مُنتَظِرين ظهور هَذِه العلامات وبُروز ذلك الهيكل المعهود إلى حيز الوجود حتى ينصروه وينفقوا الأموال في سبيله ويفدوا الأرواح في حبه, كما ابتعدت الملل الأخرى بهذه الظنون والأفكار عن كوثر معنى رحمة حضرة الباري التي لا نهاية لها وشغلوا عنها بتخيّلاتهم وظنونهم " . الايقان ص 22
مقتطفات من الآثار المباركة حول ليلة البعثة
كانت ليلة 23 مايو 1844م ... ليلــة الـميقات مع الـرب الجـليل " وجه الله الذي لا يموت ونوره الذي لا يفوت" (1) يطوف من حوله " قبيل من الملائكة المقربين"(2) والجنود القديسين ... ليلة " ارتفعت فيها نغمة الله المهيمن القيوم " و" فتح أبواب الفردوس وطلع غلام القدس" (3)
ليلة فاق جلالها كل جلال ... باذخة في سنوحاتها 00 مغدقة في إلهاماتها لم يشهد العالم الإنساني مثيلا لها ولا نظيرا خلال تاريخه الديني والروحي في شمول إمكانياتها وعظمة قواها الدافعة وضخامة آثارها ونتائجها00 بل لعلها من اخطر الليالي أثرا في تاريخ الدنيا بأسرها0
ليلة حُدِدَ ميقاتها منذ الأول الذي لا أول له لتقيم حدا فاصلا سحريا بين عهود مغرقة في الزمن السحيق وتبشر بميلاد عالم جديد سوف يتسامق مع القرون القادمة لفترة مديدة .. كثيرة هي الوعود والبشارات والإنذارات التي تنبأ بها الرسل والانبياء السابقين , ونبه إليها وأفاضت في ذكرها وزخرت بها الكتب المقدسة السابقة , بشر بها كل نبي وَمَّجد وَعَظَّم أيامها ووقائعها كل رسول حتى تمنى جميع الرسل أن يفوزوا بلحظات معدودات من سنا مجدها .
" ثُمَ رَأيتُ سَمَاءٌ جديدةً وَأَرْضًا جَدَيدةً لانَّ السماءَ الأُولَى والأرضَ الأولى مَضَتا والبحرُ لاَ يُوجَد في مَاَ بَعد0 وَأَنَا يُوحَنا رَأَيْتُ المدينةَ المقدسةَ اورشليم نَازلةً مِنَ السماءِ مِن عَنِد الله مُهيأةَ كَعروسِ مُزَيَنة لِرَجُلِها " سفر الرؤيا 21- 1
" مَتَى جَاءَ ابن الإنسان في مَجْدِه وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده ويجتمع امامه جميع الشعوب " متى 25- 31
" هو ذا يوم الرب يأتي .. ويكون الرب ملكا على الأرض في كل شئ يكون الرب وحده وأسمه وحده " ذكريا 14- 9 ولكن عندما نقرأ رؤى الأنبياء السابقين في الكتب المقدسة بقلوب مشتعلة بحب الله ويملؤنا الإيمان بمصداقية مضامينها تطالعنا مجموعه من الصور تبدو وكأنها التقطت من أبعاد متفاوتة وزوايا مختلفة فلا توضح وتشكل كل منها رؤية تامة كاملة الوضوح والظهور وإن وضح بينها قاسم مشترك يبرز ساطعا متلألئا أمام ناظري البشر في ( عدد ) قد يتوحد0
" وسأعطى لشاهدي فيتنبأن ألفا ومائتين وستين يوما ( 1260 ) لابسين مسوحا 0 " الرؤيا اصحاح 11- 3
" والمرأة هربت إلى البرية حيث لها موضع معد من الله لكي يعولها هناك ألفا ومائتين وستين يوما " (1260) 0 الرؤيا اصحاح 12- 3
ومشهد بالحق يتكرر " وظهرت أية عظيمة في السماء امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا0 نفس المصدر السابق
{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } سورة يوسف - القصص
ورغم أن الفارق الزمني ما بين حُلم نبي ورؤية رسول قد تتعدى آلاف السنين وتتباعد آلاف الاميال0 لكنهم – أي الأنبياء - في حقيقة الأمر لم تتضح لهم رؤاهم تمام الوضوح ولم تكتمل تمام الاكتمال فجاءت نبواتهم غامضة ومبهمة إلى حد ما وحتى الرسل الكبار ما اطلع أحد منهم على حقيقة تلك الليلة إلا على قدر مقدور ولكن في مجموعها يمكن أن تتجمع وتتكامل لتتجلى لنا أمام الهام البصيرة الفاحصة المترقبة صوره فاتنة في أحلامها وآمالها مذهلة بأهوالها وكوارثها لتكون صورة بانوراميه مُجَسّمه لتلك الليلة التي كانت تنتظر في صبر وأناة كشف النقاب عنها منذ بدء الخليقة0
مِنَ الأنبياء مَنْ فَرّقَ من أهوالها فَخَوّفَ الناس ويلاتها وشدّتها وَرَوّعَ البشر جبروتها وكوارثها ..
" ذلك اليوم يوم سخط يوم ضيق وشدة يوم خراب ودمار وظلام وقتام يوم سحاب وضباب " صفينا 1-15
" ثم بوق الملاك السابع فحدثت أصوات عظيمة في السماء قائلة صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه فسيملك إلى ابد الآبدين " سفر الرؤيا 5-11
" والوقت من بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطى ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع " متى 24-29 (13)
" لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن .. ولكن هذه كلها مُبتدأ الأوجاع " متى 24- 7
"ويرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون في ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم ويطرحونهم في أتون النار هناك يكون البكاء وصرير الأسنان " متى 13-41
* أما في القرآن فإنذاراته عن تلك الليلة عديدة ورهيبة...
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } الحج 1-2
{ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً {فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً } الواقعة 4-6
{فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } عبس 33-36
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ } الزمر 68
وَمِنَ الأنبياء مَنْ بهرتهم وعودها وأحلامها فترنَّم بعظمة جمالها وطار في معارج قدسها وصَوَّر لنا صُورا عامرة بالأمل والرجاء لكل المعذبين في الأرض حيث يصبح العالم الإنساني جنسا واحدا بلا تفرقة أو تمييز حتى للإماء والعبيد .
" فيقضى بين شعوب كثيرين .. ينصـف الأمم فيطبعون سيوفهـم سككـا ورماحهم مناجل لا ترفع أمه على أمه سيفا ولا يتعلمون الحرب فيما بعد" اشعيا 2-4
"بل يقضى بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه " 11-4
" وعلى العبيد أيضًا وعلى الإماء أسكب روحي فى تلك الأيام." [يوئيل2: 23]
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } ابراهيم 48
{وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } الزمر 69
على أن تلك الأحداث الهائلة المفزعة من جانب والرحيمة المتلآلئه بالأمل والفرح والسعادة من جانب أخر كانت كلها صورا ومشاهد متعددة لليلة واحدة قُدِّر لها بحق أن تكون ليلة الليالي ..
" وصارت لكم رؤيا الكل مثل كلام السفر المختوم الذي يدفعونه لعارف الكتابة قائلين اقرأ هذا فيقول لا أستطيع انه مختوم, أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له اقرأ هذا فيقول لا اعرف الكتابة" اشعيا 11- 12
والمدهش إن تلك الليلة لم تأت على شاكلة أي صورة من تلك الصورالتي تخيلتها عقول وأذهان الناس أو تشتمل على أي علامة من تلك العلامات والوعود الرهيبة التي انتظرت الأجيال السابقة ظهورها وتحققها بل مضت ومرت في سكون مثلها مثل أي ليلة ربيعية ناعمة هادئة ولم يحتفظ لنا التاريخ – مع الأسف – سوى بالقليل من أسرارها وحوادثها حتى أصبح من المتعذر – علـى وجـه التحقيق – أن تتعرف الأجيال القادمة على ما حدث في تلك الليلة وفى خلال ساعاتها القليلة منذ أن غربت شمس نهارها إلى أن طلع نهار فجرها.
وتفضل حضرة بهاء الله في كتاب الإيقان قائلا :
" وهؤلاء الأقوام مازالوا إلى الآن مُنتَظِرين ظهور هَذِه العلامات وبُروز ذلك الهيكل المعهود إلى حيز الوجود حتى ينصروه وينفقوا الأموال في سبيله ويفدوا الأرواح في حبه, كما ابتعدت الملل الأخرى بهذه الظنون والأفكار عن كوثر معنى رحمة حضرة الباري التي لا نهاية لها وشغلوا عنها بتخيّلاتهم وظنونهم " . الايقان ص 22