منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se
منتديات عظمة هذا اليوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يا إلهي أغث هؤلاء البؤساء، ويا موجدي ارحم هؤلاء الأطفال، ويا إلهي الرّؤوف اقطع هذا السّيل الشّديد، ويا خالق العالم أخمد هذه النّار المشتعلة، ويا مغيثنا أغث صراخ هؤلاء الأيتام، ويا أيّها الحاكم الحقيقيّ سلّ الأمّهات جريحات الأكباد،ع ع

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address:

Delivered by FeedBurner


المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 28 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 28 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 138 بتاريخ 2019-07-30, 07:24
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    [/spoiler]

    أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

    الفصـل الأول

    اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    1الفصـل الأول Empty الفصـل الأول 2009-01-27, 13:11

    Admain

    Admain
    رئيس مجلس الادارة
    رئيس مجلس الادارة
    طهران 1844 لــيلة الليالي " هَذهِ لَيْلَه طَََلَعَ صُبْح القِدَمْ عن أفق يَوْمِهَا واسْْتَضَاء العَالَمْ مِنْ أنْوَارِه التي أشْرَقَتْ مِنْ ذَلِكَ الأفُقْ المُنير "
    مقتطفات من الآثار المباركة حول ليلة البعثة
    كانت ليلة 23 مايو 1844م ... ليلــة الـميقات مع الـرب الجـليل " وجه الله الذي لا يموت ونوره الذي لا يفوت" (1) يطوف من حوله " قبيل من الملائكة المقربين"(2) والجنود القديسين ... ليلة " ارتفعت فيها نغمة الله المهيمن القيوم " و" فتح أبواب الفردوس وطلع غلام القدس" (3)
    ليلة فاق جلالها كل جلال ... باذخة في سنوحاتها 00 مغدقة في إلهاماتها لم يشهد العالم الإنساني مثيلا لها ولا نظيرا خلال تاريخه الديني والروحي في شمول إمكانياتها وعظمة قواها الدافعة وضخامة آثارها ونتائجها00 بل لعلها من اخطر الليالي أثرا في تاريخ الدنيا بأسرها0
    ليلة حُدِدَ ميقاتها منذ الأول الذي لا أول له لتقيم حدا فاصلا سحريا بين عهود مغرقة في الزمن السحيق وتبشر بميلاد عالم جديد سوف يتسامق مع القرون القادمة لفترة مديدة .. كثيرة هي الوعود والبشارات والإنذارات التي تنبأ بها الرسل والانبياء السابقين , ونبه إليها وأفاضت في ذكرها وزخرت بها الكتب المقدسة السابقة , بشر بها كل نبي وَمَّجد وَعَظَّم أيامها ووقائعها كل رسول حتى تمنى جميع الرسل أن يفوزوا بلحظات معدودات من سنا مجدها .

    " ثُمَ رَأيتُ سَمَاءٌ جديدةً وَأَرْضًا جَدَيدةً لانَّ السماءَ الأُولَى والأرضَ الأولى مَضَتا والبحرُ لاَ يُوجَد في مَاَ بَعد0 وَأَنَا يُوحَنا رَأَيْتُ المدينةَ المقدسةَ اورشليم نَازلةً مِنَ السماءِ مِن عَنِد الله مُهيأةَ كَعروسِ مُزَيَنة لِرَجُلِها " سفر الرؤيا 21- 1
    " مَتَى جَاءَ ابن الإنسان في مَجْدِه وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده ويجتمع امامه جميع الشعوب " متى 25- 31
    " هو ذا يوم الرب يأتي .. ويكون الرب ملكا على الأرض في كل شئ يكون الرب وحده وأسمه وحده " ذكريا 14- 9 ولكن عندما نقرأ رؤى الأنبياء السابقين في الكتب المقدسة بقلوب مشتعلة بحب الله ويملؤنا الإيمان بمصداقية مضامينها تطالعنا مجموعه من الصور تبدو وكأنها التقطت من أبعاد متفاوتة وزوايا مختلفة فلا توضح وتشكل كل منها رؤية تامة كاملة الوضوح والظهور وإن وضح بينها قاسم مشترك يبرز ساطعا متلألئا أمام ناظري البشر في ( عدد ) قد يتوحد0
    " وسأعطى لشاهدي فيتنبأن ألفا ومائتين وستين يوما ( 1260 ) لابسين مسوحا 0 " الرؤيا اصحاح 11- 3
    " والمرأة هربت إلى البرية حيث لها موضع معد من الله لكي يعولها هناك ألفا ومائتين وستين يوما " (1260) 0 الرؤيا اصحاح 12- 3
    ومشهد بالحق يتكرر " وظهرت أية عظيمة في السماء امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبا0 نفس المصدر السابق
    {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } سورة يوسف - القصص
    ورغم أن الفارق الزمني ما بين حُلم نبي ورؤية رسول قد تتعدى آلاف السنين وتتباعد آلاف الاميال0 لكنهم – أي الأنبياء - في حقيقة الأمر لم تتضح لهم رؤاهم تمام الوضوح ولم تكتمل تمام الاكتمال فجاءت نبواتهم غامضة ومبهمة إلى حد ما وحتى الرسل الكبار ما اطلع أحد منهم على حقيقة تلك الليلة إلا على قدر مقدور ولكن في مجموعها يمكن أن تتجمع وتتكامل لتتجلى لنا أمام الهام البصيرة الفاحصة المترقبة صوره فاتنة في أحلامها وآمالها مذهلة بأهوالها وكوارثها لتكون صورة بانوراميه مُجَسّمه لتلك الليلة التي كانت تنتظر في صبر وأناة كشف النقاب عنها منذ بدء الخليقة0
    مِنَ الأنبياء مَنْ فَرّقَ من أهوالها فَخَوّفَ الناس ويلاتها وشدّتها وَرَوّعَ البشر جبروتها وكوارثها ..
    " ذلك اليوم يوم سخط يوم ضيق وشدة يوم خراب ودمار وظلام وقتام يوم سحاب وضباب " صفينا 1-15
    " ثم بوق الملاك السابع فحدثت أصوات عظيمة في السماء قائلة صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه فسيملك إلى ابد الآبدين " سفر الرؤيا 5-11
    " والوقت من بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطى ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع " متى 24-29 (13)
    " لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن .. ولكن هذه كلها مُبتدأ الأوجاع " متى 24- 7
    "ويرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون في ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم ويطرحونهم في أتون النار هناك يكون البكاء وصرير الأسنان " متى 13-41
    * أما في القرآن فإنذاراته عن تلك الليلة عديدة ورهيبة...
    { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } الحج 1-2
    { إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً {فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثّاً } الواقعة 4-6
    {فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } عبس 33-36
    {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ } الزمر 68
    وَمِنَ الأنبياء مَنْ بهرتهم وعودها وأحلامها فترنَّم بعظمة جمالها وطار في معارج قدسها وصَوَّر لنا صُورا عامرة بالأمل والرجاء لكل المعذبين في الأرض حيث يصبح العالم الإنساني جنسا واحدا بلا تفرقة أو تمييز حتى للإماء والعبيد .
    " فيقضى بين شعوب كثيرين .. ينصـف الأمم فيطبعون سيوفهـم سككـا ورماحهم مناجل لا ترفع أمه على أمه سيفا ولا يتعلمون الحرب فيما بعد" اشعيا 2-4
    "بل يقضى بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه " 11-4
    " وعلى العبيد أيضًا وعلى الإماء أسكب روحي فى تلك الأيام." [يوئيل2: 23]
    {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } ابراهيم 48
    {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } الزمر 69
    على أن تلك الأحداث الهائلة المفزعة من جانب والرحيمة المتلآلئه بالأمل والفرح والسعادة من جانب أخر كانت كلها صورا ومشاهد متعددة لليلة واحدة قُدِّر لها بحق أن تكون ليلة الليالي ..
    " وصارت لكم رؤيا الكل مثل كلام السفر المختوم الذي يدفعونه لعارف الكتابة قائلين اقرأ هذا فيقول لا أستطيع انه مختوم, أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له اقرأ هذا فيقول لا اعرف الكتابة" اشعيا 11- 12
    والمدهش إن تلك الليلة لم تأت على شاكلة أي صورة من تلك الصورالتي تخيلتها عقول وأذهان الناس أو تشتمل على أي علامة من تلك العلامات والوعود الرهيبة التي انتظرت الأجيال السابقة ظهورها وتحققها بل مضت ومرت في سكون مثلها مثل أي ليلة ربيعية ناعمة هادئة ولم يحتفظ لنا التاريخ – مع الأسف – سوى بالقليل من أسرارها وحوادثها حتى أصبح من المتعذر – علـى وجـه التحقيق – أن تتعرف الأجيال القادمة على ما حدث في تلك الليلة وفى خلال ساعاتها القليلة منذ أن غربت شمس نهارها إلى أن طلع نهار فجرها.
    وتفضل حضرة بهاء الله في كتاب الإيقان قائلا :
    " وهؤلاء الأقوام مازالوا إلى الآن مُنتَظِرين ظهور هَذِه العلامات وبُروز ذلك الهيكل المعهود إلى حيز الوجود حتى ينصروه وينفقوا الأموال في سبيله ويفدوا الأرواح في حبه, كما ابتعدت الملل الأخرى بهذه الظنون والأفكار عن كوثر معنى رحمة حضرة الباري التي لا نهاية لها وشغلوا عنها بتخيّلاتهم وظنونهم " . الايقان ص 22

    2الفصـل الأول Empty رد: الفصـل الأول 2009-01-27, 13:12

    Admain

    Admain
    رئيس مجلس الادارة
    رئيس مجلس الادارة
    ليلـة مقدرة





    دارت أكثر من خمسة ألآف آية من ستة ألآف ونيف هى مجموع آيات القران الكريم حول التشويق والتبشير والتصريح والتلويح لمظهرين مباركين 00 والى نبأ عظيم سوف سوف تتضح آثاره , وتنكشف اسرارة , وتتحقق وعودة فى قابل الايام , وضرب الله موعدا لشهود هذا النبأ , قدرة وسطره فى اللوح المحفوظ منذ الأول الذى لا أول له , واختص به نفسه ولم يطلع علية احد0



    حيث قال تعالى فى كتابه الكريم : -

    {عَمَّ يَتَسَاءلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ } النبأ 1-5

    {وَيَقُولُونَ مَتَى هَـذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } يونس 47

    {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداعَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً } الجن 25- 28



    واوضح الله سبحانه وتعالى ذلك الوعد ببشارات رقيقة حالمة , وأحيانا اخرى بوعود حازمة منذرة0 فقصص الاولين تمثل جانب العبرة والتحذير , اما جانب البشارة فيتمثل فى مجىء الرب وملائكته , ومجىء الله ليحكم بالعدل , وفى قيام الروح , وظهور البينة0



    {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ } البينة 1- 2

    كما حكى الله سبحانه وتعالى عن بعض احداث تلك الليلة الخالدة فى سور متفرقة من القران الكريم , وجائت بصور متعددة , وبكلمات تكاد تتطابق, وان لم يفصح صراحة عن ميقات تحققها أو مكان ظهورها



    {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ {يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ } ق 14- 42

    {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً } النبأ 38

    {يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ } النحل 2

    {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلاً {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً } الفرقان 25- 26



    قصدت كل هذة البشارات والانذارت وكذلك الاحاديث النبوية الشريفة إعداد الأمة لذلك اليوم الموعود الذى تتجلى فيه كل الحقائق الربانية , وتتحقق فيه الوعود الإلهية , إلا أن العلماء فسروا آياتها وأولوا كلماتها وفقا لأهوائهم وأمانيهم , ولم تستطع الناس أن تتفهم تلك الوحدة المتكاملة والوشائج الوثيقة بين هذه الآيات وبعضها البعض ولم يتضح المشهد أمام أعين وبصائر البشر0 وبقيت تلك الليلة مستورة مخفيه عن الافئده والعقول والبصائر آلاف السنين تنتظر ميقاتها المعلوم لينفض ختمها وتنجلي أسرارها0 لأنها لم تكن كما حسب الناس 000 بل كانت ليلة " انتهاء زمن العجائب " التي حلف بالحي إلى الأبد أنها " إلى زمان وزمانين ونصف " ونهاية هروب المرأة التي ولدت الابن الذكر من وجه الحية 0 دانيال 7

    وذلك لان الله قد ختم – أي أخفى – المعنى الحقيقي للآيات إلى يوم القيامة كما جاء في سفر دانيال آية 4اصحاح 12



    " أما أنت يا دانيال فاخف الكلام وإختم السفر إلى وقت النهاية "

    وكذلك : "اذهب يا دانيال لان الكلمات مخفية ومختومة إلى وقت النهاية "



    ولم تكن تلك الوعود والانذارات إلا لتشويق الناس وترغيبهم على اتباع المعروف والبعد عن المنكر واقامة شريعة الله ترقبا ليوم الله الموعود الاتى بلا ريب بالصدق والحق0

    {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ } ال عمران 194

    " فأجابني الرب وقال اكتب الرؤيا وانقشها على الألواح لكي يركض قارئها بعد إلى الميعاد وفى النهاية تتكلم ولا تكذب 0 إن توانت فانتظرها لأنها ستأتى إتيانا ولا تتأخر" حبقوق 2- 2

    {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ } الاعراف 52- 53

    {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ } ال عمران 7



    ويوضح العلامــة الشهير ميرزا أبو الفضائل في كتـاب الحجج البهيــة قائلا : "هذه الآيات واضحة الدلالة على أن المقاصد الأصلية من علائم يوم الله وظهور الرب, ومجيء المُنْتَهى خَفيهُ غامضهُ مختومهُ لا يفهمها أحد إلى مجيء النهاية وورود الساعة, وحينذاك أيضا لا يفهمها الأشرار, ولا يدرك معانيها الأصلية المقصودة إلا البررة والأخيار "

    وبفضل من الله سبحانه وتعالى حان ميقات الليلة المقدرة , وتحقق ما تغنت به التوراة والأناجيل والقران حيث تفرح البرية وتشرق الأرض بنور ربها0



    " ثم رأيت ملاكا آخر نازلا من السماء له سلطانٌ عظيم واستنارت الأرض من بهائه " سفر الرؤيا 18- 1



    وانفتحت أبواب العناية الإلهية لينفض الختم ويُكشف السرُّ الذي طال انتظاره حيث يتفضل حضرة الأعلى في كتاب:" قيوم الأسماء - سورة فاطمة " الذي انزل في تلك الليلة كاشفا الغطاء عن حوريات المعاني المخبوءة في وضوح باهربقوله:



    "أنى أنا الله لا اله إلا أنا 000 إن الله أوحى إلىَّ في ليلة القدر ما من نفس يخطر على قلبه حرفا من هذا الكتاب " قيوم الاسماء – سورة فاطمة



    ويتفضل حضرة بهاء الله فى لوح المولود قائلا :-



    " تعالى الله فاطر السماء الذى انطقه بهذا الاسم الذى به خرقت حجبات الموهوم وسبحات الظنون , وأشرق إسم القيوم من افق اليقين0 وفيه فك ختم رحيق الحيوان وفتح باب العلم والبيان لمن فى الامكان وسرت نسمة الرحمن على البلدان حبذا ذاك الحين الذى فيه ظهر كنز الله المقتدرالحكيم "

    وبهذه الآيات يتضح بجلاء باهر أن تلك الليلة التي امتدت من مغرب تلك الليلة حتى مطلع الفجر ليلة بعثة حضرة الباب في 23 مايو سنة1844 م الموافق 5 جمادى 1260هجريه والتي لُقّبت بليلة الليالي كانت بداية لكور جديد في تاريخ البشرية, فيها أشرقت علامات ظهور الرب ولاح يوم الله القيوم 0



    ( بها تم افتتاح أمجد عهد في أعظم كور شهده التاريخ الروحي للجنس البشرى وهى الليلة التي بَشّر بها كل نبي وناح كل رسول حبا لجمالها) (4)



    ويبرز أمام حواسنا القاصرة من أحداث تلك الليلة أهم وأعظم مشهدين رئيسيين حدثا في توقيتين متتابعين ربطت التقديرات الإلهية الغيبية بينهما برباط إلهي وثيق0

    * ويبدأ المشهد الافتتاحي الأول في مغرب تلك الليلة في غرفة علوية في منزل متواضع بأحد أحياء مدينة شيراز جنوبي إيران حيث أعلن حضرة الباب ميلاد رسالته إلى الملا حسين بشروئى أول من آمن به0

    * أما المشهد الثاني فتمت أحداثه – فجر نفس الليلة – في منزل بأحد أحياء مدينة طهران شمالي إيران وعـلى مبعده من مدينة شـيراز بنحو 500 ميل تقريبا حين زَفَّت البُشْرى لسيد البيت ميرزا حسين على نورى بميلاد طفل جديد اسماه على الفور على اسم جده العظيم عباس0

    3الفصـل الأول Empty رد: الفصـل الأول 2009-01-27, 13:13

    Admain

    Admain
    رئيس مجلس الادارة
    رئيس مجلس الادارة
    المشهد الأول




    ليلة البعثه - شيراز 23 مايو سنة 1844م













    "حدث المشهد الأول من الفصل الافتتاحي من هذا الحدث العظيم في غرفه علوية من بيت متوسط الحال يسكنه تاجر أقمشة من شيراز ويقع في حي متواضع من أحياء المدينة 00 وكان الوقت قبيل غروب شمس اليوم الثاني والعشرين من شهر أيار 1844 بساعة 00 أما المشتركان فيه فكانا حضرة الباب وهو سيد في الخامسة والعشرين لا تشوب انتسابه إلى العترة الطاهرة شائبة وملا حسين الشاب أول من يؤمن به 0 والظاهر أن لقاءهما من قبل ذلك كان وليد الصدفة البحتة أما اللقاء نفسه فقد طال حتى مطلع الفجر حيث بات صاحب البيت منفردا بضيفه في الغرفة العلوية, ولم تكن المدينة النائمة على علم قليل أو كثير بمضمون ما دار بينهما من حديث, ولم ينتقل للأجيال القادمة أي تسجيل لتلك الليلة الفريدة, اللهم إلا تلك الرواية التي صدرت عن شفتي الملا حسين جزئيه مهلهلة وان كانت على قسط كبير من التنوير"0 (5)

    ويحدثنا الملا حسين عن تلك الليلة ولقائه مع حضرة الباب فيقول: -

    " جلست مسحورا بحديثه غافلا عن مضى الوقت وعن أولئك الذين كانوا في انتظاري وفجأة أيقظني المؤذن من النشوة التي غرقت فيها وكان يؤذن لصلاة الفجر! وفى تلك الليلة يبدو أنني فزت بكل النعم والألطاف التي ذكرها العلي القدير في كتابه ( القران الكريم ) وأعدها لأهل الجنة حتى ظننت إنني كنت في بقعة يقال فيها بحق " لا يمسنا فيها نصب ولا ويمسنا فيها لغوب " " لا يسمعونَ فيها لغوا, ولا تأثيما إلا قِيلا سلاما سلاما " " دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين000 ولقد جافاني النوم في تلك الليلة وغمرتني موسيقى ذلك الصوت الذي كان يعلو حين ينزل آيات " قيوم الأسماء " ويهبط بنغمة حلوة أثيرية إذ يتلو المناجاة التي ينزلها وعقب كل مناجاة كان يكرر هذه الآية

    " سبحان ربك رب العزة عما يصفون , وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين " 0

    ويمضى الملا حسين في روايته فيقول : - "نزل علي هذا الظهور فجأة نُزولَ الصاعقة التي خُيِّل إلىَّ أنها عطَّلت حواسي وعقلي بعض الوقت 00 لقد أعماني بهاؤه وفتنتني عن نفسي قوته الساحقة 00 وتحركت في أعماق روحي مشاعر كثيرة مختلطة من الهيجان والسرور والذهول والعجب وساد كل هذه المشاعر شعور غامر بالسعادة والقوه خيل إلي أنه حَوَّلني تحويلا000 فكم كنت اشعر بالعجز والخور والجبن والذلة من قبل بحيث لم أكن أستطيع أن اكتب أو أمشى فلقد شعرت بقوه وشجاعة خُيِّل إليّ معها أنني أستطيع أن أقف وحيدا لا أتزعزع في وجه العالم كُلِّّه بكل شعوبه وحكامه وبدا لي الكون لا يزيد عن حفنة من التراب في يدي وحسبت أنني صوت جبريل المتجسد يهيب بالناس جميعا أن أفيقوا فان نور الصبح قد لاح 000 انهضوا فان أمره قد ظهر وفتح باب عنايته وفضله فادخلوا يا أهل الأرض لان مَوْعُودَكم قد جاء " (6)

    وعندما اكتمل انضمام حروف الحي السبعة عشر فيما بعد " استدعاهم إلى محضره – قبل أن يتفرقوا – وألقى عليهم كلمة الوداع وعهد إلى كل منهم بمهمته الخاصة 00000 وأشار لهم من طرف خفي إلى سر يوم أعظم من يومه يوشك أن يجيء وأمرهم بأن يستعدوا للقائه "000 والى الملا حسين عهد بمهمة أكثر خصوصية وأعظم مضمونا, وأكد أن ميثاقه معه قد أَبِرم, وأوصاه بان يكون لين الجانب مع من يقابلهم من رجال الدين, وأرشده إلى أن يتوجه إلى طهران, وبأشد العبارات إشراقا لَوَّح بذلك السر المحجوب المودع في تلك المدينة, مؤكدا انه سر يفوق في بهائه النور الذي أشرق من أفق الحجاز وشيراز معا " 0 (7)

    4الفصـل الأول Empty رد: الفصـل الأول 2009-01-27, 13:14

    Admain

    Admain
    رئيس مجلس الادارة
    رئيس مجلس الادارة
    المشهد الثانى


    ليلة الميلاد الميمون - طهران 23مايو 1844



    لم تكن طهران في تلك الليلة بأفضل حالا من مدينة شيراز00 فما كاد الليل أن ينتصف حتى كانت المدينة تغط في سبات عميق وقد أسدل الليل الحالك السواد أستاره الثقيلة فوق شوارعها الملتوية الضيقة فغرقت في ظلام دامس عدا بضع مشاعل بترولية متناثرة هنا أو هناك عند بوابات الحارات أو فوق مداخل بيوت الأغنياء والموسرين بددت بأضوائها المرتعشة بعضا من ذلك الظلام المطبق , ولم تعرف المدينة في تلك الليلة أي من الحوادث المؤسفة التي كانت دائمة الوقوع والتكرار كالاعتداءات الدموية أو أعمال السلب والنهب وسرقات منازل الأغنياء بل كانت ليلة سأكنة هادئة تمام الهدوء0 إلا أن أهل بيت واحد في تلك المدينة النائمة قدر لهم أيضا أن يظلوا ساهرين مستيقظين لا يعرف النوم طريقا إلى عيونهم حتى مطلع الفجر0



    كان هذا البيت يقع في حي ( دروازه شميران ) القريب من أحد بوابات مدينة طهران والمعروف ببوابة شميران تقطنه أسره كريمة نبيلة هم عائلة المرحوم ميرزا عباس برزك نورى نسبة إلى مقاطعة نور في ولاية مازندران في أقصى شمال إيران حيث كانت منطقة آبائه وأجداده0



    * " كان البيت يشغل مساحة واسعة من الأرض ويتكون من طابقين يحيط به سور مرتفع من الحجر له بوابة من الخشب السميك تفتح على ممشى عريض طويل بطول المنزل يزين مقدمته عقد على شكل قوس من الطوب الآجر, ويفصل الممشى التي فرشت أرضيته ببلاط مزخرف بين أحد جوانب السور والواجهة الرئيسية للمنزل والتي تفضي إلى عدة غرف لاستقبال الضيوف والزوار ثم نجد في نهايته حديقة جميلة زرعت بالورود والرياحين وغرست في أرجائها بعض أشجار البرتقال والليمون الحلو , يفتح عليها باب أو بابان في الواجهة الخلفية للمنزل لاستعمال أهل البيت والمقيمين فيه0 كان البيت أشبه بقصر صغير فرشت غرفه الواسعة برياش ثمين فاخر وزينت جدرانه بزخارف جصية دقيقة الصنع وعلقت فوق بعضها لوحات من الآيات بديعة التكوين كتبت بخط فارسي جميل كَتَبَ بعضا منها ميرزا عباس نفسه "0 (8)



    " كان نهار ذلك اليوم مشرقا ودافئا وكانت الحديقة مليئة بالأزهار والورد0 وفى داخل البيت كان الخدم مشغولين في إعداد وليمة, والضيوف جالسين على كراسي مريحة يشربون عصير الليمون ويأكلون ما لذ وطاب من الحلوى 0 كان الجميع محل ترحاب في هذا اليوم0 وأخيرا انتهى اليوم , 00 وأتم أصحاب البيت واجباتهم وبدءوا في الدعاء ليشكروا ربهم على كل الأشياء الجميلة التي حدثت في ذلك اليوم " (9)



    ومع أخر خيوط الشمس الغاربة بدأت سيدة البيت النورى الشابة الجميلة آسيا خانم زوجة ميرزا حسين على والتي كان زوجها المحب يلقبها ( نواب خانم ) تعانى الآم المخاض والتي بدأت علاماته بعد غروب ذلك اليوم0 فدبت في البيت حركة غير عاديه واضاءت الشموع الكبيرة والمشاعل كل أرجاء المنزل وطرقاته , وظل الجميع ساهرا متيقظا يبتهلون إلى الله بقلوب دافقة بالأمل والرجاء أن يدخل هذا الميلاد السعادة والفرح والسرور على قلبي والديه وأن يكون اسعد حظا من شقيقيه الذين سبقاه , وطالت ساعات المخاض حتى كاد الليل أن ينصرم ويبزغ فجر اليوم الجديد 0 إلا إنه ما أن ارتفعت أصوات المؤذنين فوق مآذن المساجد تدعو إلى صلاة الفجر حتى علت صيحات الطفل الوليد فاختلطت بصيحات التهليل بالفرح والإستبشار في حين سارعت إحدى سيدات البيت تزف البشارة المنتظرة إلى بهاء الله والد الطفل وتهنئه بسلامـة الأم ووليدهـــا فأطلــق عليه اسم جده الـــوزير00 ( عباس أقا ) الذي كان يكن له كل محبه وإكبار وإعجاب"




























    *حاشية " الوصف الوارد اعلاة لمنزل حضرة بهاء الله هو وصف تَخَيلي مقتبس عن مجموعة من الصور الفوتوغرافية لمنزل حضرة بهاء الله في طهران منشورة بكتاب مطالع الانوار ص83 وأقر إن هذا الوصف هو محض خيال ولا يؤخذ على انه وصف من مصدر معتمد "

    5الفصـل الأول Empty رد: الفصـل الأول 2009-01-27, 13:15

    Admain

    Admain
    رئيس مجلس الادارة
    رئيس مجلس الادارة
    مشهد الانوار




    على انه يجب أن نسجل هنا - إذا تحدثنا عن وقائع تلك الليلة المشهودة - مشهدا ثالثا من مشاهد تلك الليلة " ليلة الليالي" وقعت احداثه طبقا لسجل مذكرات عائلة الأفنان قبيل إعلان حضرة الباب لأمره بقليل, وخلدته للأجيال السيدة خديجة بيكم حرم حضرة الأعلى0 يضفي على أحداث تلك الليلة عبقا لا يضارع وضوءا ساطعا لن يخبو , فترَّوى خديجة بيكم في ذكرياتها عن تفاصيل تلك الليلة تقول:-



    " تتذكر خديجة بيكم بان حضرته - حضرة الباب - عاد إلى المنزل أصيل ذات يوم مبكرا على غير عادة واخبرها بان أمرا هاما ينتظره وطلب الإسراع بتهيئة وجبة العشاء 0 فأعدتها الخادمة فضة على عجل في حجرة والدة السيد علي محمد حيث تناولتها الأسرة, وانسحب على الأثر إلى خلوته ليلا0



    بعد أن آوى أهل الدار جميعا إلى فراشهم وساد الصمت والهدوء المنزل ما يقرب من ساعة, إذ بحضرته ينهض ويغادر الغرفة دون أن أعير ذلك اهمية0 ولما طال انتظاري بدأ القلق يساورني, فخرجت ابحث عنه في كل مكان دون أن اعثر له على اثر, وظننت انه ربما غادر الدار للعمل الهام الذي اخبرنا به0 ولكنني ارتعت عندما لاحظت الرتاج الداخلي لباب الدار موصدا كالعادة0



    فهرعت إلى غرفته في الطابق العلوي, وشد نظري ضوؤها الساطع , فتساءلت عما قد ألجأه - على غير عادته – في هذا الليل إلى هذه الغرفة التي لا يأوي إليها إلا تكريما لضيف0 ولما لم ينبئنا سلفا كعادته عن مقدم زائر في هذه الليلة, ثارت هواجسي وأخذت اصعد على أطراف أصابعي السلم المؤدي إلى الغرفة الشمالية, التي اخذ نورها يتضاعف في ناظري وعندما بلغت عتبتها رأيته واقفا ويداه مرفوعتان في تبتل وقنوت, مبتهلا مستغرقا في الترنم بالدعاء بصوت ولحن مليح رخيم, والدموع تنساب بغزارة على خديه وتبلل صفحة وجهة الوضاء الذي انبعث عنه نور عجيب بينما طلعته المهيبة تتوسط هالة من البهاء والجلال0 فأخذتني الخشية والرهبة وجمدت في مكاني عاجزة عن التقدم أو التراجع, وارتعدت فرائصي وفقدت التحكم في قواي وكدت أصرخ لولا أن تداركني حضرته وأشار في رفق بيديه المباركتين إلي بالانصراف0

    تلك الحركة العطوفة ليديه ردت إلى بعض شجاعتي وتمكنت بكثير من الجهد أن أعود أدراجي والحق بحجرتي وفراشي , وقضيت ليلتي مسهدة وأنا انتفض اضطرابا وحيرة0 وعندما غالبني النعاس اخذ هذا المشهد العجيب الرهيب يطارد خيالي ويطرد الكرى عن جفوني 0 وفى لحظات الوعي المتناوبة كنت أتساءل عما سبب له الأسى العميق الذي استدر منه الدموع واستوجب استغراقه في التضرع والابتهال إلى هذا الحد0 وإذا بعيني وتفكيري يعجزان عن إسعافي بتبرير أو تعليل يهدئ من روعي فيعز على المنام وأغوص في ذهولي فريسة لهواجسي إلى أن لاحت طلائع الفجر وارتفع صوت المؤذن للصلاة0



    عند الشروق حملت فضة " السماور" وطاقم الشاي إلى حجرة حماتي, وتوجه حضرته كالعادة إليها لتناول الشاي, وتبعته وأنا مبهورة مأخوذة0 وما أن وقع بصري على هيكله الجليل حتى عاودني مشهد الليلة الفائتة وتجسم أمامي كاملا, فشحبت وهزت الرجفة كل كياني 0



    في تلك اللحظة غادرت والدته الحجرة فيما كان حضرته يتناول الشاي بكل هدوء, فرفع رأسه وتطلع إليّ بنظرة مِلْؤُها العطف والحنان ردت إلى هدوئي وسكينتي 0 ثم دعاني للجلوس وناولني ما تبقى من شاي في كأسه, فاحتسيته0 عندئذ سألني عما دهاني, فصارحته بشيء من الشجاعة بأن التغيير الكلى الذي ألم به هو علة حيرتي ومصدر قلقي واضطرابي 0" وهمست انك لم تعد ذلك الشخص الذي عرفته منذ طفولتي, ومع إننا نشأنا معا ومضى عامان على زواجنا ونحن نعيش معا في بيت واحد, إلا أنني أراك وقد تبدلت تماما وصرت فجأة شخصا آخر0 هذا هو سبب اضطرابي وعلة حيرتي " فابتسم وأجاب بأنه كان يتمنى أن لا أراه وأشاهده في تلك الصورة والحالة التي رأيت0 غير أن الله قدر غير ذلك ثم عقب: " ولكن هكذا شاءت الإرادة والتقدير الإلهي, أن تشاهديني بالكيفية التي فعلت في الليلة الماضية حتى لا يراودك أدنى شك من بعد0 وتوقني كل اليقين باني أنا ذلك المظهر الإلهي والموعود المنتظر منذ ألف سنة 0 وهذا النور الذي شاهدت وبهرك سطوعه كان ينبعث من كياني وكينونتي " بمجرد أن نطق بهذه الكلمات صدقت وآمنت فورا ووجدت نفسي ساجدة أمامه وقد اطمأن قلبي وهدأ 0 منذ تلك اللحظة وهبت حياتي وأوقفتها لخدمته بكل تفان وخلوص ونسيت نفسي ووجودي وصرت محوا صرفا تلقاءه "



    ويشهد جناب النبيل بسمو المقام الذي فازت به خديجة بيكم بإيمانها التلقائي الفذ هذا ويقول: - " أما حرم حضرة الباب 000 فقد أدركت عظمة وجلال أمره الفريد منذ فجر ظهوره وإشراقه, وأحست بجسامة قدرته منذ اللحظات الأولى لبعثته0 وباستثناء الطاهرة, لم تنافسها وتبلغ مقامها امرأة من جيلها في الاستجابة التلقائية بمثل هذا الخلوص وحرارة الإيمان والعقيدة "

    وبشر حضرة بهاء الله في لوح الزيارة الذي أنزله بعد صعود خديجة بيكم وخاطبها بهذه العبارات: " أنْتِ الَّتِي وجدتِ عَرْفَ قَمِيصِ الرَحمَنِ قَبْلَ خَلْقِ الإِمْكَان وَتَشَرفْتِ بلقائه وُفْزتِ بوصالِه وَشَرِبِت رحيقَِ القْرِب مِن يد عطائِه " (10)

    6الفصـل الأول Empty رد: الفصـل الأول 2009-01-27, 13:15

    Admain

    Admain
    رئيس مجلس الادارة
    رئيس مجلس الادارة
    صدفة البعث والميلاد



    لم تكن ليلة ميلاد حضرة عبد البهاء مجرد حدث سعيد تصادف وقوعه ليلة بعثة حضرة الأعلى فهي إن كانت قد حدثت على ذلك النحو فهي بلا شك مصادفة سعيدة رائعة0

    " وكيف لا وهو الذي صادف ميلاده الميمون تلك الليلة الخالدة التي بَيَّنَ فيها حضرة الباب طبيعة رسالته الفائقة للملا حسين أول من امن به " (11)



    لكنها في الواقع لم تكن كذلك بل كانت تقديرا إلهيا سابقا تنبأ به العديد من الرسل والأنبياء السابقين كما ورد بعضها في التوراة0



    " وكلمه قائلاً هكذا قال رب الجنود قائلاً هو ذا الرجل الغصن ومن مكانه ينبت ويبنى هيكل الرب وهو يحمل الجلال ويجلس ويتسلط على كرسيه وتكون مشورة السلام بينهما كليهما " العهد القديم 6- 12 , 13



    وتوضح هذه الآيات الأسم الذى عرف به حضرة عبد البهاء وهو " الغصن الاعظم " كما تتنبأ فى وضوح مذهل إن حضرته هو الذى سيبنى هيكل الرب إشارة إلى بناء مرقد حضرة الأعلى فوق جبل الكرمل0



    " ثم ولد ابنا وما بيده شئ كما خرج من بطن أمه عريانا يرجع ذاهبا كما جاء ولا يأخذ شيئا من تعبه فيذهب به في يده " الجامعة ص 5 14- 15



    · وفى القرآن الكريم نبوءات عديدة نجدها في سورة البلد



    {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ } البلد 1- 3



    كذلك تطالعنا في سورة الرحمن عروس القران أيضا نبوءتان



    {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } وايضا {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ } (الرحمن 50 , 34



    وكان المقصـود بهاتين العـينان هو" حضـرة عبد البـهاء عباس" (ع ع)




    ويتفضل جناب أديب طاهر زاده في إحدى محاضراته قائلا : -



    " أن حضرة بهاء الله عندما طلب الإذن من ساحة القدس الإلهي ليهب الخلق ماء الحياة الإلهية وطلب كشف النقاب عن حور المعاني وفك رحيق الوصال جاء النداء من مصدر الأمر الإلهي بأننا لا نشاهد خلقا لائقا وقابلا لهذا التجلي والإشراق وهنا صدر الأمر بالخلق الجديد والصنع البديع ليكون لائقا وقابلا لهذا التجلي والإشراق000 فكان هذا الخلق في ليلة المبعث 5 جمادى الأولى 1260 هـ وهى الليلة التي تم الإعلان فيها عن رسالة المبشر بالظهور الأعظم وتزامنت مع مولد حضرة عبد البهاء 00 أنها الإرادة الإلهية المطلقة المعلنة عن بداية الخلق الجديد البهاء الجديد والقابل لتلقى ماء الحياة الإلهية والقادر على أن يستوعب حور المعاني ويستنشق رحيق الوصال "0



    ويضيف السيد كاظم الرشتى في كتابه ( شرح القصيدة ) بعدا جديدا لتلك الليلة فيقول:

    ( عندما اقترنت الباء ونقطتها ( ب ) بعالم الغيب برمز ( ا ) ظهر( با ) ونتج عن هذا الاقتران رمز العين ( عـ ) اشاره إلى التعين الأول (عـ با) وكان ذلك في سنة الستين ( س ) فظهر عباس الإمام برمز ( ع ) قائما ظاهرا أمام الناس0 (12)

    إلا أن هذا التدبير الإلهـي الفائـق الإمكانيـات الذي حدث ليلة 23مايو 1844

    " شرع يعمل في نفس الليلة الخالدة التي أفضى فيها حضرة الباب بهدف رسالته إلى الملا حسين في حي متواضع من أحياء مدينة شيراز" (13)

    حيث يشير حضرة المولى شوقي أفندي إلى كتاب قيوم الأسماء أول كتب حضرة الباب في إشارة واضحة ليلقى مزيدا من الضوء الباهر على أحداث تلك الليلة قائلا: -

    " على أن ضوءا أكبر دلالة يفيض على هذه القصة الخاصة بإعلان رسالة حضرة الباب إذا نحن تصفحنا ( أول وأعظم وأكبر ) كتب الدورة البابية وهو تفسير سورة يوسف الشهير الذي نزل فصله الأول كله على وجه التحقيق من قلم منزله الأعلى في تلك الليلة – ليلة الليالي " (14)

    فيتفضل حضرة الأعلى بقوله الكريم في كتاب قيوم الأسماء (سورة الظهور)



    ( إنا نحن قد أنزلناك من منظر العرش في ليلة القدر إلى بطن الأم وانك في ذلك اليوم على العرش قد كنت لله العلي ساجدا وعلى الملك محمودا 000 000 إن هذا لهو اليوم في الفصل وهو اليوم في الجمع الذي قد كان بالحق ميقاتا )

    قيوم الاسماء – سورة الظهور



    وفى كتاب شئون خمسه كان حضرة الباب أول من أطلق لقب ( سر الله ) فتفضل حضرته قائلا: - ( هل تعرفون سر الله أولا تعرفون ذلك هو أول من امن بمن يظهره الله فكيف لا تعرفون ؟ ) حضرة الباب الشئون الخمسة



    هذا اللقب " الذي شاء والده المحب المعصوم أن ينعم عليه بهذا اللقب العزيز, ألا وهو سر الله "(15)

    الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى