نَيِّرُ الأَمْرِ مِنْ أُفُقِ الْحِجَازِ وَسَطَعَ نُورُ الْحَقِيقَةِ بَيْنَ الْعِبَادِ بِقَوْلِكَ [يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ]6. وَمِنْ قَبْلِهِ بَشَّرْتَ الْكَلِيمَ [أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللهِ]7 وَأَخْبَرْتَ بِهِ الرُّوحَ وَأَنْبِيَاءَكَ وَرُسُلَكَ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ. لَوْ يَظْهَرُ مِنْ خَزَائِنِ قَلَمِكَ الأَعْلَى مَا أَنْزَلْتَهُ فِي ذِكْرِ هَذَا الذِّكْرِ الأَعْظَمِ وَنَبَئِكَ الْعَظِيمِ لَيَنْصَعِقُ أَهْلُ مَدَائِنِ الْعِلْمِ وَالْعِرْفَانِ. إِلاَّ مَنْ أَنْقَذْتَهُ بِاقْتِدَارِكَ وَحَفَظْتَهُ بِجُودِكَ وَفَضْلِكَ. أَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِكَ وَأَظْهَرْتَ الَّذِي بَشَّرَتْ بِظُهُورِهِ أَنْبِيَاؤُكَ وَأَصْفِيَاؤُكَ وَعِبَادُكَ. إِنَّهُ أَتَى مِنْ أُفُقِ الْعِزَّةِ وَالاقْتِدَارِ بِرَايَاتِ آيَاتِكَ وَأَعْلاَمِ بَيِّنَاتِكَ وَقَامَ أَمَامَ الْوُجُوهِ بِقُوَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ وَدَعَا الْكُلَّ إِلَى الذُّرْوَةِ الْعُلْيَا وَالأُفُقِ الأَعْلَى بِحَيْثُ مَا مَنَعَهُ ظُلْمُ الْعُلَمَاءِ وَسطْوَةُ الأُمَرَاءِ. قَامَ بِالاسْتِقَامَةِ الْكُبْرَى وَنَطَقَ بِأَعْلَى النِّدَاءِ قَدْ أَتَى الْوَهَّابُ رَاكِبَاً عَلَى السَّحَابِ.
أَقْبِلُوا يَا أَهْلَ الأَرْضِ بِوُجُوهٍ بَيْضَاءَ وَقُلُوبٍ نَوْرَاءَ. طُوبَى لِمَنْ فَازَ بِلِقَائِكَ وَشَرِبَ رَحِيقَ الْوِصَالِ مِنْ أَيَادِي عَطَائِكَ وَوَجَدَ عَرْفَ آيَاتِكَ وَنَطَقَ بِثَنَائِكَ وَطَارَ فِي هَوَائِكَ وَأَخَذَهُ جَذْبُ بَيَانِكَ وَأَدْخَلَهُ فِي الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى مَقَامَ الْمُكَاشَفَةِ وَالْمُشَاهَدَةِ أَمَامَ عَرْشِ عَظَمَتِكَ. أَيْ رَبِّ أَسْأَلُكَ بِالْعِصْمَةِ الْكُبْرَى الَّتِي جَعَلْتَها أُفُقَاً لِظُهُورِكَ وَبِكَلِمَتِكَ الْعُلْيَا الَّتِي بِهَا خَلَقْتَ الْخَلْقَ وَأَظْهَرْتَ الأَمْرَ وَبِهَذَا الاسْمِ الَّذِي بِهِ نَاحَتِ الأَسْمَاءُ وَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُ الْعُرَفَاءِ أَنْ تَجْعَلَنِي مُنْقَطِعَاً عَنْ دُونِكَ بِحَيْثُ لاَ أَتَحَرَّكُ إِلاَّ بِإرَادَتِكَ وَلاَ أَتَكَلَّمُ إِلاَّ بِمَشِيئَتِكَ وَلاَ أَسْمَعُ إِلاَّ ذِكْرَكَ وَثَنَاءَكَ لَكَ الْحَمْدُ يَا إِلَهِي وَلَكَ الشُّكْرُ يَا رَجَائِي بِمَا أَوْضَحْتَ لِي صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ وَأَظْهَرْتَ لِي نَبَأَكَ الْعَظِيمَ وَأَيَّدْتَنِي عَلَى الإِقْبَالِ إِلَى مَشْرِقِ وَحْيِكَ وَمَصْدَرِ أَمْرِكَ بَعْدَ إِعْرَاضِ عِبَادِكَ وَخَلْقِكَ. أَسْأَلُكَ يَا مَالِكَ مَلَكُوتِ الْبَقَاءِ بِصَرِيرِ قَلَمِكَ الأَعْلَى وَبِالنَّارِ الْمُشْتَعِلَةِ النَّاطِقَةِ فِي الشَّجَرَةِ الْخَضْرَاءِ وَبِالسَّفِينَةِ الَّتَي جَعَلْتَهَا مَخْصُوصَةً لأَهْلِ الْبَهَاءِ. أَنْ تَجْعَلَنِي مُسْتَقِيمَاً عَلَى حُبِّكَ وَرَاضِيَاً بِمَا قَدَّرْتَ لِي فِي كِتَابِكَ وَقَائِمَاً عَلَى خِدْمَتِكَ وَخِدْمَةِ أَوْلِيَائِكَ. ثُمَّ أَيِّدْ عِبَادَكَ يَا إِلَهِي عَلَى مَا يَرْتَفِعُ بِهِ أَمْرُكَ وَعَلَى عَمَلِ مَا أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ. إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْمُهَيْمِنُ عَلَى مَا تَشَاءُ وَفِي قَبْضَتِكَ زِمَامُ الأَشْيَاءِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ.
يَا أَيُّهَا الْجَلِيلُ قَدْ أَرَيْنَاكَ الْبَحْرَ وَأَمْوَاجَهُ وَالشَّمْسَ وَإِشْرَاقَهَا وَالسَّمَاءَ وَأَنْجُمَهَا وَالأَصْدَافَ وَلآلِئَهَا. اشْكُرِ اللهَ بِهَذَا الْفَضْلِ الأَعْظَمِ وَالْكَرَمِ الَّذِي أَحَاطَ عَلَى الْعَالَم. يَا أَيُّهَا الْمُتَوَجِّهُ إِلَى أَنْوَارِ الْوَجْهِ قَدْ أَحَاطَتِ الأَوْهَامُ عَلَى سُكَّانِ الأَرْضِ وَمَنَعَتْهُم عَنِ التَّوَجُّهِ إِلَى أُفُقِ الْيَقِينِ وَإِشْرَاقِهِ وَظُهُورَاتِهِ وَأَنْوَارِهِ. بِالظُّنُونِ مُنَعُوا عَنِ الْقَيُّومِ يَتَكَلَّمُونَ بِأَهْوَائِهِم وَلاَ يَشْعُرُونَ. مِنْهُم مَنْ قَالَ هَلْ الآيَاتُ نُزِّلَتْ قُلْ إِي وَرَبِّ السَّمَواتِ وَهَلْ أَتَتِ السَّاعَةُ بَلْ قَضَتْ وَمُظْهِرِ الْبَيِّنَاتِ. قَدْ جَاءَتِ الحَاقَّةُ وَأَتَى الحَقُّ بِالْحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ. قَدْ بَرَزَتِ السَّاهِرَةُ وَالْبَرِيَّةُ فِي وَجَلٍ وَاضْطِرَابٍ. قَدْ أَتَتِ الزَّلاَزِلُ وَنَاحَتِ الْقَبَائِلُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْجَبَّارِ. قُلِ الصَّاخَّةُ صَاحَتْ وَالْيَوْمُ للهِ الوَاحِدِ المُخْتارِ. وَقَالَ هَلِ الطَّامَّةُ تَمَّتْ قُلْ إِي وَرَبِّ الأَرْبَابِ. وَهَلِ الْقِيَامَةُ قَامَتْ بَلْ الْقَيُّومُ بِمَلَكُوتِ الآيَاتِ. هَلْ تَرَى النَّاسَ صَرْعَى بَلَى وَرَبِّي الْعَلِيِّ الأَبْهَى. هَلْ انْقَعَرَتِ الأَعْجَازُ بَلْ نُسِفَتِ الْجِبَالُ وَمَالِكِ الصِّفَاتِ. قَالَ أَيْنَ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ قُلْ الأُولَى لِقَائِي وَالأُخْرَى نَفْسُكَ يَا أَيُّهَا الْمُشْرِكُ الْمُرْتَابُ. قَالَ إِنَّا مَا نَرَى الْمِيزَانَ قُلْ إِي وَرَبِّي الرَّحْمَنِ لاَ يَرَاهُ إِلاَّ أُولُوا الأَبْصَارِ. قَالَ هَلْ سَقَطَتِ النُّجُومُ قُلْ إِي إِذْ كَانَ الْقَيُّومُ فِي أَرْضِ السِّرِّ8 فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَنْظَارِ. قَدْ ظَهَرَتِ الْعَلاَمَاتُ كُلُّهَا إِذْ أَخْرَجْنَا يَدَ الْقُدْرَةِ مِنْ جَيْبِ الْعَظَمَةِ وَالاقْتِدَارِ. قَدْ نَادَى الْمُنَادِ إِذْ أَتَى الْمِيعَادُ وَانْصَعَقَ الطُّورِيُّونَ فِي تِيهِ الْوُقُوفِ مِنْ سَطْوَةِ رَبِّكَ مَالِكِ الإِيجَادِ. يَقُولُ النَّاقُورُ هَلْ نُفِخَ فِي الصُّورِ قُلْ بَلَى وَسُلْطَانِ الظُّهُورِ إِذِ اسْتَقَرَّ عَلَى عَرْشِ اسْمِهِ الرَّحْمَن. قَدْ أَضَاءَ الدَّيْجُورُ مِنْ فَجْرِ رَحْمَةِ رَبِّكَ مَطْلِعِ الأَنْوَارِ. قَدْ مَرَّتْ نَسَمَةُ الرَّحْمَنِ وَاهْتَزَّتِ الأَرْوَاحُ فِي قُبُورِ الأَبْدَانِ كَذَلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ مِنْ لَدَى اللهِ الْعَزِيزِ الْمَنَّانِ. قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَتَى انْفَطَرَتِ السَّمَاءُ. قُلْ إِذْ كُنْتُمْ فِي أَجْدَاثِ الْغَفْلَةِ وَالضَّلاَلِ. مِنَ الْمُشْرِكينَ مَنْ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ وَيَنْظُرُ الْيَمِينَ وَالشِّمَالَ قُلْ قَدْ عَمِيتَ لَيْسَ لَكَ الْيَومَ مِنْ مَلاذٍ. مِنْهُمْ مَنْ قَالَ هَلْ حُشِرَتِ النُّفُوسُ قُلْ إِي وَرَبِّي إِذْ كُنْتَ فِي مِهَادِ الأَوْهَامِ. مِنْهُمْ مَنْ قَالَ هَلْ نُزَّلَ الْكِتَابُ بِالْفِطْرَةِ قُلْ إِنَّهَا فِي الْحَيْرَةِ اتَّقُوا يَا أُولِي الأَلْبَابِ. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ أَحُشِرْتُ أَعْمَى قُلْ بَلَى وَرَاكِبِ السَّحَابِ. قَدْ زُيِّنَتِ الْجَنَّةُ بِأَوْرَادِ الْمَعَانِي وَسُعِّرَ السَّعِيرُ مِنْ نَارِ الْفُجَّارِ. قُلْ قَدْ أَشْرَقَ النُّورُ مِنْ أُفُقِ الظُّهُورِ وَأَضَاءَتِ الآفَاقُ إِذْ أَتَى مَالِكُ يَوْمِ الْمِيثَاقِ. قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ ارْتَابُوا وَرَبِحَ مَنْ أَقْبَلَ بِنُورِ الْيَقِينِ إِلَى مَطْلِعِ الإِيقَانِ. طُوبَى لَكَ يَا أَيُّهَا النَّاظِرُ بِمَا نُزِّلَ لَكَ هَذَا اللَّوْحُ الَّذِي مِنْهُ تَطِيرُ الأَرْوَاحُ أَنِ احْفَظْهُ ثُمَّ اقْرَأْهُ لَعَمْرِي إِنَّهُ بَابُ رَحْمَةِ رَبِّكَ طُوبَى لِمَنْ يَقْرَؤُه فِي الْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ. إِنَّا سَمِعْنَا ذِكْرَكَ فِي هَذَا الأَمْرِ الَّذِي مِنْهُ انْدَكَّ جَبَلُ الْعِلْمِ وَزَلَّتِ الأَقْدَامُ. الْبَهَاءُ عَلَى أَهْلِ الْبَهَاءِ الَّذِينَ أَقْبَلُوا إِلَى الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ. قَدْ انْتَهَى اللَّوْحُ وَمَا انْتَهَى الْبَيَانُ اصْبِرْ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الصَّبَّارُ. هَذِهِ آيَاتٌ أَنْزَلْنَاهَا مِنْ قَبْلُ وَأَرْسَلْنَاهَا إِلَيْكَ لِتَعْرِفَ مَا نَطَقَتْ بِهِ الأَلْسِنَةِ الْكَذِبَةُ إِذْ أَتَى اللهُ بِقُدْرَةٍ وَسُلْطَانٍ. قَدْ تَزَعْزَعَ بُنْيَانُ الظُّنُونِ وَانْفَطَرَتْ سَمَاءُ الأَوْهَامِ وَالْقَوْمُ فِي مِرْيَةٍ وَشِقَاقٍ. قَدْ أَنْكَرُوا حُجَّةَ اللهِ وَبُرْهَانَهُ بَعْدَ إِذْ أَتَى مِنْ أُفُقِ الاقْتِدَارِ بِمَلَكُوتِ الآيَاتِ. تَرَكُوا مَا أُمِرُوا بِهِ وَارْتَكَبُوا مَا مُنِعُوا عَنْهُ فِي الْكِتَابِ. وَضَعُوا إِلَهَهُم أَخَذُوا أَهْوَاءَهُم أَلا إِنَّهُم فِي غَفْلَةٍ وَضَلاَلٍ. يَقْرَؤُنَ الآيَاتِ وَيُنْكِرُونَهَا. يَرَوْنَ الْبَيِّنَاتِ يُعْرِضُونَ عَنْهَا أَلاَ إِنَّهُمْ فِي رَيْبٍ عُجَابٍ. إِنَّا وَصَّيْنَا أَوْلِيَاءَنَا بِتَقْوَى اللهِ الَّذِي كَانَ مَطْلِعَ الأَعْمَالِ وَالأَخْلاَقِ إِنَّهُ قَائِدُ جُنُودِ الْعَدْلِ فِي مَدِينَةِ الْبَهَاءِ. طُوبَى لِمَنْ دَخَلَ فِي ظِلِّ رَايَتِهِ النَّوْرَاءِ وَتَمَسَّكَ بِهِ إِنَّهُ مِنْ أَصْحَابِ السَّفِينَةِ الْحَمْرَاءِ الَّتِي نُزِّلَ ذِكْرُهَا فِي قَيُّومِ الأَسْمَاءِ. قُلْ يَا حِزْبَ اللهِ زَيِّنُوا هَيَاكِلَكُمْ بِطِرَازِ الأَمَانَةِ وَالدِّيَانَةِ ثُمَّ انْصُرُوا رَبَّكُمْ بِجُنُودِ الأَعْمَالِ وَالأَخْلاَقِ. إِنَّا مَنَعْنَاكُم عَنِ الْفَسَادِ وَالْجِدَالِ فِي كُتُبِي وَصُحُفِي وَزُبُرِي وَأَلْوَاحِي وَمَا أَرَدْنَا بِذَلِكَ إِلاَّ عُلُوَّكُمْ وَسُمُوَّكُمْ تَشْهَدُ بِذَلِكَ السَّمَاءُ
وَأَنْجُمُهَا وَالشَّمْسُ وَإِشْرَاقُهَا وَالأَشْجَارُ وَأَوْرَاقُهَا وَالْبِحَارُ وَأَمْوَاجُهَا وَالأَرْضُ وَكُنُوزُهَا نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُمِدَّ أَوْلِيَاءَهُ وَيُؤَيِّدَهُمْ عَلَى مَا يَنْبَغِي لَهُمْ فِي هَذَا الْمَقَامِ الْمُبَارَكِ الْعَزِيزِ الْبَدِيعِ. وَنَسْأَلُهُ أَنْ يُوَفِّقَ مَنْ حَوْلِي عَلَى عَمَلِ مَا أُمُرِوا بِهِ مِنْ قَلَمِي الأَعْلَى.
يَا جَلِيلُ عَلَيْكَ بَهَائِي وَعِنَايَتِي إِنَّا أَمَرْنَا العِبَادَ بِالْمَعْرُوفِ وَهُمْ عَمِلُوا مَا نَاحَ بِهِ قَلْبِي وَقَلَمِي. اسْمَعْ مَا نُزِّلَ مِنْ سَمَاءِ مَشِيَّتِي وَمَلَكُوتِ إِرَادَتِي. لَيْسَ حُزْنِي سِجْنِي وَمَا وَرَدَ عَلَيَّ مِنْ أَعَدَائِي بَلْ مِنَ الَّذِينَ يَنْسِبُونَ أَنْفُسَهُم إِلَى نَفْسِي وَيَرْتَكِبُونَ مَا تَصْعَدُ بِهِ زَفَرَاتِي وَتَنْزِلُ عَبَرَاتِي. قَدْ نَصَحْنَاهُمْ بِعِبَارَاتٍ شَتَّى فِي أَلْوَاحٍ شَتَّى. نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَهُم وَيُقَرِّبَهُمْ وَيُؤَيِّدَهُم عَلَى مَا تَطْمَئِنُّ بِهِ الْقُلُوبُ وَتَسْتَرِيحُ بِهِ النُّفُوسُ وَيَمْنَعَهُمْ عَمَّا لاَ يَنْبَغِي لأَيَّامِهِ. قُلْ يَا أَوْلِيَائِي فِي بِلاَدِي اسْمَعُوا نُصْحَ مَنْ يَنْصَحُكُم لِوَجْهِ اللهِ إِنَّهُ خَلَقَكُم وَأَظْهَرَ لَكُمْ مَا يَرْفَعُكُم وَيَنْفَعُكُم وَعَلَّمَكُم صِرَاطَهُ الْمُسْتَقِيمَ وَنَبَأَهُ الْعَظِيمَ.
يَا جَلِيلُ وَصِّ الْعِبادَ بِتَقْوَى اللهِ تَاللهِ هُوَ الْقَائِدُ الأَوَّلُ فِي عَسَاكِرِ رَبِّكَ وَجُنُودُهُ الأَخْلاَقُ الْمَرْضِيَّةُ وَالأَعْمَالُ الطَّيِّبَةُ وَبِهَا فُتِحَتْ فِي الأَعْصَارِ وَالْقُرُونِ مَدائِنُ الأَفْئِدَةِ وَالْقُلُوبِ وَنُصِبَتْ رَايَاتُ النَّصْرِ وَالظَّفَرِ عَلَى أَعْلَى الأَعْلاَمِ. إِنَّا نَذْكُرُ لَكَ الأَمَانَةَ وَمَقَامَهَا عِنْدَ اللهِ رَبِّكَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ. إِنَّا قَصَدْنَا يَوْمَاً مِنَ الأَيَّامِ جَزِيرَتَنَا الْخَضْرَاءَ وَلَمَّا وَرَدَنَا رَأَيْنَا أَنْهَارَهَا جَارِيَةً وَأَشْجَارَهَا مُلْتَفَّةً وَكَانَتِ الشَّمْسُ تَلْعَبُ فِي خِلاَلِ الأَشْجَارِ تَوَجَّهْنَا إِلَى الْيَمِينِ رَأَيْنَا مَا لاَ يَتَحَرَّكُ الْقَلَمُ عَلَى ذِكْرِهِ وَذِكْرِ مَا شَهِدَتْ عَيْنُ مَوْلَى الْوَرَى فِي ذَاكَ الْمَقَامِ الأَلْطَفِ الأَشْرَفِ الْمُبَارَكِ الأَعْلَى. ثُمَّ أَقْبَلْنَا إِلَى الْيَسَارِ شَاهَدْنَا طَلْعَةً مِنْ طَلَعَاتِ الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى قَائِمَةً عَلَى عَمُودٍ مِنَ النُّورِ وَنَادَت بِأَعْلَى النِّدَاءِ يَا مَلأَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ انْظُرُوا جَمَالِي وَنُورِي وَظُهُورِي وَإِشْرَاقِي تَاللهِ الْحَقِّ أَنَا الأَمَانَةُ وَظُهُورُهَا وَحُسْنُهَا وَأَجْرٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهَا وَعَرَفَ شَأْنَهَا وَمَقَامَهَا وَتَشَبَّثَ بِذَيْلِهَا. أَنَا الزِّينَةُ الْكُبْرَى لأَهْلِ الْبَهَاءِ وَطِرَازُ الْعِزِّ لِمَنْ فِي مَلَكُوتِ الإِنْشَاءِ وَأَنَا السَّبَبُ الأَعْظَمُ لِثَرْوَةِ الْعَالَمِ وَأُفُقُ الاطْمِئْنَانِ لأَهْلِ الإِمْكَانِ. كَذَلِكَ أَنْزَلْنَا لَكَ مَا يُقَرِّبُ الْعِبَادَ إِلَى مَالِكِ الإِيجَادِ9.
قَدْ تَوَجَّهَ الْقَلَمُ الأَعْلَى مِنْ اللُّغَةِ الْفُصْحَى "الْعَرَبِيَّةِ" إِلَى اللُّغَةِ النَّوْرَاءِ "الْفَارِسِيَّةِ" لِيَعْرِفَ الْجَلِيلُ عِنَايَةَ رَبِّهِ الْجَمِيلِ وَيَكُونَ مِنَ الشَّاكِرِينَ.يَا أَيُّهَا النَّاظِرُ إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى قَد ارْتَفَعَ النِّدَاءُ
أَقْبِلُوا يَا أَهْلَ الأَرْضِ بِوُجُوهٍ بَيْضَاءَ وَقُلُوبٍ نَوْرَاءَ. طُوبَى لِمَنْ فَازَ بِلِقَائِكَ وَشَرِبَ رَحِيقَ الْوِصَالِ مِنْ أَيَادِي عَطَائِكَ وَوَجَدَ عَرْفَ آيَاتِكَ وَنَطَقَ بِثَنَائِكَ وَطَارَ فِي هَوَائِكَ وَأَخَذَهُ جَذْبُ بَيَانِكَ وَأَدْخَلَهُ فِي الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى مَقَامَ الْمُكَاشَفَةِ وَالْمُشَاهَدَةِ أَمَامَ عَرْشِ عَظَمَتِكَ. أَيْ رَبِّ أَسْأَلُكَ بِالْعِصْمَةِ الْكُبْرَى الَّتِي جَعَلْتَها أُفُقَاً لِظُهُورِكَ وَبِكَلِمَتِكَ الْعُلْيَا الَّتِي بِهَا خَلَقْتَ الْخَلْقَ وَأَظْهَرْتَ الأَمْرَ وَبِهَذَا الاسْمِ الَّذِي بِهِ نَاحَتِ الأَسْمَاءُ وَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُ الْعُرَفَاءِ أَنْ تَجْعَلَنِي مُنْقَطِعَاً عَنْ دُونِكَ بِحَيْثُ لاَ أَتَحَرَّكُ إِلاَّ بِإرَادَتِكَ وَلاَ أَتَكَلَّمُ إِلاَّ بِمَشِيئَتِكَ وَلاَ أَسْمَعُ إِلاَّ ذِكْرَكَ وَثَنَاءَكَ لَكَ الْحَمْدُ يَا إِلَهِي وَلَكَ الشُّكْرُ يَا رَجَائِي بِمَا أَوْضَحْتَ لِي صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ وَأَظْهَرْتَ لِي نَبَأَكَ الْعَظِيمَ وَأَيَّدْتَنِي عَلَى الإِقْبَالِ إِلَى مَشْرِقِ وَحْيِكَ وَمَصْدَرِ أَمْرِكَ بَعْدَ إِعْرَاضِ عِبَادِكَ وَخَلْقِكَ. أَسْأَلُكَ يَا مَالِكَ مَلَكُوتِ الْبَقَاءِ بِصَرِيرِ قَلَمِكَ الأَعْلَى وَبِالنَّارِ الْمُشْتَعِلَةِ النَّاطِقَةِ فِي الشَّجَرَةِ الْخَضْرَاءِ وَبِالسَّفِينَةِ الَّتَي جَعَلْتَهَا مَخْصُوصَةً لأَهْلِ الْبَهَاءِ. أَنْ تَجْعَلَنِي مُسْتَقِيمَاً عَلَى حُبِّكَ وَرَاضِيَاً بِمَا قَدَّرْتَ لِي فِي كِتَابِكَ وَقَائِمَاً عَلَى خِدْمَتِكَ وَخِدْمَةِ أَوْلِيَائِكَ. ثُمَّ أَيِّدْ عِبَادَكَ يَا إِلَهِي عَلَى مَا يَرْتَفِعُ بِهِ أَمْرُكَ وَعَلَى عَمَلِ مَا أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ. إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْمُهَيْمِنُ عَلَى مَا تَشَاءُ وَفِي قَبْضَتِكَ زِمَامُ الأَشْيَاءِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ.
يَا أَيُّهَا الْجَلِيلُ قَدْ أَرَيْنَاكَ الْبَحْرَ وَأَمْوَاجَهُ وَالشَّمْسَ وَإِشْرَاقَهَا وَالسَّمَاءَ وَأَنْجُمَهَا وَالأَصْدَافَ وَلآلِئَهَا. اشْكُرِ اللهَ بِهَذَا الْفَضْلِ الأَعْظَمِ وَالْكَرَمِ الَّذِي أَحَاطَ عَلَى الْعَالَم. يَا أَيُّهَا الْمُتَوَجِّهُ إِلَى أَنْوَارِ الْوَجْهِ قَدْ أَحَاطَتِ الأَوْهَامُ عَلَى سُكَّانِ الأَرْضِ وَمَنَعَتْهُم عَنِ التَّوَجُّهِ إِلَى أُفُقِ الْيَقِينِ وَإِشْرَاقِهِ وَظُهُورَاتِهِ وَأَنْوَارِهِ. بِالظُّنُونِ مُنَعُوا عَنِ الْقَيُّومِ يَتَكَلَّمُونَ بِأَهْوَائِهِم وَلاَ يَشْعُرُونَ. مِنْهُم مَنْ قَالَ هَلْ الآيَاتُ نُزِّلَتْ قُلْ إِي وَرَبِّ السَّمَواتِ وَهَلْ أَتَتِ السَّاعَةُ بَلْ قَضَتْ وَمُظْهِرِ الْبَيِّنَاتِ. قَدْ جَاءَتِ الحَاقَّةُ وَأَتَى الحَقُّ بِالْحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ. قَدْ بَرَزَتِ السَّاهِرَةُ وَالْبَرِيَّةُ فِي وَجَلٍ وَاضْطِرَابٍ. قَدْ أَتَتِ الزَّلاَزِلُ وَنَاحَتِ الْقَبَائِلُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْجَبَّارِ. قُلِ الصَّاخَّةُ صَاحَتْ وَالْيَوْمُ للهِ الوَاحِدِ المُخْتارِ. وَقَالَ هَلِ الطَّامَّةُ تَمَّتْ قُلْ إِي وَرَبِّ الأَرْبَابِ. وَهَلِ الْقِيَامَةُ قَامَتْ بَلْ الْقَيُّومُ بِمَلَكُوتِ الآيَاتِ. هَلْ تَرَى النَّاسَ صَرْعَى بَلَى وَرَبِّي الْعَلِيِّ الأَبْهَى. هَلْ انْقَعَرَتِ الأَعْجَازُ بَلْ نُسِفَتِ الْجِبَالُ وَمَالِكِ الصِّفَاتِ. قَالَ أَيْنَ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ قُلْ الأُولَى لِقَائِي وَالأُخْرَى نَفْسُكَ يَا أَيُّهَا الْمُشْرِكُ الْمُرْتَابُ. قَالَ إِنَّا مَا نَرَى الْمِيزَانَ قُلْ إِي وَرَبِّي الرَّحْمَنِ لاَ يَرَاهُ إِلاَّ أُولُوا الأَبْصَارِ. قَالَ هَلْ سَقَطَتِ النُّجُومُ قُلْ إِي إِذْ كَانَ الْقَيُّومُ فِي أَرْضِ السِّرِّ8 فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَنْظَارِ. قَدْ ظَهَرَتِ الْعَلاَمَاتُ كُلُّهَا إِذْ أَخْرَجْنَا يَدَ الْقُدْرَةِ مِنْ جَيْبِ الْعَظَمَةِ وَالاقْتِدَارِ. قَدْ نَادَى الْمُنَادِ إِذْ أَتَى الْمِيعَادُ وَانْصَعَقَ الطُّورِيُّونَ فِي تِيهِ الْوُقُوفِ مِنْ سَطْوَةِ رَبِّكَ مَالِكِ الإِيجَادِ. يَقُولُ النَّاقُورُ هَلْ نُفِخَ فِي الصُّورِ قُلْ بَلَى وَسُلْطَانِ الظُّهُورِ إِذِ اسْتَقَرَّ عَلَى عَرْشِ اسْمِهِ الرَّحْمَن. قَدْ أَضَاءَ الدَّيْجُورُ مِنْ فَجْرِ رَحْمَةِ رَبِّكَ مَطْلِعِ الأَنْوَارِ. قَدْ مَرَّتْ نَسَمَةُ الرَّحْمَنِ وَاهْتَزَّتِ الأَرْوَاحُ فِي قُبُورِ الأَبْدَانِ كَذَلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ مِنْ لَدَى اللهِ الْعَزِيزِ الْمَنَّانِ. قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَتَى انْفَطَرَتِ السَّمَاءُ. قُلْ إِذْ كُنْتُمْ فِي أَجْدَاثِ الْغَفْلَةِ وَالضَّلاَلِ. مِنَ الْمُشْرِكينَ مَنْ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ وَيَنْظُرُ الْيَمِينَ وَالشِّمَالَ قُلْ قَدْ عَمِيتَ لَيْسَ لَكَ الْيَومَ مِنْ مَلاذٍ. مِنْهُمْ مَنْ قَالَ هَلْ حُشِرَتِ النُّفُوسُ قُلْ إِي وَرَبِّي إِذْ كُنْتَ فِي مِهَادِ الأَوْهَامِ. مِنْهُمْ مَنْ قَالَ هَلْ نُزَّلَ الْكِتَابُ بِالْفِطْرَةِ قُلْ إِنَّهَا فِي الْحَيْرَةِ اتَّقُوا يَا أُولِي الأَلْبَابِ. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ أَحُشِرْتُ أَعْمَى قُلْ بَلَى وَرَاكِبِ السَّحَابِ. قَدْ زُيِّنَتِ الْجَنَّةُ بِأَوْرَادِ الْمَعَانِي وَسُعِّرَ السَّعِيرُ مِنْ نَارِ الْفُجَّارِ. قُلْ قَدْ أَشْرَقَ النُّورُ مِنْ أُفُقِ الظُّهُورِ وَأَضَاءَتِ الآفَاقُ إِذْ أَتَى مَالِكُ يَوْمِ الْمِيثَاقِ. قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ ارْتَابُوا وَرَبِحَ مَنْ أَقْبَلَ بِنُورِ الْيَقِينِ إِلَى مَطْلِعِ الإِيقَانِ. طُوبَى لَكَ يَا أَيُّهَا النَّاظِرُ بِمَا نُزِّلَ لَكَ هَذَا اللَّوْحُ الَّذِي مِنْهُ تَطِيرُ الأَرْوَاحُ أَنِ احْفَظْهُ ثُمَّ اقْرَأْهُ لَعَمْرِي إِنَّهُ بَابُ رَحْمَةِ رَبِّكَ طُوبَى لِمَنْ يَقْرَؤُه فِي الْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ. إِنَّا سَمِعْنَا ذِكْرَكَ فِي هَذَا الأَمْرِ الَّذِي مِنْهُ انْدَكَّ جَبَلُ الْعِلْمِ وَزَلَّتِ الأَقْدَامُ. الْبَهَاءُ عَلَى أَهْلِ الْبَهَاءِ الَّذِينَ أَقْبَلُوا إِلَى الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ. قَدْ انْتَهَى اللَّوْحُ وَمَا انْتَهَى الْبَيَانُ اصْبِرْ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الصَّبَّارُ. هَذِهِ آيَاتٌ أَنْزَلْنَاهَا مِنْ قَبْلُ وَأَرْسَلْنَاهَا إِلَيْكَ لِتَعْرِفَ مَا نَطَقَتْ بِهِ الأَلْسِنَةِ الْكَذِبَةُ إِذْ أَتَى اللهُ بِقُدْرَةٍ وَسُلْطَانٍ. قَدْ تَزَعْزَعَ بُنْيَانُ الظُّنُونِ وَانْفَطَرَتْ سَمَاءُ الأَوْهَامِ وَالْقَوْمُ فِي مِرْيَةٍ وَشِقَاقٍ. قَدْ أَنْكَرُوا حُجَّةَ اللهِ وَبُرْهَانَهُ بَعْدَ إِذْ أَتَى مِنْ أُفُقِ الاقْتِدَارِ بِمَلَكُوتِ الآيَاتِ. تَرَكُوا مَا أُمِرُوا بِهِ وَارْتَكَبُوا مَا مُنِعُوا عَنْهُ فِي الْكِتَابِ. وَضَعُوا إِلَهَهُم أَخَذُوا أَهْوَاءَهُم أَلا إِنَّهُم فِي غَفْلَةٍ وَضَلاَلٍ. يَقْرَؤُنَ الآيَاتِ وَيُنْكِرُونَهَا. يَرَوْنَ الْبَيِّنَاتِ يُعْرِضُونَ عَنْهَا أَلاَ إِنَّهُمْ فِي رَيْبٍ عُجَابٍ. إِنَّا وَصَّيْنَا أَوْلِيَاءَنَا بِتَقْوَى اللهِ الَّذِي كَانَ مَطْلِعَ الأَعْمَالِ وَالأَخْلاَقِ إِنَّهُ قَائِدُ جُنُودِ الْعَدْلِ فِي مَدِينَةِ الْبَهَاءِ. طُوبَى لِمَنْ دَخَلَ فِي ظِلِّ رَايَتِهِ النَّوْرَاءِ وَتَمَسَّكَ بِهِ إِنَّهُ مِنْ أَصْحَابِ السَّفِينَةِ الْحَمْرَاءِ الَّتِي نُزِّلَ ذِكْرُهَا فِي قَيُّومِ الأَسْمَاءِ. قُلْ يَا حِزْبَ اللهِ زَيِّنُوا هَيَاكِلَكُمْ بِطِرَازِ الأَمَانَةِ وَالدِّيَانَةِ ثُمَّ انْصُرُوا رَبَّكُمْ بِجُنُودِ الأَعْمَالِ وَالأَخْلاَقِ. إِنَّا مَنَعْنَاكُم عَنِ الْفَسَادِ وَالْجِدَالِ فِي كُتُبِي وَصُحُفِي وَزُبُرِي وَأَلْوَاحِي وَمَا أَرَدْنَا بِذَلِكَ إِلاَّ عُلُوَّكُمْ وَسُمُوَّكُمْ تَشْهَدُ بِذَلِكَ السَّمَاءُ
وَأَنْجُمُهَا وَالشَّمْسُ وَإِشْرَاقُهَا وَالأَشْجَارُ وَأَوْرَاقُهَا وَالْبِحَارُ وَأَمْوَاجُهَا وَالأَرْضُ وَكُنُوزُهَا نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُمِدَّ أَوْلِيَاءَهُ وَيُؤَيِّدَهُمْ عَلَى مَا يَنْبَغِي لَهُمْ فِي هَذَا الْمَقَامِ الْمُبَارَكِ الْعَزِيزِ الْبَدِيعِ. وَنَسْأَلُهُ أَنْ يُوَفِّقَ مَنْ حَوْلِي عَلَى عَمَلِ مَا أُمُرِوا بِهِ مِنْ قَلَمِي الأَعْلَى.
يَا جَلِيلُ عَلَيْكَ بَهَائِي وَعِنَايَتِي إِنَّا أَمَرْنَا العِبَادَ بِالْمَعْرُوفِ وَهُمْ عَمِلُوا مَا نَاحَ بِهِ قَلْبِي وَقَلَمِي. اسْمَعْ مَا نُزِّلَ مِنْ سَمَاءِ مَشِيَّتِي وَمَلَكُوتِ إِرَادَتِي. لَيْسَ حُزْنِي سِجْنِي وَمَا وَرَدَ عَلَيَّ مِنْ أَعَدَائِي بَلْ مِنَ الَّذِينَ يَنْسِبُونَ أَنْفُسَهُم إِلَى نَفْسِي وَيَرْتَكِبُونَ مَا تَصْعَدُ بِهِ زَفَرَاتِي وَتَنْزِلُ عَبَرَاتِي. قَدْ نَصَحْنَاهُمْ بِعِبَارَاتٍ شَتَّى فِي أَلْوَاحٍ شَتَّى. نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُوَفِّقَهُم وَيُقَرِّبَهُمْ وَيُؤَيِّدَهُم عَلَى مَا تَطْمَئِنُّ بِهِ الْقُلُوبُ وَتَسْتَرِيحُ بِهِ النُّفُوسُ وَيَمْنَعَهُمْ عَمَّا لاَ يَنْبَغِي لأَيَّامِهِ. قُلْ يَا أَوْلِيَائِي فِي بِلاَدِي اسْمَعُوا نُصْحَ مَنْ يَنْصَحُكُم لِوَجْهِ اللهِ إِنَّهُ خَلَقَكُم وَأَظْهَرَ لَكُمْ مَا يَرْفَعُكُم وَيَنْفَعُكُم وَعَلَّمَكُم صِرَاطَهُ الْمُسْتَقِيمَ وَنَبَأَهُ الْعَظِيمَ.
يَا جَلِيلُ وَصِّ الْعِبادَ بِتَقْوَى اللهِ تَاللهِ هُوَ الْقَائِدُ الأَوَّلُ فِي عَسَاكِرِ رَبِّكَ وَجُنُودُهُ الأَخْلاَقُ الْمَرْضِيَّةُ وَالأَعْمَالُ الطَّيِّبَةُ وَبِهَا فُتِحَتْ فِي الأَعْصَارِ وَالْقُرُونِ مَدائِنُ الأَفْئِدَةِ وَالْقُلُوبِ وَنُصِبَتْ رَايَاتُ النَّصْرِ وَالظَّفَرِ عَلَى أَعْلَى الأَعْلاَمِ. إِنَّا نَذْكُرُ لَكَ الأَمَانَةَ وَمَقَامَهَا عِنْدَ اللهِ رَبِّكَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ. إِنَّا قَصَدْنَا يَوْمَاً مِنَ الأَيَّامِ جَزِيرَتَنَا الْخَضْرَاءَ وَلَمَّا وَرَدَنَا رَأَيْنَا أَنْهَارَهَا جَارِيَةً وَأَشْجَارَهَا مُلْتَفَّةً وَكَانَتِ الشَّمْسُ تَلْعَبُ فِي خِلاَلِ الأَشْجَارِ تَوَجَّهْنَا إِلَى الْيَمِينِ رَأَيْنَا مَا لاَ يَتَحَرَّكُ الْقَلَمُ عَلَى ذِكْرِهِ وَذِكْرِ مَا شَهِدَتْ عَيْنُ مَوْلَى الْوَرَى فِي ذَاكَ الْمَقَامِ الأَلْطَفِ الأَشْرَفِ الْمُبَارَكِ الأَعْلَى. ثُمَّ أَقْبَلْنَا إِلَى الْيَسَارِ شَاهَدْنَا طَلْعَةً مِنْ طَلَعَاتِ الْفِرْدَوْسِ الأَعْلَى قَائِمَةً عَلَى عَمُودٍ مِنَ النُّورِ وَنَادَت بِأَعْلَى النِّدَاءِ يَا مَلأَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ انْظُرُوا جَمَالِي وَنُورِي وَظُهُورِي وَإِشْرَاقِي تَاللهِ الْحَقِّ أَنَا الأَمَانَةُ وَظُهُورُهَا وَحُسْنُهَا وَأَجْرٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهَا وَعَرَفَ شَأْنَهَا وَمَقَامَهَا وَتَشَبَّثَ بِذَيْلِهَا. أَنَا الزِّينَةُ الْكُبْرَى لأَهْلِ الْبَهَاءِ وَطِرَازُ الْعِزِّ لِمَنْ فِي مَلَكُوتِ الإِنْشَاءِ وَأَنَا السَّبَبُ الأَعْظَمُ لِثَرْوَةِ الْعَالَمِ وَأُفُقُ الاطْمِئْنَانِ لأَهْلِ الإِمْكَانِ. كَذَلِكَ أَنْزَلْنَا لَكَ مَا يُقَرِّبُ الْعِبَادَ إِلَى مَالِكِ الإِيجَادِ9.
قَدْ تَوَجَّهَ الْقَلَمُ الأَعْلَى مِنْ اللُّغَةِ الْفُصْحَى "الْعَرَبِيَّةِ" إِلَى اللُّغَةِ النَّوْرَاءِ "الْفَارِسِيَّةِ" لِيَعْرِفَ الْجَلِيلُ عِنَايَةَ رَبِّهِ الْجَمِيلِ وَيَكُونَ مِنَ الشَّاكِرِينَ.يَا أَيُّهَا النَّاظِرُ إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى قَد ارْتَفَعَ النِّدَاءُ