صديقي

صديقي

مال هذا الصباح ما لاحت به تباشير النور
ما سمعت صوتك ولا مداعباتك فى البكور
وما سمعت صوت البلابل ولا تغريد الطيور
وما شممت أريج الصداقة او رياحين العطور

هل ما حدث أمس كان حقيقة ولن تعود
هل سافرت ولن يصبح لك في عالمي وجود
هل عند اتصالي بك لن ألقى منك ردود
هل تكون بساتيني دون زهور أو ورود

انت تعلم أني ما لي صديق دونك
إن بكيت تذرف دمعاتي في عيونك
وتعلم أني أجد نفسي في جنونك
وأجد نفسي حر طليق في سجونك

انظر لي فلن تجد لي حبيبة تراعيني
ولا غيرك كان يزيل الدمعة من عيني
وترى العالم اصبح اليوم يعاديني
ومن كل سمة اصبح العذاب يناديني

تالله يا صديقي ما تحملت الهجران
وعزتك عندي اصبحت حياتي محاطة بالنيران
شفاهي من بعدك ارتسمت عليها الاحزان
واصبحت البلايا من حولي كالطوفان

ما تخيلت فى يوم انه سيأتي الوداع
وتذهب النشوة وتتبدل بالاوجاع
وتكون الاماني المحفوظة مصيرها الضياع
واعتكف عن الشدو وألتزم الانقطاع

هل سأتسكع على الشواطىء وانا وحيد
هل من اليوم يبدأ العهد الجديد
عهد الاوجاع والتمني والوعيد
وكيف دونك سيأتى ذلك العيد

يا حسرتي يا صديقي لما رحلت عني
من سيعزف لي الالحان وأنا أغني
هل سأعيش من بعدك فى الضنا والتمني
وأكون اسير الجرح الذى إلتزمني

لأول مرة يا صديقي ترحل دون علمي
هل تجد في رحيلك انصافي ام ظلمي
وهل في يوم بعدك سيكتمل حلمي
هل تكتمل في بعدك نُظمي

يا صديقي رحمة الله على روحك الطاهرة
ادعو لك بعيدا عن الاسباب المتغايرة
انت اليوم فى عالم لا يحكمه فلاسفة ولا عباقرة
انت فى عالم الرحمة الإلهية المتناثرة