المنامة، البحرين – تقوم ناشطة بحرينية بحث الحكومة على الاعتراف بالديانة البهائية ومنح المجتمع البهائي حرية التجمع والعبادة.
قالت إسراء الشافعي، التي يركز عملها على الأقليات العرقية والدينية، أنه حان الوقت لأن تقوم الحكومات العربية والخليجية بالاعتراف بالبهائيين على نحو قانوني.
قالت الناشطة أنه “يجب على السلطات المختصة منح المجتمع البهائي الرخصة لتشغيل مكان عبادتهم. وإن موضوع البهائيين ليس موضوع محظور وعلى المجتمع تقبلهم كمجتمع مساهم”.
انطلقت هذه الدعوة عندما قام يوم السبت الماضي بهائيين من مناطق مختلفة من حول العالم بالاحتفال بالعيد ال 165 لميلاد الديانة البهائية.
قالت الشافعي، وهي مديرة مؤسسة ميد أيست يوث التي تدير الشبكة الإسلامية لحقوق البهائيين، أن على الأشخاص عدم النظر إلى مجتمع البهائيين وكأنه مجتمع “صهيوني متخفي”، “ولمجرد تواجد معبدهم في إسرائيل (في مدينة حيفا) لا يعني أنه يجب اعتبارهم صهاينة. شهد التاريخ أن البهائيين يبدون احترام هائل للإسلام. وأضافت الشافعي أن “اليهود يتمتعون بحقوق أكثر مقارنة مع البهائيين في الشرق الأوسط”.
يشكل البهائيون نسبة 1% من سكان البحرين، وليس هناك تدخل من الحكومة في عبادتهم وتجمعاتهم. ولكن وفقا لتقرير عام 2008 حول الحرية الدينية في العالم الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، لم تعترف الحكومة بمراسم الأفراح ولكنها اعترفت بالزيجات المدنية في الخارج. كما صرح التقرير أن السلطات قامت بالسماح لنشر وإجراء نقاش عام حول كتاب بقلم مواطن بحريني حول البهائيين في المملكة.
كما أشارت الناشطة إلى أن البهائيين في الجزيرة يتمتعون بإمكانية الوصول إلى العناية الصحية والتعليم والخدمات الأخرى التي حرموا منها في الدول العربية الأخرى كإيران ومصر.
قامت الناشطة بتطوير مشروعها (www.bahairights.org) بمشاركة مجموعة من الناشطين المسلمين بين الأديان الذين يؤمنون بالتسامح والتعايش السلمي.
وأضافت “أن بدء هذا المشروع كان تحدي بالنسبة لنا في وقت كانت فيه مصر وإيران تضطهد البهائيين بصمت بسبب عقيدتهم”.
تؤمن الديانة البهائية بتوحيد الله، والديانات، والسلام في العالم، والتوازن بين الطبيعة التكنولوجيا، والمساواة بين الجنسين وغيرها من التعاليم. والديانة البهائية تعتبر بهاء الله من أعظم الأنبياء، الأمر الذي يعد خارج عن معتقدات المسلمين الذين يؤمنون بعظمة النبي محمد فوق كافة الأنبياء.
هناك نحو 6 مليون بهائي في العالم منتشرين في 200 دولة. وفقا لتقرير، كان هناك نحو 300000 إلى 350000 بهائي في إيران و2000 بهائي في مصر مسجلين كفئة دينية أقلية في الدول الإسلامية. وفي الكويت المجاور، حيث يبلغ عدد البهائيين نحو 400 نسمة، تنظر الحكومة إلى الديانة البهائية أنها غير مرسومة في القرآن ولا يتمكن البهائيين من بناء أماكن للعبادة، ولكنهم يتمكنون من ممارسة عقيدتهم على انفراد من غير تدخل الحكومة. والوضع ذاته في الإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن ولبنان.
قالت الشافعي أن بوجود الضغط الدولي على هذه الدول، بدأت مصر، على سبيل المثال، بإصدار الهويات للبهائيين، الأمر الذي تجاهلته الحكومة في السابق. والسلطات المصرية تعترف بثلاثة أديان فقط وهي الإسلام والمسيحية واليهودية.
(https://www.youtube.com/watch?v=h0aylHuBHKQ&feature=channel_page)
قالت الشافعي أن النتيجة تركت مئات البهائيين على هوامش المجتمع من غير إمكانية الوصول إلى العناية الطبية والتعليم والتوظيف والإسكان والخدمات الحكومية الأخرى. وأضافت “إننا نحارب معركة الإدراك الحسي في الدول العربية ودول الخليج من أجل فهم وتقبل هذا المجتمع”.
لم تكن هذه رحلة سهلة بالنسبة للشافعي التي تواجه الإدانات والانتقادات من رجال الدين القائمين في السعودية الثرية بالنفط والدول الأخرى. تقول الشافعي “يلقون علينا الألفاظ ويقولون أننا سنذهب إلى الجحيم. فعملنا بالنسبة لبعض المتحفظين يتناقض مع التعاليم الإسلامية. يقوم بعض رجال الدين بترك التعليقات البذيئة أو التهديدات على موقعنا الإلكتروني. فقوتي نابعة عن أسرتي التي تدعمني وتفهم ولعي الكبير في تأييد هذه القضية”. هناك فئة قليلة آخذة في النمو من المسلمين التقدميين الداعمين للقضية برغم تلقيهم العديد من الانتقادات.
قالت الشابة البحرينية “ليس لدينا مشروع دعائي، وهدفنا جمع الأغلبية من أجل دعم الأقليات والدفاع عنهم. فعلى سبيل المثال، الإسرائيلي الذي يدعم حقوق الفلسطيني ويعترف بها أو العرب الذين يعترفون بحقوق الأكراد قد يعملوا على خلق تغيير كبير”.
ينظر إلى البحرين كنموذج للتسامح الديني في المنطقة. في العام الماضي، قامت القيادة بتعيين هدى النونو السفيرة اليهودية الأولى من دولة عربية خليجية إلى الولايات المتحدة.
تشارك الجزيرة حدودها مع السعودية الثرية بالنفط وموطن الأسطول الخامس لسلاح الولايات المتحدة البحري