الأنبياء الكذبة
لا يستطيع أحد أن يتقول على الله ويقول للناس قال الله دون أن يرسله الله للبشر إلا ويموت موتاً سريعاً ويطرده الله من على وجه الأرض وتنتهى دعوته تذروها الرياح وتصبح قاعاً صفصفاً لا يتذكرها الناس بعد حين من الدهر أى أنها لا تدخل التاريخ ولا يكتب لها الديمومة والانتشار بين الناس فما بالك بادعاء فرد من البشر أنه أرسل برسالة كاملة من الله وليس بعض الأقاويل هل يتركه الله ؟ حتما لا كما ورد فى كتابه العزيز القران الكريم بسم الله الرحمن الرحيم
من تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين وقطعنا عنه الوتين . صدق الله العظيم
فإذا أردنا أن نتأكد من صدق أى دعوة أو رسالة أو عقيدة نطبق عليها هذا المقياس الذى ورد ذكره فى جميع الكتب المقدسة أن تستمر الدعوة وتنتشر بين الناس بفعل التأييد الإلهى
وما ورد فى القران ورد تماماً فى الكتاب المقدس كما نرى :
قال" ارميا 23: 31 .. "واما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم اوصه ان يتكلم به او الذي يتكلم باسم آلهة اخرى فيموت ذلك النبي" التثنية 20:18 .. وايضا "ولكن كان ايضا في الشعب انبياء كذبة كما سيكون فيكم ايضا معلّمون كذبة الذين يدسّون بدع هلاك واذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على انفسهم هلاكا سريعا" بطرس الثانية 2: 1..
من المعروف أن الأنبياء الكذبة .. قد حكم الله عليهم بالهلاك سريعا .. في القرآن وفي الكتاب المقدس .. نعم سريعا .. ومنهم الأسود العنسي ومسيلمة الكذاب وغيرهم الكثير وحنانيا اليهودي؟
- يقول الله في سفر زكريا 13 : 2-3 "ويكون إذا تنبأ أحد بعد، أن أباه وأمه والديه يقولان له: لا تعيش لأنك تكلمت بالكذب باسم الرب فيطعنه أبوه وأمه والداه عندما يتنبأ" .. عندما يتنبأ .. احتفظوا بهذه المعلومة "عندما يتنبأ"
- يقول الله في ارمياء 31:23 "ها أنا ذا على الانبياء يقول الرب الذين ياخذون لسانهم ويقولون قال" .. أي سيهلكهم الله لامحالة.
كما يقول الكتاب المقدس حننيا نبي كاذب وقتل سريعا
- لقد هلك حنانيا النبي الكاذب في الشهر السابع
"فقال ارميا النبي لحننيا النبي اسمع يا حننيا.ان الرب لم يرسلك وانت قد جعلت هذا الشعب يتكل على الكذب. لذلك هكذا قال الرب. هانذا طاردك عن وجه الارض.هذه السنة تموت لانك تكلمت بعصيان على الرب. فمات حننيا النبي في تلك السنة في الشهر السابع"
سفر التثنية 20:18 تقول "وأما النبي الذي يتجبر فينطق باسمي بما لم آمره به أو يتكلم باسم آلهة أخرى فإنه حتما يموت"
وأتى قبل المسيح ثيونوداس ويهوذا الجليلى ( أ ع 35 36 37 ) وأمثالهما ممن قال عنهم الذين أتو قبلى هم سراق ولصوص
ووضع الله بين أيدينا ميزان دقيق لنعرف به الصادق الأمين من الكاذب المخادع فالله لن يسمح لكلام البشر أن يسود وينتشر ويستمر وتتوارى كلمة الحق سبحانه وتعالى لهذا يحكم على النبى الكذاب بالموت سريعاً ويحكم على دعوته بالفناء قطعاً .
أما إذا كتب للدعوة الانتشار والاستمرار فهذا دليل على صدق الدعوة وتأكيد على التأييد الإلهى لهذه الدعوى
وفى محاوراتى مع أحد المتحاورين على الانترنت خلال مناظرة فى هذا الموضوع فاعترض قائلاً أن الديانات الهندية كالبرهمية الهندوسية والبوذية والكمفوشيوسية بالرغم من أنها فلسفات حسب زعمه إلا أنها منتشرة ومستمرة
فقلت له وما يدريك أن أصول هذه الديانات ليست سماوية ؟
فقال محتداً : أن الكتب المقدسة لم تذكرها ؟ ويقصد الأديان الابراهيمية الثلاث اليهودية التوراة والمسيحية الانجيل والاسلام القران .
فقلت له أن القران ذكر أنه لم يذكر كل الديانات ولا كل الرسل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى قوله تعالى فى سورة النساء :
( بسم الله الرحمن الرحيم
( ورسلاً قد قصصنـــــهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليماً ( 164 ) رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً ( 165 ) .
وهذا معناه أن هناك أديان أخرى لم تذكر فى الكتب المقدسة الثلاث التوراة والانجيل والقران
ومعنى أن هذه الأديان الشرقية الهندية استمرت وانتشرت فهذا دليل على أنها ديانات سماوية
وهؤلاء الأنبياء ليسوا مسؤلين عن تحريف أتباعها للطقوس والعبادات ولكن جذور هذه الديانات سماوى من الله .
فقال وهل لديك دليل منطقى يوضح سماوية هذه الديانات فقلت له نعم
فقد قال الله لإبراهيم سوف أجعل نسلك مثل رمل البحر لا يعد من الكثرة فكيف يكون هذا مع أن إبراهيم لم ينجب سوى إسحاق من السيدة سارة وإسماعيل من السيدة هاجر وثلاث عشر من السيدة قطورة التى تزوجها عقب وفاة زوجته الأولى السيدة سارة .
ونحن نرى أن أتباع الديانات الشرقية الهندية أكثر من أتباع الديانات الكبرى الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام فبالتأكيد هناك حلقة مفقودة فى تاريخ المعرفة فقد صرف ابراهيم أبناؤه من السيدة قطورة شرقاً
حتى لا يرثوا مع اسحاق فتوجهوا الى ايران والصين والهند فلماذا بديهياً ألا يكون هؤلاء الأنبياء هم أحفاد ابراهيم ومن نسله حتى يتمم الله بهم وعده لابراهيم أن يجعل نسله مثل رمل البحر لا يعد من الكثرة
ويكون كلا من زارادشت وحضرة بهاء الله وبوذا والبرهما وكمفشيوس هم أنبياء الله من نسل قطورة وجميعهم من نسل ابراهيم أبو الأنبياء وهذا استدلال عقلى يستند لنبوءة الله لابراهيم فى التوراة .
فقال لى محاورى وما دليلك على صدق الدعوة البهائية وأحقية حضرة بهاء الله .
فقلت له أن الديانة البهائية دين الله السماوى لأنه بفعل التأييد الإلهى استمرت وانتشرت بينما قاسى حضرة بهاء الله ما بين السجن والتغريب والنفى أكثر من أربعين سنة ولم تضعف قواه عن التبليغ بالأمر الإلهى والاخلاص لدعوة الحق سبحانه وتعالى كما صدقت جميع تنبوءاته ونادى بسنة مواكبة للتطور الحضارى وأفرز قيم جديدة وأسس عهداً جديداً من فيض المعرفة اللدنية مما يؤكد أنه دين العصر .
ولك أن تتبين سرعة انتشار الدين البهائى ووصل فى مدة وجيزة لتحقيق انتشار لم يحوذه جميع الأديان السابقة فى فى ذات الفترة الزمنية حيث ينتشر البهائيون اليوم في أكثر من مائتين وخمسة وثلاثين بلداً وهم يمثلون أصولاً دينية مختلفة وينتمون إلى أجناس وأعراق وشعوب وقبائل وجنسيات متعددة .
أما الدين البهائي فمعترف به رسمياً في العديد من الدول وممثل تمثيل غير حكومي في هيئة الأمم المتحدة والأوساط الدولية العلمية والاقتصادية
والبهائيون علي اختلاف أصولهم يصدقون بما بين أيديهم من الكتب السماوية ويؤمنون بالرسالات السابقة دونما تفريق ويعتقدون بأن رسالة حضرة بهاء الله أسوة بغيرها من الرسالات السماوية لا تمثل سوى مرحلة من المراحل المتعاقبة للتطور الروحي الذي يخضع له المجتمع الإنساني
وتحمل التغريب عن وطنه قرابة أربعين عاماً والسجن في إيران فى سجن مظلم شنيع يعرف بسياه جال أي النفق الأسود وقد وصف بأنه الزنزانة المظلمة والحفرة الكريهة التى كانت يوما ما مخزناً لمياه حمام عام بطهران وفى هذا البلاء الرهيب نزل الوحي على حضرة بهاء الله وعرفه بأنه من يظهره الله حيث يقول حضرة بهاء الله فى توضيح هذا الموقف : -
( وفى ذات ليلة أصغيت إلى هذه الكلمة العليا فى عالم الرؤيا من جميع الجهات , إننا ننصرك بك وبقلمك لا تحزن عما ورد عليك ولا تخف إنك من الآمنين سوف يبعث الله جنود الأرض وهم رجال ينصرونك بك وباسمك الذى به أحيى الله أفئدة العارفين , وبالرغم من أن النوم كان عزيز المنال من وطأة السلاسل والروائح المنتنة حين كنت رهين سجن أرض الطاء ( طهران ) إلا إنني كنت فى هجعاتى اليسيرة أحس كأن شيئاً ما يتدفق من أعلى رأسى وينحدر على صدرى كأنه النهر العظيم ينحدر من قلة جبل باذخ رفيع إلى الأرض فتلتهب جميع الأعضاء لذلك . فى ذلك الحين كان اللسان يرتل ما لا يقوى على الإصغاء إليه أحد ) .
وعرضوا عليه النفى إلى روسيا ولكنه اختار مدينة بغداد التى تقع اليوم بالعراق ثم توجه إلى جبال السليمانية قرب منطقة كردستان لمدة سنتين ثم رجع إلى بغداد وكتب كتاب الإيقان ثم تم نفيه إلى مدينة القسطنطينية ( استنبول حالياً ) وقبل نفيه أعلن دعوته المقدسة فى حديقة الرضوان التى كان يقيم بجوارها تأهباً للسفر للمنفى الجديد ثم نفى إلى مدينة عكا فى فلسطين سجناً أبدياً ثم نقل من قلعة السجن إلى منزل بمنطقة المزرعة ثم استأجر له الأحباء قصر البهجة الذى قضى فيه بقية حياته وأرسل رسائل إلى الملوك والرؤساء ومنهم الإمبراطور لويس نابليون والبابا بيوس التاسع والإمبراطور فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا وإلى شاه إيران والخليفة العثمانى السلطان عبد العزيز ورئيس وزرائه على باشا والذى تنبأ فيها بموت على باشا وزميله فؤاد باشا وزير الخارجية وأيضا تنبأ بفقد الحكومة العثمانية لجزء كبير من أراضيها فى أوربا وأخيرا سقوط السلطان عبد العزيز نفسه والمصير المأسوي لنابليون بونابارت ولا شك أن تحقق هذه التنبؤات والبشارات قد عزز بشكل كبير موقف ومقام حضرة بهاء الله ورفع من شأنه ومنزلته وكان رد فعل الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا فى قولها ( إذا كانت هذه الدعوة من لدى الحق تبارك وتعالى فإنها ستبقى من تلقاء نفسها وان لم تكن فإنها لا تؤذى ) .
إن ما ينفع الناس يمكث فى الأرض وأما الزبد فيذهب جفاءاً . وبالفعل استمرت العقيدة البهائية لأنها من عند الله .
محاورات على الانترنت 1
فقال لى محاورى وما قولك بأن الاسلام هو الدين الخاتم ومن يبتغى غير الاسلام ديناً لن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين ومصيره النار وبئس القرار كما نص القران الكريم
فقلت له :
الاسلام دين الاولين والاخرين وهو دين عام في كل زمان مكان فنوح وابراهيم
ويعقوب والاسباط وموسى وعيسى ومحمد والحواريون كلهم دينهم الاسلام
الذى هو عبادة الله والاستسلام له و الاخلاص اليه وان تنوعت شرائعهم يونس 71 و72
نوح مسلم
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُو فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
وابراهيم مسلم
الايه 130 و131من سورة البقرة
(وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
وموسى واتباعه مسلمين
ايه 84 يونس
(وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ)
وسحرة فرعون الايه126 الاعراف
(وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ)
بلقيس ملكه سبأ النمل 44
مسلمه
(قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
واتباع السيد المسيح مسلمين المائدة 111
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ)
وفرعون كان من المسلمين يونس 90
(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
فكل هولاء كانوا مسلمين قبل بعثة الرسول محمد وقبل
ان تشرع شريعته
ودققوا النظر في الايه و52 و53 من سورة القصص
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ)
هذا معني الدين عند الله الاسلام وهو الاسلام دين عام
جاءت به كل
الرسل والقائم علي التوحيد والطاعة لله
وهذا الدين الذي جاءت به الرسل المختلفه
يحتوي على شرائع مختلفه
فقد جعل الله لكلا منهم شرعة ومنهجا
فلا يستعلي اتباع رساله الرسول محمد علي غيرهم بانهم
فقط المسلمون
لأجل ذلك نجد القرآن لا يستعمل لفظة الدين بصيغة الجمع مطلقاً ، فلا يقول : ” الأديان ” و إنما يذكره بصيغة المفرد ، كما يقول : ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [12] ،
﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [13] ،
في حين أن ” الشريعة ” تعني مجموعة التعاليم الأخلاقية و الاجتماعية التي يمكن أن ينالها التغيير مع مرور الزمن و تطوّر المجتمعات و تكامل الأمم ، و لذلك لا يضير استعمال هذه اللفظة في صورة الجمع ، فيقال ” شرائع ” و قد صرّح القرآن بتعدد الشريعة .
فهو رغم تصريحه بوحدة الدين ـ كما مرّ في الآية السابقة ـ يُخبر عن وجود شريعة لكل أمة ، و يكشف بذلك عن تعدد الشريعة إذ يقول : ﴿ … لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا … ﴾ [14] .
و على هذا فان البشرية دُعيت في الحقيقة إلى دين واحد و هو الإسلام الذي كان متحد الأصول في كل الأدوار و الأزمنة ، و كانت الشرائع في كل زمن و ظرف طريقاً للوصول إلى الدين الواحد ، و لم تكن الشرائع إلا طرقاً للأمم و الأقوام ، لكل قوم حسب مقتضيات عصره و مدى احتياجه
والان هو عصر رساله حضرة بهاء الله
فقال لى محاورى مهل فى القران والسنة ما يفيد بالتنبؤ بالدين البهائى ؟
فقلت له نعم
لا يستطيع أحد أن يتقول على الله ويقول للناس قال الله دون أن يرسله الله للبشر إلا ويموت موتاً سريعاً ويطرده الله من على وجه الأرض وتنتهى دعوته تذروها الرياح وتصبح قاعاً صفصفاً لا يتذكرها الناس بعد حين من الدهر أى أنها لا تدخل التاريخ ولا يكتب لها الديمومة والانتشار بين الناس فما بالك بادعاء فرد من البشر أنه أرسل برسالة كاملة من الله وليس بعض الأقاويل هل يتركه الله ؟ حتما لا كما ورد فى كتابه العزيز القران الكريم بسم الله الرحمن الرحيم
من تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين وقطعنا عنه الوتين . صدق الله العظيم
فإذا أردنا أن نتأكد من صدق أى دعوة أو رسالة أو عقيدة نطبق عليها هذا المقياس الذى ورد ذكره فى جميع الكتب المقدسة أن تستمر الدعوة وتنتشر بين الناس بفعل التأييد الإلهى
وما ورد فى القران ورد تماماً فى الكتاب المقدس كما نرى :
قال" ارميا 23: 31 .. "واما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم اوصه ان يتكلم به او الذي يتكلم باسم آلهة اخرى فيموت ذلك النبي" التثنية 20:18 .. وايضا "ولكن كان ايضا في الشعب انبياء كذبة كما سيكون فيكم ايضا معلّمون كذبة الذين يدسّون بدع هلاك واذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على انفسهم هلاكا سريعا" بطرس الثانية 2: 1..
من المعروف أن الأنبياء الكذبة .. قد حكم الله عليهم بالهلاك سريعا .. في القرآن وفي الكتاب المقدس .. نعم سريعا .. ومنهم الأسود العنسي ومسيلمة الكذاب وغيرهم الكثير وحنانيا اليهودي؟
- يقول الله في سفر زكريا 13 : 2-3 "ويكون إذا تنبأ أحد بعد، أن أباه وأمه والديه يقولان له: لا تعيش لأنك تكلمت بالكذب باسم الرب فيطعنه أبوه وأمه والداه عندما يتنبأ" .. عندما يتنبأ .. احتفظوا بهذه المعلومة "عندما يتنبأ"
- يقول الله في ارمياء 31:23 "ها أنا ذا على الانبياء يقول الرب الذين ياخذون لسانهم ويقولون قال" .. أي سيهلكهم الله لامحالة.
كما يقول الكتاب المقدس حننيا نبي كاذب وقتل سريعا
- لقد هلك حنانيا النبي الكاذب في الشهر السابع
"فقال ارميا النبي لحننيا النبي اسمع يا حننيا.ان الرب لم يرسلك وانت قد جعلت هذا الشعب يتكل على الكذب. لذلك هكذا قال الرب. هانذا طاردك عن وجه الارض.هذه السنة تموت لانك تكلمت بعصيان على الرب. فمات حننيا النبي في تلك السنة في الشهر السابع"
سفر التثنية 20:18 تقول "وأما النبي الذي يتجبر فينطق باسمي بما لم آمره به أو يتكلم باسم آلهة أخرى فإنه حتما يموت"
وأتى قبل المسيح ثيونوداس ويهوذا الجليلى ( أ ع 35 36 37 ) وأمثالهما ممن قال عنهم الذين أتو قبلى هم سراق ولصوص
ووضع الله بين أيدينا ميزان دقيق لنعرف به الصادق الأمين من الكاذب المخادع فالله لن يسمح لكلام البشر أن يسود وينتشر ويستمر وتتوارى كلمة الحق سبحانه وتعالى لهذا يحكم على النبى الكذاب بالموت سريعاً ويحكم على دعوته بالفناء قطعاً .
أما إذا كتب للدعوة الانتشار والاستمرار فهذا دليل على صدق الدعوة وتأكيد على التأييد الإلهى لهذه الدعوى
وفى محاوراتى مع أحد المتحاورين على الانترنت خلال مناظرة فى هذا الموضوع فاعترض قائلاً أن الديانات الهندية كالبرهمية الهندوسية والبوذية والكمفوشيوسية بالرغم من أنها فلسفات حسب زعمه إلا أنها منتشرة ومستمرة
فقلت له وما يدريك أن أصول هذه الديانات ليست سماوية ؟
فقال محتداً : أن الكتب المقدسة لم تذكرها ؟ ويقصد الأديان الابراهيمية الثلاث اليهودية التوراة والمسيحية الانجيل والاسلام القران .
فقلت له أن القران ذكر أنه لم يذكر كل الديانات ولا كل الرسل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى قوله تعالى فى سورة النساء :
( بسم الله الرحمن الرحيم
( ورسلاً قد قصصنـــــهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليماً ( 164 ) رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً ( 165 ) .
وهذا معناه أن هناك أديان أخرى لم تذكر فى الكتب المقدسة الثلاث التوراة والانجيل والقران
ومعنى أن هذه الأديان الشرقية الهندية استمرت وانتشرت فهذا دليل على أنها ديانات سماوية
وهؤلاء الأنبياء ليسوا مسؤلين عن تحريف أتباعها للطقوس والعبادات ولكن جذور هذه الديانات سماوى من الله .
فقال وهل لديك دليل منطقى يوضح سماوية هذه الديانات فقلت له نعم
فقد قال الله لإبراهيم سوف أجعل نسلك مثل رمل البحر لا يعد من الكثرة فكيف يكون هذا مع أن إبراهيم لم ينجب سوى إسحاق من السيدة سارة وإسماعيل من السيدة هاجر وثلاث عشر من السيدة قطورة التى تزوجها عقب وفاة زوجته الأولى السيدة سارة .
ونحن نرى أن أتباع الديانات الشرقية الهندية أكثر من أتباع الديانات الكبرى الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام فبالتأكيد هناك حلقة مفقودة فى تاريخ المعرفة فقد صرف ابراهيم أبناؤه من السيدة قطورة شرقاً
حتى لا يرثوا مع اسحاق فتوجهوا الى ايران والصين والهند فلماذا بديهياً ألا يكون هؤلاء الأنبياء هم أحفاد ابراهيم ومن نسله حتى يتمم الله بهم وعده لابراهيم أن يجعل نسله مثل رمل البحر لا يعد من الكثرة
ويكون كلا من زارادشت وحضرة بهاء الله وبوذا والبرهما وكمفشيوس هم أنبياء الله من نسل قطورة وجميعهم من نسل ابراهيم أبو الأنبياء وهذا استدلال عقلى يستند لنبوءة الله لابراهيم فى التوراة .
فقال لى محاورى وما دليلك على صدق الدعوة البهائية وأحقية حضرة بهاء الله .
فقلت له أن الديانة البهائية دين الله السماوى لأنه بفعل التأييد الإلهى استمرت وانتشرت بينما قاسى حضرة بهاء الله ما بين السجن والتغريب والنفى أكثر من أربعين سنة ولم تضعف قواه عن التبليغ بالأمر الإلهى والاخلاص لدعوة الحق سبحانه وتعالى كما صدقت جميع تنبوءاته ونادى بسنة مواكبة للتطور الحضارى وأفرز قيم جديدة وأسس عهداً جديداً من فيض المعرفة اللدنية مما يؤكد أنه دين العصر .
ولك أن تتبين سرعة انتشار الدين البهائى ووصل فى مدة وجيزة لتحقيق انتشار لم يحوذه جميع الأديان السابقة فى فى ذات الفترة الزمنية حيث ينتشر البهائيون اليوم في أكثر من مائتين وخمسة وثلاثين بلداً وهم يمثلون أصولاً دينية مختلفة وينتمون إلى أجناس وأعراق وشعوب وقبائل وجنسيات متعددة .
أما الدين البهائي فمعترف به رسمياً في العديد من الدول وممثل تمثيل غير حكومي في هيئة الأمم المتحدة والأوساط الدولية العلمية والاقتصادية
والبهائيون علي اختلاف أصولهم يصدقون بما بين أيديهم من الكتب السماوية ويؤمنون بالرسالات السابقة دونما تفريق ويعتقدون بأن رسالة حضرة بهاء الله أسوة بغيرها من الرسالات السماوية لا تمثل سوى مرحلة من المراحل المتعاقبة للتطور الروحي الذي يخضع له المجتمع الإنساني
وتحمل التغريب عن وطنه قرابة أربعين عاماً والسجن في إيران فى سجن مظلم شنيع يعرف بسياه جال أي النفق الأسود وقد وصف بأنه الزنزانة المظلمة والحفرة الكريهة التى كانت يوما ما مخزناً لمياه حمام عام بطهران وفى هذا البلاء الرهيب نزل الوحي على حضرة بهاء الله وعرفه بأنه من يظهره الله حيث يقول حضرة بهاء الله فى توضيح هذا الموقف : -
( وفى ذات ليلة أصغيت إلى هذه الكلمة العليا فى عالم الرؤيا من جميع الجهات , إننا ننصرك بك وبقلمك لا تحزن عما ورد عليك ولا تخف إنك من الآمنين سوف يبعث الله جنود الأرض وهم رجال ينصرونك بك وباسمك الذى به أحيى الله أفئدة العارفين , وبالرغم من أن النوم كان عزيز المنال من وطأة السلاسل والروائح المنتنة حين كنت رهين سجن أرض الطاء ( طهران ) إلا إنني كنت فى هجعاتى اليسيرة أحس كأن شيئاً ما يتدفق من أعلى رأسى وينحدر على صدرى كأنه النهر العظيم ينحدر من قلة جبل باذخ رفيع إلى الأرض فتلتهب جميع الأعضاء لذلك . فى ذلك الحين كان اللسان يرتل ما لا يقوى على الإصغاء إليه أحد ) .
وعرضوا عليه النفى إلى روسيا ولكنه اختار مدينة بغداد التى تقع اليوم بالعراق ثم توجه إلى جبال السليمانية قرب منطقة كردستان لمدة سنتين ثم رجع إلى بغداد وكتب كتاب الإيقان ثم تم نفيه إلى مدينة القسطنطينية ( استنبول حالياً ) وقبل نفيه أعلن دعوته المقدسة فى حديقة الرضوان التى كان يقيم بجوارها تأهباً للسفر للمنفى الجديد ثم نفى إلى مدينة عكا فى فلسطين سجناً أبدياً ثم نقل من قلعة السجن إلى منزل بمنطقة المزرعة ثم استأجر له الأحباء قصر البهجة الذى قضى فيه بقية حياته وأرسل رسائل إلى الملوك والرؤساء ومنهم الإمبراطور لويس نابليون والبابا بيوس التاسع والإمبراطور فرانسوا جوزيف إمبراطور النمسا وإلى شاه إيران والخليفة العثمانى السلطان عبد العزيز ورئيس وزرائه على باشا والذى تنبأ فيها بموت على باشا وزميله فؤاد باشا وزير الخارجية وأيضا تنبأ بفقد الحكومة العثمانية لجزء كبير من أراضيها فى أوربا وأخيرا سقوط السلطان عبد العزيز نفسه والمصير المأسوي لنابليون بونابارت ولا شك أن تحقق هذه التنبؤات والبشارات قد عزز بشكل كبير موقف ومقام حضرة بهاء الله ورفع من شأنه ومنزلته وكان رد فعل الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا فى قولها ( إذا كانت هذه الدعوة من لدى الحق تبارك وتعالى فإنها ستبقى من تلقاء نفسها وان لم تكن فإنها لا تؤذى ) .
إن ما ينفع الناس يمكث فى الأرض وأما الزبد فيذهب جفاءاً . وبالفعل استمرت العقيدة البهائية لأنها من عند الله .
محاورات على الانترنت 1
فقال لى محاورى وما قولك بأن الاسلام هو الدين الخاتم ومن يبتغى غير الاسلام ديناً لن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين ومصيره النار وبئس القرار كما نص القران الكريم
فقلت له :
الاسلام دين الاولين والاخرين وهو دين عام في كل زمان مكان فنوح وابراهيم
ويعقوب والاسباط وموسى وعيسى ومحمد والحواريون كلهم دينهم الاسلام
الذى هو عبادة الله والاستسلام له و الاخلاص اليه وان تنوعت شرائعهم يونس 71 و72
نوح مسلم
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُو فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
وابراهيم مسلم
الايه 130 و131من سورة البقرة
(وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
وموسى واتباعه مسلمين
ايه 84 يونس
(وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ)
وسحرة فرعون الايه126 الاعراف
(وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ)
بلقيس ملكه سبأ النمل 44
مسلمه
(قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
واتباع السيد المسيح مسلمين المائدة 111
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ)
وفرعون كان من المسلمين يونس 90
(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
فكل هولاء كانوا مسلمين قبل بعثة الرسول محمد وقبل
ان تشرع شريعته
ودققوا النظر في الايه و52 و53 من سورة القصص
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ)
هذا معني الدين عند الله الاسلام وهو الاسلام دين عام
جاءت به كل
الرسل والقائم علي التوحيد والطاعة لله
وهذا الدين الذي جاءت به الرسل المختلفه
يحتوي على شرائع مختلفه
فقد جعل الله لكلا منهم شرعة ومنهجا
فلا يستعلي اتباع رساله الرسول محمد علي غيرهم بانهم
فقط المسلمون
لأجل ذلك نجد القرآن لا يستعمل لفظة الدين بصيغة الجمع مطلقاً ، فلا يقول : ” الأديان ” و إنما يذكره بصيغة المفرد ، كما يقول : ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [12] ،
﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [13] ،
في حين أن ” الشريعة ” تعني مجموعة التعاليم الأخلاقية و الاجتماعية التي يمكن أن ينالها التغيير مع مرور الزمن و تطوّر المجتمعات و تكامل الأمم ، و لذلك لا يضير استعمال هذه اللفظة في صورة الجمع ، فيقال ” شرائع ” و قد صرّح القرآن بتعدد الشريعة .
فهو رغم تصريحه بوحدة الدين ـ كما مرّ في الآية السابقة ـ يُخبر عن وجود شريعة لكل أمة ، و يكشف بذلك عن تعدد الشريعة إذ يقول : ﴿ … لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا … ﴾ [14] .
و على هذا فان البشرية دُعيت في الحقيقة إلى دين واحد و هو الإسلام الذي كان متحد الأصول في كل الأدوار و الأزمنة ، و كانت الشرائع في كل زمن و ظرف طريقاً للوصول إلى الدين الواحد ، و لم تكن الشرائع إلا طرقاً للأمم و الأقوام ، لكل قوم حسب مقتضيات عصره و مدى احتياجه
والان هو عصر رساله حضرة بهاء الله
فقال لى محاورى مهل فى القران والسنة ما يفيد بالتنبؤ بالدين البهائى ؟
فقلت له نعم