منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se
منتديات عظمة هذا اليوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يا إلهي أغث هؤلاء البؤساء، ويا موجدي ارحم هؤلاء الأطفال، ويا إلهي الرّؤوف اقطع هذا السّيل الشّديد، ويا خالق العالم أخمد هذه النّار المشتعلة، ويا مغيثنا أغث صراخ هؤلاء الأيتام، ويا أيّها الحاكم الحقيقيّ سلّ الأمّهات جريحات الأكباد،ع ع

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address:

Delivered by FeedBurner


المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 24 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 24 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 138 بتاريخ 2019-07-30, 07:24
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    [/spoiler]

    أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

    معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء

    اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    عاطف الفرماوى


    عضو ذهبي
    عضو ذهبي

    ينسب الناس إلى حضرات مظاهر الأحدية مظاهر النور الإلهي الأنبياء والمرسلين أنهم قدموا للناس في عصورهم أعمالاً خارقة تسمي بالمعجزات وامتد هذا التصور إلى أولياء الله الصالحين الشخصيات التي تحظي بالقداسة من الناس حيث يتوسم فيهم الناس الزهد والتقوى والورع والإيمان وسموها كرامات لأن هؤلاء على اتصال دائم بالله فيلتمس الناس منهم البركات ويطلبون منهم الدعاء لله لقضاء الحاجات كواسطة بينهم وبين الله باعتبارهم مطهرون فيسمع الله دعواتهم ويستجيب لها حسب زعمهم بالرغم من أن هذا التصور المريض هو ما فتح باباً واسعاً للشرك بالله أستغفر الله فى كل العصور .
    وهذا التصور الساذج فتح باباً واسعاً للدجل والشعوذة وترسيخ الجهل وتوسيع مجال الهلاوس الفكرية والأمراض النفسية والعصبية .
    فليس معقولاً أن الله جل جلاله أرسل الرسل والأنبياء ليقوموا مقام السحرة والحواة الذين أضلوا الناس ضلالاً بعيداً .
    وقد قال حضرته لا يفلح الساحر حيث أتي .
    فكيف يقبح السحر ويأمر الرسل به ؟
    ثم ما علاقة السحر بالإيمان بالله ؟
    حتى أن السحر المذكور في القرءان الذي كان يقوم به الكفار ليس خوارق للطبيعة والقوانين الطبيعية بل أنهم كانوا يخرجوا الناس من حظيرة الإيمان بكلام معسول يسحر عقول الناس أي يضلهم عن الحق الذي يأمر به الأنبياء والمرسلين فجاءت الآيات المقدسة كلمة الله العليا لتسفه أفكار الكفار وتنتصر عليها فاتهم الكفار حضرات الأنبياء والمرسلين أنهم سحروا عقول الناس عن طريقتهم التي يعتبرونها المثلي ولكن ليس هناك ما يعرف بالسحر المادي الحقيقي المتحرر من سيطرة القوانين الطبيعية التي خلق الله بمقتضاها الإنسان والطبيعة .
    ومن الغريب حقاً وجود كم كبير من التناقضات بين كتب التفسير والتراث التي تمثل الاجتهاد البشري في عصور مختلفة باختلاف المذاهب والمدارس الفكرية وتطورات هذه المذاهب والمدارس والمجادلات التي كانت تتم بينهم لتحقيق انتصارات زائفة على حساب الحقيقية الدينية والتي تتعارض مع صريح الآيات المقدسة في القرءان الكريم التي تنفي بشكل قاطع الدلالة بالنص الصريح عدم وجود هذه المعجزات والكرامات المزعومة .
    ومن المحقق في قراءة القرءان المقدس أن هذه الهلاوس الفكرية بشأن ما يسمى بالمعجزات وردت جميعها على لسان الكفار والمشركين كحجة تبرر اعتراضاتهم على الأنبياء والمرسلين والإيمان بالله العظيم ولم يرد ذكر هذه الهلاوس المرضية على لسان المؤمنين إطلاقاً لأنها غير واقعية ولا علاقة بينها وبين الإيمان بالله .
    وقد ترسخ في كتب التراث والتفسير كلام الكفار بدلاً من كلام المؤمنين ربما لأنه موضوع يسبب الإثارة ويشد الانتباه على طريقة الأفلام البوليسية في السينما في العصر الحديث فقد انتشر رواة القصص الخرافية الخيالية منذ فجر الإسلام لجذب انتباه العامة وسلب أموالهم وشغل انتباه الرأي العام بعيداً عن السياسة فقام الحكام في كل العصور لتنشيط المروجون لهذه الأفكار بشكل مباشر وباستخدام وسائل الإعلام في العصر الحديث فتناول الناس منذ زمن طويل هذه الأفكار حتى أصبحت كالمسلمات البديهية وزيادة تكرارها جعلها كالحقائق لا تحتاج إلي مراجعة أو نقد أو دراسة فيتلقاها الناس كالعادات بلا تفكير دون إعمال العقل فيها وهذه الآفة التي تسربت إلى كتب التراث والتفسير منقولة في معظمها من تراث أهل الكتاب وهذا هو السوس الذي نخر عظام العقائد وشوه التراث الروحي وأدي إلى نهاية كل أمة بإضافة الاجتهادات البشرية إلى العقيدة الروحية من باب التفسير والفقه والحديث فتتسلل رويداً رويداً حتى تصير هي العقيدة ذاتها وهذا يستلزم الدراسة النقدية لمعتقدات الناس التي ليست بالضرورة أن تكون هي الدين فالهجوم علي هذه المعتقدات ليس هجوماً على الدين ذاته بل محاولة لتطهير الدين والعقيدة من التشويه البشري والوصول إلى حقيقة ما تعنيه كلمة الله وإن كانت زيادة الهرطقيات في أي عقيدة هي إنذاراً إلهيا بانتهاء الدورة الدينية وبشارة بالظهور الإلهي الجديد في الدورة الجديدة والتجلي الإلهي برسول جديد وعهد جديد لتطهير الماء الروحي وتجديد العلاقة بين الإنسان والله وحتى تصبح كلمة الله هي العليا وتتواري كلمة كهنة كل العصور وتكون كلمة الله لها السيادة دائما كمظهر من مظاهر الرحمة الإلهية .
    وقد نص القرءان بكل صراحة ووضوح أن الآيات هي القوانين الطبيعية التي خلق الله بمقتضاها الإنسان والطبيعة وليست هناك ما يسمي بالخوارق المزعومة التي تعمل ضد قوانين الطبيعة التي خلقها الله هكذا .
    وقد أكد الإنجيل المقدس هذه الحقيقة أيضاً في مواضع كثيرة .
    ونذكر أمثلة من الآيات المقدسة في القرءان لتؤكد هذه الحقيقة ومنها :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وقالوا لولا أنزل عليه ءيــــــــــــــت من ربه . قل إنما الآيات عند ربي وإنما أنا نذير مبين . أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتـــــــــــــب يتلي عليهم إن في ذلك لرحمة وذكري لقوم يؤمنون ) . العنكبوت ( 50 : 51 )
    أولاً : المطالبة بالمعجزات وردت على لسان الكفار والمشركين فقط دون المؤمنون .
    ثانياً : مهمة الرسول هي التبشير بالملكوت الإلهي فقط وليست مهمته عمل المعجزات المقصود بها الآيات .
    ثالثاً : الله فقط هو المختص بعمل المعجزات وليس الأنبياء والرسل لأنهم بشر وهذا يخرج عن نطاق قدراتهم واختصاصاتهم أما الله هو الصانع للكون والإنسان بمقتضي القوانين التي وضعها والتي تعمل في تناسق وانتظام وما خلق الخلق عبثاً وما كان من اللاعبين بل لحكمة إلهية عليا نحن لا ندرك العلم الإلهي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً . فكل العلوم التي نراها والتطور المذهل السريع المتلاحق قطرة واحدة فقط في محيط علم التجليات الإلهية على بني الإنسان فلا نحيط بعلمه شيئاً وهو محيط بالعالمين سبحانه تقدس في علاه .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وقالوا لولا أنزل عليه ءاية . قل إن الله قادر على أن ينزل ءاية ولكن أكثرهم لا يعلمون ) . الأنعام ( 37 )
    وتنص الآيات المقدسة على أن هذه الآيات المزعومة كانت حجة الكفار وأن حضرة الرسول ليس مؤهلاً لعمل هذه الآيات المطلوبة بل الله والله فقط أما الرسول هو المبشر والمنذر والداعي للملكوت الإلهي فقط .
    ثم ما علاقة الإيمان بالله بطلب مثل هذه المعجزات ؟
    لذلك كيف يستجيب الله لتنفيذ طلب الكفار وهو يعلم مسبقاً أنهم لن يؤمنوا حتى لو جاءت هذه الآيات ؟ إذن ليس هناك مبرر لعمل هذه الآيات المطلوبة من الكفار فقد كانت قلوبهم مظلمة ضيقة ليس فيها مكان للنور الإلهي والرحمة الإلهية والتجليات الإلهية والنعيم الروحي فسقطوا في نار جهلهم وكفرهم وضلالهم واستحقوا العذاب والحرمان من النور الإلهي .
    أما المؤمنون أنار الله قلوبهم وبصائرهم فلم يرد على لسانهم إطلاقاً فى الكتب المقدسة جميعاً طلب مثل هذه المعجزات المزعومة لأن الله كشف لأبصارهم حقيقة الإيمان .
    ويؤكد الله في محكم آيات التنزيل أنه أرسل الأنبياء ليقولوا للناس اعبدوا الله وليس لكم إلهاً سواه لترثوا الحياة الأبدية والملكوت الإلهي ولم يرسل الرسل ليقوموا بأعمال السحرة والحواة ويمارسون الدجل والشعوذة .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) . الأنبياء 25
    يؤكد الله جل جلاله أنه أرسل جميع الأنبياء بآيات الكتب المقدسة وليس الآيات المزعومة التي يطلبها الكفار ليدعون الناس إلى الإيمان بالله الواحد الأحد الفرد الصمد ولا يعبدون غيره لأن الله غيور وهو حقيقة الحقائق والكل إلى زوال وتتأكد هذه الحقيقة مراراً وتكراراً .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فســـــئـــــــلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون . وما جعلنــــــــــهم جسداً لا يأكلون الطعام وما كانوا خـــــــــــــــلدين ) الأنبياء 7 ، 8
    يؤكد الله أن الرسل السابقين كان يرسل لهم الوحي بآيات الكتاب المقدس ولم يرسل معهم هذه الآيات المزعومة التي يطلبها الكفار والمشركين التي ليس هناك مبرر لعملها لأنها لا علاقة لها بالإيمان بالله وسوف يظل الكفار كما هم كافرون حتى وإن جاءتهم هذه الآيات المزعومة التي هي مجرد حجج لتبرير كفرهم وشركهم .
    وما دام الله يعلم سلفاً ذلك فهل يستجيب لطلبهم ؟ قطعاً لا .
    وخصوصا وأن ذلك متعارض مع القوانين الطبيعية التي خلق الله بمقتضاها الخلق والتي هي المعجزات الحقيقية لمن كان له قلب يؤمن وعقل يفكر كما أكدت الآيات القرءانية هذه المفاهيم والحقائق .
    ويطلب الله من حضرة الرسول عدم الاهتمام بطلبات الكفار اللامنطقية التي لا علاقة بينها وبين الإيمان بالله ولكنهم يسوقوها لتبرير كفرهم
    كما في قوله تعالي : -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وإن كبر عليك إعراضهم فان استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فتأتيهم بآية . ولو شاء الله لجمعهم علي الهدي فلا تكونن من الجـــــــــــــــهلين ) . الأنعام 35
    تأكيد من الله أن هذه الآيات التي تسمي بالمعجزات والكرامات لا وجود لها وأن من إرادة الله أن يختلف الناس لحكمة هو يعلمها فهناك المؤمن والكافر والصالح والطالح والطيب والخبيث والجنة والنار .
    ولو أراد الله أن يخلق الناس كلهم مؤمنون صالحون طيبون لفعل ذلك قطعا ولكن هناك حكمة عليا تغيب دائماً عنا فما أوتيتم من العلم إلا قليلاً .
    ويؤكد الله أنه أرسل لنا الآيات المقدسة في الكتب المقدسة لتهدينا للإيمان بالله وليس لعمل هذه الخوارق المزعومة كما في قوله تبارك وتعالي : -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( ولو أن قرءاناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعاً أفلم يايئس الذين ءامنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً . ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريباً من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد ) . الرعد ( 31 )
    ويؤكد الحق تبارك وتعالي أن الرسل السابقين كانوا غير مختلفين عن باقي البشر ولم يرسل معهم الله سوى الكتاب المقدس بما تحوى من الآيات المقدسة التي تدعو الناس إلى عبادة الإله الواحد الأحد كما في قوله تعالي : -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزو جاً وذرية وما كان لرسول أن يأتي بــــــءـــــــاية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب ) . الرعد ( 38 )
    ويتشابه كفار كل العصور في طلباتهم من الرسل والأنبياء لتبرير كفرهم وضلالهم وليس بقصد استجلاء الحقيقة للوصول للإيمان بالله لعنوا بما قالوا . ويسجل القرءان هذه الحقيقة في قوله تعالي : -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا ءآية كذلك قال الذين من قبلهم تشــــــــــــبهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يؤمنون ) . البقرة ( 118 )
    ويستمر الكفار في هذا الهذيان المريض بطلب الآيات المزعومة من الرسل والأنبياء الذي حدد لهم المولي جل جلاله مهام محددة هي هداية البشر إلى عبادة الله وليس بين هذه المهام أن يقوموا بألعاب سحرية تجذب إليهم الناس بل تنحصر مهامهم في الهداية وإنذار الناس من سوء عاقبة عدم الإيمان بتعرضهم للجحيم والحرمان الأبدي من دخول الملكوت الإلهي ونعيم الجنة والرحمة الإلهية والغفران الإلهي علاوة على أن الرسل والأنبياء بشر لا يملكون صنع هذه الآيات المزعومة بل الله وحده هو القادر وحده أن يصنع الآيات وفق قوانين هو وحده الذي وضعها ويقول الله تعالي لتحديد مهمة الرسل والأنبياء وتتلخص فى الهداية والترغيب للجنة والملكوت والترهيب من عذاب الكفر والضلال .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه ءاية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد الرعد 7
    ويتعلل الكفار بهذه الطلبات غير المنطقية لتبرير عدم إيمانهم وهكذا زين الشيطان لهم سوء أفكارهم ويؤكد لهم حضرة الرسول أنه بشراً رسولا ولا يمكن له تنفيذ هذه الآيات المزعومة وأن دور حضرته ينحصر في هداية البشر والدعوة إلى عبادة الله والإيمان به وتوضيح جزاء المعترضين الذين أعرضوا عن ذكر الله حيث تكون الجنة للمتقين والعذاب للكافرين كما في قوله نعالي : -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلــــــــــــلها تفجيراً أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتى بالله والملائكة قبيلاً أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقي في السماء . ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتــــــــــــباً نقرؤه . قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً ). الإسراء ( 89 : 92 )
    حضرة الرسول يوضح للكفار بكل بساطة أنه بشراً رسولاً . لا يملك تنفيذ هذه الطلبات غير المنطقية التي تمثل هواجس مرضية فهل منطقياً يستجيب الله لتنفيذ هذه الطلبات وينزل الآيات المزعومة ؟ قطعاً لا .
    فالرسول بشر محكوم بقدرات البشر وليس إلها يقول للشيء كن فيكون ثم أن مهمة الرسول هي تبليغ الأمر الإلهي وقد اختاره الله منذراً وهادياً وقد اختاره الله لنفسه لهذا كان طاهراً نقياً عليه الروح القدس تشع منه النور والبركة والرحمة والمغفرة والفيض الإلهي والإيمان بالله الواحد الأحد .
    ويستمر هذيان الكفار بطلب الآيات المزعومة كما في قوله : -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه . أو لم تأتهم بينة ما في الصحف الأولي ) ز طه 133
    ويوضح المولي عز وجل فى الآية 164 من سورة البقرة لمن كان له عقل يعقل وقلب يشعر أن الآيات الحقيقية هي القوانين الطبيعية التي خلق الله بمقتضاها الإنسان والطبيعة .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( إن في خلق السمــــــــو ت والأرض واختلـــــــــــــف الــــــــــــــــيل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الريـــــــــــــــح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ) .
    ويستمر الله جل جلاله في توضيح هذه الحقيقة أن ما نراه بأعيينا في أنفسنا وفي الطبيعة هي الآيات والعجائب التي تمثل قدرة الله وهي المعجزات الخارقة التي لا يعقلها إلا العاقلين الذين هدى الله قلوبهم للإيمان وفتح الله عليهم بنور الملكوت البهي الأبهى الفرد الصمد الذي بنوره أضاءت الأفلاك وتفتحت الأبصار والبصائر وارتوت القلوب وارتشفت الأرواح وتنورت النفوس بالفيض الإلهي .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( ومن ءايـــــــــــــته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون .
    ومن ءايـــــــــــــــــته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة . إن في ذلك لآيــــــــــــــــت لقوم يتفكرون . ومن ءايــــــــــته أن خلق السمــــــــــــوات والأرض واختلـــــــــــــف ألسنتكم وألونكم إن في ذلك لآيــــــــــت لقوم يسمعون .
    ومن ءايــــــــــته منامكم بالليل والنهار ابتغاؤكم من فضله . إن في ذلك لآيـــــــــــت لقوم يسمعون ومن ءايـــــــــــته يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينزل من السماء ماء فيحي به الأرض بعد موتها . إن في ذلك لآيــــــــــت لقوم يعقلون . ومن ءايـــــــــته أن تقوم السماء والأرض إذا أنتم تخرجون ) . ز الروم ( 20 : 25 )
    ويستمر المولي عز وجل في توضيح الحقيقة التي غابت عن الكثيرين أن الآيات والمعجزات هي الإنسان والطبيعة والقوانين الطبيعية التي خلق الله بمقتضاها الكون فكيف يقوم الله بعكس ما أراده لخلقه ويخرق القوانين التي ارتضاها وأقرها لتقوم عليها المملكة الإلهية على الأرض .
    فهل من أجل عيون الكفار الذين كفروا وأشركوا وعبدوا دون الله أوثانا وحيوانات يقوم بهذه المعجزات وهو يعلم أنهم لن يؤمنوا ؟ إذن ليس هناك مبرراً لتحقيق طلباتهم .
    وقد استغل المروجون لهذه الخرافات فى جميع العصور البسطاء من الناس الفقراء والمرضى والمعوذين والجهلاء واقناعهم بقدرتهم على شفاء الأمراض بتسخير الجن للقيام بما عجز عنه الإنس . ويسلبون أرزاقهم وقوت أولادهم تحت تأثير هذا الزعم الباطل وانتشرت هذه الفرية بين أصحاب جميع العقائد والملل والنحل كوسيلة شيطانية لاستغلال بسطاء الناس دون خوف من الله واليوم الآخر فمنهم شيوخ كبار وقساوسة وأحبار يهود .
    وأخيراً سمعنا عن بدعة العلاج بالقرءان ولا شك أن هذه الخرافات موجودة أيضاً بين المسيحيين واليهود .
    ويستمر الله في توضيح هذه الحقيقة التى تؤكد أن القوانين الطبيعية التى خلق الله بمقتضاها الإنسان والطبيعة هى المعجزات والآيات لقوم يفقهون كما في قوله : -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( ألم يروا أنا جعلنا الـــــــــــيل ليسكنوا فيه والنهار مبصراً إن في ذلك لآيـــــــــــــــــت لقوم يؤمنون ) . النمل 86
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون ) . غافر 79
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( فلينظر الإنســــــــــــــــن إلى طعامه إنا صببنا الماء صباً ثم شققنا الأرض شقاً فأنبتنا فيها حباً وعنباً وقصباً وزيتوناً ونخلاً وحدائق غلبا فــــــكهة وأباً متـــــــــعاً لكم ولأنعـــــــــــــمكم ). عبس 24 : 32
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( والله الذي أرسل الريــــــــــــح فتثير سحاباً فسقنــــــــــــه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور ) . فاطر 79
    ويثير الله سؤالاً على سبيل السخرية من الكفار والمشركين مؤكداً أنه ليس بعد هذه الآيات التي خلقها الله والتي وضحتها آيات القرءان الكريم سالفة الذكر وما يناظرها في التوراة والإنجيل سبباً لعدم الإيمان والتي يؤمن بها الذين هدى الله قلوبهم للإيمان أما المعترضين الذين ساقوا طلبات غير موضوعية تخرج عن الناموس الطبيعي الذي خلق الله بمقتضاه الإنسان والطبيعة وفق قوانين ارتضاها والتي هي الآيات والمعجزات الحقيقية إلا أن المعترضين أثاروا هذه الطلبات غير المنطقية كحجج وهمية تبرر عدم إيمانهم وتزين لهم تصوراتهم الباطلة العاطلة وما وسوست لهم الشياطين فكان لهم سوء العاقبة ووقعوا في نار كفرهم وظلام شركهم واستحقوا الطرد من ملكوت الرحمة الإلهية واستحقوا الظلمة الخارجية حيث يكون البكاء وصرير الأسنان .
    وليس منطقياً أن يستجيب الله لتنفيذ طلبات الكفار غير المنطقية والمتعارضة أشد التعارض مع القوانين الطبيعية التي خلقها الله وارتضاها وصنع بمقتضاها الإنسان والطبيعة وخصوصاً وأن الله يعلم مسبقاً أن الكفار لن يؤمنوا حتى لو جاءتهم هذه الآيات المزعومة فما هو المبرر المنطقي لتنفيذ هذه الطلبات غير المنطقية للكفار والمشركين .
    وفي ذلك يقول الله في محكم آيات التنزيل في القرءان المقدس .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    تلك ءايـــــــــــت الله نتلوها بالحق فبأي حديث بعد الله وءايــــــــــــته يؤمنون الجاثية ( 16 )
    من المستنكر أن يكون هناك حديث بعد كلمات الله المقدسة في الكتب المقدسة كوسيلة للإيمان وليس كما تصور الكفار أن الله أرسل الرسل المنذرين المبشرين الداعين إلى عبادة الله وحده ليتركوا آياته في الكتب والرسائل المقدسة ويقدموا للناس ألعاب سحرية يمارسها السحرة والحواة والدجالين والمشعوذين وهذا المفهوم واضح الدلالة في النص القرءاني بكل صراحة وبساطة في التعبير .
    ويستمر المولي عز وجل في توضيح مفهوم الآيات التي لو تدبروها لكتبت لهم النجاة وليست تلك الأوهام التي تعشش في أذهانهم التي قادتهم إلى الضلال والكفر وسوء الخاتمة وسوء المصير .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وءايــــــــــة لهم الــــــــــــــــيل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرنـــــــــــــه منازل حتى عاد كالعرجون القديم . لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الــــــــــــــيل سابق النهار وكل في غلك يسبحون . وءاية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلا رحمة منا ومتـــــــــــعاً إلى حين) . يس ( 37 : 44 )
    ويوضح المولي عز وجل أن الآيات هي القوانين الطبيعية التي خلق بمقتضاها الإنسان والطبيعة . وتتحدث الآيات المقدسة عن الليل والنهار ودورة القمر والشمس والحكة السيارة للنجوم والكواكب وحكة الأرض حول نفسها مما ينتج عنه الليل والنهار والفصول الأربعة . وإن كان العقل البشرى فى هذا الزمن لم يكن يستطيع أن يستوعب فهم هذه المعجزات ولكنها على الأقل كانت مسائل تدعو للدهشة والتعجب والإيمان بقدرة الله لأنه لا يستطيع غيره أن يقوم بهذه المعجزات .
    أما الذين طلبوا الخوارق التي سموها بالمعجزات هم الكفار والمشركين وليس المؤمنين . كما في قوله :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملــــــــــــــــئكة أو نرى ربنا . لقد استكبروا وفي أنفسهم وعتوا عتواً كبيراً ) الفرقان 21
    إن لقاء الرسول هو عينه لقاء الله هو الظهور الإلهي في دورة الرسول مظهر أمر الله هو المرآة التي تعكس شمس الألوهية فتفيض على المؤمنين بأنوار الرحمة والمغفرة والرضوان والملكوت الإلهي .
    فمن رفض لقاء الرسول والإيمان برسالته فقد رفض لقاء الله ذاته وقد كان الله ولا يزال منزهاً عن النزول ولم يره أحد قط والذي يأتي إلى البشر هو مظهر نفسه الذي عليه تحل الروح القدس .
    ويعلم الله عز وجل أن الكفار يعيشون في التيه والظلمات ويسوقون طلبات غير منطقية غير ذات جدوى تبريراً لعدم إيمانهم وكفرهم الذي صوره لهم الشيطان فقد كان الشيطان للإنسان عدواً لدوداً يصده عن الإيمان بالله .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( يوم يرون الملـــــــــــــــئكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجراً محجوراً ) . الفرقان 22
    ونزول الملائكة على الرسول بالآيات المقدسة تقر بأن الجنة للمتقين والنار للكافرين وقضي الأمر وسجل الكتاب سوءاتهم وأعمالهم ومصيرهم الأبدي وجاء الرسول بالميزان والصراط المستقيم وتوفتهم رسلنا وماتت قلوبهم وأظلمت أرواحهم واستحقوا الطرد من نعيم جنة الإيمان وغفران الرحمن وصاروا في العذاب محضرون يرفضون التصديق بالظهور الإلهي .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( ويوم تشقق السماء بالغمــــــــــــم وننزل الملـــــــــــــئكة تنزيلاً . الملك يومئذ الحق للرحمــــــــن وكان يوما على الكـــــــــفرين عسيرا) .
    الفرقان 25 : 26
    ثم يوضح الله أنه تجلت قدرته قادر على تبديل الخلق من دورة إلى أخرى وهو الخلاق الرزاق ثم يطلب منا المولى أن نتدبر خلق الله لنزداد إيماناً بقدرة الله .
    وفي ذلك يقول الله جل جلاله آيات بينات من ينابيع الحكمة الإلهية في القرءان المقدس : -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( أو لم يروا كيف يبدوء الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير) العنكبوت 19
    بسم الله الرحمن الرحيم
    (أمن يبدوء الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أءله مع الله قل هاتوا برهــــــــــــــــــنكم إن كنتم صــــــــــــدقين ) . النخل64
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشأ النشأة الآخرة إن الله على كل شئ قدير ) . العنكبوت ( 20 )
    الكفار يزدادوا إصراراً في طلب المعجزات الخارقة فيؤكد الله أنه لو تحققت لهم هذه الطلبات غير المنطقية لن يؤمنوا مما يسقط حقهم في تحقيقها كما أنه ليس هناك مبرراً لتحقيق هذه المعجزات مادام الكفار لن يؤمنوا حتى لو جاءتهم هذه الآيات بل هناك مبرر قوي لعدم تحقيقها .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وأقسموا بالله جهد أيمــــــــــــنهم لئن جاءتهم ءاية ليؤمنون بها قل إنما الآيات عند ربي وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ) . الأنعام ( 109 )
    ثم يوضح المولي سوء عاقبة الكفار المعترضين علي حضرات الرسل والأنبياء مظاهر الحضرة الإلهية والمرآة التي انعكست فيها شمس الألوهية بقوله :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والذين يسعون في ءايــــــــــتنا معـــــــــــجزين أولــــــــــئك في العذاب محضرون ) . سبأ 38
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وإذا تتلي عليهم ءايــــــــــتنا بينـــــــــــــت قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد ءاباؤكم وقالوا ما هذا إلا إفك مفتري وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هــــــــذا إلا سحر مبين ) . سبأ 43
    وقد طلب رسل وأنبياء من الله أن يجعل لهم معجزة فقال الله لهم في القرءان المقدس مؤكدا أنه ليس هناك خوارق للقوانين الطبيعية التي خلق الله بمقتضاها الإنسان والطبيعة .
    فطلب منهم الله عدم التحدث مطلقاً مع البشر لمدة زمنية معينة .
    كما فى قوله تعالى :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( قال ربي اجعل لي آية قال ءايتك ألا تكلم الناس ثلــــــث ليال سويا). مريم 10
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( قال ربي اجعل لي ءاية قال ءايتك ألا تكلم الناس ثلــــــــــثة أيام إلا رمزاً واذكر ربك كثيراً وسبح بالعشي والأبكــــــر ). آل عمران 41
    تأمل المعجزة لا تخرج عن قوانين الطبيعة وليس فيها عجائب أو خوارق ويستمر الكفار في هذيانهم لأن الله تجاهل طلباتهم فساقوا هذه البلاهة فى عصور عديدة حيث تتشابه قلوب وعقول الكافرين فى جميع العصور كما في قوله تعالى : -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملـــــــــــــئكة مقترنين ). ز الزخرف ( 53 )
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( بل قالوا أضغـــــــــــــث أحلام بل افترـــــــه بل هو شاعر فليأتنا بئــــــاية كما أرسل الأولون ) . الأنبياء
    ويرد الله عليهم يسفه حجتهم أن حضرته لم يرسل مع الأولين معجزات كما يدعي الكفار في قوله :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلاً ) . فاطر 43
    إن سنة الله في خلقه لم تتغير ولم تتبدل واستخدم الله في التعبير لن مرتين للجزم والتأكيد لا معجزات تتعارض مع القوانين الطبيعية التي خلق الله بمقتضاها الإنسان والطبيعة .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( ……… كذلك نفصل الآيـــــــــــــت لقوم يعقلون ) . الروم 28
    لاشك أن معجزة جميع الأنبياء هي كلمة الله العليا المقدسة والتي وصفها الكفار بالسحر لأنها سحرت قلوب المؤمنين من جحيم الكفر إلى جنة الإيمان وقد أوضح القرءان أنه لا نكلم به الموتى ولا نقطع به صخور الجبال بل وظيفته هداية الذين ءامنوا من نار الجهل وضلال الخطيئة إلى جنة الإيمان ونعيم الرحمة الإلهية كما يفعل الدجالون فى العصر الحديث كما في قوله :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( فلما جاءهم موسى بئــايـــــــــــتنا قالوا ما هذا إلا سحر مفترى وما سمعنا بهـــــــــــذا في ءابائنا الأولين ) . القصص 36
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وإذا تتلي عليهم ءايــــــــتنا بينـــــــــت قالوا ما هــــــذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد ءاباؤكم وقالوا ما هــــــــذا إلا إفك مفترى وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هــــــــــذا إلا سحر مبين ) . سبأ 43
    ونفس الموقف الذي تعرض له حضرة محمد بطلب الكفار من حضرة محمد معجزات خارقة تعرض له حضرة المسيح فماذا قال حضرة المسيح حينما طلبوا منه المعجزات ؟
    نعود إلى آيات الإنجيل في الكتاب المقدس :
    ( حينئذ أجاب قوم من الكتبة والفريسين قائلين يا معلم نريد أن نرى منك آية فأجاب وقال لهم : جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال). متى 16
    ( وجاء إليه الفريسين ليجربوه فسألوه أن يريهم آية من السماء فأجاب وقال لهم : إذا كان المساء قلتم صحو لأن السماء محمرة وفي الصباح اليوم شتاء ولأن السماء محمرة بعبوسة يا مراءون تعرفون أن تميزوا وجه السماء وأما علامات الأزمنة فلا تستطيعون جيل شرير فاسق يلتمس آية ولا تعطي له آية إلا آية يونان النبي ثم تركهم ومضي ) . متي 16
    ومن المعلوم أن النبي يونان المذكور في الإنجيل هو النبي يونس المذكور في القرءان وقد أعطي أذنه إلى أفكار الكفار فالتقفه حوت الضلال وصار في ظلمات الجهل حتى من الله عليه بنور الإيمان فخرج من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان وترك حوت الضلال إلى جنة الملكوت الإلهي وأرسل له سفينة النجاة من الهرطقات التي انتشرت في عصره.
    أما كيف يتم تفصيل الآيات الإلهية ؟ لاشك أن المعجزة تكون من مكونات الطبيعة ولا تتعارض مع القوانين الطبيعية ونضرب لك مثلاً بقصة نجاة حضرة محمد في رحلة الهجرة المباركة من مكة إلى المدينة ومعه أبو بكر حيث كانت هناك في المدينة أرض خصبة تتقبل أفكار الإسلام وتنمو فيها براعم الإيمان في المدينة التي تنورت بنور الإسلام وسميت بالمدينة المنورة حيث كان معظم أهل مكة من الأجلاف الذين يتميزون بالغلظة والعنف وتعرض منهم المسلمين الأوائل للتعذيب والحروب بينما استقبل أهل مكة حضرة الرسول بالأناشيد طلع البدر علينا وبذلوا في سبيله كل ما يملكون وارتبطت بداية الدعوة الإسلامية بالمدينة حيث نزلت الآية المباركة ( اصدع بما تؤمر ) أي الجهر بالدعوة بدأ بالمدينة أما الدعوة في مكة كانت سراً على خوف من أجلاف مكة الذين أذاقوا الرسول كل ألوان البلاء ووصل الأمر إلى تدبير مؤامرة لقتل حضرته المباركة فأمره الله بالهجرة سراً من مكة إلى المدينة وقد علم الكفار والمشركين بالهجرة بعد تنفيذها وقبل أن يقوموا بتنفيذ مؤامرة قتله فتعقبوا مسيرة رحلته حتى يقتلوه في الطريق قبل وصوله للمدينة لأنه في المدينة سوف يجد الحماية من قبيلة أمه بعد أن تخلت عنه قبيلة أبيه في مكة وفى طريق رحلته المباركة وجد غار فدخل الغار ليستريح من عناء السير على قدميه ومعه صاحبه وقد وصل الكفار الذين تعقبوه إلى الغار فعلا بينما حضرة محمد في الغار .
    تأمل المعجزة الإلهية حيث أيد الله حضرة محمد بجنود لم يراها الكفار على أنها وسائل الحماية لحضرة محمد وضللت عيون الكفار وعقولهم وجعلتهم لا يعتقدون أن حضرة محمد داخل الغار وقرروا الانصراف بعيداً عن الغار بينما حضرة محمد كان بداخل الغار وقد كانت هذه الجنود التي سخرها الله لحماية حضرة محمد واضحة كالشمس ولكن الكفار ضلت عقولهم عن رؤيتها على أنها وسائل الحماية بل رأوا أنها سببا لعدم تصديقهم أن حضرة محمد موجود داخل الغار وقرروا الانصراف بعيداً عن حضرة محمد المؤيد بالحماية الإلهية فتأمل ماذا كانت هذه الجنود التي لعبت دوراً حيوياً في حماية حضرة محمد ؟
    جاء الحمام من البرية وبنى عشاً لأنه كان موعد التبويض وقد وضع بيضه فعلاً في العش الذي بناه على باب الغار ونسج العنكبوت غلافاً سميكاً حتى سد بالفعل باب الغار تماماً وعمل العنكبوت بهمة ونشاط .
    ماذا قال الكفار حينما وصلوا إلى الغار ووجدوا الحمام والعش والبيض ونسيج العنكبوت الكثيف ؟
    منطقياً من الناحية العقلية لا يجوز التصديق أن أحداً دخل الغار ولم يترك أثر على باب الغار وكان الحمام قد نقل العش والبيض إلى مكان أمين بعيداً عن الغار ولكن الإرادة الإلهية عملت هذه الأعمال بعد دخول حضرة محمد داخل الغار فاقتنع الكفار بالمنطق العقلي أن حضرة محمد ليس بالغار بينما حضرة محمد وصاحبه أبو بكر الصديق كانوا بالفعل داخل الغار وانصرفوا ولكونهم قساة القلوب لم يعرفوا شيئاً عن التدبير الإلهي وحينما شعر صاحب الرسول بالكفار أصابه الاضطراب والخوف فقال له حضرة الرسول لا تخاف لأن الله معنا وروح الله تعمل لحمايتنا وعملت الإرادة الإلهية في تسخير الحمام والعش والبيض ونسيج العنكبوت في تضليل عقول الكفار وكانت هذه هي الجنود التي لم يراها الكفار لحماية حضرة محمد مع أن هذه الجنود كانت واضحة كالشمس
    فتأمل كيف تم تفصيل هذه المعجزة من مكونات الطبيعة وتعمل مفرداتها وفق الناموس الطبيعي والقوانين الطبيعية وليس فيها خوارق مزعومة ولا أعاجيب كالتي يروجون لها ويطلبها الكفار من حضرة الرسول فاستحقوا الطرد من الرحمة الإلهية .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ألا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصـــــــــــحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلي وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم
    التوبة 40
    ومن اللغط المدرج بالكتب التي تصدت لتفسير كلمة الله دون نور أو علم مبين من الله أنهم تصوروا بعض القصص الخرافية التي تناقلها الناس من شيوخ الضلال فافسدوا العقائد وانتشرت فئة القصاصون الكذبة يستدرون دموع الناس وأموالهم أيضا في مواعظ تمتلئ بالدجل مستغلين سذاجة العامة وجهل الخاصة مستندين إلى تفسيرات ركيكة لقشور القراءات السطحية دون تعمق لمدلول المعاني وما تخفيه الكلمات من معاني لم تصل إليها عقولهم لأن قلوبهم مظلمة وأرواحهم متخلفة .
    فنسبوا لحضرة إبراهيم الخليل وموسى الكليم وحضرة المسيح معجزات خارقة تتعارض مع القوانين الطبيعية التي خلقها الله وقوانين المادة وقوانين التطور الإجتماعى للعمران البشرى والتطور الحضارى والتفسير المادى للتاريخ وعلم النفس الإجتماعى ودور الأيكولوجيا الإجتماعية لتوضيح تفاعل الإنسان مع البيئة والعلاقات التأثيرية المتبادلة ودور البيئة فى صياغة شخصية الإنسان تعمل مع العوامل الوراثية جنباً إلى جنب . الجهل المفرط بهذه المسائل العلمية لدارسى العلوم الشرعية جعلت الخرافات تسود وتتسيد فى التراث الإسلامى ولم تسلم من هذا التشويش والهرطقات أى من العقائد السابقة لنفس الأسباب والدوافع والعوامل .
    وقد تصدي لهذه المفاهيم الساذجة علماء أفاضل بدءاً من الإمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه في وكذلك رواد الفكر الصوفي الإسلامي أمثال ابن عربي والغزالي ومن المعتزلة الزمخشري إمام النحويين في الكشاف وهو أحد أعلام اللغة العربية . وفى كتاب الفتوحات المكية تجد ما يدل على ذلك

    الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى