لقد فاز بعض الاحباء الذين تشرفوا بالمحضر المبارك بمقام الفناء من النفس والبقاء في الله فرأوا وميضا من ذلك النور الخفي الذي احتجب في هيكله المبارك وصعقوا وماطاقوا البقاء في ظلمة هذا العالم .
كان احد هؤلاء السيد اسماعيل من اهل مدينة زوارة الذي لقبه حضرة بهاء الله ب"الذبيح"
كان ورعا جليل القدر لتقواه واستقامته وعلمه ومعرفته. آمن في مطلع الدورة البابية وتشرف بمحضر حضرة الباب في منزل امام الجمعة باصفهان وقد شاهد تنزيل حضرة الباب تفسيره لسورة "والعصر" واسرت لبه سرعة جريان قلمه وقوة بياناته وهو يتغنى ببعضها بحضور جمع من العلماء البارزين فاصبح من اتباعه المخلصين وبعد ما ينوف على عقد من الزمن قدم الذبيح الى بغداد وتشرف بمحضر حضرة بهاء الله واقام في منزل احد المؤمنين المدعو آقا محمد رضا في منطقة مجاورة للبيت المبارك وذات يوم دعا محمد رضا حضرة بهاء الله الى بيته لينال شرف استضافته فلبى الدعوة بعد بضعة ايام وشرف منزله بعد الظهر.
وفي "الكتاب البديع" الذي نزل في ادرنة بعد بضع سنوات وصف حضرة بهاء الله ذلك الاجتماع مع الذبيح.
وكما جرت العادة فقد هيأ مضيفه صحاف الفاكهة وصحون الحلوى المتنوعة وامر حضرته الذبيح ان يتناول شيئا منها وبكل خضوع وبغاية الشوق ابدى شغفه بشئ من الطعام الروحاني من مخزن علم حضرته المستور بدل ذلك الطعام المادي. فاستجاب له مطلع الالهام واستدعاه ليجلس امامه ويصغي لكلماته التي كانت تفيض هيمنة وروعة لاتضاهى زاخرة بالمعاني الروحية التي لاتوصف بشهادة حضرة بهاء الله نفسه.
تبدل حال الذبيح لدى سماعه الايات البينات وانفتحت امام عينيه عوالم الروح وبقى بعدها ثملا بالنشوة الغامرة وكرس نفسه كلية لمولاه واخذت نار العشق في قلبه تزداد اشتعالا يوما بعد يوم. واظهارا لولائه لمولاه وتعبيرا عن مشاعر الخضوع والمحوية له اخذ الذبيح على نفسه عهدا ان يكنس مداخل بيت محبوبه كل يوم ساعة الفجر-من واجب الخادم آنذاك ان يكنس جزءا صغيرا من الطريق المؤدي الى مدخل المنزل- اما الذبيح فكان يخلع عمامته الخضراء علامة نسبه الشريف ويكنس بها مداخل البيت تعبيرا عن خضوعه وخشوعه ثم يضع غبار اقدام محبوبه في حجر عباءته ويذروه في النهر خوف ان يطأه اقدام الاخرين.
ان قصة الذبيح قصة عاشق متيم معبوده فيها حضرة بهاء الله الذي اضرم في صدره نار محبة الله التي اندلعت في كيانه فالتهمت وجوده بالكلية . ووصل في النهاية الى حال عاف فيها الطعام والشراب فامتنع عن الطعام اربعين يوما واخيرا افلت زمام العشق من يده ونال من الروح نفسها.
فذات فجر ورد البيت المبارك وادى واجبه للمرة الاخيرة كانسا مداخل البيت بعمامته ثم زار منزل اقا محمد رضا وقابل بعض الاحباء ثم توجه الى نهر دجلة وعلى ضفته توجه شطر بيت محبوبه وبموسى كان يحملها قطع حنجرته بيده منهيا حياته.
مجد حضرة بهاء الله الذبيح بوصفه"سلطان الشهداء ومحبوبهم" وذكر ان حضرته تفضل:ماسال على الارض حتى اليوم من دم اطهر ولا ازكى من دمه.
(وقد انهى الذبيح حياته لانه ثمل من لقائه بمحبوبه الذي اراه العوالم الروحانية الالهية ولا يمكن مقارنه ذلك بالانتحار بل بالعكس فانه مذموم وممنوع ومناف للتعاليم البهائية)
المرجع:
كتاب ظهور حضرة بهاءالله (اديب طاهر زاده) الجزء الاول
كان احد هؤلاء السيد اسماعيل من اهل مدينة زوارة الذي لقبه حضرة بهاء الله ب"الذبيح"
كان ورعا جليل القدر لتقواه واستقامته وعلمه ومعرفته. آمن في مطلع الدورة البابية وتشرف بمحضر حضرة الباب في منزل امام الجمعة باصفهان وقد شاهد تنزيل حضرة الباب تفسيره لسورة "والعصر" واسرت لبه سرعة جريان قلمه وقوة بياناته وهو يتغنى ببعضها بحضور جمع من العلماء البارزين فاصبح من اتباعه المخلصين وبعد ما ينوف على عقد من الزمن قدم الذبيح الى بغداد وتشرف بمحضر حضرة بهاء الله واقام في منزل احد المؤمنين المدعو آقا محمد رضا في منطقة مجاورة للبيت المبارك وذات يوم دعا محمد رضا حضرة بهاء الله الى بيته لينال شرف استضافته فلبى الدعوة بعد بضعة ايام وشرف منزله بعد الظهر.
وفي "الكتاب البديع" الذي نزل في ادرنة بعد بضع سنوات وصف حضرة بهاء الله ذلك الاجتماع مع الذبيح.
وكما جرت العادة فقد هيأ مضيفه صحاف الفاكهة وصحون الحلوى المتنوعة وامر حضرته الذبيح ان يتناول شيئا منها وبكل خضوع وبغاية الشوق ابدى شغفه بشئ من الطعام الروحاني من مخزن علم حضرته المستور بدل ذلك الطعام المادي. فاستجاب له مطلع الالهام واستدعاه ليجلس امامه ويصغي لكلماته التي كانت تفيض هيمنة وروعة لاتضاهى زاخرة بالمعاني الروحية التي لاتوصف بشهادة حضرة بهاء الله نفسه.
تبدل حال الذبيح لدى سماعه الايات البينات وانفتحت امام عينيه عوالم الروح وبقى بعدها ثملا بالنشوة الغامرة وكرس نفسه كلية لمولاه واخذت نار العشق في قلبه تزداد اشتعالا يوما بعد يوم. واظهارا لولائه لمولاه وتعبيرا عن مشاعر الخضوع والمحوية له اخذ الذبيح على نفسه عهدا ان يكنس مداخل بيت محبوبه كل يوم ساعة الفجر-من واجب الخادم آنذاك ان يكنس جزءا صغيرا من الطريق المؤدي الى مدخل المنزل- اما الذبيح فكان يخلع عمامته الخضراء علامة نسبه الشريف ويكنس بها مداخل البيت تعبيرا عن خضوعه وخشوعه ثم يضع غبار اقدام محبوبه في حجر عباءته ويذروه في النهر خوف ان يطأه اقدام الاخرين.
ان قصة الذبيح قصة عاشق متيم معبوده فيها حضرة بهاء الله الذي اضرم في صدره نار محبة الله التي اندلعت في كيانه فالتهمت وجوده بالكلية . ووصل في النهاية الى حال عاف فيها الطعام والشراب فامتنع عن الطعام اربعين يوما واخيرا افلت زمام العشق من يده ونال من الروح نفسها.
فذات فجر ورد البيت المبارك وادى واجبه للمرة الاخيرة كانسا مداخل البيت بعمامته ثم زار منزل اقا محمد رضا وقابل بعض الاحباء ثم توجه الى نهر دجلة وعلى ضفته توجه شطر بيت محبوبه وبموسى كان يحملها قطع حنجرته بيده منهيا حياته.
مجد حضرة بهاء الله الذبيح بوصفه"سلطان الشهداء ومحبوبهم" وذكر ان حضرته تفضل:ماسال على الارض حتى اليوم من دم اطهر ولا ازكى من دمه.
(وقد انهى الذبيح حياته لانه ثمل من لقائه بمحبوبه الذي اراه العوالم الروحانية الالهية ولا يمكن مقارنه ذلك بالانتحار بل بالعكس فانه مذموم وممنوع ومناف للتعاليم البهائية)
المرجع:
كتاب ظهور حضرة بهاءالله (اديب طاهر زاده) الجزء الاول