شرع حضرة عبدالبهاء ببيان ما حقّقته الملكة زنوبيا من إنجازات، وأضاف إلى ذلك إنجازات غيرها من عظيمات النّساء في التّاريخ، خاتمًا حديثه بثناء عاطر على شجاعة مريم المجدليّة الّتي ظلّت راسخة في إيمانها بينما تزلزل إيمان الحواريّين، واستمر حضرة عبدالبهاء يقول:-
"وفي العصر الحاضر ظهرت من بين النّساء قرّة العين ابنة أحد علماء المسلمين. فقد ظهرت منها في بداية ظهور حضرة الباب آثار عجيبة وقدرة وشجاعة نادرة تحيّر منها كلّ من سمعها. فرفعت عن وجهها الحجاب على خلاف عادة الإيرانييّن القديمة وكشفت النّقاب عن محّياه. ومع أنّ التّحدث إلى الرّجال كان خروجًا على الآداب، لكنّ هذه المرأة كانت جريئة إلى حدّ كانت تتباحث مع أعظم العلماء وكانت تتفوّق عليهم في كلّ مجالس البحث، لكنّ الحكومة الإيرانيّة سجنتها وقام النّاس برجمها في الشّوارع والمعابد وكفروها ونفوها من مدينة إلى أخرى وهدّدوا بقتلها، لكنّها لم تفتر أبدًا في عزمها وفي مطالبتها بحريّة أخواتها النّساء. وقد تحمّلت كلّ بلاء وأذيّة بمنتهى الشّجاعة، حتّى أنّها قامت في سجنها بتبليغ الكثيرات من النّساء. وحينما كانت مسجونة في بيت أحد الوزراء خاطبته قائلة: "إنّكم تستطيعون بكلّ سهولة، ومتى شئتم، قتلي لكنّكم يجب أنْ تعلموا أنّكم لن تستطيعوا الوقوف أمام تحرّر المرأة ونجاتها". وخلاصة القول، لمّا اقتربت نهاية حياتها المحزنة، أخذوها إلى حديقة وشنقوها. وقد لبست في ذلك اليوم أبدع ألبستها كأنّها تذهب إلى حفلة عرس، وأنفقت روحها بكمال الشّجاعة والحشمة، وقد دهش الّذين رأوها. لقد كانت في الحقيقة جريئة جدًّا. وهناك اليوم في إيران بين البهائيّات من النّساء من يتكلّمن بين النّاس بمنتهى الفصاحة نثرًا وشعرًا ويلقين أفصح الخطب في المجالس والمحافل".
"يجب أنْ ترتقي النّساء يومًا فيومًا، ويحصلن على اطّلاعات واسعة في العلوم وفي التّاريخ حتّى تكمل كمالات العالم الإنساني، وسوف ينلن عما قريب حقوقهن كاملة، وحينذاك سيشاهد الرّجال كيف أنّ النّساء يقمن بكلّ جدّ واجتهاد على اكتساب العلوم والآداب ليصبحن سببًا في عظمة البلاد ويصبحن أعداء للحروب ويتغنين بنغمات المساواة بالرّجال ويطالبن بتساوي حقوقهن بالرّجال. وأملي وطيد بأنّهنّ سيرتقين في جميع شؤون الحياة ويلبسن على رؤوسهن تيجان العزة الأبديّة".
"وفي العصر الحاضر ظهرت من بين النّساء قرّة العين ابنة أحد علماء المسلمين. فقد ظهرت منها في بداية ظهور حضرة الباب آثار عجيبة وقدرة وشجاعة نادرة تحيّر منها كلّ من سمعها. فرفعت عن وجهها الحجاب على خلاف عادة الإيرانييّن القديمة وكشفت النّقاب عن محّياه. ومع أنّ التّحدث إلى الرّجال كان خروجًا على الآداب، لكنّ هذه المرأة كانت جريئة إلى حدّ كانت تتباحث مع أعظم العلماء وكانت تتفوّق عليهم في كلّ مجالس البحث، لكنّ الحكومة الإيرانيّة سجنتها وقام النّاس برجمها في الشّوارع والمعابد وكفروها ونفوها من مدينة إلى أخرى وهدّدوا بقتلها، لكنّها لم تفتر أبدًا في عزمها وفي مطالبتها بحريّة أخواتها النّساء. وقد تحمّلت كلّ بلاء وأذيّة بمنتهى الشّجاعة، حتّى أنّها قامت في سجنها بتبليغ الكثيرات من النّساء. وحينما كانت مسجونة في بيت أحد الوزراء خاطبته قائلة: "إنّكم تستطيعون بكلّ سهولة، ومتى شئتم، قتلي لكنّكم يجب أنْ تعلموا أنّكم لن تستطيعوا الوقوف أمام تحرّر المرأة ونجاتها". وخلاصة القول، لمّا اقتربت نهاية حياتها المحزنة، أخذوها إلى حديقة وشنقوها. وقد لبست في ذلك اليوم أبدع ألبستها كأنّها تذهب إلى حفلة عرس، وأنفقت روحها بكمال الشّجاعة والحشمة، وقد دهش الّذين رأوها. لقد كانت في الحقيقة جريئة جدًّا. وهناك اليوم في إيران بين البهائيّات من النّساء من يتكلّمن بين النّاس بمنتهى الفصاحة نثرًا وشعرًا ويلقين أفصح الخطب في المجالس والمحافل".
"يجب أنْ ترتقي النّساء يومًا فيومًا، ويحصلن على اطّلاعات واسعة في العلوم وفي التّاريخ حتّى تكمل كمالات العالم الإنساني، وسوف ينلن عما قريب حقوقهن كاملة، وحينذاك سيشاهد الرّجال كيف أنّ النّساء يقمن بكلّ جدّ واجتهاد على اكتساب العلوم والآداب ليصبحن سببًا في عظمة البلاد ويصبحن أعداء للحروب ويتغنين بنغمات المساواة بالرّجال ويطالبن بتساوي حقوقهن بالرّجال. وأملي وطيد بأنّهنّ سيرتقين في جميع شؤون الحياة ويلبسن على رؤوسهن تيجان العزة الأبديّة".