أهنيء الأخوة المسلمين في جميع أنحاء العالم بمناسبة انتهاء موسم الحج كل عام وأنتم بخير وانا ارى هذا المشهد بالتلفزيون وهو مغادرة الحجاج الكرام مكة المكرمة بعد تشرفهم بزيارة الأماكن المقدسة و آداء مناسك الحج، عائدين إلى ديارهم متهللين فرحين بما أغدق عليهم ربهم موهبة أداء فريضة الحج. ونحن نشهد مغادرتهم، أود أن أشارك معكم ما شهده الحجاج قبل 169 عام خلال هذا الشهر الفضيل والبشرى التي غادروا بها هذه الأراضي الطاهرة.
صادف وقوع عيد الأضحى في ذلك العام (1260هجرية/1488 ميلادية) يوم جمعة، وعُرف بالحج الأكبر، فكانت زيارة الكعبة وإتمام مناسك الحج ذات أهمية خاصة لدى المسلمين، ليس هذا فقط بل كانوا ينتظرون ظهور القائم الموعود أو المهدي، ولهذا كان عدد الحجاج أكبر من أي سنة مضت.
عزم على الحج في ذلك العام، شاب يدعى سيد علي محمد من نسل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم . جاء حاجًا من شيراز في أواخر شهر شعبان، وفي السادس من رمضان وصل إلى ميناء بوشهر وبعد أن عمل الترتيبات اللازمة لهذا السفر الطويل الشاق ركب سفينة شراعية سارت به مدة شهرين سيرا بطيئًا، واهتاج البحر بالعواصف حتى وصل إلى شاطئ جدة، في جدة لبس لباس الإحرام وركب جملا انطلق به إلى مكة فبلغها في غرة ذي الحجة. في يوم عرفات انقطع للصلاة والعبادة طيلة اليوم، وفي يوم النحر تقدم إلى مِنى ونحر حسب المناسك. بعد أداء شعائر الحج، بينما كان جم غفير من الناس مجتمعًا حول الكعبة حضر السيد علي محمد، وضع يده على حلقة باب الكعبة الشريفة ونادى معلنا بمنتهى الفصاحة ""إني أنا القائم الذي كنتم به تنتظرون"، فجأة خيّم السكوت على المكان رغم ذلك الحشد الحاضر، ثم نادى مرة أخرى " إني أنا القائم الذي كنتم به تنتظرون"، وكذلك للمرة الثالثة." سمع الحاضرون هذا النداء وانتشر الخبر بين جميع الحجاج وصار كل منهم يترجم ويفسر للآخر هذه العبارة، وعندما غادرو ا مكة المكرمة عائدين إلى ديارهم حكوا للناس ما رأوه من ظهور سيد شاب منير الوجه حسن الأخلاق، معتبرين ما حدث من خوارق العادات، ولكن هل يا ترى أدركوا عظمة ما شهدوه، هل أدركوا أنهم شهدوا بزوغ عصر جديد وإعلان رسالة جديدة من عند الله؟ كان ذلك الشاب الجليل هو السيد الباب، الرسول المبشر الذي جاء ليمهد السبيل لمجيء حضرة بهاءالله.
عاد حضرة الباب إلى وطنه في صفر 1261هـ/1845م إيذانا بحدوث هياج يعم البلاد بأسرها ذلك أن الشعلة التي أوقدها بإعلانه دعوته كانت تزداد اشتعالاً. كانت النتيجة أن اضطهد حضرة الباب كغيره من الرسل الذين سبقوه فعذّب وسجن وختمت حياته بالإستشهاد في مدينة تبريز في إيران، ولكن نور الحق لا يُطفأ أبدًا، ألوف مؤلفة من الناس آمنوا به وانجذبوا إلى تعاليمه وعندما أعلن حضرة بهاءالله في عام 1279هـ/ 1863م أنه الموعود الذي بشر به الباب اعتنقوا الدين الجديد. واليوم ينظر العالم البهائي إلى هذين الظهورين التوأمين، ظهور حضرة الباب وحضرة بهاءاالله، كبداية لعصر جديد واعدٍ بمستقبل يعمه الصلح والسلام، والمحبة والوئام.
كل عام في مثل هذا الموسم، حين أشاهد الحجاج من كل أنحاء المعمورة يؤدون فريضة الحج، تحيى في ذاكرتي وقائع ذلك الحج التاريخي، حين أعلن حضرة الباب أنه المهدي أو القائم الموعود الذي طال انتظاره. ومع أنني لم أحظى بشرف الحضور ومشاهدة ما جرى، أشكر المولى القدير الذي هداني إليه ووفقني بالإيمان والتصديق لما جاء به.
ولذا فانى اعتبر هذا الاعلان كان كالنبتة الصغيرة لامر الله الذى تعهده الله برعايته وفضله على البشر ويظهر الان هذا بانتشار الدين البهائى فى ارجاء المعمورة واصبح اتباعه بالملايين فى العالم
أختم المقال بدعاء من حضرة الباب
هل من مفرج غير الله قل سبحان الله هو الله كل عباد له وكل بامره قائمون :
واليكم هذا الرابط لمجموعة من الكليبات التى تحكى قصة الدين البهائى باللغة العربية :