الجزء الأخير:-
تقيييم العملية كاملة ....
في كل دولة، بدأ المشروع بجلسات تدريبية على المستوى المركزي لمساعدة
المتطوعين البهائيين المحليين على زيادة خبراتهم في بناء الجامعات.
كان هناك في البداية دورة تنشيطية حول قواعد و مبادئ المشورة، وهي طريقة
مميزة وغير مضادّة لعملية اتخاذ القرارات وتستخدمها الجامعات البهائية على
جميع المستويات.
" إن التدريب لاستعمال المشورة البهائية يساعد على تعليم كيفية احترام
آراء الآخرين، وهذا الأمر مهم جداً بالنسبة للنساء، لأن العديد من النساء
يشعرن بأن آرائهم ليست مهمة." كما قالت السيّدة لي لي لودهر، وهي مستشارة
في مجال التنمية في ماليزيا.
ولقد أعطي المتطوعون أيضاً تدريباّ حول استعمال الأساليب الحديثة لجمع
البيانات، وخاصة في مجال أبحاث المشاركة واستخدام مجموعات المناقشة
الفرعية كوسائل للتعرف على احتياجات الجامعة. كما أعطي التدريب أيضاً في
مجال تحديد وتعيين القيمة، التنظيم وحفظ السجلات.
بعد ذلك تم إرسال المتطوعون حديثو التدريب إلى جامعاتهم، حيث قاموا هناك بتنظيم جلسات تدريبية مشابهة على المستوى المحلي.
كانت النتيجة خلق مجموعة رئيسية تتضمن المتطوعين للمشروع في كل قرية. لقد
تم إنشاء هذه المجموعة الرئيسية حول أعضاء المجلس البهائي المحلي، والذي
يعرف بالمحفل الروحاني المحلي. المحافل الروحانية، التي هي عبارة عن هيئات
منتخبة محلياً ومسؤولة عن رعاية مصالح الجامعة، قامت بتعيين هيئة مجهزة
للتعرف احتياجات الجامعة والتشاور حول طرق العمل بعد ذلك.
بعد جلسات التدريب المحلية، ذهب المتطوعون للمشروع لمقابلة أعضاء الجامعة
ككل وسؤالهم حول اهتماماتهم. وتم استخدام الفيديو والكاميرات الفورية في
بعض الأحيان أثناء مرحلة جمع المعلومات من الناس، حيث لم يكن كلّ متطوع
متعلماً.
كانت عملية التحليل في كل دولة، مرتكزاً على العلاقة بين مساواة المرأة (أو عدمها) والمشاكل المحلية.
قال الدكتور ريتشارد جريسر، الذي كان أحد المدربين الأساسيين في كاميرون
"كانت أحد أبسط الأدوات التشخيصية التي ساعدت هذه الجامعات على تحليل
نفسها هي مطالبتهم بكتابة قائمة بالأعمال اليومية التي تقوم بها المرأة
العادية في تلك المنطقة." إن الدكتور جريسر متزوج من منى جريسر، وقد عمل
مع زوجته في معظم مراحل المشروع.
أضاف الدكتور جريسر " ثم طلبنا منهم بعد ذلك كتابة قائمة بالأعمال اليومية
التي يقوم بها الرجل." " وقد كان الفرق في كمية العمل مثيراً للدهشة. ففي
الواقع، شعر الرجال بخجل شديد، لأن القائمة لم تكن تبلغ حتى نصف طول قائمة
النساء."
بعد القيام بتحديد المشاكل المحلية، طلب من الجامعة ترجمة استنتاجاتها إلى
وسائل إعلام محلية مناسبة، كالأغاني، والرقصات، والقصص والمسرحيات. كما تم
تشجيع الفنانين والممثلين المحليين على المساعدة. بعد ذلك، تم تقديم هذه
القصص والمسرحيات والأغاني والرقصات للجامعة ككل في مختلف الاحتفالات،
وبرامج مسائية خاصة، وفي اجتماعات أخرى.
نفس المشاكل في جميع أنحاء العالم
تم تحديد نفس المشكلات الرئيسية بواسطة المشتركين في المراحل الأولى من
المشروع في جميع المواقع الثلاثة. قام المشتركين في المشروع، بعد المشاورة
حول احتياجات جامعاتهم، بإعطاء الأولوية العليا إلى مخاطبة ثلاث مشكلات
رئيسية:
قال السيد تياتي من الكاميرون: "إن الناس بأنفسهم، بدأوا يلاحظون
بأن النساء ليس لهم حقوق في المجتمع فحسب، بل أن لديهم أشياء هامة
ليقدموها". فعلى سبيل المثال، بدأ العديد من الرجال الآن يلاحظون بأن
المرأة لها القدرة على إدارة الأموال بشكل أفضل من الرجال، الذين ينفقون
الكثير على شراء الكحول بشكل متكرر. وبهذا فإن أحد نتائج المشروع هو أن
المرأة الآن هي التي تقوم برعاية وحماية الأموال أو على الأقل يقومون
بالتشاور حول كيفيه إنفاق المال، في أكثر العائلات التي لها صله بهذا
المشروع."
كما وجدت مشكلات مشابهة في ماليزيا. "أحد المشاكل العظيمة التي تم التركيز
عليها في ماليزيا هي نقص التربية والتعليم والفرص للفتيات والنساء"، كما
قالت السيّدة لودهر من ماليزيا. "ولكن بما أنه تم التركيز على القضايا
بطريقه جيدة، فان الناس يلاحظون بأن هذه أصبحت مشكلة الآن."
وفي بوليفيا أيضاً، ظهرت قضايا كالتربية والتعليم والعمل غير المتكافئ في مجموعات المناقشة الرئيسية هناك.
1) انتشار الأمية بين النساء، 2) عدم إدارة أموال الأسرة بطريقة صحيحة
بواسطة الرجال، 3) عبء العمل الغير منصف الملقاة على عاتق النساء.
المرحلة التالية
برزت فكرة المشروع من بيان أصدرته الجامعة البهائية العالمية في الجلسة
الـ 32 من هيئة الأمم المتحدة حول وضع المرأة(United Nations Commission
on the Status of Women) . كان البيان موجهاً إلى الجامعة لتغيير السلوك
الذي يدعم الظلم تجاه المرأة. ثم جاء في البيان أن "الرجال هم الهدف
الرئيسي للمباحثات التي تتعلق بمشاريع التنمية الخاصة بالنساء."
متأثرة بتلك الفكرة، ذهبت السيدة مارغريت سنايدر، مديرة الـ UNIFEM
سابقاً، إلى الجامعة البهائية العالميّة لتحدثهم حول موضوع تنفيذ مشروع
مشترك. وبعد مرور ثلاث سنوات تقريباً من العمل الفكري المشترك، تم بدء
العمل بالمشروع في أكتوبر عام 1991. وقد أكمل مرحلته الأولى في سبتمبر عام
1993.
لقد منح الـ UNIFEM الجامعة البهائية العالميّة 205,000 دولاراً أمريكياً
من أجل هذه المرحلة الأولية من المشروع، وهو مقدار ضئيل بالنسبة لعالم
التبرعات في مجال التنمية، باعتبار أن المشروع كان واقعاً في ثلاث دول
ولمدة سنتين.
إن الجامعة تتمنى استمرار المشروع، بل تتمنى توسعها لتشمل مواقع أخرى.
" لقد قامت الجامعات البهائية المشاركة من قبل بالتعبير عن رغبتها
واهتمامها في أخذ المشروع إلى مرحلة أخرى." كما قالت ماري باور، مديرة
مكتب الجامعة البهائية العالمية لتقدم ورقي المرأة، التي تقوم بإدارة
المشروع على المستوى العالمي. "تمتلك هذه الجامعات الآن كادر من
المستشارين البهائيين المتدربين الذين يمكن الاستفادة منهم في أوطانهم،
وفي نفس الوقت يمكن الاستفادة منهم كموارد تقنية في دول أخرى."
حقاً لقد بدأت الجامعات البهائية في نيجيريا والبرازيل مشاريعها التجريبية
تحت عنوان "وسائل الإعلام التقليدية كعوامل للتغيير" بالاتفاق مع الجهود
المالية المبذولة من طرف الـ UNIFEM. بالإضافة إلى ذلك، فقد بدأت الجامعات
البهائية المحلية في ماليزيا حديثاً مشاريعها الخاصة ذو الطابع الإعلامي
في مجال تقدم ورقي النساء، وذلك بعد رؤيتهم للنجاح الذي أحرزته الدول
المجاورة في هذا المجال.
_______________________________________
[ هذه المقالة تم نشرها في The Greatness Which Might Be Theirs ، وهي
مجموعة من التأملات على الأجندة وخطة عمل المؤتمر العالمي الرابع للأمم
المتحدة حول المرأة: المساواة، التنمية والسلام، تم نشره للتوزيع في
المؤتمر العالمي الرابع حول المرأة في بكين، وفي نفس وقت في اجتماع
المنظمة غير الحكومية في هوايرو (Huairou)، الصين، أغسطس/ سبتمبر 1995.]
تقيييم العملية كاملة ....
في كل دولة، بدأ المشروع بجلسات تدريبية على المستوى المركزي لمساعدة
المتطوعين البهائيين المحليين على زيادة خبراتهم في بناء الجامعات.
كان هناك في البداية دورة تنشيطية حول قواعد و مبادئ المشورة، وهي طريقة
مميزة وغير مضادّة لعملية اتخاذ القرارات وتستخدمها الجامعات البهائية على
جميع المستويات.
" إن التدريب لاستعمال المشورة البهائية يساعد على تعليم كيفية احترام
آراء الآخرين، وهذا الأمر مهم جداً بالنسبة للنساء، لأن العديد من النساء
يشعرن بأن آرائهم ليست مهمة." كما قالت السيّدة لي لي لودهر، وهي مستشارة
في مجال التنمية في ماليزيا.
ولقد أعطي المتطوعون أيضاً تدريباّ حول استعمال الأساليب الحديثة لجمع
البيانات، وخاصة في مجال أبحاث المشاركة واستخدام مجموعات المناقشة
الفرعية كوسائل للتعرف على احتياجات الجامعة. كما أعطي التدريب أيضاً في
مجال تحديد وتعيين القيمة، التنظيم وحفظ السجلات.
بعد ذلك تم إرسال المتطوعون حديثو التدريب إلى جامعاتهم، حيث قاموا هناك بتنظيم جلسات تدريبية مشابهة على المستوى المحلي.
كانت النتيجة خلق مجموعة رئيسية تتضمن المتطوعين للمشروع في كل قرية. لقد
تم إنشاء هذه المجموعة الرئيسية حول أعضاء المجلس البهائي المحلي، والذي
يعرف بالمحفل الروحاني المحلي. المحافل الروحانية، التي هي عبارة عن هيئات
منتخبة محلياً ومسؤولة عن رعاية مصالح الجامعة، قامت بتعيين هيئة مجهزة
للتعرف احتياجات الجامعة والتشاور حول طرق العمل بعد ذلك.
بعد جلسات التدريب المحلية، ذهب المتطوعون للمشروع لمقابلة أعضاء الجامعة
ككل وسؤالهم حول اهتماماتهم. وتم استخدام الفيديو والكاميرات الفورية في
بعض الأحيان أثناء مرحلة جمع المعلومات من الناس، حيث لم يكن كلّ متطوع
متعلماً.
كانت عملية التحليل في كل دولة، مرتكزاً على العلاقة بين مساواة المرأة (أو عدمها) والمشاكل المحلية.
قال الدكتور ريتشارد جريسر، الذي كان أحد المدربين الأساسيين في كاميرون
"كانت أحد أبسط الأدوات التشخيصية التي ساعدت هذه الجامعات على تحليل
نفسها هي مطالبتهم بكتابة قائمة بالأعمال اليومية التي تقوم بها المرأة
العادية في تلك المنطقة." إن الدكتور جريسر متزوج من منى جريسر، وقد عمل
مع زوجته في معظم مراحل المشروع.
أضاف الدكتور جريسر " ثم طلبنا منهم بعد ذلك كتابة قائمة بالأعمال اليومية
التي يقوم بها الرجل." " وقد كان الفرق في كمية العمل مثيراً للدهشة. ففي
الواقع، شعر الرجال بخجل شديد، لأن القائمة لم تكن تبلغ حتى نصف طول قائمة
النساء."
بعد القيام بتحديد المشاكل المحلية، طلب من الجامعة ترجمة استنتاجاتها إلى
وسائل إعلام محلية مناسبة، كالأغاني، والرقصات، والقصص والمسرحيات. كما تم
تشجيع الفنانين والممثلين المحليين على المساعدة. بعد ذلك، تم تقديم هذه
القصص والمسرحيات والأغاني والرقصات للجامعة ككل في مختلف الاحتفالات،
وبرامج مسائية خاصة، وفي اجتماعات أخرى.
نفس المشاكل في جميع أنحاء العالم
تم تحديد نفس المشكلات الرئيسية بواسطة المشتركين في المراحل الأولى من
المشروع في جميع المواقع الثلاثة. قام المشتركين في المشروع، بعد المشاورة
حول احتياجات جامعاتهم، بإعطاء الأولوية العليا إلى مخاطبة ثلاث مشكلات
رئيسية:
قال السيد تياتي من الكاميرون: "إن الناس بأنفسهم، بدأوا يلاحظون
بأن النساء ليس لهم حقوق في المجتمع فحسب، بل أن لديهم أشياء هامة
ليقدموها". فعلى سبيل المثال، بدأ العديد من الرجال الآن يلاحظون بأن
المرأة لها القدرة على إدارة الأموال بشكل أفضل من الرجال، الذين ينفقون
الكثير على شراء الكحول بشكل متكرر. وبهذا فإن أحد نتائج المشروع هو أن
المرأة الآن هي التي تقوم برعاية وحماية الأموال أو على الأقل يقومون
بالتشاور حول كيفيه إنفاق المال، في أكثر العائلات التي لها صله بهذا
المشروع."
كما وجدت مشكلات مشابهة في ماليزيا. "أحد المشاكل العظيمة التي تم التركيز
عليها في ماليزيا هي نقص التربية والتعليم والفرص للفتيات والنساء"، كما
قالت السيّدة لودهر من ماليزيا. "ولكن بما أنه تم التركيز على القضايا
بطريقه جيدة، فان الناس يلاحظون بأن هذه أصبحت مشكلة الآن."
وفي بوليفيا أيضاً، ظهرت قضايا كالتربية والتعليم والعمل غير المتكافئ في مجموعات المناقشة الرئيسية هناك.
1) انتشار الأمية بين النساء، 2) عدم إدارة أموال الأسرة بطريقة صحيحة
بواسطة الرجال، 3) عبء العمل الغير منصف الملقاة على عاتق النساء.
المرحلة التالية
برزت فكرة المشروع من بيان أصدرته الجامعة البهائية العالمية في الجلسة
الـ 32 من هيئة الأمم المتحدة حول وضع المرأة(United Nations Commission
on the Status of Women) . كان البيان موجهاً إلى الجامعة لتغيير السلوك
الذي يدعم الظلم تجاه المرأة. ثم جاء في البيان أن "الرجال هم الهدف
الرئيسي للمباحثات التي تتعلق بمشاريع التنمية الخاصة بالنساء."
متأثرة بتلك الفكرة، ذهبت السيدة مارغريت سنايدر، مديرة الـ UNIFEM
سابقاً، إلى الجامعة البهائية العالميّة لتحدثهم حول موضوع تنفيذ مشروع
مشترك. وبعد مرور ثلاث سنوات تقريباً من العمل الفكري المشترك، تم بدء
العمل بالمشروع في أكتوبر عام 1991. وقد أكمل مرحلته الأولى في سبتمبر عام
1993.
لقد منح الـ UNIFEM الجامعة البهائية العالميّة 205,000 دولاراً أمريكياً
من أجل هذه المرحلة الأولية من المشروع، وهو مقدار ضئيل بالنسبة لعالم
التبرعات في مجال التنمية، باعتبار أن المشروع كان واقعاً في ثلاث دول
ولمدة سنتين.
إن الجامعة تتمنى استمرار المشروع، بل تتمنى توسعها لتشمل مواقع أخرى.
" لقد قامت الجامعات البهائية المشاركة من قبل بالتعبير عن رغبتها
واهتمامها في أخذ المشروع إلى مرحلة أخرى." كما قالت ماري باور، مديرة
مكتب الجامعة البهائية العالمية لتقدم ورقي المرأة، التي تقوم بإدارة
المشروع على المستوى العالمي. "تمتلك هذه الجامعات الآن كادر من
المستشارين البهائيين المتدربين الذين يمكن الاستفادة منهم في أوطانهم،
وفي نفس الوقت يمكن الاستفادة منهم كموارد تقنية في دول أخرى."
حقاً لقد بدأت الجامعات البهائية في نيجيريا والبرازيل مشاريعها التجريبية
تحت عنوان "وسائل الإعلام التقليدية كعوامل للتغيير" بالاتفاق مع الجهود
المالية المبذولة من طرف الـ UNIFEM. بالإضافة إلى ذلك، فقد بدأت الجامعات
البهائية المحلية في ماليزيا حديثاً مشاريعها الخاصة ذو الطابع الإعلامي
في مجال تقدم ورقي النساء، وذلك بعد رؤيتهم للنجاح الذي أحرزته الدول
المجاورة في هذا المجال.
_______________________________________
[ هذه المقالة تم نشرها في The Greatness Which Might Be Theirs ، وهي
مجموعة من التأملات على الأجندة وخطة عمل المؤتمر العالمي الرابع للأمم
المتحدة حول المرأة: المساواة، التنمية والسلام، تم نشره للتوزيع في
المؤتمر العالمي الرابع حول المرأة في بكين، وفي نفس وقت في اجتماع
المنظمة غير الحكومية في هوايرو (Huairou)، الصين، أغسطس/ سبتمبر 1995.]