هل قلوبنا من البداية طاهرة بل نحن ندنسها ثم نعمل على تطهيرها؟

انْظُرْ إِلَى الإِنْسَانِ بِمَثَابَةِ مَعْدِنٍ يَحْوِي أَحْجَارَاً كَرِيمَةً
تَخْرُجُ بِالتَّرْبِيَةِ جَوَاهِرُهُ إِلَى عَرْصَةِ الشُّهُودِ
وَيَنْتَفِعُ بِهَا الْعَالَمُ الإِنْسَانِيُّ.

" مَثَلُكم كمَثَلِ طَيْر يَطيرُ بأجنحةِ منيعة في كمالِ الروح والرَيْحان
في هواءِ السُبْحَان بنهايةِ الاطمئنانِ،
ثم هبطَ إلى الأرضِ طلباً للطعامِ،
وبكلِّ طمعٍ لطخَ جسدَه بالماءِ والطينِ.
ثم بعدَ ذلكَ أرادَ الطيرانَ فوجدَ نفسَهُ عاجزاً مقهوراً
لأنَ أجنحتَه قد لُطِّخَتْ بالماءِ والطينِ
وغدا غير قادر على التحليقِ ثانيةً.
وهكذا أصبحَ طائرُ السماءِ العاليةِ ساكناً للأرضِ الفانيةِ.
لذا يا عبادى إياكم أن تدنسوا أجنحتكم
بطينِ الغفلةِ والظنون وترابِ الغلِّ والبَغْضاء
حتى لا تَحْرِموا و تَمْنَعوا أنفسَكم من الطيرانِ
في سماوات القدسِ والعرفانِ."

يا غريباً عن المحبوب
شمع قلبك أشعلته يد قدرتي
فلا تطفئه بأرياح نفسك وهواك،
وطبيب كلّ عللك ذكري فلا تنسه.
اجعل حبّي رأس مالك،
واحرص عليه حرصك على بصرك وروحك.

وَإِنَّكَ صَفِّ قَلْبَكَ
إِنَّا نُفَجِّرُ مِنْهُ يَنَابِيعَ الْحِكْمَةِ وَالْبَيَانِ
لِتَنْطِقَ بِهَا بَيْنَ الْعَالَمِينَ.

اعلم أن النفوس كلها مخلوقة على فطرة الله
وكلها طيبة عند ولادتها
ولكن من بعد تختلف بما تكتسب من الفضائل والرذائل
مع ذلك الموجودات لها مراتب في الوجود من حيث الإيجاد
لأن الاستعدادات متفاوتة ولكن كلها طيبة طاهرة
ثم تتدنس من بعد ذلك
ولو ان مراتب الوجود متفاوتة
ولكن كلها خير
انظر إلى هيكل الإنسان وأعضائه وأجزائه
منها بصر منها سمع ومنها شم ومنها ذوق ومنها يد وأظافر
مع التفاوت بين الأجزاء كلها ممدوحة في حد ذاتها
إلا إذا سقط أحدها عند ذلك يحتاج إلى العلاج
وإذا ما أغنى الدواء يجب قطع ذلك العضو من الأعضاء

اتمنى أن نكون قد وصلنا الى إجابة السؤال
والى لقاء آخربإذن الله تعالى