الرئيسية
أحدث الصور
2024-03-22, 21:06 من طرف 
حرية العقيدة والتعبير فى الإسلام
الإسلام يبيح حرية العقيدة والرأي ولا ينص على قتل المرتد والآيات تؤكد هذا المفهوم (لا إكراه في الدين) والنص الآخر الذي لا يقل روعة (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) كما أن الآيات العديدة التي تذكر من آمن ثم كفر أنه لا يقتل حتى ولو دخل وخرج العديد من المرات (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) .
فلو تم تنفيذ حكم قتل المرتد ما قال الله ثم كفروا ثم أمنوا ثم كفروا والتي تعنى أن الفرد دخل الإسلام وخرج أكثر من مرة وبالتالي ليس هناك حكم قتل المرتد كما يقول الغقهاء أقصد الجهلاء الذين شوهوا دينهم وكانوا سنداً لأعداء الدين وأعطوا لهم حجة للطعن فى دينهم وخلقوا بأفكارهم مجتمعاً منغلقاً منفراً جعل كثير من الإسلاميين يهربون من مجتمعات إسلامية ويطلبون حق اللجوء السياسى فى بلاد يعتبرونها كافرة وقد وفرت لهم هذه البلدان الحماية وحرية التعبير .
والأحاديث التى يستند إليها هؤلاء فى قتل المرتد وهى : (لا يحل دم امريء مسلم الا بثلاث: قاتل النفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة) وحديث (من بدَّل دينه فاقتلوه) وحديث (أهل عرينة الذين جاؤوا للعلاج في المدينة فلما ارتدوا وهربوا بالابل لم يكتف الرسول ص بقتلهم بل سمل عيونهم وقطع أطرافهم)،
الأحاديث لا تصل بالتأكيد لحجية القرءان لتهدم نصاً واضح الدلالة فى القرءان بمعنى أن الحديث لا يبلغ في القوة مهما بلغ درجة أن يهدم ركنا هاما من الإسلام مثل مبدأ عدم الاكراه، فالنص القرآني هو المرجع النهائي عند الخلاف، فإذا جاء نص من الحديث يخالف النص القرآني صراحةً، بشكل يقطع الطريق على المفهوم القرآني ألغاه النص القرآني بشكلٍ آلي، فعندما تقول الآية أن مبدأ الاكراه ملغي جملة وتفصيلا، ملغي فلا يستخدم ضد أي إنسان،
فقتال أبو بكر للمرتدين لم يكن بسبب الردة بل لأنهم رفضوا دفع الضرائب السيادية للدولة وهو ما يقصده بـــ عقال بعير علاوة على أنهم أعملوا القتل فى المسلمين ونهبوا بيت المال . لم يقاتلهم أبو بكر بسبب تغيير آرائهم أو تركهم للإسلام، بل بسبب مهاجمة المدينة، وقطع الطريق، ونهب القوافل، واستباحة الحرمات، وقتل العباد، والإفساد في الأرض .
وقتل الرسول أهل عرينة لأنهم قتلوا عدداً من المسلمون وساقوا الإبل وهربوا وليس بسبب الردة عن الإسلام وتغيير أرائهم .
ولو صح الحديث من بدل دينه فاقتلوه ما اعتنق المسيحيون الإسلام ولا اليهود ولا المشركين والكفار لأنهم سيقتلون من قومهم . ويكون الإسلام مصيدة الداخل فيه مولود والخارج منه مفقود .
÷ذا كانت حرية العقيدة هذه فلسفة الإسلام فلماذا تكرهون البهائيين على عدم ذكر دينهم فى الأوراق الثبوتية التى تصدرها مصلحة الأحوال المدنية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ والتى تعوق حياتهم وتمتعهم بحقوق المواطنة وتعد من صور التمييز ضدهم لعدم مساواتهم بغيرهم وإهداراً لمواثيق حقوق الإنسان .
مع أنهم يدفعون الضرائب السيادية للدولة وليس بينهم من يناهض الدولة والسلطان . ليس بينهم مسلحون لهم أغراض سياسية بل يطيعون قوانين البلاد .وشعارهم الأخوة العالمية والمحبة الإنسانية .
وسوف نتناول فى إيجاز شديد بعض مواقف أراء أحد أهم منظري الفكر الإسلامى فى العصر الحديث الذى يجتمع حول آرائه نفر غير قليل من المتشددين والمعتدلين على السواء ويعتبروه إماماً لأهل السنة بما يوضح التركيب النفسى والعقلى الذى أفرز بدوره الفكر المتطرف الذى يعانى منه المجتمع الدولى الآن وخصوصاً الحكومات الإسلامية قبل غيرهم إلا أن مدارس الفكر الإسلامى تتناول من فكره ما تعتقده أنه إيجابى وبناء وتهمل عن عمد الآراء المتطرفة وبالتالى لا يقدمون دراسة أمينة حول شخصيته ويعطى المعتدلين الحق للمتشددين بالأخذ بكل ما ورد عنه وهو يمثل فكراً يتناقض أشد التناقض مع التطور والتقدم والحضارة الإنسانية كلها ويمثل بدون أدنى شك أزمة الفكر الإسلامى فى العصر الحديث ألا وهو أحمد بن تيمية وقد كان يتميز بقدرة كبيرة على الحفظ وذاكرة قوية لاسترجاع المعلومات .
كانت المصاولات الفكرية هدفاً له يستنفر العلماء للجدال معهم لاستعراض عضلاته الفكرية كتلميذ شاطر وكان يتسم بالحدة والعصبية أثناء النقاش ويصور معارضيه على أنهم أعداء له ولمذهبه مع أن خاصية التمذهب أصلاً ضد خاصية الدين فالدين يجمع المؤمنين ويوحدهم ويؤلف بين قلوبهم ويعمق فى قلوبهم المحبة والتقوى بينما التمذهب يفرق المؤمنين ويثير بينهم العداوة والبغضاء والحروب والتفتت والتشرذم .
دفعته الحماسة لتكوين جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وحلق شعوب الشباب المرسل بالقوة دون إذن الحاكم وتراجع بعد ذلك واعترف بأن ذلك ليس من الشرع وأكد على ضرورة أخذ رأى الحاكم وموافقته ويبدو أن سبب تراجعه هو كسب الحاكم فى جانبه وحتى لا يعطى الفرصة لأحد للوشاية به عند الحاكم وهذا يمثل أحد الإرهاصات الفكرية العديدة فى فلسفته التى نشرت التطرف والبلطجة .
ومن الغريب أن فلسفة الرجل تتعارض مع صريح الآيات القرآنية حيث يقول الله فى القران :
بسم الله الرحمن الرحيم
( ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )
فمن أين جاء الرجل بهذه الأساليب المنفرة المنحطة اللهم إلا إذا كانت تعبر عن منهجه الشخصى وأسلوب حياته وهى بالفعل كذلك وبالتأكيد الإسلام برئ منها براءة الذئب من دم يعقوب الصديق .
وقد هاجم الصوفية بحدة واستعدى عليهم نائب السلطان وحارب فرق الباطنية بالسيف لمجرد اختلافهم عنه فى الرأى امتدادا لمنهجه فى البلطجة والتسلط ولم يطبق القاعدة الشرعية ( لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) . على اعتبار أن الصوفية وغيرهم كانوا من الضالين حسب رأيه . وفى اعتقادى أنه بلا شك عجز عن فهم طلاسم الفكر الصوفى . فالذين قتلوا المفكر الصوفى الحلاج اعترف أسلافهم بأنهم كانوا خاطئين وأنهم لم يستطيعوا أن يفهموا الحلاج فى عصره فظنوا أنه من الكافرين فقتلوه بينما كان قاتلوه هم الكافرون حقاً .
وأفتى بن تيمية بقطع الأشجار وهدم المنازل وتخريب العمران بحثاً عن أعدائه الذين تصورهم حسب عقليته المريضة ومزاجه المنحرف وتركيبته النفسية الدموية البعيدة عن التقوى والصلاح عكس ما يقرره الله فى القران المقدس :
بسم الله الرحمن الرحيم
( سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) .
البقرة 205
وقد كانت اجتهادات هذا الرجل ومن رضعوا بضاعته الفاسدة هم الذين شوهوا صورة الإسلام فى الشرق والغرب ونفروا الناس من الإيمان به .
وكان يميل إلى زيادة شعبيته عن طريق الرعية وأولى السلطة فى البلاد .
وقد قام بتصوير الله عز وجل أستغفر الله فى أسمائه وصفاته بالإنسان وحين ناقشه العلماء فى القاهرة فى محاكمته شرعياً تهرب وقال أنه لجأ إلى ذلك ليقرب فى ذهن العامة الصورة الحقيقية وأنكر أراء الصوفية فى أسماء الله وصفاته ولم يقدم البديل الفكرى .
تميز بأنه نقل عن السلف بالمسطرة وخصوصاً أحمد بن حنبل وسار على نهج السلف ولم يراعى ما للزمان من متطلبات ومثله الأعلى الشيخ النووى وله فيه رأى سيئ أنه أى النووى ينزع لامتلاك ما ليس له ولا يطيق من يخالفه بالعنف وكل الوسائل المشروعة وغيرها امتداداً لمنهج البلطجة الذى أصبح له السيادة ويمثل دستور المتطرفين .
رفض منطق الأشاعرة والإمام الغزالى فى تأويل الصفات ويرى استوى على العرش بمعنى استولى . وجاء ربك بمعنى وجاء أمر ربك وأجاز منهج البيان العربى بالحذف والإضافة فى التفسير . والدليل على خطأ منهجه تعارضه مع صريح القران ( ليس كمثله شئ ) وفى موضع آخر ( قل هو الله أحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ) .
فى الرسالة الحموية يرفض التأويل أو المجسمة أو المشبهة ويقول الاستواء معلوم والكيف مجهول لا تسأل بكيف . ويؤكد الصفات الواردة بالقران كما هى لله عين ويد و التى تتعارض مع القران أيضاً ليس كمثله شئ .
عقدت له محاكمة شرعية بالقاهرة من علماء المالكية والحنفية والشافعية وكانت تهمته أنه يشبه الله تعالى أستغفر الله بالبشر ويجسمه وقال إنما أراد أن يقرب للعامة المعنى على حساب الحقيقة الدينية بالطبع .
حاكمه الشيخ ابن مخلوف قائلاً له : أنت متهم بأنك تقول أن الله يجلس على العرش وأنه يتكلم بحرف وصوت .
فرد عليه ابن تيمية كيف تحكم فى وأنت خصمى ولم يجب على الاتهام فوضعه فى السجن واعتبر الحنبلى المسلم خصم المالكى المسلم وعادت المفاهيم الجاهلية تنخر كالسوس فى التراث الإسلامى .
وأنكر شفاعة الرسول والتوسل به فعاقبته المحكمة الشرعية .
وقال عنه ابن عطاء الله السكندرى أن ابن تيمية قليل الأدب ويسوق قلة الأدب اتركوه ينصرف لحاله .
وقد كان متخبطاً بشكل واضح فى تفسير الذات والصفات يجنح أحياناً للتشبيه وأحياناً لمنطق الأشاعرة ويرفضهم فى نفس الوقت .
ويرى أن العلم المادى وفن الكيمياء لجابر بن حيان لهو من عمل الشيطان يلهى عن ذكر الله وطلب من المسلمين أن يجتنبوا العلوم المادية ويحفزهم ضد التقدم العلمى . فهل من يتساءل لماذا تقدم الغرب وتخلف المسلمون .
بلا شك سيادة هؤلاء الجهلاء على عصور الاضمحلال الفكرى أدى إلى تخلف المسلمين . و من الغريب فى هذا العصر أيضاً أن يعتبر الأزهر وغيره من المؤسسات الدينية أن هذا الرجل إمام أهل السنة يدرسون أفكاره حتى الآن وهذا يدل على أن الإفلاس الفكرى وصل للذروة فى الفكر الإسلامى حتى النخاع وقد عم البلاء والفساد .
قصيدة شعرية فلسفية مهداه للسلفيين للإجابة عليها
القصيدة
ما أمور خفيت أنباؤها * عن ظاهريين رعاع كالحمر
ما هي الحية والطاووس إذ * كان معينين لإبليس الخسر؟
ما هي الحنطة إذ حذرها * آدم من بين النبات والخضر؟
وكيف لما ذاقها بدت له * سوأته و كان قبل مستتر ؟
وكيف تعليم الغراب أولاً * قابيل دفناً لأخيه إذ حضر ؟
وما هي النار التي كانت على الـــ * خليل إبراهيم برداً إذ شكر؟
وما هي الطير التي أنشرها * له الإله بعد موت إذ صبر ؟
وما هو الطوفان إذ عم وما * سفينة الألواح فيه والدسر؟
وما قميص يوسف وذئبه * والدم إذ جئ بإفك مشتهر؟
والجب إذ ألقي غيبته * إذ خص بما منه بهر؟
وخر سليمان ذو الملك وما * خاتمه وما العصا ساعة خر؟
وما هو الطير وما منطقها * والريح إذ تجرى به وتنسخر؟
ويونس إذ بلعته حوته * فشاهد الأنجم فيها واعتبر ؟
ونوم أهل الكهف والبعث لهم * وكلبهم سابعهم حسب الخبر؟
وسد يأجوج و مأجوج ومن * يلمسه من زمر بعد زمر ؟
وما طلوع الشمس من مغربها * ما بين قرني مارد لا ينزجر ؟
الإسلام يبيح حرية العقيدة والرأي ولا ينص على قتل المرتد والآيات تؤكد هذا المفهوم (لا إكراه في الدين) والنص الآخر الذي لا يقل روعة (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) كما أن الآيات العديدة التي تذكر من آمن ثم كفر أنه لا يقتل حتى ولو دخل وخرج العديد من المرات (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) .
فلو تم تنفيذ حكم قتل المرتد ما قال الله ثم كفروا ثم أمنوا ثم كفروا والتي تعنى أن الفرد دخل الإسلام وخرج أكثر من مرة وبالتالي ليس هناك حكم قتل المرتد كما يقول الغقهاء أقصد الجهلاء الذين شوهوا دينهم وكانوا سنداً لأعداء الدين وأعطوا لهم حجة للطعن فى دينهم وخلقوا بأفكارهم مجتمعاً منغلقاً منفراً جعل كثير من الإسلاميين يهربون من مجتمعات إسلامية ويطلبون حق اللجوء السياسى فى بلاد يعتبرونها كافرة وقد وفرت لهم هذه البلدان الحماية وحرية التعبير .
والأحاديث التى يستند إليها هؤلاء فى قتل المرتد وهى : (لا يحل دم امريء مسلم الا بثلاث: قاتل النفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة) وحديث (من بدَّل دينه فاقتلوه) وحديث (أهل عرينة الذين جاؤوا للعلاج في المدينة فلما ارتدوا وهربوا بالابل لم يكتف الرسول ص بقتلهم بل سمل عيونهم وقطع أطرافهم)،
الأحاديث لا تصل بالتأكيد لحجية القرءان لتهدم نصاً واضح الدلالة فى القرءان بمعنى أن الحديث لا يبلغ في القوة مهما بلغ درجة أن يهدم ركنا هاما من الإسلام مثل مبدأ عدم الاكراه، فالنص القرآني هو المرجع النهائي عند الخلاف، فإذا جاء نص من الحديث يخالف النص القرآني صراحةً، بشكل يقطع الطريق على المفهوم القرآني ألغاه النص القرآني بشكلٍ آلي، فعندما تقول الآية أن مبدأ الاكراه ملغي جملة وتفصيلا، ملغي فلا يستخدم ضد أي إنسان،
فقتال أبو بكر للمرتدين لم يكن بسبب الردة بل لأنهم رفضوا دفع الضرائب السيادية للدولة وهو ما يقصده بـــ عقال بعير علاوة على أنهم أعملوا القتل فى المسلمين ونهبوا بيت المال . لم يقاتلهم أبو بكر بسبب تغيير آرائهم أو تركهم للإسلام، بل بسبب مهاجمة المدينة، وقطع الطريق، ونهب القوافل، واستباحة الحرمات، وقتل العباد، والإفساد في الأرض .
وقتل الرسول أهل عرينة لأنهم قتلوا عدداً من المسلمون وساقوا الإبل وهربوا وليس بسبب الردة عن الإسلام وتغيير أرائهم .
ولو صح الحديث من بدل دينه فاقتلوه ما اعتنق المسيحيون الإسلام ولا اليهود ولا المشركين والكفار لأنهم سيقتلون من قومهم . ويكون الإسلام مصيدة الداخل فيه مولود والخارج منه مفقود .
÷ذا كانت حرية العقيدة هذه فلسفة الإسلام فلماذا تكرهون البهائيين على عدم ذكر دينهم فى الأوراق الثبوتية التى تصدرها مصلحة الأحوال المدنية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ والتى تعوق حياتهم وتمتعهم بحقوق المواطنة وتعد من صور التمييز ضدهم لعدم مساواتهم بغيرهم وإهداراً لمواثيق حقوق الإنسان .
مع أنهم يدفعون الضرائب السيادية للدولة وليس بينهم من يناهض الدولة والسلطان . ليس بينهم مسلحون لهم أغراض سياسية بل يطيعون قوانين البلاد .وشعارهم الأخوة العالمية والمحبة الإنسانية .
وسوف نتناول فى إيجاز شديد بعض مواقف أراء أحد أهم منظري الفكر الإسلامى فى العصر الحديث الذى يجتمع حول آرائه نفر غير قليل من المتشددين والمعتدلين على السواء ويعتبروه إماماً لأهل السنة بما يوضح التركيب النفسى والعقلى الذى أفرز بدوره الفكر المتطرف الذى يعانى منه المجتمع الدولى الآن وخصوصاً الحكومات الإسلامية قبل غيرهم إلا أن مدارس الفكر الإسلامى تتناول من فكره ما تعتقده أنه إيجابى وبناء وتهمل عن عمد الآراء المتطرفة وبالتالى لا يقدمون دراسة أمينة حول شخصيته ويعطى المعتدلين الحق للمتشددين بالأخذ بكل ما ورد عنه وهو يمثل فكراً يتناقض أشد التناقض مع التطور والتقدم والحضارة الإنسانية كلها ويمثل بدون أدنى شك أزمة الفكر الإسلامى فى العصر الحديث ألا وهو أحمد بن تيمية وقد كان يتميز بقدرة كبيرة على الحفظ وذاكرة قوية لاسترجاع المعلومات .
كانت المصاولات الفكرية هدفاً له يستنفر العلماء للجدال معهم لاستعراض عضلاته الفكرية كتلميذ شاطر وكان يتسم بالحدة والعصبية أثناء النقاش ويصور معارضيه على أنهم أعداء له ولمذهبه مع أن خاصية التمذهب أصلاً ضد خاصية الدين فالدين يجمع المؤمنين ويوحدهم ويؤلف بين قلوبهم ويعمق فى قلوبهم المحبة والتقوى بينما التمذهب يفرق المؤمنين ويثير بينهم العداوة والبغضاء والحروب والتفتت والتشرذم .
دفعته الحماسة لتكوين جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وحلق شعوب الشباب المرسل بالقوة دون إذن الحاكم وتراجع بعد ذلك واعترف بأن ذلك ليس من الشرع وأكد على ضرورة أخذ رأى الحاكم وموافقته ويبدو أن سبب تراجعه هو كسب الحاكم فى جانبه وحتى لا يعطى الفرصة لأحد للوشاية به عند الحاكم وهذا يمثل أحد الإرهاصات الفكرية العديدة فى فلسفته التى نشرت التطرف والبلطجة .
ومن الغريب أن فلسفة الرجل تتعارض مع صريح الآيات القرآنية حيث يقول الله فى القران :
بسم الله الرحمن الرحيم
( ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )
فمن أين جاء الرجل بهذه الأساليب المنفرة المنحطة اللهم إلا إذا كانت تعبر عن منهجه الشخصى وأسلوب حياته وهى بالفعل كذلك وبالتأكيد الإسلام برئ منها براءة الذئب من دم يعقوب الصديق .
وقد هاجم الصوفية بحدة واستعدى عليهم نائب السلطان وحارب فرق الباطنية بالسيف لمجرد اختلافهم عنه فى الرأى امتدادا لمنهجه فى البلطجة والتسلط ولم يطبق القاعدة الشرعية ( لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) . على اعتبار أن الصوفية وغيرهم كانوا من الضالين حسب رأيه . وفى اعتقادى أنه بلا شك عجز عن فهم طلاسم الفكر الصوفى . فالذين قتلوا المفكر الصوفى الحلاج اعترف أسلافهم بأنهم كانوا خاطئين وأنهم لم يستطيعوا أن يفهموا الحلاج فى عصره فظنوا أنه من الكافرين فقتلوه بينما كان قاتلوه هم الكافرون حقاً .
وأفتى بن تيمية بقطع الأشجار وهدم المنازل وتخريب العمران بحثاً عن أعدائه الذين تصورهم حسب عقليته المريضة ومزاجه المنحرف وتركيبته النفسية الدموية البعيدة عن التقوى والصلاح عكس ما يقرره الله فى القران المقدس :
بسم الله الرحمن الرحيم
( سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) .
البقرة 205
وقد كانت اجتهادات هذا الرجل ومن رضعوا بضاعته الفاسدة هم الذين شوهوا صورة الإسلام فى الشرق والغرب ونفروا الناس من الإيمان به .
وكان يميل إلى زيادة شعبيته عن طريق الرعية وأولى السلطة فى البلاد .
وقد قام بتصوير الله عز وجل أستغفر الله فى أسمائه وصفاته بالإنسان وحين ناقشه العلماء فى القاهرة فى محاكمته شرعياً تهرب وقال أنه لجأ إلى ذلك ليقرب فى ذهن العامة الصورة الحقيقية وأنكر أراء الصوفية فى أسماء الله وصفاته ولم يقدم البديل الفكرى .
تميز بأنه نقل عن السلف بالمسطرة وخصوصاً أحمد بن حنبل وسار على نهج السلف ولم يراعى ما للزمان من متطلبات ومثله الأعلى الشيخ النووى وله فيه رأى سيئ أنه أى النووى ينزع لامتلاك ما ليس له ولا يطيق من يخالفه بالعنف وكل الوسائل المشروعة وغيرها امتداداً لمنهج البلطجة الذى أصبح له السيادة ويمثل دستور المتطرفين .
رفض منطق الأشاعرة والإمام الغزالى فى تأويل الصفات ويرى استوى على العرش بمعنى استولى . وجاء ربك بمعنى وجاء أمر ربك وأجاز منهج البيان العربى بالحذف والإضافة فى التفسير . والدليل على خطأ منهجه تعارضه مع صريح القران ( ليس كمثله شئ ) وفى موضع آخر ( قل هو الله أحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ) .
فى الرسالة الحموية يرفض التأويل أو المجسمة أو المشبهة ويقول الاستواء معلوم والكيف مجهول لا تسأل بكيف . ويؤكد الصفات الواردة بالقران كما هى لله عين ويد و التى تتعارض مع القران أيضاً ليس كمثله شئ .
عقدت له محاكمة شرعية بالقاهرة من علماء المالكية والحنفية والشافعية وكانت تهمته أنه يشبه الله تعالى أستغفر الله بالبشر ويجسمه وقال إنما أراد أن يقرب للعامة المعنى على حساب الحقيقة الدينية بالطبع .
حاكمه الشيخ ابن مخلوف قائلاً له : أنت متهم بأنك تقول أن الله يجلس على العرش وأنه يتكلم بحرف وصوت .
فرد عليه ابن تيمية كيف تحكم فى وأنت خصمى ولم يجب على الاتهام فوضعه فى السجن واعتبر الحنبلى المسلم خصم المالكى المسلم وعادت المفاهيم الجاهلية تنخر كالسوس فى التراث الإسلامى .
وأنكر شفاعة الرسول والتوسل به فعاقبته المحكمة الشرعية .
وقال عنه ابن عطاء الله السكندرى أن ابن تيمية قليل الأدب ويسوق قلة الأدب اتركوه ينصرف لحاله .
وقد كان متخبطاً بشكل واضح فى تفسير الذات والصفات يجنح أحياناً للتشبيه وأحياناً لمنطق الأشاعرة ويرفضهم فى نفس الوقت .
ويرى أن العلم المادى وفن الكيمياء لجابر بن حيان لهو من عمل الشيطان يلهى عن ذكر الله وطلب من المسلمين أن يجتنبوا العلوم المادية ويحفزهم ضد التقدم العلمى . فهل من يتساءل لماذا تقدم الغرب وتخلف المسلمون .
بلا شك سيادة هؤلاء الجهلاء على عصور الاضمحلال الفكرى أدى إلى تخلف المسلمين . و من الغريب فى هذا العصر أيضاً أن يعتبر الأزهر وغيره من المؤسسات الدينية أن هذا الرجل إمام أهل السنة يدرسون أفكاره حتى الآن وهذا يدل على أن الإفلاس الفكرى وصل للذروة فى الفكر الإسلامى حتى النخاع وقد عم البلاء والفساد .
قصيدة شعرية فلسفية مهداه للسلفيين للإجابة عليها
القصيدة
ما أمور خفيت أنباؤها * عن ظاهريين رعاع كالحمر
ما هي الحية والطاووس إذ * كان معينين لإبليس الخسر؟
ما هي الحنطة إذ حذرها * آدم من بين النبات والخضر؟
وكيف لما ذاقها بدت له * سوأته و كان قبل مستتر ؟
وكيف تعليم الغراب أولاً * قابيل دفناً لأخيه إذ حضر ؟
وما هي النار التي كانت على الـــ * خليل إبراهيم برداً إذ شكر؟
وما هي الطير التي أنشرها * له الإله بعد موت إذ صبر ؟
وما هو الطوفان إذ عم وما * سفينة الألواح فيه والدسر؟
وما قميص يوسف وذئبه * والدم إذ جئ بإفك مشتهر؟
والجب إذ ألقي غيبته * إذ خص بما منه بهر؟
وخر سليمان ذو الملك وما * خاتمه وما العصا ساعة خر؟
وما هو الطير وما منطقها * والريح إذ تجرى به وتنسخر؟
ويونس إذ بلعته حوته * فشاهد الأنجم فيها واعتبر ؟
ونوم أهل الكهف والبعث لهم * وكلبهم سابعهم حسب الخبر؟
وسد يأجوج و مأجوج ومن * يلمسه من زمر بعد زمر ؟
وما طلوع الشمس من مغربها * ما بين قرني مارد لا ينزجر ؟