الاستدلات النقلية من الكتب المقدسة جزء2

فأن جميع ملل العالم تنتظر ظهورين بأنيان فى وقت واحد وكلهم موعود بذلك فاليهود موعودون فى التوراة بالمسيح ورب الجنود والمسيحيون موعودون فى الأنجيل برجوع المسيح وايليا والمسلمون موعودون فى شريعتهم بالمهدى والمسيح وكذلك الزردشتيون وغيرهم مما لو فصلناه لا قتضى التطويل. والقصد ان الكل موعودون بظهورين يتبدل العالم بعالم آخر ويتجدد عالم الوجود ويبدو الامكان فى ثوب جديد ويحيط به العدل والحق وتزول العداوة والبغضاء وتذهب من بين الطوائف والقبائل والملل أسباب التفرقة والاختلاف ويحصل بينهم ما يؤدى الى الوحدة والائتلاف والاتفاق فيتنبه الغافلون ويبصر العميان ويسمع الصم وينطق اليكم ويشفى المرضى ويحيا الأموات ويتبدل الحرب بالصلح وتنقلب العدواة بالمحبة ولا يبقى بينهم سبب للنزاع والجدال أبدا وينال البشر السعادة الحقيقية فيكون الملك مرآة الملكوت والناسوت سرير اللاهوت وتصبح الملل جميعها ملة واحدة والمذاهب مذهبا واحدا والبشر أسرة واحدة وتكون جميع أقاليم العالم كانها أقليم واحد وتنمحى وتفنى جميع الأوهام الجنسية والوطنية والشخصية واللغوية والسياسية ويفوز الكل بالحياة الأبدية فى ظل رب الجنود * والآن يلزم الاستدلال من الكتب المقدسة على وقوع هذين الظهورين والاستشهاد من أقوال الأنبياء فلذا نريد الآن أن نستدل من الكتب المقدسة ومنذ بضعة أيام وعلى هذه المائدة أقمنا الأدلة العقلية فى اثبات هذين الظهورين* والخلاصة انه ورد فى سفر دانيال ان المدة ما بين تجديد عمارة بيت المقدس الى يوم شهادة حضرة المسيح هى سبعون اسبوعا إذ بشهادة حضرته ينتهى القربان ويخرب المذبح وفى ذلك إخبار بظهور حضرة المسيح وبداية تاريخ السبعين أسبوعا المذكورة هى تجديد بيت المقدس وتعميره وفى هذا الخصوص صدر أربعة فرمانات من ثلاثة ملوك أولها من كورش صدر فى سنه 536 قبل الميلاد وهذا مذكور فى الاصحاح الأول من كتاب عزرا *والفرمان الثانى من داريوس الفارسى صدر سنة 519 قبل الميلاد وهذا وارد فى الاصحاح السادس من كتاب عزرا وأما الفرمان الثالث فمن ارتحشتا فى السنة السابعة من حكمه (أى فى سنة 547 قبل الميلاد وهذا مذكور فى الأصحاح السابع من كتاب عزراء والرابع من ارتحشتا صدر فى سنة 444 قبل الميلاد وهذا مذكور فى الاصحاح الثانى من كتاب نحميا) أما مقصد حضرة دانيال فهو الفرمان الثالث الذى صدر فى سنة 457 قبل الميلاد والسبعون أسبوعا عبارة عن 490 يوما وصريح الكتاب المقدس أن كل يوم سنة واحدة حيث يقول فى التوراة إن يوم الرب سنة واحدة إذا فالأربعمائة والتسعون يوما عبارة عن 490 سنة والفرمان الثالث الصادر من ارتحشتا كان قبل ولادة حضرة المسيح ب457 سنة وكان عمر حضرته وقت الشهادة 33 سنة ويضم 33 على 457 يكون المجموع 490 سنة وهى التى اخبر بها دانيال عن ظهور حضرة المسيح *وأما الآية الخامسة والعشرون من الاصحاح التاسع من دانيال فهى تخالف ذلك اذ أنها تبين سبعة أسابيع و62 أسبوعا ولذا احتار الكثيرون عند المطابقة وقالوا كيف أنه ذكر سبعين اسبوعا فى مقام و62 أسبوعا وسبعة أسابيع فى مقام آخر وفى هذا كل التباين والحقيقة هى أن دانيال يتفضل ويذكر تاريخين أولهما يبتدىء من وقت صدور أمر ارتحشتا لعزراببناء اورشليم وهذا هو السبعون أسبوعا التى تنتهى بصعود المسيح وبشهادة حضرته انتهت الذبيحة والقربان وثانيهما فى الآية السادسة والعشرين من بعد تمام تعمير بيت المقدس الى صعود المسيح ومدته 62 أسبوعا وطالت مدة العمارة سبعة أسابيع وهى عبارة عن تسعة وأربعين سنة وبضم السبعة أسابيع على الأثنين والستين اسبوعا يكون المجموع 69 أسبوعا وفى الأسبوع السبعين صعد حضرة المسيح وبهذا يتم سبعون أسبوعا وعلى هذا فليس ثمة خلاف * أما وقد ثبت ظهور حضرة المسيح باخبار دانيال فلنشرع فى أثبات ظهور حضرة بهاء الله وحضرة الباب ولقد ذكرنا حتى الآن الأدلة العقلية فلنبين إذغ النقلية منها الآيهالثالثة عشر من الأصحاح الثامن من سفر دانيال يقول ( فسمعت قدوسا يتكلم يسألقدوسا آخر الى متى الرؤيا من جهة المحرقة الدائمة ومعصية الخراب لبذل القدس والجند مدوسون فقال لى الى الفين وثلثمائة صباح ومساء فيتبرأ القدس ) إلى أن يقول ( أن هذه الرؤيا لوقت المنتهى ) يعنى الى متى تستمر هذه المصيبة وهذا الخراب والاحتقار أى متى يكون صبح الظهور ثم قال الى 2300 ليالوأيام وفى ذلك الوقت يصفو المقام المقدس * فالمقصود من هذا ان÷ يعين 2300 سنة وكل يوم عبارة عن سنة بنص التوراة. إذافمن تاريخ صدور فرمان ارتحشتا بتجديد بناء بيت المقدس الى يوم ولادة حضرة المسيح هو 456 سنة ومن يوم ولادة حضرة المسيح الى ظهور حضرة الباب 1844سنة وبضم 456 الى 1844 يكون المجموع 2300 سنة يعنى حصل تاويل رؤيا دانيال فى سنة 1844 ميلاديه وهى سنة ظهور حضرة الباب كما نص عليه فى سفر دانيال