& إتفاق الدين والعلم &
إن البهائية بناء على تعاليمها الأساسية لا تقبل الخرافات والأباطيل وتعتبر أن للظواهر التى تغاير( فى أول النظر) العلوم التحقيقية حقائق تأويلية معنوية ، وان الفيت فرضا تعليمات حرفية تتناقض مع العلم والعقل السليم ولم يوجد لها تأويل صحيح ولا تفسير ينطبق على البرهان الصريح اعتبرتها البهائية مجرد أوهام ولا لوم عليها فى ذلك .
ومن تفاريع هذه القاعدة الوطيدة ان البهائيين يعتقدون ضرورة اتحاد العلم والدين وتوافقهما .
وفى الحقيقة ، ان العلم والدين او التمدن والتدين ، او التبحر فى العلوم وخدمة الله يتحدان ويتفقان فى هذه الديانة كمال التوفيق ومنتهى الامتزاج ولا ينفك فيها أحدهما عن الآخر .
أما ما يظهر من التضارب والتناقض بينهما فمنشأه عدم فهم حقيقة الدين .
وقد وقعت منازعات شديدة بين ما يسمونه بالعلم وما يسمونه بالدين فى جميع العصور السابقة وإذا نظرنا بنور اليقين إلى أسباب هذه المنازعات نراها ترجع اما إلى الجهل أو التعصب أو ضيق العقل أو الغرور أو الطمع أو العناد . وكما يقول العلامة (هاكسلى) ان الآراء الصحيحة التى قررها الفلاسفة كانت ثمار عقولهم الناضجة بدون أن يوفقوها مع الآراء الدينية السائدة فى أيامهم فكان الحق عندهم عبارة عن محبتهم وصبرهم وانكارذواتهم وسلامة قلوبهم لا مجرد البراعة المنطقية .
وقد أكد لنا (بول BOOLE) الرياضى الشهير بأن جميع الاستنباطات والاستنتاجات الهندسية هى فى الأصل نتيجة صلاة وابتهال وتضرع من العقل المحدود إلى الفيض اللامتناهى للوصول إلى ما أرادوا من الشؤون المحدودة وان أكبر أساطين الدين والعلم لم يكن بينهما فى الحقيقة أى نزاع ، بل النزاع لم ينشأ إلا من اتباع هؤلاء المعلمين العظماء الذين اتبعوا حرفية التعاليم والكتب فبعدوا عن روحها الحقيقية .
إذن يتسنى لنا أن نتصور دون عناء أن العلم والدين الحقيقيين يمكنهما أن يعيشا بكل ائتلاف فى ظل هذا الدين العام الذى لايوجد فيه شئ يتنافى مع العلم والبرهان ، وطبقا للتعاليم البهائية لا يسوغ الاستهانة بالامور الوجدانية لأى شخص كان . وكل فكر أو مبدأ لا يضر بالسلام العام وعالم الانسان فهو مباح مشروع .
وكما أنه من غير الممكن للطائر أن يحلق فى الفضاء بغير جناحين قويين متكافئين ، كذلك لا يمكن للعالم الانسانى العروج والتسامى نحو الرقى والكمال إلا بجناحى الدين والعلم وان اتفق وحاول الطيران والتحليق بأحدهما واستغنى به عن الآخر فمصيره الفشل والسقوط لا محالة .
فالدين الخالى عن العلم لا يلبث ان تتخلله الأوهام والأباطيل والتقليد الأعمى وكذلك العلم بدون الدين لا بد وان يولد الشقاق والنزاع والحروب الدموية .
ولا ايسر على العلم الخالى من التعليم الدينى من ايقاد نار لا يطفأ لهبها ولا تخمد شعلتها بواسطة من الوسائط وتعيا كل الحيل عن تلاقى أمرها وتدارك ضرها . ومن أمثلة ذلك تلك العلوم المادية الاوربية الحاضرة ونتائجها من الاختراعات والاكتشافات المدمرة المهلكة التى تهدد العالم بالفناء . وفى ذلك ما يكفى لانتباه الانسان وادراكه ضرورة الدين واثره فى تعديل الاخلاق وتحسين السلوك والاطوار وضبط المرء ومنعه عن الخروج من جادة الاعتدال . ومن ذلك يتبين بجلاء ان الدين والعلم يتكافآن اهمية ولا يقل احدهما عن الآخر فى ذلك ويثبت ان الواجب لاجل انارة العالم كل الانارة والوقوف به على ورد الراحة والهناء هو تلقينه الامرين كليهما .
* من كتاب مختصر المبادئ البهائية *
إن البهائية بناء على تعاليمها الأساسية لا تقبل الخرافات والأباطيل وتعتبر أن للظواهر التى تغاير( فى أول النظر) العلوم التحقيقية حقائق تأويلية معنوية ، وان الفيت فرضا تعليمات حرفية تتناقض مع العلم والعقل السليم ولم يوجد لها تأويل صحيح ولا تفسير ينطبق على البرهان الصريح اعتبرتها البهائية مجرد أوهام ولا لوم عليها فى ذلك .
ومن تفاريع هذه القاعدة الوطيدة ان البهائيين يعتقدون ضرورة اتحاد العلم والدين وتوافقهما .
وفى الحقيقة ، ان العلم والدين او التمدن والتدين ، او التبحر فى العلوم وخدمة الله يتحدان ويتفقان فى هذه الديانة كمال التوفيق ومنتهى الامتزاج ولا ينفك فيها أحدهما عن الآخر .
أما ما يظهر من التضارب والتناقض بينهما فمنشأه عدم فهم حقيقة الدين .
وقد وقعت منازعات شديدة بين ما يسمونه بالعلم وما يسمونه بالدين فى جميع العصور السابقة وإذا نظرنا بنور اليقين إلى أسباب هذه المنازعات نراها ترجع اما إلى الجهل أو التعصب أو ضيق العقل أو الغرور أو الطمع أو العناد . وكما يقول العلامة (هاكسلى) ان الآراء الصحيحة التى قررها الفلاسفة كانت ثمار عقولهم الناضجة بدون أن يوفقوها مع الآراء الدينية السائدة فى أيامهم فكان الحق عندهم عبارة عن محبتهم وصبرهم وانكارذواتهم وسلامة قلوبهم لا مجرد البراعة المنطقية .
وقد أكد لنا (بول BOOLE) الرياضى الشهير بأن جميع الاستنباطات والاستنتاجات الهندسية هى فى الأصل نتيجة صلاة وابتهال وتضرع من العقل المحدود إلى الفيض اللامتناهى للوصول إلى ما أرادوا من الشؤون المحدودة وان أكبر أساطين الدين والعلم لم يكن بينهما فى الحقيقة أى نزاع ، بل النزاع لم ينشأ إلا من اتباع هؤلاء المعلمين العظماء الذين اتبعوا حرفية التعاليم والكتب فبعدوا عن روحها الحقيقية .
إذن يتسنى لنا أن نتصور دون عناء أن العلم والدين الحقيقيين يمكنهما أن يعيشا بكل ائتلاف فى ظل هذا الدين العام الذى لايوجد فيه شئ يتنافى مع العلم والبرهان ، وطبقا للتعاليم البهائية لا يسوغ الاستهانة بالامور الوجدانية لأى شخص كان . وكل فكر أو مبدأ لا يضر بالسلام العام وعالم الانسان فهو مباح مشروع .
وكما أنه من غير الممكن للطائر أن يحلق فى الفضاء بغير جناحين قويين متكافئين ، كذلك لا يمكن للعالم الانسانى العروج والتسامى نحو الرقى والكمال إلا بجناحى الدين والعلم وان اتفق وحاول الطيران والتحليق بأحدهما واستغنى به عن الآخر فمصيره الفشل والسقوط لا محالة .
فالدين الخالى عن العلم لا يلبث ان تتخلله الأوهام والأباطيل والتقليد الأعمى وكذلك العلم بدون الدين لا بد وان يولد الشقاق والنزاع والحروب الدموية .
ولا ايسر على العلم الخالى من التعليم الدينى من ايقاد نار لا يطفأ لهبها ولا تخمد شعلتها بواسطة من الوسائط وتعيا كل الحيل عن تلاقى أمرها وتدارك ضرها . ومن أمثلة ذلك تلك العلوم المادية الاوربية الحاضرة ونتائجها من الاختراعات والاكتشافات المدمرة المهلكة التى تهدد العالم بالفناء . وفى ذلك ما يكفى لانتباه الانسان وادراكه ضرورة الدين واثره فى تعديل الاخلاق وتحسين السلوك والاطوار وضبط المرء ومنعه عن الخروج من جادة الاعتدال . ومن ذلك يتبين بجلاء ان الدين والعلم يتكافآن اهمية ولا يقل احدهما عن الآخر فى ذلك ويثبت ان الواجب لاجل انارة العالم كل الانارة والوقوف به على ورد الراحة والهناء هو تلقينه الامرين كليهما .
* من كتاب مختصر المبادئ البهائية *