ان القرن العشرون هو أكثر القرون اضطراباً في تاريخ الجنس البشري، وباتت الأغلبيّة السّاحقة من أهل العالم، وقد روّعتها الفوضى الاجتماعيّة والأخلاقية التي دمغت مسيرة ذلك القرن، باتت حريصة على دفن ذكرى المعاناة التي جلبتها عقوده المتتالية. ومهما بدت الثقة في المستقبل هشّة واهنة الأساس، ومهما تعاظمت الأخطار التي تلوح في الأُفق، فإنّ الإنسانيّة تحاول جاهدة أن تتمسّك بالاعتقاد أنّه يمكن، عبر مصادفة تترابط فيها الظّروف، إخضاع أحوال الحياة البشريّة لتتوافق مع الرّغبات الإنسانيّة الرّاهنة.
إنّ الجنس البشريّ قد ألحق بنفسه دمارا هائلا إبّان هذه الفترة التاريخية التي نستعرضها الآن. فالأرواح التي أُزهقت لا يمكن أن تحصى أو تُعد. ونورد هنا فقط ما يبدو أمثلة صارخة في سلسلة الفظائع التي لم تعرفها حتى أحلك العصور الغابرة ظلاما ومنها: انهيار المؤسسات الأساسيّة للنظام الاجتماعي، وانتهاك حرمة قواعد اللياقة والأدب والتخلّي عنها فعلا، وخيانة الحياة الفكرية بالاستسلام لسيطرة مذاهب إيديولوجية تافهة بقدر ما هي جوفاء، ثم اختراع أسلحة الدّمار الشامل المرعبة وانتشارها، إضافة إلى الإفلاس الذي حلّ بأمم بأسرها، والفقر المدقع الذي أصاب جماهير غفيرة من عامة البشر، وأخيرا الدّمار الاعتباطي الأرعن الذي لحق ببيئة الكرة الأرضيّة.
تكتسح وجه البسيطة اليوم عاصفة هوجاء، عديمة المثال في عنفوانها، ولا يمكن التكهّن بمسارها، جالبةً الكوارث والنّكبات في آثارها المباشرة، بينما تبشّر نهايتها بنتائج باهرة لا يمكن تصوّر عظمتها. وتدفع بهذه العاصفة قوّة محرّكة، لا ترحم ولا تلين، تتّسع مجالا وتزداد زخما. ومهما كانت قدرتها على تطهير العالم مستورة وخفيّة لا يمكن تقفّي آثارها، فهي قدرة تتعاظم يوما بعد يوم. وهكذا تجد الإنسانية نفسها أسيرة في قبضة تلك القوى المدمّرة، وقد أذهلتها الشّواهد على ضراوة تلك العاصفة التي لا سبيل إلى مقاومتها، كما تجد نفسها أيضا عاجزة عن اكتشاف مصدر تلك العاصفة أو سبر غور معناها، أو التعرّف على نتائجها. فهاهي الإنسانية وقد أصابها الذّهول والارتباك، وألمّ بها عذاب أليم، ولفّها اليأس والقنوط، ترقب هبوب هذه الريح العاتية التي بعث بها الله لتخترق ربوع الأرض أطيبها وأبعدها، مزلزلة أسسها، مقلّبة نظمها، مشتّتة أممها، مخرّبة ديار شعوبها، مدمّرة مدنها، مشرّدة ملوكها إلى ديار الغُربة والنّفي، مقوّضة حصونها، مقتلعة جذور أنظمتها، مطفئة نورها،
إلاّ أنه في ضوء تعاليم حضرة بهاء الله لا يبدو مثل هذا الأمل مجرّد وهم سرابيّ فحسب، بل تجاهلا كاملا لمعنى وطبيعة المنعطَف الخطير الذي مرّت به الإنسانية عبر السنوات المائة من تلك الفترة الحاسمة. ولن تستطيع الإنسانية مواجهة تحدّيات المستقبل إلاّ إذا أدركت كُنه الأحداث التي وقعت في هذه الحِقبة من التاريخ. ولعلّ مقدار الإسهام الذي بإمكاننا أن نقدّمه كبهائيّين في هذا المضمار يتطلّب منا إدراك أهمّية هذا التحوّل التاريخي في القرن العشرين وتفهّم معناه.
وقد قدم لنا الدين البهائى ثمرات من مبادىء ونظم عليها ان تحقق الرخآء ووالطمآنينة للجنس البشرى وكما تفضل : يا أهل العالم إنكم أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد اسلكوا مع بعضكم بكل محبة واتحاد ومودّة واتفاق . قسماً بشمس الحقيقة إن نور الإتفاق يضئ وينير الآفاق. - منتخبات من آثار حضرة بهاءالله, ص ١٨٤
وكان مبدأ وحدة الجنس البشرى فخر هذا الدين وايضآ تحقيق السلام العالمى ونبذ كل التعصبات بجميع انواعها وحل المشاكل الأقتصادية بشكل رائع يتناسب مع احتياج البشر واتفاق الدين والعلم معآ لأن الدين مدعم للعلم والعلم خادم للدين وايضآ المساواة بين الرجل والمرأة فى الحقوق والوجبات واتيار لغة عالمية واحدة الى جانب اللغة القومية لكل شعب وتعميم التربية والتعليم للجميع و وجوب التحكيم الدولى من اجل صيانة حقوق الضعفاء وأخيرآ لبد من التحرى عن الحقيقة من خلال انفسنا .
يا ابن الروح! أحب الأشياء عندي الإنصاف لا ترغب عنه إن تكن إليَّ راغباً ولا تغفل منه لتكون لي أميناً وأنت توفق بذلك أن تشاهد الأشياء بعينك لا بعين العباد وتعرفها بمعرفتك لا بمعرفة أحد في البلاد فكّرْ في ذلك كيف ينبغي أن تكون. ذلك من عطيتي عليك وعنايتي لك فاجعله أمام عينيك. - الكلمات المكنونة العربية
إنّ الجنس البشريّ قد ألحق بنفسه دمارا هائلا إبّان هذه الفترة التاريخية التي نستعرضها الآن. فالأرواح التي أُزهقت لا يمكن أن تحصى أو تُعد. ونورد هنا فقط ما يبدو أمثلة صارخة في سلسلة الفظائع التي لم تعرفها حتى أحلك العصور الغابرة ظلاما ومنها: انهيار المؤسسات الأساسيّة للنظام الاجتماعي، وانتهاك حرمة قواعد اللياقة والأدب والتخلّي عنها فعلا، وخيانة الحياة الفكرية بالاستسلام لسيطرة مذاهب إيديولوجية تافهة بقدر ما هي جوفاء، ثم اختراع أسلحة الدّمار الشامل المرعبة وانتشارها، إضافة إلى الإفلاس الذي حلّ بأمم بأسرها، والفقر المدقع الذي أصاب جماهير غفيرة من عامة البشر، وأخيرا الدّمار الاعتباطي الأرعن الذي لحق ببيئة الكرة الأرضيّة.
تكتسح وجه البسيطة اليوم عاصفة هوجاء، عديمة المثال في عنفوانها، ولا يمكن التكهّن بمسارها، جالبةً الكوارث والنّكبات في آثارها المباشرة، بينما تبشّر نهايتها بنتائج باهرة لا يمكن تصوّر عظمتها. وتدفع بهذه العاصفة قوّة محرّكة، لا ترحم ولا تلين، تتّسع مجالا وتزداد زخما. ومهما كانت قدرتها على تطهير العالم مستورة وخفيّة لا يمكن تقفّي آثارها، فهي قدرة تتعاظم يوما بعد يوم. وهكذا تجد الإنسانية نفسها أسيرة في قبضة تلك القوى المدمّرة، وقد أذهلتها الشّواهد على ضراوة تلك العاصفة التي لا سبيل إلى مقاومتها، كما تجد نفسها أيضا عاجزة عن اكتشاف مصدر تلك العاصفة أو سبر غور معناها، أو التعرّف على نتائجها. فهاهي الإنسانية وقد أصابها الذّهول والارتباك، وألمّ بها عذاب أليم، ولفّها اليأس والقنوط، ترقب هبوب هذه الريح العاتية التي بعث بها الله لتخترق ربوع الأرض أطيبها وأبعدها، مزلزلة أسسها، مقلّبة نظمها، مشتّتة أممها، مخرّبة ديار شعوبها، مدمّرة مدنها، مشرّدة ملوكها إلى ديار الغُربة والنّفي، مقوّضة حصونها، مقتلعة جذور أنظمتها، مطفئة نورها،
إلاّ أنه في ضوء تعاليم حضرة بهاء الله لا يبدو مثل هذا الأمل مجرّد وهم سرابيّ فحسب، بل تجاهلا كاملا لمعنى وطبيعة المنعطَف الخطير الذي مرّت به الإنسانية عبر السنوات المائة من تلك الفترة الحاسمة. ولن تستطيع الإنسانية مواجهة تحدّيات المستقبل إلاّ إذا أدركت كُنه الأحداث التي وقعت في هذه الحِقبة من التاريخ. ولعلّ مقدار الإسهام الذي بإمكاننا أن نقدّمه كبهائيّين في هذا المضمار يتطلّب منا إدراك أهمّية هذا التحوّل التاريخي في القرن العشرين وتفهّم معناه.
وقد قدم لنا الدين البهائى ثمرات من مبادىء ونظم عليها ان تحقق الرخآء ووالطمآنينة للجنس البشرى وكما تفضل : يا أهل العالم إنكم أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد اسلكوا مع بعضكم بكل محبة واتحاد ومودّة واتفاق . قسماً بشمس الحقيقة إن نور الإتفاق يضئ وينير الآفاق. - منتخبات من آثار حضرة بهاءالله, ص ١٨٤
وكان مبدأ وحدة الجنس البشرى فخر هذا الدين وايضآ تحقيق السلام العالمى ونبذ كل التعصبات بجميع انواعها وحل المشاكل الأقتصادية بشكل رائع يتناسب مع احتياج البشر واتفاق الدين والعلم معآ لأن الدين مدعم للعلم والعلم خادم للدين وايضآ المساواة بين الرجل والمرأة فى الحقوق والوجبات واتيار لغة عالمية واحدة الى جانب اللغة القومية لكل شعب وتعميم التربية والتعليم للجميع و وجوب التحكيم الدولى من اجل صيانة حقوق الضعفاء وأخيرآ لبد من التحرى عن الحقيقة من خلال انفسنا .
يا ابن الروح! أحب الأشياء عندي الإنصاف لا ترغب عنه إن تكن إليَّ راغباً ولا تغفل منه لتكون لي أميناً وأنت توفق بذلك أن تشاهد الأشياء بعينك لا بعين العباد وتعرفها بمعرفتك لا بمعرفة أحد في البلاد فكّرْ في ذلك كيف ينبغي أن تكون. ذلك من عطيتي عليك وعنايتي لك فاجعله أمام عينيك. - الكلمات المكنونة العربية