منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se
منتديات عظمة هذا اليوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يا إلهي أغث هؤلاء البؤساء، ويا موجدي ارحم هؤلاء الأطفال، ويا إلهي الرّؤوف اقطع هذا السّيل الشّديد، ويا خالق العالم أخمد هذه النّار المشتعلة، ويا مغيثنا أغث صراخ هؤلاء الأيتام، ويا أيّها الحاكم الحقيقيّ سلّ الأمّهات جريحات الأكباد،ع ع

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address:

Delivered by FeedBurner


المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 43 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 43 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 138 بتاريخ 2019-07-30, 07:24
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    [/spoiler]

    أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

    معجزات حضرة موسى نبى الله

    اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    عاطف الفرماوى


    عضو ذهبي
    عضو ذهبي
    [b]
    تمتلئ كتب التفسير التي بين أيدي الناس عن طرائف قام بها حضرة موسى بدءاً بقصة اليد البيضاء التي خرجت من عباءة موسى حيث وضع يده في عبه وخرجت بيضاء فهل كانت يد موسى سوداء ولما وضعها في جيبه وأخرجها أصبحت بيضاء ومن المعلوم أن حضرة موسى كان أبيض البشرة بل شديد البياض وعلى درجة كبيرة من الجمال وكان مثار إعجاب زوجة الفرعون التي اتخذته ولداً لها وتربي في قصر الفرعون .
    وقد كان شاباً حينما أرسل الله إليه الوحي المقدس ليبعث على يديه حياة جديدة لليهود فكيف أن حضرته كان يحمل عصا ولم يكن راعياً للغنم كما فهم البسطاء فقد تربي في عز قصر الفرعون ؟
    وكيف أن العصا تحولت إلى ثعبان ضخم ؟ التقط كل الحيات التي كانت في طريقه حيث جمع الفرعون له السحرة وطرحوا حبالهم وعصيهم فتحولت إلى حيات بينما عصا موسى صارت ثعبان ضخم التقط كل حيات السحرة فآمن السحرة بموسى ورب موسى . وهذا تفسير لا يخلو من سذاجة مفرطة قد يتقبلها بسطاء العقول الذين يستهويهم قصص المغامرات ومشاهد الإثارة المفتعلة والمسلسلات البوليسية التي تمثل علاجاً نفسياً لهم لإخراج المكبوتات من قاع الهو إلى مظهر الوجود في الأنا فتخفف من التوترات والضغوط النفسية والعصبية التي يتعرض لها الإنسان في حياته ولم تساعده أحلامه ولا أحلام اليقظة على إخراجها .
    لهذا تجد مثل هذه القصص سوقاً رائجة بين جمهور البسطاء وأصحاب الأمراض النفسية والعصبية . ولو أعطانا الله بصيص من النور الإلهي لنتساءل ما علاقة السحر بالإيمان بالله ؟
    لابد أن يكون للداء علاقة بالدواء وهذا أمراً بديهياً .
    فهل منطقياً هنالك علاقة بين ألعاب السحر والإيمان بالله الواحد الأحد؟ قطعاً لا
    إذن لا يمكن أن حضرة موسى قام بألعاب سحرية أدت إلى إيمان الكهنة الذين يروجوا لعقيدة الشرك وعبادة الأصنام وعبادة الفرعون ذاته .
    بل قام حضرة موسى بتفنيد ادعاءات الكهنة وقام بكلمة الله بدحض كل أفكارهم وسادت كلمة الله العليا التي سجد أمامها كهنة الفرعون .
    والتففت كلمة الله كل الأفكار التي روجها الكهنة في المناظرة الفكرية التي نظمها الفرعون بإرشادات معاونيه وانتصر موسى عليهم وانتصرت كلمة الله فخر الكهنة ساجدين مقرين معترفين مؤمنين بنبوة موسى وأن إله موسى هو الله الواحد الأحد المستحق للعبادة وقد كانت العصا هي آيات التوراة التي كان يهش بها على غنمه الذين هم اليهود شعب الله المختار .
    ومن المعلوم أن كل الأنبياء متهمون بالسحر فهل أتي كل الأنبياء بألعاب سحرية مثل التي أتي بها حضرة موسى كما زعموا عنه ؟
    أستغفر الله العظيم أن ينسب إلى حضرته العلية أنه أرسل الأنبياء ليقوموا مقام السحرة والحواة ويقدمون للناس ألعاب سحرية وهو القائل : لا يفلح الساحر حيث أتي وإن كان السحر المادي لا وجود له إطلاقاً لأنه يتعارض مع منطق الطبيعة والقوانين الطبيعية وقوانين المادة التي خلقها الله .
    ولكن عملية السحر لا تزيد عن عملية نصب لخداع البصر وتضليله عن الواقع المادي الحقيقي الواقعي .
    أما المقصود بسحر الكهنة أنهم كانوا يسحرون عقول الناس بحجج شبه منطقية تجعلهم يقبلون بأفكارهم .
    وقد اتهم الكهنة كل الأنبياء بالسحر أيضا لأنهم أناروا بصائر الناس بنور الإيمان فآمنوا وانصرفوا عن الأفكار العاطلة الباطلة التي يروجها الكهنة .
    وقد تسببت هذه النظرة الضيقة الساذجة في التفسير لكلمة الله في الكتب المقدسة إلى انصراف فصيل من الناس عن الأديان والديان وقضية الإيمان كلية كما هو مسجل في مناهج الفلسفة .
    وقد تسببت هذه النظرة الضيقة في التفسير إلى حيرة كبيرة لذوي العقول بين الإيمان القلبي والإيمان العقلي .
    وسوف نقوم بتوفيق من الله في تحقيق ما جاء بشأن حضرة موسى في الآيات المقدسة في القرءان الكريم : -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل العقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من أهلي أشدد به أزري وأشركه في أمري).
    لنتأمل حضرة موسى يستعد لمعركة فكرية فطلب من الله طلبين أن يفك عقدة لسانه ويجعل هارون أخيه مساعداً له في هذه المناظرة ليساعده .
    فأجابه في أمر هارون الذي أصبح كبير الكهنة ومن صلبه تورث الكهانة إلى قيام الساعة وقال له أن حضرة الذات العلية يسمع ويرى وحسب ما يعطيه يتكلم بآيات الله البينات التي تنتصر ويكون لها الغلبة دائما .
    ويوضح الله أسباب تكليف حضرة موسى في الآية المقدسة التالية من سورة القصص في القرءان الكريم : -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين . ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهـــــــمـــــــن وجنودهما ما كانوا منه يحذرون ) . ز القصص ( 4 : 6 )
    وفي موضع آخر يؤكد حضرة الذات الإلهية أنه أرسل موسى لهداية فرعون وقومه وأعطاه التوراة المعبر عنها بالعصا التي يهش بها على غنمه أي التي يربى بها شعبه وله فيها مآرب أخرى في طلب التجليات والمقام الرفيع في الملكوت الإلهي والتي تحولت إلى ثعبان كناية عن القوة والشجاعة حيث التهمت وسفهت وانتصرت على الأفكار التي يروجها كهنة فرعون الذين خروا ساجدين أمام آيات التوراة وعرفوا أنها الحق من عند الله فآمنوا بكلمة الله العليا ولم يجدوا محيصاً من الاعتراف والرضوخ والتسليم أمام الحجة البالغة كلمات الله المقدسة التي تهتز لها الجبال . في قوله تعالى : -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( ثم أرسلنا موسى وأخاه هـــــــــــــرون بـءـــــــــــأيــــــــــــتنا وسلطــــــــن مبين إلى فرعون وملأه فاستكبروا وكانوا قوماً عالين . فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عــــــــــــبدون فكذبوهما فكانوا من المهلكين ولقد ءاتينا موسى الكتــــــــــب لعلهم يهتدون ) . الأنبياء ( 45 : 49 )
    وتتوالي الآيات المقدسة لتوضيح أسباب البعث الإلهي في الدورة الموسوية والظهور الإلهي الجديد بهدف تخليص الشعب اليهودي من أسر فرعون وانتهاء فترة الرق والعذاب التي تذوقها اليهود على يد الفرعون كمرحلة من مراحل التهذيب لشعب الله المختار .
    حيث يرفض فرعون المحروم من الرحمة الإلهية المناظرة مع موسى ويشير عليه بعض أفراد حاشيته المقربون أن يجمع له الكهنة الذين يسحرون عقول الناس بأفكارهم لممارسة الشرك وعبادة الأوثان بل عبادة الفرعون ذاته لأن الأفكار التي يروجها حضرة موسى تتسم بالخطورة على مكانة الفرعون الاجتماعية التي اكتسبها بين الناس زمناً طويلاً وبالتالي تؤثر سلباً على مكاسبه الاقتصادية حيث تنتقل الرئاسة من يده إلى يد موسى وقوم موسى الذين يتخذهم الفرعون عبيدا له وقد كان لهم سيداً وإلها فهل يصبح الفرعون تابعاً لموسى وقوم موسى ؟
    وبالفعل تغلب حضرة موسى على كهنة الفرعون في المناظرة الفكرية التي أعدها الفرعون أمام جمع من المصريين في أحد الأعياد المصرية القديمة ولم يجد الكهنة سوي الرضوخ والتسليم بما قاله حضرة موسى وأمام آيات التوراة حجة الله البالغة كلمة الله العليا خر الكهنة ساجدين وأعلنوا إيمانهم أمام الفرعون الذي شعر بالاضطراب والإحراج الشديد فتوعدهم بالقتل ولفق لهم تهمة التآمر مع موسى لإفساد عقيدة المصريين كعادة حكومات الطغاة في رفض حقوق الإنسان وقيم الديمقراطية للمواطنين أفراداً وجماعات .
    واعترف كهنة مصر بشجاعة أدبية استقوها من تاريخ مصر الحضاري العريق و جذور الإيمان الروحي العميق في الشخصية المصرية من قديم الزمن خلال المناظرة أن ما يقوله حضرة موسى هو الحق من عند الله وأن ما كانوا يروجونه بين الناس ليسحروا عقولهم بعبادة الأوثان وعبادة الفرعون هو الباطل والهرطقة .
    وقد كان الموقف عصيباً أيضاً بالنسبة لحضرة موسى قبل مقابلة الفرعون إلا أن الله كان قد قدر ذلك سلفاً لحماية الشعب اليهودي من أسر فرعون وتخليصه من العبودية ليبدءوا رحلة دخول الأرض المقدسة ويؤسسوا دولة الملكوت الإلهي كما وعد الرب حضرة إبراهيم .
    وقد كان حضرة موسى هو ذلك البطل الذي وقع عليه الاختيار من جانب الرب لتنفيذ هذه المهمة المقدسة فكيف يهرب حضرة موسى من التكليف الإلهي لا شك أن الضعف البشري ينتاب حتى الأنبياء لأنهم بشر إلا أن الله يتعهدهم برعايته ليقوموا بتنفيذ الوعد الإلهي المقدر سلفاً .
    فيطمئنهم الله أن حضرته سيكون معهم دائما ويحميهم من مكر الماكرين بل سيتكلم الله بلسانهم يقولون كما أعطي لهم حيث توحي لهم الروح القدس بأنات لا تنطق بها فيتحرك لسان النبي بكلمة الله التي تعلو ولا يعلي عليها وترضخ أمامها أقوال البشر ولا يجدوا مفراً من التسليم والسجود لها والاعتراف بها لأن لها الغلبة دائما ولو بعد حين في النهاية ينتصر الله والأنبياء والرسل وتسود كلمة الله وتتواري ما عاداها .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وإذ نادي ربك موسى أن ائت القوم الظــــــــلمين قوم فرعون ألا يتقون قال رب إني أخاف أن يكذبون ويضيق صدري ولا ينطق لساني فارسل إلى هــــــــــــرون ولهم على ذنب فأخاف أن يقتلون قال كلا فاذهبا بـءـايــــــتنا إنا معكم مستمعون فأتيا فرعون فقولا أنا رسول الله أن أرسل معنا بني إسر ئيل قال ألم نربك فينا وليداً ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكـــــــــــفرين قال فعلتها إذاً وأنا من الضــــــــــلين ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكماً وجعلني من المرسلين وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسر ئيل قال فرعون وما رب العالمين قال رب السمــــــــــو ت والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين قال لمن حوله ألا تستمعون قال ربكم ورب آبائكم الأولين قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون ) .
    الشعراء ( 10 : 27 ) ز
    حينما سمع فرعون آيات التوراة المقدسة المملوءة بالقوة الإلهية شعر بالعجز والاضطراب ولم يستطيع مجاراة موسى في الحوار فأشار إليه معاونوه بجمع الكهنة المتخصصون في دراسة العقائد فهم أجدر على مناقشة موسى وبالفعل طلب موسى جمع الكهنة المعبر عنهم بالسحرة لعقد مناظرة فكرية بينهم وبين موسى وأعطي موسى موعداً لهذا اللقاء في يوم الزينة في حضور جمهور من الناس لثقته أن الكهنة سيكشفون أن ما يروجه موسى أفكار مضللة حسب زعمه فينكشف أمره أمام الناس وبهذه الحيلة يقضي على موسى وأفكار موسى وتظل له السيطرة والعظمة والقوة والسلطنة والملك .
    وبالفعل حضر الكهنة الذين أرادوا أن يساوموا الفرعون على حصولهم على منافع مادية في حالة انتصارهم فوافق الفرعون وقال لهم سوف تكونوا من المقربين في العطايا والهبات وقد كان الأمر كذلك في ترويض الرعية للفرعون نظير حصولهم من الفرعون ومن الرعية على مكاسب مادية ويحوزوا المكانة الاجتماعية .
    إلا أن الكهنة في المناظرة الفكرية بينهم وبين حضرة موسى شعروا بالاضطراب أمام حجة الله البالغة والآيات المقدسة في التوراة التي أوحي بها الله لموسى فخروا ساجدين ولم يجدوا محيصاً من التسليم والإيمان بموسى نبياً وبرب موسى إلها .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( قال أولو جئتك بشيء مبين قال فأت به إن كنت من الصـــــــــدقين فألق عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للنـــــــــظرين قال للملأ حوله إن هــــــــــــــذا لســــــــــحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون . قالوا ارجه وأخاه وابعث في المدائن حـــــــــشرين يأتوك بكل سحار عليم فجمع السحرة لميقـــــــــــــت يوم معلوم فألق موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون فألقي السحرة ســــــــــجدين قالوا ءامنا برب العالمين ) . ز الشعراء ( 30 : 47 )
    جاء موسى بثعبان القوة والشجاعة من آيات الله البينات التوراة المقدس كلمة الله العليا الحجة البالغة المعبر عنها بالعصا التي يرعي بها شعبه ويربيهم بالتعاليم الإلهية في آيات التوراة كتاب الله المقدس التي تغلبت علي الأباطيل التي يروجها الكهنة للشرك وعبادة الأصنام بل وصل الأمر لترويض الرعية لعبادة الفرعون ذاته .
    فجاء موسى ببيضاء المعرفة والعلم الإلهي التي تشع من آيات التوراة كتاب الله المقدس كلمة الله العليا التي لها الغلبة دائماً .
    فهل كانت يد حضرة موسى سوداء ولما وضعها في جيبه صارت بيضاء كما تصور السذج والبلهاء . لقد كان حضرة موسى أبيض البشرة وعلى درجة كبيرة من الجمال جعل زوجة فرعون تتعلق به وتتخذه ولداً وتربيه في قصر الفرعون .
    فهل كان المقصود أن يد حضرة موسى صارت بيضاء شكلاً أم معني فاليد تعني القوة الإلهية المنبثقة من آيات التوراة وقد كانت البيضاء هي بيضاء المعرفة اللدنية وفيض العلم الإلهي .
    لا شك أن سذاجة التصورات والتعامل مع النص الحرفي لرسم حروف الكلمة والمعني اللغوي المباشر أفرز التفسير السطحي الذي كان سبباً في سيادة الخرافات وانتشارها .
    من يتصدي لتفسير كلمة الله لا بد وأن يكون موهوباً من الله بإيمان قوي ونورا إلهياً في قلبه وعقله حتى يقدم للرعية تفسيراً مقبولاً لأصحاب العقول ولا يتناقض مع العلم والمنطق وقوانين المادة والقوانين الطبيعية .
    وتستمر المناظرة بين حضرة موسى والكهنة الذين وصفوا آيات التوراة بالسحر والمقصود أنها لها قوة السحر في إقناع عقول الناس وقلوبهم وإخراجهم من أرض المعتقدات القديمة التي ألفوها وتوارثوها عن آبائهم وأجدادهم جيلاً بعد جيل إلى أرض الإيمان الجديدة حيث يعبد الناس الإله الواحد الأحد الفرد الصمد ولا يشركون معه أحدا لأن الإله غيور ومنتقم وجبار وبالمؤمنين رؤوف رحيم .
    حيث قال الفرعون عن موسى أنه يريد أن يخرجكم من أرضكم أى أرض المعتقدات الوثنية إلى أرض التوحيد ثم يواصل لحديثه قائلاً ويذهب بطريقتكم المثلى ويقصد بها حسب زعمه العقيدة الوثنية التى ورثوها وهى فى نظرهم كما صورها لهم الكهنة أنها الطريقة المثلى .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هــــــــذا لسحر مبين ) . يونس 66
    تأمل أيها العاقل الحق الذي جاء من عند الله ليس سوى كلمة الله العليا التي لها الغلبة والقوة والنصر المبين على مدار التاريخ آيات التوراة كتاب الله المقدس التي وصفوها بالسحر لما لها من القوة والسلطنة والعظمة والسيادة والسيطرة تطوى كل ما عاداها حجة الله البالغة فآمن بها من شرح الله قلبه للإيمان وكتبت له النجاة والغفران وفاز بالرحمة الإلهية ونعيم الفردوس الأعلى .
    أم كان الحق الذي جاء من عند الله كما تصور السذج الجهلاء مجرد ألعاب سحرية كالتي يقوم بها السحرة والحواة والتي لا علاقة بينها وبين الإيمان بالله وآياته المقدسة ورسله وأنبيائه وكتبه والجنة والنار .
    من المعلوم أن جميع الأنبياء متهمون بالسحر فهل قاموا جميعاً بألعاب سحرية أمام الناس وتركوا أستغفر الله كلمة الله وكتبه ورسالاته التي فيها منهج الدعوة إلى الله والدعوة إلى خلاص الإنسان ليرث الملكوت .
    ويرد حضرة موسى على اتهام الكفار لكلمة الله بالسحر قائلاً :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هــــــــذا ولا يفلح الســـــــــــــــحرون . قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه ءاباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين . وقال فرعون ائتوني بكل سحــــــــــــر عليم . فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون . فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ). يونس ( 67 :81 )
    يبكت موسى الكهنة ويقول لهم أتقولون على كلام الله أنه سحر ويؤكد لهم أن الساحرون لا يفلحون فهل يمارس حضرته السحر أمامهم ثم يقول لهم لا يفلح الساحرون فهل يأتي موسى أستغفر الله بعمل المفسدين وهو يهدي القوم الظالمين لأنفسهم ومن اتبعهم بل يقول للكهنة أن ما يقولونه هو السحر الذي سحر عقول الناس وجعلهم مشركين وهذا هو عمل المفسدين الذي سيبطله الله حتماً بماذا هل بالسحر أيضاً ؟
    لا ولكن بكلماته التي تنتصر في النهاية مهما كانت الصعوبات وتنهار جبال الشرك وتهرب كل مرضعة كانت قد أرضعت الناس هذه الأفكار الضالة المضللة وكل ذات حمل حملها كانت تحمل بذور الفساد لهذه الأضاليل الباطلة العاطلة .
    فكلمة الله هي كلمة الحي الباقي الذي لا يموت الحق التي لها السيادة والبقاء أما كلمات المشركين تناقلوها من ميت عن ميت فتصير إلى العدم حتما تزول وتتزلزل أمام كلمة الله المملوءة بالقوة الإلهية .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( ويحق الحق بكلمــــــــــــــته ولو كره المجرمون ) . يونس 82
    وكتب الله لبني إسرائيل النجاة من أرض الشرك وبحر الكفر والضلال الذي يغرق من يقع في حبائله مثل ما وقع فرعون وغرق في بحر الكفر والضلال فغرقت روحه في الظلمات وأصبح من أهل النار وأبقي الله قصته عبرة حيث قال ننجيك بجسدك ليكون آية للناس أي درساً للتاريخ لجميع الأجيال اللاحقة يتناولوها في جميع الدورات الدينية ليتعلموا منها ويعرفوا إلى أي منقلب ينقلب فيه المكذبين .
    وإن كان فرعون قد أدرك في نهاية الجدل الفكري مع حضرة موسى أن ما يقوله موسى هو الحق من عند الله وأراد أن يؤمن وسجل القرءان اعترافه إلا أن السماء كانت قد أغلقت ولم يقبل الله توبته .
    فقد كان التركيز في هذه المرحلة التاريخية كان لتأسيس دولة الملكوت لشعب الله المختار اليهود بني إسرائيل .
    ولم تكن فترة نشر الملكوت الإلهي ليشمل العالم كله قد بدأت بعد التي جاءت بحضرة المسيح الذي قال لتلاميذه اذهبوا إلى جميع الأمم وأكرزوا بالإنجيل لكل شعوب العالم . وأصبحت المسيحية أول ديانة تبشيرية بالملكوت الإلهي لجميع المؤمنين بالله بعد أن كان حكراً على اليهود شعب الله المختار فأصبح كل من يفعل إرادة الله يصير ابنا لله كالمسيح تماماً .
    فمن يا ترى يربح الملكوت ؟
    وفي ذلك تقول الآيات المقدسة في القرءان الكريم : -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وجــــــــــــــــــوزنا ببني إسر ءيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدواً حتى إذا أدركه الغرق قال ءامنت بأنه لا إله إلا الذي ءامنت به بنو إسر ءيل وأنا من المسلمين . ءالـءـــــــــن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك ءاية وإن كثيراً من الناس عن ءايـــــــــــــتنا لغـــــــــــــــــفلون ) . يونس ( 90 : 92 )
    ويؤكد المولي عز وجل أن حضرته لم يعطي الكليم سوى الكتاب المعبر عنه بالتوراة وآياته المقدسة التي تدعو الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد الفرد الصمد وأوحي إلى أخيه هارون ليساعده في الأمر الإلهي في قوله تعالي : -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولقد ءاتينا موسى الكتـــــــــــب وجعلنا معه هـــــــــرون وزيرا . الفرقان 35
    وفي سورة النمل تأكيد أن اليد البيضاء كانت يد الهداية والرحمة الإلهية وبيضاء العلم الإلهي والمعرفة اللدنية لهداية البشرية التي تشع من نور آيات التوراة المقدس التي جاء بها حضرة موسى من الله وفيها الحجة البالغة التي خر أمامها فرعون وكهنته ساجدين ولما شعروا بالعجز أمامها قالوا عنها أنها السحر في قوله تعالي : -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع ءايـــــــــــــــــــت إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوماً فــــــــــــــسقين . فلما جاءتهم ءايـــــــــــــتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين ) . النمل ( 12 : 13)
    وتتوالي الآيات المقدسة لتأكيد هذا المفهوم في سورة الزخرف : -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( ولقد أرسلنا موسى بـءــــــــــأيـــــــــــــتنا إلى فرعون وملائه فقال إني رسول رب العالمين ) . الزخرف 46
    ماذا كان رد المشركون حينما قال لهم حضرة موسى أنا رسول رب العالمين ؟
    طلب المشركون من حضرة موسى معجزة خارقة لقوانين الطبيعة من تلك الأفكار المريضة التي تتفاعل في مخيلتهم حيث تترعرع الإرهاصات والوساوس المرضية لكفار كل العصور تشابهت قلوبهم وعقولهم .
    كما يسجل ذلك الآيات المقدسة في قوله تعالي في كتابنا المقدس : -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين. الزخرف 53
    فلو أنهم رأوا المعجزات من حضرة موسى بالصورة المادية للمعني السطحي المباشر للكلمات وليس المعني المجازي هل كانوا طلبوا من حضرته هذه المعجزة ؟ قطعاً لا
    أين إذاً اليد التي خرجت بيضاء والعصا التي تحولت إلى ثعبان بل أن الكهنة أيضا تحولت عصيانهم وحبالهم إلى حيات وعقارب تسعي .
    طبعاً لا يجوز فهم هذه الآية المقدسة في ضوء التفسير الساذج لمفهوم تحول اليد إلى بيضاء شكلاً لا معني وتحول العصا إلى ثعبان شكلاً لا معني
    ولكن التفسير الأقرب إلى العقل والفطرة السوية أن هذه الأمور مجازية أن موسى أعطاه الله ثعبان القوة والشجاعة وتتمثل هذه القوة في الكلمة الإلهية التي قهرت كلمات البشر في كل العصور وكان لها البقاء والخلود والتي خرجت منها بيضاء المعرفة ويد الرحمة الإلهية بالنجاة والخلاص الأبدي والعلم الإلهي والمعرفة اللدنية .
    ماذا قال حضرة موسى للمشركين حينما طلبوا منه معجزة ؟ هل استجاب لهم ؟ طبعاً لا . لأنه : -
    أولاً : طلبهم خارج عن قدراته الشخصية فقد كان بشراً رسولاً .
    ثانياً : الآيات تأتي من الله الخالق البارئ المصور القادر القاهر وفق قوانين صنع بمقتضاها الإنسان والطبيعة والأجرام والأفلاك السماوية وغيرها .
    وطلب الكفار خارج نطاق هذه القوانين .
    ثالثاً : أن الكفار لن يؤمنوا حتى لو جاءتهم هذه الآيات المزعومة فما المبرر إذاً لتحقيق طلباتهم ماداموا لن يؤمنوا ولماذا يستجيب الله لطلبهم؟ وحتى لا يكون للناس حجة على الله بعد الرسل أن ترك لهم الكتب المقدسة
    وقد سجل القرءان في آياته المقدسة ماذا قال لهم موسى حينما طلب الكفار منه معجزة ؟ وذلك في قوله تعالي :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذباً فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افتري ) . الزخرف ( 61 )
    فلو كانت المعجزات بهذه السهولة التي استهواها ضعاف العقول ماذا كان يمنع حضرة موسى بتنفيذ المعجزة ولكن حضرة موسى استنكر طلب الكفار طلبات تخرج عن الناموس الطبيعي الذي أقره الإله وتوعدهم بعذاب الله والطرد من الرحمة الإلهية .
    وبعد هذا البيان الإلهي شعر الكهنة بالتخبط واختلفوا بين مؤمن وبين خائف من بطش فرعون فلا يرغب في إظهار إيمانه والبعض لما شعر بالعجز أمام آيات الله البينات أراد أن يستعدي الناس ضد موسى وأفكار موسى وهذه الصورة يلجأ إليها الإعلام العاجز لمحاولة التأثير على الرأي العام لتأييد فكرة غير منطقية كما تسجل الآيات المقدسة في قوله تعالي : -
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( فتنازعوا أمرهم وأسروا النجوى قالوا إن هــــــــــــذان لســــــــــــحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلي ) . ز الزخرف ( 63 : 64 )
    بعد هذا التخبط الذي وقع فيه حاشية الفرعون استعدوا الناس ضد موسى وأفكار موسى التي يخشي الفرعون من انتشارها وقالوا للناس أن موسى وهارون ساحران يريدون أن يسحروا عقولكم ويخرجوكم من أرض المعتقدات القديمة التي تكرس للشرك وعبادة الأصنام التي كانت سائدة كطريقة يمارسها المصريين القدماء في ذات الوقت إلى أرض الإيمان الجديدة التي تدعو الناس إلى عبادة الإله الواحد الأحد الفرد الصمد لا شريك له المتفرد في صفاته وأفعاله الأحق بالعبادة وحده دون سواه الحقيقة الأبدية الخالدة الباقية وكل ما عاداه سراب مكتوب عليه الزوال والفناء فالله هو الحق وحقيقة الحقائق وكل ما عاداه باطل .
    حتى أن فرعون استشار معاونيه في قتل موسى حتى تذهب أفكاره أدراج الرياح وينتهي أمره وأمر دعوته التي تؤثر بالسلب على الفرعون ومكانته الاجتماعية التي بحظي بها بين الرعية وكذلك تؤثر حتما على مكاسبه المادية ونفوذه الاقتصادي وقد قام بفبركة أسباب قتل موسى بأنه يخاف على الرعية كشكل من أشكال الوصاية الأبوية على الشعب وكأن هذا الشعب قاصر ويحتاج إلى الوصي الرشيد دائماً كما تفعل كل الحكومات المستبدة المتسلطة التي تكرس لاستمرارها على مقعد السلطة حتى مجيء عزرائيل مخلص الشعوب المقهورة والمغلوبة على أمرها من الحكام الطغاة تلك الأنظمة التي لا تعرف حقوق الإنسان وتصادر من الناس حق الاعتقاد والتعبير عن الرأي وكل المفاهيم الديمقراطية الحديثة .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو يظهر في الأرض الفساد ) . غافر ( 26 )
    وذلك لأن أفكار موسى بدأت تتسرب إلى جمهور المصريين حيث التربة خصبة لانتشار أفكار التوحيد الموروثة من عهد إدريس الذي هو أوزوريس وزوجته إيزيس وإخناتون الذي هو أخنوخ وغيرهم فقد كانت مصر أرض الإيمان بالإله الواحد الأحد من قديم الزمان قبل تحريف العقيدة الدينية وانتشار الأساطير الخرافية .
    فاستنكر رجل مؤمن من آل فرعون فكرة قتل موسى عرف أن ما جاء به حضرة موسى هو الحق من عند الله وما يروجه كهنة فرعون والفرعون ذاته هو الباطل ووجه دعوة للناس لفهم ما يقوله حضرة موسى وأعطي للناس الخيار الديمقراطي وقال لهم لو أن ما يقوله موسى هو الخير سوف تعم الفائدة للجميع ولو أن ما يقوله كان غير ذلك فلن يضركم شيئاً إن استمعتم إليه ولن يقع الضرر إلا على شخصه لأنه ادعى على الله باطلاً وقد سجل القرءان هذه الحقيقة قبل ظهور المفاهيم الديمقراطية الحديثة وميثاق حقوق الإنسان بآلاف السنين لأن الحضارة المصرية عريقة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وقال رجل مؤمن من ءآل فرعون يكتم إيمــــــــنه . أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينـــــــــــــــــت من ربكم وإن يك كــــــــذباً فعليه كذبه وإن يك صادقاً يصيبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب ) ز غافر 28
    ونلقي الضوء على آراء المدرسة الصوفية في فهم الآيات المقدسة لنستفيد منها في الفهم والتفسير :
    يرى الإمام الغزالي أن البعث بعد الموت هو زوال الجهل ويرى أن عصا موسى أن حضرته أبطل شك المنكرين بحجج إلهية لا تقبل إنكاراً ولا رداً واليد البيضاء تعني بيضاء العلم والمعرفة والثعبان يعني القوة والشجاعة حيث التهم كل الأفكار الباطلة لكهنة فرعون ويرى أن أمر الله لموسى أن يخلع نعليه بالوادي المقدس يقول أن من يريد امتلاك الوحدانية الحقيقية يجب عليه أن يطرح عن نفسه الدنيا والآخرة وهما المقصودين بالنعلين ويرى ابن عربي أن تأويل الآيات هي روح النص والتفسير الظاهري بدن النص .
    ويرى أن التابوت الذي وضع فيه موسى هو طبيعته الناسوتية البشرية واليم هو العلم الإلهي والمعرفة العليا والمقصود بما تلك بيمينك يا موسى إشارة إلى نفسه أي الحق التي هي في يد عقله إذ العقل يمين يأخذ الإنسان به العطاء من الله والتخلق بأخلاقه أي لا يمكن لهذه الأمور إلا بها وأهش بها على غنمي أي اخبط أوراق العلوم النافعة والحكم العملية من شجرة الروح بحركة الفكر وأهش بها على غنم القوى الحيوانية ولي فيها مآرب أخري من كسب المقامات وطلب الأحوال والمواهب والتجليات . قال ألقها يا موسى أي خلها من ضبط العقل فألقاها أي خلاها فإذا هي حية تسعي أي ثعبان يتحرك من شدة الغضب وكانت نفسه قوية الغضب شديدة الحدة فلما بلغ مقام التجليات للصفات كان من الضروري الاستعداد للتجلي القهري كما ذكر في سورة الكهف فبدل غضبه عند فنائه بالغضب الإلهي والقهر الرباني فصور ثعبان يتلقف ما يجد . قال خذها أي اضبطها بعقلك كما كانت ولا تخف من استيلائها عليك وظهورها استعيدها صورتها الأولى أي ميتة فانية صائرة إلى رتبة القوى النباتية التي لا شعور لها ولا واعية . واضمم يدك إلى جناحك أي اضمم عقلك إلى جانب روحك لتتنور بنور الهداية الحقانية فإن العقل بموافقة النفس وانضمامه إليها وإلى جانبها الذي هو الجناح الأيسر لتدبير المعاش يتكدر ويختلط بالوهم فلا يتنور ولا يقبل المواهب الربانية والحقائق الإلهية فأمر بضمه إلى جانب الروح ليصفي ويقبل نور القدس . وتخرج بيضاء منورة بنور الهداية الحقانية ونور القدس من غير سوء أي آفة أو نقص أو مرض من آثار الوهم والخيال .
    هذه التصورات الروحية التي توصل إليها أقطاب المدرسة الصوفية بإلهام من الله شاركهم فيها الزمخشرى المعتزلى في كتابه الكشاف كما كتب ابن عربي في الفتوحات المكية وكتب إخوان الصفا في منشوراتهم والمتكلمين وغيرهم ولكن في آخر الزمان تسود بضاعة الرصيف إيذانا بزوال الأمة بكاملها فتسود الهرطقات وتتسيد الخزعبلات وتنزوي الحقيقة قليلاً لتظهر مع الظهور الإلهي في دورة جديدة برسول جديد وعهد جديد ورسالة جديدة ومن المعلوم أن إنتاج ابن عربي ظل يدرس في جامعات أوربا وخصوصا في فرنسا حتى القرن العشرين ولكن لا كرامة لنبي في وطنه .

    الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى