منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se
منتديات عظمة هذا اليوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يا إلهي أغث هؤلاء البؤساء، ويا موجدي ارحم هؤلاء الأطفال، ويا إلهي الرّؤوف اقطع هذا السّيل الشّديد، ويا خالق العالم أخمد هذه النّار المشتعلة، ويا مغيثنا أغث صراخ هؤلاء الأيتام، ويا أيّها الحاكم الحقيقيّ سلّ الأمّهات جريحات الأكباد،ع ع

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address:

Delivered by FeedBurner


المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 45 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 45 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 138 بتاريخ 2019-07-30, 07:24
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    [/spoiler]

    أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

    الشّفاء والعلاج

    اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    1الشّفاء والعلاج Empty الشّفاء والعلاج 2010-12-06, 09:27

    عاطف الفرماوى


    عضو ذهبي
    عضو ذهبي

    الشّفاء والعلاج

    "إنّ التّوجّه للّه شفاء للجسد والعقل والرّوح"
    (عبدالبهاء)

    الجسد والرّوح

    يخدم الجسد، طبقًا للتّعاليم البهائيّة، غرضًا وقتيًّا في ترقية الرّوح، حتّى إذا تمّ هذا الغرض يطرح الجسد جانبًا، كما يخدم قشر البيض غرضًا مؤقّتًا لنموّ الفرخ، فإذا تمّ ذلك الغرض ينكسر القشر ويطرح جانبًا. ويقول عبدالبهاء بأنَّ الجسد المادّي ليست له القدرة على دوام البقاء لأنَّه مركّب من عناصر مختلفة وذرّات مجتمعة ولا بدّ له من أنْ ينحلّ إلى عناصره الأوّليّة إذا حان وقته.

    ويجب أنْ يكون الجسد خادمًا للرّوح لا أنْ يكون سيدّها، ويكون خادمًا مطيعًا قويًّا راغبًا في عمله، ويجب أنْ يعاملَ بالاحترام اللاّئق الذّي يستحقّه الخادم المطيع، فإذا لم يعامل المعاملة الّلائقة، فإنّ الأمراض والمصائب تحدث له، وتكون النّتيجة وخيمةً له ولسيدّه.

    وحدة الحياة كلّها

    إنّ أحد المبادئ الأساسيّة التّي أعلنها بهاءالله هو مبدأ وحدة عشرات الألوف من أشكال ومراحل الحياة على الأرض، فصحّة أجسادنا مرتبطة بصحّتنا العقليّة والخلقيّة والرّوحانيّة، وكذلك مرتبطة بصّحة أبناء جنسنا الاجتماعيّة والبدنيّة فرادى وجماعات، وحتّى أنّها مرتبطة بحياة الحيْوانات والنباتات بحيث أنّ كل واحد من الموجودات يتأثر بالآخر إلى حد أعظم ممّا يبدو لنا في الظاهر.

    وعلى ذلك ليس هناك أمر من أوامر الرّسل يتعلّق بأيّ نوع من أنواع الحياة إلا وله صلة بحياتنا الجسديّة. ومن تعاليمهم ما ينصّب مباشرةً على الصحّة الجسديّة أكثر من غيرها. وهذه التّعاليم هي التّي نتقدّم الآن للاطّلاع عليها ودراستها.

    حياة البساطة

    يقول عبدالبهاء:-

    "الاقتصاد أساس سعادة البشر، والشّخص المبذّر في عناء وضيق على الدّوام، والإسراف ذنب لا يغتفر. وعلينا أنْ لا نعيش على الآخرين كالطّفيلي من النّباتات. وكل فرد يجب أنْ تكون له حرفة سواءً أكانت يدويّة أم كتابيّة. ويجب عليه أنْ يعيش حياةً نظيفةً شهمةً أمينةً، وأنْ يكونَ مثالاً في العفّة والنّقاء يقتدي به الآخرون. وأشرف للمرء أنْ يكتفي بكسرة من الخبز من أنْ يتمتّع بفاخر الطّعام متعدّد الألوان من جيوب الآخرين. والمرء القنوع يتمتّع دائمًا براحة

    واطمئنان قلبيّ"( ).

    وليس أكل اللحوم محرّمًا ولكنّ عبدالبهاء يقول:-

    "إنّ طعام المستقبل سيكون الفواكه والحبوب، وسيأتي يوم لا تؤكل فيه اللّحوم. فعلم الطّب لا يزال في طفولته، ومع هذا فقد أثبت أنْ طعامنا الطّبيعي هو ما تنبته الأرض".( )

    الخمور والمخدّرات

    يمنع بهاءالله منعًا باتًّا استعمال المخدّرات إلا في حالة المرض.

    التّمتّع بالحياة

    إنّ التّعاليم البهائيّة مبنيّة على الاعتدال لا على التقشّف. فالتّمتع بالأشياء الجميلة الطّيبة في الحياة سواء أكانت ماديّة أم روحانيّة أمر تشجّعه التّعاليم البهائيّة بل تدعو إليه، فيقول بهاءالله بالنّص:-

    "لا تحرموا أنفسكم عما قدّر لها". ويقول كذلك ما ترجمته:-
    "يجب أنْ تظهر على وجوهكم آثار البهجة والبِشر".

    ويقول عبدالبهاء:-

    "إنّ جميع ما خلق هو لأجل الإنسان فهو أشرف المخلوقات. وعليه أنْ يكون شاكرًا للنّعم الإلهيّة، فجميع الأشياء الماديّة مخلوقة لأجلنا لندرك أنَّنا عن طريق الشّكر نستطيع أنْ نرى الحياة نعمة إلهيّة، فإذا سئمنا الحياة كفرنا بهذه النّعمة الإلهيّة، لأنّ وجودنا الماديّ والرّوحانيّ هما علائم الموهبة الإلهيّة. فعلينا إذًا أنْ نكون

    مبتهجين ونقضي أوقاتنا بشكر اللّه وتقدير كلّ الأشياء".( )

    ولما سُئل عبدالبهاء عمّا إذا كان تحريم الميسر واليانصيب يتناول جميع الألعاب بمختلف أشكالها أجاب:-

    "لا، فإنّ بعض الألعاب بريئة ليس فيها ذنب إذا كان الغرض منها التّرفيه، ولكنْ هناك خطرًا في أنْ ينحطّ التّرفيه ويتحوّل إلى ضياع الوقت، وضياع الوقت غير مقبول في أمر اللّه. لكنّ التّسليّة التّي تؤدّي إلى نموّ القوى الجسمانيّة كالرّياضة البدنيّة شيء مقبول".( )

    النّظافة

    يقول بهاءالله في الكتاب الأقدس بالنّص:-

    "تمسّكوا بحبل اللّطافة على شأن لا يرى من ثيابكم آثار الأوساخ... كونوا عنصر اللّطافة بين البرية... ادخلوا ماءً بكرًا والمستعمل منه لا يجوز الدّخول فيه. إنّا أردنا أنْ نراكم مظاهر الفردوس في الأرض ليتضوّع منكم ما تفرح به أفئدة المقرّبين".

    وأشار أبو الفضائل في كتابه "الحجج البهيّة" إلى أهميّة هذه الأوامر، وخاصّة في بعض أنحاء الشّرق، حيث تستعمل المياه الملوّثة للأغراض المنزليّة والاستحمام والشّرب مما تنشأ عنه أوضاع غير صحيّة فظيعة وأنواع الأمراض السّارية والشّقاء المرير. وهذه الأوضاع التّي يظنّها البعض مؤيّدة برضاء اللّه وموافقة للدّين

    يمكن تبديلها بين الشّرقيّين عن طريق واحد وهو طريق الأوامر التّي ينزلها من هو مؤيّد بسلطة إلهيّة. وفي كثير من أنحاء نصف الكرة الغربيّ هناك تحوّل مدهش سيحدث لو اعتبرت النّظافة ليست بعد التّديّن والتقوى في منزلتها فحسب بل جزءًا أساسيًّا من التّقوى والتّديّن.

    أثر إطاعة الأوامر الإلهيّة

    إنّ لأوامر النّظافة والبساطة في الحياة واتّباع القوانين الصّحيّة والامتناع عن تناول الكحول والأفيون وغيرها من المخدّرات أهميّة لا تحتاج إلى بيان أو تعليق رغمًا عن عدم تثمين الكثيرين لأهميّتها الحيويّة وعدم تقديرهم لها حقّ قدرها. ولو روعيت هذه الأوامر مراعاةً شاملةً لاختفت معظم الأمراض السّارية وكثير غيرها من الأمراض الأخرى. وإنّ عدد الأمراض التّي تنشأ عن إهمال الاحتياطات الصّحيّة البسيطة والانهماك في تعاطي الكحول والأفيون عدد هائل لا يدخل تحت حصر. ولا تقتصر إطاعة هذه الأوامر على التّأثير على الصّحة فقط بل إنّ لها تأثيرًا عظيمًا أيضًا في تهذيب الأخلاق والآداب. فالمشروبات الرّوحيّة والأفيون تؤثّر على ضمير الإنسان ووجدانه مدّة طويلة قبل أنْ تؤثّر على هيئته ومشيته أو تسبّب له أمراضًا واضحة جسمانيّة. حتّى أنّ الفائدةّ الخُلُقيّة والرّوحانيّة التّي يجنيها الإنسان من الامتناع عن تعاطيها أعظم من الفائدة الجسمانيّة. ويقول عبدالبهاء بخصوص النّظافة:- "إنّ النّظافة الظّاهريّة ولو أنّها أمر جسمانيّ لكنْ لها تأثيرًا شديدًا على الرّوحانيّات... والمقصود هو أنّ النّظافة والطّهارة الجسمانيّة

    لهما تأثير على الأرواح الإنسانيّة أيضًا"( ).

    ولو أطاع النّاس أوامر الرّسل الخاصّة بالعفّة في العلاقات الجنسيّة لزال سبب من أقوى أسباب الأمراض ولأصبحت الأمراض الزّهرية البغيضة التّي تهدم صحّة الآلاف من النّاس الأبرياء والمذنبين والآباء وأطفالهم شيئًا لم يكن مذكورًا.

    وكذلك لو أطاعوا أوامر الرّسل الخاصّة بالعدل والمواساة المتبادلة ومحبّة الإنسان لجاره كمحبّته لنفسه، لزال أثر الأعمال الشّاقّة المنهكة والفقر المدقع ولانعدم أثر البطالة والانغماس في التّرف الدنيء في هدمها العقلي والخُلُقي والجسماني.

    ومجرّد الطّاعة لأوامر موسى وبوذا والمسيح ومحمد وبهاءالله الخاصّة بالصّحة والأخلاق كفيل في مقاومة الأمراض وتحقيق ما لا يستطيع تحقيقه جميع الأطباء وجميع القوانين الصّحيّة العامّة في أنحاء المعمورة. ولو كانت الطّاعة لهذه الأوامرعامّة، لتحسّنت الصّحة العامّة في الحقيقة تحسّنًا شاملاً، ولشاهدنا المعمّرين من النّاس يعيشون كما تعيش الفاكهة السّليمة التّي تنضج وتطيب قبل أنْ تسقط من الغصن الذّي يحملها، بدلاً مما نشاهده اليوم من حصاد الموت للأرواح في طفولتها وفي شبابها.

    الرّسول كطبيب

    نحن نعيش في دنيا تعّد فيها إطاعة أوامر الرّسل السّالفين من قبيل الاستثناء لا القاعدة، وتعتبر فيها محبّة الذّات أكثر نفوذًا من

    محبّة اللّه، وتحتلّ فيها المصالح الحزبيّة الضيّقة مقام الأسبقيّة على مقام المصالح الإنسانيّة العامّة، وتفضّل فيها الممتلكات الماديّة والمباهج الشهوانيّة على السّعادة الرّوحانيّة للعالم الإنسانيّ. ومن هنا نشأت المنافسات والتّطاحن الشّرس والظّلم والاستبداد وأقصى نهايات الغنى المفرط والفقر المدقع وكلّ الأوضاع التّي تساعد على انتشار الأمراض العقليّة والجسمانيّة. ونشأ عن ذلك أنّ جميع شجرة الإنسانيّة بكاملها أصبحت مريضة، وشاركت في هذا المرض العام كلّ ورقة من أوراق هذه الشّجرة، حتّى بات المقدّسون والطّاهرون يقاسون الآلام نتيجة خطايا الآخرين. فاشتدّت الحاجة إلى العلاج – علاج الإنسانيّة جمعاء أممًا وأفرادًا. وهكذا نجد بهاءالله كأسلافه الملهمين لا يرينا سبيل المحافظة على الصّحة فحسب بل يرينا كيف نسترد الصّحة إذا فقدناها. فقد أتى كما يأتي الطّبيب العظيم الذّي يشفي أمراض العالم الجسمانيّة والعقليّة جميعها.

    الشّفاء بالوسائل الماديّة

    ظهر في عالم الغرب اليوم بعث مشهود للإيمان بكفاءة العلاج بالوسائل العقليّة والرّوحانيّة. وفي الحقيقة ذهب الكثيرون في ثورتهم على الأفكار الماديّة التّي سادت في القرن التّاسع عشر حول الأمراض ومعالجتها إلى التّطرف في إنكار فائدة العلاجات الماديّة أو فائدة الطّرق الصّحيّة مهما كان نوعها. لكنْ بهاءالله يرى فائدة كلا النّوعين من العلاجات الماديّة والرّوحانيّة، وهو يعلمنا أنّ فنّ الطّب يحتاج إلى التّطوير والتّشجيع والتّكميل حتّى يتم الانتفاع من جميع وسائل المعالجة انتفاعًا تامًّا، كلّ في دائرتها اللاّئقة بها.

    وعندما كان يمرض أحد أفراد عائلة بهاءالله كان بهاءالله يستدعي طبيبًا اختصاصيًّا، وقد أوصى أتباعه باتّباع هذه الطّريقة ففي "الكتاب الأقدس" يقول بالنّص:-

    "إذا مرضتم ارجعوا إلى الحُذّاق من الأطبّاء".

    وهذا مطابق لموقف البهائيّة من العلوم والفنون على وجه العموم مطابقة تامّة. فجميع العلوم والفنون النّافعة لبني الإنسان ينبغي تقديرها وترويجها. ويستطيع الإنسان أنْ يصبح سيّدًا على جميع الأشياء الماديّة عن طريق العلم ولكنّه يبقى عبدًا أسيرًا لهذه الأشياء الماديّة ما دام جاهلاً.

    وكتب بهاءالله في لوح إلى أحد الأطباء بالنّص:-

    "لا تتركْ العلاج عند الاحتياج ودعه عند استقامة المزاج... عالج العلّة أوّلاً بالأغذية ولا تُجاوز إلى الأدوية. إنْ حصل لك ما أردت من المفردات لا تعدُل إلى المركّبات. دعْ الدّواء عند السّلامة وخذه عند الحاجة".

    وكتب عبدالبهاء في أحد ألواحه ما ترجمته:-

    "يا طالب الحقيقة! إنّ معالجة الأمراض على نوعين: نوع بواسطة الأدوية ونوع بالقوى المعنويّة. فالنّوع الأوّل يتم بالمعالجة الماديّة، والثّاني يتم بالمناجاة والتّوجّه إلى الله. وكلا النّوعين مقبول ... ولا تضارب بينهما. واعلمْ أنّ المعالجة الماديّة رحمة وموهبة إلهيّة، لأنّه تعالى كشف لعباده علم الطّب وأوضح سبله لهم حتّى ينتفعوا كذلك بهذا الّنوع من العلاج"( ).

    وهو يعلمنا بأنّ أذواقنا وغرائزنا، لو لم تكن قد لوثتها أساليب العيش الرّعناء غير الطّبيعيّة، لأصبحت خير مرشد لنا في انتخابنا الطّعام المناسب والفواكه والأعشاب الطّبيّة وغيرها من العلاجات، كما هي الحال في عالم الحيْوان. ففي حديث ممتع له عن الشّفاء مسجّل في كتاب المفاوضات الصّفحة 234 قال في ختامه:-

    "إذا صار من المعلوم أنّه يمكن العلاج بالأطعمة والأغذية والفواكه. ولكنْ حيث أنّ الطّب لا يزال ناقصًا إلى الآن فلهذا لم يهتد الأطّباء إلى معرفة ذلك تمامًا. وحينما يصل الطّب إلى درجة الكمال، يكون العلاج بالأطعمة والأغذية والفواكه وبالنّباتات الطّيبة الرّائحة وبالمياه الّتي تختلف درجاتها في الحرارة والبرودة".

    والقوّة الشّافية هي في الحقيقة قوّة إلهيّة، حتّى في وسائل العلاج المادّي. لأنّ خواص الأعشاب والمعادن هي من المواهب الإلهيّة، لأنّ "كلّ شيء يعتمد على الله. وإنّما الأدوية هي وسائل ظاهريّة نستطيع بها الوصول إلى الشّفاء الإلهيّ".

    العلاج بغير الوسائل الماديّة

    ويعلمنا بهاءالله أنّ هناك أيضًا طرق عديدة للشّفاء بغير الوسائل الماديّة، فهناك "عدوى الصّحة" كما أنّ هناك "عدوى المرض"، ولو أنّ الأولى بطيئة وذات مفعول ضئيل والثّانية سريعة وذات مفعول شديد.

    وقد تؤثّر أحوال المريض العقليّة، "وإيحاءاته" الذّاتيّة تأثيرًا فعّالاً في تعيين هذه الحالات. فالخوف والغضب والقلق وغيرها لها ضررها البالغ على الصّحة، بينما الأمل والحب والبهجة لها أثرها

    الطّيب. ولذلك يقول بهاءالله في لوحه إلى أحد الأطباء بالنّص:-

    "الزم القناعة في كل الأحوال، بها تسلم النّفس من الكسالة وسوء الحال. أنْ اجتنب الهم والغم، بهما يحدث بلاء أدهم. قل الحسد يأكل الجسد، والغيظ يحرق الكبد. اجتنبوا منهما كما تجتنبون من الأسد".

    ويقول عبدالبهاء:-

    "يخلق السّرور لنا أجنحة، فنكون في أيّام السّرور أقوى جسمًا وأشد عقلاً... ولكنْ إذا ساورنا الغم، فإنّ قوّتنا تبعد عنّا"( ).

    وكتب عبدالبهاء عن طريق آخر من طرق الشّفاء العقلي:-

    "بأنْ يتوجّه إنسان صحيح تمام التّوجّه نحو شخص مريض. وهذا الشّخص المريض يكون منتظرًا الشّفاء بلهفة أيضًا، ومعتقدًا تمام الاعتقاد بأنّه سيكتسب الصّحة من القوّة الرّوحيّة لهذا الإنسان الصحيح، بحيث يحصل ارتباط قلبيّ تام بين الصّحيح والمريض. فيوجّه الشّخص السّليم كلّ عنايته لشفاء المريض الّذي يكون على يقين أيضًا بحصول الشّفاء. فمن التّأثير والتّأثّرات النّفسانيّة تتهيّج الأعصاب، وتلك التّأثّرات وهياج الأعصاب تصير سببًا لشفاء المريض".( )

    لكنّ طرق الشّفاء هذه محدودة في أثرها، وربما لا تنجح في شفاء الأمراض المستعصية.

    قوّة الرّوح القدس

    إنّ أكبر قوّة شافية هي قوّة الرّوح القدس، فقد كتب عبدالبهاء:-

    "أمّا القسم الرّابع فهو حصول الشّفاء بقوّة الرّوح القدس. وليس هذا مشروطًا بالتّماس ولا بالنّظر حتّى ولا بالحضور ولا بأي شرط من الشّروط سواء أكان المرض بسيطًا أم شديدًا وسواء أحصل تماس بين الجسمين أم لا وسواء أحضر المريض أم لم يحضر بل يتم ذلك بقوّة الرّوح القدس"( ).

    وفي محادثة مع أحد الزّائرين في عكّا في أكتوبر (تشرين الأوّل) 1904 يقول عبدالبهاء:-

    "إنّ الشّفاء الّذي يحصل من قوّة الرّوح القدس لا يحتاج إلى تماس أو تركيز، بل يحصل بواسطة إرادة الشّخص المقدّس ودعائه. وربّما كان المريض في الشّرق وكان الشّافي في الغرب وكانا لا يعرفان بعضهما. ولكن بمجرّد توجّه الشّخص المقدّس بقلبه إلى الله وشروعه بالدّعاء يشفى المريض. وهذه موهبة اختصّت بها المظاهر المقدّسة والّذين هم في أعلى مقام".

    ومن هذا القبيل كانت أعمال الشّفاء الّتي قام بها السّيد المسيح وتلاميذه، وأعمال الشّفاء المشابهة الأخرى الّتي نسبت إلى الرّجال المقدّسين في جميع العصور. وكان بهاءالله وعبدالبهاء قد اختصّا بهذه الموهبة، وقد وعدا أتباعهما المخلصين بحصولهم على مثل هذه القوّة.

    حالة المريض النّفسيّة

    ولكي تفعل قوّة الشّفاء الرّوحانيّ فعلها التّام هناك بعض الشّروط الضّروري توفّرها في المريض وفي الشّافي وفي أصدقاء المريض وفي الهيئة الاجتماعيّة بمقياس أكبر. فأوّل مستلزمات المريض هي أنْ يتوجّه بكل قلبه إلى الله، وتكون لديه ثقة تامّة وإيمان كامل بقدرته تعالى وإرادته لما يشاء. وقد تحدّث عبدالبهاء إلى سيّدة أمريكيّة في أغسطس (آب) 1912 بما ترجمته:-

    "ستمضي جميع هذه الآلام وستنالين الصّحة التّامّة الجسمانيّة والرّوحانيّة... وليكنْ قلبك مطمئنًا واثقًا منْ أنّ كلّ خير سوف يتيسّر لك من موهبة بهاءالله ومن فضل بهاءالله... ولكنّك يجب أنْ تتوجّهي بوجهك توجّهًا تامًّا إلى الملكوت الأبهى مثل توجّه مريم المجدليّة نحو السّيد المسيح، وأؤكد لك أنّك ستنالين الصّحة الجسمانيّة والصّحة الرّوحانيّة. فإنّك لائقة. وأبشرّك بأنّك لائقة لأنّ قلبك طاهر.. فكوني مطمئنّة وكوني مسرورة كوني مبتهجة وكوني آملة".

    ومع أنّ عبدالبهاء في هذه الحالة الخاصّة قد ضمن نوال الصّحة الجسمانيّة الكاملة، لكنّه لا يفعل ذلك في جميع الحالات، حتّى ولو كان هناك إيمان قويّ من جانب الفرد المريض. فقد تحدّث إلى أحد الزّائرين له في عكّا بما ترجمته:-

    "إنّ المناجاة المنزلة لغرض الشّفاء إنّما هي للشّفاء الرّوحانيّ وللشّفاء المادي كليهما. فإذا كان الشّفاء في صالح المريض منح له

    حتمًا. وقد يكون الشّفاء سببًا في حدوث أمراض أخرى، وفي هذه الحالة تقتضي الحكمة الإلهيّة عدم استجابة بعض الأدعية.

    "يا أًمَة الله! إنّ قوّة الرّوح القدس تشفي العلل الماديّة والرّوحانيّة كليهما"( ).

    وكتب مرّة أخرى إلى شخص مريض ما ترجمته:-

    "تقتضي أحيانًا إرادة الله أمرًا لا يفهم الخلق حكمته، ولكنّ الأسباب والعلل لذلك تظهر فيما بعد. فاعتمدْ على الله وتوكّلْ عليه وسلّم الأمور لإرادته إنّه رؤوف رحمن رحيم. وسيشملك الفضل والعناية"( ).

    ويعلمنا عبدالبهاء أنّ الصّحة الرّوحانيّة "تساعد على الوصول" إلى الصّحة الجسمانيّة، ولكن الصّحة الجسمانيّة تتوقّف عادة على عدّة عوامل بعضها خارج عن إرادة الفرد. وحتّى حينما تكون أحوال المريض أعلى نموذج للرّوحانيّة فإنّ ذلك "لا يضمن" نوال الصّحة الجسمانيّة في كلّ حالة، فأقدس الرّجال والنّساء قد يعانون الأمراض أحيانًا.

    ومع ذلك فإنّ التّأثير الحميد الّذي ينتج من الاستقامة الرّوحانيّة على الصّحة الجسمانيّة أقوى بكثير مما يتصوّره الكثيرون في العادة، وهو وحده كاف لإزالة السّقم في نسبة عظيمة من الحالات. فقد كتب عبدالبهاء إلى سيّدة إنكليزيّة ما ترجمته:-

    "قد كتبت بخصوص الضّعف الجسماني. أسأل من ألطاف

    بهاءالله أنْ تصبح روحك قويّة، وبواسطة قوّة روحك يتم شفاء جسمك".

    وتحدّث كذلك ما ترجمته:-

    "إنّ الله قد وهب الإنسان قوى عجيبة ليكون دائمًا متوجّهًا إلى الله العلي ومستمدًّا فضله. والشّفاء أحد أفضاله العديدة. ولكنّ الإنسان وا أسفاه! لا يشكر هذه الألطاف العليا، بل ينام نوم الغفلة، ولا يعتني بالرّحمة العظمى التي ينعم الله عليه بها، بل يولّي وجهه عن النّور ويسير في سبيله في الظّلام"( ).

    الشّخص الشّافي

    إنّ قوّة الشّفاء الرّوحانيّ ولا شك موجودة في جميع البشر قلّت أم كثرت، إلا أنّ هناك بعض أشخاص ذوو موهبة استثنائيّة في الشّفاء، كما أنّ هناك أشخاص ذوو موهبة خاصّة في علم الحساب أو الموسيقى. وهؤلاء ينبغي لهم أنْ يجعلوا الشّفاء فنًّا لهم في حياتهم. ولكنْ يا للأسف أصبح العالم في القرون الأخيرة ماديًّا إلى درجة كاد العلاج الرّوحانيّ يكون معدومًا.

    إنّ موهبة الشّفاء كبقيّة المواهب يجب تشخيص وجودها والتّدرب عليها وتعلّمها حتّى تصل إلى أسمى تطوّرها وقوّتها. وربّما يوجد الآن في العالم الآلاف ممن وهِبوا بطبيعتهم قابليّة الشّفاء ولديهم هذه الموهبة الثّمينة ولكنّها في حالة كمون وخمول. وعندما تُعرف قدرات الشّفاء الرّوحانيّ والعقلي معرفة تامّة، فهنالك

    سيتطوّر فنّ الشّفاء ويسمو قدره وتزداد كفاءته زيادة لا تحصى. وإذا اقترنت هذه القوّة والمعرفة الجديدة لدى الشّخص الشّافي مع إيمان المريض وأمله بالشّفاء، فحينذاك نتوقّع النّتائج الباهرة.

    ويقول بهاءالله في لوح إلى طبيب بالنّص:-

    "على الله التّكلان. لا إله إلا هو الشّافي العليم المستعان... ولا يفوت عن قبضته من في السّموات والأرض. يا طبيب اشف المرضى أوّلاً بذكر ربّك مالك يوم التّناد، ثمّ بما قدرّنا لصحة أمزجة العباد. لعمري الطّبيب الذي شرب خمر حبي لقاؤه شفاء، ونفسه رحمة ورجاء. قل تمسّكوا به لاستقامة المزاج، إنّه مؤيّد من الله للعلاج. قل هذا العلم أشرف العلوم كلّها. إنّه السّبب الأعظم من الله محيي الرّمم لحفظ أجساد الأمم، وقدّمه على العلوم والحكم. ولكنّ اليوم هو اليوم الّذي تقوم على نصرتي منقطعًا عن العالمين. قل يا إلهي اسمك شفائي وذكرك دوائي وقربك رجائي وحبك مؤنسي ورحمتك طبيبي ومعيني في الدّنيا والآخرة وإنّك أنت المعطي العليم الحكيم".

    وكتب عبدالبهاء ما ترجمته:-

    "إنّ القلب الّذي امتلأ بمحبة البهاء، وانقطع بكلِّه عمّا سواه، ينطق الرّوح القدس من شفتيه، وتطفح من روحه روح الحّياة، وتجري من لسانه كلمات كالدّرر والجواهر، ويحصل الشّفاء للمريض من بركة وضعه يده عليه"( ).

    وكتب عبدالبهاء في أحد ألواحه بالنّص:-

    "يا أيّتها النّفس الزّكية الرّوحانيّة، توجّه إلى الله بقلب خافق بمحبته ناطقًا بثنائه ناظرًا إلى ملكوته مستعينًا من روح قدسه بكل انجذاب ووله ومحبّة واشتياق وروح وريحان إنّه يؤيّدك بروح من عنده لشفاء المرض والآلام. عليك بمعالجة القلوب والأجساد وطلب الشّفاء للمريض بالتوجه إلى الملكوت الأعلى وبقلب راسخ لحصول الشّفاء بقوة الاسم الأعظم وبروح محبّة الله"( ).

    كيف يستطيع الجميع مساعدة المرضى

    إنّ شفاء المريض لا يتوقّف على المريض وحده ولا على الطّبيب وحده ولكن على الجميع. ويجب على الكلّ أنْ يساعدوا بعطفهم وبخدمتهم وباستقامة حياتهم وباستقامة تفكيرهم وبأدعيتهم ومناجاتهم، خاصّة لأنّ قوّة المناجاة أقوى من جميع الأدوية والعلاجات. ويقول عبدالبهاء: "إنّ الابتهال والمناجاة من أجل الآخرين لا شك مؤثر". إنّ أصدقاء المريض عليهم مسؤوليّة خاصّة لأنّ تأثيرهم عليه، نافعًا كان أم ضارًّا، مباشر وقوي. وكم من مرّة كان الشّفاء معلّقًا "بصورة أساسيّة" على خدمة الوالدين والأصدقاء والجيران لمريضهم البائس!

    ولو توسّعنا لوجدنا أنّ لأفراد الهيئة الاجتماعيّة تأثيراً في كلّ إصابة بالمرض. وقد لا يظهر تأثير الأفراد ظهورًا كبيرًا إلا أنّ تأثير المجموع يظهر واضحًا وشديدًا. وكلّ شخص يتأثّر "بالجّو الاجتماعي" الّذي يعيش فيه بمقدار انتشار الإيمان والفضائل

    والمباهج أو انتشار الماديّة والرّذائل والهموم. ولكلّ فرد نصيبه في تعيين حالة ذلك "الجّو الاجتماعي". وقد لا يستطيع كلّ إنسان في أحوال العالم الحاضرة أنْ ينال الصّحة التامّة، إلا أنّه من الممكن لكلّ فرد أنْ يكوّن "قناة طبيعيّة" تسير فيها قوّة الرّوح القدس الشّافية، فيكون لذلك تأثير ناجع على جسمه وعلى أجسام غيره ممّن يكون له بهم اتصال.

    وقد نزل من قلم بهاءالله وعبدالبهاء العديد من مناجاة الشّفاء.

    العصر الذّهبي

    يطمئننا بهاءالله أنّه بالتّعاون بين المريض والشّافي والهيئة الاجتماعيّة عامّة وكذلك باستعمال الوسائط الصّحيّة المختلفة الماديّة والرّوحانيّة والعقليّة يتحقّق مجيء العصر الذّهبي حين "ستتبدّل بقوّة الله جميع الأحزان إلى أفراح وجميع الأمراض إلى صحّة". ويقول عبدالبهاء: "إنّ الرّسالة الإلهيّة حينما تُفهم حقّ فهمها، تزول جميع المتاعب" وكتب كذلك ما ترجمته:-

    "عندما يأتلف العالم المادي مع العالم الإلهيّ، وعندما تصبح القلوب إلهيّة والآمال طاهرة، يحصل الارتباط التّام، وحينذاك تتجلّى هذه القدرة تجلّيًا كاملاً، وحينذاك يتم شفاء جميع الأمراض الماديّة والرّوحانيّة شفاءً تامًّا"( ).

    الانتفاع من الصّحة انتفاعًا لائقًا

    ختامًا لهذا الفصل يحسن بنا أن نتذكّر نصائح عبدالبهاء الخاصّة

    بالانتفاع من الصّحة الجسمانيّة انتفاعًا سليمًا. فقد كتب في أحد ألواحه إلى البهائيّين في واشنطن ما ترجمته:

    "إذا صرف الإنسان صحّته وقوّته الجسمانيّة في سبيل الملكوت فذلك مقبول منه وممدوح، ولو صرفها في منفعة العالم الإنسانيّ على وجه العموم ولو منفعة ماديّة فذلك مقبول ما دامت وسيلة للخير، ولكنّه لو صرف صحّته وعافيته في المشتهيات النّفسانيّة وفي العيش عيشًا حيْوانيًّا وفي المقاصد الشّيطانيّة فلا شكّ أنّ مرضه خير من صّحته بل موته أفضل من حياته. وأنت إذا تمنّيت الصّحة فتمنّها من أجل خدمة الملكوت، وأرجو أنْ تنال بصيرة كاملة وعزمًا راسخًا وصحّةً تامّة وقوّة روحانيّة وجسمانيّة لتشرب من معين الحياة الأبديّة وتتوفّق بروح التّأييدات الإلهيّة".

    mozdalifa


    عضو جديد
    عضو جديد
    شكرا على المجهودات المبذولة

    الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى