مقتطفات من ألواح حضرة بهاءالله
بسم اللّه الفرد الواحد المُقتَدر العليم الحَ?يم
الحمد للّه الباقي بلا فناء والدّائم بلا زوال والقائم بلا انتقال المهيمن بسلطانه والظّاهر بآياته والباطن بأسراره الّذي بأمره ارتفعت راية ال?لمة العليا في ناسوت اﻹنشاء ونصب علم يفعل ما يشاء بين الوری هو الّذي أظهر أمره لهداية خلقه وأنزل آياته إظهارًا لحجّته وبرهانه وزيّن ديباج ?تاب اﻹنسان بالبيان بقوله "الرّحمن علّم القرآن خلق اﻹنسان علّمه البيان" لا إله الاّ هو الفرد الواحد المقتدر العزيز المنّان النّور السّاطع من أفق سماء العطاء والصّلاة المشرقة من مطلع إرادة اللّه مالك مل?وت الأسماء علی الواسطة ال?بری والقلم الأعلی الّذي جعله اللّه مطلع أسمائه الحسنی ومشرق صفاته العليا وبه أشرق نورُ التّوحيد من أفق العالم وح?م التّفريد بين الأمم الّذين أقبلوا بوجوهٍ نوراء إلى الأفق الأعلی واعترفوا بما نطق به
لسان البيان في مل?وت العرفان الملك والمل?وت والعظمة والجبروت للّه المقتدر العزيز الفيّاض". (1)
"... قُلْ يَا قَوْمِ دَعُوا الرَّذَائِلَ وَخُذُوا الْفَضَائِلَ كُونُوا قُدْوَةً حَسنَةً بِيْنَ النَّاسِ وَصَحِيفَةً يَتَذَكَّرُ بِهَا الأُنَاسُ... قُلْ أَنِ اتَّحِدُوا فِي كَلِمَتِكُمْ وَاتَّفِقُوا فِي رَأْيِكُمْ وَاجْعَلُوا إِشْرَاقَكُمْ أَفْضَلَ مِنْ عَشِيِّكُمْ وَغَدَكُمْ أَحْسَنَ مِنْ أَمْسِكُمْ. فَضْلُ الإِنْسَانِ فِي الْخِدْمَةِ وَالْكَمَالِ لاَ فِي الزِّينَةِ وَالثَّرْوَةِ وَالْمَالِ... قُلْ لا تَصْرِفُوا نُقُودَ أَعْمَارِكُمُ النَّفِيسَةِ فِي الْمُشْتَهَيَاتِ النَّفْسِيَّةِ وَلاَ تَقْتَصِرُوا الأُمُورَ عَلَى مَنَافِعِكُمُ الشَّخْصِيَّةِ. أَنْفِقُوا إِذَا وَجَدْتُمْ وَاصْبِرُوا إِذَا فَقَدْتُمْ إِنَّ بَعْدَ كُلِّ شِدَّةٍ رَخَآءٌ وَمَعَ كُلِّ كَدَرٍ صَفَآءٌ. اجْتَنِبُوا التَّكَاهُلَ وَالتَّكَاسُلَ وَتَمَسَّكُوا بِمَا يَنْتَفِعُ بِهِ الْعَالَمُ مِنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالشُّيُوخِ وَالأَرَامِلِ. قُلْ إِيَّاكُمْ أَنْ تَزْرَعُوا زُؤَانَ الْخُصُومَةِ بَيْنَ الْبَرِيَّةِ وَشَوْكَ الشُّكُوكِ فِي الْقُلُوبِ الصَّافِيَةِ الْمُنِيرَةِ. قُلْ يَا أَحِبَّاءَ اللهِ لاَ تَعْمَلُوا مَا يَتَكَدَّرُ بِهِ صَافِي سَلْسَبِيلِ الْمَحَبَّةِ وَيْنَقَطِعُ بِهِ عَرْفُ الْمَوَدَّةِ. لَعَمْرِي قَدْ خُلِقْتُمْ لِلْوِدَادِ لاَ لِلضَّغِينَةِ وَالْعِنَادِ. لَيْسَ الْفَخْرُ لِحُبِّكُمْ أَنْفُسَكُمْ بَلْ لِحُبِّ أَبْنَاءِ جِنْسِكُمْ وَلَيْسَ الْفَضْلُ لِمَنْ يُحِبُّ الْوَطَنَ بَلْ لِمَنْ يُحِبُّ الْعَالَمَ. كُونُوا فِي الطَّرْفِ عَفِيفَاً وَفِي الْيَدِ أَمِينَاً وَفِي اللِّسَانِ صَادِقَاً وَفِي الْقَلْبِ مُتَذَكِّرَاً. لاَ تُسْقِطُوا مَنْزِلَةَ الْعُلَمَآءِ فِي الْبَهَآءِ وَلاَ تُصَغِّرُوا قَدْرَ مَنْ يَعْدِلُ بَيْنَكُمْ مِنَ الأُمَرَاءِ. اجْعَلُوا
جُنْدَكُمُ الَعَدْلَ وَسِلاَحَكُمُ الْعَقْلَ وَشِيَمَكُمُ الْعَفْوَ وَالْفَضْلَ وَمَا تَفْرَحُ بِهِ أَفْئِدَةُ الْمُقَرَّبِينَ..."(2)
"... يا أولياء الله في بلاده وأحبائه في دياره يوصيكم المظلوم بالأمانة والديانة طوبى لمدينة فازت بأنوارهما بهما يرتفع مقام الإنسان ويفتح باب الأطمينان على من في الإمكان طوبى لمن تمسّك بهما وعرف شأنهما وويلٌ لمن أنكر مقامهما... إنّا نأمر عباد الله وﺇمائه بالعصمة والتقوى ليقومنّ من رقد الهوى ويتوجّهنّ إلى الله فاطر الأرض والسماء كذلك أمرنا العباد حينما أشرق نيّر الآفاق من جهة العراق ليس ضرّي سجني وبلائي وما ورد عليّ من طغاة العباد بل عمل الذين ينسبون أنفسهم إلى نفسي ويرتكبون ما ينوح به قلبي وقلمي إن الذين يفسدون في الأرض ويتصرّفون في أموال الناس ويدخلون البيوت من غير إذن صاحبها إنّي بريء منهم إلا أن يتوبوا ويرجعوا ال الله الغفور الرحيم...
يا ملأ الأرض سارعوا إلى مرضاة الله وجاهدوا حقّ الجهاد في إظهار أمره المبرم المتين قد قدّرنا الجهاد في سبيل الله بجنود الحكمة والبيان وبالأخلاق والأعمال كذلك قضي الأمر من لدن قويّ قدير ليس الفخر لمن يفسد في الأرض بعد إصلاحها اتّقوا الله يا قوم ولا تكونوا من الظّالمين...
لا تسبّوا أحدًا بين?م قد جئنا لاتّحاد من علی الأرض واتّفاقهم يشهد بذلك ما ظهر من بحر بياني بين العباد ول?نّ القوم أ?ثرهم في بُعدٍ مبين إن يسبّ?م أحد أو يمسّ?م ضرٌّ في سبيل اللّه اصبروا وتو?ّلوا علی السّامع البصير إنّه يشهد ويری ويعمل ما أراد بسلطان من عنده إنّه هو المقتدرالقدير قد منعتم عن النّزاع والجدال في ?تاب اللّه العزيز العظيم تمسّ?وا بما تنتفع به أنفس?م وأهل العالم ?ذلك يأمر?م مالك القدم الظّاهر بالاسم الأعظم إنّه هو الآمر الح?يم...
إيّا?م أن تسف?وا الدّماء أخرجوا سيف اللّسان عن غِمْدِ البيان لأنّ به تفتح مدائن القلوب إنّا رفعنا ح?م القتل عن بين?م انَّ الرّحمة سبقت المم?نات إن ?نتم تعلمون... يا قوم لا تفسدوا في الأرض ولا تسف?وا الدّماء ولا تأ?لوا أموال النّاس بالباطل ولا تتّبعوا ?لّ ناعق رجيم..." (3)
"يَا أَيُّهَا الْمُقْبِلُ إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى وَالشَّارِبُ رَحِيقِيَ الْمَخْتُومَ مِنْ أَيَادِي الْعَطَاءِ فَاعْلَمْ لِلْعِصْمَةِ مَعَانٍ شَتَّى وَمَقَامَاتٌ شَتَّى. إِنَّ الَّذِي عَصَمَهُ اللهُ مِنَ الزَّلَلِ يَصْدُقُ عَلَيْهِ هَذَا الاسْمُ فِي مَقَامٍ وَكَذَلِكَ مَنْ عَصَمَهُ اللهُ مِنَ الْخَطَأ وَالْعِصْيَانِ وَمِنَ الإِعْرَاضِ وَالْكُفْرِ وَمِنَ الشِّرْكِ وَأَمْثَالِهَا يُطْلَقُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلاءِ اسْمُ الْعِصْمَةِ. وَأَمَّا الْعِصْمَةُ الْكُبْرَى لِمَنْ كَانَ مَقَامُهُ مُقَدَّسَاً عَنِ الأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي
وَمُنَزَّهًا عَنِ الْخَطَأِ وَالنِّسْيَانِ. إِنَّهُ نُورٌ لاَ تَعْقُبُهُ الظُّلْمَةُ وَصَوَابٌ لاَ يَعْتَرِيهِ الْخَطَأُ. لَوْ يَحْكُمُ عَلَى الْمَاءِ حُكْمَ الْخَمْرِ وَعَلَى السَّمَاءِ حُكْمَ الأَرْضِ وَعَلَى النُّورِ حُكْمَ النَّارِ حَقٌّ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَلَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَعْتَرِضَ عَلَيْهِ أَوْ يَقُولَ لِمَ وَبِمَ. وَالَّذِي اعْتَرَضَ إِنَّهُ مِنَ الْمُعْرِضِينَ فِي كِتَابِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. إِنَّهُ لاَ يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَكُلٌّ عَنِ كُلٍّ يُسْئَلُونَ. إِنَّهُ أَتَى مِنْ سَمَاءِ الْغَيْبِ وَمَعَهُ رَايَةُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَجُنُودُ الْقُدْرَةِ وَالاخْتِيَارِ. وَلِدُونِهِ أَنْ يَتَمَسَّكَ بِمَا أُمِرَ بِهِ مِنَ الشَّرَائِعِ وَالأَحْكَامِ. لَوْ يَتَجَاوَزُ عَنْهَا عَلَى قَدْرِ شَعْرَةٍ وَاحِدَةٍ لَيَحْبِطُ عَمَلُهُ. انْظُرْ ثُمَّ اذْكُرْ إِذْ أَتَى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ قَالَ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ [وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ] وَكَذَلِكَ الصَّلَوةُ وَالصَّوْمُ وَالأَحْكَامُ الَّتِي أَشْرَقَتْ مِنْ أُفُقِ كِتَابِ اللهِ مَوْلَى الْعَالَمِ وَمُرَبِّيِ الأُمَمِ. لِلْكُلِّ أَنْ يَتَّبِعُوهُ فِيمَا حَكَمَ بِهِ اللهُ وَالَّذِي أَنْكَرَهُ كَفَرَ بِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرُسُلِهِ وَكُتُبِهِ إِنَّهُ لَوْ يَحْكُمُ عَلَى الصَّوَابِ حُكْمَ الْخَطَأِ وَعَلَى الْكُفْرِ حُكْمَ الإِيمَانِ حَقٌّ مِنْ عِنْدِهِ. هَذَا مَقَامٌ لاَ يُذْكَرُ وَلاَ يُوجَدُ فَيهَ الْخَطَأُ وَالْعِصْيَانُ. انْظُرْ فِي الآيَةِ الْمُبَارَكَةِ الْمُنْزَلَةِ الَّتِي وَجَبَ بِهَا حِجُّ الْبَيْتِ عَلَى الْكُلِّ. إِنَّ الَّذِينَ قَامُوا بَعْدَهُ(1) عَلَى الأَمْرِ وَجَبَ عَلَيْهِم أَنْ يَعْمَلُوا مَا أُمِرُوا بِهِ فِي الْكِتَابِ. لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنْ حُدُودِ اللهِ وَسُنَنِهِ وَالَّذِي تَجَاوَزَ إِنَّهُ مِنَ الْخَاطِئينَ فِي
(1) المقصود من قاموا بعده أي قاموا بعد محمد (r)
كِتَابِ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ. يَا أَيُّهَا النَّاظِرُ إِلَى أُفُقِ الأَمْرِ اعْلَمْ إِرَادَةَ اللهِ لَمْ تَكُنْ مَحْدُودَةً بِحُدُودِ الْعِبَادِ. إِنَّهُ لاَ يَمْشِي عَلَى طُرُقِهِم لِلْكُلِّ أَنْ يَتَمَسَّكُوا بِصِرَاطِهِ الْمُسْتَقِيمِ. إِنَّهُ لَوْ يَحْكُمُ عَلَى الْيَمِينِ حُكْمَ الْيَسَارِ أَوْ عَلَى الْجَنُوبِ حُكْمَ الشِّمَالِ حَقٌّ لاَ رَيْبَ فِيهِ إِنَّهُ مَحْمُودٌ فِي فِعْلِهِ وَمُطَاعٌ فِي أَمْرِهِ. لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ فِي حُكْمِهِ وَلاَ مُعِينٌ فِي سُلْطَانِهِ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ. ثُمَّ اعْلَمْ مَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ بِكَلِمَةٍ مِنْ عِنْدِهِ لَيْسَ لَهُمْ حَرَكَةٌ وَلاَ سُكُونٌ إِلاَّ بِأَمْرِهِ وَإِذْنِهِ. (4)
"... أن يا هذا الأسم أن افتخر في نفسك بما جعلناك مشرق عدلنا بين العالمين فسوف نبعث منك مظاهر في الملك وبهم نطوي شراع الظّلم ونبسط بساط العدل بين السّموات والأرضين وبهم يمحو الله آثار الظّلم عن العالم ويزيّن أقطار الآفاق بأسماء هؤلاء بين العالمين أولئك الذين يتبسّم بهم ثغر الوجود من الغيب والشّهود وهم مرايا عدلي بين عبادي ومطالع أسمائي بين بريّتي وبهم تقطع أيادي الظّلم وتقوى أعضاد الأمر كذلك قدّرنا الأمر في هذا اللّوح المقدّس الحفيظ أن يا ذلك الأسم إنّا جعلناك زينة للملوك طوبى لهم إن يزيّنوا هياكلهم بك ويعدلوا بين الناس بالحقّ الخالص ويحكموا بما حكم الله في كتابه المحكم القديم ما قدّر لهم زينة أحسن منك وبك يظهر سلطنتهم ويعلو ذكرهم ويذكر اسمائهم في
ملكوت الله العزيز العظيم ومن جعل نفسه محرومًا منك إنّه عريّ بين السموات والأرض لو يلبس حرر العالمين أن يا معشر الملوك زينوا رؤوسكم بأكاليل العدل ليستضيء من أنوارها أقطار البلاد كذلك نأمركم فضلاًمن لدنا عليكم يا معشر السلاطين فسوف يظهر الله في الأرض ملوكًا يتكئون على نمارق العدل ويحكمون بين الناس كما يحكمون على أنفسهم اولئك من خيرة خلقي بين الخلائق اجمعين زيّنوا يا قوم هياكلكم برداء العدل وإنه يوافق كلّ النفوس لو أنتم من العارفين وكذلك الأدب والأنصاف وأمرنا بهما في أكثر الألواح لتكوننّ من العاملين إنّه ما أمر نفسًا إلاّ بما هو خيرٌ لها وينفعها في الآخرة والأولى وإنّه بنفسه لغنيّ من عمل كلّ ذي عملٍ وعن عرفان كلّ عالمٍ خبير إن الله قد تجلى بهذا الاسم في هذا اللوح على كلّ الأشياء طوبى للذين استضائوا بأنواره والذين فازوا به أولئك من عبادنا المقرّبين إنّا غرسنا بأيادي القدرة في هذا الرّضوان أشجار العدل وأسقيناه بمياه الفضل فسوف تأتي كلّ واحدة بأثمارها كذلك قضي الأمر ولا مردّ له من لدنّا إنّا كنّا آمرين ...
فاعلموا أن أصل العدل ومبدئه هو ما يأمر به مظهر نفس الله في يوم ظهوره لو أنتم من العارفين قل إنّه لميزان العدل بين السّموات والأرضين وإنّه لو يأتي بأمر يفزع من في السّموات والأرض أنّه لعدل مبين وإن فزع
الخلق لم يكن الاّ كفزع الرّضيع من الفطام لو أنتم من النّاظرين لو اطّلع النّاس بأصل الأمر لم يجزعوا بل استبشروا وكانوا من الشّاكرين..." (5)
"... طهّروا صدوركم عن الحسد والبغضاء ثمّ نفوسكم عن البغي والفحشاء ثمّ اعملوا بما أمركم الله وإنّه ما أمر العباد الاّ بما هو خيرٌ لهم عن خزائن السّموات والأرضين إيّاكم أن لا تجادلوا لما خلق في الدّنيا مع أحد دعوها لأهلها لتستريح أنفسكم وتكوننّ خالصًا لوجه ربّكم العليّ العظيم وإنّ ملكوت الغنيّ بيد ربّكم الرّحمن يغني من يشاء بأمرٍ من عنده وإنّه لهو المقتدر العزيز الكريم الرّحمن ثمّ اعلموا بأنّ الله أودع الأرض بيد الملوك وجعلهم ظهورات قدرته بين الخلائق أجمعين إن يدخلنّ في ظلّ سدرة الأمر ومن دون ذلك الأمر بيده يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد إنه لم يزل ما أراد لنفسه شيئًا أودع الدّنيا وزخرفها لأهلها وقدّس أوليائه عن التّوجه إليها لأنّه ما أراد لهم الاّ ما هو يبقى بدوام نفسه العليّ العظيم وما أراد من الدّنيا هو قلوب أحبّائه ليقدّسهم عن كلّ ما سواه ويعرّجهم إلى مقرّ الأمن مقام الذي لن يشهد فيه إلاّ بوارق الوجه ولم يذكر إلاّ ذكر العزيز البديع أن افتحوا يا قوم مدائن القلوب بسيف اللّسان باسم ربّكم المقتدر العزيز المنّان ...
إيّاكم أن لا تجادلوا في أمر الله مع أحد لأنّا أرفعنا حكم السّيف وقدّرنا النّصر بالحكمة والبيان فضلاً من لدنّا على
الخلائق أجمعين أن اشتعلوا يا قوم بحرارة حبّ الله لتشتعل منكم أفئدة النّاس وإنّ هذا حقّ النّصر لو أنتم من العارفين..." (6)
"... تالله هذا أمر ينصعق عنه كلّ من في السّموات والأرض وتقشعرّ جلود المستكبرين وتنشقّ أراضي الفراعنة وتنسف شوامخ الفتن وتدع كلّ مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حملٍ حملها ويأخذ السُّكر سُكّان السّموات والأرض إلاّ من أتى الله بقلبٍ ممتحن..." (7)
"... قل تالله من لم يكن قلبه مطهّرًا عن كلّ ما يذكر عليه ذكر شيء لن ينطبع فيه هذا الجمال الدّرّي الأصفى قدّسوا مرايا أنفسكم يا ملأ الأرض ثم اصعدوا إلى مقام الذي جعل الله عن خلفه ذكر القوسين أو أدنى قل إنّه لينطق في كلّ حين بما نطق الرّوح في صدره الممرّد الأزكى قل تالله إنّه ما ينطق عن الهوى بل ينطق بما يلهمه شديد الأمر من آيات ربّه الكبرى قل إنّه حينئذ بالأفق الأعلى وإنّه لجمال الأولى في قميص الأخرى فسبحان نفسه الأعلى وبه رفعت أعلام الأمر في ملكوت الأسماء ونصبت خيام المجد في جبروت العما قل يا قوم فارجعوا إليه وإنّ إليه المنتهى تالله إنّه لجنّة المأوى عند سدرة القدس عند ظهور تجلّي الأنوار من هذا الجمال الدّرّيّ الأبهى". (
بسم الله الأبدع الأبدع
"شَهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ له عابدون شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ له ساجدون شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ له قانتون شهد الله أنّه لا اله الاّ هو وإنّا كلّ له خاضعون شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ له خاشعون شَهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ له حامدون شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ له راكعون شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ له عاملون شهد الله أنّه لا إله الاّ هو وإنّا كلّ منه سائلون شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ به ناطقون شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ له ناظرون شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كّل به رافعون شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ به لمنقلبون أن يا مهدي فاشهد كما شهد الله لنفسه قبل خلق السّموات والأرضين بأنّه لا إله إلاّ هو وأنّ هذا الغلام عبده وبهائه وأنّه لنبأ الذي قد كان في أزل الآزال في ألواح العزّ عظيم وما عرفه أحد إلاّ نفسه المهيمن العزيز القدير ولن يعرفه إلاّ من شاء ربّه". (9)
"كن في النّعمة منفقًا وفي فقدها شاكرًا وفي الحقوق أميناّ وفي الوجه طلقاّ وللفقراء كنزًا وللأغنياء ناصحًا وللمنادي مجيبًا وفي الوعد وفيًّا وفي الأمور منصفًا وفي الجمع صامتًا وفي القضاء عادلاً وللإنسان خاضعًا وفي
الظّلمة سراجًا وللمهموم فرجًا وللظمآن بحرًا وللمكروب ملجًأ وللمظلوم ناصرًا وعضدًا وظهرًا وفي الأعمال متّقيًا وللغريب وطنًا وللمريض شفاءً وللمستجير حصنًا وللضّرير بصرًا ولمن ضلّ صراطًا ولوجه الصّدق جمالاً ولهيكل الأمانة طرازًا ولبيت الأخلاق عرشًا ولجسد العالم روحًا ولجنود العدل رايةً ولأفق الخير نورًا وللأرض الطيّبة رذاذًا ولبحر العلم فلكًا ولسماء الكرم شمسًا ولرأس الحكمة إكليلاً ولجبين الدّهر بياضًا ولشجر الخضوع ثمرًا". (10)
بسم الله الّرحمن الرّحيم
"الحمد لله الّذي أنطق ورقاء البيان على أفنان دوحة التّبيان بفنون الألحان على أنّه لا إله إلاّ هو قد أبدع الأكوان واخترع اﻹمكان بمشيئته الأوّليّة التي بها خَلق ما كان وما يكون والحمد لله الّذي زيّن سماء الحقيقة بشمس المعاني والعرفان الّتي رقم عليها من القلم الأعلى المُلك لله المقتدر المهيمن القيّوم... والصلاة والسّلام على مطلع الأسماء الحسنى والصّفات العليا الّذي في كلّ حرف من اسمه كُنزت الأسماء وبه زيّن الوجود من الغيب والشّهود وسمّي بمحمّد في ملكوت الأسماء وبأحمد في جبروت البقاء وعلى آله وصحبه من هذا اليوم إلى يومٍ فيه ينطق لسان العظمة الملك لله الواحد القهّار...
... يا أيّها السّائل إذا قصدت حظيرة القدس وسيناء القرب طهّر قلبك عن كلّ ما سواه ثمّ أخلع نعليّ الظّنون والأوهام لترى بعين قلبك تجليات الله ربّ العرش والثّرى لأنّ هذا اليوم يوم المكاشفة والشّهود قد مضى الفصل وأتى الوصل وهذا من فضل ربّك العزيز المحبوب دع السؤال والجواب لأهل التّراب اصعد بجناحي الانقطاع إلى هواء قرب رحمة ربّك الرّحمن الرّحيم. قُل يا قوم قد فصّلت النّقطة الأوّليّة وتمّت الكلمة الجامعة وظهرت ولاية الله المهيمن القيّوم. قُل يا قوم ءَإشتغلتم بالغدير والبحر العذب يتموّج أمام وجوهكم فمالكم لا تفقهون. أتنطقون بما عندكم من العلوم بعد ما ظهر من كان واقفًا على نقطة العلم التي منها ظهرت الأشياء وإليها رجعت وعادت ومنها ظهرت حكم الله والعلوم التي كانت لم تزل مكنونة في خزائن عصمة ربّكم العليّ العظيم دعوا اﻹشارات لأهلها واقصدوا المقام الذي تجدون روائح العلم من هوائه كذلك يعظكم هذا العبد الذي يشهد كلّ جارحة من جوارحه وكُلّ عرقٍ من عروقه أنّه لا إله إلاّ هو لم يزل كان في عُلوّ العظمة والجلال وسموّ الرّفعة واﻹجلال. والذين أرسلهم بالحقّ والهدى أولئك مشارق وحيه بين خلقه ومطالع أمره بين عباده ومهابط إلهامه في بريّته وبهم ظهرت الأسرار وشرعت الشّرائع وحقّق أمر الله المقتدر العزيز المختار لا إله إلا هو العليم الخبير ..." (11)
بسم اللّه الفرد الواحد المُقتَدر العليم الحَ?يم
الحمد للّه الباقي بلا فناء والدّائم بلا زوال والقائم بلا انتقال المهيمن بسلطانه والظّاهر بآياته والباطن بأسراره الّذي بأمره ارتفعت راية ال?لمة العليا في ناسوت اﻹنشاء ونصب علم يفعل ما يشاء بين الوری هو الّذي أظهر أمره لهداية خلقه وأنزل آياته إظهارًا لحجّته وبرهانه وزيّن ديباج ?تاب اﻹنسان بالبيان بقوله "الرّحمن علّم القرآن خلق اﻹنسان علّمه البيان" لا إله الاّ هو الفرد الواحد المقتدر العزيز المنّان النّور السّاطع من أفق سماء العطاء والصّلاة المشرقة من مطلع إرادة اللّه مالك مل?وت الأسماء علی الواسطة ال?بری والقلم الأعلی الّذي جعله اللّه مطلع أسمائه الحسنی ومشرق صفاته العليا وبه أشرق نورُ التّوحيد من أفق العالم وح?م التّفريد بين الأمم الّذين أقبلوا بوجوهٍ نوراء إلى الأفق الأعلی واعترفوا بما نطق به
لسان البيان في مل?وت العرفان الملك والمل?وت والعظمة والجبروت للّه المقتدر العزيز الفيّاض". (1)
"... قُلْ يَا قَوْمِ دَعُوا الرَّذَائِلَ وَخُذُوا الْفَضَائِلَ كُونُوا قُدْوَةً حَسنَةً بِيْنَ النَّاسِ وَصَحِيفَةً يَتَذَكَّرُ بِهَا الأُنَاسُ... قُلْ أَنِ اتَّحِدُوا فِي كَلِمَتِكُمْ وَاتَّفِقُوا فِي رَأْيِكُمْ وَاجْعَلُوا إِشْرَاقَكُمْ أَفْضَلَ مِنْ عَشِيِّكُمْ وَغَدَكُمْ أَحْسَنَ مِنْ أَمْسِكُمْ. فَضْلُ الإِنْسَانِ فِي الْخِدْمَةِ وَالْكَمَالِ لاَ فِي الزِّينَةِ وَالثَّرْوَةِ وَالْمَالِ... قُلْ لا تَصْرِفُوا نُقُودَ أَعْمَارِكُمُ النَّفِيسَةِ فِي الْمُشْتَهَيَاتِ النَّفْسِيَّةِ وَلاَ تَقْتَصِرُوا الأُمُورَ عَلَى مَنَافِعِكُمُ الشَّخْصِيَّةِ. أَنْفِقُوا إِذَا وَجَدْتُمْ وَاصْبِرُوا إِذَا فَقَدْتُمْ إِنَّ بَعْدَ كُلِّ شِدَّةٍ رَخَآءٌ وَمَعَ كُلِّ كَدَرٍ صَفَآءٌ. اجْتَنِبُوا التَّكَاهُلَ وَالتَّكَاسُلَ وَتَمَسَّكُوا بِمَا يَنْتَفِعُ بِهِ الْعَالَمُ مِنَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالشُّيُوخِ وَالأَرَامِلِ. قُلْ إِيَّاكُمْ أَنْ تَزْرَعُوا زُؤَانَ الْخُصُومَةِ بَيْنَ الْبَرِيَّةِ وَشَوْكَ الشُّكُوكِ فِي الْقُلُوبِ الصَّافِيَةِ الْمُنِيرَةِ. قُلْ يَا أَحِبَّاءَ اللهِ لاَ تَعْمَلُوا مَا يَتَكَدَّرُ بِهِ صَافِي سَلْسَبِيلِ الْمَحَبَّةِ وَيْنَقَطِعُ بِهِ عَرْفُ الْمَوَدَّةِ. لَعَمْرِي قَدْ خُلِقْتُمْ لِلْوِدَادِ لاَ لِلضَّغِينَةِ وَالْعِنَادِ. لَيْسَ الْفَخْرُ لِحُبِّكُمْ أَنْفُسَكُمْ بَلْ لِحُبِّ أَبْنَاءِ جِنْسِكُمْ وَلَيْسَ الْفَضْلُ لِمَنْ يُحِبُّ الْوَطَنَ بَلْ لِمَنْ يُحِبُّ الْعَالَمَ. كُونُوا فِي الطَّرْفِ عَفِيفَاً وَفِي الْيَدِ أَمِينَاً وَفِي اللِّسَانِ صَادِقَاً وَفِي الْقَلْبِ مُتَذَكِّرَاً. لاَ تُسْقِطُوا مَنْزِلَةَ الْعُلَمَآءِ فِي الْبَهَآءِ وَلاَ تُصَغِّرُوا قَدْرَ مَنْ يَعْدِلُ بَيْنَكُمْ مِنَ الأُمَرَاءِ. اجْعَلُوا
جُنْدَكُمُ الَعَدْلَ وَسِلاَحَكُمُ الْعَقْلَ وَشِيَمَكُمُ الْعَفْوَ وَالْفَضْلَ وَمَا تَفْرَحُ بِهِ أَفْئِدَةُ الْمُقَرَّبِينَ..."(2)
"... يا أولياء الله في بلاده وأحبائه في دياره يوصيكم المظلوم بالأمانة والديانة طوبى لمدينة فازت بأنوارهما بهما يرتفع مقام الإنسان ويفتح باب الأطمينان على من في الإمكان طوبى لمن تمسّك بهما وعرف شأنهما وويلٌ لمن أنكر مقامهما... إنّا نأمر عباد الله وﺇمائه بالعصمة والتقوى ليقومنّ من رقد الهوى ويتوجّهنّ إلى الله فاطر الأرض والسماء كذلك أمرنا العباد حينما أشرق نيّر الآفاق من جهة العراق ليس ضرّي سجني وبلائي وما ورد عليّ من طغاة العباد بل عمل الذين ينسبون أنفسهم إلى نفسي ويرتكبون ما ينوح به قلبي وقلمي إن الذين يفسدون في الأرض ويتصرّفون في أموال الناس ويدخلون البيوت من غير إذن صاحبها إنّي بريء منهم إلا أن يتوبوا ويرجعوا ال الله الغفور الرحيم...
يا ملأ الأرض سارعوا إلى مرضاة الله وجاهدوا حقّ الجهاد في إظهار أمره المبرم المتين قد قدّرنا الجهاد في سبيل الله بجنود الحكمة والبيان وبالأخلاق والأعمال كذلك قضي الأمر من لدن قويّ قدير ليس الفخر لمن يفسد في الأرض بعد إصلاحها اتّقوا الله يا قوم ولا تكونوا من الظّالمين...
لا تسبّوا أحدًا بين?م قد جئنا لاتّحاد من علی الأرض واتّفاقهم يشهد بذلك ما ظهر من بحر بياني بين العباد ول?نّ القوم أ?ثرهم في بُعدٍ مبين إن يسبّ?م أحد أو يمسّ?م ضرٌّ في سبيل اللّه اصبروا وتو?ّلوا علی السّامع البصير إنّه يشهد ويری ويعمل ما أراد بسلطان من عنده إنّه هو المقتدرالقدير قد منعتم عن النّزاع والجدال في ?تاب اللّه العزيز العظيم تمسّ?وا بما تنتفع به أنفس?م وأهل العالم ?ذلك يأمر?م مالك القدم الظّاهر بالاسم الأعظم إنّه هو الآمر الح?يم...
إيّا?م أن تسف?وا الدّماء أخرجوا سيف اللّسان عن غِمْدِ البيان لأنّ به تفتح مدائن القلوب إنّا رفعنا ح?م القتل عن بين?م انَّ الرّحمة سبقت المم?نات إن ?نتم تعلمون... يا قوم لا تفسدوا في الأرض ولا تسف?وا الدّماء ولا تأ?لوا أموال النّاس بالباطل ولا تتّبعوا ?لّ ناعق رجيم..." (3)
"يَا أَيُّهَا الْمُقْبِلُ إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى وَالشَّارِبُ رَحِيقِيَ الْمَخْتُومَ مِنْ أَيَادِي الْعَطَاءِ فَاعْلَمْ لِلْعِصْمَةِ مَعَانٍ شَتَّى وَمَقَامَاتٌ شَتَّى. إِنَّ الَّذِي عَصَمَهُ اللهُ مِنَ الزَّلَلِ يَصْدُقُ عَلَيْهِ هَذَا الاسْمُ فِي مَقَامٍ وَكَذَلِكَ مَنْ عَصَمَهُ اللهُ مِنَ الْخَطَأ وَالْعِصْيَانِ وَمِنَ الإِعْرَاضِ وَالْكُفْرِ وَمِنَ الشِّرْكِ وَأَمْثَالِهَا يُطْلَقُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلاءِ اسْمُ الْعِصْمَةِ. وَأَمَّا الْعِصْمَةُ الْكُبْرَى لِمَنْ كَانَ مَقَامُهُ مُقَدَّسَاً عَنِ الأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي
وَمُنَزَّهًا عَنِ الْخَطَأِ وَالنِّسْيَانِ. إِنَّهُ نُورٌ لاَ تَعْقُبُهُ الظُّلْمَةُ وَصَوَابٌ لاَ يَعْتَرِيهِ الْخَطَأُ. لَوْ يَحْكُمُ عَلَى الْمَاءِ حُكْمَ الْخَمْرِ وَعَلَى السَّمَاءِ حُكْمَ الأَرْضِ وَعَلَى النُّورِ حُكْمَ النَّارِ حَقٌّ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَلَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَعْتَرِضَ عَلَيْهِ أَوْ يَقُولَ لِمَ وَبِمَ. وَالَّذِي اعْتَرَضَ إِنَّهُ مِنَ الْمُعْرِضِينَ فِي كِتَابِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. إِنَّهُ لاَ يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَكُلٌّ عَنِ كُلٍّ يُسْئَلُونَ. إِنَّهُ أَتَى مِنْ سَمَاءِ الْغَيْبِ وَمَعَهُ رَايَةُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَجُنُودُ الْقُدْرَةِ وَالاخْتِيَارِ. وَلِدُونِهِ أَنْ يَتَمَسَّكَ بِمَا أُمِرَ بِهِ مِنَ الشَّرَائِعِ وَالأَحْكَامِ. لَوْ يَتَجَاوَزُ عَنْهَا عَلَى قَدْرِ شَعْرَةٍ وَاحِدَةٍ لَيَحْبِطُ عَمَلُهُ. انْظُرْ ثُمَّ اذْكُرْ إِذْ أَتَى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ قَالَ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ [وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ] وَكَذَلِكَ الصَّلَوةُ وَالصَّوْمُ وَالأَحْكَامُ الَّتِي أَشْرَقَتْ مِنْ أُفُقِ كِتَابِ اللهِ مَوْلَى الْعَالَمِ وَمُرَبِّيِ الأُمَمِ. لِلْكُلِّ أَنْ يَتَّبِعُوهُ فِيمَا حَكَمَ بِهِ اللهُ وَالَّذِي أَنْكَرَهُ كَفَرَ بِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرُسُلِهِ وَكُتُبِهِ إِنَّهُ لَوْ يَحْكُمُ عَلَى الصَّوَابِ حُكْمَ الْخَطَأِ وَعَلَى الْكُفْرِ حُكْمَ الإِيمَانِ حَقٌّ مِنْ عِنْدِهِ. هَذَا مَقَامٌ لاَ يُذْكَرُ وَلاَ يُوجَدُ فَيهَ الْخَطَأُ وَالْعِصْيَانُ. انْظُرْ فِي الآيَةِ الْمُبَارَكَةِ الْمُنْزَلَةِ الَّتِي وَجَبَ بِهَا حِجُّ الْبَيْتِ عَلَى الْكُلِّ. إِنَّ الَّذِينَ قَامُوا بَعْدَهُ(1) عَلَى الأَمْرِ وَجَبَ عَلَيْهِم أَنْ يَعْمَلُوا مَا أُمِرُوا بِهِ فِي الْكِتَابِ. لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنْ حُدُودِ اللهِ وَسُنَنِهِ وَالَّذِي تَجَاوَزَ إِنَّهُ مِنَ الْخَاطِئينَ فِي
(1) المقصود من قاموا بعده أي قاموا بعد محمد (r)
كِتَابِ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ. يَا أَيُّهَا النَّاظِرُ إِلَى أُفُقِ الأَمْرِ اعْلَمْ إِرَادَةَ اللهِ لَمْ تَكُنْ مَحْدُودَةً بِحُدُودِ الْعِبَادِ. إِنَّهُ لاَ يَمْشِي عَلَى طُرُقِهِم لِلْكُلِّ أَنْ يَتَمَسَّكُوا بِصِرَاطِهِ الْمُسْتَقِيمِ. إِنَّهُ لَوْ يَحْكُمُ عَلَى الْيَمِينِ حُكْمَ الْيَسَارِ أَوْ عَلَى الْجَنُوبِ حُكْمَ الشِّمَالِ حَقٌّ لاَ رَيْبَ فِيهِ إِنَّهُ مَحْمُودٌ فِي فِعْلِهِ وَمُطَاعٌ فِي أَمْرِهِ. لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ فِي حُكْمِهِ وَلاَ مُعِينٌ فِي سُلْطَانِهِ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ. ثُمَّ اعْلَمْ مَا سِوَاهُ مَخْلُوقٌ بِكَلِمَةٍ مِنْ عِنْدِهِ لَيْسَ لَهُمْ حَرَكَةٌ وَلاَ سُكُونٌ إِلاَّ بِأَمْرِهِ وَإِذْنِهِ. (4)
"... أن يا هذا الأسم أن افتخر في نفسك بما جعلناك مشرق عدلنا بين العالمين فسوف نبعث منك مظاهر في الملك وبهم نطوي شراع الظّلم ونبسط بساط العدل بين السّموات والأرضين وبهم يمحو الله آثار الظّلم عن العالم ويزيّن أقطار الآفاق بأسماء هؤلاء بين العالمين أولئك الذين يتبسّم بهم ثغر الوجود من الغيب والشّهود وهم مرايا عدلي بين عبادي ومطالع أسمائي بين بريّتي وبهم تقطع أيادي الظّلم وتقوى أعضاد الأمر كذلك قدّرنا الأمر في هذا اللّوح المقدّس الحفيظ أن يا ذلك الأسم إنّا جعلناك زينة للملوك طوبى لهم إن يزيّنوا هياكلهم بك ويعدلوا بين الناس بالحقّ الخالص ويحكموا بما حكم الله في كتابه المحكم القديم ما قدّر لهم زينة أحسن منك وبك يظهر سلطنتهم ويعلو ذكرهم ويذكر اسمائهم في
ملكوت الله العزيز العظيم ومن جعل نفسه محرومًا منك إنّه عريّ بين السموات والأرض لو يلبس حرر العالمين أن يا معشر الملوك زينوا رؤوسكم بأكاليل العدل ليستضيء من أنوارها أقطار البلاد كذلك نأمركم فضلاًمن لدنا عليكم يا معشر السلاطين فسوف يظهر الله في الأرض ملوكًا يتكئون على نمارق العدل ويحكمون بين الناس كما يحكمون على أنفسهم اولئك من خيرة خلقي بين الخلائق اجمعين زيّنوا يا قوم هياكلكم برداء العدل وإنه يوافق كلّ النفوس لو أنتم من العارفين وكذلك الأدب والأنصاف وأمرنا بهما في أكثر الألواح لتكوننّ من العاملين إنّه ما أمر نفسًا إلاّ بما هو خيرٌ لها وينفعها في الآخرة والأولى وإنّه بنفسه لغنيّ من عمل كلّ ذي عملٍ وعن عرفان كلّ عالمٍ خبير إن الله قد تجلى بهذا الاسم في هذا اللوح على كلّ الأشياء طوبى للذين استضائوا بأنواره والذين فازوا به أولئك من عبادنا المقرّبين إنّا غرسنا بأيادي القدرة في هذا الرّضوان أشجار العدل وأسقيناه بمياه الفضل فسوف تأتي كلّ واحدة بأثمارها كذلك قضي الأمر ولا مردّ له من لدنّا إنّا كنّا آمرين ...
فاعلموا أن أصل العدل ومبدئه هو ما يأمر به مظهر نفس الله في يوم ظهوره لو أنتم من العارفين قل إنّه لميزان العدل بين السّموات والأرضين وإنّه لو يأتي بأمر يفزع من في السّموات والأرض أنّه لعدل مبين وإن فزع
الخلق لم يكن الاّ كفزع الرّضيع من الفطام لو أنتم من النّاظرين لو اطّلع النّاس بأصل الأمر لم يجزعوا بل استبشروا وكانوا من الشّاكرين..." (5)
"... طهّروا صدوركم عن الحسد والبغضاء ثمّ نفوسكم عن البغي والفحشاء ثمّ اعملوا بما أمركم الله وإنّه ما أمر العباد الاّ بما هو خيرٌ لهم عن خزائن السّموات والأرضين إيّاكم أن لا تجادلوا لما خلق في الدّنيا مع أحد دعوها لأهلها لتستريح أنفسكم وتكوننّ خالصًا لوجه ربّكم العليّ العظيم وإنّ ملكوت الغنيّ بيد ربّكم الرّحمن يغني من يشاء بأمرٍ من عنده وإنّه لهو المقتدر العزيز الكريم الرّحمن ثمّ اعلموا بأنّ الله أودع الأرض بيد الملوك وجعلهم ظهورات قدرته بين الخلائق أجمعين إن يدخلنّ في ظلّ سدرة الأمر ومن دون ذلك الأمر بيده يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد إنه لم يزل ما أراد لنفسه شيئًا أودع الدّنيا وزخرفها لأهلها وقدّس أوليائه عن التّوجه إليها لأنّه ما أراد لهم الاّ ما هو يبقى بدوام نفسه العليّ العظيم وما أراد من الدّنيا هو قلوب أحبّائه ليقدّسهم عن كلّ ما سواه ويعرّجهم إلى مقرّ الأمن مقام الذي لن يشهد فيه إلاّ بوارق الوجه ولم يذكر إلاّ ذكر العزيز البديع أن افتحوا يا قوم مدائن القلوب بسيف اللّسان باسم ربّكم المقتدر العزيز المنّان ...
إيّاكم أن لا تجادلوا في أمر الله مع أحد لأنّا أرفعنا حكم السّيف وقدّرنا النّصر بالحكمة والبيان فضلاً من لدنّا على
الخلائق أجمعين أن اشتعلوا يا قوم بحرارة حبّ الله لتشتعل منكم أفئدة النّاس وإنّ هذا حقّ النّصر لو أنتم من العارفين..." (6)
"... تالله هذا أمر ينصعق عنه كلّ من في السّموات والأرض وتقشعرّ جلود المستكبرين وتنشقّ أراضي الفراعنة وتنسف شوامخ الفتن وتدع كلّ مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حملٍ حملها ويأخذ السُّكر سُكّان السّموات والأرض إلاّ من أتى الله بقلبٍ ممتحن..." (7)
"... قل تالله من لم يكن قلبه مطهّرًا عن كلّ ما يذكر عليه ذكر شيء لن ينطبع فيه هذا الجمال الدّرّي الأصفى قدّسوا مرايا أنفسكم يا ملأ الأرض ثم اصعدوا إلى مقام الذي جعل الله عن خلفه ذكر القوسين أو أدنى قل إنّه لينطق في كلّ حين بما نطق الرّوح في صدره الممرّد الأزكى قل تالله إنّه ما ينطق عن الهوى بل ينطق بما يلهمه شديد الأمر من آيات ربّه الكبرى قل إنّه حينئذ بالأفق الأعلى وإنّه لجمال الأولى في قميص الأخرى فسبحان نفسه الأعلى وبه رفعت أعلام الأمر في ملكوت الأسماء ونصبت خيام المجد في جبروت العما قل يا قوم فارجعوا إليه وإنّ إليه المنتهى تالله إنّه لجنّة المأوى عند سدرة القدس عند ظهور تجلّي الأنوار من هذا الجمال الدّرّيّ الأبهى". (
بسم الله الأبدع الأبدع
"شَهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ له عابدون شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ له ساجدون شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ له قانتون شهد الله أنّه لا اله الاّ هو وإنّا كلّ له خاضعون شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ له خاشعون شَهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ له حامدون شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ له راكعون شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ له عاملون شهد الله أنّه لا إله الاّ هو وإنّا كلّ منه سائلون شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ به ناطقون شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ له ناظرون شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كّل به رافعون شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو وإنّا كلّ به لمنقلبون أن يا مهدي فاشهد كما شهد الله لنفسه قبل خلق السّموات والأرضين بأنّه لا إله إلاّ هو وأنّ هذا الغلام عبده وبهائه وأنّه لنبأ الذي قد كان في أزل الآزال في ألواح العزّ عظيم وما عرفه أحد إلاّ نفسه المهيمن العزيز القدير ولن يعرفه إلاّ من شاء ربّه". (9)
"كن في النّعمة منفقًا وفي فقدها شاكرًا وفي الحقوق أميناّ وفي الوجه طلقاّ وللفقراء كنزًا وللأغنياء ناصحًا وللمنادي مجيبًا وفي الوعد وفيًّا وفي الأمور منصفًا وفي الجمع صامتًا وفي القضاء عادلاً وللإنسان خاضعًا وفي
الظّلمة سراجًا وللمهموم فرجًا وللظمآن بحرًا وللمكروب ملجًأ وللمظلوم ناصرًا وعضدًا وظهرًا وفي الأعمال متّقيًا وللغريب وطنًا وللمريض شفاءً وللمستجير حصنًا وللضّرير بصرًا ولمن ضلّ صراطًا ولوجه الصّدق جمالاً ولهيكل الأمانة طرازًا ولبيت الأخلاق عرشًا ولجسد العالم روحًا ولجنود العدل رايةً ولأفق الخير نورًا وللأرض الطيّبة رذاذًا ولبحر العلم فلكًا ولسماء الكرم شمسًا ولرأس الحكمة إكليلاً ولجبين الدّهر بياضًا ولشجر الخضوع ثمرًا". (10)
بسم الله الّرحمن الرّحيم
"الحمد لله الّذي أنطق ورقاء البيان على أفنان دوحة التّبيان بفنون الألحان على أنّه لا إله إلاّ هو قد أبدع الأكوان واخترع اﻹمكان بمشيئته الأوّليّة التي بها خَلق ما كان وما يكون والحمد لله الّذي زيّن سماء الحقيقة بشمس المعاني والعرفان الّتي رقم عليها من القلم الأعلى المُلك لله المقتدر المهيمن القيّوم... والصلاة والسّلام على مطلع الأسماء الحسنى والصّفات العليا الّذي في كلّ حرف من اسمه كُنزت الأسماء وبه زيّن الوجود من الغيب والشّهود وسمّي بمحمّد في ملكوت الأسماء وبأحمد في جبروت البقاء وعلى آله وصحبه من هذا اليوم إلى يومٍ فيه ينطق لسان العظمة الملك لله الواحد القهّار...
... يا أيّها السّائل إذا قصدت حظيرة القدس وسيناء القرب طهّر قلبك عن كلّ ما سواه ثمّ أخلع نعليّ الظّنون والأوهام لترى بعين قلبك تجليات الله ربّ العرش والثّرى لأنّ هذا اليوم يوم المكاشفة والشّهود قد مضى الفصل وأتى الوصل وهذا من فضل ربّك العزيز المحبوب دع السؤال والجواب لأهل التّراب اصعد بجناحي الانقطاع إلى هواء قرب رحمة ربّك الرّحمن الرّحيم. قُل يا قوم قد فصّلت النّقطة الأوّليّة وتمّت الكلمة الجامعة وظهرت ولاية الله المهيمن القيّوم. قُل يا قوم ءَإشتغلتم بالغدير والبحر العذب يتموّج أمام وجوهكم فمالكم لا تفقهون. أتنطقون بما عندكم من العلوم بعد ما ظهر من كان واقفًا على نقطة العلم التي منها ظهرت الأشياء وإليها رجعت وعادت ومنها ظهرت حكم الله والعلوم التي كانت لم تزل مكنونة في خزائن عصمة ربّكم العليّ العظيم دعوا اﻹشارات لأهلها واقصدوا المقام الذي تجدون روائح العلم من هوائه كذلك يعظكم هذا العبد الذي يشهد كلّ جارحة من جوارحه وكُلّ عرقٍ من عروقه أنّه لا إله إلاّ هو لم يزل كان في عُلوّ العظمة والجلال وسموّ الرّفعة واﻹجلال. والذين أرسلهم بالحقّ والهدى أولئك مشارق وحيه بين خلقه ومطالع أمره بين عباده ومهابط إلهامه في بريّته وبهم ظهرت الأسرار وشرعت الشّرائع وحقّق أمر الله المقتدر العزيز المختار لا إله إلا هو العليم الخبير ..." (11)