منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se
منتديات عظمة هذا اليوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يا إلهي أغث هؤلاء البؤساء، ويا موجدي ارحم هؤلاء الأطفال، ويا إلهي الرّؤوف اقطع هذا السّيل الشّديد، ويا خالق العالم أخمد هذه النّار المشتعلة، ويا مغيثنا أغث صراخ هؤلاء الأيتام، ويا أيّها الحاكم الحقيقيّ سلّ الأمّهات جريحات الأكباد،ع ع

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address:

Delivered by FeedBurner


المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 52 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 52 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 138 بتاريخ 2019-07-30, 07:24
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    [/spoiler]

    أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

    تذكرة الوفاء لحضرة عبد البهاء 6

    اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    عاطف الفرماوى


    عضو ذهبي
    عضو ذهبي
    جناب آقا عبدالرحيم مِسگر (النحاس)

    كان في عداد المهاجرين والمجاورين جناب آقا عبدالرحيم مِسگر، الذي اجتمعت فيه صفتا الصبر والحلم، وهو من أهالي كاشان ومن الأحباء الأقدمين. شرب من صهباء محبة الله قبل أن يَطِرّ شاربه، وتناول من المائدة السماوية التي كانت مهيأة وممدودة، ونال نصيبًا من الهداية الكبرى والموهبة العظمى، ثم بارح موطنه بعد إيمانه بقليل وهرع إلى روضة أوراد الزوراء وفاز بشرف لقاء حضرة المقصود، وأمضى أيامًا بجوار الحضرة في العراق، ولبس من ألطاف اللايزال تاجًا وهاجًا إذ كان يتمتع بشرف اللقاء في أغلب الأوقات، ثم سار راجلاً بجوار الركب المبارك إلى الكاظمين عليهما السلام، وكان حظه موفورًا. وكان أيضًا من جملة الأسرى في الموصل (الحدباء) وما لبث أن رحل إلى عكاء حيث أمضى أيامًا بجوار الألطاف المباركة، مسرورًا مبتهجًا، وكان يعمل كتاجر قليل البضاعة غير أنه كان، على الدوام، قانعًا مسرورًا وراضيًا بما قسم له، سالكًا سبيل الرشاد حتى ناهز الثمانين من عمره، صابرًا ساكنًا حتى وافاه الأجل المحتوم، وصعدت روحه إلى عالم الأسرار.

    تغمده الله بفضله ورحمته وألبسه حلل الغفران في جنة الرضوان. أما قبره ففي عكاء.



    (52) جناب آقا محمد إبراهيم التبريزي

    كان جناب آقا محمد إبراهيم التبريزي من جملة المهاجرين والمجاورين، وكان هذا الرجل الكريم ذا خُلق عظيم، وأسرع إلى سجن عكاء بمجرد علمه بأن والده جناب مشهدي عبدالفتاح مقيمٌ بها قصد مساعدة أبيه رفيع الشأن، أما عقله فكان راجحا،ً ونشاطه عظيمًا، ثملاً من نسيم محبة الله مشتعلاً بنارها، غريب السكون، عجيب الرزانة، مقتفيًا آثار والده في الطباع والأخلاق (الولد سرّ أبيه). أمضى زمنًا ليس باليسير بجوار حضرة المقصود، متمتعًا بالرفاه والحظ العظيم، يبيع في النهار بعض السلع ويقابل الأحباء ليلاً في داره ويؤانسهم، ثابتًا على الأمر راسخًا في إيمانه، غيورًا وشكورًا، طاهرًا وحصورًا، مطمئنًا بفضل الرب الغفور وعنايته. أضاء شمعة وجود والده (مشهدي عبدالفتاح) محافظًا على سمعة أسرته، وخلّف ذريّة حسنة وكان دائمًا سبب سرور الأحباء وباعث الروح والريحان بينهم، عظيم الفطنة، حاد الذكاء، قوي العارضة رزينًا. عاش متمسكًا بالإيمان مطمئنًا بفضل العزيز المنان، إلى أن لفظ النفس الأخير وصعدت روحه إلى حيث تلقى الثواب.

    سقاه الله كأس العفو والغفران، وجرّعه من عين العناية والرضوان، ورفعه إلى أوج الفضل والإحسان. أما قبره المعطر ففي عكاء.



    (53) جناب آقا محمد علي أردكاني

    كان جناب محمد علي أردكاني من جملة المهاجرين والمجاورين. سمع النداء الرباني وهو في حداثة سنّه وغضاضة شبابه، فتعلق قلبه بالفيض السماوي، وقام على خدمة أفنان الشجرة الإلهية، وعاش عيشة ملؤها الروح والريحان. وبينما هو قائم بخدمته المذكورة إذ سافر إلى عكاء وتشرف بخدمة العتبة المقدّسة زمنًا ليس باليسير هائمًا في بحبوحة الموهبة الكبرى، مشاهدًا لطلعة العزة العظمى باستحقاق ملحوظ بنظر العناية، قائمًا بالخدمة بصادق النيّة. وكان حسن الطباع وسيم المحيّا صادق الإيمان لم يخل من الامتحانات منقّبًا عن الحقائق.

    كان في أيام نيّر الآفاق، ثابت القدم في معتقده، واستمرّ راسخاّ في الأمر أيضًا بعد الصعود ونزول الرزية العظمى ولم يتزعزع قلبه، ثملاً من هبوب نسيم العهد والميثاق، متشبّثًا بألطاف الحي اللامثال. وبالآخرة انتقل إلى حيفا وآقام البقية الباقية من أيام حياته في جوار حظيرة القدس بجانب المقام الأعلى غاية في الثبوت والاستقامة، إلى أن حان حينه وحلّت خاتمة مطافه، فطوى بساط حياته ولفظ النفس الأخير.

    نعم. إن هذا الشخص، كان خادمًا صادقًا للعتبة المباركة، خدينًا



    لجميع الأحباء والكل راضٍ عنه ومسرورًا منه، لأن مشربه كان مألوفًا وعريكته لينة.

    أغاثه الله في ملكوته الأعلى وأسكنه في ملكوته الأبهى، وأفاض عليه فيضًا مدرارًا في جنة الفردوس مقام المشاهدة واللقاء. أما ترابه المعنبر ففي حيفا.



    (54) الحاج آقاي التبريزي

    كان الحاج آقاي التبريزي في عداد المهاجرين والمجاورين. هذا الشخص الرباني من أهالي تبريز، وقد تعطّرت مشامه من عبيق النفحات الهابة من حديقة أوراد العرفان، تلك النفحات مسكيّة الشذا، وتجرّع من الجام الرباني صهباء الإيمان وهو في عنفوان الشباب. وكان ثابت القدم في الأمر كل الثبوت، وعاش زمنًا في أذربيجان واستمرّ هائمًا في حب محبوب الأرواح. ولما اشتهر بمعتقده قام القوم على معاندته فضاق به المُقام بعدما كان القوم يوجهون إليه التهم الباطلة، فبارح تلك الديار بعد أن باع كل ما يمتلك هرِعًا إلى أرض السرّ مع بعض المتعلقين بالأمر، فوصلها في الأيام الأخيرة، وما لبث أن وقع أسيرًا في يد الأعداء. غير أنه أخيرًا وصل إلى السجن الأعظم مع المنفيين وكان شريكًا في البلايا والمصائب وصبورًا وسليمًا. وبعد أن حصلنا على بعض الحرية حتى اشتغل بالتجارة، ونسج على هذا المنوال ردحًا من الزمن متمتعًا بالراحة والرفاه في ظل الألطاف المباركة. ومن المصائب والبلايا الأولى أصبح جسمه عليلاً، وحفّ به المرض وانتابه ضعف القوى، فاشتد مرضه وانحل جسمه حتى فاجأته المنون وهو في الجوار المبارك وفي ظل سدرة المنتهى، وصعدت روحه من هذا العالم الأدنى إلى الفردوس الأعلى، فتخلص من هذا العالم الظلماني طائرًا إلى العالم



    النوراني. أغرقه الله في بحار الغفران وأدخله في جنة الرضوان وأخلده في فردوس الجنان. أما ترابه المطهر ففي عكاء.



    (55) جناب الأستاذ غلام علي النجار

    كان جناب الأستاذ (المعلم) غلام علي النجار ضمن المهاجرين والمجاورين، وأستاذًا ماهرًا في صناعته، وفي الإيمان والإيقان كالسيف المسلول، واشتهر لدى القاصي والداني من أهل بلدته بالتديّن، وكان الكل يقرّ بأمانته وعدم خيانته، وبأنه غيور وطاهر وحصور للغاية. ولما استضاء بصره بنور الهداية، اشتعلت في فؤاده نار الاشتياق إلى لقاء المحبوب، فظَعنَ، بكمال الوجد والطرب والانجذاب والوله، من أرض الكاف (كاشان) إلى العراق. وحظي بمشاهدة أنوار الإشراق مهاجرًا مظلومًا في نهاية الصبر والسكون. ومارس النجارة في دار السلام وقد ألفه جميع الأحباء وفاز بشرف الحضور بين يدي الحضرة، وقضى ردحًا من الزمن متمتعًا بمنتهى الراحة والسرور حتى استبعد ضمن الأسرى إلى الحدباء (الموصل). وكان من المظلومين المغضوب عليهم لدى أولي الحِلّ والعِقْد، واستمر على هذا الحال مدة طويلة. وبعد أن فُك أسره وأصبح طليقًا، أتى إلى عكاء ودخل في عداد المسجونين وزاول صناعته، وكان ميالاً إلى العزلة والانفراد، متباعدًا قدر الإمكان عن الأغيار والأحباء لميله إلى الوحدة، وكانمنويًا في أغلب الأحيان حتى حلت المصيبة الكبرى، ووقعت الرزية العظمى، فتعهد بالقيام بجميع أعمال النجارة اللازمة لبناء التربة المطهرة. وقد أدّى كل ذلك بكمال الدقة والإتقان،



    وشاهدنا اليوم أعمال النجارة من صنع يده في سقف بهو الحجرة المقدّسة المحلاة بالزجاج.

    عاش هذا الشخص صافي الضمير، طلق المحيّا، ثابتًا على حال واحد، لم يتلون ولم يتزلزل، متمسكًا بالمحبة في دينه السنوات الطوال بجوار الرحمة الكبرى، حتى وافاه الأجل المحتوم، فطار من هذا العالم ورافق أهل الجنة العليا وفاز بشرف اللقاء في عالم الأسرار كما فاز به في هذه الدار. هذه هي الموهبة العظمى، هذه هي العطية الكبرى. وعليه التحية والثناء. أما جدثه المنور ففي عكاء.



    (56) جناب منيب عليه بهاءالله الأبهى

    كان اسم هذه الروح المجسمة الميرزا آقا من أهالي كاشان. انجذب بالنفحات في أيام حضرة الأعلى (الباب) واشتعل بنار محبة الله. كان في أيام شبابه في نهاية العظمة والأبهة بادي الملاحة صبيح المحّيا وفي إتقان علم الخط لا يضارع، حسن الطباع شجي الألحان فهيمًا موهوبًا ثابتًا في الأمر مستقيمًا في معتقده وكان شعلة من نار المحبة منقطعًا عما سوى الله. وقد بارح مدينة كاشان إلى العراق حيث كان يشرفّها بوجوده الجمال المبارك وحظى بالتشرف بالساحة المقدّسة واتّخذ في الجوار منزلاً وضيعًا وعاش عيشة ضنكًا إذ كان في حالة إعسار شديدة ثم اشتغل بتحرير الآيات والبيانات الإلهية وكان يلوح على جبينه نور الموهبة المبين واضحًا ملموسًا واشتغل بخدمة أمر الله بينما ترك ابنته الوحيدة في إيران قبل وروده إلى دار السلام – بغداد.

    وعندما تحرك موكب جمال القدم بكمال العزة والعظمة من بغداد قاصدًا إسلامبول سار جناب منيب بجوار الركب المبارك راجلاً مع أنه عاش في إيران طوال مدة آقامته بها حياة ملؤها الرفاهية والهناء، وذلك معلوم للعموم، وكان لدى أهل بلاده معروفًا بالدلال والحرية ومن كل ذلك يُعلم مقدار ما عاناه من المشاق أثناء سفره راجلاً بجسمه الرقيق من بغداد إلى إسلامبول ومقدار ما لقيه من وعثاء الطريق ولكنه كان



    يطوي البيداء بنهاية الروح والريحان مشتغلاً ليل نهار بالتضرع والابتهال وتلاوة الأنجية. وكان هذا العبد (عبدالبهاء) مؤنس قلبه وروحه إذ كنا نسير الواحد منا على اليمين والآخر على اليسار بمحاذاة الركب المبارك أثناء الطريق وكنت أنا وإياه في حالة روحانية يكل عنها الوصف أما هو فكان أثناء الليل مترنم ببعض الأشعار الغزلية من نظم حافظ الشيرازي وكان يقول قبل تغنيه بها: دعونا نرقص ونثمل من خمر المعاني ونتغزل بما قاله الشيرازي. ثم أخذ ينشِد بما معناه:

    ولو أنّا للسلطان عبيد ركّع فنحن سلاطين الملك عليه الصبح يطلع

    فينا حقيقة الألوان لا تزويرها أسود حمر نحن وفينا التنين الأسود وبالإجمال، إن الجمال المبارك، روحي لأحبائه الفداء، أذن لجناب منيب بالعودة إلى إيران في نفس الوقت الذي تحرك فيه الموكب المبارك من إسلامبول إلى أرض السر (أدرنه) وأمره بالاشتغال بالتبليغ. فصدع جناب منيب بالأمر المبارك وذهب إلى إيران حيث قام بخدمات فائقة على الأخص في مدينة طهران ثم عاد بعد مدة إلى أرض السر وتشرف بالساحة المقدّسة ومكث مدة فائزًا بشرف اللقاء، وعندما وقعت البلية الكبرى يعني حادثة النفي إلى عكاء سار راجلاً بمحاذاة الركب المبارك مع ضعف بنيته وشدة مرضه وعدم قدرته على السفر راجلاً فاشتد عليه المرض غير أنه كان راضيًا كل الرضاء ولم يقبل البقاء في أدرنه ليعالج وكان يود أن يموت تحت قدمي الجمال المبارك. وما أن وصلنا إلى البحر حتى خارت قواه فحمله ثلاثة أنفار وصعدوا به إلى أعلى السفينة التي سارت بنا نحو إزمير، وأراد الربان



    إنزاله من السفينة لأنه كان يعاني من شدة المرض وقد أصرّ ربان السفينة على إخراجه، يعني طرحه في اليم، وبعد أخذ ورد صبر القبطان حتى رست السفينة بميناء إزمير وهنا قال الربان للمسؤول الحكومي، الميرالآي عمر بك، إن لم يبارح جناب منيب السفينة فسوف يضطر إلى إخراجه بالقوة لأن السفينة لا تستقبل المرضى بهذا الشكل قانونًا.

    ولذا أجبرنا على حمله إلى المستشفى بإزمير وهو في حالة يرثى لها غير قادر حتى على الكلام، وقبل المسير به إلى المستشفى وقع على قدمي الجمال المبارك وبكى بكاءً مُرًا فلاح الحزن على طلعة المبارك من جراء ذلك. وصلنا به إلى المستشفى وعدنا مسرعين إلى السفينة لأن الربان لم يأذن لها بالانتظار أكثر من ساعة واحدة. وكنا قد وجدنا لذلك الوجود المبارك سريرًا خاصًا فوسدناه إياه وقبلناه من رأسه إلى قدميه قبل مبارحتنا المستشفى وعدنا أدراجنا إلى السفينة لأن الحراس لم يمنحونا وقتًا بالمرة، ولم نعلم بعد ذلك عنه شيئًا.

    إننا كلما تذكرناه وما انتابه فاضت عيوننا بالدموع وزادت قلوبنا حرقة تحسرًا عليه. كان ذلك الوجود ذا فطنة فائقة ورزانة مثالية لا يضارعه أحد في قوة إيمانه وإيقانه وقد اجتمعت فيه أنواع الكمالات المعنوية والصورية ولهذا كان مورد الألطاف التي لا حد لها.

    أما قبره المنور، ففي إزمير ولكنه مهجور، وإذا سنحت الفرص للأحباء فليبحثوا عن ذلك القبر المهجور ويجعلوه بيتًا معمورًا حتى تتعطر مشام زائري ذلك القبر برائحته الطيبة.



    (57) جناب آقا ميرزا مصطفى النراقي

    كان جناب آقا ميرزا مصطفى النراقي من النفوس الطيبة الطاهرة ذا شخصية محترمة بين كبراء مدينة نراق ومن قدماء أحباء الله مستنير الفؤاد مسبّحًا لله قلبه بستان أوراد نابتة فيه شقائق حقائق المعاني وثمل من صهباء الظهور في أيام حضرة الأعلى (الباب)، روحي له الفداء، وشرب الكأس الطافحة بالنفحات الإلهية، فانجذب انجذابًا عظيمًا وعجيبًا واشتعلت في قلبه نار الشوق الشديد وكان دأبه التضحية في سبيل الله حتى إنه ترك وطنه العزيز وأقرباءه وذويه وكذلك راحته الجسمانية والروحية وفر فرار الحيتان العطاشى إلى البحر الإلهي ووصل إلى العراق واختلط بالأحباء الروحانيين وفاز بشرف اللقاء وعاش زمنًا طويلاً في جوار الألطاف اللاحدّ لها بكمال الروح والريحان إلى أن صدر له الأمر المبارك بالذهاب إلى إيران، وما أن وصل إلى تلك الأقطار حتى قام على خدمة الأمر بكل ما في مكّنته. فقد كان إنسانًا كاملاً ثابتًا وراسخًا في الأمر لا يتزعزع كالجبل الراسي موصوفًا بالرزانة والأمانة، وكان يعتبر نباح الكلاب (الأعداء) كطنين الذباب رغم شدة الانقلاب وعظيم الاضطراب وسببت له البراهين الدامغة على حقيقة الأمر عظيم الراحة وأصبح في نار الافتتان كالذهب الإبريز لا تزعزعه الحوادث.

    وبالإجمال، إن هذا الشخص النبيل حضر من إيران إلى



    القسطنطينية في نفس اليوم الذي كان فيه موكب الجمال المبارك متوجهًا إلى أدرنه ولم يستطع التشرف باللقاء غير مرة واحدة وأمر في حينها بالعودة إلى إيران قصد نشر النفحات فصدع بما أمر، وما أن وضع قدمه في أذربيجان حتى أخذ في التبليغ وكان لا يفتأ يتلو الأنجية ليل نهار ولعبت في رأسه صهباء الإيمان وهو في مدينة تبريز فهام من شدة الوله الروحي وانكب على التبليغ بكل ما أوتي من قوة وما لبث أن حضر إلى أذربيجان جناب الفاضل الكامل والعالم النحرير الشيخ أحمد الخراساني فاتصل به، وقاما معًا يدًا واحدة على خدمة الأمر يرميان إلى هدف واحد، بكل اشتياق ووله وهيام. ولم يتورعا عن التبليغ جهارًا بين القوم فأدى الحال إلى قيام أهالي تبريز ضدهما ومعاداتهما.

    قام الحرس بإلقاء القبض على آقا ميرزا مصطفى لأنهم عرفوه في أول الأمر من خصل شعره التي كانت غير ظاهرة لهم حال إلقاء القبض عليه فما كان من المذكور إلا أنه حسر رأسه وقال ها هو شعري المجعد فلا يعتريكم شك في أنني ذلك الشخص الذي أنتم وراءه فأخذوه هو وذلك الشيخ العظيم بكل عنف وأذاقوهما من العذاب ألوانًا وفي آخر الأمر أسقوهما الكأس الطافحة بصهباء الشهادة في مدينة تبريز فانتقلا إلى الأفق الأعلى. وحدث أن قال آقا ميرزا مصطفى للجلاد: "أرجوك أن تقتلني أولاً حتى لا أشاهد قتل جناب الشيخ رفيع المقام". هذا، وقد رقم القلم الأعلى عدة ألواح مباركة لكل منهما مما يخلد ذكرهما إلى الأبد. ورقم القلم الأعلى ذكر مصيبتهما بعد استشهادهما.

    إن ميرزا مصطفى صاحب الشخصية البارزة قام على خدمة الأمر منذ صباه إلى أن بلغ من الكبر عتيّا ووهن منه العظم في سبيل رب



    الأرباب. أما اليوم فهو في الملكوت الأبهى في جوار الرحمة الكبرى فرحًا مسرورًا مطمئنًا ومبتهجًا مشتغلاً بتسبيح وتقديس حضرة الكبرياء. طوبى له وحسن مآب بشرى له من رب الأرباب جعل الله له مقامًا عليًّا في الرفيق الأعلى.



    (58) جناب زين المقربين

    كان حضرة زين المقربين من المهاجرين والمجاورين ومن أجلّة أصحاب حضرة الأعلى (الباب) ومن أعاظم أحباب الجمال الأبهى، اشتهر في دورة الفرقان (أيام كان مسلمًا) بالتنزيه والتقديس والتزهّد. وقد مهر مهارة تامة في فنون شتّى، وكان قدوة جميع أهالي – نجف آباد – محترمًا لدى أكابر القوم وعظماء البلاد احترامًا كليًا، قوله القول الفصْل وحكمه جار ونافذ إذ كان العموم يأخذون برأيه، وكان المرجع الخاص والعام. وبمجرد أن بلَغ سمعه خبر ظهور حضرة الأعلى صاح قائلا: "ربنا إنا سمعنا مناديًا يناجي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا". ولم يعبأ بالحياة الدنيا وشقّ جميع الحجبات وكشف السبحات ودفع الشبهات وقام على تسبيح جمال الموعود وتقديسه مشتغلاً بتبليغ ظهور حضرة المقصود واشتهر بذلك في وطنه أصفهان وذاع صيته في الآفاق حتى أصبح مورد الطعن واللعن والأذى من أهل النفاق. وبعد أن كان العوام الذين هم كالهوام يحترمونه بدرجة العبادة قاموا بالتعدي عليه، وكان يلاقي كل يوم من أهل الاعتساف جفاء وأذى وعذابًا من المناوئين له ورغم كل هذا لم يفتر عزمه عن التبليغ بكل ما أوتي من قوة بيان وفصاحة ملجمة وقاوم الأعداء بقلب ثابت ومتانة لا تضارع، وكان غضب الظالمين عليه في ازدياد يومًا بعد يوم وهو يحمل في يده الكأس الطافحة بالبشارات الإلهية ليجعل الكل ثملين من نفحات



    معرفة الله غير هيّاب ولا وجل ولم يتطرق إليه عامل الجبن أبدًا مكافحًا في سبيل الله ولكنه قد ضاقت به المسالك بعد حادثة الشاه وأصبح مورد الأذى الشديد صباح مساء. ولما رأى أن وجوده في نجف آباد فيه خطر على الأحباء، سافر إلى العراق.

    وبينما كان الجمال المبارك غائبًا في كردستان (السليمانية) مختليًا في مغارة بجبل سمي – سرجلو – وصل جناب زين المقربين إلى بغداد الذي تأثر ولازمه اليأس أولاً لغياب الجمال المبارك وثانيًا عندما رأى أن حالة الأمر في ركود ولا جمع ولا اجتماع للأحباء وأن صيت الأمر ليس في ازدهار ورأى يحيى (الأزل) منكمشًا في ركن من شدة خوفه وخموله آفلاً في زاوية الخمود والخسوف وكلما تحرى عن الأحباء كان نصيبه الخيبة غير أنه التقى ذات يوم فجأة بحضرة الكليم. ولما كانت التقية (عدم إظهار العقيدة) ضاربة أطنابها سافر إلى كربلاء واشتغل بتحرير الآيات والبيانات مدة من الزمن ثم عاد إلى – نجف آباد – ولم يستقر بها لهجوم الأعداء وتعدي الظالمين عليه. وما لبث، عندما نفخ في الصور مرة أخرى أن هبّت فيه روح الحياة الجديدة واستمع بأذن روحه لبشارة ظهور الجمال المبارك وأجاب بقول بلى عندما قرع أذنين رنين طبل – ألست – (بربكم) وحرك لسانه بتبليغ الأمر المبارك بعبارات فصيحة وأدلة عقلية ونقلية قاطعة في إثبات ظهور من يظهره الله وكان حديثه كالماء الزلال لكل عطشان بالبراهين الساطعة من الملأ الأعلى وبزّ الجميع في التقرير والتحرير وكان آية كبرى في التفسير والتوضيح.

    ومختصر القول، إنه كان في إيران تحت الخطر العظيم وكان وجوده في – نجف آباد – جالبًا لضوضاء أهل العناد ولهذا، ذهب ذلك الملبّي



    للنداء إلى أرض السر (أدرنه) وقصد حرم الكبرياء لابسًا إحرام المحبوب حتى وصل إلى مشعر المقصود ومقامه.

    أمضى أوقاتًا في الحضور المبارك ثم صدر له الأمر ومعه حضرة ميرزا جعفر اليزدي بالاشتغال بالتبليغ. فعاد إلى إيران وأخذ في التبليغ وأوصل البشارة بظهور مليك الوجود إلى أعلى علّيّين ثم جاس خلال الديار مدنها وبلداتها وقراها وصحاريها ووديانها صحبة رفيقه جناب ميرزا جعفر المذكور مبشرًا بظهور الجمال المبارك. ثم عاد ثانية إلى العراق وكان كالشمعة التي استضاء بنورها الجميع وسبب الروح والريحان للعموم لا يفتأ يبث الناس النصائح والمواعظ متفانيًا في محبة الله.

    ولما وقع الأحباء كأسرى في يد الحكومة ونفتهم ظلمًا وعدوانًا إلى الموصل مشتتين كان على رأسهم جناب زين المقربين يسليهم ويواسيهم ويحل ما ينشأ بينهم من المشكلات ويؤلف بين قلوبهم ويخلق فيهم روح المودة، وأخيرًا طلب من الحضرة الإذن بالإجازة له بالتشرف فحاز طلبه شرف القبول، فسافر إلى السجن (عكاء) وفاز بالمثول بين يدي الجمال المبارك واشتغل بتحرير الآيات وبث روح التشويق بين الأحباء والتأليف بين قلوب المهاجرين حتى أشعل نار المحبة في قلوب الجميع ولم يتوانَ لحظة في الخدمة وكان مورد العناية المباركة ليل نهار وهو يدوّن الكتب والألواح بكل دقة ودون خطأ.

    وعلى الجملة، إن هذا الشخص الجليل لم يعتره فتور أو قصور في خدمة النور المبين من بدء حياته إلى أن لفظ النفس الأخير. وبعد الصعود المبارك اشتعلت في قلبه نار الحسرة الشديدة وغلبت عليه دموع الألم فأخذ جسمه في النحول يومًا بعد يوم ولكنه كان ثابتًا مستقيمًا على العهد



    والميثاق. وكان أنيسي الوحيد ومؤنسي الفريد يترقب الموت في كل آن ويتمنى الانتقال من هذا العالم حتى وافاه الأجل المحتوم فطارت روحه إلى ملكوت الرحمن بنهاية الروح والريحان فارغًا من الهموم مستغرقًا في محفل أنوار التجلّي. عليه التحية والثناء من ملكوت الأنوار وعليه البهاء الأبهى من الملأ الأعلى وله السرور والحبور في عالم البقاء وجعل الله له في جنة الأبهى مقامًا عليا.



    (59) جناب عظيم التّفريشي

    جناب عظيم التّفريشي، هو من المهاجرين والمجاورين وكأن هذا الرجل الإلهي من مقاطعة تفريش لم تأسره القيود ولم يستولِ عليه تشويش الفكر، حرًا بين عارفيه وعشيرته، ومن قدماء الأحباء، ومن سلالة أهل الوفاء. فاز بشرف الإيمان في إيران واشتغل بخدمة كل عبدٍ آمن بالله، وعلى الأخص المسافرين، خدمة صادقة. أتى إلى العراق في معيّة المدعو جناب آقا ميرزا موسى القمي، عليه بهاءالله وعليه التحية والثناء، وفاز بنصيب وافر من ألطاف نيّر الآفاق حاضرًا في محضر الكبرياء في كل حين فائزًا بشرف اللقاء ومظهرًا للألطاف مشمولاً بالعناية والإسعاف. مكث زمنًا طويلاً على هذا الحال ثم عاد إلى إيران في معيّة نفس الشخص الذي صحبه إلى العراق. كان لا يدّخر وسعًا في خدمة أهل البهاء حبًا لله. وقام على خدمة المدعو ميرزا نصرالله التفريشي عدة سنوات دون جُعل أو أجر، وكان إيمانه يزداد يومًا بعد يوم. ثم حضر إلى أرض السرّ (أدرنه) في معيّة هذا الأخير وفاز بشرف اللقاء وداوم على خدمة الأحباء بنهاية المحبة والصداقة وفاز بمرافقة الموكب المبارك من أدرنه إلى عكاء وجاء إلى السجن الأعظم.

    وفي السجن أختير لخدمة العائلة المباركة مشتغلاً بالسقاية وحمل الماء داخل السجن وخارجه، وتحمّل داخل القشلة (الثكنة) عظيم المتاعب



    والمشاق ولم يهدأ ليلاً أو نهارًا وكان على خلق عظيم وحِلم لا يضارع سليم النيّة يحمل أعباء الأحباء بكل همّة وتجرّد، ويسّر له حمل الماء إلى البيت المبارك الفوز بشرف الحضور يوميًا، وكان يجالس الأحباء ويؤانسهم ويسلّي خاطرهم ويضفي على الجميع كمال السرور والبهجة. وكثيرًا ما قرع مسمعي من الفم المبارك كلمة الرضاء في حقه وكان دائمًا على حال واحد بشوشًا لا يتغير ولا يتبدل ولا يعرف للأذى سبيلا، لا يمل ولا يتكدر يلبي دعوة من دعاه إلى خدمة دون تردد، ثابتًا في إيمانه وإيقانه شجرة نابتة في بستان محبة الله. وبعد أن أدّى السنوات الطوال في خدمة العتبة المقدّسة انتقل من دار الفناء إلى دار البقاء بكمال السكون والاطمئنان مستبشرًا بملكوت الله. فأورث جميع الأحباء حسرة وتأثرًا عليه حتى إن الجمال المبارك كان يواسي الجميع، وكانت عنايات حضرته في شأنه لا تحصى. عليه الرحمة من ملكوت الغفران وعليه بهاءالله في كل عشي وإشراق.



    (60) آقا ميرزا جعفر اليزدي

    كان ضمن المهاجرين والمجاورين جناب آقا ميرزا جعفر اليزدي، وكان رجل الميدان هذا من طلاب العلوم، وعلى معرفة تامة بشتى الفنون، صرف من أيام حياته مدة في المدارس سبّآقا في ميادين الفقه وعلم الأصول، واسع الاطلاع في المعقول والمنقول. ولما رأى آثار النخوة والتكبّر فاشية بين القوم نَفَرَ أشد النفور وما عتم أن قرع سمعه، وهو على هذا الحال، النداء من الملأ الأعلى حتى قال، على فوره: بلى، و"ربنا إنا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا".

    ولما استفحل أمر القلاقل والاضطرابات والازدحام العجيب في مدينة يزد، سافر من وطنه المألوف إلى النجف الأشرف واندمج مع طلاب العلوم فظهرت قيمته واشتهر بين الطلاب بالعلم والفضل. ولما ارتفع صيت الأمر في دار السلام ذهب إلى بغداد وغيّر زيّه بمعنى أنه استبدل العمامة بالكلاه (الطربوش)، واحترف النجارة لكسب معاشه بعرق جبينه، ثم سافر إلى طهران لمدة يسيرة ثم عاد إلى بغداد واستمر في ظل العناية لابسًا رداء التقشف بالصبر الجميل وسعيدًا رغم فقره.

    ورغم ما كان عليه من التضلع في العلوم وعظيم الفضل، كنت تراه في نهاية الخضوع والخشوع فانيًا نفسه، دائم الصمت والسكون. ثم التحق بموكب نيّر الآفاق أثناء السفر من العراق إلى اسلامبول، وكان



    شريكًا لهذا العبد (عبدالبهاء) في خدمة الأحباء، فكنا كلما توقف الركب في الطريق وطلب الراحة من شدة التعب من المسير نذهب سويًا إلى القرى المجاورة لابتياع ما يلزم لأفراد القافلة من غذاء وعلف للخيل، وكنا في بعض الأحيان يجبرنا الحال إلى التأخر في القرى إلى منتصف الليل لأن القحط كان عامًا والغلاء فاحشًا في كل مكان. وعلى كل حال كنا لا نعود بخُفيّ حُنَيْن.

    وعلى الجملة، فقد كان هذا الشخص الحليم النشط، سليم النيّة لا يبارح العتبة المقدّسة، منكبًا على خدمة الأحباء نهارًا وعلى التعبد ليلاً، دون أن يُسمع له صوت متوكلاً على الله في جميع الأحوال، وداوم على الخدمة في ارض السرّ (أدرنه) حتى حان وقت الرحيل إلى معتقل النفي بعكاء، فكان في عداد المساجين بكمال الرضاء فرحًا مستبشرًا دائم الشكر لله، وكان يقول: "الحمد لله الذي جعلنا في الفلك المشحون". وكان يعتبر المعتقل بستان أوراد، وساحته حديقة غنّاء. وأخيرا، أصابه وهو في المعتقل مرض شديد حتى يئس الطبيب من شفائه فطرحوه أرضًا خارج الثكنة وهو يعالج سكرات الموت. فذهب في الحين المدعو ميرزا آقا جان إلى الساحة المقدّسة وعرض خبر وفاة الميرزا جعفر وأن محبيه يبكون وينتحبون عليه، فتفضل الجمال المبارك لميرزا آقا جان بقوله: "اذهب إليه واقرأ مناجاة (يا شافي) فيعود ميرزا إلى الحياة". فأسرعت أنا (عبدالبهاء) والميرزا آقا جان إلى حيث المريض (أو الميت) فوجدناه بارد الجسم وآثار الموت ظاهرة عليه ثم تلونا المناجاة المشار إليها فما لبث أن تحرك الجسم الهامد رويدًا رويدًا وعاد إلى حالته الأولى. وبعد مضي ساعة واحدة استوى ميرزا جعفر جالسًا وأخذ يمازح ويطايب من حوله.



    ومختصر القول، إنه قد عاش بعد ذلك مدة مديدة وهو يوالي خدماته للأحباء ويفتخر بذلك كل الفخر، مؤديًا خدمته للجميع وهو في منتهى التبتل والتذكر قوي الإيمان شديد الإيقان والاطمئنان. وفي آخر الأمر انتقل، وهو في السجن الأعظم، من عالم الناسوت وصعدت روحه إلى عالم اللاهوت.

    عليه التحية والثناء، وعليه البهاء الأبهى، وعليه نظر العناية من حضرة الكبرياء. أما قبره المنور ففي عكاء.

    الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى