بينما نجد القليل جدا عن الروح والحياة بعد الموت في الكتب السماوية التي سبقت الدين البهائي نرى ان هناك مئات الصفحات في كتابات حضرة بهاء الله و تفسيرات عبد البهاء عن الحياة الأبدية للروح وترقيها في عوالم الله عزوجل .والبهائيون يؤمنون ايضا بالجنة والنار ولو انهم لا يعتقدون بأن لهما مكانا جغرافيا بل يرونهما كحالتي تـَقرُب الروح من الله أو ابتعادها عنه بما سلكت في هذه الحياة الدنيا وبما قدمت ايديها .
ولا ينكر البهائيون وجود الشر و مظاهره و آثاره في العالم ولكنهم لا ينظرون اليه كقوة ايجابية فعالة بنفسها بل يشبهوه بالظلام الذي هو عبارة عن غياب النور وليس له وجود بنفسه فمن الممكن ان يتبدى الظلام بالنور مثلا بإشعال شمعة ولايمكن للظلام ان يحدث إلا بعد غياب النور وما الشر إلا غياب الخير وممكن ان يتبدى برجوعه .
ولا ينفي البهائيون الملائكة أو الجن بل ان الكتب البهائية تتحدث عن عوالم الله التي لا نهاية لها ولايعرفها احد سواه وهو سبحانه وحده يعلم من يسكنها من خلائقه سواء كانت مخلوقات جسدية أم روحية ولكن في بعض التفاسير ينظر البهائيون الى الشيطان ويفسرون ما جاء في ذكره في الكتب السماوية بأنه كناية عن النفس النارية أو النفس الأمارة أو الطبيعة الإنسانية الدنيا التي تحثنا على الدوام على العصيان والتمرد ونسيان الله وعدم اتباع تعاليمه ويرى البهائيون الحياة اليومية بمثابة جهاد مستمر دائم للسمو فوق النفس الأمارة الذي لن يتم سوى بالعياذ بالله وطلب العون منه والدعاء المستمر واقامة الصلاة واتباع باقي الأوامر الإلهية وبالنزاهة والعفة .