الجانب الغيبي لدى حضرة عبد البهاء
عندما وهب حضرة بهاء الله العالم الإنساني رسالته العظيمة السامية لم يكن من المتوقع أن تستطيع البشرية إستيعابها وفهمها الفهم الكامل الصحيح0خاصة في تلك الأوقات الحالكة الظلام التي سادها الجهل والخرافات والتعصب الديني والتخلف االفكرى0 لذا تفضل حضرته ووهب العالم إبنه حضرة عبد البهاء هديته الثمينة الثانية – بعد دينه القويم - لتكون حياته وأعمالة المثل الأعظم لدين حضرة بهاء الله والترجمة الكاملة والعملية لتعاليم وشرائع اليوم الجديد0
ووصف حضرة بهاء الله حضرة عبد البهاء بأنه " سر الله " وهو نعت لا يجعلنا نعزو إليه مقام النبوة أو الرسالة لكنه كما تفضل حضرة المولى شوقي أفندي فإنه يحمل في ذاته حقيقة كاملة تجمع بين خصائص الطبيعة البشرية وبين مميزات المثل الأعلى للانسان0
فكان حضرة عبد البهاء " أداة إلهية التقدير, مزودا بسلطة صريحة, ومرتبطا بحضرة بهاء الله إرتباطا عضويا " لذا لم يكن من المستغرب أن يكون لحضرته قوى روحانية ذات تأثير مادي ملموس وهي في حقيقتها " قوى وهبية لا كسبية "0
وكما هو الحال عند حضرة بهاء الله وحضرة الأعلى وسائر الأنبياء والمرسلين .. كان حضرة عبد البهاء له المقدرة على صنع المعجزات خاصة في شفاء المرضى ولكن أخبار هذه المعجزات ستبقى دائما للتداول بين الأحباء فقط ولا تستعمل كما هو معلوم في التبليغ أو في التأثير على الآخرين0
وسوف نطالع في الأوراق القادمة القليل من القصص والصور المتعددة لتلك القوى الخارقة المعجزة لحضرة عبد البهاء والتي تسمو بكل جلاء فوق حدود وإدراكات العقل البشرى0 وسوف نقف أمامها طويلا, ونتأملها مليا, مبهورين معجبين مندهشين, دون أن نجد لها تعليلا أو تفسيراً0
ومع ذلك ستظل تلك القصص تمنحنا الكثير من السرور والسعادة, وتهب العقول الحائرة, والقلوب الحزينة رسالة مُشرقة بالأمل والعزاء وتدفعنا شوقا إلى الحياة النبيلة وتمنحنا القدرة على العمل والخدمة بكل إخلاص وتفانٍ مهما زادت قسوة الآلام وَعَظُمَتْ التضحيات 0
قوة روحانية
في إحدى الأمسيات, جلس أحد المؤمنين بجانب حضرة عبد البهاء على ذات المقعد, حينما كان حضرته – ولأكثر من ساعة – يتكلم مع مجموعة من الزائرين ويجيب على أسئلتهم وإستفساراتهم وهو ممسك بيد الرجل وأحيانا يضع يده على ركبته بإسترخاء0
ذكر الرجل في وقت لاحق, وهو يصف شعوره في تلك اللحظات " قال كانت تفيض قوة عظيمة من جسده المبارك إلى جسدى0 إنني أتذكرها بكل تأكيد , لكنني لا أتستطيع وصف ما أحسست به0 كانت قوة خفية فوق إدراك الإنسان والملائكة "0
* وقال آخر ( الحبيب الأمريكي فريد مورتنسن ) وهو يصف نفس القوة الخفية مؤكدا إحساسه بها0
" كنت أجلس بجانب حضرته داخل سيارة ونحن في رحلة, حينما شعرت وكأنه يشحنني ببطارية إلهية "0 (1)
* وكتبت إحدى المتشرفات بمحضره تسجل مشاعرها , قالت : - " أما عن اللقاء الأول فأنني لا اذكر فرحا ولا ترحا ولا شيئا مما يمكنني أن اسميه ذلك لأنني سموت فجأة إلى ارتفاع شاهق , واتصلت روحي بالروح الإلهي 0 وحيرتني هذه القوة الطاهرة المقدسة العظيمة00 لم نستطع أن نحول أنظارنا عن وجهه الجليل 0 وسمعنا كل ما قال وشربنا الشاي بأمره إلا أن الوجود كان معطلا0 فلما نهض وتركنا فجأة عدنا إلى الحياة منتفضين 0 ولكن الحمد لله ! لم تكن حياتنا الأولى أبدا, ولم تكن الأرض هي الأرض أبدا! " (2)
وعادت لها الحياة
" في يوم من الأيام سنه 1916 قام حضرة عبد البهاء برحله من مدينه عكاء إلى قرية الناصرة تعب حضرته من الجلوس في العربة ومن طول الطريق لذلك توقف في إحدى القرى للإستراحة وحل ضيفا على شيخ القرية .. حضر رجال القرية وإعيانها للإجتماع به عند سماعهم نبأ تشريفه ، شكر شيخ القرية حضرته لنصائحه ولتشريفه بيته ثم قال : -
ستنزل علينا زيارتكم هذه كالرحمة السماوية لكل سُكّاَن القرية أما الآن فعندي رجاء أخير من حضرتكم ؟؟ أجاب حضرته سأكون سعيدا لتلبيته إذا إستطعت ما هو طلبك ؟ قال الشيخ : عندي بنت واحدة فقط في الرابعة عشرة من عمرها وهي مصابه بداء السل ( الدرن الرئوي) منذ حوالي سنتين وأجمع كثير من الأطباء أنه ليس هنالك أي أمل يرجى من شفائها أما نحن فلا نفعل شيئا سوى النحيب والبكاء إن الله سبحانه وتعالى لم يرزقني بغيرها وأنا أعتقد أن حياة جديده ستكتب لها ، إن صليتم لأجلها .. نحن متأكدون من قبول الله لصلاتكم وكلنا يعلم أن فضل عبد البهاء يظلل الجميع فحضرتكم لا تسألون إن كنا نستحقها أم لا ..عند ذلك لم يتمالك الشيخ أعصابه وإنفجر باكيا ، نهض حضرة المولى من مكانه وسأل أين إبنتكم أجاب المختار : في الغرفة الأخرى ودخل حضرته الحجرة فوجدها ضعيفة جداً ممدة على الفراش فوق الأرض كانت البنت كالهيكل العظمي فلم تكن سوى عظام وجلد وبجانب رأسها كانت والدتها وخالتها مع بعض الأصدقاء والأقارب .. منهم من يقوم على التمريض ومنهم من كان منشغلا في البكاء والنحيب إقترب وجلس حضرته إلى جانب رأسها أخذ يدها ليقيس نبضات قلبها .. لقد كانت حرارتها مرتفعه جدا .. وكانت تسعل بشده ودون توقف وتبصق دما ، وضع يده المباركة على جبينها وطلب فنجان الشاي .. تناول هو قسما منه ثم بدأ بتلاوة الدعاء لخمس دقائق حينما فرغ من ذلك نهض وبصوت مرتفع وقوى خاطب الوالدين قائلا : كونوا واثقين بإن الله سينعم على إبنتكم الشفاء التام لا تحزنوا ولا تخافوا إعتنوا بها متوكلين على الله فقط ثم عاد إلى حجرة الضيوف جلس لمدة قصيرة , ثم ألقى تحيه الوداع للجميع ومضى . خرج من البيت وجلس في عربته وغادر المكان0 في تلك الليلة بدأت الفتاه تتصبب عرقا غزيرا ثم بدأت حرارتها بالإنخفاض تدريجيا وحسب قول والدها أن البنت وخلال شهرين فقط أصبحت بصحة جيدة .وفي سنه 1922 تزوجت الفتاة وأصبحت أما لثلاثة أطفال أصحاء أما والد البنت فقد كان يردد قصة إبنته أينما حل في عكا في حيفا في الناصرة وفي كل مرة ينهى كلامه قائلا : عادت لي إبنتي فقط بسبب قداسة حضرة عبد البهاء "0 (3)
عدل سابقا من قبل abdelraof في 2009-01-26, 14:24 عدل 1 مرات