لكل من المجتمعات الحديثة قيـّمه ومعاييره لما يعتبره مقبولا من ناحية الأخلاق والتصرفات اللائقة والمتعارف عليها وعند تدقيق النظر نجد ان لكل هذه القيم جذورا في التقاليد والمعتقدات الروحية لذلك المجتمع إما في الديانات الحاضرة أو في المعتقدات القديمة في تاريخ المنطقة.
و جائت كل الديانات السماوية بتعاليم روحية وأخلاقية وبقوانين وأحكام سيطرت على تعاملنا مع بعضنا البعض كأفراد وايضا حين تعاملنا مع بعضنا كمجتمعات وحضارات متقاربة الى ان اصبحت هذه القوانين والاحكام شيئا فشيئا متعارف عليها دوليا وعالميا الى حد ما, وصرنا نتوقعها ونتطلبها في حياتنا اليومية حتى في الدول التي لايمارس فيها الدين بصورة جدية حسب الظاهر.
وتسبب اتباعنا وتقيدنا بهذه الأحكام أن تطورت و سمت وترقت المجتمعات البشرية الى معال رفعتها فوق الوجود اليومي المجرد حيث يتساوى الإنسان مع الحيوان في الإحتياجات الجسدية والطبائع الدانية وأدت بنا الى حضارات نبـَعت فيها جذور السلام والإستقرار حين حددت لنا حقوقنا من ناحية و مسؤولياتنا من ناحية أخرى و أوفرت الحماية للضعفاء وشجعت على العناية بمن قسى عليهم الدهر من الفقراء والمرضى والمساكين .
والدين البهائي ايضا كالديانات والرسالات التي سبقته في التاريخ جاء مؤكدا ً ومعززا ً لهذه القيم الروحية ومصرا ً من جهة ان يكون تطبيقها والتمسك بها في كل لحظة في الحياة اليومية اينما كنا .. في البيت أو المدرسة أو العمل و مشددا ً على ان غير الأفعال الطاهرة لن يقبل ابدا ... ومن ناحية اخرى جاء الدين البهائي موضحا أن هذه الأحكام كانت دائما تعبر عن محبة الله لنا ورحمته بنا وبأننا بدورنا في تمسكنا بها واطاعتنا لها والتقيد بها يجب ان يكون ذلك عن حب عميق نكـنه في قلوبنا لله عز وجل وكذلك لبريته و ان يكون اتباعنا لها طواعية و رغبة منا لإظهار هذا الحب وليس لطمع ٍ في الثواب أو لخوف ٍ من العقاب . وفي توضيح هذه المعاني نجد في كتابات حضرة بهاء الله :
يا أبناء آدم .. تصعد الكلمة الطّيبة والأعمال الطّاهرة المقدّسة إلى سماء العزّة الأحديّة فابذلوا الجهد أن تتطهّر أعمالكم من غبار الرّياء وكدورة النّفس والهوى فتدخل ساحة العزّة مقبولة لأنه عمّا قريب لن يرتضي صيارفة الوجود بين يدي المعبود إلا التّقوى الخالصة، ولن يقبلوا إلا العمل الطاهر. هذه هي شمس الحكمة والمعاني التي أشرقت من أفق فم المشيئة الرّبّانيّ طوبى للمقبلين ) (كتاب الكلمات المكنونة –معرب)
يَا ابْنَ الوُجُودِ ! اعْمَلْ حُدُودِي حُبّاً لِي، ثُمَّ انْهِ نَفْسَكَ عَمّا تَهْوى طَلَباً لِرِضائِي). - كتاب الكلمات المكنونة -عربي)
يا ملأ الارض اعلموا انّ اوامري سرج عنايتي بين عبادي ومفاتيح رحمتي لبريّتي كذلك نزّل الامر من سمآء مشيّة ربّكم مالك الاديان. لو يجد احد حلاوة البيان الّذي ظهر من فم مشيّة الرّحمن، لينفق ما عنده ولو يكون خزآئن الأرض كلّها ليثبت امراً من اوامره المشرقة من افق العناية والالطاف. قل من حدودي يمرّ عرف قميصي، وبها تنصب اعلام النّصر على القنن والاتلال. قد تكلّم لسان قدرتي في جبروت عظمتي مخاطباً لبريّتي ان اعملوا حدودي حبّاً لجمالي. طوبى لحبيب وجد عرف المحبوب من هذه الكلمة الّتي فاحت منها نفحات الفضل على شأن لا توصف بالاذكار. لعمري من شرب رحيق الانصاف من ايادي الالطاف انّه يطوف حول اوامري المشرقة من افق الابداع. لا تحسبنّ انّا نزّلنا لكم الاحكام بل فتحنا ختم الرّحيق المختوم باصابع القدرة والاقتدار يشهد بذلك ما نزّل من قلم الوحي تفكّروا يا اولي الافكار - (الكتاب الأقدس)
إنه من الممكن في الوقت الحاضر ان ننظر الى العالم البشري بعمومه وهو في مرحلة انتقاله التدريجية من مرحلة سنين المراهقة الى مرحلة النضوج وما ينبغي له ويليق به لهذا السبب هو ان يـُعامـَل أفراد ُه معاملة الشخص الناضج الذي يتعبأ مسؤلياته عن فهم وإدراك لأهميتها ويتمسك بالأحكام الإلهية عن ايمان بفوائدها وقيمتها وأهميتها في إصلاح العالم دون ان يحتاج لمن يجبره على اتباعها أو يـَعـِظه أو يذكـّره . ويكون هو نفسه الآمر بالمعروف لنفسه وناهيها عن المنكر .
و جائت كل الديانات السماوية بتعاليم روحية وأخلاقية وبقوانين وأحكام سيطرت على تعاملنا مع بعضنا البعض كأفراد وايضا حين تعاملنا مع بعضنا كمجتمعات وحضارات متقاربة الى ان اصبحت هذه القوانين والاحكام شيئا فشيئا متعارف عليها دوليا وعالميا الى حد ما, وصرنا نتوقعها ونتطلبها في حياتنا اليومية حتى في الدول التي لايمارس فيها الدين بصورة جدية حسب الظاهر.
وتسبب اتباعنا وتقيدنا بهذه الأحكام أن تطورت و سمت وترقت المجتمعات البشرية الى معال رفعتها فوق الوجود اليومي المجرد حيث يتساوى الإنسان مع الحيوان في الإحتياجات الجسدية والطبائع الدانية وأدت بنا الى حضارات نبـَعت فيها جذور السلام والإستقرار حين حددت لنا حقوقنا من ناحية و مسؤولياتنا من ناحية أخرى و أوفرت الحماية للضعفاء وشجعت على العناية بمن قسى عليهم الدهر من الفقراء والمرضى والمساكين .
والدين البهائي ايضا كالديانات والرسالات التي سبقته في التاريخ جاء مؤكدا ً ومعززا ً لهذه القيم الروحية ومصرا ً من جهة ان يكون تطبيقها والتمسك بها في كل لحظة في الحياة اليومية اينما كنا .. في البيت أو المدرسة أو العمل و مشددا ً على ان غير الأفعال الطاهرة لن يقبل ابدا ... ومن ناحية اخرى جاء الدين البهائي موضحا أن هذه الأحكام كانت دائما تعبر عن محبة الله لنا ورحمته بنا وبأننا بدورنا في تمسكنا بها واطاعتنا لها والتقيد بها يجب ان يكون ذلك عن حب عميق نكـنه في قلوبنا لله عز وجل وكذلك لبريته و ان يكون اتباعنا لها طواعية و رغبة منا لإظهار هذا الحب وليس لطمع ٍ في الثواب أو لخوف ٍ من العقاب . وفي توضيح هذه المعاني نجد في كتابات حضرة بهاء الله :
يا أبناء آدم .. تصعد الكلمة الطّيبة والأعمال الطّاهرة المقدّسة إلى سماء العزّة الأحديّة فابذلوا الجهد أن تتطهّر أعمالكم من غبار الرّياء وكدورة النّفس والهوى فتدخل ساحة العزّة مقبولة لأنه عمّا قريب لن يرتضي صيارفة الوجود بين يدي المعبود إلا التّقوى الخالصة، ولن يقبلوا إلا العمل الطاهر. هذه هي شمس الحكمة والمعاني التي أشرقت من أفق فم المشيئة الرّبّانيّ طوبى للمقبلين ) (كتاب الكلمات المكنونة –معرب)
يَا ابْنَ الوُجُودِ ! اعْمَلْ حُدُودِي حُبّاً لِي، ثُمَّ انْهِ نَفْسَكَ عَمّا تَهْوى طَلَباً لِرِضائِي). - كتاب الكلمات المكنونة -عربي)
يا ملأ الارض اعلموا انّ اوامري سرج عنايتي بين عبادي ومفاتيح رحمتي لبريّتي كذلك نزّل الامر من سمآء مشيّة ربّكم مالك الاديان. لو يجد احد حلاوة البيان الّذي ظهر من فم مشيّة الرّحمن، لينفق ما عنده ولو يكون خزآئن الأرض كلّها ليثبت امراً من اوامره المشرقة من افق العناية والالطاف. قل من حدودي يمرّ عرف قميصي، وبها تنصب اعلام النّصر على القنن والاتلال. قد تكلّم لسان قدرتي في جبروت عظمتي مخاطباً لبريّتي ان اعملوا حدودي حبّاً لجمالي. طوبى لحبيب وجد عرف المحبوب من هذه الكلمة الّتي فاحت منها نفحات الفضل على شأن لا توصف بالاذكار. لعمري من شرب رحيق الانصاف من ايادي الالطاف انّه يطوف حول اوامري المشرقة من افق الابداع. لا تحسبنّ انّا نزّلنا لكم الاحكام بل فتحنا ختم الرّحيق المختوم باصابع القدرة والاقتدار يشهد بذلك ما نزّل من قلم الوحي تفكّروا يا اولي الافكار - (الكتاب الأقدس)
إنه من الممكن في الوقت الحاضر ان ننظر الى العالم البشري بعمومه وهو في مرحلة انتقاله التدريجية من مرحلة سنين المراهقة الى مرحلة النضوج وما ينبغي له ويليق به لهذا السبب هو ان يـُعامـَل أفراد ُه معاملة الشخص الناضج الذي يتعبأ مسؤلياته عن فهم وإدراك لأهميتها ويتمسك بالأحكام الإلهية عن ايمان بفوائدها وقيمتها وأهميتها في إصلاح العالم دون ان يحتاج لمن يجبره على اتباعها أو يـَعـِظه أو يذكـّره . ويكون هو نفسه الآمر بالمعروف لنفسه وناهيها عن المنكر .