وتعني الرهبانية عدم الزواج والانقطاع لعبادة الله متذرعين بأن حضرة السيد المسيح لم يتزوج طوال حياته ووهب حياته لله .
قطعاً انهم لم يلاحظوا أن أيام حضرة المسيح كانت قليلة على الأرض ولم يتحقق له الاستقرار الاجتماعي في أي فترة من الفترات فقد كان مطارداً منذ ولادته ابتداءً من الحاكم الروماني إلي كهنة اليهود الذين أفتوا بقتله وقد هرب كثيراً إلى الجبل لما علم أنهم يتآمروا عليه وهذا منصوص عليه في الكتاب المقدس .
فكيف يستطيع أن يتزوج في مثل هذه الظروف التي مر بها منذ ولادته ثم أن الكتاب المقدس لم يتعرض لهذه القضية بنصوص واضحة صريحة ولا حث الناس علي الرهبانية والانقطاع عن البشر لعبادة الله وممارسة طقوس لا أنزل الله بها من سلطان .
ولكنها كالعادة آراء الكهنة التي لا تؤيدها نصوص الكتاب المقدس لأن هذه العادة التي يمارسها البعض منهم تتعارض مع منطق الحياة والقوانين الطبيعية التي خلق الله بمقتضاها الإنسان والطبيعة وكل الكائنات الحية .
فلو افترضنا أن الناس اقتنعوا بفكرة الرهبنة ومارسوها جميعاً ماذا ستكون النتيجة بعد مائة عام علي أكثر تقدير ؟
فناء الجنس البشري والكائنات والطبيعة من علي وجه البسيطة. ولا شك أن الله لم يخلقنا عبثاً بل لهدف معلوم ومحدد سلفاً ليكون الإنسان خليفة الله علي الأرض يعمرها ويعمل فيها ليرث الملكوت السماوي والحياة الأبدية .
ومن المؤكد أن كهنة مصر هم من ابتدع الرهبانية وقاموا بتصديرها إلى الشرق والغرب على السواء وتعني اعتزال شؤون العالم وهجر الدنيا بمتاعها ومباهجها والترحال في البراري والصحاري للبقاء في منأى عن مشاغل الدنيا ومغرياتها في تقشف وزهد وصلاة وتأمل بهدف إعلاء شأن الروح ومغالبة شهوات الجسد المادية ( اسلكوا بالروح ولا تكملوا شهوة الجسد ) غلاطية .
وكانت مصر بأرضها و مناخها صالحة للرهبانية التي ابتدعها كهنتها لأنها تتمتع بصحراء واسعة وكانت تلك الصحراء مأوى يلجأ إليها الرهبان وهذا فضلاً عن مناخها المعتدل الذي شجع الرهبان على الخروج من مدنهم وقراهم والذهاب إلى الصحاري لممارسة حياة الرهبانية أو الديرية .
ولفظة راهب باللغة القبطية هي موناخوس وقد نقلتها اللغات الأوربية الحديثة كما هي عن القبطية وكذلك الحال بالنسبة لكلمة متوحد وتعني أنكورايت أي الشخص الذي يعتزل أمور الدنيا .
وقد إتخذت الرهبانية في مصر شكلين أساسيين :
1 – العزلة التامة أو التوحد ( الرهبانية الانفرادية )
بحيث يقوم الراهب بتدبير طعامه وملبسه وعمله اليدوي دون معونة من أحد وقد ينطلق المتوحد هائماً في البراري لا يرى وجه بشر ويطلق على هؤلاء السواح ومن أوائل المتوحدين في تاريخ الرهبانية المصرية الأنبا أنطون ويلقب بكوكب البرية المولود سنة 251 م من بلدة قمن العروس مركز الوسطى بالصعيد وقد توفى عن عمر يناهز المائة عام سنة 356 م ومع أنه كان من أسرة غنية إلا أنه ترك كل شئ واعتزل في جبل القلزم بوادي عربة بالقرب من البحر الأحمر وقد أثرت سيرته بالزهد على معاصريه فلقد سلك الدرب نفسه الأنبا بولا من أهالي طيبة المتوفي سنة 341 م وغيره كثيرون .
2 – نظام الشركة ( الرهبنة الجماعية )
وقد أسسه الراهب باخوم ويلقب بأبي الشركة المتوفي سنة 349 م وهو من أبناء إدفو بصعيد مصر على الضفة الغربية للنيل عند مشارف الصحراء وقد أقام باخوم ديراً محاطاً بسور يعيش بداخله عدد من الرهبان كل منهم في قلايته أو صومعته الخاصة به .
وفي الحالين التوحد أو الشراكة يمتثل الراهب لشرط التبتل أي عدم الزواج ولشرط حياة الزهد والفقر ولشرط الطاعة التامة للأب الروحي للدير وهذا إلى جانب الرياضة الروحية المغالبة لغواية الشيطان والأفكار الفاسدة ولقد أدخل باخوم على هذا النظام من الشركة ضرورة العمل اليدوي واستصلاح الأراضي بقصد إرهاق الجسد وإذلال غرائزه سعياً وراء إعلاء شأن الروح واكتمالها .
وبعد وفاة باخوم حمل الراية من بعده شنودة الأتربى الذي كان له كتابات أدبية استهدفت إيقاظ الوعي القومي المصري للاستقلال السياسي عن الدولة البيزنطية وعن التبعية لكنيستها .
وقد انتقلت الرهبانية المصرية إلى فلسطين والشام واسيا الوسطي والدولة البيزنطية ذاتها والغرب الأوربي حتى وصلت إلى إيطاليا وفرنسا وأيرلندا وإنجلترا .
وتنتشر الأديرة في منطقة البحر الأحمر وفي وادي النطرون وفي صعيد مصر وفي منطقة مريوط هذا إلى جانب عدد من الأديرة أيضاً للراهبات .
وتختلف المذاهب المسيحية حول موضوع الرهبنة فينظر إليها البروتستانت نظرة موضوعية واقعية ويرفضوها كلية لأنها لا تتمشى مع منطق الحياة وحكمة الخلق علاوة علي أنه لم يرد بشأنها نصوص واضحة صريحة تدعمها كسلوك روحاني عقائدي لا في العهد الجديد ولا في العهد القديم ولكن الذين أقروها نقلوها نقلاً مشوهاً من حالات الزهد والتصوف بين بعض أحبار اليهود حيث كانوا يعيشون في صوامع كالأديرة وكانوا يلبسون ملابس خشنة ويحرمون على أنفسهم طعام اللحوم ومعاشرة النساء والانقطاع الدائم لعبادة الله بل كان الذكور يستأصلون الأعضاء الجنسية رمزاً للبعد عن الشهوات التي تميل بالإنسان إلى معصية الله ومحاربة كافة الشهوات لأنه في تصورهم إذا ضعف الجسد تقوى الروح وتتحرر لاحقاً وتدخل إلى ملكوت الله قوية وليست ضعيفة محملة بالذنوب والمعاصي فتكون غير مستحقة للدخول إلى ملكوت الله . فالرهبانية تقليد لعادة كهنوتية يهودية ابتدعوها وما كتبها عليهم الرب الإله وإن كانوا لم يراعوها حق رعايتها فقد تظهر بين الفينة والفينة حالات للانحراف الجنسي بين الرهبان الذكور والراهبات الإناث في مناطق التبشير وممارسة الخدمة العامة في مجال الطب والتعليم بين الكاثوليك وكذلك حالات مشابهة بين الرهبان والرعية بين الكاثوليك والأرثوذكس
صحيح أن الكنيسة تحاول تصحيح الأمور وتقوم بشلح هذه الحالات التي تظهر روائحها الكريهة وتفوح بينهم .
وهذه الفضائح واسعة الانتشار علي شبكة الإنترنت وتتناولها أجهزة الإعلام خصوصاً في أمريكا حيث يسود المذهب البروتستانتي الرافض للرهبنة .
وتعترف شبكات الرقيق الأبيض أن من بين مرتاديها رجال دين مشهورين في كنائس الكاثوليك وقد اعترف بعض رجال الدين وطلبوا الغفران من الرعية حيث يعظون الناس بما لا يفعلونه بل يمارسون ما يحذرون الناس منه .
الأمر الذي دعا كثير من الأصوات لمطالبة بابا الفاتيكان بالسماح للقساوسة أن يتزوجوا لأنهم أكثر احتكاكاً بالناس ومنهم الإناث .
حيث تصر الكنيسة الكاثوليكية أن يكون القساوسة من الرهبان عكس الكنيسة الأرثوذكسية حيث يتزوج القساوسة مثل الرعية
ويعيش الرهبان الأرثوذكس في أديرة بعيداً عن التعامل مع الناس إلا في حدود ضيقة للغاية وإن كان هذا لم يمنع من ظهور حالات من الانحراف تعرضت للشلح من الأديرة .
وقد أعلن البابا يوحنا بولس الثاني أمام يوم الشباب العالمي المقام في تورنتو بكندا أن الاعتداءات الجنسية التي قام بها بعض القساوسة الكاثوليك تشعرنا بإحساس عميق بالحزن والعار وكانت هذه هي المرة الأولي التي يتحدث فيها البابا عن مشكلات الكنيسة علناً وقبل أن يعبر البابا عن هذا الموقف قامت جماعات مساندة الضحايا في كندا والولايات المتحدة بإصدار بيانات عبرت فيها عن غضبها من موقف الفاتيكان .
وقد تم استقبال تصريحات البابا بترحاب كبير في نهاية مهرجان يوم الشباب العالمي الذي عقد في تورنتو والذي حضره 800 ألف شخص وكان البابا بول قد أخبر الكرادلة في الفاتيكان أنه لا مكان لقسيس يؤذي الأطفال في الكنيسة الكاثوليكية .
ويختلف الكاثوليك والأرثوذكس حول توظيف الرهبنة فيري الأرثوذكس عزل الأديرة في المناطق النائية والصحراء بعيداً عن البشر والانقطاع لعبادة الله فقط وعدم الانشغال بشيء آخر سواه
ولهم برامج خاصة وقد يكون ملحقاً بالدير مزرعة خاصة لتدبير معاشهم ويسمحون بتحويل هذه الأديرة إلي مزارات للرعية يلتمسون منها البركة الروحية وفي المقابل يدفعون تبرعات لهذه الأديرة وتتم هذه الزيارات الجماعية تحت إشراف رئيس الدير .
ولا يسمح للرهبان بالخروج من الدير إلا في أضيق الحدود لأسباب يقدرها رئيس الدير ولا يسمح لهم بالمبيت خارج الأديرة وقد تحدث تجاوزات وعدم التنفيذ الحرفي لهذه التعليمات يسبب ظهور البيئة الطبيعية لظهور الانحرافات .
بينما يقوم الكاثوليك بتوظيف الرهبنة لخدمة المجتمع في أعمال الخدمة العامة في مجال الطب والتعليم والأبحاث العلمية وغيرها بجانب عبادة الله في صومعة خاصة بكل راهب ربما في مكان العمل أو في مكان جماعي يجتمعون فيه بعد العمل .
وقد تكون هذه الأعمال التي يمارسونها فرصة لممارسة التبشير ويشترك الرهبان الذكور مع الراهبات الإناث في هذه الأعمال .
وهذا الاختلاط بين الرهبان والراهبات يهيئ البيئة المناسبة لظهور الضعف الإنساني وقد قرأت على شبكة الإنترنت فضيحة انتحار راهبة كانت مكلفة بمهمة طبية وتبشيرية في وسط إفريقيا مع زميلها الراهب الذي حملت منه سفاحاً واضطرت للانتحار بعد ظهور بوادر الحمل عليها .
بالفعل حالات الانحراف تعتبر حالات فردية لا يجب التعويل عليها ولا يجوز رفض الرهبنة علي أساسها ولكنها مرفوضة علي أساس ديني حيث لا نص بشأنها في الكتاب المقدس الذي لم يتعرض لهذه القضية ولكنها اجتهادات الكهنة كالعادة التي أفسدت العقيدة المسيحية علاوة علي أنها نظرية مدمرة للكيان الإنساني والحياة عامة على وجه الأرض وهذا يتناقض مع حكمة الخالق في خلق الحياة وتجربة مشوهة للتصوف اليهودي .
قطعاً انهم لم يلاحظوا أن أيام حضرة المسيح كانت قليلة على الأرض ولم يتحقق له الاستقرار الاجتماعي في أي فترة من الفترات فقد كان مطارداً منذ ولادته ابتداءً من الحاكم الروماني إلي كهنة اليهود الذين أفتوا بقتله وقد هرب كثيراً إلى الجبل لما علم أنهم يتآمروا عليه وهذا منصوص عليه في الكتاب المقدس .
فكيف يستطيع أن يتزوج في مثل هذه الظروف التي مر بها منذ ولادته ثم أن الكتاب المقدس لم يتعرض لهذه القضية بنصوص واضحة صريحة ولا حث الناس علي الرهبانية والانقطاع عن البشر لعبادة الله وممارسة طقوس لا أنزل الله بها من سلطان .
ولكنها كالعادة آراء الكهنة التي لا تؤيدها نصوص الكتاب المقدس لأن هذه العادة التي يمارسها البعض منهم تتعارض مع منطق الحياة والقوانين الطبيعية التي خلق الله بمقتضاها الإنسان والطبيعة وكل الكائنات الحية .
فلو افترضنا أن الناس اقتنعوا بفكرة الرهبنة ومارسوها جميعاً ماذا ستكون النتيجة بعد مائة عام علي أكثر تقدير ؟
فناء الجنس البشري والكائنات والطبيعة من علي وجه البسيطة. ولا شك أن الله لم يخلقنا عبثاً بل لهدف معلوم ومحدد سلفاً ليكون الإنسان خليفة الله علي الأرض يعمرها ويعمل فيها ليرث الملكوت السماوي والحياة الأبدية .
ومن المؤكد أن كهنة مصر هم من ابتدع الرهبانية وقاموا بتصديرها إلى الشرق والغرب على السواء وتعني اعتزال شؤون العالم وهجر الدنيا بمتاعها ومباهجها والترحال في البراري والصحاري للبقاء في منأى عن مشاغل الدنيا ومغرياتها في تقشف وزهد وصلاة وتأمل بهدف إعلاء شأن الروح ومغالبة شهوات الجسد المادية ( اسلكوا بالروح ولا تكملوا شهوة الجسد ) غلاطية .
وكانت مصر بأرضها و مناخها صالحة للرهبانية التي ابتدعها كهنتها لأنها تتمتع بصحراء واسعة وكانت تلك الصحراء مأوى يلجأ إليها الرهبان وهذا فضلاً عن مناخها المعتدل الذي شجع الرهبان على الخروج من مدنهم وقراهم والذهاب إلى الصحاري لممارسة حياة الرهبانية أو الديرية .
ولفظة راهب باللغة القبطية هي موناخوس وقد نقلتها اللغات الأوربية الحديثة كما هي عن القبطية وكذلك الحال بالنسبة لكلمة متوحد وتعني أنكورايت أي الشخص الذي يعتزل أمور الدنيا .
وقد إتخذت الرهبانية في مصر شكلين أساسيين :
1 – العزلة التامة أو التوحد ( الرهبانية الانفرادية )
بحيث يقوم الراهب بتدبير طعامه وملبسه وعمله اليدوي دون معونة من أحد وقد ينطلق المتوحد هائماً في البراري لا يرى وجه بشر ويطلق على هؤلاء السواح ومن أوائل المتوحدين في تاريخ الرهبانية المصرية الأنبا أنطون ويلقب بكوكب البرية المولود سنة 251 م من بلدة قمن العروس مركز الوسطى بالصعيد وقد توفى عن عمر يناهز المائة عام سنة 356 م ومع أنه كان من أسرة غنية إلا أنه ترك كل شئ واعتزل في جبل القلزم بوادي عربة بالقرب من البحر الأحمر وقد أثرت سيرته بالزهد على معاصريه فلقد سلك الدرب نفسه الأنبا بولا من أهالي طيبة المتوفي سنة 341 م وغيره كثيرون .
2 – نظام الشركة ( الرهبنة الجماعية )
وقد أسسه الراهب باخوم ويلقب بأبي الشركة المتوفي سنة 349 م وهو من أبناء إدفو بصعيد مصر على الضفة الغربية للنيل عند مشارف الصحراء وقد أقام باخوم ديراً محاطاً بسور يعيش بداخله عدد من الرهبان كل منهم في قلايته أو صومعته الخاصة به .
وفي الحالين التوحد أو الشراكة يمتثل الراهب لشرط التبتل أي عدم الزواج ولشرط حياة الزهد والفقر ولشرط الطاعة التامة للأب الروحي للدير وهذا إلى جانب الرياضة الروحية المغالبة لغواية الشيطان والأفكار الفاسدة ولقد أدخل باخوم على هذا النظام من الشركة ضرورة العمل اليدوي واستصلاح الأراضي بقصد إرهاق الجسد وإذلال غرائزه سعياً وراء إعلاء شأن الروح واكتمالها .
وبعد وفاة باخوم حمل الراية من بعده شنودة الأتربى الذي كان له كتابات أدبية استهدفت إيقاظ الوعي القومي المصري للاستقلال السياسي عن الدولة البيزنطية وعن التبعية لكنيستها .
وقد انتقلت الرهبانية المصرية إلى فلسطين والشام واسيا الوسطي والدولة البيزنطية ذاتها والغرب الأوربي حتى وصلت إلى إيطاليا وفرنسا وأيرلندا وإنجلترا .
وتنتشر الأديرة في منطقة البحر الأحمر وفي وادي النطرون وفي صعيد مصر وفي منطقة مريوط هذا إلى جانب عدد من الأديرة أيضاً للراهبات .
وتختلف المذاهب المسيحية حول موضوع الرهبنة فينظر إليها البروتستانت نظرة موضوعية واقعية ويرفضوها كلية لأنها لا تتمشى مع منطق الحياة وحكمة الخلق علاوة علي أنه لم يرد بشأنها نصوص واضحة صريحة تدعمها كسلوك روحاني عقائدي لا في العهد الجديد ولا في العهد القديم ولكن الذين أقروها نقلوها نقلاً مشوهاً من حالات الزهد والتصوف بين بعض أحبار اليهود حيث كانوا يعيشون في صوامع كالأديرة وكانوا يلبسون ملابس خشنة ويحرمون على أنفسهم طعام اللحوم ومعاشرة النساء والانقطاع الدائم لعبادة الله بل كان الذكور يستأصلون الأعضاء الجنسية رمزاً للبعد عن الشهوات التي تميل بالإنسان إلى معصية الله ومحاربة كافة الشهوات لأنه في تصورهم إذا ضعف الجسد تقوى الروح وتتحرر لاحقاً وتدخل إلى ملكوت الله قوية وليست ضعيفة محملة بالذنوب والمعاصي فتكون غير مستحقة للدخول إلى ملكوت الله . فالرهبانية تقليد لعادة كهنوتية يهودية ابتدعوها وما كتبها عليهم الرب الإله وإن كانوا لم يراعوها حق رعايتها فقد تظهر بين الفينة والفينة حالات للانحراف الجنسي بين الرهبان الذكور والراهبات الإناث في مناطق التبشير وممارسة الخدمة العامة في مجال الطب والتعليم بين الكاثوليك وكذلك حالات مشابهة بين الرهبان والرعية بين الكاثوليك والأرثوذكس
صحيح أن الكنيسة تحاول تصحيح الأمور وتقوم بشلح هذه الحالات التي تظهر روائحها الكريهة وتفوح بينهم .
وهذه الفضائح واسعة الانتشار علي شبكة الإنترنت وتتناولها أجهزة الإعلام خصوصاً في أمريكا حيث يسود المذهب البروتستانتي الرافض للرهبنة .
وتعترف شبكات الرقيق الأبيض أن من بين مرتاديها رجال دين مشهورين في كنائس الكاثوليك وقد اعترف بعض رجال الدين وطلبوا الغفران من الرعية حيث يعظون الناس بما لا يفعلونه بل يمارسون ما يحذرون الناس منه .
الأمر الذي دعا كثير من الأصوات لمطالبة بابا الفاتيكان بالسماح للقساوسة أن يتزوجوا لأنهم أكثر احتكاكاً بالناس ومنهم الإناث .
حيث تصر الكنيسة الكاثوليكية أن يكون القساوسة من الرهبان عكس الكنيسة الأرثوذكسية حيث يتزوج القساوسة مثل الرعية
ويعيش الرهبان الأرثوذكس في أديرة بعيداً عن التعامل مع الناس إلا في حدود ضيقة للغاية وإن كان هذا لم يمنع من ظهور حالات من الانحراف تعرضت للشلح من الأديرة .
وقد أعلن البابا يوحنا بولس الثاني أمام يوم الشباب العالمي المقام في تورنتو بكندا أن الاعتداءات الجنسية التي قام بها بعض القساوسة الكاثوليك تشعرنا بإحساس عميق بالحزن والعار وكانت هذه هي المرة الأولي التي يتحدث فيها البابا عن مشكلات الكنيسة علناً وقبل أن يعبر البابا عن هذا الموقف قامت جماعات مساندة الضحايا في كندا والولايات المتحدة بإصدار بيانات عبرت فيها عن غضبها من موقف الفاتيكان .
وقد تم استقبال تصريحات البابا بترحاب كبير في نهاية مهرجان يوم الشباب العالمي الذي عقد في تورنتو والذي حضره 800 ألف شخص وكان البابا بول قد أخبر الكرادلة في الفاتيكان أنه لا مكان لقسيس يؤذي الأطفال في الكنيسة الكاثوليكية .
ويختلف الكاثوليك والأرثوذكس حول توظيف الرهبنة فيري الأرثوذكس عزل الأديرة في المناطق النائية والصحراء بعيداً عن البشر والانقطاع لعبادة الله فقط وعدم الانشغال بشيء آخر سواه
ولهم برامج خاصة وقد يكون ملحقاً بالدير مزرعة خاصة لتدبير معاشهم ويسمحون بتحويل هذه الأديرة إلي مزارات للرعية يلتمسون منها البركة الروحية وفي المقابل يدفعون تبرعات لهذه الأديرة وتتم هذه الزيارات الجماعية تحت إشراف رئيس الدير .
ولا يسمح للرهبان بالخروج من الدير إلا في أضيق الحدود لأسباب يقدرها رئيس الدير ولا يسمح لهم بالمبيت خارج الأديرة وقد تحدث تجاوزات وعدم التنفيذ الحرفي لهذه التعليمات يسبب ظهور البيئة الطبيعية لظهور الانحرافات .
بينما يقوم الكاثوليك بتوظيف الرهبنة لخدمة المجتمع في أعمال الخدمة العامة في مجال الطب والتعليم والأبحاث العلمية وغيرها بجانب عبادة الله في صومعة خاصة بكل راهب ربما في مكان العمل أو في مكان جماعي يجتمعون فيه بعد العمل .
وقد تكون هذه الأعمال التي يمارسونها فرصة لممارسة التبشير ويشترك الرهبان الذكور مع الراهبات الإناث في هذه الأعمال .
وهذا الاختلاط بين الرهبان والراهبات يهيئ البيئة المناسبة لظهور الضعف الإنساني وقد قرأت على شبكة الإنترنت فضيحة انتحار راهبة كانت مكلفة بمهمة طبية وتبشيرية في وسط إفريقيا مع زميلها الراهب الذي حملت منه سفاحاً واضطرت للانتحار بعد ظهور بوادر الحمل عليها .
بالفعل حالات الانحراف تعتبر حالات فردية لا يجب التعويل عليها ولا يجوز رفض الرهبنة علي أساسها ولكنها مرفوضة علي أساس ديني حيث لا نص بشأنها في الكتاب المقدس الذي لم يتعرض لهذه القضية ولكنها اجتهادات الكهنة كالعادة التي أفسدت العقيدة المسيحية علاوة علي أنها نظرية مدمرة للكيان الإنساني والحياة عامة على وجه الأرض وهذا يتناقض مع حكمة الخالق في خلق الحياة وتجربة مشوهة للتصوف اليهودي .