الصلاة فى المسيحية

تختلف المذاهب المسيحية حول منطوق كلمات الصلاة فيري أصحاب المذهب الأرثوذكسي أن الصلاة الأساسية هي الواردة في الإنجيل ومنطوقها : -

( أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض . خبزنا كفافنا اعطنا كل يوم واغفر لنا خطايانا لأننا نحن أيضاً نغفر لكل من يذنب إلينا ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير )

ويضيفون إليها مقدمة كالآتي : -
( كيربي ليسون ) يارب ارحم ، يارب ارحم يارب بارك آمين .
المجد للآب والابن والروح القدس الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين
اللهم اجعلنا مستحقين أن نقول بشكر :
ثم يتلون الصلاة الواردة في الإنجيل السابق ذكرها .
إلا أن البروتستانت يرون أن هذه الصلاة هي الصلاة التي طلب التلاميذ أن يتعلموها وكانوا في بداية الطريق أي أنهم كانوا لا يزالون يهوداً فعلمهم السيد المسيح هذه الصلاة لأن الصلاة صلة بين العبد وربه يتقربون بها إلى الله وكانوا يشاهدون المسيح يصلي كثيرا جدا منفرداً ويعتزلهم ويقول المسيح لهم إذا أردت أن تصلي فاغلق بابك وتوجه إلى الله منفرداً بإخلاص وإيمان ومحبة ولهذا يعتقد البروتستانت أن هذه الصلاة الواردة في الإنجيل ليست الصلاة الرئيسية كما يعتقد في ذلك الأرثوذكس ويرون أن تلاوة آيات الكتاب المقدس صلاة وليست هناك صلاة محددة مكتوبة للبروتستانت والحقيقة أن ليس هناك دليل على آراء البروتستانت أو تأكيد على تصورهم . ويزعم البروتستانت أيضاً دون سند أو دليل من الكتاب المقدس أن الصلاة الواردة في الإنجيل ليست هي الصلاة التي كان يصلي بها حضرة المسيح والحقيقة أن هذا الزعم البروتستانتي لا يؤيده الكتاب المقدس ولم يقدموا دليلاً يؤكد هذه المزاعم وإن كانت قراءة آيات الكتاب المقدس تعتبر من الذكر والصلاة في جميع الأديان لأنها كلمات الله المقدسة فتلاوتها تغسل القلوب وخصوصاً إذا تحولت إلي سلوك وممارسة عقائدية .
وبالفعل تخلو كثير من الكتب المقدسة من ذكر منطوق الصلاة ولكنهم تناقلوها جيلاً بعد جيل كما يتصور البروتستانت .
وربما كان السبب أن الصلاة ليست مجرد كلمات بل مشاعر وحالة روحية ولحظات من الصفاء بين الإنسان والله .
ولم يتوقف الأرثوذكس عند هذه الصلاة الواردة في الإنجيل بل أضافوا صلوات من أفواه الكهنة وتأليف الرهبان ورددوا مقطوعات طريفة من الشعر في الكنائس في اجتماعاتهم تختلف من كنيسة لأخري تسمي بالترانيم .
وكذلك فعل الكاثوليك وقد بدأت الترانيم منذ عصر مبكر في عهد أوريجن وتلاميذه نذكر منها :
كما يسيل العسل من شهد النحل
واللبن من ثدي الأم
هكذا ينسكب رجائي فيك يا إلهي
وكما تنطق الأوتار حين تمر الأنامل على القيثار
هكذا يهتز جسدي كله حباً بروح الرب
افتحوا افتحوا قلوبكم لفرح الرب
وليتدفق الحب من قلبكم إلى الشفاه

وسمي هذا التيار الأدب المسيحي التي بدأها هرمان أخو بيوس الأول أسقف رومه ( 140 : 155 ) وأناشيد سليمان التي يشك أنها لكاتب سكندري ودخلت هذه الكلمات وغيرها إلى طقوس العبادة والصلاة جنبا إلى جنب مع كلمات الرب الإله وتكاد تكون مساوية لها مع الموسيقي والكورال . وأصبحت الصلاة عبارة عن حصة مدرسية من الأناشيد الركيكة من تأليف البشر بدلا من التقرب إلى الله بكلماته ونفعل مشيئته لنكون مستحقين الملكوت نتلو أناشيد ونسمع الموسيقي ونمارس عادات الأفراح من الصخب والضجيج وليس واردا أبدا في الإنجيل أن حضرة المسيح كان يصلي بهذه الطريقة بل كان يعتزل الناس وينفرد بذاته لتعمل خلوة الصفاء الروحي عملها في الاتصال بالله روحيا في الحضرة الإلهية ولكنها اجتهادات الكهنة التي أفسدت المسيحية ذاتها وشوهت الماء الروحي للإنسان المسيحي .
حيث قال حضرة المسيح : إذا أردت أن تصلى فادخل بيتك وأغلق بابك وصلى . لأن الصلاة صلة روحية بين الفرد وخالقه وليست مظاهرة أو معركة جماعية كما يحدث الآن نرى الكنيسة تقيم صلوات جماعية وقداسات جماعية داخل الكنائس وعلى شبكة الإنترنت ليشارك فيها جموع غفيرة من البشر لا تستوعبهم الكنيسة وهذا المفهوم يتعارض مع تحديد طريقة الصلاة التى تحقق الصفاء الروحى والطهارة الروحية .
وليس غريبا أن تمتلئ مواعظ رجال الدين بمفاهيم التعصب البغيضة والكراهية وعدم قبول الآخر والحض على الكراهية والحروب بدلا من المحبة والتسامح اللذان يمثلان جوهر المسيحية التى نادى بها حضرة المسيح وأمر بها الله فى الكتاب المقدس . ونقدم مثلاً لهذا : الحروب الصليبية دشن لها رجال الدين من داخل الكنائس عن طريق الكهنة . وإعدام العلماء وحرق الكتب العلمية واضطهاد المعارضين والمصلحين دشن له رجال الدين من داخل الكنيسة .
وأضاف الأرثوذكس صلوات أخري من تأليف الكهنة بعضها في صورة دعاء وبعضها مأخوذ من طقوس فرعونية وثنية مثل الصلاة لطرد روح الميت من المكان الذي مات فيه في اليوم الثالث واليوم السابع ولا يقوم بها الكهنة إلا في مقابل قوت الأرامل واليتامى والفقراء والمحتاجين والمرضي والبؤساء والاحتفال بالأربعين وغيرها
وبعضها يمارسون بها صور الشرك العلني بالصلاة للسيدة مريم وتوسيطها بينهم وبين ابنها المسيح لغفران الخطايا والتقرب إلى الله بل وصلت الهرطقة إلى أبعد مدي حيث يرفعون الصلوات للكهنة القديسين لأنهم يشاركون الرب الإله في السماء فيتوسطون لهم لغفران الخطايا والتقرب إلى الله حسب زعمهم وهكذا كان يفعل المشركون في كل العصور فمن أجل غفران الخطايا ارتكبوا كل ألوان الخطايا في حق الذات الإلهية وحق أنفسهم كما نفعل نحن أمام البيروقراطية العتيقة حيث نبحث عن وسطاء لإنجاز الأعمال والحصول على حقوقنا بل ونلجأ إلى تقديم الرشاوى أيضاً هكذا يقدمون الرشاوى للكهنة مع أن المسيح أوصي ألا يحملون مزوداً ولا يكون لهم ثوبان ويعيشون حياة التقشف والزهد والفقر فنراهم اليوم يركبون أحدث أنواع السيارات ويتقاضون رواتبهم بالعملات الحرة ويعصبون عمائمهم ويأخذون المتكأ الأول في الولائم والأفراح كما كان يفعل أسلافهم اليهود تماما والتي كانت هذه الأعمال موضع انتقاد من حضرة المسيح كما هو وارد في الكتاب المقدس الذي يتلونه ليل نهار وينصحون به الرعية ولا أملك إلا كلمات السيد المسيح للرد عليهم موجها كلامي للرعية أقول :
حسب ما يقولون لكم افعلوا ولكن حسب أعمالهم لا تفعلوا .
ونذكر من هذه الصلوات التي يتم توجيهها إلى العذراء البتول مريم بنت عمران والدة حضرة المسيح تلميذة التلميذ يوحنا الذي أخذها إلى خاصته بعد موت المسيح كما أوصي حضرة المسيح لها قائلا مشيراً إلى يوحنا وموجهاً كلامه لمريم هذا هو ابنك وقائلا ليوحنا هذه هي أمك . هل نحتاج إلى وساطة مع الرب الأله . لماذا لا تكون العلاقة مباشرة بين الإنسان والله ؟
ونص الصلاة كما يلى :
السلام لك

السلام لك ، نسألك أيتها القديسة الممتلئة مجداً العذراء كل حين والدة الإله أم المسيح أصعدي صلواتنا إلى ابنك الحبيب ليغفر لنا خطايانا ، السلام للتي ولدت لنا النور الحقيقي المسيح إلهنا ، العذراء القديسة اسألي الرب عنا ، ليصنع رحمة مع نفوسنا ويغفر لنا خطايانا ، أيتها العذراء مريم والدة الإله ، القديسة الشفيعة الأمينة لجنس البشرية ، اشفعي فينا أمام المسيح الذي ولدته لكي ينعم علينا بغفران خطايانا ، السلام لك أيتها العذراء ، الملكة الحقيقية ، السلام لفخر جنسنا ، ولدت لنا عمانؤيل ، نسألك اذكرينا أيتها الشفيعة المؤتمنة أمام ربنا يسوع المسيح ، ليغفر لنا خطايانا .
ومن المحقق أن المسيحيين البروتستانت يستنكرون الصلاة للعذراء لأنه مكتوب في الكتاب المقدس للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ولهم كل الحق في هذا الاعتراض .
لهذا يعتبرون هذه الصلاة للعذراء والقديسين التي يمارسها المسيحيون الأرثوذكس تعتبر شرك بالله ثم أن الإنسان ليس في حاجة إلى وسطاء للوصول إلى الله بل يجب أن تكون العلاقة مباشرة بين العبد وربه علاوة علي أن موضوع الشفاعة والشفعاء كان مدخلاً للشرك بالله في كل العصور وتشويه الإيمان وتراجع منظري الفكر اللاهوتي الأرثوذكس بإضافة مزامير داود وفصول من الأناجيل وصلوات من تأليف الكهنة وإن كانت الصياغات الأدبية لها من الركاكة وسوء الصياغة وهبوط التعبير لتعميق مفاهيم معينة وشتان بين كلمات الله في الكتاب المقدس وهذه الكلمات التي اعتمدوها كصلاة لهم ونذكر منها :-
صلوات لتأمل آلام الرب وموته وقيامته

يا من داس المعصرة وحده وانغرست فيه الآلام كسهام الموت … أنا أدرك مقدار ما عانيت وحدك ، وتلاميذك نيام .
اسمح وعرفني ماذا أصنع أنا الآن من أجلك …
جثسيماني ماثلة أمامي وأنت جاث بركبتيك على الأرض العراء ، وبالرغم من برد الليل كان عرقك يتصبب كالدم …
اقبلني اليوم جاثياً معك ،
واسمح واعتبر آلامي وأحزاني شركة متواضعة في آلامك …
لقد رضيت أن تشرب الكأس عني ،
سوف أخدمك كل أيام حياتي …
فقط عرفني كيف أكرمك …
طلبت من تلاميذك أن يسهروا ويصلوا معك ساعة واحدة فناموا
سأسهر وأصلي ولن أغفل عن ذكر آلامك في جنثسيماني ،
سأرددها بالشكر وعرفان الجميل كل أيام حياتي …
آلام … نزيف … عطش … دوار وغصة وتسليم الروح ،
وأخيراً وقعت حبة الحنطة بإرادتها وماتت .
الآن عرفت معني المحبة …
ومعني الغلبة على العالم …
أقدم لك يا سيدي قوتي إكراماً لجروحك النازفة …
وصحتي وشبابي أضعها تحت قدميك الداميتين …
ومالي أضعه في يديك المجروحتين ….
سأصوم إكراماً لعطشك …
سأبذل حياتي لذكري موتك …
سأبذلها في الخفاء ، وعند الضرورة في العلن …
نعم يا رب يا يسوعي المصلوب …
نعم يا رب يسوع لقد مرت عليك ساعات الظلام من السادسة إلى التاسعة
يا من جزت هذا كله عني ، نعم يا رب اذكرني الآن وأنت في ملكوتك ، واذكر شعبك لكي لا يستثقلوا الظلمة إذا غشيتهم ثلاث ساعات ولكي لا يدخلوا اليأس أبدا طالما أنت هتكت ستار الظلمة بقيامتك ، إذ قمت أيها النور الحقيقي ، وفيك أدخلت البشرية في نور أبدي ،
أدخلنا اليوم يا ابن الله في هذا الصليب صليب الحبيب ، لندخل معك القضاء ونخرج مغفورين الخطايا والزلات .
آمين ، سامحنا يا ابن الله واقبلنا في هذا اليوم ، لنكون شركاء حبك العظيم الذي دفعك إلى هذا الصليب ،
آمين ، ليتمجد اسمك في كنيستك من الآن وإلى الأبد ، آمين ،
أيها الجسد المسجي المثخن بالجراح المكسور عني وعن كثيرين لقد كان يوم تكفينك …
ماذا أقدم اليوم إكراماً لجسدك الذي تمزق عني ؟ …
أريد أن أكون كمريم النشيطة ، التي سبقت بالرؤيا كنبية وطيبت بالناردين الجسد حياً …
ولا أريد أن أكون كالمجدلية التي ذهبت لتطيبه ميتاً فوجدت القبر فارغاً
يا سيد أقدم لك الآن شبابي قبل أن يذبل …
وأسكب حياتي كلها منذ الآن في حبك لأطيب قلبك …
واليوم أطلبك لأتوجك ملكاً على قلبي …
وأتقدم إلى مائدتك ، لأسجد لجسدك ، و آخذه شفاء لموتي ودواء لأوجاعي …
يا كاسر شوكة الموت يا غالب الجحيم بقيامتك نقضت أوجاع الجسد ، وكسرت شوكة الألم …
أقمت الإتضاع ، أحييت المحبة ، مجدت الصليب …
أدخلت الحياة الجديدة إلى عالمنا الميت …
بدت يأس الإنسان ، وعوض العجز والمذلة ،
والذلة نفخت فيه صورة سلطانك …
كشفت سر الإنجيل وأضأت الطريق وفتحت ذهننا لإدراك سر الخلود …
أسست رجاءنا بغير المنظور ، وبكل وعد الآب ، وبكل ما هو آت.
قويت إيماننا بنصرة الروح على الجسد ، وغلبة الحق على الباطل وحقيقة الدهر الآتي ،
رفعت المحبة لتتخطي الألم ، وتتجاوز الموت ، ونتشجع في بذلها إلى أقصي حد ،
أدخلت في قلوبنا سر الفرح الحقيقي الذي لا يمكن لأحد أن ينزعه منا ،
أنا اليوم أتنسم من قبرك رائحة حياتي …
واخذ من حنوطك مسحة لقيامة الجسد …
الآن تحولت حقيقة القبر عندي من مقر إلى عبور …
وعوض قسمات الحزن ولطخات الدم ،
ينطبع بهاء نور وجهك في قلبي …
الآن جروح يديك ورجليك تجعلني أسمو بجروحي …
وجنبك المفتوح شهادة حية تبدد عني كل أهوال الموت …
قيامتك يا سيدي أكدت لي وعد مجيئك فلا تبطئ وتعال سريعاً …

وفي هذه الصلاة إهانة لشخصية مقدسة للمجدلية وكذلك التلاميذ المؤيدين بالروح القدس دون دراية بحكمة الله للأسباب وتمجيد للصليب دون سند من الكتاب المقدس فليس هناك آية واحدة في الإنجيل تؤكد هذا الزعم .
وهناك صلاة الشكر وهي من تأليف الكهنة وصلاة باكر تختلط فيها أقوال الكهنة بمزامير داود وصلاة الساعة الثالثة حيث تم في هذه الساعة حكم بيلاطس على السيد المسيح وأيضاً في مثل هذه الساعة حل الروح القدس على التلاميذ وهي خليط من الصلاة الواردة في الإنجيل ومزامير داود وصلاة الشكر وكلمات للكهنة وصلاة الساعة السادسة حيث في مثل هذه الساعة من النهار صلب السيد المسيح ودقت المسامير في يديه ورجليه وذاق الخل والمرارة وهي خليط بين الصلاة المذكورة في الإنجيل ومزامير داود وصلاة الشكر وكلمات الكهنة وصلاة الساعة التاسعة حيث في هذه الساعة سأل اللص المصلوب على يمين المسيح أن يذكره المسيح عند الله فأعطاه سؤاله وفيها أظلمت الشمس وانشق حجاب الهيكل من وسطه ونادي ربنا يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح وهي عبارة عن الصلاة المذكورة في الإنجيل وصلاة الشكر ومزامير داود وكلمات الكهنة وإصحاحات من إنجيل لوقا وصلاة الغروب تذكاراً لنزول جسد السيد المسيح من على الصليب وهي عبارة عن الصلاة الواردة في الإنجيل وصلاة الشكر ومزامير داود وكلمات الكهنة وفصل من إنجيل لوقا وصلاة النوم أو الساعة الثانية عشر تذكارا لوضع جسد السيد المسيح في القبر وهي عبارة عن الصلاة الواردة في الإنجيل وصلاة الشكر ومزامير داود وفصل من إنجيل لوقا .
وللرهبان صلوات خاصة مثل صلاة الستار ومنتصف الليل .
وهناك صلوات للتوبة وصلاة قبل وبعد الاعتراف وصلاة قبل وبعد التناول وصلاة قبل الأكل وصلاة لطلب مشورة الله وغيرها .
هل هناك مسيحي يقوم يومياً بهذه الصلوات ؟ ولا حتى القساوسة يتكاسلون عن أداء هذه الصلوات لأنهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنها ليست مفروضة من الله ولكنها اجتهادات بشرية كهنوتية ما أنزل الله بها من سلطان بل ينصرفون من الكنيسة أثناء الصلاة كلما دعت الضرورة أو كان وراءهم شئ هام مطلوب إنجازه من المصالح الدنيوية وأمور المعاش خلال الصلاة في الكنيسة .
وتصر الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية على استعمال اللغة القبطية في تلاوة بعض الصلوات وأحياناً خلط الكلمات العربية بكلمات قبطية ومن المعلوم أن الكهنة الوثنيين في مصر القديمة في العصر القبطي كانت لهم طقوس خاصة تسربت رويداً رويداً لطقوس الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية مثل صلاة اليوم الثالث والسابع والأربعين لطرد روح الميت من المكان الذي مات فيه وكذلك تسربت اللغة القبطية كرمز للتواصل بين الوثنيين القدامى والوثنيين المحدثين المنتسبين إلى كنيسة المسيح زوراً وبهتاناً. وإن كان للكهنة رأى آخر فى التمسك باللغة القبطية فى الصلاة وهى أنها أول لغة نطق بها المسيح حيث كان فى مصر وتعلم بها فى طفولته وهذا الزعم مشكوك فيه من ناحية أن العائلة المقدسة وجدت فى مصر لفيف من الجماعات اليهودية فى مصر والذين كانوا يتعاملون فيما بينهم باللغة العبرية اللغة الأم للعائلة المقدسة وقد قام اليهود المصريين برعاية حضرة المسيح وعائلته فى مصر وخصوصاً فى منطقة مصر القديمة حاليا . بجانب أن الروح لم يعطى لحضرة المسيح وهو فى مصر طفلاً رضيعاً بل فى إسرائيل حيث قام على تنفيذ الأمر الإلهى وحاضر وعلم فى الهيكل وغيره باللغة العبرية . وإذا جاء الرسل الأوائل إلى مصر وعلموا باللغة القبطية فهذا شئ طبيعى أن يكلموا الشعب بلغته حتى يفهموا ويؤمنوا . وهذ لا يترتب عليه أى ميزة للغة القبطية والتمسك بها فى الطقوس الكنسية فى مصر بدليل أن كنائس العالم كله لا تفعل ذلك هذا بجانب أن اللغة مجرد وسيلة للتفاهم والتعليم والنقل للمعارف والخبرات لا أكثر وليس هناك لغة مقدسة على الإطلاق يجب أن يتمسك بها رجال الدين إلا من باب تعميق الهرطقات التى سادت الكهنوت المسيحى طوال تاريخه ليس فى مصر فقط بل فى العالم أجمع تأكيداً على انتهاء الدورة المسيحية أن تسود الهرطقات ويسود الجدل حولها .
وربما كان السبب فى تمسك الكهنة باللغة القبطية هو أنهم يوجهون رسالة للمجتمع بأنهم أصحاب الأرض فى وجه الغزاة العرب الذين فرضوا على المصريين اللغة العربية قسراً فتمسكوا بها وعلموها أبنائهم فى الكنائس وكذلك تمسكوا بالطقوس التى كان يمارسها الكهنة فى مصر القديمة لإثبات الولاء للجذور التى نبتوا منها وليس من منطلق روحى .
وللرد على ذلك أن هناك أعداد غفيرة اعتنقت الإسلام فى مصر من المصريين أما العرب الذين هاجروا منذ الفتح الإسلامى هم أقلية ترفض الاندماج والانصهار فى المجتمع ويحافظون على التركيبة القبلية لهم حتى الآن ويتمركزون فى مناطق معينة بمحافظات الصعيد وسيناء والإسماعيلية والشرقية ويرفضون الزواج من المصريين أو تزويجهم بناتهم حتى الآن ليحافظوا على السلالة العربية لقبيلتهم نقية شأنهم شأن اليهود فى مصر .
و من المفروض أن يصلي الإنسان المسيحي كما كان يصلي حضرة السيد المسيح وكما كان يصلي حضرات التلاميذ المؤيدين بالروح القدس الممسوحين من الله وليس الممسوحون من البشر نأخذ من أفواههم منطوق الصلاة لله . هل نترك كلمات الله المقدسة ونردد كلمات الكهنة .
للأسف لم يذكر أي فصيل مذهبي مسيحي ما هي الصلاة التي كان يصلي بها حضرة السيد المسيح أو التلاميذ الأوائل المؤيدين بالروح القدس ؟
وهذا دليل على ضعف النقل للتراث المسيحي باستثناء الكتاب المقدس الذي حفظه الله وجاء إلينا سليماً موثقاً .
لم يذكر لنا الذين اجتهدوا في نقل التراث ما هي الصلاة التي كان يصليها السيد المسيح ولا التلاميذ لأن الاجتهادات الفردية بدأت منذ حداثة العصور المسيحية الأولي في المائة سنة الأولي وعند وصولهم إلي الثلاثمائة عام الأولي كانت الهرطقة وصلت إلي أقصي مدي وقد اعترف بذلك كثيرين وتنبأ بذلك الرسل التلاميذ الأوائل ذاتهم وقد حاول بعض المفكرين تصحيح الفكر الديني علي أراء الفلاسفة التي كانت سائدة في عصورهم بعد يأسهم من الوصول للحقائق الدينية وربما أن عصور الاضطهاد الديني للعقيدة المسيحية كانت أحد الأسباب لتشويه التراث المسيحي نتيجة الخوف وانتشار الجهل والوثنية التي تؤيدها الطبقة الحاكمة التي تملك البطش والجبروت وسن القوانين وتطبيقها ولم تكن الكنيسة في عصور طويلة تنعم بالسلام لتسجيل التراث الصحيح وتتناقله بحرية من جيل إلي جيل لهذا ظهرت الهرطقات ولم يقول لنا أحد ما هو منطوق الصلاة التي كان يصلي بها حضرة المسيح وكذلك التلاميذ الأوائل لهذا لجأ الكهنة لابتكار صلوات وطقوس لم يرد ذكرها في الإنجيل إطلاقاً ولا قام بها حضرة المسيح نهائيا ففي الواقع الحالي مسيحية من اجتهادات الكهنة والتي تختلف من كنيسة لأخري حسب المذهب أو الطائفة حتى أن المسيحي إذا دخل كنيسة تابعة لمذهب آخر مختلف عن مذهبه يشعر بالغرابة وقد يستنكر كثير من الطقوس المعمول بها في هذه الكنيسة والتي تختلف وجهة النظر جذرياً بين كنيسة وأخري حتى أن كل كنيسة ترفض الأخرى وتعتقد أنها فقط هي كنيسة المسيح وكل ما عاداها باطل وتعتبرهم عبدة الشيطان ويسمون أتباعها المطرودون من الكنيسة ويقصدون كنيستهم .
والحقيقة أن كل الاجتهادات لكهنة جميع الطوائف والمذاهب لا تخرج عن كونها تصورات شخصية مصحوبة بأهواء شخصية لتحقيق منافع ذاتية وسلطة دنيوية ولا تؤيدها آيات الكتاب المقدس سواء العهد القديم ولا العهد الجديد .

عاشت ايدج على هذا الموضوع الشيق

فعلا ان هذا الموضوع شيق ويدعو للتفكير والتأمل وفقك الله وأعانك ونفعنا بما تكتب ولك الشكر

شكرا لإبن الرافدين ويجب أن توضح لنا من هم الرافدين هل هم نهر دحلة والفرات وبذلك تكون مهاجراً لمصر من بلاد الشام أم أنهم روافد فكرية وتجمع بين ثقافتين ولهذا لك تذوق محمود فى تناول الثقافة الرفيعة وتقبل تحياتى
وأتناول بالشكر والتقدير الشاعرة الأديبة مرهفة الحس الموهوبة المبدعة الأخت الأستاذة مديحة حسنى تقبلى تحياتى وأنا سعيد بهذا التواصل الفكرى الرفيع المتحضر

شكرا أخي العزيز عاطف علي هذا التقدير الذي لا أجد نفسي أهلا له و أيضا انا سعيدة بهذا التواصل الفكري بيننا جميعا ولك تجياتي وشكري

الرافدين هم اهل العراق