منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se
منتديات عظمة هذا اليوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يا إلهي أغث هؤلاء البؤساء، ويا موجدي ارحم هؤلاء الأطفال، ويا إلهي الرّؤوف اقطع هذا السّيل الشّديد، ويا خالق العالم أخمد هذه النّار المشتعلة، ويا مغيثنا أغث صراخ هؤلاء الأيتام، ويا أيّها الحاكم الحقيقيّ سلّ الأمّهات جريحات الأكباد،ع ع

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address:

Delivered by FeedBurner


المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 21 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 21 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 138 بتاريخ 2019-07-30, 07:24
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    [/spoiler]

    أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

    من هو المسيح

    اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    1من هو المسيح Empty من هو المسيح 2009-03-25, 15:32

    عاطف الفرماوى


    عضو ذهبي
    عضو ذهبي
    يرى الأرثوذكس أن السيد المسيح هو الله . والله فقط يرفعون له الصلوات باسمه ويدعونه كل حين ويناجونه في السماء .
    بينما الكاثوليك أدركوا أن بعض الآيات الواردة في الكتاب المقدس تؤكد بشرية المسيح بما لا يستطيع أحد إنكار ذلك وحسب زعمهم أن هناك آيات أخري تفهم منها ألوهية السيد المسيح وعليه يكون للمسيح طبيعتان طبيعة بشرية وطبيعة إلهية وأخذوا بنظرية الطبيعتين ويتفق معهم البروتستانت عكس الأرثوذكس الذين يأخذون بنظرية الطبيعة الواحدة .
    وحجة الأرثوذكس في ذلك لدحض آراء الكاثوليك أن الله واحد لا يقبل القسمة ولا يتجزأ ولهم الحق في ذلك .
    ولكن ماذا يقولون في الآيات التي تؤكد بالدلالة القاطعة بشرية السيد المسيح حيث تحل عليه جميع مستلزمات الجسد العنصرية للبشر يحتاج للنوم والطعام والشراب ويشعر بالخوف ويهرب ويفرح ويشعر بالسعادة ويشعر بالضعف والمرض وتعرض بالفعل للصلب والقتل ونادى الله على الصليب كما يفعل كل إنسان مؤمن وقت الشدة وهذا كله وارد بالنص الصريح في الإنجيل المقدس .
    طبعا كلا التصورين على خطأ فالله واحد لا يتجزأ ولا تتجزأ طبيعته إلى طبيعتين بشرية وإلهية فمادام المسيح هو الله فلا بد وأن تكون له طبيعة إلهية فقط وهذا ما يقوله الأرثوذكس لدحض مزاعم الكاثوليك وأنا أتفق معهم من حيث المبدأ أن الله واحد وله طبيعة إلهية واحدة فقط وليس طبيعتين .
    أما ما هو وارد في الإنجيل المقدس بشأن الصفات البشرية للسيد المسيح فلا يستطيع الأرثوذكس الرد بمنطق مقبول عقلياً حول هذه القضية ولا يمكن إنكار الصفات البشرية للسيد المسيح الواردة في آيات الإنجيل المقدس .
    فالتحليل المنطقي لهذه القضية أن المسيح إنسان كامل عليه روح الله كنبي ورسول من الله مسحه الله بدهن الابتهاج وأقسم أن يصير كاهنا يكهن باسم الرب الإله وتبليغ الأمر الإلهي للبشرية في دورة جديدة مكملة لسلسلة الأنبياء تصديقا لكلام حضرة المسيح ما جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء بل لأكمل .
    لهذا تتوارد الصفات البشرية في الإنجيل لحضرة المسيح لأنه إنسان
    ثم كيف يكون المسيح هو الله من يمسح الله هل هناك قوة عظمي أكبر من الله لتمسحه ويصير كاهنا يكهن باسم من إذا كان هو الله
    أستغفر الله العظيم . هذا هراء وتطاول على الذات الإلهية .
    وقد اتضح تماما بالبرهان المنطقي استحالة ألوهية السيد المسيح وفساد النظرية التي ابتدعوها ودبجوها وزيفوا لها الأسانيد التي من صنعهم ويرفضها العقل ولا تحظى بتأييد الكتاب المقدس ولا تخرج عن كونها هرطقة تخيلية لم تصدر عن عقلية سوية علا فيها ضجيج الحناجر والموسيقي الزاعقة وافتقدت النقد السليم والهدوء في التفكير والدراسة العلمية تضرب بجذورها ردحا من الدهر وتناقلتها الرعية جيلا بعد جيل فأصبحت من المأثورات كالمسلمات البديهية مع خلوها من البداهة بل أقرب إلى البلاهة وليست من البداهة في شئ
    وتنطق آيات الإنجيل المقدس بأن المسيح كيان منفصل كل الانفصال عن الذات الإلهية المتصل كل الاتصال بالروح القدس فقد كانا إنساناً باراً عليه روح الله وإليك بيان هذه الآيات : -
    ورد في إنجيل يوحنا في الإصحاح العشرين : -

    ( الرب بمعني المعلم ) .

    فالمسيح هو الرب الذي ربي شعبه على كلمة الله وفرق كبير بين الله والرب وإن كان الله هو رب البشرية في جميع العصور والأزمان فمنه نزلت الرسائل التي علم بها الأنبياء شعوبهم فهو المعلم الأول ورب الأرباب .
    فليس معني ورود وصف المسيح بالرب أنه أستغفر الله هو الله حاشا لله فيدحض زعمهم آيات الإنجيل المقدس .
    وفى الإصحاح الرابع من إنجيل متي نجد أن الشيطان يجرب المسيح وقد قاومه السيد المسيح وانتصر عليه وأمرنا أن نقول في صلواتنا اللهم احمنا من الشرير الذي هو الشيطان وننادي الرب الإله آمين .
    فهل منطقيا وعقليا لو كان المسيح هو الله حسب زعمهم ؟
    كان الشيطان مغفلا إلى هذه الدرجة حتى يختبر الله ويحاول إفساده ويطلب منه أن يسجد له .
    فهل معقول أن الله الذي يسجد له من في السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثري الذي خلق الإنسان والملائكة والشيطان والجن والنجوم والكواكب والمجرات الفلكية يطلب منه الشيطان أن يسجد له ؟
    هل الذات المقدسة تسجد للشيطان ؟
    هذه السفسطة لا يقرها أي منطق ولا يعقلها أي إنسان وهبه الله بصيصاً من النور في قلبه وفي عقله ويملك قدراً من السمو الروحي لا يصدق مطلقا أن هذا الحوار كان بين الله والشيطان ولكن منطقيا يكون بين الإنسان عيسي بن مريم نبي الله والشيطان لأنه مكتوب أن الشيطان يضلل الإنسان ويغويه ويفسده وهو ما حاوله الشيطان مع المسيح الإنسان ولكونه مسلحا بكلمة الله وكان عليه روح الله لأنه إنسان بارً انتصر على الشيطان في هذه التجربة علاوة على أنه مكتوب لا تجرب الرب إلهك فكيف يجرب الشيطان الله بل ويحاول إفساده؟
    وقد استنكر حضرة السيد المسيح فكرة أن نجرب الرب الإله أو نسجد لغير الله وقال للشيطان : اذهب يا شيطان لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد
    وقد كان المسيح يصلى لله مثل كل المؤمنين باسمه من بني الإنسان أبناء الله البررة المخلصين .
    لمن كان يصلى المسيح ؟ حتما لله . فكيف يكون هو الله ؟
    وطلب منا المسيح أن نكون كاملين مثل أبانا الذي في السماء الذي هو كامل وليس كاملا سواه ولا حتى المسيح الذي قال : لا تدعوني صالحا فليس صالحا سوى الله .
    وفى ذلك تحديد واضح وفرق واضح على لسان المسيح مذكور في الإنجيل بين شخصية الله وشخصية المسيح .
    وورد في ( متى 9 ) : -

    ( حينئذ قال للمفلوج قم احمل فراشك واذهب إلى بيتك فقام ومضى إلى بيته . فلما رأى الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطانا مثل هذا ) .

    وقد درجت هذه الآية شخص المسيح في عداد الناس الذين أعطاهم الله سلطة على المرض لأنه كان إنسانا باراً لله وكان عبدا ربانيا يقول للشيء كن فيكون بإذن الله القوى القادر .
    واندهش الناس ومجدوا الله ولم يمجدوا المسيح لأنهم يعرفون أن المسيح خادم لله وأعماله كانت من عند الله وأعطاه الله سلطانا وقوة إلهية ليعمل هذه الأعمال الطيبة لشفاء البشرية من أمراضها المزمنة التي احتار في علاجها كهنة اليهود زمنا طويلا لأنهم لم يكونوا ممسوحين من الله كالمسيح الممسوح من الله فصار مسيحا للرب الإله يكرز باسمه ليكون هذا دليلا على نبوته وأنه جاء من عند الله لهداية البشرية وليس مثل كهنة اليهود الممسوحين من البشر يمسحون بعضهم بعضا بغير قوة إلهية أو سلطان إلهي لهذا كانوا حيارى أما طوفان المجد الذي ظهر على يد المسيح من الله كان لأنه رجل الله .
    ويتضح تأكيدا لهذا المفهوم ما قاله السيد المسيح لتلاميذه : لو كان عندكم إيمان مثل حبة خردل وقلتم لهذا الجبل انطرح في البحر لفعل ذلك لأن كلامكم يكون باسم الله .
    فمسألة المعجزات الواردة يكون أساسها الإيمان بالله وقوة إيمان المسيح التي جعلته يفعل أعماله لأن إيمانه كان عظيما فامتلأ بالروح القدس وكان الظهور الإلهي في هيكله البشرى عظيما واضحا جلياً أيضا وليس معنى هذه الأعمال العظيمة أنه كان أستغفر الله كان هو الله حاشا لله من هذا الإفك والضلال المظلم
    ومفهوم بشرية المسيح يؤكده السيد المسيح في(متى ص6) : -

    ( جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فيقولون هو ذا أكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة ) .

    والمقصود بابن الإنسان هو المسيح تأكيدا لبشريته وانتمائه لبنى الإنسان فقد كان ملقبا بابن داود .
    ومن صفات الإنسان ومستلزماته العنصرية أنه يأكل ويشرب وهكذا كان المسيح يأكل ويشرب لكونه إنسان ولكن الله خالق المأكل والشراب لا يحتاج إلى المأكل والشراب .
    ولكن إذا أحببت أن تقدم لله طعاماً أو شراب أو كساء فقدمه لإنسان محتاجاً كأنك تكون قد فعلت هذا بالله ولك الأجر والثواب من الله يقول الله في الإنجيل في حوار بين الله والرعية متى يارب وجدناك جائعا فأطعمناك وعطشانا فسقيناك وعريانا فكسوناك فيرد الله عليهم ويقول لهم إذا فعلتم كل هذه الأمور بشخص محتاج كأنكم فعلتموه بي .
    أما الله ذاته لا يحتاج إلى طعام ولا شراب ولا كساء وهو الغنى القوى والحاجة من علامات الضعف الإنساني للإنسان ولكون المسيح إنسان جاء يأكل ويشرب لأنه إنسان .
    وورد في ( مرقص ص 6 ) : -

    ( وبعد ما ودعهم مضي إلى الجبل ليصلى )

    لمن كان يصلى المسيح حتما يصلى لله مثل ما يفعل كل المؤمنين بالله في جميع الأديان للديان كما ينص الكتاب المقدس :

    ( للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ).

    ص 9 ) : -

    ( من قبل واحداً من أولاد مثل هذا باسمي يقبلني ومن قبلني أنا فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني ) .

    من الذي أرسل حضرة المسيح لا شك أنه الله ربنا ورب المسيح وهذا واضح بصريح العبارة أن حضرة المسيح رسول الله وهناك من أرسله هو الله الذي مسحه ليصير مسيحا ليكهن باسم الرب الإله ويبلغ الأمر الإلهي للبشر ورسالة السماء ليحمل ذنوب الخطاة ويحمل أثقال المتعبين ويريحهم ويغفر ذنوبهم بعد إذ يؤمنوا بنور العهد الجديد ويرتشفوا من نفحات الإنجيل ماءً روحياً نقيا من شرب منه تكتب له الحياة الأبدية .
    وقد فسروا لنا أن معني قول المسيح من قبلني فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني الذي هو الله بأنه هو الله ولماذا لم يطبقوا هذا الاستنتاج الخاطئ على من قبل واحد من أولاد مثل هذا باسمي يقبلني فهل أصبح الطفل المسيح أيضا لآن من قبل الطفل كأنه قبل المسيح ؟ فإذا تم تطبيق الاستنتاج على الجزء الثاني يجب تطبيقه على الجزء الأول أيضا .
    ويكون بذلك أن الطفل هو المسيح والله أيضا .
    طبعا الاستنتاج سواء في الشق الأول والثاني على خطأ وبعيد عن الصواب لأنها جدلية فلسفية .
    من الواضح أن الأمور المعنوية اختلطت مع الأمور المادية في ذهن المنظر لنظرية تلبيس فكرة الألوهية بشخص السيد المسيح إما عن جهل مفرط مع افتراض حسن النية أو بسوء نية مبيتة وترديد هذه المقولة جعلها تترسخ في ذهن العامة والخاصة وتصبح أحد أهم أركان وعناصر الإيمان المسيحي .
    ونستطرد في بيان فساد مضمون هذه النظرية من الكتاب المقدس ورد في إنجيل مرقص ( ص 10 ) : -

    وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلا للذين أعد لهم ) .

    المعنى واضح أن حضرة المسيح ليس في يده مراتب الملكوت بل الله فقط هو الذي يختص بهذه الخصوصية وهو الذي وحده يعد للصادقين والأبرار مكانهم في الملكوت حسب درجة إيمانهم وأعمالهم الطيبة الذين عاشوا في الله والله فيهم وأصبحوا أبناء الله والتزموا بالصراط المستقيم وفعلوا مشيئة الرب الإله .
    تحديد واضح بين مرتبة الألوهية ومرتبة المسيح . فلو كان المسيح حسب تصورهم وزعمهم أنه الله أستغفر الله كيف لا يستطيع ؟ والله قادر ويستطيع دائما لأنه الخالق المسيطر في يده كل شئ يقول للشيء كن فيكون بإذن الله .
    ومعني إلا للذين أعد لهم أي من جانب الرب الإله وهو وحده الذي يستطيع ذلك فقط .
    وورد في ( مرقص ص 13 ) : -

    ( وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الأب . انظروا اسهروا وصلوا لأنكم لا تعلمون متي يكون الوقت ) .

    و هذه الآية واضحة المعالم للتفرقة بين الابن الذي هو المسيح وبين الأب الذي هو الله .
    فالابن يجهل متى تكون الساعة ولا الملائكة الذين في السماء يعرفون كذلك علم الله الذي أختصه لنفسه .
    فقط الله والله وحده دون شريك الذي اختص نفسه دون تفويض معرفة الساعة التي قدرها سلفاً في علم الغيب عنده وصدق القرءان إذ يشير إلى موضوع الساعة فيذكر ويسألونك عن الساعة قل علمها عند ربي .
    فكيف يستقيم فهم ألوهية المسيح في ضوء هذه الآية ؟
    طبعا لا يمكن ولا يستقيم الفهم السليم للعقل السليم لأن التفرقة واضحة كالشمس لمن كان له عين تبصر وعقل يفهم وقلب مؤمن .
    وورد في ( مرقص 14 ) : -

    ( وكان يصلى لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن وقال يا أب الأب كل شئ مستطاع لك فاجز عنى هذه الكأس . ولكن ليكن لا ما أريد بل ما تريد أنت)

    2من هو المسيح Empty رد: من هو المسيح 2009-03-25, 15:42

    عاطف الفرماوى


    عضو ذهبي
    عضو ذهبي
    حينما ينتاب المؤمن الضيق وقت الشدة يتوجه إلى الله بالصلاة والدعاء يطلب منه الفرج والتيسير وتبديل الحزن إلى فرح وتفريج الهموم وتخفيف الآلام وقضاء الحاجات .
    وحينما اقتربت ساعة الفداء على الصليب للسيد المسيح حيث يتجرع كأس الشهادة لتكمل دورة الأنبياء كان كإنسان متألماً مكتئباً يسأل الله أن يعفيه من هذا الموقف الرهيب ولكنه أدرك أن ذلك مقدر سلفاً لتكمل دورة الأنبياء وهذه الكأس مكتوبة عليه بمرارتها أن يتجرعها فتذرع بالصبر لما أراده الله لأنه إنسان مؤمن بالله يعلم أن كل شئ له نهاية ولا بد أن يذهب ليرسل الآخر ويأتي غيره يقول ما لم يقله ويتمم ما قاله لتكمل دورة الأنبياء بنبي جديد وعهد جديد ورسالة جديدة من عند الله .
    الحوار فيه من الوضوح بما لا يقبل الشك أو التأويل بانفصال ذات المسيح عن الذات الإلهية وتوضيح ذات المسيح في حجمها الإنساني الطبيعي والضمير واضح بين ما أريد أنا المسيح بل ما تريد أنت يا الله تفرقة واضحة المعالم لا ينكرها إنسان عاقل .
    إذن التفرقة واضحة بين ذات حضرة السيد المسيح والذات الإلهية وصعدت روح حضرة المسيح ترفرف في حضرة الملكوت الإلهي وجلس المسيح على يمين القدرة الذي هو الله تتنعم روح المسيح بالأنوار الإلهية السرمدية الأبدية ونال المرتبة العليا وجلس الرب المسيح بجانب رب الأرباب الذي هو الله .
    وورد في ( لوقا ص 2 ) : -

    ( وباركهما سمعان وقال لمريم أمه . ها إن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تقاوم ) .

    من الذي وضع المسيح لسقوط الذين تدنست أرواحهم وأفسدوا الناس وضلوا وأضلوا آخرين زمنا طويلا وزاغوا عن تعاليم الرب الإله ووبخهم الكتاب المقدس ووصفهم بقتلة الأنبياء والمرسلين حتى قتلوا ابنه الحبيب فاستحقوا الطرد من الكرم الإبراهيمي وحل عليهم التيه والسبي والتشتت والتشرذم والعبودية لآخرين ردحا من الزمن .
    وقيام الذين تنورت أرواحهم بالنور الإلهي و آمنوا بحضرة المسيح وارتشفوا من رحيق الإنجيل وكتبت لهم الحياة الأبدية .
    وورد في ( لوقا ص 12 ) : -

    ( كل من قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له أما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له ) .

    ولا شك أن المقصود بابن الإنسان هو المسيح أما المقصود بالروح القدس هو الله وهنا تفرقة واضحة بين بشرية المسيح المنفصلة عن الذات الإلهية كما ورد في الآية المقدسة .
    ويجب أن نتحرر من الهوي عند طلب الحقيقة مخلصين في التعلم فإذا وجدنا أن الحقيقة مخالفة لما نعتقد يجب ألا نتردد فوراً في تأييد الحقيقة والأخذ بها وتغيير معتقداتنا القديمة التي لا يؤيدها العلم والمنطق والتطور الاجتماعي والتاريخي للمجتمع البشري والإنساني لأن المرونة المبنية على العلم من صفات الأذكياء أما الجمود والتحجر والمخاوف المرضية من ترك الموروثات الباطلة من صفات المتخلفين الذين تطويهم عجلة التاريخ وتسحقهم ويصبحون كقطع أثرية في متحف التاريخ يتندر الناس بها موضوعا للفكاهة من شر البلاهة .

    وليس يصح في الأفهام شئ * إذا احتاج النهار إلى دليل

    وتلبيس فكرة الألوهية بشخص السيد المسيح فتح باباً واسعاً للهلوسات المرضية عند بعض المذاهب لإقحام السيدة العذراء البتول الطاهرة مريم بنت عمران لتشارك المسيح في الألوهية أيضا فيرفعون لها الصلوات ويتبركون بصورها وينحتون لها التماثيل التي يصلون أمامها مثل عبدة الأصنام تماما بل قل هم عبدة الأصنام المحدثون .
    ويدعون باطلا أيضا أنها صعدت إلى السماء ويحتفلون بهذا الصعود المزعوم دون سند من الكتاب المقدس كدأبهم في فبركة كثير من القصص المثيرة التي تنجح دائما في استثارة ذوي القدرات العقلية المحدودة وانتشار الفكرة وتناقلها جيلا بعد جيل يثبت المقولة الخاطئة ويجعلها كالمسلمات البديهية لا يناقشها أحد لأنها تضرب بجذورها في عمق الإيمان المسيحي والفكر اللاهوتي المسيحي . بالرغم من النص الواضح الصريح في الكتاب المقدس الذي يقول :

    للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد.

    إلا أن المذهب البروتستانتي يدين هذه المذاهب بشدة ويكفر أفعالهم ولهذا لا نجد هذه الخزعبلات موجودة في كنائس البروتستانت الذين يمثلون الثورة التصحيحية لكثير من الأفكار المضللة في الفكر اللاهوتي المسيحي لتطهير نظرية الإيمان المسيحي من الهرطقة والضلال الذي شاب الفكر المسيحي الذي اعتمد على أقوال الكهنة بدلا من الكتاب المقدس كمرجع وحيد موثق من الرب الإله .
    بل وصل الضلال إلى أكثر مدي برفع الصلوات إلى القديسين المشاركين للمسيح وأمه في مرتبة الألوهية ومارسوا الشرك وهم عن التوحيد غافلون وعن حقيقة الحقيقة الإلهية مضللون .
    ولأن الناس لم يتعودوا أن يناقشوا المثلث الممنوع من الدراسة العلمية وإعمال منهج الشك فيه للوصول إلى اليقين والحقيقة والدين ضمن هذا المثلث الرهيب بجانب الجنس والسياسة فيأخذه الناس بالتلقي دون تفكير .
    فالدين مرتبط باسم الشخص في بطاقة الميلاد والموضح في بطاقة الهوية الشخصية للفرد .
    بجانب أن هناك انفصالاً تاماً بين العلم والدين في تكوين الشخصية الشرقية خصوصا والمنهج الروحي والعملي حتى أننا نرى الشخص اثنين أو أكثر فالمنهج الروحي مجرد أحاديث بعيدة عن السلوك الذي تحكمه المصالح والاحتياجات والظروف وقد دأب الناس على تطويع التفسير الديني ليخدم مرجعية السلوك وليس العكس كما ينبغي أن يكون السلوك وليد التربية الدينية ومتسقاً معها وغير متعارض مع الحقائق العلمية .
    فحال المسيحيون اليوم لا يختلف عن أتباع بوذا والبراهما الهندوس وزرادشت وكرشنا وغيرهم الذين تركوا الكتب المقدسة واستندوا إلى ما قاله الأتباع والكهنة الذين زيفوا وزوروا وطمسوا ما قاله الرب الإله وأضلوا الناس وجعلوهم يعبدون النار والبقر ويصلون أمام التماثيل والصور والمسبوكات في تحد واضح صريح لنصوص الكتاب المقدس وعادوا للكفر والشرك من حيث لا يعلمون .
    ومظاهر نهاية كل أمة هو فساد الفكر وتشتت الأمة إلى مذاهب وفرق متصارعة يكذب بعضها بعضا وتكفر إحداهما الأخرى ويتصارعون بكل أسلحة الصراع المادي والمعنوي .
    فكان ولا بد وأن تدركنا الرحمة الإلهية وتمطر سماوات الرحمة الإلهية ماءً روحيا جديدا في دورة جديدة برسول جديد و يبعثنا الله في أمة جديدة ومملكة جديدة لتكمل دورة الأنبياء وتقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة سنة الله في خلقه كما أوضح الكتاب المقدس .
    فهل معقول أن يترك الله الإنسان فريسة لهذا الضلال والإفك المبين ؟
    هل يترك الله كلمة المضللين تسود وتتواري كلمة الله الحي القدوس ؟
    قطعا لا . محال عقليا قبول هذا التصور .
    فلا بد من تجديد العهد مع البشرية في دورة جديدة وليست أبدية لأي أمة من الأمم كما يدعون .

    أما كيف تم تلبيس فكرة الألوهية بشخص السيد المسيح ؟

    تعرض بعض المنظرين لتنظير الإيمان المسيحي للآية الأولى من الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا وتعد الآية من طلاسم الكتاب المقدس مقطعة السياق بين الفقرات وكل مولود يوضع بداخله بذرة فنائه ويصير النمو إلى وقت معلوم ثم تبدأ بذرة الفناء تعمل وتقوى لتمهد للنهاية التي يخرج من رحمها مولود جديد وهكذا . وتقول الآية المقدسة : -

    ( في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله . هذا كان في البدء عند الله . كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان . فيه كانت الحياة والحياة كانت نور والنور يضئ في الظلمة والظلمة لم تدركه ) .

    وأتساءل هل سياق الألفاظ لبداية هذه الآية تعطي معني واضحا سهلا ميسورا أمام العقل البشري ؟ قطعا لا .
    فكيف كانت الكلمة ثم كانت الكلمة عند الله يعني هي شئ مختلف عن الله ثم أصبحت الكلمة الله أي هي والله شيئاً واحدا عن طريق توحدها بالله .
    ثم يأتي سياق لفظيً واضح مفهوماً سهلاً بسيطاً أمام العقل البشري ويعني أن حياة الإيمان نور للناس من ظلمات الجهل والضلال والشرك بالله والكفر أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
    ولا شك أن الجزء الأول من الآية المقدسة مرتبط بالجزء الثاني في المعني .
    ومن البديهي أيضا أن الكلمات صحيحة وصادقة وصدرت من الله .
    أما المفهوم الذي توصل إليه منظرو الفكر اللاهوتي المسيحي هو موضوع الاعتراض للأسباب التالية : -
    لو فرضنا أن الكلمة تعني حضرة المسيح وقد كانت روحه عند الله التي أرسلها للبشرية لتكرز باسم الرب الإله بعد ما مسحه الله كاهنا يكهن باسمه للأبد فتوحد بمشيئة الله في الطريق الإلهي يقول ويفعل باسم الله وصار الله فيه وهو في الله كما كل مؤمن وبار لله يكون الأمر هكذا أيضا وقد دعي المسيح للمؤمنون باسمه أن يكونوا مع المسيح والله شيئاً واحداً
    فهل أصبح هؤلاء المؤمنين هم المسيح لأنهم أصبحوا في المسيح شيئاً واحدا أو أصبح أي منهم الله أيضا لأنهم أصبحوا في المسيح وفى الله شيئاً واحدا . طبعاً لا . ثم تجسدت كلمة الله في المسيح وكما لو كانت الكلمة أصبحت جسدا بينناً كلمة الله الخالق الواحد الأحد تسود على كل صور الضلال الذي يروجه كهنة اليهود . وصارت الكلمة جسدا بيننا يمدنا بنور الملكوت الإلهي فنحيا من فم المسيح كانت كلمة الله نتعلمها لتكتب لنا الحياة الأبدية ونرث الملكوت ونتطهر من الذنوب والخطايا .
    وذلك لا ينفي خصوصية الذات الإلهية وخصوصية المسيح وخصوصية كل إنسان مؤمن بالله يفعل مشيئة الرب الإله .
    فكما نري أن تداخل الأمور المعنوية مع الأمور المادية هو الأساس والعنصر الرئيسي للخلط والتشويه في نظرية الإيمان المسيحي والفكر اللاهوتي إذا حسنت النوايا .
    أما إذا كان هذا التشويه والخلط مع سبق الإصرار والترصد فليس غريبا أن كانت هناك مؤامرة لتدمير المسيحية ذاتها من الكهنة أصحاب المصالح الدنيوية كما حدث في كل مفردات نظرية الإيمان المسيحي التي يمارسها كل مسيحي في طائفته ومذهبه وكنيسته كما سيرد توضيحه لاحقاً والتي تختلف هذه المسيحية عن المسيحية البكر التي أتى بها السيد المسيح أو الرعيل الأول للمسيحية من التلاميذ الأوائل والتي أيضاً لا تؤيدها نصوص الكتاب المقدس .
    هذا بجانب أن الروح القدس حلت على كثيرين بنص الكتاب المقدس كما حلت على السيد المسيح دون أن يدعي أي منهم أنه أصبح الله ولا تجاسر أتباعهم على إدعاء هذا التصور الباطل الذي وصل إلى ذهن منظري الفكر اللاهوتي المسيحي حيث ألصقوا الألوهية بشخص المسيح .
    وهذا التصور المريض باطل للأسباب التالية : -

    3من هو المسيح Empty رد: من هو المسيح 2009-03-25, 15:48

    عاطف الفرماوى


    عضو ذهبي
    عضو ذهبي
    وهذا التصور المريض باطل للأسباب التالية : -
    أولا : - الله روح وكان المسيح جسد وروح .
    ثانياً : - الله لم يره أحد قط ولا أبصروا هيئته كما نص الكتاب المقدس ولكن المسيح الإنسان رآه الناس وأكلوا معه وركبوا سفينة النجاة معه من بحور الشرك والضلال .
    ثالثاً : - الله محيط بالعالمين ولا يحيط به أحداً من خلقه بينما المسيح الإنسان كان موضع إحاطة فكان له طول محدد وعرض محدد وهيئة محددة بل وعمر محدد ولكن الله فوق الوصف وما ورد في وصف الذات الإلهية فى الكتب المقدسة مجرد تشبيهات لتقريب الصورة من العقل البشري وهيهات بين الصورة والحقيقة التي لا يعلمها إلا هو وحده الذي اختص بها وحده .
    رابعاً : - الله حي لا يموت وهو الباقي والكل إلى زوال لأنه الحقيقة بينما المسيح مات على الصليب ودفن فى مقبرة بشرية مثل كل البشر .
    والابن الذي هو المسيح خبر الناس بهذه الحقائق وغسل يده من ذنوب تصوراتهم الباطلة العاطلة ما قلت لهم إلا ما علمتني وإن كنت قلت لهم فأنت علام الغيوب فالمسيح أخبرهم بالحقيقة ولكنهم وقعوا في الضلال ليمهدوا للظهور المحمدي وبشارة بالعهد الإسلامي الجديد .
    الأمر الثاني : - أن تفسير المسيح بالكلمة خطأ كبير بل المقصود هو تشبيه المسيح بالكلمة فمقام المسيح هو مقام الكلمة التي تعطي معني بذاتها أما نحن فمقامنا مقام الحروف فالحرف وحده لا يعطي معني إلا إذا توحد بغيره وصار كلمة تعطي معني .
    الناس يلتمسون النور الإلهي من الغير النبي أو الرسول أما المسيح فمن ذاته كان ينطلق النور الإلهي كالمرآة التي تعكس شمس الألوهية يلتمس الناس نورها للهداية إلى سواء السبيل وهكذا كان شأن جميع الأنبياء البررة والرسل الذين قاموا على تبليغ الأمر الإلهي للبشر وتحملوا في سبيله المعاناة والشدائد وبذلوا أرواحهم في سبيل الله محبين طائعين مستسلمين كما فعل المسيح تماما وهناك من حاولوا الهروب من التكليف الإلهي لإدراكهم من صعوبة المواجهة وشعورهم باليأس من الناس مثل المثل الوارد فى شخص يونس النبي الملقب بيونان النبي في الإنجيل وكان يقصد الله أن يخاطب قوم يونس فى شخص يونس وقال وركب سفينة الضلال وهاج به بحر الخطيئة ووقع في ظلمات الجهل والضلال في بطن الحوت الذي هو حوت الضلال والأفكار المضللة التي استمع إليها لولا أن أدركته الرحمة الإلهية وكتب له الهداية لأنه كان من المسبحين فأنقذه الله وكشف عن بصره النور الإلهي وغفر له ما تقدم من ذنبه وصار رجل الله يقوم على تنفيذ مشيئته وخرج من بطن حوت الضلال إلى نور الإيمان والتوحيد.
    حتى موسى النبي العظيم كليم الله الذي اختبره الله بالمحن والشدائد في مواجهة الفرعون الذي خاف في بداية التكليف من تنفيذ الأمر الإلهي وقال لله أرسل إلى هارون وأخذ يسوق التبريرات لله ليعفيه من التكليف فتارة قال إن هارون أفصح مني لساناً وتارة يقول على ذنب وأخاف أن يقتلون إلا أن الحكمة الإلهية لم تتردد في تكليف موسى الذي أعده الله للأمر المبارك .
    حتى المسيح ذاته وهو مصلوب ومطلوب للفداء سأل الله أن يعفيه من مرارة الكأس المكتوب عليه أن يتجرعها ولكن حضرته استسلم في النهاية وقال لله : لا ما أريد أنا بل ما تريد أنت .
    فالضعف البشرى جاء على لسان الأنبياء كإفراز لطبيعتهم البشرية ليشعر الناس أنهم بشر مثلهم .
    وقد استسلم حضرة إبراهيم أبو الأنبياء للتضحية بذبح ابنه إسحاق وقد استسلم إسحاق لتنفيذ الأمر الإلهي أيضاً وقال لأبيه افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين وبينما حضرة إبراهيم يجمع الحطب ووضع ابنه على المحرقة لتنفيذ الأمر الإلهي ففديناه بذبح عظيم ونجح حضرة إبراهيم في الاختبار الإلهي واستحق الملكوت الذي يرثه المنتسبين إليه جيلا بعد جيل .
    ونعود لاستعراض التطور التاريخي للكلمة وعظمتها ودورها في تطور البشرية لنعرف مدى أهمية الكلمة حيث أنها أكبر ثورة وصل إليها الإنسان من الله وتدين لها كل أشكال التقدم البشري والحضارة الإنسانية .
    وقد كان شرفاً كبيراً لحضرة المسيح تشبيه حضرته المقدسة بالكلمة وكيف أن حضرته حاز مقام الكلمة لأنه ابن الله الحبيب الممسوح بدهن الابتهاج أكثر من رفقائه الأنبياء والمرسلين الذين شاركوه تنفيذ الأمر الإلهي ليكرز باسم الرب الإله .
    انظر حولك أيها العاقل اللبيب وقل لنا من كل الكائنات التي خلقها الله بفصائلها المختلفة وأنواعها المتعددة من نباتات وجمادات وحيوانات وطيور السماء وكائنات البحار من الذي يتكلم واختصه الله بالكلمة؟
    لا شك أنه الإنسان الذي اختصه الله بالكلمة وكانت الكلمة عند الله قبل أن يصل الإنسان إليها حيث تبذل الحيوانات جهوداً شاقة لمحاولة الوصول للكلمة دون جدوى .
    أما لماذا كان الإنسان دون غيره الذي فضله الله على جميع المخلوقات ووهبه الكلمة لأنه الوريث للملكوت الإلهي .
    أما بقية الكائنات تصدر إشارات وأصوات شتي فنجد النبات أرقي من الجماد يتأثر بالضوء والحرارة والرطوبة والجاذبية الأرضية وينفعل بها ويعبر بحركات انفعالية في مكوناته بشكل إيجابي أكثر من الجماد
    أما كائنات عالم الحيوان أكثر تطوراً من النبات وتصدر إشارات وأصوات شتي فنجد أن : -
    البلبل يصدح والفرس يصهل والحمام يهدل والدجاجة تنق والديك يزقو والكلب ينبح والثور يخور والغراب ينعق والأسد يزأر ………. إلخ .
    وقد توصل العلماء إلى تسجيل هذه الأصوات وما تعنيه هذه الأصوات التي تصدرها الحيوانات بمعاناة وجهد لمحاولة الكلام دون جدوى .
    وقد كان الإنسان البدائي هكذا يصدر أصواتا مثل بقية الحيوانات ويستخدم لغة الإشارة في التفاهم مثل التي يستخدمها الصم والبكم في العصر الحديث للتفاهم مع غيرهم ومن أجل تحصيل العلوم والعمل ويتوقف عليها حياتهم ككائنات اجتماعية تمارس حياتها.
    وبإلهام إلهي وصل الإنسان إلى الكلمة واللغة والكتابة وبلبل الله ألسنتهم فأصبحوا يتحدثون بلغات شتي وألسنة كثيرة .
    واللغة هي أفضل ما توصل إليه الإنسان يرجع إليها الفضل في تطور العلوم والتكنولوجيا وكل صور التقدم الإنساني والحضارة البشرية وتدوين التاريخ للإنسان والبيئة وعرفنا الله عن طريق الكلمة فآمن به الإنسان وعبده وصدق المرسلين وقرأ رسالاته المقدسة .
    بالكلمة انتقل الإنسان من الجهل والتيه والحيوانية إلى مرتبة الإنسانية فبالكلمة أصبح الإنسان إنساناً .
    وأصبح المسيح معبراً عن كلمة الله فمن فمه وعلى لسانه آمن المؤمنين وعرفوا الله وانتقلوا من الظلمات إلى النور وامتلكوا ملكوت الرب الإله .
    فالمسيح كان الكلمة وكانت الكلمة عند الله قبل أن يهبها إلى الإنسان ثم وضع الله كلمة الله في فم المسيح يقول كلمة الله والله كلمة نؤمن بها ونتناقلها جيلا بعد جيل فهي النور الحقيقي وحقيقة الحقائق الخالدة مع الله . وكانت الكلمة الله متوحدة بالله التي وهبها الإنسان ليصير إنساناً.
    وهذا التفسير يساير الشطر الآخر في الآية المقدسة ويكملها ولا يتناقض معها بمثل ما وقع فيه المنظر للفكر اللاهوتي المسيحي والخلط والتشويه وتظهر الآيات مقطعة السياق غير مترابطة في المعاني والتكوين اللفظي مشوهة الفهم أدت إلى البلبلة والتخبط.
    وكانت آخر كلمات حضرة السيد المسيح على الصليب : -

    ( إيلي إيلي لما شبقتني ).

    والمعني المتفق عليه إلهي إلهي لماذا تركتني . فالمسيح كإنسان يناجي الله ويسأله وقت الشدة والمحن والاختبارات الصعبة مثل جميع المؤمنين بالله ويقول للحضرة الإلهية لماذا تركتني أي لماذا يارب لم تدركني رحمتك وتعفيني من مرارة هذا الكأس لأن الموقف كان رهيبا والتجربة صعبة والمواجهة مهينة
    فقد صلب المسيح ووجهوا لحضرته البريئة تهمة الزندقة والتجديف على الذات الإلهية مع أن الحكمة كانت تتبرر من بين شفتيه الطاهرة وقدم ترياقاً يشفي من جميع الأمراض وقدم لهم ماءاً روحياً جديداً نقياً من شرب منه تكتب له الحياة الأبدية .
    وقد تفلوا عليه وضربوه صفعا وطعنوه بالرمح وفاضت روحه الطاهرة الزكية إلى رحاب الله تتمتع بالحضرة الإلهية في النور الإلهي في الملكوت البهي الأبهى يجلس على يمين عرش القوة .
    فحتما يرد عليه الله ويقول له إذا كانوا قد تمكنوا من الجسد فإن الجسد لا يفيد شيئاً أما روحك تبقي إلى الأبد في ملكوت رب العزة وتظل تعمل للأبد ولا تموت روح المسيح أبداً لأنه مكتوب لها الخلود الأبدي وترث الملكوت الإلهي .
    ولا عجب أن انتشرت المسيحية بعد قتل المسيح على الصليب بصورة سريعة ومتزايدة حتى أصبحت الديانة السائدة للسواد الأعظم من سكان الأرض وقتلة المسيح اليهود هم القلة القليلة من سكان العالم حتى الآن . وهذا دليل على أن روح المسيح تعمل للأبد .
    فإذا كان اليهود قتلوا المسيح الجسد فإنهم لم يستطيعوا أن يقتلوا المسيح الروح والمسيح الكلمة والمسيح الفكرة والعقيدة المسيحية والديانة الجديدة التي سحبت البساط من تحت أقدام كهنة اليهود وطردوا من الكرم وأصابهم التيه والتشتت والعبودية والذل زمنا طويلاً عقاباً لهم .
    وقد كان يعتقد اليهود أن بقتلهم المسيح الجسد سينتهي أمر دعوته تماماً ويتم إجهاض الأفكار التي دعي إليها وبشر بها. وتصبح الدعوة المسيحية في متحف التاريخ .
    إلا أن ما حدث كان عكس ما أرادوا وما تصوروا وما قصدوه بل كان متفقاً مع الإرادة الإلهية .
    والأحداث التاريخية خير شاهد على هذه الفروض النظرية .
    فهل صلب المسيح حقيقة ؟ وهل قتل المسيح حقيقة ؟
    أم شبه لهم كما أوضح القرءان المقدس هذه الجدلية الفلسفية التي استعصي فهمها على المسلمين أيضاً . وأثاروا جدلا عقيما أورثنا العداوة والبغضاء زمناً طويلاً وظهرت آثارها في كتب التفسير الإسلامي للقرءان الكريم فأخذوا بالمنطوق الحرفي لشكل الكلمة دون النظر للجدلية الفلسفية التي طرحناها .
    ونعود للحديث الوارد في موضوع الألوهية المزعومة لحضرة المسيح ونتساءل :
    من الذي قال إيلي إيلي لما شبقتني ؟
    ومعناها المتفق عليه إلهي إلهي لماذا تركتني .
    هل هو المسيح الإنسان أم المسيح الله أستغفر الله ؟
    قطعاً هو المسيح الإنسان بن الإنسان الملقب بابن داود في الإنجيل والتوراة . وبالتأكيد كان للمسيح على الصليب حينما نادي الله له جسداً وروحا منفصلة كل الانفصال عن ذات وروح الله .
    وصعدت روح المسيح في ملكوت السماوات تتنعم بالأنوار الإلهية على يمين عرش القوة كما نص الإنجيل .
    ثم من الذي أعدمه اليهود ومات على الصليب وظل في القبر ثلاثة أيام ثم قام وصعد إلى السماء بقدرة الله الحي الذي لا يموت ؟
    من الذي مات المسيح الإنسان ابن الإنسان أم المسيح الله ؟
    قطعا الذي مات هو المسيح الإنسان ابن الإنسان وليس الله لأن الله حي لا يموت الخالد الأبدي الحقيقة الخالدة وكل ما عاداها باطل مكتوب عليه الفناء والموت .
    المسيح الذي مات كان له جسداً وروحاً منفصلة كل الانفصال عن ذات الله المقدسة وروحه المقدسة . قطعا هذه حقيقة منطقية .
    إذن كيف يدعون أن المسيح هو الله ؟ قالوا إثما وبهتاناً عظيما .
    وقضية موت المسيح جعلت المفكر الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه يسخر قائلا الله مات وأصبح ليس له وجود وعلى المفكرين والفلاسفة أن يأخذوا دوره في تربية البشرية وتعليمهم .
    ومن المحقق أن هذا الفيلسوف نيتشه كان والده من رجال الدين البروتستانت رجال إصلاح العقيدة المسيحية الذين تعرضوا لبعض القشور ولم يتجاسروا على هدم جميع التصورات الباطلة .
    مثل تركيزهم على الصور والتماثيل التي تمتلئ بها كنائس الكاثوليك والأرثوذكس ويصلون أمامها في وثنية شاذة وغريبة ومتعارضة مع الكتاب المقدس حيث ورد في الإصحاح العشرين من سفر الخروج في العهد القديم ما نصه : -
    ( أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية ، لا يكن لك آلهة أخري أمامي ، لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض، لا تسجد لهن ولا تعبدهن ) .
    وقال المسيح للشيطان حينما أراد أن يغويه ويبعده عن طريق الرب الإله ويطلب منه أن يسجد للشيطان
    ( اذهب يا شيطان مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ) .
    ولكنهم في كنائس الكاثوليك والأرثوذكس يصنعون التماثيل ويعلقون الصور في الكنائس يتبركون بها ويصلون أمامها في تحدي واضح يتعارض مع الكتاب المقدس .
    ولا أدري من أين فهموا القداسة المزعومة للسيدة مريم العذراء البتول ويدعون زورا وبهتانا صعودها للسماء مع المسيح تشاركه عرش الألوهية بل وأضافوا القديسين أيضا ويرفعون لهم الصلوات بدلا من الله وكأن عرش الألوهية ديمقراطي يتسع للكثيرين للقيادة الجماعية فقد عانى هؤلاء كثيرا من حكم الفرد ( النظم السياسية الديكتاتورية ) على الأرض حيث تعرضوا للإرهاب والتعذيب والمعاناة فأرادوا أن يحلموا بالحكم الديمقراطي للسماء حتى يضمنوا عدم المعاناة في الدار الآخرة حسب تصوراتهم المريضة .
    وهذا التصور من عندي للسخرية من هذه الأفكار الضالة المضللة .
    والبروتستانت يرفضون هذه التصورات المرضية ويضعون العذراء في وضعها الصحيح فقد كانت تلميذة أحد تلاميذ المسيح الذي هو يوحنا الذي ضمها إلى خاصته بعد انتقال المسيح للرفيق الأعلى بناء على توصية المسيح بذلك وهو على الصليب وقال لها هذا هو ابنك وقال له هذه هي أمك ومنذ هذا الوقت أصبحت العذراء أحد تلاميذ يوحنا التلميذ المحبوب والمقرب جدا للمسيح. وقد أصبحت الجدلية الفلسفية لانفصال ذات المسيح وروحه عن ذات وروح الله المقدسة أمراً واضحاً بالرغم من الاتصال بين روح الله وروح المسيح تعلمه وترشده إلى طريق الحق مثل كل المؤمنين باسم الله القدوس .
    وان كانت الطبيعة النقية للسيد المسيح التي خلقها الله هكذا قد تنعمت بالنور الإلهي والفيوضات الرحمانية ربما أكثر من أي طبيعة بشرية أخري على وجه البسيطة وعلى مر الأزمنة والعصور ولماذا لا يكون هذا وقد قال الله في حضرته : هذا هو ابني الحبيب به سررت .
    أما الخلط بين الذات الإلهية بين وذات السيد المسيح وروح الله المقدسة وروح المسيح لا تخلو من هرطقة وتزييف وتزوير ودجل وشعوذة ووهم باطل فتح الباب واسعا أمام انتساب كيانات أدني لصفة الألوهية يتبركون بصورهم وتماثيلهم ويرفعون لهم الصلوات في الكنائس بدلا من الله في تحد واضح وصريح وبجسارة فاحشة تتعارض مع الكتاب المقدس فضلوا وأضلوا الناس زمنا طويلا وباءوا بذنوبهم وارتكبوا إثما عظيما .
    وورد تفسير آخر للآية المقدسة :

    ( إيلي إيلي لما شبقتني ).

    ويري بعض المفسرين أن حضرة المسيح كان ينادي النبي إليا ليخلصه من هذا الموقف العصيب .
    وللرد على هذا التفسير الساذج والذي يختلفون حوله نقول :
    إذا كان المسيح هو الله حسب تصورهم فهل يستنجد بإليا ليساعده ويخلصه من هذه الورطة .
    من المعلوم أن الإنسان يستنجد بمن هو أقوي منه في المواقف الصعبة فهل كان إيليا أقوى من الله حتى يستنجد به .
    والإنسان المؤمن بالله يلجأ إلى الله ويسأله وقت الشدة لتفريج الهموم وتبديل الآلام إلى فرح وسرور وهذا ما فعله المسيح تماما ولكونه يعلم أن ذلك مكتوب عليه قال له لا ما أريد بل ما تريد .
    وهل يترك المسيح الله وينادى إيليا الذي هو عبد من عباد الله ؟
    وهذا التفسير لا يساير المسيح الله كما يدعون ولا المسيح ابن الله الإنسان ابن الإنسان ولكنه تعبير عن التخبط الذي أصاب منظري نظرية الإيمان المسيحي والفكر الكهنوتي المسيحي بوجه عام .
    أولا : محال عقلياً أن يقع الله في مأزق أو ورطة حتى ينادى غيره ليخلصه وينقذه .
    ثانيا : ليس هناك من هو أقوى من الله حتى يستنجد به الله حسب زعمهم
    هذا دليل ناطق يكذب تلبيس فكرة الألوهية بشخص السيد المسيح.
    ورد في ( مرقص ص 13 ) يقول المسيح لتلاميذه : -

    (فمتى ساقوكم فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون ولا تهتموا بل مهما أعطيتم في تلك الساعة فبذلك تكلموا لأن لستم أنتم المتكلمين بل الروح القدس ) .

    وجود الروح القدس في التلاميذ لا يلغى الفروق بين التلاميذ والروح القدس .
    من الممكن أن يكون الله في قلبي وعقلي ويحدث التوحد بالله ونصير شيئاً واحدا ولكن هذا لا يلغي خصوصية الأنا وخصوصية الهو فأنا أنا وهو هو.
    يهوه الإله الواحد الفرد الصمد لا إله إلا هو وأنا ذلك المخلوق الأرضي المخلوق من الطين وإليه يعود جسدي .
    من الله عليه بالنور الإلهي وتجلي بروحه في جسدي الذي كله شهوات وخطايا بل جعلني خليفته في الأرض وتعهد أن ترث روحي ملكوت الرب الإله إن حفظت وصاياه وفعلت مشيئته واستقبلت طريق الرب الإله المستقيم .
    ولهذا تغبطني الملائكة وجميع خلقه وغار مني إبليس اللعين .
    ومذكور في الكتاب المقدس سواء العهد القديم والجديد أن روح الله دخلت في كثير من المؤمنين الصالحين والأبرار دون أن يدعوا هم ولا تجاسر أتباعهم على الإدعاء أن أي منهم كان الله أستغفر الله فقد قالوا بهتانا عظيما .
    الروح القدس هو روح الرب الإله في ( متي ص 10 : 20 ) : -

    ( لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم ) .

    فهل معني أن روح الرب الإله التي تتحدث في التلاميذ أنهم أصبحوا الله أستغفر الله معاذ الله وهل ادعى أحد من التلاميذ أنه الله . قطعا لم يحدث هذا ولا تلاميذ التلاميذ قالوا هذا البهتان والإثم المبين .
    فكيف أنه حينما دخلت روح الله في المسيح كان قد أصبح الله ؟
    روح الرب الإله تدخل في جميع الأنبياء كما ورد في : -
    سفر العدد ( 11 : 24 – 29 ) : -

    قال موسى رجل الله يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء إذ الرب روحه عليهم

    فهل قال أتباع أي من هؤلاء الأنبياء أن نبيهم كان الله لكون روح الرب كانت عليه . طبعا لا وهذا الضلال لم يحدث إلا في عهد ما بعد المسيح والمسيح منه برىء ما قلت لهم سوى اعبدوا الله وإن كنت قلته فقد علمته فأنت علام الغيوب
    وتأكيدا لهذا المعني ورد في كو ( 6 : 19 ، 20 ) : -

    ( أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل لروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وإنكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي الله ) .

    جسد الإنسان المؤمن البار المخلص لله الذي يفعل مشيئته يكون جسده هيكل لروح القدس حيث يكون نور الله في جسده وروحه تشع روح الله التي هي الله في هذا القميص البشري .
    وهذا ليس معناه أن هذا الإنسان والله قد أصبحا شيئاً واحدا لا فالله هو الله والإنسان هو الإنسان ولا يجب أن تتداخل الأمور المعنوية في الأمور المادية وإلا وصلنا إلى الهرطقة المرضية التي وقع فيها منظر الفكر اللاهوتي المسيحي لنظرية الإيمان المسيحي .
    هكذا تظهر الفيوضات الإلهية وتتجلي في النفوس حسب استعداد وقابلية النفوس المؤمنة كما تنص الآية المقدسة .

    ( فؤادك منزلي قدسه لنزولي وروحك منظري طهرها لزهوري ) .

    4من هو المسيح Empty رد: من هو المسيح 2009-03-25, 15:55

    عاطف الفرماوى


    عضو ذهبي
    عضو ذهبي
    ( فؤادك منزلي قدسه لنزولي وروحك منظري طهرها لظهوري )
    وهذه الآية المقدسة ترد على الفهم السقيم الذي أدي إلى تلبيس فكرة الألوهية بشخص حضرة المسيح .
    وقد كان المسيح إنساناً طاهراً نقياً باراً مؤمناً بالله حلت على حضرته الروح القدس كما حدث ذلك لجميع الأنبياء والمرسلين والأبرار والصادقين المؤمنين بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذين ورثوا الملكوت الإلهي وقاموا بكل صدق وإخلاص بتنفيذ المشيئة الإلهية وضحوا بكل ما يملكون وبذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل الأمر الإلهي فكان لهم الملكوت جزاءًً بما ضحوا من أجل الإيمان بالله وهداية البشر .
    الروح القدس هو ملهم الأنبياء كما ورد في بطرس( 1 : 21 ):-

    ( أنتم الذين به تؤمنون بالله الذي أقامه من الأموات وأعطاه مجداً حتى أن إيمانكم وروحكم هما في الله ) .

    والتفرقة في غاية الوضوح بين المسيح الذي كان من الأموات بينما الله حي لا يموت والله الذي أقامه من الأموات .
    وورد في سفر الخروج ( 31 : 3 ) : -

    ( وكلم الرب موسى قائلا : انظر قد دعوت بصلئيل بن أوري من سبط يهوذا باسمه وملأته من روح الله بالحكمة والفهم وكل صنعة ) .

    هكذا كان المسيح مملوء من روح الله بالحكمة والفهم لأن تعليمه ليس له بل للذي أرسله الذي هو الله مثل كثير من المؤمنين وردت ذكرهم في الكتاب المقدس .
    العذراء البتول مريم أم ربنا المسيح حلت عليها الروح القدس كما ورد في لوقا ( 1 : 35 ) :
    -
    ( فأجاب الملاك وقال لها : الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعي ابن الله ) .

    وفي هذه الآية المقدسة الروح القدس حلت علي العذراء مريم بنت عمران وكذلك والمولود منها المسيح عيسي بن مريم .
    فكيف اتفقت المذاهب حول تلبيس فكرة الألوهية بشخص المسيح واختلفوا حول العذراء بالرغم من أن الروح القدس حلت على كليهما معا؟
    وهذا ما جعل الأرثوذكس يرفعون لها الصلوات ويدعون باطلا أنها صعدت إلى السماء مع المسيح تشاركه عرش الألوهية بينما كانت هي إحدى تلاميذ تلميذ المسيح يوحنا .
    وتوسع الأرثوذكس في إضافة القديسين ويرفعون لهم الصلوات أيضا نيابة عن الله ويتبركون بصورهم وتماثيلهم ويصلون أمامها في تحدي صارخ لآيات الكتاب المقدس :
    للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد .

    بل والنص واضح صريحً أن حضرة المسيح ابن الله كما نحن جميعاً أولاد الله ولم يذكر أنه الله لأن الله بديهيا لا يولد والذي يولد كل يوم أمامنا هو الإنسان ابن الإنسان .
    علاوة أن المولود يمر بمراحل ضعف والله هو القوي وفى النهاية يموت المولود والله حي لا يموت .
    فالعقيدة التي يمارسها رجال الدين المسيحي عبارة عن آراء واجتهادات الكهنة وتوليفة من مراسم وطقوس فرعونية قديمة وهؤلاء الكهنة المسيحيون من سلالة كهنة فرعون فنظروا عقيدة تختلف كل الاختلاف عن المسيحية التي أتي بها المسيح من عند الله علاوة على البرامج التي يقومون بها لسرقة جيوب الأرامل واليتامى والمرضي المخدوعين البسطاء والفقراء .
    فهل قام المسيح بهذه الطقوس التي يمارسونها الآن ؟
    وهل الكتاب المقدس به من الآيات التي تؤكد هذه الممارسات الكهنوتية ؟
    بل أن هذه الممارسات الكهنوتية تختلف من كنيسة لأخري بسبب أن كهنة هذه الكنيسة لهم اجتهادات شخصية تختلف عن الكنيسة الأخرى وهذا يدل على أن العقيدة أصبحت عدة عقائد وعدة ديانات تكفر بعضها بعضاً ولا شك أن أراءهم جميعا صائبة بالنسبة لبعضهم بعضاً وجميعها تخرج عن صحيح الدين الذي هو من الله .
    وورد أن السيدة الياصابات زوجة حضرة زكريا الكاهن امتلأت من الروح القدس في لوقا ( 1 : 67 – 69 ) : -

    ( فلما سمعت الياصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت الياصابات من الروح القدس ) .

    زكريا الكاهن امتلأ من الروح القدس كما ورد في لوقا ( 1 : 8 ):

    ( وامتلأ زكريا الكاهن من الروح القدس وتنبأ قائلا : مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاة ) .

    الروح القدس تحل على يوحنا المعمدان كما ورد في لوقا( 1 : Cool

    ( أما الصبي فكان ينمو ويتقوي بالروح وكان في البراري إلى يوم ظهوره لإسرائيل ) .

    وحلت الروح القدس على سمعان الشيخ كما ورد في :
    لوقا (2 :25 ) : -

    ( وكان رجل في أورشليم اسمه سمعان الشيخ وهذا الرجل كان باراً تقياً ينتظر تعزية إسرائيل والروح القدس كان عليه وكان قد أوحي إليه بالروح القدس أنه لا يري الموت قبل أن يرى مسيح الرب ) .

    المسيح أيضا مثل كثير من المؤمنين حلت عليه الروح القدس كما ورد في لوقا ( 4 : 1 , 2 ) : -

    ( ولما اعتمد جميع الشعب . اعتمد يسوع أيضا وإذ كان يصلى انفتحت السماء ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت قائلا : أنت ابني الحبيب بك سررت ) .

    وعن يسوع المسيح أيضًاً:

    ( أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس وكان يقتاد في البرية أربعين يوما يجرب من إبليس) .

    تأمل أيها العاقل اللبيب حضرة المسيح يمتلئ بالروح القدس مثل كثير من المؤمنين السابق الإشارة إليهم فلماذا هو دون غيره أصبح الله فما حدث للمسيح حدث لكثيرين بنص الكتاب المقدس وقد كان يصلى لله قطعاً مثل كل المؤمنين بالله وقد خضع لاختبارات إبليس اللعين ونجح بقوة إيمانه مثل كثير من بني البشر حسب إيمانهم ينجح البعض بقوة الله ويتعثر آخرون .
    ثم أن المسيح قام يوحنا بتعميده كما فعل ذلك بكل المؤمنين وقد عرفه وقال لحضرته أنا لست أهلاً لأحل سيور حذاءك فقال له اسمح الآن لأن فترة المسيح لم تكن بدأت بعد وكان هذا وقت يوحنا فلا بد من تنفيذ شريعة يوحنا .
    فهل لو عرف يوحنا أنه الله كان قد عمد الله فهل وصلت درجة التغفيل والغباء إلى هذه الدرجة أم أن يوحنا كان قد وقع مغشياً عليه من هول الموقف .
    وهل يتم تعميد الله استغفر الله ؟
    من المعروف أن كل بني آدم خطاء وقد كان يوحنا يعمد البشر من خطاياهم ويقول لهم توبوا فقد اقترب ملكوت الله مبشراً بحضرة المسيح ولأن المسيح في عداد الناس وفترته لم تبدأ بعد فتم تعميده كما تم تعميد البشر في عهد يوحنا . فكيف يكون المسيح هو الله أستغفر الله .
    ثم لمن كان يصلى المسيح ؟ قطعاً لله مثل كل المؤمنين بالله .
    وهل يعقل أن يصلى الله لذاته ويمجد نفسه ويدعو لنفسه ؟
    هذا الضلال لا تقبله الفطرة السليمة والعقول المستنيرة والقلوب المؤمنة فاسلكوا بالروح ولا تكملوا شهوة الجسد ولا تدعوا باطلا على الله بهذه الجرأة الفاحشة فتضلوا أنفسكم وتضلوا الناس وتذكروا الظلمة الخارجية حيث يكون البكاء وصرير الأسنان .
    ثم من الذي كان يجربه الشيطان ؟
    محال عقلياً أن يكون الله موضع تجربة لأنه مكتوب لا تجرب الرب إلهك بل المسيح الإنسان ابن الإنسان الذي قال للشيطان اذهب يا شيطان مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد .
    هل يجوز عقليا أن يطلب الشيطان من الله أن يسجد له ؟
    ولكن يطلب الشيطان من البشر أن يغويهم ويفسدهم بعيدا عن طريق الله ويأنس بهم في نار جهنم .
    ما هذا الإفك والبهتان والهذيان المريض والضلال المظلم ؟
    الروح القدس حل على كثيرين أدني كثيراً من مرتبة المسيح
    كما ورد في أ ع ( 2 : 1 – 4 ) : -

    ( ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معاً بنفس واحدة . وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين . وامتلأ الجميع من الروح القدس . وابتدءوا يتكلمون بألسنة أخري كما أعطاهم الروح ينطقوا ) .

    لم يدع هؤلاء البشر ولا أي منهم ولا قال عليهم أحد أنهم كانوا الله فلماذا المسيح حينما حلت عليه الروح القدس وامتلأ بالحكمة والمعرفة الروحية أصبح إلهاً وتكثر تعبيرات عن المسيح في آيات الإنجيل أنه ابن الله وابن الإنسان . فهو ابن الله بالروح مثل كل مؤمن يفعل مشيئة الرب الإله وابن الإنسان من حيث الجسد يأكل ويشرب من الأرض وينام ويفرح ويتألم ويخاف ويهرب ويصلى مثل كل إنسان .
    هذا هو المسيح الذي عميت عيونهم عن رؤيته .
    وورد في مرقص ص 16 :
    -
    ( ثم أن الرب بعد ما كلمهم ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله) .

    وسبق أن أوضحنا أن معني كلمة الرب تعني المعلم ومعني الآية المقدسة أن حضرة المسيح المعلم ربنا يسوع المسيح بعد ما كلم التلاميذ صعدت روحه المقدسة على يمين الله أي في نعيم الملكوت الإلهي .
    والآية تفرق بكل وضوح بين المسيح الإنسان والله ومرتبة الألوهية ومرتبة المسيح الإنسان ابن الإنسان .
    وورد في يوحنا ص 1 : -

    ( الله لم يره أحد قط ).

    وبالتأكيد رأي الناس المسيح في زمانه وأكلوا معه وشربوا في عيد الفصح وغيره وناموا وسمعوه في الهيكل يعلمهم وفي أماكن أخري كثيرة بينما الله لم يره أحد قط ولا أبصر هيئته أحد ولا سمع صوته أحد والمسيح خبر عن ذلك المؤمنين في عصره ليكون بريئاً من التصورات المرضية التي وصلوا إليها زورا وبهتاناً وادعوا على الله الكذب فضلوا وأضلوا الناس زمناً طويلا ً.
    وإذا كان المسيح في الله والله في المسيح من الجانب الروحي فمن يكون المسيح الذي كان يأكل ويشرب وينام ويصلى مثل كل مؤمن بالله وتحل عليه جميع مستلزمات الجسد العنصرية لا شك أنه الإنسان ابن الإنسان .
    مع أنه كان معه الماء الروحي الذي إن شربه الإنسان لا يعطش أبدا وكانت عنده المائدة السماوية الإنجيل المقدس من يطعم منها لا يجوع أبدا بل تكتب له الحياة الأبدية أما الذين يأكلون ويشربون من تحت يجوعون ويعطشون ثانية ولا بد من أن تولدوا من فوق مرة أخري ولادة روحية بارتشاف الماء الروحي الذي أتي به المسيح وتطعموا من نفحات مائدة الإنجيل المقدس لتولدوا ولادة روحية جديدة وترثوا الملكوت الإلهي . وتعلموا أن لا إله إلا الله .
    وقد أعطانا المسيح ابن الله الحبيب سلطانا لنصير أيضا أبناء الله .
    أي المؤمنين باسمه وكل إنسان مؤمن بالله ويفعل مشيئة الرب الإله يصير ابناً لله وهذه هي معني البنوة الروحية ولا يجوز أن تكون بنوة جسدية لأن الله روح واسلكوا بالروح ولا تكملوا شهوة الجسد . كما جاء في رومية .
    وهذا تفسير الآية الواردة في إنجيل يوحنا ص 10 :
    -
    ( أنا والآب واحد وتؤمنوا أن الآب في وأنا فيه ).

    ويتأكد هذا المعني في يوحنا 17 : -

    ( وأما هؤلاء فهم في العالم وأنا آتى إليك أيها الآب القدوس احفظهم في اسمك الذي أعطيتني ليكونوا واحدا كما نحن .
    ولست أسأل من أجل هؤلاء فقط بل أيضاً من أجل الذين يؤمنون بكلامهم ليكون الجميع واحد كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني وأنا أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد).

    طبعاً سياق الآيات واضح أن المسيح الإنسان يسأل الله أن يتوحد المؤمنون بكلمة الله مع التلاميذ والمسيح والله ليصيروا واحدا في الله يعملون مشيئة الرب الإله ليرثوا الملكوت والحياة الأبدية .
    المفهوم المقصود من التوحد ليس مادياً لسببين : -
    أولاً : الله روح والإنسان جسد وروح وهكذا كان المسيح .
    ثانيا : إذا طبقنا مفهوم التوحد على الله والمسيح لابد من تطبيقه أيضاً على توحد المؤمنين بالتلاميذ والمسيح والله وهذا غير جائز عقلياً وإلا ادعى كل المؤمنين أن كل منهم الله وتتعدد الآلهة والله واحد كما ينص الكتاب المقدس ولو تعددت الآلة لفسدت المملكة .
    ومن الواضح أيضاً أن تداخل التصور المادي مع التصور المعنوي كان هو السبب الرئيسي في تزييف وتلبيس الألوهية بشخص السيد المسيح الأمر الذي فتح أبواب الضلال على مصراعيها عند بعض الطوائف والمذاهب لانتساب كيانات أدني من المسيح لصفة الألوهية يتبركون بصورهم ويرفعون لهم الصلوات ويصنعون لهم المسبوكات والتماثيل ويتضرعون أمامها ويرتكبون خطيئة الشرك بالله مخالفين الآيات الواضحة الصريحة في الكتاب المقدس:
    للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد

    وكذلك النهي الواضح لعدم اقتناء التماثيل والمسبوكات والصور للعبادة ونجد أنصار المذهب البروتستانتي يدينون هذه المذاهب والطوائف بشدة في حملة إصلاحية لمحاولة تطهير العقيدة المسيحية من الوثنية الموروثة من العصور القديمة .
    فنجد الطقوس التي يقوم بها الكهنة للصلاة في مكان الميت في اليوم الثالث والسابع لطرد روح الميت وكذلك القداس الذي يتم في اليوم الأربعين طقوس فرعونية لا علاقة بينها وبين المسيحية حيث كان يعتقد المصريون القدماء أن روح الميت لا تغادر جسد الميت تماماً عقب الوفاة بل تحتاج إلى هذه الطقوس في اليوم الثالث والسابع والأربعين حتى تنصرف روح الميت .
    ناهيك عن الأرباح المادية التي يحققها الكهنة بممارسة هذه البرامج التي تسلب أموال الفقراء والمرضي والأرامل هى مصدر ثرائهم فكيف لا يحافظون عليها.
    ومن الجدير بالذكر أيضا أن موضوع الاحتفال بالأربعين بعد الوفاة دخل أيضاً الطقوس الإسلامية للمسلمين نقلاً عن المسيحيين نقلاً عن قدماء المصريين وقد خرجت هذه الطقوس من مصر لتنتشر في بلاد أخري .
    ثم كيف أن المسيح يسأل الله وهو الله والله قادر لا يسأل أحدا ؟
    يقول للشيء كن فيكون .
    وورد في إنجيل متي ص 1 : -
    ( الله لم يره أحد قط ) .
    بينما رأي الناس المسيح في عصره وأكلوا معه وشربوا وناموا وساروا خلفه وسمعوا مواعظه .
    وورد في إنجيل يوحنا ص 5 : -

    ( الآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي . لم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته . ولا تريدون أن تأتوا إلي لتكون لكم حياة .
    كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجداً بعضكم من بعض والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه .
    قال اليهود كيف هذا يعرف الكتب ولم يتعلم ؟ أجابهم يسوع وقال: تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني لأن الروح لم يكن أعطي بعد لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد . لست أفعل شيئاً من نفسي بل أتكلم بهذا كما علمني أبي . والذي أرسلني هو معي ولم يتركني الآب لأني في كل حين أفعل ما يرضيه) .

    إذن من كان يسوع هذا ؟ قبل أن يمجده الله ويكلفه بالرسالة ويعطيه الإنجيل المقدس المائدة السماوية للمؤمنين ليرثوا الملكوت والحياة الأبدية ويفعلون مشيئة الرب الإله .
    لا شك أنه المسيح الإنسان ابن الإنسان وقد كان له جسدا وروحا منفصلة كل الانفصال عن ذات الله وروحه المقدسة المرتبطة كل الارتباط بالله بالنور الإلهي وتعاليمه المقدسة التي كانت في المسيح وكان فيها المسيح يفعل مشيئة الرب الإله ويفعل ما يرضيه . والتفرقة في غاية الوضوح بين الله القدوس والمسيح .
    السيد المسيح الإنسان ابن الإنسان هو رسول الله ونبيه إلى بني إسرائيل أعطاه الله الحكم والنبوة والإنجيل هدي لبني إسرائيل .
    الله الواحد الأحد الفرد الصمد هو الذي أرسله وعلمه وأحسن تعليمه وكان الله معه يرشده ويقويه ويساعده إلى طريق الحق والصواب بنفحات الإنجيل المقدس من تجليات الروح القدس .
    ولا يفعل ذلك من ذاته بل من الله الذي أرسله ولو كان هو الله لفعل ذلك من ذاته لأن الله قادر ولكنه يعمل على تنفيذ مشيئة الرب الإله .
    ووردت نفس الكلمات المقدسة للتأكيد حتى لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وآياته المقدسة وذلك في يوحنا ص 12 : -

    ( لأني لا أتكلم من نفسي لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول وبماذا أتكلم . وأنا أعلم أن وصيته حياة أبدية.
    فما أتكلم أنا به فكما قال لي الآب هكذا أتكلم ) .

    والتفرقة بين المسيح رسول الله والله الذي أرسل المسيح وجعل كلامه في فمه لتبليغ الأمر الإلهي للبشر واضحة جلية مباشرة فالمسيح لا يتكلم من ذاته بل من الله وهو كإنسان مؤمن بالله يعلم أن وصية الله حياة أبدية فلا بد له من تبليغها حتى يستحق الحياة الأبدية ويرث الملكوت ويجلس على يمين القدرة في الملكوت الإلهي وكذلك المؤمنين .
    وورد في يوحنا 20 : -

    ( قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم ) .

    في حوار بين المسيح ومريم المجدلية حينما زارته في قبره قال لها أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم .
    أولا : أن حضرة المسيح تساوي بنص كلامه مع المؤمنين في المرتبة البشرية
    ثانيا : المسيح يقر ويعترف أن له إله الذي هو إله المؤمنين أيضاً.
    فإذا كان المسيح هو الله فهل من الجائز عقليا أن يكون له إله وهو الله ويكون له أب الذي هو أب جميع المؤمنين باسمه الذين يفعلون مشيئته مثل المسيح .
    من غير المقبول عقلياً فهم الآية المقدسة في ضوء اعتبار أن المسيح هو الله ولكن مقبول عقلياً الفهم في ضوء أن المسيح هو الإنسان ابن الإنسان رسول الله ومبلغ الأمر الإلهي للبشر للهداية للحياة الأبدية ونعيم الملكوت الإلهي .
    حتى أن حضرة المسيح قال : أن التلاميذ اخوته . وقد حلت عليه الروح القدس مثلما حدث ذلك لكثير من المؤمنين .
    كما ورد في يوحنا ص 1 : -

    ( فكم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه ).

    وفي موضع آخر من نفس الإصحاح : -

    ( الله لم يره أحد قط . الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو خبر ).
    هذا النص ورد كثيراً حتى لا يضلوا ولكنهم وقعوا في الضلال فهذا تأكيد استحالة رؤية الله والمسيح أخبر بهذه الحقيقة .
    لأن الإنسان يري شياً يحيط بأبعاده من حيث الطول والعرض والوزن والكثافة وكلها مقاييس مادية لأن الإنسان حدود إدراكاته تنحصر في المادة وقوانينها أما الله روح وعلم الروح لم يصل للبشر واختص به الله في علم الغيب عنده ويسألونك عن الروح قل علمها عند ربي .
    وتتأكد هذه الحقيقة في يوحنا 4 : -

    ( الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا).

    لأن الإنسان جسد وروح والله روح مقدسة فينبغي أن نتوجه إلى الله بأرواحنا بصلاة روحية لأن العلاقة بين الإنسان والله علاقة روحية وليست جسدية فاسلكوا بالروح ولا تكملوا شهوة الجسد لأن الجسد كله شهوات وخطايا يدفعك لأسفل لأنه يتغذى من أسفل من الأرض بينما الروح تتغذى من فوق من السماء من الله بكلمة الله بالكتب المقدسة .
    وقد كان المسيح مثل كل بشر جسد وروح كما تنص آيات الإنجيل

    5من هو المسيح Empty رد: من هو المسيح 2009-03-25, 15:57

    عاطف الفرماوى


    عضو ذهبي
    عضو ذهبي
    وتتحدد وظيفته كرسول لله في الآية 5 من إنجيل يوحنا : -

    ( الحق الحق أقول لكم أن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة) .

    والمقصود هنا بالموت هو الموت الإيماني بعدم تصديق المسيح والاعتراض على حضرته المقدسة فتموت نفوسهم في قبور أجسادهم ويستحقوا العذاب في الظلمة الخارجية حيث يكون البكاء وصرير الأسنان أما الذين آمنوا فقد كتبت لنفوسهم الحياة ليرثوا الملكوت الإلهي والحياة الأبدية ونعيم الفردوس ويتنعموا في النور الإلهي السرمدي .
    وفى موضع آخر يقول المسيح : -

    ( أنا لا أقدر أن أفعل شئ من نفسي . كما أسمع أدين ودينونتي عادلة لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني ) .

    إذا كانت النصوص المقدسة في الإنجيل بهذا الوضوح الذي لا يقبل شكاً ولا تأويلاً في انفصال ذات المسيح وروحه عن ذات الله وروحه المقدسة فلماذا هذا الضلال الباطل والفهم السقيم والهرطقات المرضية والتخلف العقلي الواضح الفاضح في تلبيس فكرة الألوهية بشخص السيد المسيح ؟
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من هذا الضلال والفساد العقائدي الذي غلف كل صور الإيمان المسيحي الذي نظروه الكهنة المضللين الضالين للبشر وجعلوهم يعبدون باطلاً .
    بعد هذا التحليل العلمي الفلسفي المنطقي بالتحليل والمقارنة في أكثر من موضع نكون قد أوضحنا التفسير الخاطئ لفهم الآيات المقدسة :

    ( أنا و الآب واحد ) .
    ( وتؤمنوا أن الآب في وأنا فيه ).

    وكذلك الآية الواردة في الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا لتوضيح مفهوم الكلمة كلمة الله التي جاءت من عند الله وثبتت في المسيح وقام بتنفيذ مشيئة الرب الإله إلهه وإلهنا وأبيه وأبينا الله . وقد عرفنا الله عن طريق الكلمة فقط لأن الله روح لا يجوز أن يراه أحد لا تري هيئته ولا يسمع صوته والله غيب.
    والغيب عالم مجهول تماماً للعقل البشري .
    ما الله ؟ الله أعلم بذاته . الله روح .
    ويسألونك عن الروح قل علمها عند ربي . إن ربي لا يضل ولا ينسي . إنه الغيب المطلق وغيب الغيوب . فليس هناك عقيدة على وجه البسيطة أو فصيل ديني أجاب إجابة موضحة صريحة عن ماهية الذات الإلهية وكيف تعمل لأن الله محيط بالعالمين ولا يحيط بعلمه أحد من العالمين . وما هذه الأديان والعقائد إلا طرق للتواصل الروحي مع الذات الإلهية .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( لله المشرق والمغرب أينما تولوا فثم وجه الله . إن الله واسع عليم) .
    صدق الله العظيم .

    الله جل جلاله يعطي الروح القدس للأنبياء والمرسلين كما جاء في كل الكتب المقدسة وتتشابه آيات القرءان مع آيات الإنجيل وآيات التوراة في تأكيد المفاهيم الصحيحة وهذا دليل على وحدة المصدر الإلهي الذي جاء منه القرءان والإنجيل والتوراة .
    حيث يقول القرءان في الآية 150 من سورة غافر يقول الله : -

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاقي ) .

    وفي الآية 52 من سورة الشورى يقول الله : -

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ) .

    وهذه الآيات متطابقة مع كثير من آيات الإنجيل والتوراة وقد أوضح القرءان سبب أخطاء التفسير الذي وقع فيه علماء الأديان السابقة حتى ضلوا وأضلوا الناس في الآية الكريمة المقدسة رقم 16 من سورة الحديد حيث يقول الله : -

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما ننزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقين ) .

    وقطعاً بعد طول الأمد وظهور التشتت المذهبي والطائفي والفرق المتعددة والصراع فيما بينهم وبينهم وبين غيرهم وإضافة التصورات الخاطئة للكهنة المروجين للخطيئة واتباع آراء الأتباع تخرج العقيدة إلى متاهات شتي ومذاهب وفرق تكفر بعضها بعضاً ويفسد الماء الروحي الذي يتعاطاه الناس من الكهنة على أنه الدين والعقيدة والإيمان بما فيه من خلط وتشويه وتشويش وفساد وتزوير للحقائق وتزييف للفهم السليم ونشر الدجل والشعوذة والباطل وممارسة طقوس كهنوتية فرعونية قديمة تمتد إلى الشرك بالله وعبادة الأوثان
    فلا غرابة إذن أن تجد الكنائس تمتلئ بالصور والمسبوكات والتماثيل ويقفون أمامها في خشوع يبتهلون ويصلون ويستنجدون بهذه التماثيل كما كان يفعل الوثنيين في عصور سابقة وقد جاءت الأديان لتطهير هذه الخزعبلات من الإيمان بالله لتكون العلاقة بين الله والإنسان مباشرة دون وسطاء لأن قضية الإيمان قضية فردية قلبية روحية بين الإنسان والله كما قال الكتاب المقدس : للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد .
    ولكنهم وقعوا في المحظور فهل يترك الله الإنسان في هذا التشتت والصراع والتيه ؟
    حتماً تتدخل القدرة الإلهية رحمة بالإنسان وتمطر من سماوات الفضل الإلهي ماءً روحياً نقياً جديداً في دورة جديدة برسول جديد من شرب منه لا يظمأ أبداً ومن طعم من المائدة السماوية لا يجوع أبدا وتكتب له الحياة الأبدية ويدخل الملكوت الإلهي يتنعم بالأنوار الإلهية .
    ويوضح القرءان المقدس هذه الحقيقة في الآية رقم 30 من سورة الملك حيث يقول الله جل جلاله : -

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ( قل أرءيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ؟ ).

    قطعاً هو الله والله فقط في دورة جديدة برسالة جديدة برسول جديد لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة .
    ويؤكد المسيح قائلا : إني ذاهب ويأتي غيري يقول ما لم أقله ويتمم ما قلته .
    ويقول المسيح أيضاً :
    إني ذاهب ويأتي آخر .

    وقد جاء الآخر ولكنهم لم يعرفوه لقد جاء إليا ولم يعرفوه .
    عميت قلوبهم وعقولهم ولم يؤمنوا وكفروا بلقاء الله في الدورة المحمدية ولم يتنوروا بالنور المحمدي روحي فداه .
    هيا أيها الخطاة تقدموا وتوبوا ولا تتكبروا واشربوا ماءاً روحياً نقياً من شرب منه تكتب له الحياة الأبدية ويتنعموا بالملكوت الإلهي السرمدي .
    وقد أكد القديس بولس متنبئاً بهذه البدع والهرطقات المرضية التي سوف تظهر في الفكر الإيماني المسيحي في (كور 11:19)

    ( لا بد حتى من البدع فيما بينكم ، ليظهر فيكم المختبرون ) .

    ولكن ماذا لو فسدت النخبة أيضاً ؟ ماذا يفعل الناس ؟
    ماذا لو فسد ملح الأرض الذي به نحفظ الأشياء ؟
    لماذا لم تدركهم الرحمة الإلهية بأمطار الفيض الإلهي ؟
    تعطيهم ماءاً روحياً نقياً جديداً بعد فساد النخبة وتزايد البدع والخرافات والضلال بينهم .
    وقد أخذت هذه البدع تظهر خاصة عند نهاية القرن الأول حول يسوع المسيح الإنسان الإله ويشهد كبار الكهنة على بعض هذه الخرافات ويؤكدون أن الهراطقة تزايدوا بصورة لا يمكن تصورها منهم من ينكر لاهوت المسيح بل بالأحرى ناسوته فعندهم أن كلمة الله لم يكن له إلا صورة بشرية بحيث لا تكون آلامه وموته إلا ظاهراً محضاً وغيرهم يسلمون بحقيقة تجسد كلمة الله ولكنهم يرفضون فكرة آلام البار مثل بازيلد الإسكندري المتوفى سنة 130 حيث يري أن شخصاً آخر حل محله على الجلجلة وهذه الفكرة نقلها المسلمين لرفضهم أن المسيح قتل وصلب حسب القراءة السطحية للمعني الظاهري لبعض آيات القرءان المقدس
    و آخرون من مسيحي القرن الأول يقولون أن المسيح هو إنسان ظاهر ما كان إلها حقيقياً بل روحا فوقياً خالقاً وإلها ناقصاً .
    وهناك من يرفضون أية فكرة عن لاهوت المسيح وناسوته وأول من أنكر ناسوت المسيح قوم ينتسبون لمذهب إيراني يرجع أصله على الأقل إلى الجيل السادس بعد المسيح يعني هم كانوا أقرب للأفكار المسيحية البكر من هؤلاء المحدثين .
    وقد شغلتهم مشكلة الشر والألم يعتقدون أن في الوجود عالمين وخالقين الإله الشرير الذي خلق العالم الحسي والإله الطيب التي تصدر عنه الكائنات الروحية . واعتقدوا أن المسيح الإله الطيب وقد لبس ظاهر البشر لكي يخلصهم ويهديهم إلى طريق الخلاص
    وقد نبش هذه الأضلولة في أواسط القرن الثالث ضليل إيراني هوماني فقد أقلق أتباعه المانيون سلام المسيحية في الغرب إلى عهد طويل في العصر الوسيط .
    وهناك عدا هذه الأضاليل الخاصة بشخص المسيح ومشكلة الشر ضلالة أخري غريبة أحدثت بعض الأضرار في النصف الثاني من الجيل الثاني وذلك أن مسيحياً من آسيا الوسطي اسمه مونتان ظن في موجه من حماسة العصر الدينية أنه حصل على موهبة النبوءة وانتهى به الأمر في نشوته وسوء اتزانه أن خيل إليه أنه المعزي الذي وعد به يسوع الكنيسة فتحصن بامرأتين بريسلا ومكسميلا وجعل يبشر بعودة المسيح القريبة كما تفعل الكنيسة اليوم حيث تبشر بعودة المسيح في هذا القرن .
    وظهرت ضلالات أخري تتعلق بالثالوث وملك المسيح على الأرض . وثار جدل كبير حول الذين تعمدوا وسط هذه الخرافات هل يتم تعميدهم ثانية فكنيسة روما كانت تعترف بصحة تعميد الهراطقة لأنهم جميعاً شركاء في الهرطقة التي بدأت منذ نهاية القرن الأول ولا زالت مستمرة حتى العصر الحديث بدليل اختلاف المذاهب حول الأساسيات والفروع .
    وقد نظر وشهد على بعض الخرافات كل من المسمي بالقديس أكليمنضوس الروماني وإغناطيوس الأنطاكي والقديس بوليكرب الإزميري وظهر في نهاية القرن ترتليانوس الذي اشتهر بقوة مجادلاته وشهدوا له بالعبقرية وفى نهاية حياته انقلب على الكنيسة بعد إذ علم في قلبه أن ما يروج له كان باطلا علاوة على توجيه كثير من الانتقادات للكنيسة وموقفها الضعيف في مواجهة الهراطقة المضللين وأصحاب البدع والخطاة .
    وظهر رعيل من الكهنة مثل أوريجن مؤسس علم اللاهوت المسيحي وتلاميذه غريغوريوس العجائبي وداني الإسكندري ثم ظهر القديس إيرونيموس أول مفسر مسيحي للكتاب المقدس الذين قد حاولوا الخلط بين آراء الفلاسفة والفكر الكهنوتي المسيحي وامتدت هذه التيارات الفكرية امتدادا بعيداً في الزمن .
    وكانت إذا نشأت مسألة تهم الكنيسة كلها يعقدون المجامع في وقت واحد وقد حدث هذا بإيعاز من أسقف روما القديس فكتور خلال الفترة ( 189 – 199 ) عندما اقتضى أن تقبل جميع الكنائس العادة الرومانية فيما يخص تاريخ الاحتفال بعيد الفصح .
    وكثير من العادات الرومانية بما فيها الوثنية دخلت المسيحية الكاثوليكية من أوسع الأبواب كما دخلت في مصر الطقوس الفرعونية القديمة في المسيحية المصرية والشرقية عموماً التي انتشرت بدورها إلى كنائس العالم من خلال الكنائس التابعة للكنيسة الشرقية الأرثوذكسية المصرية في جميع بلدان العالم .
    ولا شك أن الهرطقة أثرت على كل صور التربية الروحية وتنمية الضمير الإنساني وأوجدت صور شتي من التناقضات جعلت الإنسان فريسة للصراع بين الإيمان القلبي والعقلي .
    ولا شك أن الإيمان الذي ينبع من الخوف هو إيمان مختلف عن الذي ينبع من الرغبة في الحب وعمل الخير .
    وكذلك ممارسة الطقوس دون النظر عن مدلولها والمقصود منها.
    ونعلم أولادنا الخوف والعذاب وجهنم وننسي الحب والطمأنينة والسلام والجنة وملكوت الرب الإله والرحمة والمحبة والتعاون والمشاركة في عمل الخير ومساعدة كل ذي حاجة .
    فيكون التناقض صريحاً واضحاً بين العقيدة والسلوك فيقول الإنسان شياً ويفعل شيئاً آخر . مع أنه يجب أن يكون الإنسان شيئاً واحدا يفعل بما يعتقد ويقول ما يفعل وما يعتقد وتكون العقيدة مرجعية السلوك لا انفصام بينهما .
    وهكذا تكون شخصية الإنسان متوافقة مع أفكاره وسلوكه فيحقق الإنسان التوافق والتكيف ويتفرغ للعطاء والإيمان الصحيح وتؤدي التربية الكنسية ومدارس الأحد دورها الصحيح .
    أما انتشار الهرطقة في الفكر اللاهوتي المسيحي وفساد النخبة المسيحية وتشرذم الكنيسة بين مذاهب وطوائف وفرق شتي تكفر بعضها بعضاً وتقاوم كل منهما الأخرى بكل أنواع الأسلحة المشروعة وغيرها ليسود بعضها على بعض ساعد ذلك في تشويه الماء الروحي الذي يتعاطاه الإنسان المسيحي من الكهنة وهذه علامات نهاية كل أمة ولا بد من أن تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة كما تنبأ السيد المسيح تماما .
    وقد تناولنا بإسهاب وتفصيل طويل وتحليل منطقي وعقلي بإسناد من آيات الكتاب المقدس لموضوع ألوهية السيد المسيح ورغم انتشار هذه الفرية العظمي مع فساد المضمون وضعف حجج الاستدلال التي لجأ إليها منظر الفكر اللاهوتي بعد موت المسيح بأكثر من ثلاثمائة عام شقت طريقها هذه الفرية وتوحدوا حولها بالرغم من أن آخرين قد رفضوها كما أوضحنا لهذا لجأنا إلى هذا العرض الواسع لندحض كل الآراء التى ساعدت على تعميق هذه الخرافة الضالة المضللة ثم نعود إلى صور الضلال المنتشرة في كل أركان الطقوس التي يمارسها الإنسان المسيحي وأصبحت هي العقيدة والدين بدلا من المسيحية البكر التي جاء بها المسيح والرعيل الأول من التلاميذ الرسل المؤيدين بالروح القدس الذين تنبأوا هم أيضاً بهذه الضلالات التي سوف تحدث في المستقبل .

    6من هو المسيح Empty رد: من هو المسيح 2009-03-25, 16:08

    عاطف الفرماوى


    عضو ذهبي
    عضو ذهبي
    وتؤكد العقيدة البهائية أن مقام رسل الله ومظاهر أمره مقام فريد في عالم الخلق فرسل الله ومظاهر قدرته يتمتعون بطبيعة ثنائية إنسانية وإلهية في آن واحد معاً دون أن يكونوا في مقام الله سبحانه وتعالي وهو الخالق المنزه عن الإدراك
    وفي هذا المجال كتب حضرة بهاء الله ما يلي : -

    ( أنه لم يزل ولا يزال متوحداً في ذاته ومتفرداً في صفاته وواحداً في أفعاله وأن الشبيه وصف خلقه والشريك نعت عباده سبحان نفسه من أن يوصف بوصف خلقه وأنه كان وحده في علو الارتفاع وسمو الامتناع ولن يطر إلى هواء قدس عرفانه أطيار أفئدة العالمين مجموعاً وأنه قد خلق الممكنات وذرأ الموجودات بكلمة أمره ) .
    إضافة إلي ذلك يوجه حضرة بهاء الله هذا الدعاء إلي الله سبحانه وتعالي فيقول :-

    ( سبحانك سبحانك من أن يقاس أمرك بأمر أو يرجع إليه الأمثال أو يعرف بالمقال . لم تزل كنت وما كان معك من شئ ولا تزال تكون بمثل ما كنت في علو ذاتك وسمو جلالك فلما أردت عرفان نفسك أظهرت مظهراً من مظاهر أمرك وجعلته آية ظهورك بين بريتك ومظهر غيبك بين خلقك ) .

    وفي شرحه للعلاقة القائمة بين المظهر الإلهي والخالق السماوي استخدم حضرة بهاء الله مثل المرآة التي تعكس نور الشمس كما تعكس المظاهر الإلهية نور الله وكما أنه لا يمكن مقارنة الشمس بالمرآة كذلك لا يمكن مقارنة المظهر الإلهي بالحقيقة الإلهية .
    حيث يقول حضرة بهاء الله : -

    ( إن هذه المرايا القدسية كلها تحكي عن شمس الوجود تلك وذلك الجوهر المقصود فعلم هؤلاء مثلاً من علمه وقدرتهم من قدرته وسلطنتهم من سلطنته وجمالهم من جماله ) .

    إن رسالة حضرة بهاء الله لهذا العصر هى في الأساس رسالة العدل والوحدة والاتحاد فقد كتب يقول : -

    ( إن أحب الأشياء عندي الإنصاف ) .

    وكرر القول في موضعين آخرين : -

    ( إن العالم وطن واحد والبشر سكانه ولا يمكن إصلاح العالم واستتباب أمنه واطمئنانه إلا بعد ترسيخ دعائم الاتحاد والاتفاق . هذا ما وصفه الرحمن من دواء ناجع لشفاء علل العالم ) .

    وبالرغم من أن مثل هذه التصريحات والبيانات أصبحت اليوم جزءاً لا يتجزأ مما يفكر فيه عموم الناس فلنا أن نتصور كيف باغتت هذه الآراء والأفكار الفلاسفة والعلماء والمفكرين والساسة في عصره .

    الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى