يرى الأرثوذكس أن السيد المسيح هو الله . والله فقط يرفعون له الصلوات باسمه ويدعونه كل حين ويناجونه في السماء .
بينما الكاثوليك أدركوا أن بعض الآيات الواردة في الكتاب المقدس تؤكد بشرية المسيح بما لا يستطيع أحد إنكار ذلك وحسب زعمهم أن هناك آيات أخري تفهم منها ألوهية السيد المسيح وعليه يكون للمسيح طبيعتان طبيعة بشرية وطبيعة إلهية وأخذوا بنظرية الطبيعتين ويتفق معهم البروتستانت عكس الأرثوذكس الذين يأخذون بنظرية الطبيعة الواحدة .
وحجة الأرثوذكس في ذلك لدحض آراء الكاثوليك أن الله واحد لا يقبل القسمة ولا يتجزأ ولهم الحق في ذلك .
ولكن ماذا يقولون في الآيات التي تؤكد بالدلالة القاطعة بشرية السيد المسيح حيث تحل عليه جميع مستلزمات الجسد العنصرية للبشر يحتاج للنوم والطعام والشراب ويشعر بالخوف ويهرب ويفرح ويشعر بالسعادة ويشعر بالضعف والمرض وتعرض بالفعل للصلب والقتل ونادى الله على الصليب كما يفعل كل إنسان مؤمن وقت الشدة وهذا كله وارد بالنص الصريح في الإنجيل المقدس .
طبعا كلا التصورين على خطأ فالله واحد لا يتجزأ ولا تتجزأ طبيعته إلى طبيعتين بشرية وإلهية فمادام المسيح هو الله فلا بد وأن تكون له طبيعة إلهية فقط وهذا ما يقوله الأرثوذكس لدحض مزاعم الكاثوليك وأنا أتفق معهم من حيث المبدأ أن الله واحد وله طبيعة إلهية واحدة فقط وليس طبيعتين .
أما ما هو وارد في الإنجيل المقدس بشأن الصفات البشرية للسيد المسيح فلا يستطيع الأرثوذكس الرد بمنطق مقبول عقلياً حول هذه القضية ولا يمكن إنكار الصفات البشرية للسيد المسيح الواردة في آيات الإنجيل المقدس .
فالتحليل المنطقي لهذه القضية أن المسيح إنسان كامل عليه روح الله كنبي ورسول من الله مسحه الله بدهن الابتهاج وأقسم أن يصير كاهنا يكهن باسم الرب الإله وتبليغ الأمر الإلهي للبشرية في دورة جديدة مكملة لسلسلة الأنبياء تصديقا لكلام حضرة المسيح ما جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء بل لأكمل .
لهذا تتوارد الصفات البشرية في الإنجيل لحضرة المسيح لأنه إنسان
ثم كيف يكون المسيح هو الله من يمسح الله هل هناك قوة عظمي أكبر من الله لتمسحه ويصير كاهنا يكهن باسم من إذا كان هو الله
أستغفر الله العظيم . هذا هراء وتطاول على الذات الإلهية .
وقد اتضح تماما بالبرهان المنطقي استحالة ألوهية السيد المسيح وفساد النظرية التي ابتدعوها ودبجوها وزيفوا لها الأسانيد التي من صنعهم ويرفضها العقل ولا تحظى بتأييد الكتاب المقدس ولا تخرج عن كونها هرطقة تخيلية لم تصدر عن عقلية سوية علا فيها ضجيج الحناجر والموسيقي الزاعقة وافتقدت النقد السليم والهدوء في التفكير والدراسة العلمية تضرب بجذورها ردحا من الدهر وتناقلتها الرعية جيلا بعد جيل فأصبحت من المأثورات كالمسلمات البديهية مع خلوها من البداهة بل أقرب إلى البلاهة وليست من البداهة في شئ
وتنطق آيات الإنجيل المقدس بأن المسيح كيان منفصل كل الانفصال عن الذات الإلهية المتصل كل الاتصال بالروح القدس فقد كانا إنساناً باراً عليه روح الله وإليك بيان هذه الآيات : -
ورد في إنجيل يوحنا في الإصحاح العشرين : -
( الرب بمعني المعلم ) .
فالمسيح هو الرب الذي ربي شعبه على كلمة الله وفرق كبير بين الله والرب وإن كان الله هو رب البشرية في جميع العصور والأزمان فمنه نزلت الرسائل التي علم بها الأنبياء شعوبهم فهو المعلم الأول ورب الأرباب .
فليس معني ورود وصف المسيح بالرب أنه أستغفر الله هو الله حاشا لله فيدحض زعمهم آيات الإنجيل المقدس .
وفى الإصحاح الرابع من إنجيل متي نجد أن الشيطان يجرب المسيح وقد قاومه السيد المسيح وانتصر عليه وأمرنا أن نقول في صلواتنا اللهم احمنا من الشرير الذي هو الشيطان وننادي الرب الإله آمين .
فهل منطقيا وعقليا لو كان المسيح هو الله حسب زعمهم ؟
كان الشيطان مغفلا إلى هذه الدرجة حتى يختبر الله ويحاول إفساده ويطلب منه أن يسجد له .
فهل معقول أن الله الذي يسجد له من في السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثري الذي خلق الإنسان والملائكة والشيطان والجن والنجوم والكواكب والمجرات الفلكية يطلب منه الشيطان أن يسجد له ؟
هل الذات المقدسة تسجد للشيطان ؟
هذه السفسطة لا يقرها أي منطق ولا يعقلها أي إنسان وهبه الله بصيصاً من النور في قلبه وفي عقله ويملك قدراً من السمو الروحي لا يصدق مطلقا أن هذا الحوار كان بين الله والشيطان ولكن منطقيا يكون بين الإنسان عيسي بن مريم نبي الله والشيطان لأنه مكتوب أن الشيطان يضلل الإنسان ويغويه ويفسده وهو ما حاوله الشيطان مع المسيح الإنسان ولكونه مسلحا بكلمة الله وكان عليه روح الله لأنه إنسان بارً انتصر على الشيطان في هذه التجربة علاوة على أنه مكتوب لا تجرب الرب إلهك فكيف يجرب الشيطان الله بل ويحاول إفساده؟
وقد استنكر حضرة السيد المسيح فكرة أن نجرب الرب الإله أو نسجد لغير الله وقال للشيطان : اذهب يا شيطان لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد
وقد كان المسيح يصلى لله مثل كل المؤمنين باسمه من بني الإنسان أبناء الله البررة المخلصين .
لمن كان يصلى المسيح ؟ حتما لله . فكيف يكون هو الله ؟
وطلب منا المسيح أن نكون كاملين مثل أبانا الذي في السماء الذي هو كامل وليس كاملا سواه ولا حتى المسيح الذي قال : لا تدعوني صالحا فليس صالحا سوى الله .
وفى ذلك تحديد واضح وفرق واضح على لسان المسيح مذكور في الإنجيل بين شخصية الله وشخصية المسيح .
وورد في ( متى 9 ) : -
( حينئذ قال للمفلوج قم احمل فراشك واذهب إلى بيتك فقام ومضى إلى بيته . فلما رأى الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطانا مثل هذا ) .
وقد درجت هذه الآية شخص المسيح في عداد الناس الذين أعطاهم الله سلطة على المرض لأنه كان إنسانا باراً لله وكان عبدا ربانيا يقول للشيء كن فيكون بإذن الله القوى القادر .
واندهش الناس ومجدوا الله ولم يمجدوا المسيح لأنهم يعرفون أن المسيح خادم لله وأعماله كانت من عند الله وأعطاه الله سلطانا وقوة إلهية ليعمل هذه الأعمال الطيبة لشفاء البشرية من أمراضها المزمنة التي احتار في علاجها كهنة اليهود زمنا طويلا لأنهم لم يكونوا ممسوحين من الله كالمسيح الممسوح من الله فصار مسيحا للرب الإله يكرز باسمه ليكون هذا دليلا على نبوته وأنه جاء من عند الله لهداية البشرية وليس مثل كهنة اليهود الممسوحين من البشر يمسحون بعضهم بعضا بغير قوة إلهية أو سلطان إلهي لهذا كانوا حيارى أما طوفان المجد الذي ظهر على يد المسيح من الله كان لأنه رجل الله .
ويتضح تأكيدا لهذا المفهوم ما قاله السيد المسيح لتلاميذه : لو كان عندكم إيمان مثل حبة خردل وقلتم لهذا الجبل انطرح في البحر لفعل ذلك لأن كلامكم يكون باسم الله .
فمسألة المعجزات الواردة يكون أساسها الإيمان بالله وقوة إيمان المسيح التي جعلته يفعل أعماله لأن إيمانه كان عظيما فامتلأ بالروح القدس وكان الظهور الإلهي في هيكله البشرى عظيما واضحا جلياً أيضا وليس معنى هذه الأعمال العظيمة أنه كان أستغفر الله كان هو الله حاشا لله من هذا الإفك والضلال المظلم
ومفهوم بشرية المسيح يؤكده السيد المسيح في(متى ص6) : -
( جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فيقولون هو ذا أكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة ) .
والمقصود بابن الإنسان هو المسيح تأكيدا لبشريته وانتمائه لبنى الإنسان فقد كان ملقبا بابن داود .
ومن صفات الإنسان ومستلزماته العنصرية أنه يأكل ويشرب وهكذا كان المسيح يأكل ويشرب لكونه إنسان ولكن الله خالق المأكل والشراب لا يحتاج إلى المأكل والشراب .
ولكن إذا أحببت أن تقدم لله طعاماً أو شراب أو كساء فقدمه لإنسان محتاجاً كأنك تكون قد فعلت هذا بالله ولك الأجر والثواب من الله يقول الله في الإنجيل في حوار بين الله والرعية متى يارب وجدناك جائعا فأطعمناك وعطشانا فسقيناك وعريانا فكسوناك فيرد الله عليهم ويقول لهم إذا فعلتم كل هذه الأمور بشخص محتاج كأنكم فعلتموه بي .
أما الله ذاته لا يحتاج إلى طعام ولا شراب ولا كساء وهو الغنى القوى والحاجة من علامات الضعف الإنساني للإنسان ولكون المسيح إنسان جاء يأكل ويشرب لأنه إنسان .
وورد في ( مرقص ص 6 ) : -
( وبعد ما ودعهم مضي إلى الجبل ليصلى )
لمن كان يصلى المسيح حتما يصلى لله مثل ما يفعل كل المؤمنين بالله في جميع الأديان للديان كما ينص الكتاب المقدس :
( للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ).
ص 9 ) : -
( من قبل واحداً من أولاد مثل هذا باسمي يقبلني ومن قبلني أنا فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني ) .
من الذي أرسل حضرة المسيح لا شك أنه الله ربنا ورب المسيح وهذا واضح بصريح العبارة أن حضرة المسيح رسول الله وهناك من أرسله هو الله الذي مسحه ليصير مسيحا ليكهن باسم الرب الإله ويبلغ الأمر الإلهي للبشر ورسالة السماء ليحمل ذنوب الخطاة ويحمل أثقال المتعبين ويريحهم ويغفر ذنوبهم بعد إذ يؤمنوا بنور العهد الجديد ويرتشفوا من نفحات الإنجيل ماءً روحياً نقيا من شرب منه تكتب له الحياة الأبدية .
وقد فسروا لنا أن معني قول المسيح من قبلني فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني الذي هو الله بأنه هو الله ولماذا لم يطبقوا هذا الاستنتاج الخاطئ على من قبل واحد من أولاد مثل هذا باسمي يقبلني فهل أصبح الطفل المسيح أيضا لآن من قبل الطفل كأنه قبل المسيح ؟ فإذا تم تطبيق الاستنتاج على الجزء الثاني يجب تطبيقه على الجزء الأول أيضا .
ويكون بذلك أن الطفل هو المسيح والله أيضا .
طبعا الاستنتاج سواء في الشق الأول والثاني على خطأ وبعيد عن الصواب لأنها جدلية فلسفية .
من الواضح أن الأمور المعنوية اختلطت مع الأمور المادية في ذهن المنظر لنظرية تلبيس فكرة الألوهية بشخص السيد المسيح إما عن جهل مفرط مع افتراض حسن النية أو بسوء نية مبيتة وترديد هذه المقولة جعلها تترسخ في ذهن العامة والخاصة وتصبح أحد أهم أركان وعناصر الإيمان المسيحي .
ونستطرد في بيان فساد مضمون هذه النظرية من الكتاب المقدس ورد في إنجيل مرقص ( ص 10 ) : -
وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلا للذين أعد لهم ) .
المعنى واضح أن حضرة المسيح ليس في يده مراتب الملكوت بل الله فقط هو الذي يختص بهذه الخصوصية وهو الذي وحده يعد للصادقين والأبرار مكانهم في الملكوت حسب درجة إيمانهم وأعمالهم الطيبة الذين عاشوا في الله والله فيهم وأصبحوا أبناء الله والتزموا بالصراط المستقيم وفعلوا مشيئة الرب الإله .
تحديد واضح بين مرتبة الألوهية ومرتبة المسيح . فلو كان المسيح حسب تصورهم وزعمهم أنه الله أستغفر الله كيف لا يستطيع ؟ والله قادر ويستطيع دائما لأنه الخالق المسيطر في يده كل شئ يقول للشيء كن فيكون بإذن الله .
ومعني إلا للذين أعد لهم أي من جانب الرب الإله وهو وحده الذي يستطيع ذلك فقط .
وورد في ( مرقص ص 13 ) : -
( وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الأب . انظروا اسهروا وصلوا لأنكم لا تعلمون متي يكون الوقت ) .
و هذه الآية واضحة المعالم للتفرقة بين الابن الذي هو المسيح وبين الأب الذي هو الله .
فالابن يجهل متى تكون الساعة ولا الملائكة الذين في السماء يعرفون كذلك علم الله الذي أختصه لنفسه .
فقط الله والله وحده دون شريك الذي اختص نفسه دون تفويض معرفة الساعة التي قدرها سلفاً في علم الغيب عنده وصدق القرءان إذ يشير إلى موضوع الساعة فيذكر ويسألونك عن الساعة قل علمها عند ربي .
فكيف يستقيم فهم ألوهية المسيح في ضوء هذه الآية ؟
طبعا لا يمكن ولا يستقيم الفهم السليم للعقل السليم لأن التفرقة واضحة كالشمس لمن كان له عين تبصر وعقل يفهم وقلب مؤمن .
وورد في ( مرقص 14 ) : -
( وكان يصلى لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن وقال يا أب الأب كل شئ مستطاع لك فاجز عنى هذه الكأس . ولكن ليكن لا ما أريد بل ما تريد أنت)
بينما الكاثوليك أدركوا أن بعض الآيات الواردة في الكتاب المقدس تؤكد بشرية المسيح بما لا يستطيع أحد إنكار ذلك وحسب زعمهم أن هناك آيات أخري تفهم منها ألوهية السيد المسيح وعليه يكون للمسيح طبيعتان طبيعة بشرية وطبيعة إلهية وأخذوا بنظرية الطبيعتين ويتفق معهم البروتستانت عكس الأرثوذكس الذين يأخذون بنظرية الطبيعة الواحدة .
وحجة الأرثوذكس في ذلك لدحض آراء الكاثوليك أن الله واحد لا يقبل القسمة ولا يتجزأ ولهم الحق في ذلك .
ولكن ماذا يقولون في الآيات التي تؤكد بالدلالة القاطعة بشرية السيد المسيح حيث تحل عليه جميع مستلزمات الجسد العنصرية للبشر يحتاج للنوم والطعام والشراب ويشعر بالخوف ويهرب ويفرح ويشعر بالسعادة ويشعر بالضعف والمرض وتعرض بالفعل للصلب والقتل ونادى الله على الصليب كما يفعل كل إنسان مؤمن وقت الشدة وهذا كله وارد بالنص الصريح في الإنجيل المقدس .
طبعا كلا التصورين على خطأ فالله واحد لا يتجزأ ولا تتجزأ طبيعته إلى طبيعتين بشرية وإلهية فمادام المسيح هو الله فلا بد وأن تكون له طبيعة إلهية فقط وهذا ما يقوله الأرثوذكس لدحض مزاعم الكاثوليك وأنا أتفق معهم من حيث المبدأ أن الله واحد وله طبيعة إلهية واحدة فقط وليس طبيعتين .
أما ما هو وارد في الإنجيل المقدس بشأن الصفات البشرية للسيد المسيح فلا يستطيع الأرثوذكس الرد بمنطق مقبول عقلياً حول هذه القضية ولا يمكن إنكار الصفات البشرية للسيد المسيح الواردة في آيات الإنجيل المقدس .
فالتحليل المنطقي لهذه القضية أن المسيح إنسان كامل عليه روح الله كنبي ورسول من الله مسحه الله بدهن الابتهاج وأقسم أن يصير كاهنا يكهن باسم الرب الإله وتبليغ الأمر الإلهي للبشرية في دورة جديدة مكملة لسلسلة الأنبياء تصديقا لكلام حضرة المسيح ما جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء بل لأكمل .
لهذا تتوارد الصفات البشرية في الإنجيل لحضرة المسيح لأنه إنسان
ثم كيف يكون المسيح هو الله من يمسح الله هل هناك قوة عظمي أكبر من الله لتمسحه ويصير كاهنا يكهن باسم من إذا كان هو الله
أستغفر الله العظيم . هذا هراء وتطاول على الذات الإلهية .
وقد اتضح تماما بالبرهان المنطقي استحالة ألوهية السيد المسيح وفساد النظرية التي ابتدعوها ودبجوها وزيفوا لها الأسانيد التي من صنعهم ويرفضها العقل ولا تحظى بتأييد الكتاب المقدس ولا تخرج عن كونها هرطقة تخيلية لم تصدر عن عقلية سوية علا فيها ضجيج الحناجر والموسيقي الزاعقة وافتقدت النقد السليم والهدوء في التفكير والدراسة العلمية تضرب بجذورها ردحا من الدهر وتناقلتها الرعية جيلا بعد جيل فأصبحت من المأثورات كالمسلمات البديهية مع خلوها من البداهة بل أقرب إلى البلاهة وليست من البداهة في شئ
وتنطق آيات الإنجيل المقدس بأن المسيح كيان منفصل كل الانفصال عن الذات الإلهية المتصل كل الاتصال بالروح القدس فقد كانا إنساناً باراً عليه روح الله وإليك بيان هذه الآيات : -
ورد في إنجيل يوحنا في الإصحاح العشرين : -
( الرب بمعني المعلم ) .
فالمسيح هو الرب الذي ربي شعبه على كلمة الله وفرق كبير بين الله والرب وإن كان الله هو رب البشرية في جميع العصور والأزمان فمنه نزلت الرسائل التي علم بها الأنبياء شعوبهم فهو المعلم الأول ورب الأرباب .
فليس معني ورود وصف المسيح بالرب أنه أستغفر الله هو الله حاشا لله فيدحض زعمهم آيات الإنجيل المقدس .
وفى الإصحاح الرابع من إنجيل متي نجد أن الشيطان يجرب المسيح وقد قاومه السيد المسيح وانتصر عليه وأمرنا أن نقول في صلواتنا اللهم احمنا من الشرير الذي هو الشيطان وننادي الرب الإله آمين .
فهل منطقيا وعقليا لو كان المسيح هو الله حسب زعمهم ؟
كان الشيطان مغفلا إلى هذه الدرجة حتى يختبر الله ويحاول إفساده ويطلب منه أن يسجد له .
فهل معقول أن الله الذي يسجد له من في السماوات والأرض وما بينهما وما تحت الثري الذي خلق الإنسان والملائكة والشيطان والجن والنجوم والكواكب والمجرات الفلكية يطلب منه الشيطان أن يسجد له ؟
هل الذات المقدسة تسجد للشيطان ؟
هذه السفسطة لا يقرها أي منطق ولا يعقلها أي إنسان وهبه الله بصيصاً من النور في قلبه وفي عقله ويملك قدراً من السمو الروحي لا يصدق مطلقا أن هذا الحوار كان بين الله والشيطان ولكن منطقيا يكون بين الإنسان عيسي بن مريم نبي الله والشيطان لأنه مكتوب أن الشيطان يضلل الإنسان ويغويه ويفسده وهو ما حاوله الشيطان مع المسيح الإنسان ولكونه مسلحا بكلمة الله وكان عليه روح الله لأنه إنسان بارً انتصر على الشيطان في هذه التجربة علاوة على أنه مكتوب لا تجرب الرب إلهك فكيف يجرب الشيطان الله بل ويحاول إفساده؟
وقد استنكر حضرة السيد المسيح فكرة أن نجرب الرب الإله أو نسجد لغير الله وقال للشيطان : اذهب يا شيطان لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد
وقد كان المسيح يصلى لله مثل كل المؤمنين باسمه من بني الإنسان أبناء الله البررة المخلصين .
لمن كان يصلى المسيح ؟ حتما لله . فكيف يكون هو الله ؟
وطلب منا المسيح أن نكون كاملين مثل أبانا الذي في السماء الذي هو كامل وليس كاملا سواه ولا حتى المسيح الذي قال : لا تدعوني صالحا فليس صالحا سوى الله .
وفى ذلك تحديد واضح وفرق واضح على لسان المسيح مذكور في الإنجيل بين شخصية الله وشخصية المسيح .
وورد في ( متى 9 ) : -
( حينئذ قال للمفلوج قم احمل فراشك واذهب إلى بيتك فقام ومضى إلى بيته . فلما رأى الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطانا مثل هذا ) .
وقد درجت هذه الآية شخص المسيح في عداد الناس الذين أعطاهم الله سلطة على المرض لأنه كان إنسانا باراً لله وكان عبدا ربانيا يقول للشيء كن فيكون بإذن الله القوى القادر .
واندهش الناس ومجدوا الله ولم يمجدوا المسيح لأنهم يعرفون أن المسيح خادم لله وأعماله كانت من عند الله وأعطاه الله سلطانا وقوة إلهية ليعمل هذه الأعمال الطيبة لشفاء البشرية من أمراضها المزمنة التي احتار في علاجها كهنة اليهود زمنا طويلا لأنهم لم يكونوا ممسوحين من الله كالمسيح الممسوح من الله فصار مسيحا للرب الإله يكرز باسمه ليكون هذا دليلا على نبوته وأنه جاء من عند الله لهداية البشرية وليس مثل كهنة اليهود الممسوحين من البشر يمسحون بعضهم بعضا بغير قوة إلهية أو سلطان إلهي لهذا كانوا حيارى أما طوفان المجد الذي ظهر على يد المسيح من الله كان لأنه رجل الله .
ويتضح تأكيدا لهذا المفهوم ما قاله السيد المسيح لتلاميذه : لو كان عندكم إيمان مثل حبة خردل وقلتم لهذا الجبل انطرح في البحر لفعل ذلك لأن كلامكم يكون باسم الله .
فمسألة المعجزات الواردة يكون أساسها الإيمان بالله وقوة إيمان المسيح التي جعلته يفعل أعماله لأن إيمانه كان عظيما فامتلأ بالروح القدس وكان الظهور الإلهي في هيكله البشرى عظيما واضحا جلياً أيضا وليس معنى هذه الأعمال العظيمة أنه كان أستغفر الله كان هو الله حاشا لله من هذا الإفك والضلال المظلم
ومفهوم بشرية المسيح يؤكده السيد المسيح في(متى ص6) : -
( جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فيقولون هو ذا أكول وشريب خمر محب للعشارين والخطاة ) .
والمقصود بابن الإنسان هو المسيح تأكيدا لبشريته وانتمائه لبنى الإنسان فقد كان ملقبا بابن داود .
ومن صفات الإنسان ومستلزماته العنصرية أنه يأكل ويشرب وهكذا كان المسيح يأكل ويشرب لكونه إنسان ولكن الله خالق المأكل والشراب لا يحتاج إلى المأكل والشراب .
ولكن إذا أحببت أن تقدم لله طعاماً أو شراب أو كساء فقدمه لإنسان محتاجاً كأنك تكون قد فعلت هذا بالله ولك الأجر والثواب من الله يقول الله في الإنجيل في حوار بين الله والرعية متى يارب وجدناك جائعا فأطعمناك وعطشانا فسقيناك وعريانا فكسوناك فيرد الله عليهم ويقول لهم إذا فعلتم كل هذه الأمور بشخص محتاج كأنكم فعلتموه بي .
أما الله ذاته لا يحتاج إلى طعام ولا شراب ولا كساء وهو الغنى القوى والحاجة من علامات الضعف الإنساني للإنسان ولكون المسيح إنسان جاء يأكل ويشرب لأنه إنسان .
وورد في ( مرقص ص 6 ) : -
( وبعد ما ودعهم مضي إلى الجبل ليصلى )
لمن كان يصلى المسيح حتما يصلى لله مثل ما يفعل كل المؤمنين بالله في جميع الأديان للديان كما ينص الكتاب المقدس :
( للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ).
ص 9 ) : -
( من قبل واحداً من أولاد مثل هذا باسمي يقبلني ومن قبلني أنا فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني ) .
من الذي أرسل حضرة المسيح لا شك أنه الله ربنا ورب المسيح وهذا واضح بصريح العبارة أن حضرة المسيح رسول الله وهناك من أرسله هو الله الذي مسحه ليصير مسيحا ليكهن باسم الرب الإله ويبلغ الأمر الإلهي للبشر ورسالة السماء ليحمل ذنوب الخطاة ويحمل أثقال المتعبين ويريحهم ويغفر ذنوبهم بعد إذ يؤمنوا بنور العهد الجديد ويرتشفوا من نفحات الإنجيل ماءً روحياً نقيا من شرب منه تكتب له الحياة الأبدية .
وقد فسروا لنا أن معني قول المسيح من قبلني فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني الذي هو الله بأنه هو الله ولماذا لم يطبقوا هذا الاستنتاج الخاطئ على من قبل واحد من أولاد مثل هذا باسمي يقبلني فهل أصبح الطفل المسيح أيضا لآن من قبل الطفل كأنه قبل المسيح ؟ فإذا تم تطبيق الاستنتاج على الجزء الثاني يجب تطبيقه على الجزء الأول أيضا .
ويكون بذلك أن الطفل هو المسيح والله أيضا .
طبعا الاستنتاج سواء في الشق الأول والثاني على خطأ وبعيد عن الصواب لأنها جدلية فلسفية .
من الواضح أن الأمور المعنوية اختلطت مع الأمور المادية في ذهن المنظر لنظرية تلبيس فكرة الألوهية بشخص السيد المسيح إما عن جهل مفرط مع افتراض حسن النية أو بسوء نية مبيتة وترديد هذه المقولة جعلها تترسخ في ذهن العامة والخاصة وتصبح أحد أهم أركان وعناصر الإيمان المسيحي .
ونستطرد في بيان فساد مضمون هذه النظرية من الكتاب المقدس ورد في إنجيل مرقص ( ص 10 ) : -
وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلا للذين أعد لهم ) .
المعنى واضح أن حضرة المسيح ليس في يده مراتب الملكوت بل الله فقط هو الذي يختص بهذه الخصوصية وهو الذي وحده يعد للصادقين والأبرار مكانهم في الملكوت حسب درجة إيمانهم وأعمالهم الطيبة الذين عاشوا في الله والله فيهم وأصبحوا أبناء الله والتزموا بالصراط المستقيم وفعلوا مشيئة الرب الإله .
تحديد واضح بين مرتبة الألوهية ومرتبة المسيح . فلو كان المسيح حسب تصورهم وزعمهم أنه الله أستغفر الله كيف لا يستطيع ؟ والله قادر ويستطيع دائما لأنه الخالق المسيطر في يده كل شئ يقول للشيء كن فيكون بإذن الله .
ومعني إلا للذين أعد لهم أي من جانب الرب الإله وهو وحده الذي يستطيع ذلك فقط .
وورد في ( مرقص ص 13 ) : -
( وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الأب . انظروا اسهروا وصلوا لأنكم لا تعلمون متي يكون الوقت ) .
و هذه الآية واضحة المعالم للتفرقة بين الابن الذي هو المسيح وبين الأب الذي هو الله .
فالابن يجهل متى تكون الساعة ولا الملائكة الذين في السماء يعرفون كذلك علم الله الذي أختصه لنفسه .
فقط الله والله وحده دون شريك الذي اختص نفسه دون تفويض معرفة الساعة التي قدرها سلفاً في علم الغيب عنده وصدق القرءان إذ يشير إلى موضوع الساعة فيذكر ويسألونك عن الساعة قل علمها عند ربي .
فكيف يستقيم فهم ألوهية المسيح في ضوء هذه الآية ؟
طبعا لا يمكن ولا يستقيم الفهم السليم للعقل السليم لأن التفرقة واضحة كالشمس لمن كان له عين تبصر وعقل يفهم وقلب مؤمن .
وورد في ( مرقص 14 ) : -
( وكان يصلى لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن وقال يا أب الأب كل شئ مستطاع لك فاجز عنى هذه الكأس . ولكن ليكن لا ما أريد بل ما تريد أنت)