منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عظمة هذا اليوم
عزيزي الزائر الكريم يسعدنا انضمامك للصفوة في منتديات عظمة هذا اليوم
ارجو الضغط على زر تسجيل ومليء البيانات
في حالة مواجهتك لاي مشكلة ارجو الاتصال فورا بالادارة على الايميل التالي
the_great_day@live.se
منتديات عظمة هذا اليوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يا إلهي أغث هؤلاء البؤساء، ويا موجدي ارحم هؤلاء الأطفال، ويا إلهي الرّؤوف اقطع هذا السّيل الشّديد، ويا خالق العالم أخمد هذه النّار المشتعلة، ويا مغيثنا أغث صراخ هؤلاء الأيتام، ويا أيّها الحاكم الحقيقيّ سلّ الأمّهات جريحات الأكباد،ع ع

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address

اضف ايميلك ليصلك كل جديد Enter your email address:

Delivered by FeedBurner


المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 29 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 29 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 138 بتاريخ 2019-07-30, 07:24
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان


    [/spoiler]

    أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

    هرطقات للبروتستانت

    اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    عاطف الفرماوى


    عضو ذهبي
    عضو ذهبي
    وقد تعجبت كثيراً من الهجوم اللاذع في هذه الكتيبات الحقودة علي حضرة إسماعيل بن هاجر جارية سارة ابن حضرة إبراهيم البكر ثم علمت أن هذا الهجوم متسق مع أغراضهم الخبيثة كبداية للهجوم علي الإسلام والمسلمين حيث أن حضرة محمد نبي الإسلام والمسلمين من سلالة حضرة إسماعيل بن حضرة إبراهيم حتى أن حضرة إبراهيم والسيدة سارة لم يسلما من الهجوم أيضاً واتهموهم بمخالفة الإرادة الإلهية واستعجال البشارة الإلهية فبدلا من انتظار السيدة سارة لتنفيذ الوعد الإلهي حسب زعمهم دفعت جاريتها إلى أحضان زوجها إبراهيم لتلد هاجر إسماعيل وسمو حضرة إسماعيل المولود من الجسد جسد هو أي كله خطايا بينما حضرة إسحاق هو الابن البشارة المولود بالوعد الإلهي وامتداداً لهذه الهرطقة في التحليل المزيف المريض الذي لا يؤيده الكتاب المقدس بل المطروح في الكتاب المقدس يكذب هذه الهرطقة كما سيتم توضيحه لاحقاً
    ويقولون إن إسماعيل كله خطايا وهاهم أحفاد إسماعيل هم سبب تعكير الأمن والسلام لجميع شعوب العالم . وها نحن في العصر الحديث لا زلنا نعاني من مساوئ إسماعيل وأحفاد إسماعيل لأنهم سبب الاضطراب الذي يعاني منه المجتمع الدولي ويقصد المسلمين ثم يصب الهجوم علي العقيدة الإسلامية ومعتنقيها .
    وكأنهم قد اعتبروا أن حضرة إسماعيل هو الشيطان الذي قام بتجربة المسيح وإغوائه .
    وتركوا اليهود الذين صلبوا المسيح وقتلوه وتفلوا عليه ووبخوه وضربوه وقالوا علي أمه العذراء فحشاً من القول وأصبح عدوهم الرئيسي هو إسماعيل الذي خرج من صلبه حضرة محمد الذي مجد المسيح وأمه العذراء البتول الطاهرة النقية مريم بنت عمران .
    وقد حاولوا فبركة هذا الهذيان وهذه الأفكار الضالة المضللة بإسنادها إلي الكتاب المقدس الذي يتبرأ من جميع أقوالهم وسلوكياتهم وطقوسهم .
    واختلافاتهم بينهم وبين بعضهم واضحة كالشمس ويكفرون بعضهم بعضاً ويمارسون جميع أنواع الصراع فيما بينهم فهل يريدون تحقيق وحدة وهمية بين فصائلهم علي حساب مهاجمة الإسلام والمسلمين ؟
    بدلا من اتجاه البروتستانت لتصفية حساباتهم مع الكاثوليك والأرثوذكس
    ويستندون إلي ما ورد بشأن حضرة إسماعيل في الإصحاح السادس عشر من سفر التكوين حيث قال الرب لهاجر : -

    ( تكثيراً أكثر نسلك فلا يعد من الكثرة ها أنت حبلي فتلدين ابنا وتدعين اسمه إسماعيل لأن الرب سمع لمذلتك .
    وأنه يكون إنسانا وحشياً يده علي كل واحد ويد كل واحد عليه وأمام جميع اخوته يسكن ) .

    ويقول مؤلفو الكتب المريضة السابق الإشارة إليها هذه هي صفات إسماعيل إنسانا وحشياً يده علي كل واحد ويد كل واحد عليه وقد قام إسماعيل بالضرورة بتوريث هذه الصفات لأبنائه وأحفاده ولهذا هم سبب الاضطراب في المجتمع الدولي وبالرغم من أن الإرهاب مشكلة دولية لها جذور تاريخية واقتصادية وحضارية ظهرت في جميع مراحل التاريخ وجميع بلدان العالم ولا زال يمارسه البروتستانت والكاثوليك في أيرلندا والسيخ والهندوس في الهند وجماعات يمينية متطرفة في أمريكا وبين القبائل المتصارعة علي السلطة في وسط إفريقيا وجماعات في اليابان وعصابات في ألمانيا والمافيا في إيطاليا وتجار المخدرات في أوربا وأمريكا اللاتينية وجماعات فى اليابان وغيرها إلا أنه تم لصقه بالإسلام والمسلمين .
    وقد عمد هذا القس المغمور لتناول الشق الثاني من الآية دون الشق الأول وهذا كان لزوم الفبركة والتضليل في التحليل مع أنه لا يجوز فهم الشق الثاني دون ارتباطه بالتسلسل المنطقي للشق الأول .
    من الذي سمي حضرة إسماعيل بهذا الاسم ؟ هو الله . لأن الله سمع لمذلة هاجر والله هو السميع فاشتق اسم إسماعيل من اسم الله وبشر الله هاجر بالابن البشارة إسماعيل المولود وفقاً للمشيئة الإلهية تعويضاً عن مذلة هاجر ورمزاً لنصرة المستضعفين في الأرض فحينما سمع الله لمذلة هاجر سماه إسماعيل وبشر به هاجر ووعد الرب لهاجر أن يكون نسله عظيماً لا يعد من الكثرة وقد تفوق بالفعل علي نسل إسحاق في الكم حتى الآن وفي الكيف في مرحلة ازدهار الإسلام .
    وقد ادخر الله نسل إسحاق لفترة تاريخية لاحقة لعصر إسحاق لحكمة سماوية لها مبررات دينية وتاريخية وحضارية .
    أما لماذا ذكر الله هذه الصفات لإسماعيل في الشق الثاني ؟
    الإجابة مذكورة في نهاية الآية وأمام جميع اخوته يسكن والمقصود في الصحراء القاحلة لشبه الجزيرة العربية وفيها وحوش ضارية وقبائل متصارعة وتتسم البيئة بعدم الأمان والاستقرار الاجتماعي ( يده علي كل واحد ويد كل واحد عليه) وكذلك تنتشر القرصنة علي قوافل التجارة وخطف الإناث اللائى يسيرن بمفردهن بدون محرم من ذويهم يملك الدفاع عنهم .
    فلكي يكون لإسماعيل حق البقاء في هذه الأرض فلا بد وأن يسلحه الله بهذه الصفات التي تتسم بهذه الشراسة والقوة مع أعدائه ليسود ويستمر ويستقر ويصبح نسله لا يعد من الكثرة كما وعد الرب الإله دفاعاً عن حق البقاء لأن الرب جعله ينمو كرامي قوس يصيد الوحوش في الفيافي ويحمي أمه الضعيفة الوحيدة وليس معني هذه الصفات أن حضرة إسماعيل إنسان سئ الصفات كما قال الأفاقون زورا وبهتانا لتحريف كلام الرب الإله .
    ولكنها الحكمة الإلهية التي لها مبرراتها الموضوعية دائماً وإن استعصي فهمها علي ذوي العقول المريضة والقلوب التي يسكنها الشيطان المحرضين علي الكراهية بدلا من المحبة أعداء المحبة.
    ونتناول من الكتاب المقدس ما يدحض مزاعمهم .
    ورد في الإصحاح السابع عشر من سفر التكوين في شأن حضرة إسماعيل

    ( وقال إبراهيم ليت إسماعيل يعيش أمامك . فقال بل سارة امرأتك تلد ابناً وتدعو اسمه اسحق وأقيم عهدي معه عهداً أبدياً لنسله من بعده .
    وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيراً جداً اثني عشر رئيساً يلد وأجعله أمة كبيرة .
    ولكن عهدي أقيمه مع اسحق الذي تلده لك سارة .

    ونسوق سؤالاً لهذا القس الأفاق .
    كيف يكون حضرة إسماعيل إنساناً سيئاً حسب زعمه ويعد الرب الإله حضرة إبراهيم أنه سيباركه ويثمره ويكثره كثيراً جداً ؟
    أما لماذا كان عهد الرب الإله مع إسحاق عهداً أبدياً طويلاً مع نسل إسحاق لأن المشيئة الإلهية قررت أن تبدأ مملكة الإيمان بنسل سارة إلى عهد حضرة المسيح .
    ولما فسدت مملكة إسحاق وقتلوا الأنبياء ورجموا المرسلين وسجل الكتاب المقدس مروقهم وعصيانهم ووصل الأمر بقتل حضرة المسيح ابن الله الحبيب صاحب الكرم فكان لا بد وأن ينتقل الملكوت لأمة تعمل أثماره تتسم بالبأس والقوة يطردون اليهود من الكرم ويحتلونه ويتشتت اليهود في جميع أنحاء العالم عقوبة مستحقة عليهم من الرب لقتلهم المسيح .
    فمن هي الأمة التي طردت اليهود واحتلت الكرم ودمرت آثار التاريخ اليهودي حتى لم يبق حجر على حجر في أورشليم كما نص الإنجيل المقدس وسحقت هذه الأمة القوية الفتية في عصرها كل الأقوياء كالفرس والرومان والقوط والبربر والجرمانيين وغيرهم وامتدت من آسيا إلى إفريقيا إلى أوربا ونشرت حضارة إنسانية نهل منها الغرب وبني علي أنقاضها حضارته الحديثة للعلم والتكنولوجيا .
    لا شك أنها أمة العرب المسلمين أحفاد حضرة إسماعيل الذي خرج من صلبه حضرة محمد نبي العرب والإسلام والمسلمين تلك الأمة العظيمة التي وعد الله أن تخرج في حينها من نسل حضرة إسماعيل المذكورة في التوراة والإنجيل ومن كان غيرها قام بهذا التكليف الإلهي ؟
    وقد قال الرب أمام اخوته يسكن لأن الله يدخره لفترة لاحقة بعد فساد أمة إسحاق وقتلهم الأنبياء وابن الله الحبيب حضرة المسيح بينما أبناء قطورة صرفهم حضرة إبراهيم شرقاً بعيداً عن إسحاق وبعد إسماعيل لأن لهم دورا مقدراً في علم المشيئة الإلهية بعد نسل إسماعيل وكان الترتيب المكاني تعبيراً عن الترتيب الزمني لولاية الملكوت الإلهي وهو ما تؤيده حركة التاريخ وتشهد عليه الأحداث التاريخية والتطور الاجتماعي للتاريخ الإنساني وتعاقب الدورات والنبوات والأمم والممالك .
    ونعود إلى الكتاب المقدس الإصحاح الواحد والعشرين من سفر التكوين حيث يؤكد الرب الإله أنه سيجعل حضرة إسماعيل أمة :

    ( ورأت سارة ابن هاجر الذي ولدته لإبراهيم يمزح . فقالت لإبراهيم اطرد هذه الجارية وابنها لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني اسحق فقبح الكلام جداً في عيني إبراهيم لسبب أنه ابنه ) .
    فقال الله لإبراهيم لا يقبح في عينيك من أجل الغلام من أجل جاريتك . في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها لأنه بإسحاق يدعي لك نسل وابن الجارية أيضاً سأجعله أمة لأنه نسلك ) .

    المشيئة الإلهية قررت أن تكون بداية دولة الإيمان بدءاً بإسحاق وتدخر إسماعيل لفترة لاحقة لهذا لا بد من صرف إسماعيل بعيداً عن إسحاق حتى لا تختلط أنسابهم وتذوب ولكل منهما دور مقدر في المشيئة الإلهية للتاريخ الإنساني فلا بد من أن يسكن إسماعيل أمام اخوته وليس مع اخوته كما نص الكتاب المقدس بتدبير إلهي لهذا قال الله لحضرة إبراهيم لكل ما تقول لك سارة افعل لأنه يتفق مع المشيئة الإلهية وتدبير الرب الإله .
    ولأن الإنسان لا يستطيع الإحاطة بالعلم الإلهي في حينه بل بعد تنفيذ الإرادة الإلهية فقال لإبراهيم بعد أن رأي مدي تأثره من كلام سارة لأن إسماعيل هو ابنه البكر لا يقبح في عينيك كلام سارة من أجل الغلام ومن أجل جاريتك ووعد الله بأن يجعل إسماعيل أمة عظيمة وقد تحقق الوعد الإلهي بعد فساد نسل إسحاق وقتلهم ابن صاحب الكرم فشجرة التين التي هي إسرائيل لم تعط ثمراً قط ولم يخرج منها أنبياء بعد رفضهم حضرة المسيح وانتقل الملكوت الإلهي إلى أمة الإسلام لتعمل أثماره كما ينص الإنجيل .
    ونعود إلى دحض تحليل هذا القس المغمور الأفاك الذي ينشر الضلال ويؤجج للعداوة والبغضاء والحرب الطائفية ونشر الكراهية حيث يدعي أن سارة وإبراهيم تعجلا تنفيذ الأمر الإلهي بالابن البشارة فدفعت سارة إلى أحضان زوجها إبراهيم جاريتها هاجر وقالت في نفسها تلد لي هاجر هذا الابن الذي وعد به الرب
    ولا أدري من أين عرف هذا القس ما دار في نفس سارة مع أن ما يدور في النفس غيب ولا يعلم الغيب إلا الله وهذا التحليل غير مذكور في الكتاب المقدس بل أشار الكتاب المقدس صراحة وذكر الابن الذي تلده لك سارة في مواضع كثيرة فلماذا هذا الضلال والتضليل ؟
    ثم هل قام الله بتوبيخ إبراهيم على أنه اتخذ من هاجر زوجة وحملت منه وولدت له إسماعيل حتى يكون تحليل القس المغمور صحيحا ومتمشياً مع الكتاب المقدس .
    طبعاً ليس هناك في الكتاب المقدس ما يؤيد هذا الزعم المضلل ويساند هذه الأفكار المريضة .
    وقد تعود مثل هؤلاء الكهنة أن يزيفوا ما قاله الله حتى في مجال العقيدة والطقوس التي يمارسونها في الكنائس في جرأة فاحشة فكيف يكونون أمناء علي تفسير الكتاب المقدس كلمة الله العليا .
    فقد كانت سنة هذه العصور البدائية التي عاش فيها حضرة إبراهيم أن يتخذ الرجال من الجواري زوجات وسراري لزيادة نسل القبيلة للدفاع عنها وحمايتها فقد كانوا يتعرضون لصراعات وغارات دائمة من قبائل أخري بهدف السيطرة والتحكم علي مناطق الرعي والآبار وكذلك هجوم الحيوانات المتوحشة الباحثة عن الطعام لهذا كان التعدد ضرورة اجتماعية واقتصادية وأمنية ومن الغباء أن نتناول دراسة عصر بمنطق عصر آخر . فكل عصر له قوانينه الاجتماعية التي تصاغ علي أساسها العادات والتقاليد والعرف الاجتماعي والقيم والأخلاق .
    فمن الجهل الفاضح أن نقيس عادات فترة تاريخية معينة بمسطرة قياس عصر آخر فالعادات التي كانت سائدة في العصور البدائية والعصور الوسطي نشعر تجاهها بالغرابة في العصر الحديث .
    فمثلاً دافع الأمن اليوم لا يعتمد علي الكم ولكن أصبحت له عوامل أخري كالتقدم العلمي والتكنولوجي وأصبح الكيف له الأولوية علي الكم بل هذا الكم الذي كان مفخرة أصبح عائقاً أمام تقدم المجتمع وتطوره وسببا لتفاقم المشكلات وانتشار الفقر والتخلف.
    فلا يجب أن نتناول عصر حضرة إبراهيم بمنظور عصرنا وإلا نكون ارتكبنا حماقة ومارسنا الجهل بأصول علم الاجتماع كما وقع راعي كنيسة قصر الدوبارة في هذا الجهل المفرط المصاحب لسوء النية والطوية التي لا يخفي توجيه مقاصدها .
    ولقد بشر الله إبراهيم أن يخرج منه أمم وممالك كما ذكر الكتاب المقدس وكان نسل إسحاق هم أول مملكة وأول أمة كما كان مقدراً لها منذ البدء فمن تكون بقية الأمم والممالك المذكورة في الكتاب المقدس لا شك أن بعد فساد نسل سارة يأتي نسل هاجر ثم نسل قطورة وكلها ممالك وأمم من نسل إبراهيم أبى الأنبياء حملة مشاعل الملكوت الإلهي وشعلة التنوير الروحي للبشرية أجمع في كل العصور والأزمان منذ بدء الخليقة وحتى الآن .
    حيث ورد في الإصحاح السابع عشر من سفر التكوين : -

    ( فلا يدعي اسمك بعد إبرام بل يكون اسمك إبراهيم لأني أجعلك أباً لجمهور من الأمم وأثمرك كثيراً جداً وأجعلك أمماً وملوكاً منك يخرجون وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكاً أبدياً وأكون إلههم ) .
    وتطاول هذا القس المغمور وقال علي حضرة إسماعيل أنه لم يولد حسب مشيئة الله بل حسب مشيئة الجسد والمولود من الجسد جسد هو كله خطايا وذنوب وشرور أما إسحاق مولود حسب المشيئة الإلهية بالوعد الإلهي .
    بالرغم من قول الله في شأن حضرة إسماعيل سأباركه وأثمره وأكثره وسماه إسماعيل لأن الرب سمع لمذلة هاجر والله هو السميع لهذا سمي إسماعيل مشتقاً من اسم الله ذاته بالمشيئة الإلهية ( سمع إيل ).
    الذي لم يفهمه هذا القس أن جميع البشر لابد لهم من الولادة الروحية أي تتحرر أرواحهم من شهوات الجسد وحيث أن الجسد يعود إلي الأرض التي نبت منها فلو توافقت الروح مع الجسد لن ترث الملكوت بل تظل في الظلمة الخارجية حيث البكاء وصرير الأسنان أما الولادة الروحية تحرر الروح من شهوات الجسد وتصعد لترث الملكوت الإلهي مع المسيح وهذا أفضل جداً كما ينص الإنجيل أما مظاهر الله المقدسة تعطي الروح القدس منذ حداثتها لأن الله قد اختارهم لنفسه ليكونوا القدوة للبشرية فكان إسماعيل ابن إبراهيم كذلك مولود ولادة روحية لأن عليه بركة الرب الإله كما نص التوراة .
    ولم يقل لنا هذا القس المغمور أسباب قيام نسل إسحاق المولود حسب المشيئة الإلهية بقتل المسيح وقولهم علي أمه الطاهرة النقية فحشاً من القول بينما قال نسل إسماعيل المولود حسب زعمه بمشيئة الجسد بتعظيم المسيح وأمه العذراء البتول ؟
    وكان من الأولى لهذا القس في تركيز البحث في صلب العقيدة المسيحية ذاتها ويقول لنا ما هو منطوق الصلاة التي كان يصلي بها حضرة المسيح والتلاميذ الأوائل ؟ حيث يحتج أصحاب مذهبه البروتستانتى على الكاثوليك والأرثوذكس ولكنهم لم يقدموا دليلاً منطقياً يؤكد مزاعمهم .
    وهل كان حضرة المسيح يقوم بتعميد الأطفال الرضع الذين لهم الملكوت وفي أفواههم صلوات ؟
    حتى لا يقوم الكهنة بتأليف صلوات من أفواههم وترانيم وطقوس نتقرب بها إلى الله تتعارض من مذهب إلى آخر .
    ولا يخفي علينا الصراع الضاري بين مذهب هذا القس والمذهب الكاثوليكي والأرثوذكسي حول هذا الموضوع الهام وغيره من الطقوس والممارسات .
    فاحسموا خلافاتكم قبل أن تتحدثوا عن غيركم لتحققوا الوحدة الموضوعية لمذاهبكم فيما بينكم بدلا من أن تقذفوا الناس بالطوب وبيتكم من زجاج .
    ويرد ذكر زوجة حضرة إبراهيم قطورة في الإصحاح الخامس والعشرين من سفر التكوين : -

    ( وعاد إبراهيم فأخذ زوجة اسمها قطورة فولدت له زمران ويفشان ومدان ومديان ويشباق وشوحا .
    وولد يفشان شبا وددان . وكان بنو ددان أشوريم ولطوشيم ولأميم. وبنو مديان عيفه وعفر وحنوك رابيداع وألدعه .
    جميع هؤلاء بنو قطورة . وأعطي إبراهيم إسحاق كل ما كان له وأما بنو السراري اللواتي كانت لإبراهيم فأعطاهم إبراهيم عطايا وصرفهم عن إسحاق ابنه شرقاً إلى أرض المشرق وهو بعد حي).

    لأن هذا كان وقت إسحاق وحيث أن الله يدخرهم لفترة لاحقة ذهبوا إلى إيران وخرج منها زرادشت والهند والصين وفيها ظهر بوذا والبراهما وكرشنا .
    ويخلط أتباع البراهما بينه وبين حضرة إبراهيم الجد الأكبر أبى الأنبياء ويقولون أنهم أصل الرسالات السماوية ولا يعترفون باليهودية ولا بالمسيحية ولا بالإسلام ويهاجمون كل الكتب المقدسة للجميع ويتطاولون عليها جميعاً .
    وانحرف أتباعهمً واتجهوا إلى عبادة النار والبقر وشوه أتباعهم ما قاله الأنبياء ونشروا الضلال بين السيخ والهندوس والبوذيين وهكذا كان كهنة كل عصر في نهاية كل أمة ليبدأ العصر الجديد بالعهد الجديد برسول جديد في دورة جديدة تقدم للبشر ماءً روحياً نقياً جديداً من شرب منه تكتب له الحياة الأبدية

    ونعود إلى تطاول هذا القس المغمور علي حضرة إبراهيم والسيدة سارة امتداداً للضلال الذي يروجه دون سند كالعادة من الكتاب المقدس فإذا كانوا لا يستندون إلى الكتاب المقدس في الطقوس وبرامج العقيدة فكيف يحتكمون إلى الكتاب المقدس في مثل هذه المرويات التي تنبع من عقولهم المغرضة وقلوبهم المريضة .
    فلو احتكم هذا القس إلى آية واحدة تؤكد استنتاجاته لحازت كلماته قدراً من الاحترام وتكون دافعاً لتناولها بموضوعية .
    حيث يدعي أن حضرة إبراهيم مؤسس دولة الإيمان والملكوت الإلهي علي الأرض قد خالف الأمر الإلهي وذهب إلي مصر هو وزوجته سارة بدلا من الاتجاه إلى الأرض المقدسة التي كتبها الله له ولنسله من بعده ولم يدرك أن نسل إبراهيم من سارة لم يدخلوا الأرض المقدسة إلا بعد وفاة حضرة موسى بأربعين سنة ولم يدر أن حركة التاريخ كانت شيئاً مقدراً ولها أسبابها اللازمة عند الله فقد تم تقويم اليهود في البرية وتهذيبهم ليصبحوا مؤهلين لدخول الأرض المقدسة وامتلاك كل أرض كنعان
    وقال لما ذهب إلى مصر وكانت امرأته سارة جميلة جداً وطمع فيها الفرعون فخاف إبراهيم من القتل علي يد جنود فرعون فكذب وقال أن سارة أخته لينجو بنفسه ويسهل مهمة الفرعون في الاستيلاء علي زوجته سارة حيث رأى في عين الفرعون رغبة للزواج من سارة .
    وبالفعل أخذ الفرعون سارة إلى قصره وقد ظهر للفرعون ملاك الرب وقال له لا تقترب من هذه المرأة فهي زوجة إبراهيم وضرب قصره ضربات شديدة لتخويف الفرعون من البلاء القادم إذ لم يمتثل للأمر الإلهي بترك سارة إلى إبراهيم .
    واستدعي الفرعون إبراهيم وقال له لماذا كذبت علي وقلت أنها أختك هذه زوجتك خذها وأعطاه أموالاً وأبقاراً وأغناماً وأعطي سارة هاجر لتصبح جاريتها وتخدمها وأصبح إبراهيم غنياً جداً .
    كيف يقاوم إبراهيم الصحراء القاحلة ويكون قبيلة دون أن يتزود لرحلة البقاء ؟

    عاطف الفرماوى


    عضو ذهبي
    عضو ذهبي
    كيف يقاوم إبراهيم الصحراء القاحلة ويكون قبيلة دون أن يتزود لرحلة البقاء ؟
    فقد رتبت له المشيئة الإلهية هذه الرحلة إلي مصر وقد حدث ذلك في عهد يعقوب حينما اشتد الجفاف وتعرض بنو إسرائيل للموت الجماعي فرتبت لهم المشيئة الإلهية الاستقرار في مصر ودعوة الفرعون لهم للإقامة في مصر في عهد يوسف النبي الذي عمل مستشاراً للفرعون ووزيراً للمالية .
    القصة صحيحة وموجودة نصاً في الكتاب المقدس ولكن القس لم يدرك أن ذلك كان حيلة إلهية ليصير إبراهيم غنياً جداً ليتزود لرحلته ويقاوم عوامل الطبيعة لأن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة ثم تدبير آخر أن يكون لجارية سارة السيدة هاجر التي وهبها لها الفرعون دور عظيم في التطور الاجتماعي للتاريخ الإنساني بولادة إسماعيل من إبراهيم الذي خرجت من صلبه الأمة العظيمة الموعودة كما ينص الكتاب المقدس فكلها ترتيبات إلهية وحيل إلهية لتسير الأمور حسب المشيئة الإلهية المقدرة سلفاً إلى حين في علم الغيب والتي لا يدركها الإنسان في حينها . ولم يدركها في عصرنا قليلو الإيمان المحرومون من النور الإلهي الذين اتهموا حضرة إبراهيم والسيدة سارة بمخالفة الرب الإله بالذهاب إلى مصر وكان المفروض أن يتجه حضرة إبراهيم حسب زعمه للأرض المقدسة التي كتبها الله له ولنسله ملكاً أبدياً من بعده ويأخذون كل أرض كنعان مع أن دخول الأرض المقدسة لم يتم إلى بعد انتقال حضرة موسى للرفيق الأعلى بسنوات ولم يحدث ذلك في عهد حضرة إبراهيم لأنها كانت لنسله من سلالة يعقوب بينما سلالة إسماعيل بن هاجر المصرية سكنت أرض الجزيرة العربية وأبناء قطورة صرفهم إبراهيم شرقاً بعيداً عن إسحاق فسكنوا إيران والبعض ذهب إلى الهند والصين .
    ولم يدرك أيضاً أن الإسلام الذي يهاجمه هو جوهر كل الرسالات السماوية

    ( إذ قال يعقوب لبنيه لا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) .
    ( وقال المسيح للحواريين من أنصاري إلي الله قالوا نحن أنصار الله واشهد بأنا مسلمون ) .
    ( وكان إبراهيم حنيفاً مسلماً ولم يك من المشركين ) .

    فالدين عند الله واحد ألا وهو الإسلام الذي جاء به حضرة إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وموسى وعيسي ومحمد وبهاء الله وتذوب فيه اليهودية والمسيحية والزداشتية والهندوسية والبوذية والبهائية وغيرها .
    ونرد على إدعاء هذا القس الأفاك قائلين له : -
    من أين أتيت بهذا التحليل الذي تزعمه بأن حضرة إبراهيم خالف الله وذهب إلى مصر بدلاً من الذهاب إلى الأرض المقدسة ؟
    هل وبخ الله حضرة إبراهيم على ذهابه إلى مصر بدلا من الذهاب إلى الأرض المقدسة التي لم تحدث في حياة إبراهيم واستمرت حتى بعد وفاة موسى بأربعين سنة في آية واحدة من الكتاب المقدس ولو كان ذلك موجوداً لكانت استنتاجاته مبنية على أساس موضوعي وليست من قبيل الهرطقة التي تعودوا أن يفبركوها للرعية دائما وأبدا ليشدوا انتباههم ويضمنوا عدم فرارهم علي طريق الأفلام البوليسية الأمريكية حيث تكون مركز كنيستهم ومصدر هذه الكتب المريضة والأفكار الضالة المضللة امتداداً للهلاوس المرضية التي يروجون لها
    ولم يسلم من الهجوم اللاذع حتى أبو الأنبياء حضرة إبراهيم ولا حضرة آدم أبو البشر .
    ولأن مصر دائماً هي مهد الرسالات السماوية والصدر الحنون للأنبياء والمرسلين فقد استقبلت حضرة إبراهيم ويعقوب ومعه بني إسرائيل وعاش فيها يوسف النبي وولد فيها حضرة موسى واستقبلت حضرة المسيح طفلاً رضيعا ووفرت له الحماية التي افتقدها في الأرض المقدسة وأمه العذراء البتول ويوسف النجار وبين مصر والإسلام وشائج قربي حيث كانت السيدة هاجر أم حضرة إسماعيل مصرية وكذلك زوجة حضرة إسماعيل التي أنجبت نسل إسماعيل من العرب ومنهم حضرة محمد نبي الإسلام والمسلمين الذي يتمتع بجذور مصرية من ناحية السيدة هاجر وزوجة حضرة إسماعيل وقد تزوج حضرة محمد من مصرية وأنجبت له أولاده الذكور الذين شاءت إرادة الله أن تصعد أرواحهم إلى الله في المهد حتى لا تكون النبوة وراثية في عهد محمد كما كان الحال في بني إسرائيل ثم أن الخلافة بعد محمد بحد السيف مشحونة بالصراعات المسلحة نزاعاً علي السلطة الدنيوية بين بني معاوية ونسل حضرة محمد من ابنته فاطمة أولاد حضرة علي ابن عم الرسول حيث دارت رحى المعارك القتالية بحد السيف فحكمة الخالق أرادت أن تعفي نسل حضرة محمد من الذكور من هذا التوتر والصراع حتى تظل مكانة النبوة في وضعها اللائق تحظى بالقداسة على فترة من الزمن ثم تقوم الأرادة الإلهية لتعمل عملها وتسير الأقدار حسب المشيئة الإلهية المقدرة سلفاً .
    مع أن حضرة الرسول محمد ذكر فى خطبة الوداع كل نبى خلفاؤه من صلبه وخلفائى من صلب على بن أبى طالب ومعنى ذلك أن المهدى لا بد وأن يكون من نسل فاطمة بنت رسول الله .
    لهذا نجد اسم مصر مذكوراً في كل الكتب المقدسة للأمن والأمان وتمتع الأنبياء بكرم وشهامة أبناء مصر أصحاب أقدم الحضارات في التاريخ الإنساني علي الأرض لذلك تفوح من الحضارة المصرية القديمة عبير الإيمان وربما يكون النبي أخنوخ المذكور في القرءان هو إخناتون والنبي إدريس قد يكون هو أوزريس .
    لهذا ارتبط تاريخ الرسالات السماوية والأديان الكبرى بأرض مصر يتزودون منها للبقاء ويتمتعون بالأمن والأمان فليس غريباً أن ترتب الإرادة الإلهية لحضرة إبراهيم زيارة مصر ليصبح غنياً جداً ويتزود للبقاء ليؤسس قبيلة عظيمة ترددت علي مصر كثيرا في فترات تاريخية متعاقبة في أجيال مختلفة .
    الذين لم يدرسوا التاريخ لا يعرفون هذه الحقائق والذين يجهلون قوانين التطور الاجتماعي ليس لهم حق إطلاق الأحكام من مخيلتهم وخصوصاً لو كانت هذه المخيلة جاهلة ومريضة ومغرضة يستغفلون من هم أشد جهلاً منهم ويكتبون لهم هرطقات لا علاقة لها بالعلم والثقافة .
    ولنتأمل كلمات الملك الفرعوني المصري رمسيس الثاني يخاطب الله في معركة قادش ويسأله العون قائلاً : -
    ( إني أدعوك وأنا وسط أعداء لا أعرفهم فأجدك أعز لي من مليون راجل من المشاة ومئات الألوف من المركبات ومائة ألف رجل من الاخوة والبنين . إن الجمهرة من الناس عدم إنه أعز لي منهم إنه مستمع لي ) .
    تصورت مصر الإله قبل ظهور حضرة المسيح بأربعة عشر قرناً إله منقطع القرين في صفاته حيث يقول أمنحتب مخاطباً الله : -
    ( إنك صانع مصور لنفسك بنفسك مصور دون أن تصور منقطع القرين في صفاتك مرشد الملايين إلي السبيل ) .
    حيث أطلق المصريون علي الله كلمة معات أقدم اسم معنوي ذي معاني متعددة في التاريخ .
    ويقول المصري القديم شفاعة مسجلة على متون الأهرام : -
    ( أنا لم أرتكب ما يغضب الإله . أنا لم ألوث ماء النيل . أنا لم أتسبب في حرمان إنسان من حق له ) .
    ويشدو إخناتون بقوله مخاطبا الله قائلاً : -
    ( أنت الذي تنفخ في الفرخ وهو مضغة فتهبه الحياة . أنت الذي تتم خلقته فينقر البيضة وهو في باطنها فإذا خرج منها جعل يصيئ بقوة تامة وهو يجرى علي قدميه ساعة يخرج . أنت خلقت الأرض خلقتها وحدك لا شريك لك وعلى ما أردت . الأرض بما فيها من بشر وأنعام وسائمة ) .
    ومزامير داود المزمور 104 الآيات 20 , 21 , 24 , 25 , 26 , 541
    وردت جميعها علي لسان إخناتون وأخلاق مصر لم تتفوق عليها الوصايا العشر قبل كتابة الوصايا بألف سنة كما سجل التاريخ هذه الحقائق وقد سبقت الحضارة المصرية القديمة العبرانيين بثلاثة ألف سنة .
    هذه هي مصر التي يجهلها راعي كنيسة قصر الدوبارة منيس عبد النور المروج للجهل والضلال ومروج العداوة والكراهية والفتنة ويؤجج للحروب الطائفية ليخلق التوتر والصراع بدلا من المحبة والسلام وبالناس المحبة وعلي الأرض السلام .
    كل الاستنتاجات التي وصلت إليها مخيلته ولفيف من كهنة كنيسته الأمريكية تتعارض مع منطق التاريخ وقوانين التطور الاجتماعي وتاريخ النبوات والرسالات السماوية فنشروا الضلال وروجوا للأكاذيب لنشر الكراهية والتعصب الأعمى البغيض دون ثقافة علمية بدلا من التسامح مع الآخر ليسود السلام .
    ونحن نسجل هذا البحث الموثق في تاريخ الأديان كخطوة لتعديل الاتجاهات السائدة بين البشر حتى باتت عقائدهم مختلفة تماماً عن الدين الذي بلغه الأنبياء والمرسلون فقمنا بهذا الجهد العلمي الموثق لتصحيح الفكر البشري حول الأديان وتصحيح العلاقة بين البشر والديان ودحض افتراءات الكهنة في كل العصور والأزمان .
    وأنا بصدد كتابة هذا المقال منذ سنوات مضت قرأت ما كتبه أحد كبار الكتاب في عموده اليومي في جريدة الأهرام مقالة لتصحيح اسم سكرتير عام الأمم المتحدة السيد / كوفي أنان الذي تصر الجرائد بتلقيبه بكوفي عنان وتعريب اسم أنان باسم عنان وقال أن اسم أنان نادر جداً وهو ينتمي تاريخياً إلى القاضي الظالم أنان الذي حكم حكماً ظالماً على القديس جيمس الأخ غير الشقيق للسيد المسيح . إلى هنا تنتهي المقالة ولم يكن يقصد بالطبع أن يتعرض لتاريخ العائلة المقدسة إلا وانهالت على الكاتب رسائل من الاخوة المسيحيين في مصر يستفسرون عن مصدر هذه المعلومات فرد عليهم في مقاله أخري قائلاً : أنه نقل هذه المعلومات من مخطوطة عبرية اهتمت بتأريخ هذه الفترة التاريخية وانتهي الرد .
    إلا أن هذا الموضوع أثار بلبلة خصوصاً داخل الكنيسة الأرثوذكسية مما اضطر البابا شنودة بابا الأرثوذكس بكتابة مقالتين الأولى في جريدة الأهرام التي نشرت هذا الكلام والثانية في جريدة الجمهورية بعنوان :
    مريم لم تتزوج والمسيح ليس له اخوة
    لأن الرعية بدءوا يتساءلون إذا كان للمسيح اخوة فكيف يكون إلهاً وإذا كانت مريم تزوجت فلماذا تكون الرهبنة ؟ وغيرها من التساؤلات في الأوساط المسيحية مما دفع البابا شنودة رأس الكنيسة الكاثوليكية للتصدي بكتابة مقالتين في الصحف اليومية .
    ولكنه مذكور في الإصحاح الأول من إنجيل متي ما يلي : -

    ( أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلي من الروح القدس فيوسف رجلها إذ كان باراً ولم يشأ أن يشهرها أراد تخليتها سراً ولكن فيما هو متفكر في هذه الأمور إذا ملاك الرب قد ظهر له في حلم قائلاً يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك
    لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل هو ذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عما نؤيل الذي تفسيره الله معنا .
    فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره ملاك الرب وأخذ امرأته ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر ودعا اسمه يسوع ).

    فكيف أن حضرة مريم العذراء لم تتزوج والله يقول ليوسف لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك والذي لم يعاشرها معاشرة الأزواج حتى ولدت ابنها البكر وكلمة ابنها البكر كناية عن أنه ليس وحيدها بل هو الأول البكر ابن باكوريتها ولا يمنع مادامت تزوجت أن يكون لها أبناء آخرون . ومذكور في الإنجيل في موضع آخر أن حضرة المسيح يجتمع مع تلاميذه وجاء إليه من يخبره قائلاً : إن أمك واخوتك يطلبونك في الخارج فوضع يده على تلاميذه قائلاً : ها هم أمي واخوتي بمعني أن علاقته بتلاميذه هي علاقة روحانية أما علاقته بأمه واخوته علاقة جسدية والعلاقة الروحية لها الأفضلية عن علاقة الجسد لأن الجسد لا يفيد شيئاً وينتهي حتماً إلى زوال بينما الروح تبقي للأبد وهذا يؤكد أنه كان لحضرته اخوة من أمه كما ورد في المخطوطة العبرية التي كتبها كاتب الأهرام وأحدثت ضجة كبيرة بين أوساط الرعية المسيحيين وخصوصاً وأنه ليس هناك تركيز حول هذه المعلومة لأنها بديهيا لا علاقة لها بالعقيدة المسيحية فكيف تكون موضع تركيز في الإنجيل ؟ وذلك لا ينفي بالضرورة وجودها وخصوصا أنها مذكورة في الإنجيل ولكنها لم تأخذ حظاً من التفصيل والتوضيح والإسهاب لأنه لا جدوي من ذلك في الفكر المسيحي الصحيح ولكن في ظل الفساد والهرطقة يكون لها جدوي ومعني لترد علي الأكاذيب والضلال لهذا هي موجودة بشكل موجز جداً كما ذكرنا .
    وأخيراً نقول للبروتستانت وجميع المذاهب المسيحية ادرسوا تاريخكم جيداً لتتعلموا ثم تكلموا عن غيركم . تفهموا أنفسكم أولاً قبل أن تتكلموا عن غيركم حيث بدأ الصراع بين أهل النهضة وأهل العلم عندما بدأ العلماء فى الإجابة على أسئلة كان ينفرد بالإجابة عليها رجال الكنيسة بغير علم لا تخرج عن كونها تخمينات ظنية مثل : لماذا السماء زرقاء ؟ ما عمر الأرض ؟ ماهى الجاذبية ؟ ما هى الكواكب ؟ وما هى مساراتها ؟ وقد كانت إجابات أهل العلم تختلف عن تلك التى إفترضها رجال الكنيسة.
    ومن هنا نشأ الصراع فقد قامت الثورة العلمية على أفكار بيكون فى انجلترا الذى وضع أسس المذهب العلمى التجريبى الأمبريقى فى الغرب والذى سبقه إليه الحسن بن الهيثم العالم العربى المسلم . ثم جاءت سلسلة من العلماء العظماء الذين ارتقوا بالعلم فقد جاء جاليليو الذى فند كلام أرسطوا عن مركزية الأرض وعن الجاذبية الذى حاكمته الكنيسة وأرغمته على الاعتذار والاعتراف الكاذب فى تقديره وألزمته منزله وجاء كيلر الذى فند كلام أرسطو عن مدارات الكواكب فى دوائر صحيحة ووضع قواعد أربع تحدد سرعة الكواكب فى دوراتها الإهليجية حول الشمس والذى هددته الكنيسة بمحاكمة والدته باعتبارها ساحرة فى محاكم التفتيش وأرغمته على إكتساب قوته بالعمل فى التنجيم وجاء نيوتن الذى وضع أسس علم الميكانيكا وفند أيضاً أقوال أرسطو فى هذا المجال بإثبات أن جميع الأضداد فى حركة ثابتة إلى أن تغير سرعتها أو اتجاهها قوة أخرى وجاء لينوس ونظم الكائنات الحية وأعطاها أسمائها العلمية ثم جاء داروين ووضع هو ومندل أسس كل ما نراه الآن من تقدم فى علوم البيولوجيا والهندسة الوراثية والبيولوجيا الجزئية . ولم يكن من هؤلاء العلماء الذين اضطهدتهم الكنيسة ملحد واحد بل كانوا جميعاً مؤمنين بالقوى الإلهية وكانت دراسات بعضهم أساساً فى اللاهوت .
    وقد لعبت مكتبة الإسكندرية القديمة والنهضة الفكرية العلمية أيام الإمبراطورية الإسلامية دوراً كبيراً فى ظهور عصر النهضة والثورة العلمية الأوروبية فإلى جانب مساهمة المسلمين فى عصر النهضة بدراسات ابن رشد عن أرسطو وتعليقاته المشهورة عليه التى ما زالت تدرس حتى الآن فإن علماء مكتبة الإسكندرية مع علماء الإمبراطورية الإسلامية وضعوا الأسس التى تمت عليها الثورة العلمية . لقد كانت دراسات أقليدس فى كتابه الأوليات التى ترجمت إلى العربية هى الأساس الذى بنى عليه نيوتن أفكاره وكانت فكرة أريستاركوز من المكتبة أيضاً عن مركزية الشمس هى التى أوحت لابن الشاطر بدراساتها وإثباتها رياضياً وهى الدراسة التى اقتبسها كوبرنيكس وهناك ما يثبت ذلك وكانت كتابات ابن الهيثم أساس ما قاله بيكون فى المذهب التجريبى للعلم وكانت رياضيات أرشميدس هى أساس التفاضل والتكامل عند نيوتن .
    ومن الثابت تاريخياً أن الحضارة الإسلامية تفاعلت مع التراث الإنسانى بالأخذ والعطاء بينما كان دور الكنيسة هو قتل العلم والعلماء .
    بينما كان اليهود هم قتلة الأنبياء فقد كانت كنيسة العصور الوسطى هم قتلة العلم والعلماء . ومن هذه الدراسة التلخيصية تظهر عظمة الحضارة الإسلامية وفضلها على البشرية وتقدم العلوم والمعرفة .
    ولم تصل أوروبا إلى ما وصلت إليه من تقدم العلوم إلا على أكتاف الكثيرين ومنهم العلماء المسلمين وبعد أن تحررت أوروبا من سلطة الكنيسة التى تكرس للجهل والضلال .

    الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى