فأنظر بأى صراحة عينت سنة الظهور ولا يمكن اخبار الظهور أصرح ولا أوضح من هذا ويتفضل حضرة المسيح فى الآية الثالثة من الأصحاح الرابع والعشرين فى أنجيل متى مصرحا بأن المقصود من اخبار دانيال هذه هو زمان الظهور وتلك الآية هى "فيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم اليه التلاميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا وماهى علامة مجيئك وانقضاء الدهر "ومن جملة بيانات حضرة المسيح التى اجابهم بها قوله " فمتى نظرتم رجسة الخراب التى قال عنها دانيال النبى قائمة فى المكان المقدس ليفهم القارىء " واحال الجواب الى الاصحاح الثامن من كتاب دانيال قائلا كل من يقرا ذلك الاصحاح يجد ذلك الزمان _ فانظروا كيف ا، ظهور حضرة الباب مطابق لصريح التوراة والأنجيل وبالاجمال فلنبين الآن تاريخ ظهور حضرة بهاء الله من التوراة حيث عين هذا التاريخ بالسنة القمرية من بعثة وهجرة محمد صلى الله عليه وسلم وذلك لأن الشريعة المحمدية تأخذ بالتاريخ القمرى وما يختص بأحكام وعبادات تلك الشريعة معمول به على حساب السنة القمرية ففى الآية السادسة من الاصحاح الثامن عشر من كتاب دانيال يقول "وقال للرجل اللابس الكتان الذى من فوق مياه النهر الى متى انتهاء هذه العجائب فسمعت الرجل اللابس الكتان الذى من فوق مياه النهر إذ رفع يمناه ويسراه نحو السموات وحلف بالحى الابدى أنه الى زمان وزمانين ونصف زمان فاذا تم تفريق أيدى الشعب المقدس تتم كل هذه ، وحيث أننا ذكرنا معنى اليوم من قبل فلا حاجة الى تفصيله ولكن نقول بالاختصار إن كل يوم من أيام الرب عبارة عن سنة واحدة وكل سنة أثنا عشر شهرا اذا فثلاث سنوات ونصف هى اثنان وأربعون شهرا وهذه عبارة عن 1260 يوما وكنص الكتاب المقدس كل يوم عبارة عن سنة وفى
سنة 1260 من الهجرة المحمدية ( التاريخ الأسلامى ) ظهر حضرة الباب المبشر بحضرة بهاء الله ثم يقول بعد ذلك فى الآية الحادية عشرة ( ومن وقت إزالة المحرقة الدائمة وإقامة رجس الخرب 1290 يوما طوبى لمن ينتظر ويبلغ الى الألف والثلثمائة والخمسة والثلاثين يوما فبداية هذا التاريخ القمرى هو يوم أعلان نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فى أقليم الحجاز باسره وكان ذلك بعد البعثة بثلاث سنين لأن تلك النبوة كانت مستورة فى البداية وما علم بها أحد سوى خديجة وابن نوفل وبعد ثلاث سنوات أعلنت نبوته وأعلن حضرة بهاء الله ظهوره بعد سنة 1290من أعلان نبوة السيد الرسول
ملحوظة : أن سنة 1290 من أعلان نبوة السيد الرسول مطابقة لسنة 1280 هجرية وفى هذه السنة حينما أنتقل حضرة بهاء الله من بغداد الى القسطنطينية وأقام أثنى عشر يوما بحديقة الرضوان الواقعة فى خارج المدينة أعلن أمره خاصة أصحابه