ان التكهنات والتوقعات فيما يخص يوم القيامة وحالة البشر في ذلك اليوم تحتاج الى وقفة صحيحة ونظرة جديدة لغرض فهم معنى يوم القيامة، ولا نجانب الصواب إذا قلنا ان غالبية الناس لا يدركون ذلك وينكرون حقيقة الموقف الذي سيواجهونه بدليل قوله تعالى في الآيات التالية (يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمْ الْكَافِرُونَ)(3) وكذلك (وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ)(4)، وأيضاً (إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً)(5). اذن لابد من وجود معانٍ خفيّة غير ما هو متناقل عن الأسلاف وما ينتشر بين الناس لمفهوم اليوم الآخر ويوم الحساب المذكور في آيات الكتب السماوية، إذ من غير المعقول أن يكون يوم القيامة حسب المواصفات المادية المنتشرة بين الناس.
ذكر السيد المسيح(ع) مثالا بهذا الخصوص، قال: [اسمعوا مثلا آخر. كان إنسان رب بيت غرس كرماً وأحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى برجاً وسلّمه الى كرّامين وسافر. ولما قرب وقت الأثمار أرسل عبيده الى الكرّامين ليأخذ أثماره. فأخذ الكرّامون عبيده وجلدوا بعضاً وقتلوا بعضاً ورجموا بعضاً. ثم أرسل أيضا عبيدا آخرين أكثر من الأولين. ففعلوا بهم كذلك. فأخيرا أرسل اليهم ابنه قائلا يهابون ابني. وأما الكرّامون فلما رأوا الإبن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث. هلموا نقتله ونأخذ ميراثه. فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه. فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرّامين. قالوا له. أولئك الأردياء يهلكهم هلاكا رديا ويسلم الكرم الى كرّامين آخرين يعطونه الأثمار في أوقاته](6).
ان المقصود بالإنسان رب البيت في القصة السابقة، هو (الله) سبحانه وتعالى، ومن الكرم هو (الشريعة) ومن الكرّامين الذين تركهم عليها ليزرعوها هم (مؤمنون الديانات السابقة)، وفي وقت الإثمار أي (نهاية عمر الرسالة)، أرسل لهم عبيده، أي (رسلاً وأنبياء آخرين) ليأخذوا من الزراع أي من المؤمنون السابقون ثمن المحصول، أي ثمن (العبادة والعمل الصالح) ويسلموه الى صاحب الكرم (الله) سبحانه وتعالى. لكن الكرّامين (المؤمنين السابقين) كانوا أشراراً وقتلوا عمال صاحب الكرم، أي (الأنبياء وأتباعهم الجدد) وامتنعوا عن تسليم محصول أيمانهم لهم، أي (كفروا بالرسالة الجديدة)، فسكت صاحب الكرم (الله) عن فعلتهم وتغاضى عنها وتركهم على حالهم. وفي الموسم القادم، أي في (الرسالة التالية) أرسل لهم عبيداً آخرين، أي (رسلاً ومؤمنين جدد آخرين) ففعل المزارعون، أي أصحاب الدين القديم بالعمال الجدد مثل سابقيهم، ومرة أخرى سكت عنهم الله (صاحب الكرم والشريعة). وتوالت هذه الأحداث، حتى أرسل لهم (ابنه الروحي) أي السيد المسيح(ع) نفسه، ولكن هؤلاء المزارعون الأشرار أصحاب الشريعة السابقة، قتلوا الابن أيضا واغتصبوا المحصول، أي شوهوا تعاليم شريعته وكفروا بها وفعلوا بأوامره (شريعته) كيفما شاءوا. في النهاية لم يجد صاحب الكرم (الله) بُداً من الذهاب اليهم بنفسه لإبادتهم وتشتيت شملهم وقتل كل من اعتدى على عمّاله (مؤمنيه) وقتل ولده ورفض تنفيذ أوامره (شريعته). فيخلص الكرم (حقيقة الدين الإلهي) منهم ويشرف عليها بنفسه ليعم الخير والسلام الأرض.
قد يقول أحد القراء ان هذه القصة من الإنجيل، أو من كتب النصارى، وهذه كتب محرّفة لا يؤخذ بنصوصها ككلام إلهي، فكيف يأتي الله الى الأرض، فهذا أمر غير معقول؟! ولاختصار هذا المطلب، نورد عدة دلائل من آيات القرآن الكريم تشير الى نفس المعنى والمضمون:
(هَلْ يَنظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمْ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنْ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ)(7) و (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)( و (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ)(9) و (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)(10) و (لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ)(11) و (وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ)(12) و (أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ)(13). ان هذه الآيات وغيرها تؤيد المطلب السابق وتوافق ما جاء في الإنجيل.
والدليل الثاني، لو حاول شخص ما تحريف نص أي كتاب منزل من عند الله سبحانه وتعالى، فهل يستطيع ذلك؟ في الحقيقة سيصعب عليه بل ويستحيل فعل ذلك، لأن الكتب السماوية ليست نسخاً فريدة موجودة في مكان معين، حتى يتمكن من يشاء تنفيذ هذه الفعلة وتحريف الكتاب.
أما ما نراه من اختلافات ظاهرية في الأناجيل الأربعة على سبيل المثال، فما مرد ذلك إلا لأنها كتبت على لسان السيد المسيح(ع) عندما كان يكلم أتباعه، ومن الوارد أنه كلَّم أحدهم بغياب آخر، ثم أعاد الحكاية للغائب عند حضوره بغياب الأول، وعندما كتبا ما سمعاه فيما بعد، جاء الاختلاف في التعبير وليس في المضمون. هذا بالإضافة الى أن المسلمين يقيسون متانة نصوص أي كتاب سماوي بكتاب القرآن الذي نزل بطريقة أخرى وظروف جديدة. لذلك فما نراه ونطلق عليها كلمة "تحريف"، ما هو الا بسبب قدم تاريخ بعض الكتب وتعدد تراجمها الكثيرة.
لكن أخطر أنواع التحريف، هو تحريف المعاني وليس الكلمات، كما قال تعالى (مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)(14) و (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)(15)وهذا النوع من التحريف منتشر بين كثير من رجال الدين في مختلف الديانات! فهم يفسرون ويؤولون معاني آيات كتبهم كيفما أرادوا لتتفق مع قدراتهم العقلية غافلين عن مفاهيمها الحقيقية، كما قال تعالى (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)(6 لقمان).
والدليل الآخر: ان من يؤمن بهذه الكتب السماوية، يقدسها ويحترمها ويكن لها غاية التبجيل والتعظيم، وإلا لما آمن بها وخضع لها، وفي هذه الحالة لا يمكن ان تسوّل له نفسه التلاعب بمحتوياتها. وحتى لو فرض ووجد من يحاول التلاعب بهذه الكتب المقدسة بدافع المصلحة والنفعية، فلا يمكن أن يكون بمعزل عن غيره ليقوم بفعلته.
والأهم من كل هذا: ان كل كتاب من هذه الكتب المقدسة يحتوي على قوة إلهية مكنونة فيه تمنع المؤمنين وحتى الكافرين من العبث والتلاعب بمحتوياتها، ودليل ذلك استمرارية وجودها.
فلقد ورد في القرآن الكريم (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(16)، ومعنى كلمة الذكر في اللغة العربية كلام الله بشكل عام، الا انه اختص بها القرآن الكريم في هذه الآية، وهذا يعني ان الله يتعهد بنفسه المحافظة على كلمات الذكر من التحريف والتبديل.
ولقد جاء في كتاب الإنجيل ما يؤيد هذا القول:- [لأني أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب. وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب](17).
وكذلك جاء في التوراة في سفر دانيال آية تدل على نفس المعنى [اما أنت يا دانيال فأخف الكلام واختم السفر الى وقت النهاية . كثيرون يتصفحونه والمعرفة تزداد](18) وكذلك [فقال اذهب يا دانيال لأن الكلمات مخفية ومختومة الى وقت النهاية](19).
ذكر السيد المسيح(ع) مثالا بهذا الخصوص، قال: [اسمعوا مثلا آخر. كان إنسان رب بيت غرس كرماً وأحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى برجاً وسلّمه الى كرّامين وسافر. ولما قرب وقت الأثمار أرسل عبيده الى الكرّامين ليأخذ أثماره. فأخذ الكرّامون عبيده وجلدوا بعضاً وقتلوا بعضاً ورجموا بعضاً. ثم أرسل أيضا عبيدا آخرين أكثر من الأولين. ففعلوا بهم كذلك. فأخيرا أرسل اليهم ابنه قائلا يهابون ابني. وأما الكرّامون فلما رأوا الإبن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث. هلموا نقتله ونأخذ ميراثه. فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه. فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرّامين. قالوا له. أولئك الأردياء يهلكهم هلاكا رديا ويسلم الكرم الى كرّامين آخرين يعطونه الأثمار في أوقاته](6).
ان المقصود بالإنسان رب البيت في القصة السابقة، هو (الله) سبحانه وتعالى، ومن الكرم هو (الشريعة) ومن الكرّامين الذين تركهم عليها ليزرعوها هم (مؤمنون الديانات السابقة)، وفي وقت الإثمار أي (نهاية عمر الرسالة)، أرسل لهم عبيده، أي (رسلاً وأنبياء آخرين) ليأخذوا من الزراع أي من المؤمنون السابقون ثمن المحصول، أي ثمن (العبادة والعمل الصالح) ويسلموه الى صاحب الكرم (الله) سبحانه وتعالى. لكن الكرّامين (المؤمنين السابقين) كانوا أشراراً وقتلوا عمال صاحب الكرم، أي (الأنبياء وأتباعهم الجدد) وامتنعوا عن تسليم محصول أيمانهم لهم، أي (كفروا بالرسالة الجديدة)، فسكت صاحب الكرم (الله) عن فعلتهم وتغاضى عنها وتركهم على حالهم. وفي الموسم القادم، أي في (الرسالة التالية) أرسل لهم عبيداً آخرين، أي (رسلاً ومؤمنين جدد آخرين) ففعل المزارعون، أي أصحاب الدين القديم بالعمال الجدد مثل سابقيهم، ومرة أخرى سكت عنهم الله (صاحب الكرم والشريعة). وتوالت هذه الأحداث، حتى أرسل لهم (ابنه الروحي) أي السيد المسيح(ع) نفسه، ولكن هؤلاء المزارعون الأشرار أصحاب الشريعة السابقة، قتلوا الابن أيضا واغتصبوا المحصول، أي شوهوا تعاليم شريعته وكفروا بها وفعلوا بأوامره (شريعته) كيفما شاءوا. في النهاية لم يجد صاحب الكرم (الله) بُداً من الذهاب اليهم بنفسه لإبادتهم وتشتيت شملهم وقتل كل من اعتدى على عمّاله (مؤمنيه) وقتل ولده ورفض تنفيذ أوامره (شريعته). فيخلص الكرم (حقيقة الدين الإلهي) منهم ويشرف عليها بنفسه ليعم الخير والسلام الأرض.
قد يقول أحد القراء ان هذه القصة من الإنجيل، أو من كتب النصارى، وهذه كتب محرّفة لا يؤخذ بنصوصها ككلام إلهي، فكيف يأتي الله الى الأرض، فهذا أمر غير معقول؟! ولاختصار هذا المطلب، نورد عدة دلائل من آيات القرآن الكريم تشير الى نفس المعنى والمضمون:
(هَلْ يَنظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمْ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنْ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ)(7) و (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)( و (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ)(9) و (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)(10) و (لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ)(11) و (وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ)(12) و (أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ)(13). ان هذه الآيات وغيرها تؤيد المطلب السابق وتوافق ما جاء في الإنجيل.
والدليل الثاني، لو حاول شخص ما تحريف نص أي كتاب منزل من عند الله سبحانه وتعالى، فهل يستطيع ذلك؟ في الحقيقة سيصعب عليه بل ويستحيل فعل ذلك، لأن الكتب السماوية ليست نسخاً فريدة موجودة في مكان معين، حتى يتمكن من يشاء تنفيذ هذه الفعلة وتحريف الكتاب.
أما ما نراه من اختلافات ظاهرية في الأناجيل الأربعة على سبيل المثال، فما مرد ذلك إلا لأنها كتبت على لسان السيد المسيح(ع) عندما كان يكلم أتباعه، ومن الوارد أنه كلَّم أحدهم بغياب آخر، ثم أعاد الحكاية للغائب عند حضوره بغياب الأول، وعندما كتبا ما سمعاه فيما بعد، جاء الاختلاف في التعبير وليس في المضمون. هذا بالإضافة الى أن المسلمين يقيسون متانة نصوص أي كتاب سماوي بكتاب القرآن الذي نزل بطريقة أخرى وظروف جديدة. لذلك فما نراه ونطلق عليها كلمة "تحريف"، ما هو الا بسبب قدم تاريخ بعض الكتب وتعدد تراجمها الكثيرة.
لكن أخطر أنواع التحريف، هو تحريف المعاني وليس الكلمات، كما قال تعالى (مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)(14) و (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ)(15)وهذا النوع من التحريف منتشر بين كثير من رجال الدين في مختلف الديانات! فهم يفسرون ويؤولون معاني آيات كتبهم كيفما أرادوا لتتفق مع قدراتهم العقلية غافلين عن مفاهيمها الحقيقية، كما قال تعالى (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)(6 لقمان).
والدليل الآخر: ان من يؤمن بهذه الكتب السماوية، يقدسها ويحترمها ويكن لها غاية التبجيل والتعظيم، وإلا لما آمن بها وخضع لها، وفي هذه الحالة لا يمكن ان تسوّل له نفسه التلاعب بمحتوياتها. وحتى لو فرض ووجد من يحاول التلاعب بهذه الكتب المقدسة بدافع المصلحة والنفعية، فلا يمكن أن يكون بمعزل عن غيره ليقوم بفعلته.
والأهم من كل هذا: ان كل كتاب من هذه الكتب المقدسة يحتوي على قوة إلهية مكنونة فيه تمنع المؤمنين وحتى الكافرين من العبث والتلاعب بمحتوياتها، ودليل ذلك استمرارية وجودها.
فلقد ورد في القرآن الكريم (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(16)، ومعنى كلمة الذكر في اللغة العربية كلام الله بشكل عام، الا انه اختص بها القرآن الكريم في هذه الآية، وهذا يعني ان الله يتعهد بنفسه المحافظة على كلمات الذكر من التحريف والتبديل.
ولقد جاء في كتاب الإنجيل ما يؤيد هذا القول:- [لأني أشهد لكل من يسمع أقوال نبوة هذا الكتاب إن كان أحد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب. وإن كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب](17).
وكذلك جاء في التوراة في سفر دانيال آية تدل على نفس المعنى [اما أنت يا دانيال فأخف الكلام واختم السفر الى وقت النهاية . كثيرون يتصفحونه والمعرفة تزداد](18) وكذلك [فقال اذهب يا دانيال لأن الكلمات مخفية ومختومة الى وقت النهاية](19).