سنكمل مابدأناه وننتهي من هذا الموضوع الشيق اليوم..........
وعلى النقيض من يكون قد اتخذ سبيل منحدرا ثم واتاه الاجل المحتوم فهو بلا ريب مستمر في انحداره الى دركات من الظلمات والبعد ودوام الحرمان فيتمنى لو انه حظى بجانب من الطاف الله وغفرانه وشأنه حينئذ لاشك متروك لارادة الله وربما تشفع له صلوات الاقربين اليه والمحيطين له ولله القول والفصل يفعل بعباده ماشاء
(يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء)
وفي هذه المناسبة يعرفنا تعالى بقوله:
(من كان في هذه اعمى فهو في الاخره اعمى واضل سبيلا)الاسراء72
لقد وهبنا الله منذ ولادتنا نعمة لا تقدر بثمن وهي (احترامنا لانفسنا ومعرفتنا قدرها) لانه لايمكن لاحد في الواقع ان يمتلكنا او يفرض سلطانه على مغاليق ارواحنا ونفوسنا
والانسان في مقدوره اختيار السبيل الذي يسلكه وله مطلق الحرية في التصرف بمختلف الوسائل للوصول الى مايهدف اليه في حياته وهو في ذلك الصدد اما ان يسلك سبيلا صاعدا على الدوام الى ماهو ارقى وافضل وصبر على هذا التدرج في السمو في حياته ثم وافته المنية وبلغ اجله المحتوم سوف يستمر تدرجه في مراحل الرقي والسمو ببقائه في ذلك الهيكل الروحاني الذي لايعتريه القرون والاعصار ويستمر في الارتقاء والصعود الى ماهو ارقى فتتحقق ملازمته لمن هم في مرتبته ولهم نفس اتجاهاته مكرمين برضاء الله عنهم فيرفع لهم من شأنهم في واسع رحمته بدوام رقيهم في جناته العليا وفردوسه الاسنى
ولايفوتنا القول بانه مما يزكي رفعة ارواحهم ودوام سموها في عالمها صلوات الذين احبوهم سواء كانوا في هذا العالم ام انتقلت ارواحهم الى جوار ربهم كل هذا مما يساعد على استمرار الرفعة ودوامها في معارج القرب الالهي لان هذا دوام الترقي وسبله مفتوحة دائما لكل من في الامكان ولايتحقق هذا الا بأن يبدأ الانسان بنفسه اولا وتتركز لديه النية الصادقة في العروج الى هذا السبيل الاقوم الابدع
وعلى النقيض من يكون قد اتخذ سبيل منحدرا ثم واتاه الاجل المحتوم فهو بلا ريب مستمر في انحداره الى دركات من الظلمات والبعد ودوام الحرمان فيتمنى لو انه حظى بجانب من الطاف الله وغفرانه وشأنه حينئذ لاشك متروك لارادة الله وربما تشفع له صلوات الاقربين اليه والمحيطين له ولله القول والفصل يفعل بعباده ماشاء
(يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء)
وفي هذه المناسبة يعرفنا تعالى بقوله:
(من كان في هذه اعمى فهو في الاخره اعمى واضل سبيلا)الاسراء72
ولكن مثل هذا الانسان ممن لايجد مايجنيه من خير في اخرته لانه لم يزرع شيئا في دنياه سوف يجد الطريق شاقا مرهقا وسوف يكون مايلقاه من خير في هذا السبيل هو من قبيل الاحسان مما يتصدق به الاقربون عليه فيبقى في حال اشبه مايكون بما يعيش عليه فقراء الدنيا من الصدقات فهو من فقراء النفس او المعدمين وهذا هو الفقر الحقيقي
وفي نهاية الموضوع علينا ان نتلفت حولنا بنظرة من الفكر شاملة حتى نكرس جانبا من حياتنا ووقتنا في التأمل العميق في موقفنا ونضع انفسنا في موضعها الصحيح من حقيقة الحياة الشاملة (في الحياة الدنيا والحياة الاخره) وان نعطي مالارواحنا علينا من حقوق ونستجيب الى مطالبها فلقد طال ماقضينا من عمل وجهد ومال في العناية باجسادنا الفانية وكثيرا ماتغاضينا عن حقوق ارواحنا ورغباتها
ولسوف يشعر الانسان بالرضى غاية الرضى بمجرد ان يعتزم صادقا على تعديل اتجاهاته صوب مطالب الروح التي فطرها الله عليها بعد ان اطلع على ماينتظر روحه من رضوان الله في نعيمه وجناته التي سوف تلازمه الى الابد بل ابد الابدين
اشكركم احبائي ونلتقي في موضوع اخر باذن الله...........